العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:46 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة يس [ من الآية (30) إلى الآية (36) ]

تفسير سورة يس
[ من الآية (30) إلى الآية (36) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 04:09 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة إن في بعض الحروف يا حسرة على العباد يقول على العباد حسرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/141]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن خصيفٍ عن مجاهدٍ في قوله: {يا حسرة على العباد} قال: يا حسرة لهم [الآية: 30]). [تفسير الثوري: 249]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {يا حسرةً على العباد} [يس: 30] : «كان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرّسل»). [صحيح البخاري: 6/122]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يا حسرةً على العباد وكان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرّسل وصله الفريابيّ كذلك وقد أخرج سعيد بن منصورٍ عن سفيان عن عمرو بن دينارٍ عن بن عبّاسٍ أنّه قرأ يا حسرة العباد بالإضافة). [فتح الباري: 8/541]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {فعززنا} شددنا {يا حسرة على العباد} كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل {أن تدرك القمر} لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك {سابق النّهار} يتطالبان حثيثين {نسلخ} نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما من مثله من الأنعام {فاكهون} معجبون {جند محضرون} عند الحساب ويذكر عن عكرمة {المشحون} الموقر وقال ابن عبّاس {طائركم} مصابكم {ينسلون} يخرجون {مرقدنا} مخرجنا {أحصيناه} حفظناه {مكانتكم} ومكانكم واحد
أما قول مجاهد فتقدم بعضها في بدء الخلق
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 14 يس {فعززنا بثالث} قال شددنا
وبه في قوله 30 يس {يا حسرة على العباد} قال كانت حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل). [تغليق التعليق: 4/290-291] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يا حسرةً على العباد كان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرّسل
أشار به إلى قوله تعالى: {يا حسرة على العباد يأتيهم رسول إلاّ كانوا به يستهزئون} (يس: 30) وفسّر الحسرة بقوله: (استهزآؤهم بالرسل) في الدّنيا، وقال أبو العالية لما عاينوا العذاب، قالوا: يا حسرة على العباد، يعني: الرّسل الثّلاثة حين لم يؤمنوا بهم وآمنوا حين لم ينفعهم الإيمان). [عمدة القاري: 19/132]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يا حسرة على العباد}) [يس: 30] و (كان حسرة عليهم) أي في الآخرة (استهزاؤهم بالرسل) أي في الدنيا واستهزاؤهم رفع اسم كان وحسرة خبرها، وهذا أخرجه الفريابي عن مجاهد أيضًا والمعنى هم أحقّاء بأن يتحسر عليهم المتحسّرون أو يتلهف عليهم المتلهفون أو متحسّر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين وأن يكون من قول الله تعالى على سبيل الاستعارة تعظيمًا للأمر وتهويلًا له فيكون كالوارد في حق الله تعالى من الضحك والسخرية ونصب يا حسرة على المصدر والمنادى محذوف أي يا هؤلاء تحسروا حسرة). [إرشاد الساري: 7/311-312]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزئون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: يا حسرةً من العباد على أنفسها وتندّمًا وتلهّفًا في استهزائهم برسل اللّه {ما يأتيهم من رسولٍ} من اللّه {إلاّ كانوا به يستهزئون} وذكر أنّ ذلك في بعض القراءة: (يا حسرة العباد على أنفسها).
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {يا حسرةً على العباد} أي يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيّعت من أمر اللّه، وفرّطت في جنب اللّه قال: وفي بعض القراءة: (يا حسرة العباد على أنفسها).
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يا حسرةً على العباد} قال: كان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرّسل.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يا حسرةً على العباد} يقول: يا ويلاً للعباد.
وكان بعض أهل العربيّة يقول: معنى ذلك: يا لها حسرةً على العباد). [جامع البيان: 19/428-429]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يا حسرة على العباد قال كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل). [تفسير مجاهد: 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 30
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يا حسرة على العباد} يقول: يا ويلا للعباد). [الدر المنثور: 12/343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه قال {يا حسرة على العباد} ). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {يا حسرة على العباد} قال: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {يا حسرة على العباد} يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله وفرطت في جنب الله تعالى قال: وفي بعض القراءة يا حسرة العباد على أنفسها ما يأتيهم من رسول). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يا حسرة على العباد} قال: الندامة على العباد الذين {وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون} يقول: الندامة عليهم إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {يا حسرة على العباد} قال: يا حسرة لهم). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن هارون قال: في حرف أبي بن كعب يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن). [الدر المنثور: 12/345]

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون (31) وإن كلٌّ لمّا جميعٌ لدينا محضرون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ألم ير هؤلاء المشركون باللّه من قومك يا محمّد كم أهلكنا قبلهم بتكذيبهم رسلنا وكفرهم بآياتنا من القرون الخالية {أنّهم إليهم لا يرجعون} يقول: ألم يروا أنّهم إليهم لا يرجعون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون} قال: عادٌ وثمودٌ، وقرونٌ بين ذلك كثيرٌ.
