العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فاطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:33 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة فاطر [ من الآية (12) إلى الآية (14) ]

تفسير سورة فاطر
[ من الآية (12) إلى الآية (14) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13) إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 12:48 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله الفلك فيه مواخر قال تجري مقبلة ومدبرة بريح واحدة). [تفسير عبد الرزاق: 2/134]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما يستوي البحران هذا عذبٌ فراتٌ سائغٌ شرابه وهذا ملحٌ أجاجٌ ومن كلٍّ تأكلون لحمًا طريًّا وتستخرجون حليةً تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}.
يقول تعالى ذكره: وما يعتدل البحران فيستويان، أحدهما {عذبٌ فراتٌ}؛ والفرات: هو أعذب العذب، {وهذا ملحٌ أجاجٌ} يقول: والآخر منهما ملحٌ أجاجٌ، وذلك هو ماء البحر الأخضر؛ والأجاج: المرّ، وهو أشدّ المياه ملوحةً.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وهذا ملحٌ أجاجٌ} والأجاج: المرّ.
وقوله: {ومن كلٍّ تأكلون لحمًا طريًّا} يقول: ومن كلّ البحار تأكلون لحمًا طريًّا، وذلك السّمك من عذبهما الفرات، وملحهما الأجاج {وتستخرجون حليةً تلبسونها} يعني: الدّرّ والمرجان تستخرجونها من الملح الأجاج. وقد بيّنّا قبل وجه {تستخرجون حليةً}، وإنّما يستخرج من الملح فيما مضى بما أغنى عن إعادته.
{وترى الفلك فيه مواخر} يقول تعالى ذكره: وترى السّفن في كلّ تلك البحار مواخر، تمخر الماء بصدورها، وذلك خرقها إيّاه إذا مرّت واحدتها ماخرةً يقال منه: مخرت تمخر، وتمخر مخرًا، وذلك إذا شقّت الماء بصدورها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن كلٍّ تأكلون لحمًا طريًّا} أي منهما جميعًا {وتستخرجون حليةً تلبسونها} هذا اللّؤلؤ، {وترى الفلك فيه مواخر} فيه السّفن مقبلةً ومدبرةً بريحٍ واحدةٍ.
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وترى الفلك فيه مواخر} يقول: جواري.
وقوله: {لتبتغوا من فضله} يقول: لتطلبوا بركوبكم في هذه البحار في الفلك من معايشكم، ولتتصرّفوا فيها في تجاراتكم، وتشكروا اللّه على تسخيره ذلك لكم، وما رزقكم منه من طيّبات الرّزق، وفاخر الحليّ). [جامع البيان: 19/345-347]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 12 - 13
أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي جعفر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الماء قال: الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا). [الدر المنثور: 12/268-269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج} قال: الأجاج المر {ومن كل تأكلون لحما طريا} أي منهما جميعا {وتستخرجون حلية تلبسونها} هذا اللؤلؤ {وترى الفلك فيه مواخر} قال: السفن مقبلة ومدبرة تجري بريح واحدة {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} قال: نقصان الليل في زيادة النهار ونقصان النهار في زيادة الليل {وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى} قال: أجل معلوم وحد لا يتعداه ولا يقصر دونه {ذلكم الله ربكم} يقول: هو الذي سخر لكم هذا). [الدر المنثور: 12/269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن أبي حاتم عن سنان بن سلمة أنه سأل ابن عباس عن ماء البحر فقال: بحران لا يضرك من أيهما توضأت، ماء البحر وماء الفرات). [الدر المنثور: 12/269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ومن كل تأكلون لحما طريا} قال: السمك {وتستخرجون حلية تلبسونها} قال: اللؤلؤ من البحر الأجاج). [الدر المنثور: 12/270]

تفسير قوله تعالى: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد أن القطمير القشرة التي تكون على النواة، والنقير النقطة التي على ظهرها، والفتيل الذي في شق النواة). [الجامع في علوم القرآن: 1/20]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني طلحة أنه سمع عطاء يقول: القطمير القشر الذي يكون بين النواة والتمرة، والنقير الذي في ظهر النواة، والفتيل الذي في بطن النواة). [الجامع في علوم القرآن: 1/91-92]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى من قطمير قال هو قشر النواة). [تفسير عبد الرزاق: 2/134]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ قال: في النّواة النّقير والفتيل والقطمير والنّقير الّذي في وسط النّواة الّذي به ينبت النّوى منه والفتيل شقّ النّواة والقطمير لفافة النّواة القشر الّذي يكون عليها [الآية: 13]). [تفسير الثوري: 246]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال مجاهدٌ: " القطمير: لفافة النّواة). [صحيح البخاري: 6/122]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله القطمير لفافة النّواة كذا لأبي ذرٍّ ولغيره وقاله مجاهدٌ وقد وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ مثله وروى سعيد بن منصورٍ من طريق عكرمة عن بن عبّاسٍ القطمير القشر الّذي يكون على النّواة وقال أبو عبيدة القطمير الفوقة الّتي فيها النّواة قال الشّاعر:
وأنت لن تغني عنّي فوقا). [فتح الباري: 8/540]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد القطمير لفافة النواة مثقلة مثقلة وقال ابن عبّاس الحرور باللّيل والسموم بالنّهار وغرابيب سود سواد الغربيب الشّديد السواد
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 13 فاطر {ما يملكون من قطمير} قال لفافة النواة). [تغليق التعليق: 4/289-290] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (القطمير: لفافة النّواة
أشار به إلى قوله تعالى: {الّذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير} (فاطر: 13) الآية. وفسره بقوله: (لفافة النواة) بكسر اللّام، وهي: القشر الّذي على النواة، ومنه: لفافة الرجل، ويروى: وقال مجاهد: القطمير لفافة النواة، ورواه ابن أبي حاتم عن الحسين بن حسن: نا إبراهيم بن عبد الله الهرويّ نا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد، وروى سعيد بن منصور من طريق عكرمة عن ابن عبّاس: القطمير القشر الّذي يكون على النواة). [عمدة القاري: 19/132]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال مجاهد) فيما وصله الفريابي (القطمير) هو (لفافة النواة) وهو مثل في القلة كقوله:
وأبوك يخصف نعله متورّكًا = ما يملك المسكين من قطمير
وقيل: هو القمع، وقيل: ما بين القمع والنواة وسقط لأبي ذر قال مجاهد). [إرشاد الساري: 7/311]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل وسخّر الشّمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مّسمًّى ذلكم اللّه ربّكم له الملك والّذين تدعون من دونه ما يملكون من قطميرٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: يدخل اللّيل في النّهار، وذلك ما نقص من اللّيل أدخله في النّهار فزاده فيه، ويولج النّهار في اللّيل، وذلك ما نقص من أجزاء النّهار زاد في أجزاء اللّيل، فأدخله فيها.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل زيادة هذا في نقصان هذا، ونقصان هذا في زيادة هذا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل} يقول: هو انتقاص أحدهما من الآخر.
وقوله: {وسخّر الشّمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مسمًّى} يقول: وأجرى لكم الشّمس والقمر نعمةً منه عليكم، ورحمةً منه بكم، لتعلموا عدد السّنين والحساب، وتعرفوا اللّيل من النّهار.
وقوله: {كلٌّ يجري لأجلٍ مسمًّى} يقول: كلّ ذلك يجري لوقتٍ معلومٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وسخّر الشّمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مسمًّى} أجلٍ معلومٍ وحدٍّ لا يقصر دونه ولا يتعدّاه.
وقوله: {ذلكم اللّه ربّكم} يقول: الّذي يفعل هذه الأفعال معبودكم أيّها النّاس الّذي لا تصلح العبادة إلاّ له، وهو اللّه ربّكم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ذلكم اللّه ربّكم له الملك} أي هو الّذي يفعل هذا.
وقوله: {له الملك} يقول تعالى ذكره: له الملك التّامّ الّذي لا ينبغي إلاّ وهو في ملكه وسلطانه.
وقوله {والّذين تدعون من دونه ما يملكون من قطميرٍ} يقول تعالى ذكره: والّذين تعبدون أيّها النّاس من دون ربّكم الّذي هذه الصّفة الّتي ذكرها في هذه الآيات الّذي له الملك الكامل، الّذي لا يشبهه ملكٌ، صفته {ما يملكون من قطميرٍ} يقول: ما يملكون قشر نواةٍ فما فوقها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عوفٌ، عمّن حدّثه عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ما يملكون من قطميرٍ} قال: هو جلد النّواة.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {من قطميرٍ} يقول: الجلد الّذي يكون على ظهر النّواة.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: ثنّى أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {ما يملكون من قطميرٍ} يعني: قشر النّواة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {من قطميرٍ} قال: لفافة النّواة كسحاة البيضة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {ما يملكون من قطميرٍ} والقطمير: القشرة الّتي على رأس النّواة.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن جويبرٍ، عن بعض أصحابه، في قوله: {ما يملكون من قطميرٍ} قال: هو القمع الّذي يكون على التّمرة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا مرّة، عن عطيّة، قال: القطمير: قشر النّواة). [جامع البيان: 19/347-350]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ما يملكون من قطمير قال القطمير لفافة النواة). [تفسير مجاهد: 531]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج} قال: الأجاج المر {ومن كل تأكلون لحما طريا} أي منهما جميعا {وتستخرجون حلية تلبسونها} هذا اللؤلؤ {وترى الفلك فيه مواخر} قال: السفن مقبلة ومدبرة تجري بريح واحدة {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} قال: نقصان الليل في زيادة النهار ونقصان النهار في زيادة الليل {وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى} قال: أجل معلوم وحد لا يتعداه ولا يقصر دونه {ذلكم الله ربكم} يقول: هو الذي سخر لكم هذا). [الدر المنثور: 12/269] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ما يملكون من قطمير} قال: القطمير القشر وفي لفظ الجلد الذي يكون على ظهر النواة). [الدر المنثور: 12/270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {من قطمير} قال: الجلدة البيضاء التي على النواة قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
لم أنل منهم بسطا ولا زبدا * ولا فوفة ولا قطميرا). [الدر المنثور: 12/270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: القطمير الذي بين النواة والتمرة القشر الأبيض). [الدر المنثور: 12/270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {قطمير} قال: لفافة النواة كسحاة البصلة). [الدر المنثور: 12/271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك في قوله {من قطمير} قال: رأس التمرة يعني القمع). [الدر المنثور: 12/271]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبّئك مثل خبيرٍ}.
قوله: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم} يقول تعالى ذكره: إن تدعوا أيّها النّاس هؤلاء الآلهة الّتي تعبدونها من دون اللّه لا يسمعوا دعاءكم، لأنّها جمادٌ لا تفهم عنكم ما تقولون {ولو سمعوا ما استجابوا لكم} يقول: ولو سمعوا دعاءكم إيّاهم، وفهموا عنكم أيضًا قولكم، بأن جعل لهم سمعًا يسمعون به، ما استجابوا لكم؛ لأنّها ليست ناطقةً، وليس كلّ سامعٍ قولاً متيسّرًا له الجوّاب عنه يقول تعالى ذكره للمشركين به الآلهة والأوثان: فكيف تعبدون من دوني ما كانت هذه صفته، وهو لا نفع لكم عنده، ولا قدرة له على ضرّكم، وتدعون عبادة الّذي بيده نفعكم وضرّكم، وهو الّذي خلقكم وأنعم عليكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم} أي ما قبلوا ذلك عنكم، ولا نفعوكم فيه.
وقوله: {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} يقول تعالى ذكره للمشركين من عبدة الأوثان: ويوم القيامة تتبرّأ آلهتكم الّتي تعبدونها من دون اللّه من أن تكون كانت للّه شريكًا في الدّنيا
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} إيّاهم، ولا يرضون، ولا يقرّون به.
وقوله: {ولا ينبّئك مثل خبيرٍ} يقول تعالى ذكره: ولا يخبرك يا محمّد عن آلهة هؤلاء المشركين وما يكون من أمرها وأمر عبدتها يوم القيامة، من تبرّئها منهم، وكفرها بهم، مثل ذي خبرةٍ بأمرها وأمرهم؛ وذلك الخبير هو اللّه الّذي لا يخفى عليه شيءٌ كان أو يكون سبحانه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا ينبّئك مثل خبيرٍ} واللّه هو الخبير أنّه سيكون هذا من أمرهم يوم القيامة). [جامع البيان: 19/350-352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 14 - 17.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم} أي ما قبلوا ذلك منكم {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} قال: لا يرضون ولا يقرون به {ولا ينبئك مثل خبير} والله هو الخبير أنه سيكون هذا من أمرهم يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم} قال: هي الآلهة، لا تسمع دعاء من دعاها وعبدها من دون الله تعالى {ولو سمعوا ما استجابوا لكم} قال: ولو سمعت الآلهة دعاءكم ما استجابوا لكم بشيء من الخير {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} قال: بعبادتكم إياهم). [الدر المنثور: 12/271-272]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 11:55 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما يستوي البحران هذا عذبٌ فراتٌ} [فاطر: 12] حلوٌ.
{سائغٌ شرابه وهذا ملحٌ أجاجٌ} [فاطر: 12] مرٌّ.
{ومن كلٍّ} [فاطر: 12] من العذب والمالح.
{تأكلون لحمًا طريًّا} [فاطر: 12]، يعني: الحيتان.
{وتستخرجون حليةً تلبسونها} [فاطر: 12] اللّؤلؤ.
{وترى الفلك فيه مواخر} [فاطر: 12] مقبلةً ومدبرةً بريحٍ واحدةٍ.
وقال بعضهم: تمخر تشقّ الماء.
{لتبتغوا من فضله} [فاطر: 12] طلب التّجارة في البحر، وهو تفسير مجاهدٍ.
قال: {ولعلّكم تشكرون} [فاطر: 12] ولكي تشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/782]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)

: (وقوله: {ومن كلٍّ تأكلون لحماً طريّاً...}



يريد: من البحرين جميعاً: من الملح , والعذب.
{وتستخرجون حليةً}: من الملح دون العذب.


وقوله: {وترى الفلك فيه مواخر} , ومخرها: خرقها للماء إذا مرّت فيه، واحدها : ماخرة.).[معاني القرآن: 2/368]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({هذا عذب فراتٌ سائغٌ شرابه وهذا ملحٌ أجاجٌ}: الفرات : أعذب العذب , والاجاج : أملح الملوحة.
{فيه مواخر }: تقديرها فواعل من " مخرت السفن الماء " , والمعنى: شقّت.). [مجاز القرآن: 2/153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وترى الفلك فيه مواخر} : أي:جواري, ومخرها: خرقها للماء). [تفسير غريب القرآن: 360]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان ولأحدهما فعل فيجعل الفعل لهما:
كقوله سبحانه: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا}.
روي في التفسير: أن النّاسي كان يوشع بن نون ويدلّك قوله لموسى، صلّى الله عليه وسلم: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}.
وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ} والرسل من الإنس دون الجن.
وقوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} ثم قال: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} . واللؤلؤ والمرجان إنما يخرجان من الماء الملح لا من العذب.
وكذلك قوله: {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا}.
وقد غلط في هذا المعنى أبو ذؤيب الهذليّ ولا أدري أمن جهة هذه الآيات غلط
أم من غيرها؟ قال يذكر الدّرّة:
فجاء بها ما شئت من لطميّة = يدوم الفرات فوقها ويموج
والفرات لا يدوم فوقها وإنما يدوم الأجاج). [تأويل مشكل القرآن: 286-288] (م)



قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كلّ تأكلون لحما طريّا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون (12)}
الفرات: المبالغ في العذوبة.
{وهذا ملح أجاج}:الأجاج الشديد المرارة، والأجاج أيضا : الشديد الحرارة.


{ومن كلّ تأكلون لحما طريّا وتستخرجون حلية تلبسونها}: وإنما تستخرج الحلية من الملح دون العذب، إلا أنهما لما كانا مختلط ين العذب , والملح، جاز أن يقال : تستخرجون الحلية, وهي اللؤلؤ والمرجان , وما أشبه ذلك منهما, كما قال: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان}.
{وترى الفلك فيه مواخر}: المعنى : في مواخر : تشق الماء.


وجاء في التفسير : أنها تصاعد , وتنحدر في البحر بريح واحدة.
والفلك جمع فلك : لفظ الواحد كلفظ الجمع لأن فعلا : جمع فعل نحو : أسد وأسد، ووثن ووثن، فكذلك جمع فعل لأنهما أختان في الجمع، تقول: جبل وأجبال، وقفل وأقفال، وكذلك أسد وآساد., وفلك للواحد , وفلك للجماعة). [معاني القرآن: 4/266]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما يستوي البحران هذا عذب فرات}
قال أبو عبيدة : الفرات أعذب العذوبة , والأجاج: أملح الملوحة .
ثم قال جل وعز: {ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها}
الحلية : اللؤلؤ , والمرجان , كما قال تعالى: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} , وإنما يخرج من الملح
قال أبو جعفر : وهذا كثير في كلام العرب لأن البحرين مختلطان , فجاز أن يقال يخرج منهما , وإنما يخرج من أحدهما على قول بعض أهل اللغة .
ثم قال جل وعز: {وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله}
قال قتادة: أي : (تجري الفلك مقبلة , ومدبرة) .
قال أبو جعفر : مخرت السفينة : تمخر , وتمخر مخرا ومخورا إذا خرقت الماء.). [معاني القرآن: 5/446-447]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أجاج}: أخبرنا أبو عمر , قال: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي , قال: الأجاج : أشد الماء ملوحة).). [ياقوتة الصراط: 418]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَوَاخِرَ}: أي جواري. ومخرها: خرقها للماء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 199]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فُرَاتٌ}: عذب .
{أُجَاجٌ}: ملح.
{مَوَاخِرَ}: تشق الماء.). [العمدة في غريب القرآن: 248]




تفسير قوله تعالى:{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل} [فاطر: 13] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: هو أخذ أحدهما من صاحبه.
{وسخّر الشّمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مسمًّى} [فاطر: 13] لا يعدوه.
وقال السّدّيّ: وهو مطالع الشّمس والقمر إلى غايةٍ لا يجاوزانه في شتاءٍ ولا صيفٍ.
{ذلكم اللّه ربّكم له الملك والّذين تدعون من دونه} [فاطر: 13] يقوله للمشركين، يعني: أوثانهم.
{ما يملكون من قطميرٍ} [فاطر: 13] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: القطمير: القشرة الّتي تكون على
[تفسير القرآن العظيم: 2/782]
النّواة، يعني: السّحاة البيضاء.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: القطمير، لفافة النّواة كسحاة البصلة). [تفسير القرآن العظيم: 2/783]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)

: ({ كلٌّ يجري لأجل مسمّى}: مجازه : مجاز ما خرج من الحيوان , والموات مخرج الآدميين.



{ما يملكون من قطمير}:وهو: الفوقة التي فيها النواة.). [مجاز القرآن: 2/153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من قطمير}: القطمير القشرة التي بين لحاء الثمرة والنواة). [غريب القرآن وتفسيره: 309]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما يملكون من قطميرٍ}: القطمير: الفوفة التي تكون في النواة.
وفي التفسير: أنه الذي بين قمع الرطبة وبين النواة, وهو من الاستعارة في قلة الشيء , وتحقيره.). [تفسير غريب القرآن: 360]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قول الله عز وجل: {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} {وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}


والفتيل: ما يكون في شقّ النّواة.
والنّقير: النّقرة في ظهرها.


ولم يرد أنهم لا يظلمون ذلك بعينه، وإنما أراد أنهم إذا حوسبوا لم يظلموا في الحساب شيئا ولا مقدار هذين التّافهين الحقيرين.
والعرب تقول: ما رزأتُه زِبَالاً. (وَالزِّبَالُ) ما تحمله النَّمْلَةُ بفَمِهَا، يريدون ما رزأته شيئاً.
وقال النابغة الذّبياني:
يجمعُ الجيش ذا الألوفِ ويغزو = ثم لا يرزأُ العدوَّ فَتيلا
وكذلك قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} وهو (الفوقة) التي فيها النّواة. يريد ما يملكون شيئا.
ومنه قوله عز وجل: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} أي قصدنا لأعمالهم وعمدنا لها.
والأصلُ أنَّ مَن أرادَ القُدوم إلى موضع عَمَدَ له وَقَصَدَه.
والهباء المنثور: ما رأيته في شُعَاعِ الشَّمس الداخلِ من كُوَّةِ البيتِ.
والهباء المنبثُّ: ما سَطَعَ مِن سَنابكِ الخيلِ.
وإنما أراد أنّا أبطلناه كما أنَّ هذا مُبطَلُ لا يُلْمَسُ ولا يُنْتَفَعُ بهِ). [تأويل مشكل القرآن: 138] (م)



قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{والّذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير (13)}
وهي: لفافة النواة، والنقير : النقرة في ظهر النواة، والفتيل : الذي في وسط النّواة.). [معاني القرآن: 4/266]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير}


روى خصيف , عن عكرمة , عن ابن عباس قال : القطمير: القشرة التي على النواة أي: بينها , وبين التمرة , والفتيل الذي في شق النواة , قال : والنقير : الحبة التي في وسط النواة.).[معاني القرآن: 5/447-448]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قِطْمِيرٍ}: هو القشرة التي تكون على النواة.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 199]


قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((القِطْمِيرٍ): غشاة النواة.). [العمدة في غريب القرآن: 248]




تفسير قوله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إن تدعوهم} [فاطر: 14]، يعني: تنادوهم.
{لا يسمعوا دعاءكم} [فاطر: 14] نداءكم تفسير السّدّيّ.
{ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم} [فاطر: 14] بعبادتكم إيّاهم.
{ولا ينبّئك مثل خبيرٍ} [فاطر: 14] وهو اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/783]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: ( {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبّئك مثل خبير (14)}



{ويوم القيامة يكفرون بشرككم}: يعني يقولون: ما كنتم إيّانا تعبدون، فيكفرون بعبادتكم إيّاهم
{ولا ينبّئك مثل خبير}: وهو اللّه، لأن ما أنبأ اللّه به مما يكون فهو وحده يخبره، لا يشركه فيه أحد). [معاني القرآن: 4/267]


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}
أي:يتبرءون منهم,ومن عبادتهم إياهم, ويوبخونهم على ذلك .
ثم قال تعالى: {ولا ينبئك مثل خبير}:وهو الله جل وعز خبير بما يكون لا يعلمه غيره.). [معاني القرآن: 5/448]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 11:56 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (مخرت السفينة تمخر مخرًا إذا جرت وهي المواخر). [الغريب المصنف: 1/352] (م)

تفسير قوله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) }

تفسير قوله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} قال: تكفر الآلهة ما أشركوهم به في الدنيا). [مجالس ثعلب: 147]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 06:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 06:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 12:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}
هذه آية أخرى يستدل بها كل عاقل، ويقطع أنها مما لا مدخل لصنم فيه، و"البحران" يريد بهما جميع الماء الملح وجميع الماء العذب حيث كان، فهو يعني به جملة هذا وجملة هذا، و"الفرات": الشديد العذوبة، و"الأجاج": الشديد الملوحة التي تميل إلى المرارة من ملوحته. قال الرماني: هو من: أججت النار، كأنه يحرق من حرارته. وقرأ عيسى الثقفي: "سيغ شرابه" بغير ألف وبشد الياء، وقرأ طلحة: "ملح" بفتح الميم وكسر اللام.
و"اللحم الطري": الحوت، وهو موجود في البحرين، وكذلك الفلك تجري في البحرين، وبقيت الحلية وهي اللؤلؤ والمرجان، فقال الزجاج وغيره: هذه عبارة تقتضي أن الحلية تخرج منهما، وهي إنما تخرج من الملح، وذلك يجوز، كما قال في آية أخرى: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، وكما قال: يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم، والرسل إنما هي من الإنس.
وقال بعض الناس: بل الحلية تخرج من البحرين; وذلك أن صدف اللؤلؤ إنما يلحقه - فيما يزعمون - ماء السماء، فمنه ما يخرج ويوجد الجوهر فيه، ومنه ما ينشق في البحر عند موته ويقطعه فيخرج جوهره بالعطش وغير ذلك من الحيل، فهذا هو من الماء الفرات، فنسب إليه الإخراج لما كان من الحلية بسبب، وأيضا فإن البحر الفرات كله ينصب في البحر الأجاج فيجيء الإخراج منهما جميعا، وقد خطئ أبو ذؤيب في قوله في صفة الجوهر:
فجاء بها ما شئت من لطمية ... على وجهها ماء الفرات يموج
وليس ذلك بخطإ على ما ذكرنا من تأويل هذه الفرقة.
و"الفلك" في هذا الموضع جمع بدليل صفته بجمع.
و"مواخر" جمع ماخرة، وهي التي تمخر الماء، أي تشقه، وقيل: الماخرة: التي تشق الريح، وحينئذ يحدث الصوت، والمخر: الصوت الذي يحدث من جري السفينة بالريح، وعبر المفسرون عن هذا بعبارات لا تختص باللفظة، فقال بعضهم: المواخر هي التي تجيء وتذهب بريح واحدة، وقال مجاهد: الريح تمخر السفن، ولا تمخر الريح من السفن إلا الفلك العظام، هكذا وقع لفظه في البخاري، والصواب أن تكون الفلك هي الماخرة لا الممخورة.
وقوله تعالى: {[لتبتغوا]} يريد بالتجارة والحج والغزو وكل سفر له وجه شرعي). [المحرر الوجيز: 7/ 208-210]

تفسير قوله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}
"يولج" معناه: يدخل، وهذه عبارة عن أن ما نقص من الليل زاد في النهار، فكأنه دخل فيه، وكذلك ما نقص من النهار يدخل في الليل. والألف واللام في الشمس والقمر هي للعهد، وقيل: هي زائدة لا معنى لها ولا تعريف. وهذا هو الصواب. و"الأجل المسمى" هو قيام الساعة، وقيل: آماد الليل وآماد النهار، فـ"أجل" - على هذا - اسم جنس. وقرأ جمهور القراء: "تدعون" بالتاء، وقرأ الحسن ويعقوب بالياء. و"القطمير": القشرة الرفيعة التي على نوى التمرة، هذا قول الناس الحجة، وقال جويبر عن رجاله: القطمير: القمع الذي في رأس التمرة، وقال الضحاك: والأول أشهر وأصوب). [المحرر الوجيز: 7/ 210]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم بين تعالى أمر الأصنام بثلاثة أشياء، كلها تعطي بطلانها: أولها أنها لا تسمع إن دعيت، والثاني أنها لا تجيب إن لو سمعت، وإنما جاء بهذه لأن لقائل متعسف أن يقول: عساها تسمع، والثالث أنها تتبرأ يوم القيامة من الكفار.
و يكفرون بشرككم أي: بأن جعلوهم شركاء لله، فأضاف الشرك إليهم من حيث هم قرروه، فهو مصدر مضاف إلى الفاعل، وقوله: "يكفرون" يحتمل أن يكون بكلام وعبارة يقدر الله الأصنام عليها، ويخلق لها إدراكا يقتضيها، ويحتمل أن يكون بما يظهر هناك من جمودها وبطولها عند حركة كل ناطق، ومدافعة كل محتج، فيجيء هذا على طريق التجوز، كما قال ذو الرمة:
وقفت على ربع لمية ناطق ... تخاطبني آثاره وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه
... تكلمني أحجاره وملاعبه
وقوله تعالى: {ولا ينبئك مثل خبير} قال المفسرون - قتادة وغيره -: الخبير: أراد به تعالى نفسه، فهو الخبير الصادق الخبر، نبأ بهذا فلا شك في وقوعه. ويحتمل أن يكون قوله تعالى: {ولا ينبئك مثل خبير} من تمام ذكر الأصنام، كأنه قال: ولا يخبرك مثل من يخبر عن نفسه، وهي قد أخبرت عن نفسها بالكفر بهؤلاء).[المحرر الوجيز: 7/ 210-211]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 07:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وما يستوي البحران هذا عذبٌ فراتٌ سائغٌ شرابه وهذا ملحٌ أجاجٌ ومن كلٍّ تأكلون لحمًا طريًّا وتستخرجون حليةً تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون (12) }
يقول تعالى منبّهًا على قدرته العظيمة في خلقه الأشياء المختلفة: وخلق البحرين العذب الزّلال، وهو هذه الأنهار السّارحة بين النّاس، من كبارٍ وصغارٍ، بحسب الحاجة إليها في الأقاليم والأمصار، والعمران والبراري والقفار، وهي عذبةٌ سائغٌ شرابها لمن أراد ذلك، {وهذا ملحٌ أجاجٌ}، وهو البحر السّاكن الّذي تسير فيه السّفن الكبار، وإنّما تكون مالحةً زعاقًا مرّة، ولهذا قال: {وهذا ملحٌ أجاجٌ}، أي: مرّ.
ثمّ قال: {ومن كلٍّ تأكلون لحمًا طريًّا} يعني: السّمك، {وتستخرجون حليةً تلبسونها}، كما قال تعالى: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان. فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} [الرّحمن: 22، 23].
وقوله: {وترى الفلك فيه مواخر} أي: تمخره وتشقّه بحيزومها، وهو مقدّمها المسنّم الّذي يشبه جؤجؤ الطّير -وهو: صدره.
وقال مجاهدٌ: تمخر الرّيح السّفن، ولا يمخر الرّيح من السّفن إلّا العظام.
وقوله: {لتبتغوا من فضله} أي: بأسفاركم بالتّجارة، من قطرٍ إلى قطرٍ، وإقليمٍ إلى إقليمٍ، {ولعلّكم تشكرون} أي تشكرون ربّكم على تسخيره لكم هذا الخلق العظيم، وهو البحر، تتصرّفون فيه كيف شئتم، وتذهبون أين أردتم، ولا يمتنع عليكم شيءٌ منه، بل بقدرته قد سخّر لكم ما في السموات وما في الأرض، الجميع من فضله ومن رحمته). [تفسير ابن كثير: 6/ 539-540]

تفسير قوله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل وسخّر الشّمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مسمًّى ذلكم اللّه ربّكم له الملك والّذين تدعون من دونه ما يملكون من قطميرٍ (13) إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبّئك مثل خبيرٍ (14) }
وهذا أيضًا من قدرته التّامّة وسلطانه العظيم، في تسخيره اللّيل بظلامه والنّهار بضيائه، ويأخذ من طول هذا فيزيده في قصر هذا فيعتدلان. ثمّ يأخذ من هذا في هذا، فيطول هذا ويقصر هذا، ثمّ يتقارضان صيفًا وشتاءً، {وسخّر الشّمس والقمر} أي: والنّجوم السّيّارات، والثّوابت الثّاقبات بأضوائهن أجرام السموات، الجميع يسيرون بمقدارٍ معيّنٍ، وعلى منهاجٍ مقنّنٍ محرّرٍ، تقديرًا من عزيزٍ عليمٍ.
{كلٌّ يجري لأجلٍ مسمًّى} أي: إلى يوم القيامة.
{ذلكم اللّه ربّكم} أي: الّذي فعل هذا هو الرّبّ العظيم، الّذي لا إله غيره، {والّذين تدعون من دونه} أي: من الأنداد والأصنام الّتي هي على صورة من تزعمون من الملائكة المقربين، {ما يملكون من قطميرٍ}.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وعطاءٌ وعطيّة العوفي، والحسن، وقتادة وغيرهم: القطمير: هو اللّفافة الّتي تكون على نواة التّمرة، أي: لا يملكون من السموات والأرض شيئًا، ولا بمقدار هذا القطمير). [تفسير ابن كثير: 6/ 540-541]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم} يعني: الآلهة الّتي تدعونها من دون اللّه لا يسمعون دعاءكم ؛ لأنّها جمادٌ لا أرواح فيها {ولو سمعوا ما استجابوا لكم} أي: لا يقدرون على ما تطلبون منها، {ويوم القيامة يكفرون بشرككم}، أي: يتبرؤون منكم، كما قال تعالى: {ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين} [الأحقاف: 5، 6]، وقال: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدًّا} [مريم: 81، 82].
وقوله: {ولا ينبّئك مثل خبيرٍ} أي: ولا يخبرك بعواقب الأمور ومآلها وما تصير إليه، مثل خبيرٍ بها.
قال قتادة: يعني نفسه تبارك وتعالى، فإنّه أخبر بالواقع لا محالة). [تفسير ابن كثير: 6/ 541]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة