التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {من كان يريد العزّة} [فاطر: 10]، يعني: المنعة، تفسير السّدّيّ.
{فللّه العزّة جميعًا} [فاطر: 10] أخبرنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: من كان يريد العزّة فليتعزّز بطاعة اللّه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/779]
وتفسير الحسن أنّ المشركين عبدوا الأوثان لتعزّهم كقوله: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا} [مريم: 81] فقال: من كان يريد العزّة، فليعبد اللّه حتّى يعزّه.
قوله عزّ وجلّ: {إليه يصعد الكلم الطّيّب} [فاطر: 10] التّوحيد.
{والعمل الصّالح يرفعه} [فاطر: 10] التّوحيد , لا يرتفع العمل إلا بالتّوحيد كقوله: {وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا} [الإسراء: 19]
- خالدٌ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يقبل اللّه عمل قومٍ حتّى يرضى قوله».
المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه} [فاطر: 10] قال: العمل الصّالح يرفعه الكلم الطّيّب.
وقال السّدّيّ: {إليه يصعد الكلم الطّيّب} [فاطر: 10]، يعني: الكلام الحسن، يعني: شهادة أن لا إله إلا اللّه {والعمل الصّالح يرفعه} [فاطر: 10]، يعني: وبه يقبل العمل الصّالح، وإلا ردّ القول على العمل.
قال: {والّذين يمكرون السّيّئات} [فاطر: 10] يعملون السّيّئات، الشّرك.
{لهم عذابٌ شديدٌ} [فاطر: 10] جهنّم.
{ومكر أولئك} [فاطر: 10]، أي: وعمل أولئك.
{هو يبور} [فاطر: 10] هو يفسد عند اللّه، لا يقبل اللّه الشّرك ولا ما يعمل المشرك من العمل الصّالح، ولا يقبل العمل إلا من المؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/780]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعاً...}
فإن {العزّة}: معناه: من كان يريد علم العزّة , ولمن هي ؛ فإنها لله جميعاً، أي كل وجه من العزّة فلله. وقوله: {إليه يصعد الكلم الطّيّب} : القرّاء مجتمعون على {الكلم} إلا أبا عبد الرحمن ؛ فإنه قرأ : {الكلام الطيّب}, وكلّ حسن, و{الكلم} أجود؛ لأنها كلمة , وكلم.
وقوله: {الكلمات} في كثير من القرآن يدلّ على أن الكلم أجود: والعرب تقول كلمة وكلم، فأمّا الكلام فمصدر.
وقد قال الشاعر:
مالك ترغين ولا يرغو الخلف = وتضجرين والمطيّ معترف
فجمع الخلفة بطرح الهاء، كما يقال: شجرة , وشجر.
وقوله: {والعمل الصّالح يرفعه}: أي: يرفع الكلم الطيّب, يقول: يتقبّل الكلام الطيّب إذا كان معه عمل صالح, ولو قيل: {والعمل الصّالح} بالنصب على معنى: يرفع الله العمل الصّالح، فيكون المعنى: يرفع الله {العمل الصّالح} , ويجوز على هذا المعنى الرفع، كما جاز النصب لمكان الواو في أوّله.). [معاني القرآن: 2/367]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يمكرون السّيّئات}: يكسبون , ويجترحون.). [مجاز القرآن: 2/153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ومكر أولئك هو يبور}: أي: يبطل.). [تفسير غريب القرآن: 360]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}. أي يعلم أنّ العزّة لمن هي). [تأويل مشكل القرآن: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} ، أي من كان يريد علم العزّة: لمن هي؟ فإنها لله تعالى). [تأويل مشكل القرآن: 438] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعا إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه والّذين يمكرون السّيّئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور (10)}
أي: من كان يريد بعبادته غير اللّه العزة , فلله العزة جميعا، أي: في حال اجتماعها، أي: يجتمع له في الدنيا , والآخرة.
ثم بين كيف يعز باللّه فقال:{إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه}
أي: إليه يصل الكلم الذي هو توحيد اللّه، وهو قول لا إله ألا اللّه, والعمل الصالح يرفعه. المعنى: إذا وحّد اللّه, وعجل بطاعته , ارتفع ذلك إلى اللّه، واللّه عزّ وجل يرتفع إليه كل شيء , ويعلم كل شيء.
ولكن المعنى فيه ههنا : العمل الصالح هو الذي يرفع ذكر التوحيد حتى يكون مثبّتا للموحّد حقيقة التوحيد.
والضمير في (يرفعه) يجوز أن يكون أحد ثلاثة أشياء، وذلك قول أهل اللغة جميعا:
فيكون : والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب.
ويجوز أن يكون: والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب، أي: لا يقبل العمل الصالح إلا من موحّد.
والقول الثالث: أن يرفعه الله عزّ وجلّ.
{والّذين يمكرون السّيّئات لهم عذاب شديد}: المعنى مكر الذين يمكرون بالنبي صلى الله عليه وسلم .
{هو يبور}: أي : يفسد، وقد بين ما مكرهم في سورة الأنفال، في قوله:
{وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك}: ففسد جميع مكرهم , فجعل اللّه كلمة نبيّه وأوليائه العليا، وأيديهم العالية بالنصر والحجة.). [معاني القرآن: 4/264-265]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (من كان يريد العزة بعبادة الأوثان).
قال الفراء: من كان يريد علم العزة .
ثم قال : {فلله العزة جميعا}: أي: فالله عز وجل يعز من يشاء بطاعته .
وقال قتادة : (فليتعزز بطاعة الله عز وجل).
قال أبو جعفر : وأولاها الأول لأن الآيات التي قبلها وبخ فيها المشركون بعبادة الأوثان , فكان أولى بهذه أن تكون من جنس الحث على فراق ذلك أيضا .
ثم قال جل وعز: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}
في معناه ثلاثة أقوال:
- من ذلك ما حدثنا بكر بن سهل قال : حدثنا أبو صالح , عن معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} .
قال: (الكلام الطيب ذكر الله جل وعز , والعمل الصالح أداء فرائضه .
فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه , حمل عمله ذكر الله , فصعد إلى الله سبحانه وتعالى.
ومن ذكر الله: ولم يؤد فرائضه , رد كلامه على عمله , فكان أولى به) .
قال أبو جعفر : وكذلك قال الحسن , وسعيد بن جبير , ومجاهد , وأبو العالية, والضحاك قالوا : (العمل الصالح يرفع الكلام الطيب).
قال الحسن : (فإذا كان كلام طيب , وعمل سيء , رد القول على العمل , فكان عملك أولى بك من قولك) .
-وقال شهر بن حوشب : إليه يصعد الكلم الطيب : (القرآن) , والعمل الصالح يرفعه : (القرآن) .
وروى معمر , عن قتادة قال : (والعمل الصالح يرفعه الله عز وجل).
قال أبو جعفر : قول قتادة ليس ببعيد في المعنى ؛ لأن الله عز وجل يرفع الأعمال , وقول شهر بن حوشب معناه : أن العمل الصالح لا ينفعك إلا مع التوحيد , فكأن التوحيد يرفعه .
إلا أن القول الأول أولاها وأصحها ؛ لعلو من قال به , وأنه في العربية أولى لأن القراء على رفع العمل , ولو كان المعنى : والعمل الصالح يرفعه الله , أو والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب لكان الاختيار نصب العمل , ولا نعلم أحدا قرأه منصوبا إلا شيئا روي عن عيسى بن عمر أنه قال : قرأه أناس : والعمل الصالح يرفعه .
وقوله جل وعز: {والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور}
روى معمر , عن قتادة : {يبور} , قال: (يفسد) .
قال أبو جعفر : وقد بين الله جل وعز هذا المكر في قوله: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك}
وروى قيس , عن منصور , عن مجاهد : {ومكر أولئك هو يبور }, قال: (الرياء).). [معاني القرآن: 5/439-443]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يبور}: أي: يهلك , ويفنى.). [ياقوتة الصراط: 417]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَبُورُ}: أي: يبطل.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 199]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَبُورُ}: تفسد.). [العمدة في غريب القرآن: 248]
تفسير قوله تعالى: {َاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واللّه خلقكم من ترابٍ} [فاطر: 11]، يعني: خلق آدم.
{ثمّ من نطفةٍ} [فاطر: 11] نسل آدم.
{ثمّ جعلكم أزواجًا} [فاطر: 11] ذكرًا وأنثى، والواحد زوجٌ، قال: {وأنّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى} [النجم: 45].
[تفسير القرآن العظيم: 2/780]
قال: {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [فاطر: 11]، يعني: هيّنٌ عليه وليس بشديدٍ عليه، وهو تفسير السّدّيّ.
حدّثني حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ قال: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره} [فاطر: 11] قال: عمر العبد مكتوبٌ في كتابٍ، في أوّل الكتاب منتهى عمره، ثمّ يكتب أسفل من ذلك: ذهب يوم كذا وكذا، ومضى يوم كذا حتّى يأتي على أجله.
وحدّثني أيّوب بن عبد الملك، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عكرمة، قال: {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص} [فاطر: 11] من عمرٍ آخر.
قال يحيى: يعني: أن يكون عمره دون عمر الآخر.
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن أنّه كان يقرأها: وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره، أي: من أجله.
قال يحيى: وتفسير الحسن: {وما يعمّر من معمّرٍ} [فاطر: 11] حتّى يبلغ إلى أرذل العمر، والعمر عنده هاهنا أن يبلغ أرذل العمر.
{ولا ينقص} [فاطر: 11] آخر من عمر المعمّر فيموت قبل أن يبلغ عمر ذلك المعمّر الّذي بلغ أرذل العمر.
{إلا في كتابٍ} [فاطر: 11] وبعضهم يقول العمر هاهنا ستّون سنةً.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [فاطر: 11] عمر هذا الّذي عمّر وموت هذا الّذي لم يعمّر ما عمّر الآخر على اللّه يسيرٌ.
وقال السّدّيّ: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [فاطر: 11]، يعني: هيّنٌ عليه وليس بشديدٍ
[تفسير القرآن العظيم: 2/781]
عليه). [تفسير القرآن العظيم: 2/782]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما يعمّر من مّعمّرٍ...}
يقول: ما يطوّل من عمر، ولا ينقص من عمره، يرد آخر غير الأوّل، ثم كنى عنه بالهاء كأنه الأوّل. ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفه , يعني : نصف آخر, فجاز أن يكنى عنه بالهاء؛ لأن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأوّل, فكنى عنه ككناية الأوّل.
وفيها قول آخر: {وما يعمّر من مّعمّرٍ ولا ينقص من عمره}: يقول: إذا أتى عليه الليل والنهار نقصا من عمره، والهاء في هذا المعنى للأوّل لا لغيره؛ لأن المعنى: ما يطوّل ,ولا يذهب منه شيء إلا هو محصىً في كتابٍ، وكلّ حسن ,وكأنّ الأوّل أشبه بالصواب.). [معاني القرآن: 2/368]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {واللّه خلقكم من تراب ثمّ من نطفة ثمّ جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلّا بعلمه وما يعمّر من معمّر ولا ينقص من عمره إلّا في كتاب إنّ ذلك على اللّه يسير (11)}
{وما يعمّر من معمّر ولا ينقص من عمره}:وقرئت ينقص.
ويجوز " وما نعمّر من معمّر ولا ننقص " بالنون جميعا , ولكنه لم يقرأ بها فيما بلغني، فلا تقرأنّ بها.
وتأويل الآية : أن الله جلّ وعزّ قد كتب عمر كل معمّر , وكتب يعمّر كذا وكذا سنة , وكذا وكذا شهرا، وكذا وكذا يوما، وكذا وكذا ساعة، فكل ما نقص من عمره من سنة , أو شهر , أو يوم , أو ساعة كتب ذلك حتى يبلغ أجله.). [معاني القرآن: 4/266]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب}
في معنى هذه الآية أقوال:
- فمن أحسنها وأشبهها بظاهر التنزيل , قول الضحاك : (قال: من قضيت له أن يعمر حتى يدركه الهرم , أو يعمر دون ذلك, فكل ذلك بقضاء , وكل في كتاب) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا : وما يعمر من معمر , أي: هرم , وفلان معمر , أي: كبير , ولا ينقص آخر من عمره من عمر الهرم إلا بقضاء من الله عز وجل.
-وروى عطاء بن السائب , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس في قوله جل وعز: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب}
قال : (يكتب عمره كذا وكذا سنة , وكذا وكذا شهر , وكذا وكذا يوما , ثم يكتب نقص من عمره يوم , ونقص من عمره شهر , ونقص من عمره سنة في كتاب آخر إلى أن يستوفي أجله فيموت) .
-قال سعيد بن جبير : فيما مضى من عمره فهو النقصان , وما يستقبل فهو الذي يعمر .
-وروى الزهري , عن سعيد بن المسيب , عن كعب الأحبار أنه قال : (لما طعن عمر بن الخطاب، لو دعا الله , لزاد في أجله , فأنكر ذلك عليه المسلمون , وقالوا: إن الله عز وجل يقول: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
فقال , وإن الله تعالى يقول :{وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب}).
ـ قال الزهري : (نرى أنه يؤخر ما لم يحضر الأجل , فإذا حضر الإجل لم يزد في العمر , ولم يقع تأخير) .
قال أبو جعفر : وقيل في معنى الآية : إنه يكون أن يحكم أن عمر الإنسان مائة سنة إن أطاع , وتسعون إن عصى , فأيهما بلغ , فهو في كتاب .
{إن ذلك على الله يسير }: أي : إحصاء طويل الأعماروقصيرها لا يتعذر عليه.). [معاني القرآن: 5/444-446]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره}:معناه: ولا ينقص من عمر أحد غير المعمر المذكور.
قال ثعلب: والعرب تقول: لك عندي دينار ونصفه، أي: ونصف دينار آخر.). [ياقوتة الصراط: 417]