و(كم) من قوله: {كم أهلكنا} في موضع نصبٍ إن شئت بوقوع يروا عليها وقد ذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (ألم يروا من أهلكنا) وإن شئت بوقوع (أهلكنا) عليها؛ وأمّا (أنّهم) فإنّ الألف منها فتحت بوقوع يروا عليها. وذكر عن بعضهم أنّه كسر الألف منها على وجه الاستئناف بها، وترك إعمال (يروا) فيها). [جامع البيان: 19/430]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 31 - 34.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} قال: عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق هارون عن الأعرج وأبي عمرو في قوله {أنهم إليهم لا يرجعون} قالا: ليس في مدة اختلاف هذا من رجوع الدنيا). [الدر المنثور: 12/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي إسحاق قال: قيل لابن عباس إن ناسا يزعمون أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة، فسكت ساعة ثم قال: بئس القوم نحن إن كنا أنكحنا نساءه واقتسمنا ميراثه أما تقرأون {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} ). [الدر المنثور: 12/345]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإن كلٌّ لمّا جميعٌ لدينا محضرون} يقول تعالى ذكره: وإنّ كلّ هذه القرون الّتي أهلكناها والّذين لم نهلكهم وغيرهم عندنا يوم القيامة جميعهم {محضرون}.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإن كلٌّ لمّا جميعٌ لدينا محضرون} أي هم يوم القيامة.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: (وإن كلٌّ لما) بالتّخفيف توجيهًا منهم إلى أنّ ذلك ما أدخلت عليها اللاّم الّتي تدخل جوابًا لإن وأنّ معنى الكلام: وإن كلٌّ لجميعٌ لدينا محضرون وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة: {لمّا} بتشديد الميم ولتشديدهم ذلك عندنا وجهان: أحدهما: أن يكون الكلام عندهم كان مرادًا به: وإن كلٌّ لممّا جميعٌ، ثمّ حذفت إحدى الميمات لمّا كثرت، كما قال الشّاعر:
غداة طفت علماء بكر بن وائلٍ = وعجنا صدور الخيل نحو تميم
والآخر: أن يكونوا أرادوا أن تكون {لمّا} بمعنى إلاّ، مع (إن) خاصّةً فتكون نظيرة (إنّما) إذا وضعت موضع (إلاّ) وقد كان بعض نحويّي الكوفة يقول: كأنّها لم ضمّت إليها (ما)، فصارتا جميعًا استثناءً، وخرجتا من حدّ الجحد وكان بعض أهل العربيّة يقول: لا أعرف وجه (لمّا) بالتّشديد.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 19/431]
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} قال: عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/345] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وآيةٌ لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون (33) وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ودلالةٌ لهؤلاء المشركين على قدرة اللّه على ما يشاء، وعلى إحيائه من مات من خلقه وإعادته بعد فنائه، كهيئته قبل مماته إحياؤه الأرض الميتة، الّتي لا نبت فيها ولا زرع بالغيث الّذي ينزله من السّماء حتّى يخرج زرعها، ثمّ إخراجه منها الحبّ الّذي هو قوتٌ لهم وغذاءٌ، فمنه يأكلون). [جامع البيان: 19/432]

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجعلنا فيها جنّاتٌ من نخيلٍ وأعنابٍ} يقول تعالى ذكره: وجعلنا في هذه الأرض الّتي أحييناها بعد موتها بساتين من نخيلٍ وأعنابٍ {وفجّرنا فيها من العيون} يقول: وأنبعنا فيها من عيون الماء). [جامع البيان: 19/432]

تفسير قوله تعالى: (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: أنشأنا هذه الجنّات في هذه الأرض ليأكل عبادي من ثمره، (وما عملت أيديهم) يقول: ليأكلوا من ثمر الجنّات الّتي أنشأنا لهم، وما عملت أيديهم ممّا غرسوا هم وزرعوا.
و(ما) الّتي في قوله: (وما عملت أيديهم) في موضع خفضٍ عطفًا على الثّمر، بمعنى: ومن الّذي عملت أيديهم؛ وهي في قراءة عبد اللّه فيما ذكر: (وممّا عملته) بالهاء على هذا المعنى؛ فالهاء في قراءتنا مضمرةً، لأنّ العرب تضمرها أحيانًا، وتظهرها في صلات: (من)، و(ما)، و(الّذي) ولو قيل: ما بمعنى المصدر كان مذهبًا، فيكون معنى الكلام: ومن عمل أيديهم. ولو قيل: إنّها بمعنى الجحد ولا موضع لها كان أيضًا مذهبًا، فيكون معنى الكلام: ليأكلوا من ثمره ولم تعمله أيديهم.
وقوله: {أفلا يشكرون} يقول: أفلا يشكر هؤلاء القوم الّذين رزقناهم هذا الرّزق من هذه الأرض الميتة الّتي أحييناها لهم من رزقهم ذلك وأنعم عليهم به؟). [جامع البيان: 19/432-433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 35.
أخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ {وما عملته أيديهم} ). [الدر المنثور: 12/345-346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس: (وما عملته أيديهم) قال: وجدوه معمولا لم تعمله أيديهم، يعني الفرات ودجلة ونهر بلخ وأشباهها {أفلا يشكرون} لهذا، والله أعلم). [الدر المنثور: 12/346]

تفسير قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره تنزيهًا وتبرئةً للّذي خلق الألوان المختلفة كلّها من نبات الأرض، {ومن أنفسهم} يقول: وخلق من أولادهم ذكورًا وإناثًا، {وممّا لا يعلمون} أيضًا من الأشياء الّتي لم يطلعهم عليها، خلق كذلك أزواجًا ممّا يضيف إليه هؤلاء المشركون، ويصفونه به من الشّركاء وغير ذلك). [جامع البيان: 19/433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 36.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {سبحان الذي خلق الأزواج كلها} قال: الأصناف كلها، الملائكة زوج والأنس زوج والجن زوج وما تنبت الأرض زوج وكل صنف من الطير زوج ثم فسر فقال {مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون} الروح لا يعلمه الملائكة ولا خلق الله ولم يطلع على الروح أحد وقوله {ومما لا يعلمون} لا يعلم الملائكة ولا غيرها). [الدر المنثور: 12/346]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 03:39 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا حسرةً على العباد...}
المعنى: يا لها حسرةً على العباد.
وقرأ بعضهم: {يا حسرة العباد} , والمعنى في العربيّة واحد, والله أعلم.
والعرب : إذا دعت نكرة موصولة بشيء , آثرت النصب، يقولون: يا رجلا كريماً أقبل، ويا راكباً على البعير أقبل.
فإذا أفردوا , رفعوا أكثر ممّا ينصبون, أنشدني بعضهم:
يا سيّدا ما أنت من سيّدٍ = موطّأ الأعقاب رحب الذراع
قوّال معروف وفعّاله = نحّار أمّات الرّباع الرّتاع
أنشدنيه بعض بني سليم (موطّأ) بالرفع، وأنشدنيه الكسائيّ (موطأ) بالخفض, وأنشدني آخر:
ألا يا قتيلاً ما قتيل بني حلس = إذا ابتلّ أطراف الرماح من الدّعس
ولو رفعت النكرة الموصولة بالصّفة , كان صواباً, قد قالت العرب:
= يا دار غيّرها البلى تغييرا
تريد: يأيّتها الدار غيّرها. وسمعت أبا الجراح يقول لرجلٍ: أيا مجنون مجنون، إتباع. وسمعت من العرب: يا مهتمّ بأمرنا لا تهتمّ، يريدون: يأيّها المهتمّ.). [معاني القرآن: 2/375-376]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلّا كانوا به يستهزءون (30)}
وقرئت : يا حسرة العباد بغير على، ولكني : لا أحب القراءة بشيء خالف المصحف ألبتة, وهذه من أصعب مسألة في القرآن.
إذا قال القائل: ما الفائدة في مناداة الحسرة، والحسرة مما لا يجيب؟
فالفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما لا يعقل؛ لأن النداء باب تنبيه.
إذا قلت يا زيد , فإن لم تكن دعوته لتخاطبه لغير النداء , فلا معنى للكلام، إنما تقول: يا زيد , فتنبهه بالنداء , ثم تقول له: فعلت كذا , وافعل كذا.
وما أحببت مما له فيه فائدة، ألا ترى أنك تقول لمن هو مقبل عليك: يا زيد ما أحسن ما صنعت، ولو قلت له: ما أحسن ما صنعت كنت قد بلغت في الفائدة ما أفهمت به، غير أن قولك : يا زيد أوكد في الكلام, وأبلغ في الإفهام.
وكذا إذا قلت للمخاطب : أنا أعجب مما فعلت، فقد أفدته أنك متعجب، ولو قلت: واعجباه مما فعلت، ويا عجباه: أتفعل كذا وكذا، كان دعاؤك العجب أبلغ في الفائدة.
والمعنى : يا عجب أقبل، فإنه من أوقاتك، و إنما نداء العجب تنبيه , لتمكن علم المخاطب بالتعجب من فعله.
وكذلك إذا قلت: ويل لزيد , أو ويل زيد, لم فعل كذا وكذا كان أبلغ.
وكذلك في كتاب اللّه عزّ وجلّ : {يا ويلتى أألد وأنا عجوز}, وكذلك :{يا حسرتى على ما فرّطت في جنب اللّه}
وكذلك : {يا حسرة على العباد}: والمعنى: في التفسير أن استهزاءهم بالرسل حسرة عليهم.
والحسرة : أن يركب الإنسان من شدة الندم ما لا نهاية له بعده حتى يبقى قلبه حسيرا.). [معاني القرآن: 4/284-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون}
وفي حرف أبي : يا حسرة العباد , أي : هذا موضع حضور الحسرة .
قال أبو جعفر : وحقيقة الحسرة في اللغة أن يلحق الإنسان من الندم ما يصير به حسيرا.). [معاني القرآن: 5/489]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({يا حسرة على العباد}
قال ثعلب: معناه : يا حسرة عليهم , لا علينا , ولا على رسلنا.). [ياقوتة الصراط: 421]

تفسير قوله تعالى:{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألم يروا كم أهلكنا...}
(كم) في موضع نصب من مكانين: أحدهما أن توقع {يروا} على {كم} .
وهي في قراءة عبد الله : {ألم يروا من أهلكنا} , فهذا وجه.
والآخر أن توقع {أهلكنا} على (كم), وتجعله استفهاماً, كما تقول: علمت كم ضربت غلامك.
وإذا كان قبل من , وأيّ , وكم رأيت , وما اشتقّ منها، أو العلم , وما اشتقّ منه, وما أشبه معناهما، جاز أن توقع ما بعدكم , وأيّ : ومن وأشباهها عليها، كما قال الله: {لنعلم أي الحزبين أحصى}: ألا ترى أنك قد أبطلت العلم عن وقوعه على أيّ، ورفعت أيّا بأحصى, فكذلك تنصبها بفعل لو وقع عليها.
وقوله: {أنّهم إليهم} : فتحت ألفها؛ لأن المعنى: ألم يروا أنهم إليهم لا يرجعون. وقد كسرها الحسن البصري، كأنه لم يوقع الرؤية على (كم) فلم يوقعها على (أنّ) , وإن شئت كسرتها على الاستئناف , وجعلت كم منصوبةً بوقوع يروا عليها.).[معاني القرآن: 2/376]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أنّهم إليهم لا يرجعون }: عمل الفعل الذي قبلها فيها :{ ألم يروا}: إذا كانت معلقة بما قبلها , فهي مفتوحة.).[مجاز القرآن: 2/160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون (31)}
أي: فيخافون أن يعجّل لهم في الدنيا مثل الذي عجّل لغيرهم ممن أهلك، وأنهم مع ذلك لا يعودون إلى الدنيا أبدا.
وموضع " كم ": نصب بـ (أهلكنا) لأن " كم " لا يعمل فيها ما قبلها، خبرا كانت , أو استفهاما.
تقول في الخبر: كم سرت؟, تريد سرت فراسخ كثيرة، ولا يجوز سرت كم فرسخا، وذلك أن كم في بابها بمنزلة ربّ، وأن أصلها الاستفهام والإبهام، فكما أنك إذا استفهمت , فقلت للمخاطب: كم فرسخا سرت ؟, لم يجز سرت كم فرسخا؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، فكذلك إذا جعلت كم خبرا , فالإبهام قائم فيها.
و(أنّهم) بدل من معنى : {ألم يروا كم أهلكنا}
والمعنى : ألم يروا أن القرون التي أهلكنا أنهم لا يرجعون.
ويجوز{إنهم لا يرجعون}: بكسر " إنّ " , ومعنى ذلك الاستئناف.
المعنى : هم إليهم لا يرجعون.). [معاني القرآن: 4/285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون}
قال سيبويه : هو بدل من كم, أي: ألم يروا أن القرون التي أهلكناهم , أنهم لا يرجعون.
قال محمد بن يزيد : هذا لا يصح , ولا يجوز , ومعنى: ألم يروا : ألم يعلموا ؛ لأنهم إنما أخبروا بهذا.
وكم نصب بـ «أهلكنا» , والمعنى : ألم يعلموا : كم أهلكنا قبلهم من القرون , أي: بأنهم إليهم لا يرجعون , أي: بالاستئصال .
قال: والدليل على هذا: أنها في قراءة عبد الله بن مسعود : {من أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون}
وقرأ الحسن : (إنهم إليهم لا يرجعون).). [معاني القرآن: 5/489-490]

تفسير قوله تعالى:{وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن كلٌّ لّمّا جميعٌ...}
شدّدها الأعمش , وعاصم, وقد خفّفها قوم كثير منهم من قرّاء أهل المدينة , وبلغني أن عليّاً خففها, وهو الوجه؛ لأنها (ما) أدخلت عليها لام تكون جواباً لإن؛ كأنك: قلت: وإن كلّ لجمع لدينا محضرون, ولم يثقّلها من ثقّلها إلاّ عن صواب.
فإن شئت أردت: وإن كل لمن ما جميع، ثم حذفت إحدى الميمات لكثرتهنّ؛ كما قال.
غداة طفت علماء بكر بن وائل = وعجنا صدور الخيل نحو تميم
والوجه الآخر من التثقيل: أن يجعلوا (لمّا) بمنزلة (إلاّ) مع (إن) خاصة، فتكون في مذهبها بمنزلة إنما إذا وضعت في معنى إلاّ، كأنها لم ضمّت إليها ما , فصارا جميعاً استثناء , وخرجتا من حدّ الجحد.
ونرى أن قول العرب (إلاّ) : إنما جمعوا بين إن التي تكون جحداً , وضمّوا إليها (لا) , فصارا جميعاً حرفاً واحداً , وخرجا من حد الجحد إذ جمعتا فصارا حرفا واحداً.
وكذلك لمّا, ومثل ذلك قوله: {لولا}، إنما هي لو ضمت إليها (لا), فصارتا حرفا واحدا, وكان الكسائي ينفي هذا القول, ويقول: لا أعرف جهة لمّا في التشديد في القراءة.). [معاني القرآن: 2/376-377]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وإن كلٌّ }: إذا خففت إن رفعت بها , وإن ثقّلتها نصبت {لمّا جميعٌ }: تفسيرها :{وإن كلٌّ لجميع }, و " ما " : مجازها مجاز " مثلاً مّا بعوضةً " , و " عمّا قليل ".). [مجاز القرآن: 2/160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإن كلّ لمّا جميع لدينا محضرون (32)}
من قرأ بالتخفيف (لما) فما زائدة مؤكدة، والمعنى إن كل لجميع لدينا محضرون، ومعناه : وما كلّ إلا جميع لدينا محضرون.
ويقرأ (لمّا) بالتشديد , ومعنى (لمّا) ههنا (ألّا)، تقول : سألتك لمّا فعلت.
وتفسير الآية : أنّهم يحضرون يوم القيامة , فيقفون على ما عملوا.). [معاني القرآن: 4/286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}
إن بمعنى ما , ولما بمعنى إلا, وحكى النحويون : بالله لما قمت بمعنى إلا .
وفي حرف أبي بن كعب : (وإن منهم إلا جميع لدينا محضرون).). [معاني القرآن: 5/491-490]

تفسير قوله تعالى:{وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الأرض الميتة }: مخففةٌ الميت والميت قال قوم: إذا كات قد مات فهو خفيف, وإذا لم يكن مات , فهو مثقل , وقوم يجعلونه واحداً.
الأصل الثقيل , وهذا تخفيفها، مجازهن مجاز " هيّن "، " ليّن " , ثم يخففون فيقولون: هين، لين، كما قال ابن الرعلاء الغساني:
ليس من مات فاستراح بميتٍ= إنما الميت ميّت الأحياء
فجعله خفيفاً جميعاً موضعٌ: قد مات , وموضع: لم يمت , ثم ثقل الخفيف.). [مجاز القرآن: 2/160-161]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبّا فمنه يأكلون (33)}
{الميتة}: ويقرأ بالتشديد, وأصل الميتة الميّتة، والأصل التشديد، والتخفيف أكثر، وكلاهما جائز.
(وآية) مرفوعة بالابتداء، وخبرها (لهم) : أي : وعلامة تدلهم على التوحيد , وأن اللّه يبعث الموتى إحياء الأرض الميتة.
ويجوز أن يكون آية مرفوعة بالابتداء، وخبرها : الأرض الميتة.). [معاني القرآن: 4/286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها}
أي : وعلامة تدل على قدرة الله عز وجل , وإحيائه الموتى : الأرض الميتة أحييناها.). [معاني القرآن: 5/491]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره }
مجاز هذا : مجاز قول العرب , يذكرون الاثنين ثم يقتصرون على خبر أحدهما , وقد أشركوا ذاك فيه وفي القرآن: {والذّين يكنزون الذّهب والفضّة ولا ينفقونها في سبيل الله }
وقال الأزرق بن طرفة ابن العمرد الفراصي من بني فراص من باهلة:
رماني بأمرٍ كنت منه ووالدي= برئاً ومن دون الطّوىّ رماني
اقتصر على خبر واحد , وقد أدخل الآخر معه , وقال حسان بن ثابت:
(إن شرخ الشباب والشّعر الأسود = ما لم يعاص كان جنوناً)
ولم يقل: يعاصيا , وكانا.). [مجاز القرآن: 2/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم}: أي : وليأكلوا مما عملته أيديهم.
ويجوز أن يكون: إنا جعلنا لهم جنات من نخيل وأعناب , ولم تعمله أيديهم.
ويقرأ: وما عملت أيديهم بلا هاء.). [تفسير غريب القرآن: 364-365]

تفسير قوله تعالى: {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ليأكلوا من ثمره وما عملت أيديهم...}
وفي قراءة عبد الله : {وما عملته أيديهم}, وكلّ صواب.
والعرب تضمر الهاء في: الذي, ومن , وما، وتظهرها, وكلّ ذلك صواب .
{وما عملت}: (ما) إن شئت في موضع خفضٍ: ليأكلوا من ثمره , وممّا عملت أيديهم.
وإن شئت جعلتها جحداً فلم تجعل لها موضعا, ويكون المعنى: أنا جعلنا لهم الجنات , والنخيل والأعناب, ولم تعمله أيديهم {أفلا يشكرون}.). [معاني القرآن: 2/377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم} : أي: وليأكلوا مما عملته أيديهم.
ويجوز أن يكون: إنا جعلنا لهم جنات من نخيل , وأعناب , ولم تعمله أيديهم.
ويقرأ: وما عملت أيديهم بلا هاء.). [تفسير غريب القرآن: 364-365] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوّله: {وفجّرنا فيها من العيون (34) ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون (35)}
ويجوز ثمره بإسكان الميم , وضم الثاء.
{وما عملته أيديهم}: ويقرأ (وما عملت) بغير هاء، وموضع " ما " خفض.
المعنى : ليأكلوا من ثمره , ومما عملته أيديهم.
ويجوز أن تكون (ما) نفيا، على معنى : ليأكلوا من ثمره , ولم تعمله أيديهم, هذا على إثبات الهاء.
وإذا حذفت الهاء ؛ فالاختيار أن يكون " ما " في موضع خفض، ويكون (ما) في معنى : الذي، فيحسن حذف الهاء، ويكون هذا على قوله:
{أفرأيتم ما تحرثون (63) أأنتم تزرعونه أم نحن الزّارعون (64) }.). [معاني القرآن: 4/286-287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم}
روي عن ابن عباس : (أي : ولم تعمله أيديهم) .
وتقرأ: وما عملت أيديهم بمعنى : والذي عملت أيديهم.). [معاني القرآن: 5/491-492]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} : يجوز أن يكون نفياً , وخبرا , ولا يجوز حذف الهاء إن كان نفياً.).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها}: أي: الأجناس كلها.). [تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الزوج: اثنان، وواحد، قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} فجعل كل واحد منهما زوجا.
وهو بمعنى: الصّنف، قال: {خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} يعني: الأصناف.
وقال: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} أي ثمانية أصناف). [تأويل مشكل القرآن: 498] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون (36)}
{سبحان}: تبرئة اللّه من السوء وتنزيهه.
ومعنى الأزواج: الأجناس كلها من النبات , والحيوان , وغيرها.
{ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون}: مما خلق اللّه من جميع الأنواع والأشباه.). [معاني القرآن: 4/287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها}
أي : الأصناف من الثمرات , والحيوان , وغيرها.). [معاني القرآن: 5/492]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا}: أي:الأجناس.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 03:41 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا بابٌ تكون فيه أن بدلا من شيءٍ ليس بالآخر
من ذلك: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} فأن مبدلة من إحدى الطائفتين موضوعةٌ في مكانها كأنك قلت وإذ يعدكم الله أن إحدى الطائفتين لكم كما أنك إذا قلت رأيت متاعك بعضه فوق بعض فقد أبدلت الآخر من الأول وكأنك قلت رأيت بعض متاعك فوق بعض وإنما نصبت بعضاً لأنك أردت معنى رأيت بعض متاعك فوق بعض كما جاء الأول على معنى وإذ يعدكم الله أن إحدى الطائفتين لكم.
ومن ذلك قوله عز وجل: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} فالمعنى والله أعلم ألم يروا أن القرون الذين أهلكناهم إليهم لا يرجعون.
ومما جاء مبدلاً من هذا الباب: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون} فكأنه على أيعدكم أنكم مخرجون
إذا متم وذلك أريد بها ولكنه إنما قدمت أن الأولى ليعلم بعد أي شيء الإخراج.
ومثل ذلك قولهم زعم أنه إذا أتاك أنه سيفعل وقد علمت أنه إذا فعل أنه سيمضي.
ولا يستقيم أن تبتدئ إن هاهنا كما تبتدئ الأسماء أو الفعل إذا قلت قد علمت زيداً أبوه خيرٌ منك وقد رأيت زيداً يقول أبوه ذاك لأن إن لا تبتدأ في كل موضع وهذا من تلك المواضع.
وزعم الخليل أن مثل ذلك قوله تبارك وتعالى: {ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم} ولو قال فإن كانت عربيه جيدة.
وسمعناهم يقولون في قول ابن مقبلٍ

وعلمي بأسدام المياه فلم تزل = قلائص تخدى في طريقٍ طلائح
وأنّي إذا ملّت ركابي مناخها = فإنّي على حظّي من الأمر جامح
وإن جاء في الشعر قد علمت أنك إذا فعلت إنك سوف تغتبط به تريد معنى الفاء جاز والوجه والحد ما قلت لك أول مرة.
وبلغنا أن الأعرج قرأ: (أنه من عمل منكم سوأ بجهالةٍ ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفورٌ رحيم) ونظيره ذا البيت الذي أنشدتك). [الكتاب: 3/132-134] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما ينتصب خبره لأنه معرفة
وهي معرفة لا توصف ولا تكون وصفا
وذلك قولك مررت بكل قائما ومررت ببعض قائما وببعض جالسا. وإنما خروجهما من أن يكونا وصفين أو موصوفين لأنه لا يحسن لك أن تقول مررت بكل الصالحين ولا ببعض الصالحين. قبح الوصف حين حذفوا ما أضافوا إليه لأنه مخالف لما يضاف شاذ منه
فلم يجر في الوصف مجراه. كما أنهم حين قالوا يا الله فخالفوا ما فيه الألف واللام لم يصلوا ألفه وأثبتوها.
وصار معرفة لأنه مضاف إلى معرفة كأنك قلت مررت بكلهم وببعضهم ولكنك حذفت ذلك المضاف إليه فجاز ذلك كما جاز لاه أبوك تريد لله أبوك حذفوا الألف واللامين. وليس هذا طريقة الكلام ولا سبيله لأنه ليس من كلامهم أن يضمروا الجار.
ومثله في الحذف لا عليك فحذفوا الاسم. وقال ما فيهم يفضلك في شيء يريد ما فيهم أحد يفضلك كما أراد لا بأس عليك أو نحوه والشواذ في كلامهم كثيرة.
ولا يكونان وصفا كما لم يكونا موصوفين وإنما يوضعان في الابتداء أو يبنيان على اسم أو غير اسم.
فالابتداء نحو قوله عز وجل: {وكل أتوه داخرين}. فأما جميع فيجري مجرى رجل ونحوه في هذا الموضع. قال الله عز وجل: {وإن كلٌّ
لما جميعٌ لدينا محضرون} ). [الكتاب: 2/115-116] (م)
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أنهم يقولون إن زيد لذاهب وإن عمرو لخير منك لما خففها جعلها بمنزلة لكن حين خففها وألزمها اللام لئلا تلتبس بإن التي هي بمنزلة ما التي تنفى بها.
ومثل ذلك: {إن كل نفس لما عليها حافظ} إنما هي لعليها حافظ.
وقال تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} إنما هي لجميع وما لغو
وقال تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين}: {وإن نظنك لمن الكاذبين}.
وحدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول إن عمرا لمنطلق. وأهل المدينة يقرءون: (وإن كلاًّ لما ليوفّينّهم ربّك أعمالهم) يخففون وينصبون كما قالوا:
كأن ثدييه حقّان). [الكتاب: 2/139-140] (م)
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب أن إن
فإن مفتوحةً تكون على وجوه
فأحدها أن تكون فيه أن وما تعمل فيه من الأفعال بمنزلة مصادرها والآخر أن تكون فيه بمنزلة أي ووجهٌ آخر تكون فيه لغواً ووجهٌ آخر هي فيه مخففةً من الثقيلة فأما الوجه الذي تكون فيه لغواً فنحو قولك لما أن جاءوا ذهبت وأما والله أن لو فعلت لأكرمتك.
وأما إن فتكون للمجازاة وتكون أن يبتدأ ما بعدها في معنى اليمين وفي اليمين كما قال الله عز وجل: {إن كل نفس لما عليها حافظ}: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}.
وحدثني من لا أتهم عن رجل من أهل المدينة موثوق به أنه سمع عربياً يتكلم بمثل قولك إن زيدٌ لذاهبٌ وهي التي في قوله جل ذكره: {وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين} وهذه إن محذوفةٌ.
وتكون في معنى ما قال الله عز وجل: {إن الكافرون إلا في غرور} أي ما الكافرون إلا في غرور). [الكتاب: 3/151-152] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) }

تفسير قوله تعالى: {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} قال: النخل والكرم وما أشبههما). [مجالس ثعلب: 155]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "يا حسرة" نداء لها على معنى: هذا وقت حضورك وظهورك، هذا تقدير نداء مثل هذا عند سيبويه، وهو معنى قويم في نفسه، وهو منادى منكور على هذه القراءة. قال الطبري: المعنى: يا حسرة العباد على أنفسهم، وذكر أنها في بعض القراءات كذلك، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى: يا ويلا للعباد، وقرأ ابن عباس، والضحاك، وعلي بن الحسين، ومجاهد، وأبي بن كعب: "يا حسرة العباد"، بالإضافة. وقول ابن عباس حسن مع قراءته، وتأويل الطبري في ذلك القراءة الأولى ليس بالبين، وإنما يتجه أن يكون المعنى تلهفا على العباد كان الحال يقتضيه، وطباع كل بشر توجب عند سماعه حالهم وعذابهم على الكفر وتضييعهم أمر الله تعالى أن يشفق ويتحسر على العباد. وقال أبو العالية: المراد ب العباد الرسل الثلاثة، فكأن هذا التحسر هو من الكفار، حين رأوا عذاب الله تلهفوا على ما فاتهم، وقوله تعالى: {ما يأتيهم من رسول} الآية، يدفع هذا التأويل.
والحسرة: التلهفات التي تترك صاحبها حسيرا، وقرأ الأعرج، ومسلم بن جندب وأبو الزناد: "يا حسره" بالوقف على الهاء، وذلك للحرص على بيان معنى التحسر وتقريره للنفس، والنطق بالهاء في مثل هذا أبلغ في التشفيق وهز النفس، كقولهم: أوه ونحوه. وقوله: {ما يأتيهم من رسول} الآية، تمثيل لفعل قريش.
ثم عناهم بقوله: {ألم يروا كم أهلكنا}، و"كم" هنا خبرية، و"أنهم" بدل منها، و"الرؤية" رؤية البصر، وفي قراءة ابن مسعود: "أولم يروا من أهلكنا"، وقرأ الجمهور "أنهم" بفتح الألف، وكسرها الحسن البصري). [المحرر الوجيز: 7/ 246-247]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "لما" بتخفيف الميم، وذلك على زيادة (ما) للتأكيد، والمعنى، "لجميع"، وشددها الحسن، وابن جبير، وعاصم، قالوا: هي منزلة منزلة (إلا)، وقيل: المراد: (لمما) حذفت إحداهما، وفيه ضعف، وفي حرف أبي: [وإن منهم إلا جميع لدينا محضرون]، قال قتادة: محشورون يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 7/ 247]

تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون * سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون}
"آية" معناه: علامة على الحشر وبعث الأجساد، والضمير في "لهم" يراد به كفار قريش، وقرأ نافع، وشيبة، وأبو جعفر: "الميتة" بكسر الياء وشدها، وقرأ أبو عمرو، وعاصم بسكون الياء خفيفة، وإحياؤها بالمطر). [المحرر الوجيز: 7/ 247]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "ثمره" بفتح الثاء والميم، وقرأ طلحة، وابن وثاب، وحمزة، والكسائي بضمهما، وقرأ الأعمش بضم الثاء وسكون الميم، والضمير فيه قالت فرقة: هو عائد على الماء الذي يتضمنه قوله تعالى: {من العيون}؛ لأن التقدير: "ما" وقالت فرقة: هو عائد على جميع ما تقدم مجملا، كأنه قال: "من ثمر ما ذكرنا"، وقال أبو عبيدة: هو من باب أن يذكر الإنسان شيئين أو ثلاثة ثم يعيد الضمير على واحد ويكني عنه، كما قال الأزرق بن طرفة بن العمرد الفراصي الباهلي:
رماني بذنب كنت منه ووالدي ... بريئا، ومن أجل الطوي رماني
وهذا الوجه في الآية ضعيف.
و"ما" في قوله تعالى: {وما عملته أيديهم}، قال الطبري: هي اسم معطوف على "الثمر"، أي: ويقع الأكل من الثمر ومما عملته الأيدي بالغرس والزراعة ونحوه. وقالت فرقة: هي مصدرية، وقيل: هي نافية، والتقدير: إنهم يأكلون من ثمره وهو شيء لم تعمله أيديهم، بل هي نعمة من الله تبارك وتعالى عليهم. وقرأ جمهور القراء: "عملته" بالهاء الضمير، وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم - في رواية أبي بكر -، وطلحة، وعيسى: "عملت" بغير ضمير). [المحرر الوجيز: 7/ 247-248]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نزه تبارك وتعالى نفسه تنزيها مطلقا في كل ما يلحد به ملحد، أو يشرك مشرك. و"الأزواج": الأنواع من كل شيء، وقوله: {ومما لا يعلمون} نظير قوله: {ويخلق ما لا تعلمون}). [المحرر الوجيز: 7/ 248]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 03:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 03:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون (30) ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون (31) وإن كلٌّ لـمّا جميعٌ لدينا محضرون (32)}
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {يا حسرةً على العباد} أي: يا ويل العباد.
وقال قتادة: {يا حسرةً على العباد}: أي يا حسرة العباد على أنفسها، على ما ضيّعت من أمر اللّه، فرّطت في جنب اللّه. قال: وفي بعض القراءة: "يا حسرة العباد على أنفسها".
ومعنى هذا: يا حسرتهم وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب، كيف كذّبوا رسل اللّه، وخالفوا أمر اللّه، فإنّهم كانوا في الدّار الدّنيا المكذّبون منهم.
{ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون} أي: يكذّبونه ويستهزئون به، ويجحدون ما أرسل به من الحقّ). [تفسير ابن كثير: 6/ 574]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون} أي: ألم يتّعظوا بمن أهلك اللّه قبلهم من المكذّبين للرّسل، كيف لم تكن لهم إلى هذه الدّنيا كرّةٌ ولا رجعةٌ، ولم يكن الأمر كما زعم كثيرٌ من جهلتهم وفجرتهم من قولهم: {إن هي إلا حياتنا الدّنيا نموت ونحيا} [المؤمنون: 37]، وهم القائلون بالدّور من الدّهريّة، وهم الّذين يعتقدون جهلًا منهم أنّهم يعودون إلى الدّنيا كما كانوا فيها، فردّ اللّه تعالى عليهم باطلهم، فقال: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 574]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإن كلٌّ لـمّا جميعٌ لدينا محضرون} أي: وإنّ جميع الأمم الماضية والآتية ستحضر للحساب يوم القيام بين يدي اللّه، عزّ وجلّ، فيجازيهم بأعمالهم كلّها خيرها وشرّها، ومعنى هذه كقوله تعالى: {وإنّ كلا لـمّا ليوفّينّهم ربّك أعمالهم} [هودٍ: 111].
وقد اختلف القرّاء في أداء هذا الحرف؛ فمنهم من قرأ: "وإن كلٌّ لما" بالتّخفيف، فعنده أنّ "إن" للإثبات، ومنهم من شدّد "لـمّا"، وجعل "إنّ" نافيةً، و "لـمّا" بمعنى "إلّا" تقديره: وما كلٌّ إلّا جميعٌ لدينا محضرون، ومعنى القراءتين واحدٌ، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 574-575]

تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وآيةٌ لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون (33) وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون (34) ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون (35) سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون (36)}.
يقول تعالى: {وآيةٌ لهم} أي: دلالةٌ لهم على وجود الصّانع وقدرته التّامّة وإحيائه الموتى {الأرض الميتة} أي: إذا كانت ميّتةً هامدةً لا شيء فيها من النّبات، فإذا أنزل اللّه عليها الماء اهتزّت وربت، وأنبتت من كلّ زوج بهيجٍ؛ ولهذا قال: {أحييناها وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون} أي: جعلناه رزقًا لهم ولأنعامهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 575]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون} أي: جعلنا فيها أنهارًا سارحةً في أمكنةٍ، يحتاجون إليها ليأكلوا من ثمره. لـمّا امتنّ على خلقه بإيجاد الزّروع لهم عطف بذكر الثّمار وتنوّعها وأصنافها.
وقوله: {وما عملته أيديهم} أي: وما ذاك كلّه إلّا من رحمة اللّه بهم، لا بسعيهم ولا كدّهم، ولا بحولهم وقوّتهم. قاله ابن عبّاسٍ وقتادة؛ ولهذا قال: {أفلا يشكرون}؟ أي: فهلا يشكرونه على ما أنعم به عليهم من هذه النّعم الّتي لا تعدّ ولا تحصى؟ واختار ابن جريرٍ -بل جزم به، ولم يحك غيره إلّا احتمالًا-أنّ "ما" في قوله: {وما عملته أيديهم} بمعنى: "الّذي"، تقديره: ليأكلوا من ثمره وممّا عملته أيديهم، أي: غرسوه ونصبوه، قال: وهي كذلك في قراءة ابن مسعودٍ {ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 575]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض} أي: من زروعٍ وثمارٍ ونباتٍ. {ومن أنفسهم} فجعلهم ذكرًا وأنثى، {وممّا لا يعلمون} أي: من مخلوقاتٍ شتّى لا يعرفونها، كما قال تعالى: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون} [الذّاريات: 49]). [تفسير ابن كثير: 6/ 575]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة