العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:45 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة يس [ من الآية (20) إلى الآية (29) ]

تفسير سورة يس
[ من الآية (20) إلى الآية (29) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 04:07 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال بلغني أنه كان رجلا يعبد الله في غار واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفر الذين أرسلهم عيسى إلى أنطاكية فجاءهم فقال أتسألون أجرا قالوا لا فقال لقومه يقوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا حتى بلغ فاسمعون قال فرجموه بالحجارة قال فجعل يقول رب اهد قومي أحسبة قال فإنهم لا يعلمون قال فلم يزالوا يرجمونه حتى قتلوه فدخل الجنة فقال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربى حتى بلغ إن كانت إلا صيحة واحدة قال فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون). [تفسير عبد الرزاق: 2/141]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن عثمان الجزري عن مقسم أن النبي كان بعث عروة بن مسعود إلى أهل الطائف إلى قومه ثقيف فدعاهم إلى الإسلام فرماه رجل بسهم فقتله فقال ما أشبهه بصاحب يس). [تفسير عبد الرزاق: 2/139]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (قال سفيان [الثوري] [الثوري] بلغني أنّ صاحب يس يقال له حبيب بن مرى [الآية: 20]). [تفسير الثوري: 249]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى} يقول: وجاء من أقصى مدينة هؤلاء القوم الّذين أرسلت إليهم هذه الرّسل رجلٌ يسعى إليهم؛ وذلك أنّ أهل المدينة هذه عزموا، واجتمعت آراؤهم على قتل هؤلاء الرّسل الثّلاثة فيما ذكر، فبلغ ذلك هذا الرّجل، وكان منزله أقصى المدينة، وكان مؤمنًا، وكان اسمه فيما ذكر حبيب بن مرّيٍّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك جاءت الأخبار.
ذكر الأخبار الواردة بذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل، قال: حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي مجلزٍ، قال: كان صاحب يس حبيب بن مرّيٍّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: كان من حديث صاحب يس فيما حدّثنا محمّد بن إسحاق فيما بلغه عن ابن عبّاسٍ، وعن كعب الأحبار وعن وهب بن منبّهٍ اليمانيّ أنّه كان رجلاً من أهل أنطاكيّة، وكان اسمه حبيبًا، وكان يعمل الجرير، وكان رجلاً سقيمًا، قد أسرع فيه الجذام، وكان منزله عند بابٍ من أبوب المدينة قاصيًا، وكان مؤمنًا ذا صدقةٍ، يجمع كسبه إذا أمسى فيما يذكرون، فيقسمه نصفينٍ، فيطعم نصفًا عياله، ويتصدّق بنصفٍ، فلم يهمّه سقمه ولا عمله ولا ضعفه، عن عمل ربّه، قال: فلمّا أجمع قومه على قتل الرّسل، بلغ ذلك حبيبًا وهو على باب المدينة الأقصى، فجاء يسعى إليهم يذكّرهم باللّه، ويدعوهم إلى اتّباع المرسلين، فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمّر بن حزمٍ، أنّه حدّث عن كعب الأحبار، قال: ذكر له حبيب بن زيد بن عاصمٍ أخو بني مازن بن النّجّار الّذي كان مسيلمة الكذّاب قطعه باليمامة حين جعل يسأله عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجعل يقول: أتشهد أنّ محمّدًا رسول اللّه؟ فيقول: نعم، ثمّ يقول: أتشهد أنّي رسول اللّه؟ فيقول له: لا أسمع، فيقول مسيلمة: أتسمع هذا، ولا تسمع هذا؟ فيقول: نعم، فجعل يقطعه عضوًا عضوًا، كلّما سأله لم يزده على ذلك حتّى مات في يديه. قال كعبٌ حين قيل له: اسمه حبيبٌ: وكان واللّه صاحب يس اسمه حبيبٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسمٍ أبي القاسم، مولى عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ، عن مجاهدٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، أنّه كان يقول: كان اسم صاحب يس حبيبًا، وكان الجذام قد أسرع فيه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى} قال: ذكر لنا أنّ اسمه حبيبٌ، وكان في غارٍ يعبد ربّه، فلمّا سمع بهم أقبل إليهم.
وقوله: {قال يا قوم اتّبعوا المرسلين} يقول تعالى ذكره: قال الرّجل الّذي جاء من أقصى المدينة لقومه: يا قوم اتّبعوا المرسلين الّذين أرسلهم اللّه إليكم، واقبلوا منهم ما أتوكم به.
وذكر أنّه لمّا أتى الرّسل سألهم: هل تطلبون على ما جئتم به أجرًا؟ فقالت الرّسل: لا، فقال لقومه حينئذٍ: اتّبعوا من لا يسألكم على نصيحتهم لكم أجرًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: لمّا انتهى إليهم، يعني إلى الرّسل، قال: هل تسألون على هذا من أجرٍ؟ قالوا: لا، فقال عند ذلك: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون}). [جامع البيان: 19/419-421]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -) في قوله تعالى: {وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى - إلى قوله - وجعلني من المكرمين} [يس: 20 - 27] قال: نصح قومه حيّاً وميّتاً.
أخرجه رزين). [جامع الأصول: 2/331-332]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين}،، قال: اسم الثالث الذي عزز به سمعون بن يوحنا، والثالث بولص فزعموا أن الثلاثة قتلوا جميعا وجاء حبيب وهو يكتم إيمانه {قال يا قوم اتبعوا المرسلين} فلما رأوه أعلن بإيمانه فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} وكان نجارا ألقوه في بئر وهي الرس وهم أصحاب الرس). [الدر المنثور: 12/337] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: هو حبيب النجار.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد، مثله). [الدر المنثور: 12/338]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز قال: كان اسم صاحب (يس) حبيب بن مري). [الدر المنثور: 12/338]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال: اسم صاحب (يس) حبيب وكان الجذام قد أسرع فيه). [الدر المنثور: 12/338]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفرالذين أرسلهم عيسى إلى أهل أنطاكية فجاءهم فقال: تسألون أجرا فقالوا: لا فقال لقومه {يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون} حتى بلغ {فاسمعون} قال: فرجموه بالحجارة فجعل يقول: رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون {بما غفر لي ربي} حتى بلغ {إن كانت إلا صيحة واحدة} قال: فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم {صيحة واحدة فإذا هم خامدون} ). [الدر المنثور: 12/339]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الحكم في قوله {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: بلغنا أنه كان قصارا). [الدر المنثور: 12/339]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وجاء من أقصى المدينة رجل} كان حراثا). [الدر المنثور: 12/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن كعب أن ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال: إنكم معشر العرب تدعون البئر رسا وتدعون القبر رسا فخدوا خدودا في الأرض وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في {يس} {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس وكانت الأنبياء تقتل فلما سمع بذلك رجل من أقصى المدينة وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم فيشهدهم على إيمانه فأقبل على قومه فقال {يا قوم اتبعوا المرسلين} إلى قوله {لفي ضلال مبين} ثم أقبل على الرسل فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} ليشهدهم على إيمانه فأخذ فقذف في النار فقال الله تعالى {ادخل الجنة} قال {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} ). [الدر المنثور: 12/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: لما قال صاحب (يس) {يا قوم اتبعوا المرسلين} خنقوه ليموت فالتفت إلى الأنبياء فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} أي فاشهدوا لي). [الدر المنثور: 12/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: السبق ثلاثة، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب). [الدر المنثور: 12/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر من طريق صدقة القرشي عن رجل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصديق خير أهل الأرض إلا أن يكون نبي وإلا مؤمن آل ياسين وإلا مؤمن آل فرعون). [الدر المنثور: 12/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي، وابن عساكر: ثلاثة ما كفروا بالله قط، مؤمن آل ياسين وعلي بن أبي طالب وآسية امرأة فرعون). [الدر المنثور: 12/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصديقون ثلاثة، حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب آل ياسين وعلي بن أبي طالب). [الدر المنثور: 12/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود وأبو نعيم، وابن عساكر والديلمي عن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصديقون ثلاثة، حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي قال {يا قوم اتبعوا المرسلين} وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) (غافر الآية 28) وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم). [الدر المنثور: 12/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن عروة قال: قدم عروة بن مسعود الثقفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استأذن ليرجع إلى قومه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم قاتلوك قال: لو وجدوني نائما ما أيقظوني فرجع إليهم فدعاهم إلى الإسلام فعصوه وأسمعوه من الأذى فلما طلع الفجر قام على غرفة فأذن بالصلاة، وتشهد فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه قتله: مثل عروة، مثل صاحب يس، دعا قومه إلى الله فقتلوه).
وأخرج ابن مردويه من حديث ابن شعبة موصولا، نحوه). [الدر المنثور: 12/342-343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن مقسم عن ابن عباس، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعث عروة بن مسعود إلى الطائف إلى قومه ثقيف فدعاهم إلى الإسلام فرماه رجل بسهم فقتله فقال: ما أشبهه بصاحب (يس) ). [الدر المنثور: 12/343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر الشعبي قال: شبه النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمته قال دحية الكلبي يشبه جبريل وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم وعبد العزى يشبه الدجال) ). [الدر المنثور: 12/343]

تفسير قوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال يا قوم اتّبعوا المرسلين} يقول تعالى ذكره: قال الرّجل الّذي جاء من أقصى المدينة لقومه: يا قوم اتّبعوا المرسلين الّذين أرسلهم اللّه إليكم، واقبلوا منهم ما أتوكم به.
وذكر أنّه لمّا أتى الرّسل سألهم: هل تطلبون على ما جئتم به أجرًا؟ فقالت الرّسل: لا، فقال لقومه حينئذٍ: اتّبعوا من لا يسألكم على نصيحتهم لكم أجرًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: لمّا انتهى إليهم، يعني إلى الرّسل، قال: هل تسألون على هذا من أجرٍ؟ قالوا: لا، فقال عند ذلك: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، فيما بلغه، عن ابن عبّاسٍ، وعن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبّهٍ {اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون} أي لا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى، وهم لكم ناصحون، فاتّبعوهم تهتدوا بهداهم.
وقوله: {وهم مهتدون} يقول: وهم على استقامةٍ من طريق الحقّ، فاهتدوا أيّها القوم بهداهم). [جامع البيان: 19/421]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفر الذين أرسلهم عيسى إلى أهل أنطاكية فجاءهم فقال: تسألون أجرا فقالوا: لا فقال لقومه {يا قوم اتبعوا المرسلين (20) اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون} حتى بلغ {فاسمعون} قال: فرجموه بالحجارة فجعل يقول: رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون {بما غفر لي ربي} حتى بلغ {إن كانت إلا صيحة واحدة} قال: فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم {صيحة واحدة فإذا هم خامدون} ). [الدر المنثور: 12/339] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومالي لا أعبد الّذي فطرني وإليه ترجعون (22) أأتّخذ من دونه آلهةً إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئًا ولا ينقذون (23) إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ (24) إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هذا الرّجل المؤمن {ومالي لا أعبد الّذي فطرني} أي وأيّ شيءٍ لي لا أعبد الرّبّ الّذي خلقني {وإليه ترجعون} يقول: وإليه تصيرون أنتم أيّها القوم وتردّون جميعًا، وهذا حين أبدى لقومه إيمانه باللّه وتوحيده.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، فيما بلغه، عن ابن عبّاسٍ، وعن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبّهٍ، قال: ناداهم، يعني نادى قومه بخلاف ما هم عليه من عبادة الأصنام، وأظهر لهم دينه وعبادة ربّه، وأخبرهم أنّه لا يملك نفعه ولا ضرّه غيره فقال: {ومالي لا أعبد الّذي فطرني وإليه ترجعون (22) أأتّخذ من دونه آلهةً} ثمّ عابها فقال: {إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئًا ولا ينقذون} ). [جامع البيان: 19/422]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ اختلف أهل التّأويل في صفة قتلهم إيّاه، فقال بعضهم: رجموه بالحجارة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ومالي لا أعبد الّذي فطرني وإليه ترجعون} هذا رجلٌ دعا قومه إلى اللّه، وأبدى لهم النّصيحة فقتلوه على ذلك وذكر لنا أنّهم كانوا يرجمونه بالحجارة، وهو يقول: اللّهمّ اهد قومي، اللّهمّ اهد قومي، اللّهمّ اهد قومي، حتّى أقعصوه وهو كذلك.
وقال آخرون: بل وثبوا عليه، فوطئوه بأقدامهم حتّى مات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، فيما بلغه عن ابن عبّاسٍ، وعن كعبٍ، وعن وهب بن منبّهٍ، قال لمّا قال لهم: {ومالي لا أعبد الّذي فطرني} إلى قوله: {فاسمعون} وثبوا وثبة رجلٍ واحدٍ فقتلوه واستضعفوه لضعفه وسقمه، ولم يكن أحدٌ يدفع عنه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أصحابه أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان يقول: وطئوه بأرجلهم حتّى خرج قصبه من دبره). [جامع البيان: 19/423-424]

تفسير قوله تعالى: (أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أأتّخذ من دونه آلهةً} يقول: أأعبد من دون اللّه آلهةً، يعني معبودًا سواه {إن يردن الرّحمن بضرٍّ} يقول: إذا مسّني الرّحمن بضرٍّ وشدّةٍ {لا تغن عنّي شفاعتهم شيئًا} يقول: لا تغني عنّي شيئًا بكونها إليّ شفعاء، ولا تقدر على دفع ذلك الضّرّ عنّي {ولا ينقذون} يقول: ولا يخلّصوني من ذلك الضّرّ إذا مسّني). [جامع البيان: 19/422]

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ} يقول: {إنّي} إن اتّخذت من دون اللّه آلهةً هذه صفتها {إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ} لمن تأمّله، جوره عن سبيل الحقّ). [جامع البيان: 19/423]

