التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36)} قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والّذين كفروا لهم نار جهنّم لا يقضى عليهم فيموتوا} [فاطر: 36].
تفسير السّدّيّ: يعني: لا ينزل بهم الموت فيموتوا.
قال: {ولا يخفّف عنهم من عذابها} [فاطر: 36] وقال في آيةٍ أخرى: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا} [النبأ: 30].
[تفسير القرآن العظيم: 2/793]
أخبرنا سعيدٌ، عن قتادة أنّ عبد اللّه بن عمرٍو كان يقول: ما نزل في أهل النّار آيةٌ هي أشدّ من هذه.
قال: {كذلك نجزي كلّ كفورٍ} [فاطر: 36] حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: {كذلك نجزي كلّ كفورٍ} [فاطر: 36] كلّ كفورٍ بربّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/794]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ لا يقضى عليهم فيموتوا }: منصوب , لأن معناه: " ليموتوا " , وليس مجازه: مجاز الإخبار , لأنهم أحياء لا يموتون فيقضى عليهم، وقال الخليل : لم ينصب فعل قط إلا على معنى " أن " , وموضعها " وإن أضمروها فقيل له : قد نصبوا بـ " حتى ", و " كي " , و " لن ", و " اللام المكسورة " , فقال: العامل فيهن " أن ".). [مجاز القرآن: 2/155]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({والّذين كفروا لهم نار جهنّم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفّف عنهم مّن عذابها كذلك نجزي كلّ كفورٍ}
وقال: {ولا يخفّف عنهم مّن عذابها} , وقد قال: {كلّما خبت زدناهم سعيراً} , يقول: "لا يخفّف عنهم من العذاب الذي هو هكذا".). [معاني القرآن: 3/36]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والّذين كفروا لهم نار جهنّم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفّف عنهم من عذابها كذلك نجزي كلّ كفور (36)}
(فيموتوا): نصب، وعلامة النصب : سقوط النون، وهو جواب النفي.
والمعنى: لا يقضى عليهم الموت , فيموتوا.
{ولا يخفّف عنهم من عذاببها}:أي: من عذاب نار جهنّم.
{كذلك يجزى كلّ كفور}, و{نجزي كلّ كفور}
وفيها وجه ثالث: {كذلك يجزي كلّ كفور}, أي : كذلك يجزي اللّه.
المعنى : مثل ذلك الجزاء الذي ذكرنا, ولا أعلم أحدا قرأ بها، أعني: يجزي بالياء وفتحها.). [معاني القرآن: 4/271]
تفسير قوله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) } قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وهم يصطرخون فيها ربّنا أخرجنا نعمل صالحًا غير الّذي كنّا نعمل} [فاطر: 37]، أي: أخرجنا فارددنا إلى الدّنيا نعمل صالحًا.
قال اللّه: {أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النّذير} [فاطر: 37] النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: نزلت في الآية وفيها ابن ثمان عشرة سنةً، وكلّ شيءٍ ذكر اللّه من كلام أهل النّار فهو قبل أن يقول اللّه لهم: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108].
{فذوقوا} [فاطر: 37]، أي: العذاب.
{فما للظّالمين} [فاطر: 37] المشركين.
{من نصيرٍ} [فاطر: 37] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/794]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجاءكم النّذير...}
يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم, وذكر الشيب). [معاني القرآن: 2/370]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أو لم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر }: مجاز الألف هاهنا مجاز التقرير , وليس باستفهام والواو التي بعدها مفتوحة لأنها ليست بواو " أو " ومجاز " ما " هاهنا مجاز المصدر:{ أو لم نعمركم عمراً يتذكر فيه من تذكّر }: أي: يتوب , ويراجع.). [مجاز القرآن: 2/156]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجاءكم النّذير}: يعني محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم, ويقال: الشيب, ومن ذهب هذا المذهب، فإنه أراد : (أولم نعمركم حتى شبتم).). [تفسير غريب القرآن: 361-362]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وهم يصطرخون فيها ربّنا أخرجنا نعمل صالحا غير الّذي كنّا نعمل أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النّذير فذوقوا فما للظّالمين من نصير (37)}
يستغيثون : ربّنا أخرجنا.
المعنى يقولون:{ربّنا أخرجنا نعمل صالحا غير الّذي كنّا نعمل}
المعنى : إن تخرجنا نعمل صالحا، فوبّخهم اللّه فقال: {أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر}.
معناه : أو لم نعمّركم العمر الذي يتذكر فيه من تذكر.
وجاء في التفسير: لقد أعذر اللّه إلى عبد عمّره ستين سنة.
ويقال: من الستين إلى السبعين.
وقد جاء في التفسير : أنه يدخل فيها ابن سبع عشرة سنة , وقد قيل : أربعين.
{وجاءكم النّذير}:يعنى النبي صلى الله عليه وسلم , وقيل: الشيب.
والقول الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم النذير أكثر التفسير عليه، وقد قيل: الأربعين.). [معاني القرآن: 4/271-272]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر}
قال أبو هريرة , وابن عباس: (ستين سنة) , وعنه أيضًا: (أربعين) .
وهذا أشبه؛ لأن في الأربعين تناهي العقل , وما قبل ذلك , وما بعده منتقص عنه , والله جل وعز أعلم .
وقال الحسن أيضاً: (أربعين)
ويقال: إن ابن سبع عشرة داخل فيها .
ثم قال تعالى: {وجاءكم النذير}
قال ابن زيد : النبي صلى الله عليه وسلم , وقيل: يعني : الشيب .
والأول أكثر , والمعنى على الثاني : حتى شبتم , وهو قول ابن عباس.). [معاني القرآن: 5/460-462]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وجاءكم النذير}
قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: النذير هاهنا: الشيب، وقالت طائفة: النذير: محمد صلى الله عليه وسلم .
قال ثعلب: وعلى هذا العمل، ليس على الأول، لأنا قد رأينا من يموت قبل الشيب.). [ياقوتة الصراط: 419]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ}: قيل: محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: الشيب.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 200]