التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى:{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاكهون...}
بالألف. وتقرأ : {فكهون}, وهي بمنزلة حذرون وحاذرون .
وهي في قراء عبد الله :{فاكهين} بالألف). [معاني القرآن: 2/380]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((فكهون): متفكهون، ومنه فلان فكه بأعراض الناس.
{والفاكهون}: الذين تكثر عندهم الفواكه. وكذلك التامر واللابن الذي كثر عنده اللبن والتمر). [غريب القرآن وتفسيره: 312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {في شغلٍ فاكهون} : أي: يتفكهون.
قال أبو عبيد: تقول العرب للرجل إذا كان يتفكه بالطعام, أو بالفاكهة , أو بأعراض الناس : إن فلانا لفكه بكذا , قال الشاعر:
فكه إلى جنب الخوان إذا غدت = نكباء تقطع ثابت الأطناب
ومنه يقال للمزاح: فاكهة, ومن قرأ: {فاكهون }, أراد : ذوي فاكهة، كما يقال: فلان : لابن تامر.
وقال الفراء: هما جميعا سواء: فكة وفاكه، كما يقال حذر وحاذر.
وروي في التفسير: {فاكهون}: ناعمون, و{تفكّهون}: معجبون). [تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ أصحاب الجنّة اليوم في شغل فاكهون (55)}
و{فاكهون}: تفسيره فرحون.
وجاء في التفسير : أنّ شغلهم افتضاض الأبكار، وقيل في شغل عما فيه أهل النار، ويقرأ : في شغل , وشغل , وشغل , وشغل, يجوز في العربية). [معاني القرآن: 4/291]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون}
يقال: فلان فاكه , أي: ذو فاكهة, وتامر , أي: ذو تمر , كما قال الشاعر:
أغررتني وزعمت أنك = لابن بالصيف تامر
روى ابن أبي طلحة , عن ابن عباس : {فاكهين }: (فرحين, وفي بعض التفاسير : ناعمين) .
فأما : فكهون , فقال الفراء : معناه كمعنى فاكهين , كما يقال: حذر وحاذر , وهذا أولاها .
وقال أبو زيد : يقال رجل فكه , إذا كان طيب النفس , ضحوكا .
وقال أبو عبيدة : يقال هو فكه بالطعام, أو بالفاكهة , أو بأعراض الناس .
وقال قتادة : (فكهون: معجبون).). [معاني القرآن: 5/507-508]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فكِهُونَ}: أي: يتفكهون , ومن قرأ : {فَاكِهُونَ} , فمعناه: ذوو فاكهة.
كما يقال: فلان لابن تامر.
وقال الفراء: هما سواء مثل حاذر , وحذر.
وقيل :{فاكهون} : أي: ناعمون , و{فكهون}: معجبون.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَكِهُونَ}: متفكهون, {فَاكِهُونَ}: كثرت فاكهتهم). [العمدة في غريب القرآن: 251]
تفسير قوله تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {على الأرائك متّكئون...}
و{على الأرائك متكئين}: منصوباً على القطع, وفي قراءتنا رفع, لأنها منتهى الخبر.
وقوله: {في ظللٍٍ}: أراد جمع ظلة , وظلل.
ويكون أيضاً : {ظلالاً} , وهي جمع لظلّة , كما تقول: خلّة , وحلل , فإذا كثرت فهي الحلال, والجلال , والقلال.
ومن قال: {في ظلالٍ}: فهي جمع ظلّ.). [معاني القرآن: 2/380]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في ظلالٍ}: واحدها ظلةٍ , وجميع الظل : أظلال , وهو الكن , أي: لا يضحون.
{على الأرائك}: واحدتها أريكة , وهي الفرش في الحجال , قال ذو الرمة , وجعلها فراشاً:
خدوداً جفت في السّير حتى كأنما= يباشرن بالمعزاء مسّ الأرائك). [مجاز القرآن: 2/164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الأرائك}: السرر التي عليها الحجال). [غريب القرآن وتفسيره: 312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {في ظلالٍ}: جمع ظل و{في ظلل} : جمع ظلة.
{الأرائك}: السرر في الحجال, واحدها: أريكة.).[تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متّكئون (56)}
وظلل، ويجوز ظلل.
{على الأرائك متّكئون}: وهي الفرش في الحجال، وقيل : إنها الفرش.
وقيل: الأسرة, وهي على الحقيقة الفرش : كانت في حجال , أو غير حجال.). [معاني القرآن: 4/291-292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون}
في ظلال : جمع ظل.
ويجوز أن يكون جمع ظلة, فأما ظلل: فهو جمع ظلة , لا غير.
قال ابن عباس , وقتادة : {الأرائك}: (السرر في الحجال) .
وقيل : الفرش في الحجال .
وقيل: هي الفرش أين كانت , وهذا معروف في كلام العرب , قال ذو الرمة:
خدودا جفت في السير حتى كأنما = يباشرن بالمعزاء مس الأرائك). [معاني القرآن: 5/508-509]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْأَرَائِكِ}: هي السرر في الحجال , الواحدة : أريكة.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 202]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْأَرَائِكِ}: الأسرة في الحجال.). [العمدة في غريب القرآن: 251]
تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ما يدّعون }: أي : ما يتمنون.
تقول العرب: أدع على ما شئت , أي: تمنى على ما شئت.). [مجاز القرآن: 2/164]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({لهم فيها فاكهةٌ ولهم مّا يدّعون}, قوله: {ولهم فيها مّا يدّعون} ). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ما يدعون}: ما يتمنون. يقال: ادع ما شئت أي تمن). [غريب القرآن وتفسيره: 313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولهم ما يدّعون} : أي : ما يتمنون, ومنه يقول الناس: هو في خير ما ادعي، أي: ما تمنى.
والعرب تقول: أدع علي ما شئت، أي: تمن عليّ ما شئت). [تفسير غريب القرآن: 367]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لهم فيها فاكهة ولهم ما يدّعون (57)}
أي : ما يتمنون، يقال: فلان في خير ما ادّعى، أي : ما تمنى، وهو مأخوذ من الدعاء.
المعنى : كل مما يدعو أهل الجنة يأتيهم.). [معاني القرآن: 4/292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون}
قال أبو عبيدة : أي : ما يتمنون , يقال: ادع علي ما شئت , أي: تمن .
قال أبو جعفر : هو مأخوذ من الدعاء بالشيء , أي : كلما دعوا بشيء, أعطوه.). [معاني القرآن: 5/509]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَدَّعُونَ}: يتمنون.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 203]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَدَّعُونَ}: يتمنون.). [العمدة في غريب القرآن: 251]
تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سلامٌ قولاً...}
وفي قراءة عبد الله : {سلاماً قولاً}, فمن رفع قال: ذلك لهم سلام قولا، أي : لهم ما يدّعون مسلّم خالص، أي : هو لهم خالص، يجعله خبراً لقوله: {لهم ما يدّعون} : خالص.
ورفع على الاستئناف يريد ذلك لهم سلام. ونصب القول إن شئت على أن يخرج من السّلام , كأنك قلت: قاله قولاً.
وإن شئت جعلته نصباً من وقوله: {لهم ما يدعون} قولاً, كقولك: عدة من الله.). [معاني القرآن: 2/381]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيمٍ }: " سلام " رفع على " لهم " عملت فيها, " وقولاً " خرجت مخرج المصدر الذي يخرج من غير لفظ فعله.).[مجاز القرآن: 2/164]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({سلامٌ قولاً مّن رّبٍّ رّحيمٍ}
وقال: {سلامٌ قولاً}, فانتصب {قولاً} على البدل من اللفظ بالفعل كأنه قال "أقول قولاً" .
وقرأه ابن مسعود :{سلاماً}, وعيسى , وابن أبي إسحاق كذلك نصبوها على خبر المعرفة (على).). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سلامٌ قولًا من ربٍّ رحيمٍ} أي: سلام , يقال لهم (فيها), كأنهم يتلقون من رب رحيم.). [تفسير غريب القرآن: 367]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({سلام قولا من ربّ رحيم (58)}
(سلام) بدل من (ما) , المعنى : لهم ما يتمنون به سلام، أي : وهذا منى أهل الجنة أن يسلّم اللّه - عزّ وجلّ - عليهم.
و{قولا} منصوب على معنى : لهم سلام يقوله اللّه عزّ وجلّ قولا.). [معاني القرآن: 4/292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {سلام قولا من رب رحيم}
قال الفراء : أي: لهم ذلك سلام , أي: مسلم .
قال أبو إسحاق: سلام بدل من ما , أي : ولهم أن يسلم الله جل وعز عليهم , وذلك غاية أمنيتهم .
وفي قراءة عبد الله : {سلاماً}
قال أبو إسحاق : قولاً, أي : يقول الله ذلك السلام قولاً
قال الفراء : ويجوز أن يكون المعنى : ولهم ما يدعون قولا , كما تقول عدة.). [معاني القرآن: 5/509-510]