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} فاختلف في معنى ذلك، فقال بعضهم: قال هذا القول هذا المؤمن لقومه يعلمهم إيمانه باللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، فيما بلغه، عن ابن عبّاسٍ، وعن كعبٍ، وعن وهب بن منبّهٍ {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} إنّي آمنت بربّكم الّذي كفرتم به، فاسمعوا قولي.
وقال آخرون: بل خاطب بذلك الرّسل، وقال لهم: اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربّي، وأنّي قد آمنت بكم واتّبعتكم؛ فذكر أنّه لمّا قال هذا القول، ونصح لقومه النّصيحة الّتي ذكرها اللّه في كتابه وثبوا به فقتلوه). [جامع البيان: 19/423]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن أحمد بن سعيدٍ الرّازيّ، ثنا أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم، ثنا أبو حفصٍ عامر بن سعيدٍ، ثنا القاسم بن مالكٍ المزنيّ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن سيّار أبي الحكم، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: " لمّا قال صاحب ياسين: يا قوم اتّبعوا المرسلين. قال: خنقوه ليموت فالتفت إلى الأنبياء فقال: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} [يس: 25] أي فاشهدوا لي «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين}،، قال: اسم الثالث الذي عزز به سمعون بن يوحنا، والثالث بولص فزعموا أن الثلاثة قتلوا جميعا وجاء حبيب وهو يكتم إيمانه {قال يا قوم اتبعوا المرسلين} فلما رأوه أعلن بإيمانه فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} وكان نجارا ألقوه في بئر وهي الرس وهم أصحاب الرس). [الدر المنثور: 12/337] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفر الذين أرسلهم عيسى إلى أهل أنطاكية فجاءهم فقال: تسألون أجرا فقالوا: لا فقال لقومه {يا قوم اتبعوا المرسلين (20) اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون} حتى بلغ {فاسمعون} قال: فرجموه بالحجارة فجعل يقول: رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون {بما غفر لي ربي} حتى بلغ {إن كانت إلا صيحة واحدة} قال: فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم {صيحة واحدة فإذا هم خامدون} ). [الدر المنثور: 12/339] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: لما قال صاحب (يس) {يا قوم اتبعوا المرسلين} خنقوه ليموت فالتفت إلى الأنبياء فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} أي فاشهدوا لي). [الدر المنثور: 12/340] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن كعب أن ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال: إنكم معشر العرب تدعون البئر رسا وتدعون القبر رسا فخدوا خدودا في الأرض وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في {يس} {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس وكانت الأنبياء تقتل فلما سمع بذلك رجل من أقصى المدينة وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم فيشهدهم على إيمانه فأقبل على قومه فقال {يا قوم اتبعوا المرسلين} إلى قوله {لفي ضلال مبين} ثم أقبل على الرسل فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} ليشهدهم على إيمانه فأخذ فقذف في النار فقال الله تعالى {ادخل الجنة} قال {يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} ). [الدر المنثور: 12/340] (م)

تفسير قوله تعالى: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن جريج عن مجاهد عن مجاهدٍ في قوله: {ادخل الجنة} قال: وجبت لك الجنة [الآية: 26]). [تفسير الثوري: 249]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عاصمٍ الأحول عن أبي مجلز في قوله: {ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين} قال: إيماني وتصديقي المرسلين [الآية: 26، 27]). [تفسير الثوري: 249]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قيل: ادخل الجنّة قال يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: قال اللّه له إذ قتلوه كذلك فلقيه: {ادخل الجنّة} فلمّا دخلها وعاين ما أكرمه اللّه به لإيمانه وصبره فيه {قال يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي} يقول: يا ليتهم يعلمون أنّ السّبب الّذي من أجله غفر لي ربّي ذنوبي، وجعلني من الّذين أكرمهم اللّه بإدخالهم إيّاهم جنّته، كان إيماني باللّه وصبري فيه، حتّى قتلت، فيؤمنوا باللّه ويستوجبوا الجنّة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني ابن إسحاق، عن بعضٍ أصحابه أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان يقول: قال اللّه له: ادخل الجنّة، فدخلها حيًّا يرزق فيها، قد أذهب اللّه عنه سقم الدّنيا وحزنها ونصبها، فلمّا أفضي إلى رحمة اللّه وجنّته وكرامته {قال: يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قيل ادخل الجنّة} فلمّا دخلها {قال: يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين} قال: فلا تلقى المؤمن إلاّ ناصحًا، ولا تلقاه غاشًّا، فلمّا عاين من كرامة اللّه {قال: يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين} تمنّى على اللّه أن يعلم قومه ما عاين من كرامة اللّه، وما هم عليه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قيل: ادخل الجنّة} قال: قيل: قد وجبت له الجنّة؛ قال ذاك حين رأى الثّواب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ {قيل ادخل الجنّة} قال: وجبت لك الجنّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ {قيل ادخل الجنّة} قال: وجبت له الجنّة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي مجلزٍ، في قوله: {بما غفر لي ربّي} قال: إيماني بربّي، وتصديقي رسله واللّه أعلم). [جامع البيان: 19/424-426]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قيل ادخل الجنة قال لما قيل له ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين وذلك حين رأى الثواب). [تفسير مجاهد: 534]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -) في قوله تعالى: {وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى - إلى قوله - وجعلني من المكرمين} [يس: 20 - 27] قال: نصح قومه حيّاً وميّتاً.
أخرجه رزين). [جامع الأصول: 2/331-332] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن كعب أن ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال: إنكم معشر العرب تدعون البئر رسا وتدعون القبر رسا فخدوا خدودا في الأرض وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في {يس} {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس وكانت الأنبياء تقتل فلما سمع بذلك رجل من أقصى المدينة وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم فيشهدهم على إيمانه فأقبل على قومه فقال {يا قوم اتبعوا المرسلين} إلى قوله {لفي ضلال مبين} ثم أقبل على الرسل فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} ليشهدهم على إيمانه فأخذ فقذف في النار فقال الله تعالى {ادخل الجنة} قال {يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} ). [الدر المنثور: 12/340] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {قيل ادخل الجنة} قال: وجبت له الجنة {قال يا ليت قومي يعلمون} قال: هذا حين رأى الثواب). [الدر المنثور: 12/340-341]

تفسير قوله تعالى: (بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عاصمٍ الأحول عن أبي مجلز في قوله: {ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين} قال: إيماني وتصديقي المرسلين [الآية: 26، 27]). [تفسير الثوري: 249]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قيل: ادخل الجنّة قال يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: قال اللّه له إذ قتلوه كذلك فلقيه: {ادخل الجنّة} فلمّا دخلها وعاين ما أكرمه اللّه به لإيمانه وصبره فيه {قال يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي} يقول: يا ليتهم يعلمون أنّ السّبب الّذي من أجله غفر لي ربّي ذنوبي، وجعلني من الّذين أكرمهم اللّه بإدخالهم إيّاهم جنّته، كان إيماني باللّه وصبري فيه، حتّى قتلت، فيؤمنوا باللّه ويستوجبوا الجنّة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني ابن إسحاق، عن بعضٍ أصحابه أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان يقول: قال اللّه له: ادخل الجنّة، فدخلها حيًّا يرزق فيها، قد أذهب اللّه عنه سقم الدّنيا وحزنها ونصبها، فلمّا أفضي إلى رحمة اللّه وجنّته وكرامته {قال: يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قيل ادخل الجنّة} فلمّا دخلها {قال: يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين} قال: فلا تلقى المؤمن إلاّ ناصحًا، ولا تلقاه غاشًّا، فلمّا عاين من كرامة اللّه {قال: يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين} تمنّى على اللّه أن يعلم قومه ما عاين من كرامة اللّه، وما هم عليه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قيل: ادخل الجنّة} قال: قيل: قد وجبت له الجنّة؛ قال ذاك حين رأى الثّواب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ {قيل ادخل الجنّة} قال: وجبت لك الجنّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ {قيل ادخل الجنّة} قال: وجبت له الجنّة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي مجلزٍ، في قوله: {بما غفر لي ربّي} قال: إيماني بربّي، وتصديقي رسله واللّه أعلم). [جامع البيان: 19/424-426] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفر الذين أرسلهم عيسى إلى أهل أنطاكية فجاءهم فقال: تسألون أجرا فقالوا: لا فقال لقومه {يا قوم اتبعوا المرسلين (20) اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون} حتى بلغ {فاسمعون} قال: فرجموه بالحجارة فجعل يقول: رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون {بما غفر لي ربي} حتى بلغ {إن كانت إلا صيحة واحدة} قال: فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم {صيحة واحدة فإذا هم خامدون} ). [الدر المنثور: 12/339] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء وما كنّا منزلين (28) إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وما أنزلنا على قوم هذا المؤمن الّذي قتله قومه لدعائه إيّاهم إلى اللّه ونصيحته لهم {من بعده} يعني: من بعد مهلكه {من جندٍ من السّماء}.
واختلف أهل التّأويل في معنى الجند الّذي أخبر اللّه أنّه لم ينزل إلى قوم هذا المؤمن بعد قتلهموه فقال بعضهم: عني بذلك أنّه لم ينزل اللّه بعد ذلك إليهم رسالةً، ولا بعث إليهم نبيًّا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {من جندٍ من السّماء} قال: رسالةٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء وما كنّا منزلين} قال: فلا واللّه ما عاتب اللّه قومه بعد قتله {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون}.
وقال آخرون: بل عني بذلك أنّ اللّه تعالى ذكره لم يبعث لهم جنودًا يقاتلهم بها، ولكنّه أهلكهم بصيحةٍ واحدةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني ابن إسحاق، عن بعض أصحابه، أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ قال: غضب اللّه له، يعني لهذا المؤمن، لاستضعافهم إيّاه غضبةً لم يبق من القوم شيئًا، فعجّل لهم النّقمة بما استحلّوا منه وقال: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء وما كنّا منزلين} يقول: ما كابدناهم بالجموع: أي الأمر أيسر علينا من ذلك {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون} فأهلك اللّه ذلك الملك وأهل أنطاكيّة، فبادوا عن وجه الأرض، فلم يبق منهم باقيةٌ.
وهذا القول الثّاني أولى القولين بتأويل الآية، وذلك أنّ الرّسالة لا يقال لها جندٌ إلاّ أن يكون أراد مجاهدٌ بذلك الرّسل، فيكون وجهًا، وإن كان أيضًا من المفهوم بظاهر الآية بعيدًا، وذلك أنّ الرّسل من بني آدم لا ينزلون من السّماء، والخبر في ظاهر هذه الآية عن أنّه لم ينزل من السّماء بعد مهلك هذا المؤمن على قومه جندًا وذلك بالملائكة أشبه منه ببني آدم). [جامع البيان: 19/426-428]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء قال يعني رسالة). [تفسير مجاهد: 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 28 - 29.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله {وما أنزلنا على قومه} قال: ما استعنت عليهم جندا من السماء ولا من الأرض). [الدر المنثور: 12/341]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون} يقول: ما كانت هلكتهم إلاّ صيحةً واحدةً أنزلها اللّه من السّماء عليهم.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً} نصبًا على التّأويل الّذي ذكرت، وأنّ في كانت مضمرًا وذكر عن أبي جعفرٍ المدنيّ أنّه قرأه: (إلاّ صيحةٌ واحدةً) رفعًا على أنّها مرفوعةٌ بكان، ولا مضمر في (كان).
والصّواب من القراءة في ذلك عندي النّصب؛ لإجماع الحجّة على ذلك، وعلى أنّ في كانت مضمرًا.
وقوله: {فإذا هم خامدون} يقول: فإذا هم هالكون). [جامع البيان: 19/428]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفر الذين أرسلهم عيسى إلى أهل أنطاكية فجاءهم فقال: تسألون أجرا فقالوا: لا فقال لقومه {يا قوم اتبعوا المرسلين (20) اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون} حتى بلغ {فاسمعون} قال: فرجموه بالحجارة فجعل يقول: رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون {بما غفر لي ربي} حتى بلغ {إن كانت إلا صيحة واحدة} قال: فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم {صيحة واحدة فإذا هم خامدون} ). [الدر المنثور: 12/339] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن سيرين قال: في قراءة ابن مسعود إن كانت إلا رتقة واحدة وفي قراءتنا {إن كانت إلا صيحة واحدة} ). [الدر المنثور: 12/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {فإذا هم خامدون} قال: ميتون). [الدر المنثور: 12/341]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 03:32 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وجاء من أقصى المدينة} [يس: 20] أنطاكية.
{رجلٌ يسعى} [يس: 20]، يعني: يسرع، وهو حبيبٌ النّجّار.
{قال يا قوم اتّبعوا المرسلين {20} اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون {21} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/804]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({قال يا قوم اتّبعوا المرسلين }.
بعض العرب يقول: يا قوم، يكسرها , ولا يطلق ياء الإضافة كما حذفوا التنوين من نداء المفرد , قالوا: يا زيد أقبل , وبعضهم ينشد بيت زهير:
تبيّن خليل هل ترى من ظعائن= تحمّلن بالعلياء من فوق جرثثم.). [مجاز القرآن: 2/159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به ؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل : فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال:{يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21) }إلى قوله:{فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه.
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل :ادخل الجنّة.). [معاني القرآن: 4/282-283]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى}
قال مجاهد : (هو حبيب النجار) .
قال قتادة : (كان يعبد الله جل وعز في غار , فلما سمع بخبر المرسلين , جاء يسعى فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟).
قالوا : لا, ما أجرنا إلا على الله .
فقال: يا قوم اتبعوا المرسلين , إلى قوله: {إني آمنت بربكم فاسمعون} , يقول هذا للمرسلين .
وقال كعب , ووهب : (قال هذا لقومه).
قال قتادة : (فرجمه قومه , فقال : اللهم اهد قومي, أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون , فلم يزالوا يرجمونه حتى أقعصوه , فأدخله الله جل وعز الجنة , ولم ينظر الله قومه حتى أهلكهم) .
قال كعب ووهب: (وثبوا عليه وثبة رجل واحد ؛ فقتلوه , فإذا هم خامدون).).[معاني القرآن: 5/486-488]

تفسير قوله تعالى:{اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ اتّبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون }: " من " : في موضع جميع.). [مجاز القرآن: 2/159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به ؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل : فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21) }إلى قوله:{فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه.
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل :ادخل الجنّة.). [معاني القرآن: 4/282-283] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى}
قال مجاهد : (هو حبيب النجار) .
قال قتادة : (كان يعبد الله جل وعز في غار , فلما سمع بخبر المرسلين , جاء يسعى فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟).
قالوا : لا, ما أجرنا إلا على الله .
فقال: يا قوم اتبعوا المرسلين , إلى قوله: {إني آمنت بربكم فاسمعون} , يقول هذا للمرسلين .
وقال كعب , ووهب : (قال هذا لقومه).
قال قتادة : (فرجمه قومه , فقال : اللهم اهد قومي, أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون , فلم يزالوا يرجمونه حتى أقعصوه , فأدخله الله جل وعز الجنة , ولم ينظر الله قومه حتى أهلكهم) .
قال كعب ووهب: (وثبوا عليه وثبة رجل واحد ؛ فقتلوه , فإذا هم خامدون).).[معاني القرآن: 5/486-488] (م)


تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما لي لا أعبد الّذي فطرني} [يس: 22] خلقني.
[تفسير القرآن العظيم: 2/804]
{وإليه ترجعون} [يس: 22] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به ؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل : فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال:{يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21) }إلى قوله:{فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه.
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل :ادخل الجنّة.).[معاني القرآن: 4/282-283] (م)


تفسير قوله تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أأتّخذ من دونه آلهةً} [يس: 23] على الاستفهام.
{إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم} [يس: 23]، يعني: الآلهة.
{شيئًا ولا ينقذون} [يس: 23] من ضرّي). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ( {ولا ينقذون }: تكف هذه الياء - كما تكف ياء الاضافة - هاهنا , وفي آية أخرى { ربّى أكرمن وأمّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربّي أهانن }.
قال الأعشى:
ومن كاشحٍ ظاهر غمره= إذا ما انتسبت له أنكرن
والعرب تكف الياءات المكسورات , والمفتوحات من الأرداف , قال لبيد ابن ربيعة:
وقبيلٌ من لكيزٍ شاهدٌ= رهط مرجومٍ ورهط ابن المعلّ
مرجوم العصري من بني عصرٍ من عبد القيس , وابن المعلى: جد الجارود الجذمي.). [مجاز القرآن: 2/160]


تفسير قوله تعالى: (إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ} [يس: 24]، يعني: في خسرانٍ بيّنٍ في تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} [يس: 25] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: كان رجلا من قوم يونس، وكان به جذامٌ، وكان يطيف بآلهتهم يدعوها، إذ مرّ على قومٍ مجتمعين، فأتاهم فإذا هم قد قتلوا نبيّين، فبعث اللّه إليهم الثّالث، فلمّا سمع قوله: قال: يا عبد اللّه إنّ معي ذهبًا فهل أنت آخذه منّي وأتّبعك وتدعو اللّه لي؟ قال: لا أريد ذهبك، ولكن اتّبعني، فلمّا رأى الّذي به دعا اللّه له فبرأ، فلمّا رأى ما صنع به {قال يا قوم اتّبعوا المرسلين {20} اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا} [يس: 20-21] لما كان عرض عليه من الذّهب فلم يقبله منه {وهم مهتدون {21} وما لي لا أعبد الّذي فطرني} [يس: 21-22] خلقني {وإليه ترجعون {22} أأتّخذ من دونه آلهةً إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئًا} [يس: 22-23] لما كان يدعو آلهتهم لما به من الجذام فلم يغن عنه شيئًا {ولا ينقذون} [يس: 23] من ضرّي، يعني: الجذام الّذي كان به.
{إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ {24}.
{إنّي آمنت بربّكم فاسمعون {25}} [يس: 25]، أي: فاستمعوا قولي، فاقبلوه فدعاهم إلى الإيمان، وليس هذا الحرف من تفسير مجاهدٍ، قال مجاهدٌ: فلمّا سمعوه قتلوه). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}
أي : فاشهدوا لي بذلك, يقوله: حبيب للرسل الثلاثة.). [معاني القرآن: 2/374]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}: مثل ومجازها: اسمعوني ,اسمعوا مني.). [مجاز القرآن: 2/160]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}: أي , فاشهدوا.). [تفسير غريب القرآن: 364]


تفسير قوله تعالى:{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فـ {قيل} له.
{ادخل الجنّة} [يس: 26] عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: وجبت لك الجنّة.
فـ {قال يا ليت قومي يعلمون {26}). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21)}, إلى قوله: {فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه .
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل : ادخل الجنّة.
فلما شاهدها , قال:{يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين (27)}
أي : بمغفرة ربي لي.
{من المكرمين}: أي : من المدخلين الجنة.
وقيل أيضا بما غفر لي ربي , أي: ليتهم يعلمون بالعمل والإيمان الذي غفر لي به ربّي، ويجوز " بم غفر لي ربّي "على معني : بأي شيء غفر لي ربي، ويجوز أن يكون " بما " في هذا المعنى بإثبات الألف، تقول: قد علمت بما صنعت هذا، وقد علمت بم صنعت هذا، أي : قد علمت بأي شيء صنعت هذا، وحذف الألف في هذا المعنى أجود.). [معاني القرآن: 4/282-283]


تفسير قوله تعالى: {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين {27}} [يس: 27] فنصحهم حيًّا وميّتًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {بما غفر لي ربّي...}
و(بما) تكون في موضع (الذي) , وتكون (ما) , و(غفر) في موضع مصدر.
ولو جعلت (ما) في معنى (أيّ) كان صواباً.
يكون المعنى: ليتهم يعلمون بأيّ شيء غفر لي ربّي, ولو كان كذلك لجاز له فيه: (بم غفر لي ربّي) بنقصان الألف. كما تقول:
سل عمّ شئت، وكما قال : {فناظرةٌ بم يرجع المرسلون} , وقد أتمّها الشاعر , وهي استفهام فقال:
إنا قتلنا بقتلانا سراتكم = أهل اللواء ففيما يكثر القيل). [معاني القرآن: 2/374-375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21)}, إلى قوله: {فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه .
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل : ادخل الجنّة.
فلما شاهدها , قال:{يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين (27)}
أي : بمغفرة ربي لي.
{من المكرمين}: أي : من المدخلين الجنة.
وقيل أيضا بما غفر لي ربي , أي: ليتهم يعلمون بالعمل والإيمان الذي غفر لي به ربّي، ويجوز " بم غفر لي ربّي "على معني : بأي شيء غفر لي ربي، ويجوز أن يكون " بما " في هذا المعنى بإثبات الألف، تقول: قد علمت بما صنعت هذا، وقد علمت بم صنعت هذا، أي : قد علمت بأي شيء صنعت هذا، وحذف الألف في هذا المعنى أجود.). [معاني القرآن: 4/282-283]


تفسير قوله تعالى:{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء} [يس: 28] رسالةٍ، في تفسير مجاهدٍ.
{وما كنّا منزلين} [يس: 28] والجند في تفسير الحسن الملائكة الّذين يجيئون بالوحي إلى الأنبياء، فانقطع عنهم الوحي واستوجبوا العذاب، فجاءهم العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السّماء وما كنّا منزلين (28)}
المعنى : لم ننزل عليهم جندا، لم ننتصر للرسول الذي كذبوه بجند.). [معاني القرآن: 4/283]


تفسير قوله تعالى:{إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {إن كانت إلا صيحةً واحدةً} [يس: 29] الصّيحة عند الحسن العذاب.
وقال السّدّيّ: صيحة إسرافيل.
{فإذا هم خامدون} [يس: 29] قد هلكوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً...}
نصبتها القراء إلا أبا جعفر، فإنه رفعها، على ألاّ يضمر في (كانت) اسماً.
والنصب إذا أضمرت فيها؛ كما تقول: اذهب , فليس إلاّ الله الواحد القهّار , والواحد القهّار، على هذا التفسير.
وسمعت بعض العرب يقول لرجل يصفه بالخبّ: لو لم يكن إلاّ ظلّه لخابّ ظلّه.
والرفع والنصب جائزان, وقد قرأت القراء :{إلاّ أن تكون تجارةً حاضرة}بالرفع والنصب, وهذا من ذاك.
وقوله: {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً} .
وفي قراءة عبد الله : (إن كانت إلاّ زقيةً), والزقية , والزقوة لغتان.
يقال: زقيت وزقوت, وأنشدني بعضهم , وهو يذكر امرأة:
تلد غلاماً عارماً يؤذيك = ولو زقوت كزقاء الدّيك.). [معاني القرآن: 2/375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)، كقوله تعالى: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}، و{إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} ، و{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} ). [تأويل مشكل القرآن: 552] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ومعنى :{إن كانت إلّا صيحة واحدة فإذا هم خامدون (29)}
ما كانت إلا صيحة واحدة، إلا أن صيح بهم صيحة واحدة , فماتوا معذبين بها، ويقرأ :{إلّا صيحة واحدة}, قرأ بها أبو جعفر المدني وحده, وهي جيدة في العربية، فمن نصب , فالمعنى ما وقعت عليهم عقوبة إلا صيحة واحدة.

{فإذا هم خامدون}: أي: ساكنون قد ماتوا , وصاروا بمنزلة الرماد الخامد الهامد.). [معاني القرآن: 4/283-284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون}
قال مجاهد في قوله تعالى: {قيل ادخل الجنة}, قال : (قيل له : وجبت لك الجنة) .
وقوله جل وعز: {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون}
وقرأ أبو جعفر : {إن كانت إلا صيحة واحدة }
والمعنى على قراءته: إن وقعت عقوبتهم إلا صيحة واحدة , فإذا هم خامدون , أي: ساكنون , بمنزلة الرماد الخامد.). [معاني القرآن: 5/488-489]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 03:34 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) }

تفسير قوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) }

تفسير قوله تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) }

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) }

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) }

تفسير قوله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) }

تفسير قوله تعالى: {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأخبر تبارك وتعالى ذكره عن حال رجل جاء من أقصى المدينة، سمع من المرسلين وفهم عن الله فجاء يسعى على قدميه وسمع قولهم، فلما فهمه روي أنه تعقب أمرهم وسبره بأن قال لهم: أتطلبون أجرا على دعوتكم هذه؟ قالوا: لا، فدعا عند ذلك قومه إلى اتباعهم والإيمان بهم إذ هو الحق.
ثم احتج عليهم بقوله: {اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون}، أي: وهم على هدى من الله. وهذه الآية حاكمة بنقص من يأخذ أجرة على شيء من أفعال الشرع التي هي لازمة كالصلاة ونحوها، فإنها كالتبليغ لمن بعث، بخلاف ما لا يلزمه كالإمارة والقضاء، وقد ارتزق أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وروي عن أبي مجلز، وكعب الأحبار، وابن عباس أن اسم هذا الرجل حبيب، وكان نجارا، وكان - فيما قال وهب بن منبه - قد تجذم، وقيل: كان في غار يعبد ربه، وقال ابن أبي ليلى: "سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وصاحب يس، ومؤمن آل فرعون"، وذكر الناس من أسماء الرسل: صادق وصدوق وشلوم، وغير هذا، والصحة معدومة فاختصرت). [المحرر الوجيز: 7/ 241-242]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون * إني إذا لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين}
قرأ الجمهور: "وما لي" بفتح الياء، وقرأ الأعمش، وحمزة بسكون الياء، وقد تقدم مثل هذا.
وقوله تعالى: "وما لي" تقرير لهم - على جهة التوبيخ - في هذا الأمر الذي يشهد العقل بصحته، إن من فطر واخترع وأخرج من العدم إلى الوجود هو الذي يستحق أن يعبد، ثم أخبرهم بأنهم يحشرون إليه يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 7/ 242]

تفسير قوله تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وقفهم أيضا - على جهة التوبيخ - على اتخاذ الآلهة من دون الله، وهي لا ترد عنهم المقادير التي يريدها الله بهم، لا بقوة منها ولا بشفاعة. وقرأ طلحة السمان، وعيسى الهمداني: "يردني" بياء مفتوحة،، ورويت عن عاصم، ونافع، وأبي عمرو). [المحرر الوجيز: 7/ 242-243]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) }

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم صدع بإيمانه وأعلن فقال: إني آمنت بربكم فاسمعون، واختلف المفسرون، فقال ابن عباس رضي الله عنهما، وكعب، ووهب: خاطب بها قومه على جهة المبالغة والتنبيه، وقيل: خاطب بها الرسل على جهة الإشهاد بهم، والاستحفاظ للأمر عندهم. وقرأ الجمهور بكسر النون على نية الياء بعدها، وروى أبو بكر عن عاصم فتحها، قال أبو حاتم: هذا خطأ لا يجوز; لأنه أمر، فإما حذف النون أو كسرها على نية الياء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهنا محذوف تواترت به الأحاديث والروايات، وهو أنهم قتلوه، واختلف، كيف؟ فقال قتادة وغيره: رجموه بالحجارة، وقال ابن مسعود: مشوا عليه بأقدامهم حتى خرج قصبه من دبره، فقيل له عند موته: ادخل الجنة وذلك - والله أعلم - بأن عرض عليه مقعده منها، وتحقق أنه من سكانها برؤيته ما أقر عينه، فلما تحصل له ذلك تمنى أن يعلم قومه بذلك، فقيل: أراد بذلك الإشفاق والنصح لهم، أي: لو علموا بذلك لآمنوا بالله، وقيل: أراد أن يندموا على فعلهم به ويحزنهم ذلك، وهذا موجود في جبلة البشر، إذا نال خيرا في أرض غربة ود أن يعلم ذلك جيرانه وأترابه الذين نشأ فيهم; ولا سيما في الكرامات، ونحو من ذلك قول الشاعر:
والعز مطلوب وملتمس ... وأحبه ما نيل في الوطن
والتأويل الأول أشبه بهذا العبد الصالح، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نصح قومه حيا وميتا"، وقال قتادة بن دعامة: نصحهم على حالة الغضب والرضى، وكذلك المؤمن لا تجده إلا ناصحا للناس). [المحرر الوجيز: 7/ 243]

تفسير قوله تعالى: {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"ما" في قوله تعالى: {بما غفر} يجوز أن تكون مصدرية، أي: بغفران ربي لي، ويجوز أن تكون بمعنى الذي، وفي "غفر" ضمير عائد، قال الزهري: ويجوز أن تكون استفهاما، ثم ضعفه). [المحرر الوجيز: 7/ 243-244]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون * يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون * ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون * وإن كل لما جميع لدينا محضرون}
هذه مخاطبة لمحمد صلى الله عليه وسلم فيها توعد لقريش، إذ هذا هو المروع لهم من المثال أن ينزل بهم من عذاب الله ما نزل بقوم حبيب النجار، فنفى عز وجل، أي أنه ما أنزل على قوم هذا الرجل جندا من السماء، قال مجاهد: أراد أنه لم يرسل رسولا ولا استعتبهم، قال ابن مسعود رضي الله عنه: أراد لم يحتج في تعذيبهم إلى جند من جند الله كالحجارة والغرق والريح وغير ذلك بل كانت صيحة واحدة; لأنهم كانوا أيسر وأهون من ذلك، قال قتادة: والله ما عاتب الله قومه بعد قتله حتى أهلكهم.
واختلف المتأولون في قوله تعالى: {وما كنا منزلين}، فقالت فرقة: "ما" نافية، وهذا يجري مع التأويل الثاني في قوله سبحانه: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند}. وقالت فرقة: "ما" عطف على "جند"، أي: "من جند ومن الذي كنا منزلين على الأمم مثلهم قبل ذلك"). [المحرر الوجيز: 7/ 244]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(وقرأ الجمهور: "إلا صيحة" بالنصب على خبر (كان)، أي: ما كان عذابهم إلا صيحة واحدة، وقرأ أبو جعفر، ومعاذ بن الحارث: "إلا صيحة واحدة" بالرفع، وضعفها أبو حاتم، والوجه فيها أنها ليست (كان) التي تطلب الاسم والخبر، وإنما التقدير: ما وقعت أو حدثت إلا صيحة واحدة. وقرأ ابن مسعود، وعبد الرحمن بن الأسود: "إلا زقية واحدة" وهي الصيحة من الديك ونحوه من الطير.
و"خامدون": ساكتون موتى لاطون بالأرض، شبهوا بالرماد الذي خمدت ناره وطفئت). [المحرر الوجيز: 7/ 245-246]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 03:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 03:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون (21) وما لي لا أعبد الّذي فطرني وإليه ترجعون (22) أأتّخذ من دونه آلهةً إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئًا ولا ينقذون (23) إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ (24) إنّي آمنت بربّكم فاسمعون (25) }
قال ابن إسحاق -فيما بلغه عن ابن عبّاسٍ وكعب الأحبار ووهب بن منبّهٍ-: إنّ أهل القرية همّوا بقتل رسلهم فجاءهم رجلٌ من أقصى المدينة يسعى، أي: لينصرهم من قومه -قالوا: وهو حبيبٌ، وكان يعمل الجرير -وهو الحبال- وكان رجلًا سقيمًا قد أسرع فيه الجذام، وكان كثير الصّدقة، يتصدّق بنصف كسبه، مستقيم النّظرة.
وقال ابن إسحاق عن رجلٍ سمّاه، عن الحكم، عن مقسم -أو: عن مجاهدٍ-عن ابن عبّاسٍ قال: [كان] اسم صاحب يس حبيب، وكان الجذام قد أسرع فيه.
وقال الثّوريّ، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي مجلز: كان اسمه حبيب بن مرى.
وقال شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ [أيضًا] قال: اسم صاحب يس حبيبٌ النّجّار، فقتله قومه.
وقال السّدّيّ: كان قصّارا. وقال عمر بن الحكم: كان إسكافًا. وقال قتادة: كان يتعبد في غار هناك.
{قال يا قوم اتّبعوا المرسلين}: يحضّ قومه على اتّباع الرّسل الّذين أتوهم).[تفسير ابن كثير: 6/ 570]

تفسير قوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا} أي: على إبلاغ الرّسالة، {وهم مهتدون} فيما يدعونكم إليه، من عبادة اللّه وحده لا شريك له).[تفسير ابن كثير: 6/ 570]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما لي لا أعبد الّذي فطرني} أي: وما يمنعني من إخلاص العبادة للّذي خلقني وحده لا شريك له، {وإليه ترجعون} أي: يوم المعاد، فيجازيكم على أعمالكم، إن خيرًا فخيرٌ، وإنّ شرًّا فشرٌّ). [تفسير ابن كثير: 6/ 571]

تفسير قوله تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({أأتّخذ من دونه آلهةً}؟ استفهام إنكارٍ وتوبيخٍ وتقريعٍ، {إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئًا ولا ينقذون} أي: هذه الآلهة الّتي تعبدونها من دونه لا يملكون من الأمر شيئًا. فإنّ اللّه لو أرادني بسوءٍ، {فلا كاشف له إلا هو} [يونس: 107] وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه، ولا ينقذونني ممّا أنا فيه). [تفسير ابن كثير: 6/ 571]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ} أي: إن اتّخذتها آلهةً من دون اللّه). [تفسير ابن كثير: 6/ 571]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}: قال ابن إسحاق -فيما بلغه عن ابن عبّاسٍ وكعبٍ ووهبٍ-يقول لقومه: {إنّي آمنت بربّكم} الّذي كفرتم به، {فاسمعون} أي: فاسمعوا قولي.
ويحتمل أن يكون خطابه للرّسل بقوله: {إنّي آمنت بربّكم} أي: الّذي أرسلكم، {فاسمعون} أي: فاشهدوا لي بذلك عنده. وقد حكاه ابن جريرٍ فقال: وقال آخرون: بل خاطب بذلك الرّسل، وقال لهم: اسمعوا قولي، لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربّي، إنّي [قد] آمنت بربّكم واتّبعتكم.
وهذا [القول] الّذي حكاه هؤلاء أظهر في المعنى، واللّه أعلم.
قال ابن إسحاق -فيما بلغه عن ابن عبّاسٍ وكعبٍ ووهبٍ-: فلمّا قال ذلك وثبوا عليه وثبة رجلٍ واحدٍ فقتلوه، ولم يكن له أحدٌ يمنع عنه.
وقال قتادة: جعلوا يرجمونه بالحجارة، وهو يقول: "اللّهمّ اهد قومي، فإنّهم لا يعلمون". فلم يزالوا به حتّى أقعصوه وهو يقول كذلك، فقتلوه، رحمه اللّه). [تفسير ابن كثير: 6/ 571]

تفسير قوله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قيل ادخل الجنّة قال يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين (27) وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء وما كنّا منزلين (28) إن كانت إلا صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون (29)}.
قال محمّد بن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن ابن مسعودٍ: إنّهم وطئوه بأرجلهم حتّى خرج قصبه من دبره وقال اللّه له: {ادخل الجنّة}، فدخلها فهو يرزق منها، قد أذهب اللّه عنه سقم الدّنيا وحزنها ونصبها.
وقال مجاهدٌ: قيل لحبيبٍ النّجّار: ادخل الجنّة. وذلك أنّه قتل فوجبت له، فلمّا رأى الثّواب {قال يا ليت قومي يعلمون}.
قال قتادة: لا تلقى المؤمن إلّا ناصحًا، لا تلقاه غاشًّا؛ لـمّا عاين [ما عاين] من كرامة الله {قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين}. تمنّى على اللّه أن يعلم قومه ما عاين من كرامة اللّه [له]، وما هجم عليه.
وقال ابن عبّاسٍ: نصح قومه في حياته بقوله: {يا قوم اتّبعوا المرسلين} [يس: 20]، وبعد مماته في قوله: {يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين} رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال سفيان الثّوريّ، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي مجلز: {بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين} بإيماني بربّي وتصديقي المرسلين.
ومقصوده أنّهم لو اطّلعوا على ما حصل من هذا الثّواب والجزاء والنّعيم المقيم، لقادهم ذلك إلى اتّباع الرّسل، فرحمه اللّه ورضي عنه، فلقد كان حريصًا على هداية قومه.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا هشام بن عبيد اللّه، حدّثنا ابن جابرٍ -وهو محمّدٌ-عن عبد الملك -يعني: ابن عميرٍ-قال: قال عروة بن مسعودٍ الثّقفيّ للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ابعثني إلى قومي أدعوهم إلى الإسلام. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّي أخاف أن يقتلوك". فقال: لو وجدوني نائمًا ما أيقظوني. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "انطلق". فانطلق فمرّ على اللّات والعزّى، فقال: لأصبحنّك غدًا بما يسوءك. فغضبت ثقيفٌ، فقال: يا معشر ثقيفٍ، إنّ اللّات لا لات، وإنّ العزى لا عزى، أسلموا تسلموا. يا معشر الأحلاف، إنّ العزّى لا عزّى، وإنّ اللّات لا لات، أسلموا تسلموا. قال ذلك ثلاث مرّاتٍ، فرماه رجلٌ فأصاب أكحله فقتله، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هذا مثله كمثل صاحب يس، {قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين}
وقال محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم: أنّه حدّث عن كعب الأحبار: أنّه ذكر له حبيب بن زيد بن عاصمٍ -أخو بني مازن بن النّجّار-الّذي كان مسيلمة الكذّاب قطّعه باليمامة، حين جعل يسأله عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجعل يقول: أتشهد أنّ محمّدًا رسول اللّه؟ فيقول: نعم. ثمّ يقول: أتشهد أنّي رسول اللّه؟ فيقول: لا أسمع. فيقول له مسيلمة: أتسمع هذا ولا تسمع ذاك؟ فيقول: نعم. فجعل يقطّعه عضوًا عضوًا، كلّما سأله لم يزده على ذلك حتّى مات في يديه. فقال كعبٌ حين قيل له: اسمه حبيبٌ، وكان واللّه صاحب يس اسمه حبيبٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 571-572]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء وما كنّا منزلين}: يخبر تعالى أنّه انتقم من قومه بعد قتلهم إيّاه، غضبًا منه تعالى عليهم؛ لأنّهم كذّبوا رسله، وقتلوا وليّه. ويذكر تعالى: أنّه ما أنزل عليهم، وما احتاج في إهلاكه إيّاهم إلى إنزال جندٍ من الملائكة عليهم، بل الأمر كان أيسر من ذلك. قاله ابن مسعودٍ، فيما رواه ابن إسحاق، عن بعض أصحابه، عنه أنّه قال في قوله: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء وما كنّا منزلين} أي: ما كاثرناهم بالجموع الأمر كان أيسر علينا من ذلك، {إن كانت إلا صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون} قال: فأهلك اللّه ذلك الملك، وأهلك أهل أنطاكية، فبادوا عن وجه الأرض، فلم يبق منهم باقيةٌ.
وقيل: {وما كنّا منزلين} أي: وما كنّا ننزّل الملائكة على الأمم إذا أهلكناهم، بل نبعث عليهم عذابًا يدمّرهم.
وقيل: المعنى في قوله: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء} أي: من رسالةٍ أخرى إليهم. قاله مجاهدٌ وقتادة. قال قتادة: فلا واللّه ما عاتب اللّه قومه بعد قتله، {إن كانت إلا صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون}.
قال ابن جريرٍ: والأوّل أصحّ؛ لأنّ الرّسالة لا تسمّى جندًا.
قال المفسّرون: بعث اللّه إليهم جبريل، عليه السّلام، فأخذ بعضادتي باب بلدهم، ثمّ صاح بهم صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون عن آخرهم، لم يبق فيهم روحٌ تتردّد في جسدٍ.
وقد تقدّم عن كثيرٍ من السّلف أنّ هذه القرية هي أنطاكية، وأنّ هؤلاء الثّلاثة كانوا رسلًا من عند المسيح، عليه السّلام، كما نصّ عليه قتادة وغيره، وهو الّذي لم يذكر عن واحدٍ من متأخّري المفسّرين غيره، وفي ذلك نظرٌ من وجوهٍ:
أحدها: أنّ ظاهر القصّة يدلّ على أنّ هؤلاء كانوا رسل اللّه، عزّ وجلّ، لا من جهة المسيح، كما قال تعالى: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ فقالوا إنّا إليكم مرسلون} إلى أن قالوا: {ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين} [يس: 14-17]. ولو كان هؤلاء من الحواريّين لقالوا عبارةً تناسب أنّهم من عند المسيح، عليه السّلام، واللّه أعلم. ثمّ لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم: {ما أنتم إلا بشرٌ مثلنا} [يس:15].
الثّاني: أنّ أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم، وكانوا أوّل مدينةٍ آمنت بالمسيح؛ ولهذا كانت عند النّصارى إحدى المدائن الأربعة اللّاتي فيهنّ بتاركة، وهنّ القدس لأنّها بلد المسيح، وأنطاكية لأنّها أوّل بلدةٍ آمنت بالمسيح عن آخر أهلها، والإسكندريّة لأنّ فيها اصطلحوا على اتّخاذ البتاركة والمطارنة والأساقفة والقساوسة والشّمامسة والرّهابين. ثمّ روميّة لأنّها مدينة الملك قسطنطين الّذي نصر دينهم وأطّده. ولمّا ابتنى القسطنطينيّة نقلوا البترك من روميّة إليها، كما ذكره غير واحدٍ ممّن ذكر تواريخهم كسعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين، فإذا تقرّر أنّ أنطاكية أوّل مدينةٍ آمنت، فأهل هذه القرية قد ذكر اللّه تعالى أنّهم كذّبوا رسله، وأنّه أهلكهم بصيحةٍ واحدةٍ أخمدتهم، فاللّه أعلم.
الثّالث: أنّ قصّة أنطاكية مع الحواريّين أصحاب المسيح بعد نزول التّوراة، وقد ذكر أبو سعيدٍ الخدريّ وغير واحدٍ من السّلف: أنّ اللّه تعالى بعد إنزاله التّوراة لم يهلك أمّةً من الأمم عن آخرهم بعذابٍ يبعثه عليهم، بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين، ذكروه عند قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى} [القصص: 43]. فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن [العظيم] قريةٌ أخرى غير أنطاكية، كما أطلق ذلك غير واحدٍ من السّلف أيضًا. أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظًا في هذه القصّة مدينةً أخرى غير هذه المشهورة المعروفة، فإنّ هذه لم يعرف أنّها أهلكت لا في الملّة النّصرانيّة ولا قبل ذلك، واللّه، سبحانه وتعالى، أعلم.
فأمّا الحديث الّذي رواه الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا الحسين بن إسحاق التّستري، حدثنا الحسين بن أبي السّريّ العسقلانيّ، حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "السّبّق ثلاثةٌ: فالسّابق إلى موسى يوشع بن نونٍ، والسّابق إلى عيسى صاحب يس، والسّابق إلى محمّدٍ عليّ بن أبي طالبٍ"، فإنّه حديثٌ منكرٌ، لا يعرف إلّا من طريق حسينٍ الأشقر، وهو شيعي متروك، [والله أعلم] ). [تفسير ابن كثير: 6/ 572-574]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة