العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فاطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:32 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة فاطر [ من الآية (10) إلى الآية (11) ]

تفسير سورة فاطر
[ من الآية (10) إلى الآية (11) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 12:47 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا أبو سنانٍ الشيباني، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [سورة فاطر: 10] قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله). [الزهد لابن المبارك: 2/ 39-40]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (وقال قتادة: {والعمل الصالح يرفعه} قال: يرفع الله العمل الصالح لصاحبه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 40]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا أبو سنان الشيباني، أنه بلغه عن مجاهد، في قوله: {والذين يمكرون السيئات لهم عذابٌ شديدٌ ومكر أولئك هو يبور} [سورة فاطر: 10] قال: الرياء). [الزهد لابن المبارك: 2/ 219]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال العمل الصالح يرفع الكلم الطيب إلى الله قال فإذا كان كلام طيب وعمل سيئ رد القول على العمل وكان عملك ألحق بك من قولك
قال معمر قال قتادة والعمل الصلح قال يرفع الله العمل الصالح لصاحبه). [تفسير عبد الرزاق: 2/134]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله هو يبور قال يفسد). [تفسير عبد الرزاق: 2/134]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعًا إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه والّذين يمكرون السّيّئات لهم عذابٌ شديدٌ ومكر أولئك هو يبور}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: اختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعًا} فقال بعضهم: معنى ذلك: من كان يريد العزّة بعبادة الآلهة والأوثان، فإنّ العزّة للّه جميعًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {من كان يريد العزّة} يقول: من كان يريد العزّة بعبادته الآلهة {فإنّ العزّة للّه جميعًا}.
وقال آخرون: معنى ذلك: من كان يريد العزّة فليتعزّز بطاعة اللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعًا} يقول: فليتعزّز بطاعة اللّه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: من كان يريد علم العزّة لمن هي، فإنّه للّه جميعًا كلّها: أي كلّ وجهٍ من العزّة فللّه.
والّذي هو أولى الأقوال بالصّواب عندي قول من قال: من كان يريد العزّة، فباللّه فليتعزّز، فللّه العزّة جميعًا، دون كلّ ما دونه من الآلهة والأنداد والأوثان.
وإنّما قلت: ذلك أولى بالصّواب، لأنّ الآيات الّتي قبل هذه الآية، جرت بتقريع اللّه المشركين على عبادتهم الأوثان، وتوبيخه إيّاهم، ووعيده لهم عليها، فأولى بهذه أيضًا أن تكون من جنس الحثّ على فراق ذلك، فكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها، وكانت في سياقها
وقوله: {إليه يصعد الكلم الطّيّب} يقول تعالى ذكره: إلى اللّه يصعد ذكر العبد إيّاه وثناؤه عليه {والعمل الصّالح يرفعه} يقول: ويرفع ذكر العبد ربّه إليه عمله الصّالح، وهو العمل بطاعته، وأداء فرائضه، والانتهاء إلى ما أمر به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، قال: أخبرني جعفر بن عونٍ، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعوديّ، عن عبد اللّه بن المخارق، عن أبيه المخارق بن سليمٍ، قال: قال لنا عبد اللّه: إذا حدّثناكم بحديثٍ أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب اللّه. إنّ العبد المسلم إذا قال: سبحان اللّه وبحمده، الحمد للّه لا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، تبارك اللّه، أخذهنّ ملكٌ، فجعلهنّ تحت جناحيه، ثمّ صعد بهنّ إلى السّماء، فلا يمرّ بهنّ على جمعٍ من الملائكة إلاّ استغفروا لقائلهنّ حتّى يجيء بهنّ إلى وجه الرّحمن، ثمّ قرأ عبد اللّه: {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه}.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا سعيدٌ الجريريّ، عن عبد اللّه بن شقيقٍ، قال: قال كعبٌ: إنّ لسبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، لدويًّا حول العرش كدويٍّ النّحل، يذكّرن بصاحبهنّ، والعمل يرفعه في الخزائن.
- حدّثني يونس، قال: حدّثنا سفيان، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ، قول: {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه} قال: العمل الصّالح يرفع الكلم الطّيّب.
- حدّثني عليٌّ، حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه} قال: الكلام الطّيّب: ذكر اللّه، والعمل الصّالح: أداء فرائضه؛ فمن ذكر اللّه سبحانه في أداء فرائضه، حمل عمله ذكر اللّه فصعد به إلى اللّه، ومن ذكر اللّه، ولم يؤدّ فرائضه، ردّ كلامه على عمله، فكان أولى به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه} قال: العمل الصّالح يرفع الكلام الطّيّب.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه} قال: قال الحسن وقتادة: لا يقبل اللّه قولاً إلاّ بعملٍ، من قال وأحسن العمل قبل اللّه منه.
وقوله: {والّذين يمكرون السّيّئات} يقول تعالى ذكره: والّذين يكسبون السّيّئات ويعملون بها، أولئك {لهم عذابٌ شديدٌ} بمعنى أنّ لهم عذاب جهنّم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثني سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {والّذين يمكرون السّيّئات} أي: يعملون السّيّئات {لهم عذابٌ شديدٌ}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والّذين يمكرون السّيّئات لهم عذابٌ شديدٌ} قال: هؤلاء أهل الشّرك.
وقوله: {ومكر أولئك هو يبور} يقول: وعمل هؤلاء المشركين يبور، فيبطل فيذهب، لأنّه لم يكن للّه، فلم ينفع عامله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ومكر أولئك هو يبور} أي يفسد.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا سفيانٌ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن شهر بن حوشبٍ {ومكر أولئك هو يبور} قال: هم أصحاب الرّياء.
- حدّثني محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا سهل بن أبي عامرٍ، قال: حدّثنا جعفرٌ الأحمر، عن شهر بن حوشبٍ، في قوله {ومكر أولئك هو يبور} قال: هم أصحاب الرّياء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ومكر أولئك هو يبور} قال: بار فلم ينفعهم، ولم ينتفعوا به، وضرّهم). [جامع البيان: 19/336-341]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد من كان يريد العزة يعني بعبادة الأوثان). [تفسير مجاهد: 531]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يقول العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب). [تفسير مجاهد: 531]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، ثنا حامد بن أبي حامدٍ المقرئ، ثنا إسحاق بن سليمان، أنبأ عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعوديّ، عن عبد اللّه بن المخارق بن سليمٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: " إذا حدّثناكم بحديثٍ أتيناكم بتصديق ذلك في كتاب اللّه إنّ العبد إذا قال: سبحان اللّه والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر، وتبارك اللّه، قبض عليهنّ ملكٌ فضمّهنّ تحت جناحه وصعد بهنّ لا يمرّ بهنّ على جمعٍ من الملائكة إلّا استغفروا لقائلهنّ حتّى يجيء بهنّ وجه الرّحمن، ثمّ تلا عبد اللّه {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه} [فاطر: 10] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 10.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {من كان يريد العزة} قال: بعبادة الأوثان {فلله العزة جميعا} قال: فليتعزز بطاعة الله). [الدر المنثور: 12/258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله، إن العبد المسلم إذا قال سبحان الله وبحمده والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله قبض عليهن ملك يضمهن تحت جناحه ثم يصعد بهن إلى السماء فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بهن وجه الرحمن ثم قرأ {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} ). [الدر المنثور: 12/258-259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله {إليه يصعد الكلم الطيب} قال: ذكر الله {والعمل الصالح يرفعه} قال: أداء الفرائض فمن ذكر الله في أداء فرائضه حمل عمله ذكر الله فصعد به إلى الله ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه وكلامه على عمله وكان عمله أولى به). [الدر المنثور: 12/259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم بن أبي أياس والبغوي والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد رضي الله عنه {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} قال: هو الذي يرفع الكلام الطيب.
وأخرج الفريابي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 12/259-260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله {إليه يصعد الكلم الطيب} قال: القرآن). [الدر المنثور: 12/260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مطر رضي الله عنه في قوله {إليه يصعد الكلم الطيب} قال: الدعاء). [الدر المنثور: 12/260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله ويعرض القول على العمل فإن وافقه رفع وإلا رد). [الدر المنثور: 12/260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب). [الدر المنثور: 12/260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن شهر بن حوشب في الآية قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب). [الدر المنثور: 12/261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مالك بن سعد قال: إن الرجل ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله وقد أضاع ما سواها فما زال الشيطان يمنيه فيها ويزين له حتى ما يرى شيئا دون الجنة فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا ما تريدون بها فإن كانت خالصة لله فامضوها وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم ولا شيء لكم فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا فإنه قال تبارك وتعالى {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} ). [الدر المنثور: 12/261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والعمل الصالح يرفعه} قال: لا يقبل قول إلا بعمل، وقال الحسن: بالعمل قبل الله). [الدر المنثور: 12/261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك عن قتادة رضي الله عنه {والعمل الصالح يرفعه} قال: يرفع الله العمل لصاحبه). [الدر المنثور: 12/261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن الحسن رضي الله عنه قال: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتخلي ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال، من قال حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله، ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه العمل ذلك لأن الله قال {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} ). [الدر المنثور: 12/261-262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس أنه سئل: أتقطع المرأة والكلب والحمار الصلاة فقال {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} فما يقطع هذا ولكنه مكروه). [الدر المنثور: 12/262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد في قوله {والذين يمكرون السيئات} قال: هم أصحاب الرياء وفي قوله {ومكر أولئك هو يبور} قال: الرياء). [الدر المنثور: 12/262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن شهر بن حوشب في قوله {والذين يمكرون السيئات} قال: يراؤن {ومكر أولئك هو يبور} قال: هم أصحاب الرياء لا يصعد عملهم). [الدر المنثور: 12/262-263]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عن ابن زيد في قوله {والذين يمكرون السيئات} قال: هم المشركون {ومكر أولئك هو يبور} قال: بار فلم ينفعهم ولم ينتفعوا به وضرهم). [الدر المنثور: 12/263]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والذين يمكرون السيئات} قال: يعملون السيئات {ومكر أولئك هو يبور} قال: يفسد). [الدر المنثور: 12/263]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ومكر أولئك هو يبور} قال: يهلك فليس له ثواب في الآخرة). [الدر المنثور: 12/263]

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب في قوله تعالى وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره قال لما طعن عمر بن الخطاب قال كعب لو أن عمر دعا الله لأخر في أجله فقال الناس سبحان الله أليس قد قال الله فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فقال كعب أو ليس قد قال الله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتب قال الزهري فنرى أن ذلك يؤخر ما لم يحضر الأجل فإذا حضر لم يؤخر قال الزهري وليس أحد إلا وله أجل مكتوب). [تفسير عبد الرزاق: 2/137-138]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وما يعمّر من معمرٍ ولا ينقص من عمره إلّا في كتابٍ}
- أخبرنا أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، قال: سمعت ابن وهبٍ، يقول: حدّثني يونس، عن ابن شهابٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من سرّه أن يبسط عليه رزقه أو ينسأ في أجله فليصل رحمه»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/229]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه خلقكم من ترابٍ ثمّ من نطفةٍ ثمّ جعلكم أزواجًا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلاّ بعلمه وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلاّ في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ}.
يقول تعالى ذكره: {واللّه خلقكم} أيّها النّاس {من ترابٍ} يعني بذلك أنّه خلق أباهم آدم من ترابٍ، فجعل خلق أبيهم منه لهم خلقًا {ثمّ من نطفةٍ} يقول: ثمّ خلقكم من نطفة الرّجل والمرأة {ثمّ جعلكم أزواجًا} يعني أنّه زوّج منهم الأنثى من الذّكر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
- ذكر من قال ذلك:
حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {واللّه خلقكم من ترابٍ} يعني آدم {ثمّ من نطفةٍ} يعني ذرّيّته {ثمّ جعلكم أزواجًا} فزوّج بعضكم بعضًا.
وقوله: {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلاّ بعلمه} يقول تعالى ذكره: وما تحمل من أنثى منكم أيّها النّاس من حملٍ، ولا تضع إلاّ وهو عالمٌ بحملها إيّاه ووضعها، وما هو؟ ذكرٌ أو أنثى؟ لا يخفى عليه شيءٌ من ذلك.
وقوله: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلاّ في كتابٍ} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: وما يعمّر من معمّرٍ فيطول عمره، ولا ينقص من عمر آخر غيره عن عمر هذا الّذي عمّر عمرًا طويلاً {إلاّ في كتابٍ} عنده، مكتوبٌ قبل أن تحمل به أمّه، وقبل أن تضعه، قد أحصى ذلك كلّه وعلمه قبل أن يخلقه، لا يزاد فيما كتب له ولا ينقص.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: ثنّى أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما يعمّر من معمّرٍ} إلى: {يسيرٌ} يقول: ليس أحدٌ قضيت له طول العمر والحياة إلاّ وهو بالغٌ ما قدّرت له من العمر، وقد قضيت ذلك له، فإنّما ينتهي إلى الكتاب الّذي قدّرت له، لا يزاد عليه؛ وليس أحدٌ قضيت له أنّه قصير العمر والحياة ببالغٍ العمر، ولكن ينتهي إلى الكتاب الّذي كتب له، لا يزاد عليه فذلك قوله: {ولا ينقص من عمره إلاّ في كتابٍ} يقول: كلّ ذلك في كتابٍ عنده.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وما يعمّر من معمّرٍ} الآية، يقول: من قضيت له أن يعمّر حتّى يدركه الكبر، أو يعمّر أنقص من ذلك، فكلٌّ بالغٌ أجله الّذي قد قضى له، كلّ ذلك في كتابٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلاّ في كتابٍ} قال: ألا ترى النّاس الإنسان يعيش مائة سنةٍ، وآخر يموت حين يولد؟ فهذا هذا.
فالهاء الّتي في قوله {ولا ينقص من عمره} على هذا التّأويل وإن كانت في الظّاهر أنّها كنايةٌ عن اسم المعمّر الأوّل، فهي كنايةٌ عن اسمٍ آخر غيره، وإنّما حسن ذلك لأنّ صاحبها لو أظهر‍ لظهر بلفظ الأوّل، وذلك كقولهم: عندي ثوبٌ ونصفه، والمعنى: ونصف الآخر.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره بفناء ما فني من أيّام حياته، فذلك هو نقصان عمره والهاء على هذا التّأويل للمعمّر الأوّل، لأنّ معنى الكلام: ما يطول عمر أحدٍ، ولا يذهب من عمره شيءٌ فينقص إلاّ وهو في كتاب عبد اللّه مكتوبٌ قد أحصاه وعلمه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو حصينٍ عبد اللّه بن أحمد بن يونس، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن أبي مالكٍ، في هذه الآية: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلاّ في كتابٍ} قال: ما ينقص من أيّامه الّتي عددت له إلاّ في كتابٍ.
- حدّثني ابن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثني الحسين بن الحسن الأشقر، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره} قال: يكتب نقص شهرٌ، نقص شهران، نقص ثلاثة أشهرٍ، نقص سنةٌ، نقص سنتان، نقص ثلاث سنين، حتّى يأتي على أجله فيموت.
وأولى التّأويلين في ذلك عندي بالصّواب التّأويل الأوّل؛ وذلك أنّ ذلك هو أظهر معنييه، وأشبههما بظاهر التّنزيل.
وقوله: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ إحصاء أعمار خلقه عليه يسيرٌ سهلٌ، طويل ذلك وقصيره، لا يتعذّر عليه شيءٌ منه). [جامع البيان: 19/341-345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 11.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {والله خلقكم من تراب} يعني خلق آدم من تراب {ثم من نطفة} يعني ذريته (ثم ذكرانا وأناثا) (الشورى الآية 50) ). [الدر المنثور: 12/263-264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما يعمر من معمر} الآية، يقول: ليس أحد قضيت له طول العمر والحياة إلا وهو بالغ ما قدرت له من العمر وقد قضيت له ذلك فإنما ينتهي له الكتاب الذي قدرت له لا يزاد عليه وليس أحد قضيت له أنه قصير العمر والحياة ببالغ العمر ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتب له، فذلك قوله {ولا ينقص من عمره إلا في كتاب} يقول: كل ذلك في كتاب عنده). [الدر المنثور: 12/264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} يقول: لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد، لهذا عمر ولهذا عمر هو أنقص من عمره كل ذلك مكتوب لصاحبه بالغ ما بلغ). [الدر المنثور: 12/264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} قال: ما من يوم يعمر في الدنيا إلا ينقص من أجله). [الدر المنثور: 12/264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} قال: ليس يوم يسلبه من عمره إلا في كتاب كل يوم في نقصان). [الدر المنثور: 12/264-265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} إلا في كتاب قال: مكتوب في أول الصحيفة عمره كذا وكذا ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخر عمره). [الدر المنثور: 12/265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن حسان بن عطية في قوله {ولا ينقص من عمره} قال: كل ما ذهب من يوم وليلة فهو نقصان من عمره). [الدر المنثور: 12/265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن جريج عن مجاهد في قوله {وما يعمر من معمر} إلا كتب الله له أجله في بطن أمه {ولا ينقص من عمره} يوم تضعه أمه بالغا ما بلغ يقول: لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد، لذا عمر ولذا عمر هو أنقص من عمر هذا وكل ذلك مكتوب لصاحبه بالغا ما بلغ). [الدر المنثور: 12/265-266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال: ألا ترى الناس يعيش الإنسان مائة سنة، وآخر يموت حين يولد فهو هذا). [الدر المنثور: 12/266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال: ليس من مخلوق إلا كتب الله له عمره جملة فكل يوم يمر به أو ليلة يكتب: نقص من عمر فلان كذا وكذا، حتى يستكمل بالنقصان عدة ما كان له من أجل مكتوب فعمره جميعا في كتاب ونقصانه في كتاب). [الدر المنثور: 12/266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني في الآية قال: لا يذهب من عمر إنسان يوم ولا شهر ولا ساعة إلا ذلك مكتوب محفوظ معلوم). [الدر المنثور: 12/266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: أما العمر فمن بلغ ستين سنة.
وأمّا الذي ينقص من عمره فالذي يموت قبل أن يبلغ ستين سنة). [الدر المنثور: 12/266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وما يعمر من معمر} قال: في بطن أمه). [الدر المنثور: 12/266-267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {ولا ينقص من عمره} قال: ما لفظت الأرحام من الأولاد من غير تمام). [الدر المنثور: 12/267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو بخمسة وأربعين ليلة فيقول: أي رب أشقي أم سعيد أذكر أم أنثى فيقول الله، ويكتبان ثم يكتب عمله ورزقه وأجله وأثره ومصيبته ثم تنطوي الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص منها). [الدر المنثور: 12/267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه ومسلم والنسائي وأبو الشيخ عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم أمتعني بزوجي النّبيّ صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: فإنك سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة ولن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب النار أو عذاب القبر كان خيرا وأفضل). [الدر المنثور: 12/267-268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب، وابن عساكر عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كان في بني إسرائيل أخوان ملكان على مدينتين وكان أحدهما بارا برحمه عادلا على رعيته، وكان الآخر عاقا برحمه جائرا على رعيته، وكان في عصرهما نبي فأوحى الله إلى ذلك النّبيّ إنه قد بقي من عمر هذا البار ثلاث سنين وبقي من عمر هذا العاق ثلاثون سنة فأخبر النّبيّ رعية هذا ورعية هذا فأحزن ذلك رعية العادل وأفرح ذلك رعية الجائر ففرقوا بين الأمهات والأطفال وتركوا الطعام والشراب وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله تعالى أن يمتعهم بالعادل ويزيل عنهم الجائر فأقاموا ثلاثا فأوحى الله إلى ذلك النّبيّ: أن أخبر عبادي أني قد رحمتهم وأجبت دعاءهم فجعلت ما بقي من عمر هذا البار لذلك الجائر وما بقي من عمر الجائر لهذا البار فرجعوا إلى بيوتهم ومات العاق لتمام ثلاث سنين وبقي العادل فيهم ثلاثين سنة، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير). [الدر المنثور: 12/268]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 10:11 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {من كان يريد العزّة} [فاطر: 10]، يعني: المنعة، تفسير السّدّيّ.
{فللّه العزّة جميعًا} [فاطر: 10] أخبرنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: من كان يريد العزّة فليتعزّز بطاعة اللّه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/779]
وتفسير الحسن أنّ المشركين عبدوا الأوثان لتعزّهم كقوله: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا} [مريم: 81] فقال: من كان يريد العزّة، فليعبد اللّه حتّى يعزّه.
قوله عزّ وجلّ: {إليه يصعد الكلم الطّيّب} [فاطر: 10] التّوحيد.
{والعمل الصّالح يرفعه} [فاطر: 10] التّوحيد , لا يرتفع العمل إلا بالتّوحيد كقوله: {وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا} [الإسراء: 19]
- خالدٌ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يقبل اللّه عمل قومٍ حتّى يرضى قوله».
المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه} [فاطر: 10] قال: العمل الصّالح يرفعه الكلم الطّيّب.
وقال السّدّيّ: {إليه يصعد الكلم الطّيّب} [فاطر: 10]، يعني: الكلام الحسن، يعني: شهادة أن لا إله إلا اللّه {والعمل الصّالح يرفعه} [فاطر: 10]، يعني: وبه يقبل العمل الصّالح، وإلا ردّ القول على العمل.
قال: {والّذين يمكرون السّيّئات} [فاطر: 10] يعملون السّيّئات، الشّرك.
{لهم عذابٌ شديدٌ} [فاطر: 10] جهنّم.
{ومكر أولئك} [فاطر: 10]، أي: وعمل أولئك.
{هو يبور} [فاطر: 10] هو يفسد عند اللّه، لا يقبل اللّه الشّرك ولا ما يعمل المشرك من العمل الصّالح، ولا يقبل العمل إلا من المؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/780]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)

: (وقوله: {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعاً...}



فإن {العزّة}: معناه: من كان يريد علم العزّة , ولمن هي ؛ فإنها لله جميعاً، أي كل وجه من العزّة فلله.
وقوله: {إليه يصعد الكلم الطّيّب} : القرّاء مجتمعون على {الكلم} إلا أبا عبد الرحمن ؛ فإنه قرأ : {الكلام الطيّب}, وكلّ حسن, و{الكلم} أجود؛ لأنها كلمة , وكلم.


وقوله: {الكلمات} في كثير من القرآن يدلّ على أن الكلم أجود: والعرب تقول كلمة وكلم، فأمّا الكلام فمصدر.
وقد قال الشاعر:
مالك ترغين ولا يرغو الخلف = وتضجرين والمطيّ معترف
فجمع الخلفة بطرح الهاء، كما يقال: شجرة , وشجر.
وقوله: {والعمل الصّالح يرفعه}: أي: يرفع الكلم الطيّب, يقول: يتقبّل الكلام الطيّب إذا كان معه عمل صالح, ولو قيل: {والعمل الصّالح} بالنصب على معنى: يرفع الله العمل الصّالح، فيكون المعنى: يرفع الله {العمل الصّالح} , ويجوز على هذا المعنى الرفع، كما جاز النصب لمكان الواو في أوّله.). [معاني القرآن: 2/367]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يمكرون السّيّئات}: يكسبون , ويجترحون.). [مجاز القرآن: 2/153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ومكر أولئك هو يبور}: أي: يبطل.). [تفسير غريب القرآن: 360]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}. أي يعلم أنّ العزّة لمن هي). [تأويل مشكل القرآن: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} ، أي من كان يريد علم العزّة: لمن هي؟ فإنها لله تعالى). [تأويل مشكل القرآن: 438] (م)



قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعا إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه والّذين يمكرون السّيّئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور (10)}
أي: من كان يريد بعبادته غير اللّه العزة , فلله العزة جميعا، أي: في حال اجتماعها، أي: يجتمع له في الدنيا , والآخرة.
ثم بين كيف يعز باللّه فقال:{إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه}


أي: إليه يصل الكلم الذي هو توحيد اللّه، وهو قول لا إله ألا اللّه, والعمل الصالح يرفعه.
المعنى: إذا وحّد اللّه, وعجل بطاعته , ارتفع ذلك إلى اللّه، واللّه عزّ وجل يرتفع إليه كل شيء , ويعلم كل شيء.


ولكن المعنى فيه ههنا : العمل الصالح هو الذي يرفع ذكر التوحيد حتى يكون مثبّتا للموحّد حقيقة التوحيد.
والضمير في (يرفعه) يجوز أن يكون أحد ثلاثة أشياء، وذلك قول أهل اللغة جميعا:
فيكون : والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب.
ويجوز أن يكون: والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب، أي: لا يقبل العمل الصالح إلا من موحّد.
والقول الثالث: أن يرفعه الله عزّ وجلّ.
{والّذين يمكرون السّيّئات لهم عذاب شديد}: المعنى مكر الذين يمكرون بالنبي صلى الله عليه وسلم .
{هو يبور}: أي : يفسد، وقد بين ما مكرهم في سورة الأنفال، في قوله:
{وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك}: ففسد جميع مكرهم , فجعل اللّه كلمة نبيّه وأوليائه العليا، وأيديهم العالية بالنصر والحجة.). [معاني القرآن: 4/264-265]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (من كان يريد العزة بعبادة الأوثان).
قال الفراء: من كان يريد علم العزة .
ثم قال : {فلله العزة جميعا}: أي: فالله عز وجل يعز من يشاء بطاعته .
وقال قتادة : (فليتعزز بطاعة الله عز وجل).
قال أبو جعفر : وأولاها الأول لأن الآيات التي قبلها وبخ فيها المشركون بعبادة الأوثان , فكان أولى بهذه أن تكون من جنس الحث على فراق ذلك أيضا .
ثم قال جل وعز: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}
في معناه ثلاثة أقوال:
- من ذلك ما حدثنا بكر بن سهل قال : حدثنا أبو صالح , عن معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} .
قال: (الكلام الطيب ذكر الله جل وعز , والعمل الصالح أداء فرائضه .
فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه , حمل عمله ذكر الله , فصعد إلى الله سبحانه وتعالى.
ومن ذكر الله: ولم يؤد فرائضه , رد كلامه على عمله , فكان أولى به) .
قال أبو جعفر : وكذلك قال الحسن , وسعيد بن جبير , ومجاهد , وأبو العالية, والضحاك قالوا : (العمل الصالح يرفع الكلام الطيب).
قال الحسن : (فإذا كان كلام طيب , وعمل سيء , رد القول على العمل , فكان عملك أولى بك من قولك) .
-وقال شهر بن حوشب : إليه يصعد الكلم الطيب : (القرآن) , والعمل الصالح يرفعه : (القرآن) .
وروى معمر , عن قتادة قال : (والعمل الصالح يرفعه الله عز وجل).
قال أبو جعفر : قول قتادة ليس ببعيد في المعنى ؛ لأن الله عز وجل يرفع الأعمال , وقول شهر بن حوشب معناه : أن العمل الصالح لا ينفعك إلا مع التوحيد , فكأن التوحيد يرفعه .
إلا أن القول الأول أولاها وأصحها ؛ لعلو من قال به , وأنه في العربية أولى لأن القراء على رفع العمل , ولو كان المعنى : والعمل الصالح يرفعه الله , أو والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب لكان الاختيار نصب العمل , ولا نعلم أحدا قرأه منصوبا إلا شيئا روي عن عيسى بن عمر أنه قال : قرأه أناس : والعمل الصالح يرفعه .
وقوله جل وعز: {والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور}
روى معمر , عن قتادة : {يبور} , قال: (يفسد) .
قال أبو جعفر : وقد بين الله جل وعز هذا المكر في قوله: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك}
وروى قيس , عن منصور , عن مجاهد : {ومكر أولئك هو يبور }, قال: (الرياء).). [معاني القرآن: 5/439-443]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يبور}: أي: يهلك , ويفنى.). [ياقوتة الصراط: 417]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَبُورُ}: أي: يبطل.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 199]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَبُورُ}: تفسد.). [العمدة في غريب القرآن: 248]




تفسير قوله تعالى: {َاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واللّه خلقكم من ترابٍ} [فاطر: 11]، يعني: خلق آدم.
{ثمّ من نطفةٍ} [فاطر: 11] نسل آدم.
{ثمّ جعلكم أزواجًا} [فاطر: 11] ذكرًا وأنثى، والواحد زوجٌ، قال: {وأنّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى} [النجم: 45].
[تفسير القرآن العظيم: 2/780]
قال: {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [فاطر: 11]، يعني: هيّنٌ عليه وليس بشديدٍ عليه، وهو تفسير السّدّيّ.
حدّثني حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ قال: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره} [فاطر: 11] قال: عمر العبد مكتوبٌ في كتابٍ، في أوّل الكتاب منتهى عمره، ثمّ يكتب أسفل من ذلك: ذهب يوم كذا وكذا، ومضى يوم كذا حتّى يأتي على أجله.
وحدّثني أيّوب بن عبد الملك، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عكرمة، قال: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص} [فاطر: 11] من عمرٍ آخر.
قال يحيى: يعني: أن يكون عمره دون عمر الآخر.
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن أنّه كان يقرأها: وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره، أي: من أجله.
قال يحيى: وتفسير الحسن: {وما يعمّر من معمّرٍ} [فاطر: 11] حتّى يبلغ إلى أرذل العمر، والعمر عنده هاهنا أن يبلغ أرذل العمر.
{ولا ينقص} [فاطر: 11] آخر من عمر المعمّر فيموت قبل أن يبلغ عمر ذلك المعمّر الّذي بلغ أرذل العمر.
{إلا في كتابٍ} [فاطر: 11] وبعضهم يقول العمر هاهنا ستّون سنةً.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [فاطر: 11] عمر هذا الّذي عمّر وموت هذا الّذي لم يعمّر ما عمّر الآخر على اللّه يسيرٌ.
وقال السّدّيّ: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [فاطر: 11]، يعني: هيّنٌ عليه وليس بشديدٍ
[تفسير القرآن العظيم: 2/781]
عليه). [تفسير القرآن العظيم: 2/782]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)

: (وقوله: {وما يعمّر من مّعمّرٍ...}



يقول: ما يطوّل من عمر، ولا ينقص من عمره، يرد آخر غير الأوّل، ثم كنى عنه بالهاء كأنه الأوّل.
ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفه , يعني : نصف آخر, فجاز أن يكنى عنه بالهاء؛ لأن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأوّل, فكنى عنه ككناية الأوّل.


وفيها قول آخر: {وما يعمّر من مّعمّرٍ ولا ينقص من عمره}: يقول: إذا أتى عليه الليل والنهار نقصا من عمره، والهاء في هذا المعنى للأوّل لا لغيره؛ لأن المعنى: ما يطوّل ,ولا يذهب منه شيء إلا هو محصىً في كتابٍ، وكلّ حسن ,وكأنّ الأوّل أشبه بالصواب.). [معاني القرآن: 2/368]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {واللّه خلقكم من تراب ثمّ من نطفة ثمّ جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلّا بعلمه وما يعمّر من معمّر ولا ينقص من عمره إلّا في كتاب إنّ ذلك على اللّه يسير (11)}
{وما يعمّر من معمّر ولا ينقص من عمره}:وقرئت ينقص.
ويجوز " وما نعمّر من معمّر ولا ننقص " بالنون جميعا , ولكنه لم يقرأ بها فيما بلغني، فلا تقرأنّ بها.
وتأويل الآية : أن الله جلّ وعزّ قد كتب عمر كل معمّر , وكتب يعمّر كذا وكذا سنة , وكذا وكذا شهرا، وكذا وكذا يوما، وكذا وكذا ساعة، فكل ما نقص من عمره من سنة , أو شهر , أو يوم , أو ساعة كتب ذلك حتى يبلغ أجله.). [معاني القرآن: 4/266]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب}
في معنى هذه الآية أقوال:
- فمن أحسنها وأشبهها بظاهر التنزيل , قول الضحاك : (قال: من قضيت له أن يعمر حتى يدركه الهرم , أو يعمر دون ذلك, فكل ذلك بقضاء , وكل في كتاب) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا : وما يعمر من معمر , أي: هرم , وفلان معمر , أي: كبير , ولا ينقص آخر من عمره من عمر الهرم إلا بقضاء من الله عز وجل.
-وروى عطاء بن السائب , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس في قوله جل وعز: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب}
قال : (يكتب عمره كذا وكذا سنة , وكذا وكذا شهر , وكذا وكذا يوما , ثم يكتب نقص من عمره يوم , ونقص من عمره شهر , ونقص من عمره سنة في كتاب آخر إلى أن يستوفي أجله فيموت) .
-قال سعيد بن جبير : فيما مضى من عمره فهو النقصان , وما يستقبل فهو الذي يعمر .
-وروى الزهري , عن سعيد بن المسيب , عن كعب الأحبار أنه قال : (لما طعن عمر بن الخطاب، لو دعا الله , لزاد في أجله , فأنكر ذلك عليه المسلمون , وقالوا: إن الله عز وجل يقول: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
فقال , وإن الله تعالى يقول :{وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب}).
ـ قال الزهري : (نرى أنه يؤخر ما لم يحضر الأجل , فإذا حضر الإجل لم يزد في العمر , ولم يقع تأخير) .
قال أبو جعفر : وقيل في معنى الآية : إنه يكون أن يحكم أن عمر الإنسان مائة سنة إن أطاع , وتسعون إن عصى , فأيهما بلغ , فهو في كتاب .
{إن ذلك على الله يسير }: أي : إحصاء طويل الأعماروقصيرها لا يتعذر عليه.). [معاني القرآن: 5/444-446]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره}:معناه: ولا ينقص من عمر أحد غير المعمر المذكور.
قال ثعلب: والعرب تقول: لك عندي دينار ونصفه، أي: ونصف دينار آخر.). [ياقوتة الصراط: 417]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 10:13 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) }
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (قال وحدّثنا أبو بكر بن الأنباري، قال: حدّثنا العنزيّ، قال: حدّثنا أبو خيرة، قال: كنا عند أبي داود الطّيالسي وهو يمل التفسير ولم يكن يحفظ القرآن، فقال: {إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرفَعُهُ} [فاطر: 10] فقال المستملي: ليس هكذا القراءة، فقال: هكذا الوقف عليها). [الأمالي: 2/303]

تفسير قوله تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 06:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 06:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 12:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {من كان يريد العزة} يحتمل ثلاثة معان: أحدها أن يريد: من كان يريد العزة بمغالبة فلله العزة، أي: ليست لغيره، ولا تتم إلا له، وهذا المغالب مغلوب، ونحا إليه مجاهد، وقال: من كان يريد العزة بعبادة الأوثان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تمسك بقوله تعالى: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا}.
والمعنى الثاني: من كان يريد العزة وطريقها القويم، ويحب نيلها على وجهها، فلله العزة، أي: به وعن أمره، لا تنال عزته إلا بطاعته، ونحا إليه قتادة.
والمعنى الثالث - وقاله الفراء -: من كان يريد علم العزة فلله العزة، أي: هو المتصف بها. و"جميعا" حال.
وقوله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب} أي التوحيد والتمجيد وذكر الله ونحوه. وقرأ الضحاك: "يصعد" بضم الياء، وقرأ الجمهور: "الكلم" وهو جمع كلمة، وقرأ أبو عبد الرحمن: "الكلام"، و"الطيب": الذي يستحسن سماعه الاستحسان الشرعي. وقال كعب الأحبار: إن لـ"سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" لدويا حول العرش كدوي النحل، تذكر بصاحبها.
وقوله تعالى: {والعمل الصالح يرفعه}، اختلف الناس في الضمير، على من يعود؟ فقالت فرقة: يعود على "العمل"، واختلفت هذه الفرقة: فقال قوم: الفاعل بـ"يرفع" هو "الكلم"، أي: والعمل يرفعه الكلم، وهو قول: "لا إله إلا الله"; لأنه لا يرتفع عمل إلا بتوحيد. وقال بعضهم: الفعل مسند إلى الله تعالى، أي: والعمل الصالح يرفعه هو، وهذا أرجح الأقوال.
وقال ابن عباس، وشهر بن حوشب، ومجاهد، وقتادة: الضمير في "يرفعه" عائد على "الكلم"، أي: إن العمل الصالح هو يرفع الكلم، واختلفت عبارات أهل هذه المقالة، فقال بعضها: روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن العبد إذا ذكر الله تعالى، وقال كلاما طيبا، وأدى فرائضه، ارتفع قوله مع عمله، وإذا قال - ولم يؤد فرائضه - رد قوله على عمله وقيل: عمله أولى به. وهذا قول يرده معتقد أهل الحق والسنة، ولا يصح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحق أن العاصي التارك للفرائض إذا ذكر الله تعالى، وقال كلاما طيبا فإنه مكتوب له، متقبل منه، وله حسناته، وعليه سيئاته، والله يتقبل من كل من اتقى الشرك، وأيضا فإن الكلم الطيب عمل صالح، وإنما يستقيم قول من يقول: "إن العمل هو الرافع للكلم" بأن يتأول أنه يزيد في رفعه وحسن موقعه إذا تعاضد معه; كما أن صاحب الأعمال من صلاة وصيام وغير ذلك - إذا تخلل أعماله كلم طيب، وذكر لله - كانت الأعمال، أشرف، فيكون قوله: {والعمل الصالح يرفعه} موعظة وتذكرة وحضا على الأعمال. وذكر الثعلبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقبل الله قولا إلا بعمل، ولا عمل إلا بنية"، ومعناه: قولا يتضمن أن قائله عمل عملا، أو يعمله في الآنف، وأما الأقوال التي هي أعمال في نفوسها - كالتوحيد والتسبيح - فمقبولة على ما قدمناه.
وقرأت فرقة: "والعمل الصالح" بالنصب فيهما، وعلى هذه القراءة فـ"يرفعه" مسند إما إلى الله تعالى، وإما إلى "الكلم"، والضمير في "يرفعه" عائد على العمل لا غير.
وقوله تعالى: {يمكرون السيئات} إما أنه عدى "يمكرون" لما أحله محل "يكسبون"، وإما أنه حذف المفعول وأقام صفته مقامه، وتقديره: يمكرون المكرات السيئات، و"يمكرون" معناه: يتخابثون ويخدعون وهم يظهرون أنهم لا يفعلون.
و"يبور" معناه: يفسد ويبقى لا نفع فيه، وقال بعض المفسرين: يدخل في الآية أهل الرياء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ونزول الآية أولا في المشركين).[المحرر الوجيز: 7/ 205-207]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير}
هذه الآية آية تذكير بصفات الله تعالى على نحو ما تقدم، وهذه المحاورة إنما هي في أمر الأصنام وفي بعث الأجساد من القبور، {والله} تعالى {خلقكم من تراب} من حيث خلق آدم أبانا منه عليه السلام. {ثم من نطفة} أي بالتناسل من مني الرجال، وأزواجا قيل: معناه: أنواعا، وقيل: أراد تزويج الرجال النساء.
وقوله تعالى: {وما يعمر من معمر} الآية ... اختلف الناس في عود الضمير في قوله: {ولا ينقص من عمره}، فقال ابن عباس رضي الله عنهما، وغيره ما مقتضاه أنه عائد على " معمر " الذي هو اسم جنس، والمراد غير الذي يعمر، أي أن القول تضمن شخصين، يعمر أحدهما مائة سنة أو نحوها، وينقص من الآخر بأن يكون عاما واحدا أو نحوه، وهذا قول الضحاك، وابن زيد، لكنه أعاد ضميرا إيجازا واختصارا، والبيان التام أن يقول: ولا ينقص من عمر معمر؛ لأن لفظة " معمر " هي بمنزلة: ذي عمر، كأنه قال: ولا يعمر من ذي عمر ولا ينقص من عمر ذي عمر.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا، وأبو مالك، وابن جبير: المراد شخص واحد، وعليه يعود الضمير، أي: ما يعمر إنسان ولا ينقص من عمره، بأن يحصى ما مضى منه، إذا مر حول كتب ذلك، ثم حول، فهذا هو النقص، قال ابن جبير: ما مضى من عمره فهو النقص، وما يستقبل فهو الذي يعمره، وروي عن كعب الأحبار أنه قال: المعنى: ولا ينقص من عمره، أي: لا يخترم بسبب قدرة الله تعالى، ولو شاء لأخر ذلك السبب، وروي أنه قال: حين طعن عمر رضي الله تعالى عنه: "لو دعا الله تعالى لزاد في أجله"، فأنكر عليه المسلمون ذلك، وقالوا إن الله تعالى يقول: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة}، فاحتج بهذه الآية. وهو قول ضعيف مردود، يقتضي القول بالأجلين، وبنحوه تمسكت المعتزلة.
وقرأ الحسن، والأعرج، وابن سيرين: "ينقص" على بناء الفعل للفاعل، أي: ينقص الله، وقرأ: "من عمره" بسكون الميم الحسن، وداود. والكتاب المذكور في الآية: اللوح المحفوظ. وقوله: {إن ذلك} إشارة إلى تحصيل هذه الأعمار واختصار دقائقها وساعاتها). [المحرر الوجيز: 7/ 207-208]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 07:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 07:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعًا} أي: من كان يحبّ أن يكون عزيزًا في الدّنيا والآخرة، فليلزم طاعة اللّه، فإنّه يحصل له مقصوده؛ لأنّ اللّه مالك الدّنيا والآخرة، وله العزّة جميعها، كما قال تعالى: {الّذين يتّخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزّة فإنّ العزّة للّه جميعًا} [النّساء: 139].
وقال تعالى: {ولا يحزنك قولهم إنّ العزّة للّه جميعًا} [يونس: 65]، وقال: {وللّه العزّة ولرسوله وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يعلمون} [المنافقون: 8].
قال مجاهدٌ: {من كان يريد العزّة} بعبادة الأوثان، {فإنّ العزّة للّه جميعًا}.
وقال قتادة: {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعًا} أي: فليتعزّز بطاعة اللّه عزّ وجلّ.
وقيل: من كان يريد علم العزّة، لمن هي، {فإنّ العزّة للّه جميعًا}، حكاه ابن جريرٍ.
وقوله: {إليه يصعد الكلم الطّيّب} يعني: الذّكر والتّلاوة والدّعاء. قاله غير واحدٍ من السّلف.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، أخبرني جعفر بن عون، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعوديّ، عن عبد اللّه بن المخارق، عن أبيه المخارق بن سليم قال: قال لنا عبد اللّه -هو ابن مسعودٍ-إذا حدّثناكم حديثًا أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب اللّه: إنّ العبد المسلم إذا قال: "سبحان اللّه وبحمده، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر، تبارك اللّه"، أخذهنّ ملكٌ فجعلهنّ تحت جناحه، ثمّ صعد بهنّ إلى السّماء فلا يمرّ بهنّ على جمعٍ من الملائكة إلّا استغفروا لقائلهنّ، حتّى يجيء بهنّ وجه الرّحمن عزّ وجلّ، ثمّ قرأ عبد اللّه: {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه}.
وحدّثني يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا ابن عليّة، أخبرنا سعيدٌ الجريري، عن عبد اللّه بن شقيقٍ قال: قال كعب الأحبار: إنّ لـ "سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر" لدويًّا حول العرش كدويّ النّحل، يذكّرن بصاحبهنّ، والعمل الصّالح في الخزائن.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى كعب الأحبار، رحمه اللّه، وقد روي مرفوعًا.
قال الإمام أحمد: حدّثنا ابن نمير، حدّثنا موسى -يعني: ابن مسلمٍ الطّحّان -عن عون بن عبد اللّه، عن أبيه -أو: عن أخيه -عن النّعمان بن بشيرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الّذين يذكرون من جلال اللّه، من تسبيحه وتكبيره وتحميده وتهليله، يتعاطفن حول العرش، لهنّ دويٌّ كدويّ النّحل، يذكّرون بصاحبهنّ ألا يحبّ أحدكم ألّا يزال له عند اللّه شيءٌ يذكر به؟ ".
وهكذا رواه ابن ماجه عن أبي بشرٍ بكر بن خلفٍ، عن يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن موسى بن أبي [عيسى] الطّحّان، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعودٍ، عن أبيه -أو: عن أخيه-عن النّعمان بن بشيرٍ، به.
وقوله: {والعمل الصّالح يرفعه}: قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: الكلم الطّيّب: ذكر اللّه، يصعد به إلى اللّه، عزّ وجلّ، والعمل الصّالح: أداء فرائضه. ومن ذكر اللّه ولم يؤدّ فرائضه، ردّ كلامه على عمله، فكان أولى به.
وكذا قال مجاهدٌ: العمل الصّالح يرفع الكلام الطّيّب. وكذا قال أبو العالية، وعكرمة، وإبراهيم النّخعيّ، والضّحّاك، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، وشهر بن حوشب، وغير واحدٍ [من السّلف].
وقال إياس بن معاوية القاضي: لولا العمل الصّالح لم يرفع الكلام.
وقال الحسن، وقتادة: لا يقبل قولٌ إلّا بعملٍ.
وقوله: {والّذين يمكرون السّيّئات}: قال مجاهدٌ، وسعيد بن جبير، وشهر بن حوشب: هم المراؤون بأعمالهم، يعني: يمكرون بالنّاس، يوهمون أنّهم في طاعة الله، وهم بغضاء إلى الله عز وجل، يراؤون بأعمالهم، {ولا يذكرون اللّه إلا قليلا} [النّساء: 142].
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: هم المشركون.
والصّحيح أنّها عامّةٌ، والمشركون داخلون بطريق الأولى، ولهذا قال: {لهم عذابٌ شديدٌ ومكر أولئك هو يبور}، أي: يفسد ويبطل ويظهر زيفهم عن قريبٍ لأولي البصائر والنّهى، فإنّه ما أسرّ عبدٌ سريرةً إلّا أبداها اللّه على صفحات وجهه وفلتات لسانه، وما أسرّ أحدٌ سريرةً إلّا كساه اللّه رداءها، إن خيرًا فخيرٌ، وإنّ شرًّا فشرٌّ. فالمرائي لا يروج أمره ويستمرّ إلّا على غبيٍّ، أمّا المؤمنون المتفرّسون فلا يروج ذلك عليهم، بل يكشف لهم عن قريبٍ، وعالم الغيب لا تخفى عليه خافيةٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 536-538]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واللّه خلقكم من ترابٍ ثمّ من نطفةٍ} أي: ابتدأ خلق أبيكم آدم من ترابٍ، ثمّ جعل نسله من سلالةٍ من ماءٍ مهينٍ، {ثمّ جعلكم أزواجًا} أي: ذكرًا وأنثى، لطفًا منه ورحمةً أن جعل لكم أزواجًا من جنسكم، لتسكنوا إليها.
وقوله: {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} أي: هو عالمٌ بذلك، لا يخفى عليه من ذلك شيءٌ، بل {ما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها ولا حبّةٍ في ظلمات الأرض ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبينٍ} [الأنعام: 59]. وقد تقدّم الكلام على قوله تعالى: {اللّه يعلم ما تحمل كلّ أنثى وما تغيض الأرحام [وما تزداد وكلّ شيءٍ عنده بمقدارٍ. عالم الغيب والشّهادة الكبير] المتعال} [الرّعد: 8، 9].
وقوله: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ} أي: ما يعطى بعض النّطف من العمر الطّويل يعلمه، وهو عنده في الكتاب الأوّل، {ولا ينقص من عمره} الضّمير عائدٌ على الجنس، لا على العين؛ لأنّ العين الطّويل للعمر في الكتاب وفي علم اللّه لا ينقص من عمره، وإنّما عاد الضّمير على الجنس.
قال ابن جريرٍ: وهذا كقولهم: "عندي ثوبٌ ونصفه" أي: ونصفٌ آخر.
وروي من طريق العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ}، يقول: ليس أحدٌ قضيت له طول عمر وحياةٍ إلّا وهو بالغٌ ما قدّرت له من العمر وقد قضيت ذلك له، فإنّما ينتهي إلى الكتاب الّذي قدّرت لا يزاد عليه، وليس أحدٌ قضيت له أنّه قصير العمر والحياة ببالغٍ للعمر، ولكن ينتهي إلى الكتاب الّذي كتبت له، فذلك قوله: {ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ}، يقول: كلّ ذلك في كتابٍ عنده.
وهكذا قال الضّحّاك بن مزاحمٍ.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه: {ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ} قال: ما لفظت الأرحام من الأولاد من غير تمام.
وقال عبد الرّحمن في تفسيرها: ألا ترى النّاس، يعيش الإنسان مائة سنةٍ، وآخر يموت حين يولد فهذا هذا.
وقال قتادة: والّذي ينقص من عمره: فالّذي يموت قبل ستّين سنةً.
وقال مجاهدٌ: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ} أي: في بطن أمّه يكتب له ذلك، لم يخلق الخلق على عمرٍ واحدٍ، بل لهذا عمرٌ، ولهذا عمرٌ هو أنقص من عمره، وكلّ ذلك مكتوبٌ لصاحبه، بالغٌ ما بلغ.
وقال بعضهم: بل معناه: {وما يعمّر من معمّرٍ} أي: ما يكتب من الأجل {ولا ينقص من عمره}، وهو ذهابه قليلًا قليلًا الجميع معلومٌ عند اللّه سنةً بعد سنةٍ، وشهرًا بعد شهرٍ، وجمعةً بعد جمعةٍ، ويومًا بعد يومٍ، وساعةً بعد ساعةٍ، الجميع مكتوبٌ عند اللّه في كتابٍ.
نقله ابن جريرٍ عن أبي مالكٍ، وإليه ذهب السّدّيّ، وعطاءٌ الخراسانيّ. واختار ابن جريرٍ [القول] الأوّل، وهو كما قال.
وقال النّسائيّ عند تفسير هذه الآية الكريمة: حدّثنا أحمد بن يحيى بن أبي زيد بن سليمان، سمعت ابن وهبٍ يقول: حدّثني يونس، عن ابن شهابٍ، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "من سرّه أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أجله فليصل رحمه".
وقد رواه البخاريّ ومسلمٌ وأبو داود، من حديث يونس بن يزيد الأيليّ، به.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا الوليد بن عبد الملك بن عبيد اللّه أبو مسرّحٍ، حدّثنا عثمان بن عطاءٍ، عن مسلمة بن عبد اللّه، عن عمّه أبي مشجعة بن ربعيٍّ، عن أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، قال: ذكرنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "إنّ اللّه لا يؤخّر نفسًا إذا جاء أجلها، وإنّما زيادة العمر بالذّرّيّة الصّالحة يرزقها العبد، فيدعون له من بعده، فيلحقه دعاؤهم في قبره، فذلك زيادة العمر".
وقوله: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} أي: سهلٌ عليه، يسيرٌ لديه علمه بذلك وبتفصيله في جميع مخلوقاته، فإنّ علمه شاملٌ لجميع ذلك لا يخفى منه عليه شيء). [تفسير ابن كثير: 6/ 538-539]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة