العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة سبأ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:25 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة سبأ [ من الآية (24) إلى الآية (30) ]

تفسير سورة سبأ
[ من الآية (24) إلى الآية (30) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (29) قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:41 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل من يرزقكم من السّموات والأرض قل اللّه وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين بربّهم الأوثان والأصنام: {من يرزقّكم من السّموات} بإنزاله الغيث عليكم منها حياةً لحروثكم، وصلاحًا لمعايشكم، وتسخيره الشّمس والقمر والنّجوم لمنافعكم، ومنافع أقواتكم، {والأرض} بإخراجه منها أقواتكم وأقوات أنعامكم؟ وترك الخبر عن جوّاب القوم استغناءً بدلالة الكلام عليه، ثمّ ذكره، وهو: فإن قالوا: لا ندري، فقل: الّذي يرزقكم ذلك اللّه، {وإنّا أو إيّاكم} أيّها القوم {لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ} يقول: قل لهم: إنّا لعلى هدًى أو في ضلالٍ، أو انّكم على ضلالٍ أو هدًى.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {قل من يرزقكم من السّموات والأرض قل اللّه وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ} قال: قد قال ذلك أصحاب محمّدٍ للمشركين، واللّه ما أنا وأنتم على أمرٍ واحدٍ، إنّ أحد الفريقين لمهتدٍ.
وقد قال قومٌ: معنى ذلك: وإنّا لعلى هدًى، وإنّكم لفي ضلالٍ مبينٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني إسحاق بن إبراهيم الشّهيديّ، قال: حدّثنا عتّاب بن بشيرٍ، عن خصيفٍ، عن عكرمة، وزيادٍ بن أبي مريم، في قوله: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ} قال: إنّا لعلى هدًى؛ وإنّكم لفي ضلالٍ مبينٍ.
واختلف أهل العربيّة في وجه دخول أو في هذا الموضع، فقال بعض نحويّي البصرة: ليس ذلك لأنّه شكٌّ، ولكن هذا في كلام العرب على أنّه هو المهتدي، قال: وقد يقول الرّجل لعبده: أحدنا ضارب صاحبه، ولا يكون فيه إشكالٌ على السّامع أنّ المولى هو الضّارب.
وقال آخر منهم: معنى ذلك: إنّا لعلى هدًى، وإنّكم إيّاكم في ضلالٍ مبينٍ، لأنّ العرب تضع أو في موضع واو الموالاة، قال جريرٌ:
أثعلبة الفوارس أو رياحًا = عدلت بهم طهيّة والخشابا
قال: يعني ثعلبةً ورياحًا.
قال: وقد قال قومٌ: قد يتكلّم بهذا من لا يشكّ في دينه، وقد علموا أنّهم على هدًى، وأولئك في ضلالٍ، فيقال: هذا وإن كان كلامًا واحدًا على جهة الاستهزاء، فقال: هذا لهم، وقال:
فإن يكن حبّهم رشدًا أصبه = ولست بمخطئٍ إن كان غيًّاوقال بعض نحوييّ الكوفة: معنى أو معنى الواو في هذا الموضع في المعنى غير أنّ القرينة على غير ذلك لا تكون أو بمنزلة الواو، ولكنّها تكون في الأمر المفوّض، كما تقول: إن شئت فخذ درهمًا أو اثنين، فله أن يأخذ اثنين أو واحدًا، وليس له أن يأخذ ثلاثةً. قال: وهو في قول من لا يبصر العربيّة، ويجعل أو بمنزلة الواو، ويجوز له أن يأخذ ثلاثةً، لأنّه في قولهم بمنزلة قولك: خذ درهمًا أو اثنين؛ قال: والمعنى في {إنّا أو إيّاكم} إنّا لضالّون أو مهتدون، وإنّكم أيضًا لضالّون، وهو يعلم أنّ رسوله المهتدي، وأنّ غيره الضّالّ. قال: وأنت تقول في الكلام للرّجل يكذّبك واللّه إنّ أحدنا لكاذبٌ، وأنت تعنيه، وكذّبته تكذيبًا غير مكشوفٍ، وهو في القرآن وكلام العرب كثيرٌ، أن يوجّه الكلام إلى أحسن مذاهبه، إذا عرف، كقول القائل: واللّه لقد قدم فلانٌ، وهو كاذبٌ، فيقول: قل: إن شاء اللّه، أو قل: فيما أظنّ، فيكذّبه بأحسن تصريح التّكذيب. قال: ومن كلام العرب أن يقولوا: قاتله اللّه، ثمّ يستقبح فيقولون: قاتله اللّه، وكاتعه اللّه قال: ومن ذلك: ويحك، وويسك، إنّما هي في معنى: ويلك، إلاّ أنّها دونها.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّ ذلك أمرٌ من اللّه لنبيّه بتكذيب من أمره بخطابه بهذا القول بأحسن التّكذيب، كما يقول الرّجل لصاحبٍ له يخاطبه، وهو يريد تكذيبه في خبرٍ له: أحدنا كاذبٌ، وقائلٌ ذلك يعني صاحبه، لا نفسه؛ فلهذا المعنى صيّر الكلام ب (أو) ). [جامع البيان: 19/283-286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ثم أمره الله أن يسأل الناس فقال {قل من يرزقكم من السماوات والأرض} ). [الدر المنثور: 12/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} قال {إنا} نحن لعلى هدى وانكم في ضلال مبين). [الدر المنثور: 12/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وإنا أو إياكم} قال: قد قال ذلك أصحاب محمد للمشركين والله ما نحن وأنتم على أمر واحد ان أحد الفريقين مهتد، وفي قوله: {قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا} أي يقضي). [الدر المنثور: 12/217-218]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لا تسألون عمّا أجرمنا ولا نسأل عمّا تعملون (25) قل يجمع بيننا ربّنا ثمّ يفتح بيننا بالحقّ وهو الفتّاح العليم}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء المشركين: أحد فريقينا على هدًى والآخر على ضلالٍ، لا تسألون أنتم عمّا أجرمنا نحن من جرمٍ، وركبنا من إثمٍ، ولا نسأل نحن عمّا تعملون أنتم من عملٍ). [جامع البيان: 19/286-287]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ثم يفتح بيننا بالحق قال ثم يقضي بيننا بالحق). [تفسير عبد الرزاق: 2/131]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قل لهم: يجمع بيننا ربّنا يوم القيامة عنده، ثمّ يفتح بيننا بالحقّ. يقول: ثمّ يقضي بيننا بالعدل، فيتبيّن عند ذلك المهتدي منّا من الضّالّ {وهو الفتّاح العليم} يقول: واللّه القاضي العليم بالقضاء بين خلقه، لأنّه لا تخفى عليه خافيةٌ، ولا يحتاج إلى شهودٍ تعرّفه المحقّ من المبطل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل يجمع بيننا ربّنا} يوم القيامة {ثمّ يفتح بيننا} أي يقضي بيننا.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وهو الفتّاح العليم} يقول: القاضي). [جامع البيان: 19/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {الفتاح} قال: القاضي). [الدر المنثور: 12/218]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أروني الّذين ألحقتم به شركاء كلاّ بل هو اللّه العزيز الحكيم}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين باللّه الآلهة والأصنام: أروني أيّها القوم الّذين ألحقتموهم باللّه، فصيّرتموهم له شركاء في عبادتكم إيّاهم: ماذا خلقوا من الأرض، أم لهم شركٌ في السّموات {كلاّ} يقول تعالى ذكره: كذبوا، ليس الأمر كما وصفوا، ولا كما جعلوا وقالوا من أنّ للّه شريكًا، بل هو المعبود الّذي لا شريك له، ولا يصلح أن يكون له شريكٌ في ملكه، العزيز في انتقامه ممّن أشرك به من خلقه، الحكيم في تدبيره خلقه). [جامع البيان: 19/287-288]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن خصيف عن مجاهد في قوله تعالى إلا كافة للناس قال: قال النبي أعطيت خمسا لم يعطهن أحد كان قبلي بعثت إلى كل أحمر وأسود ونصرت بالرعب بين يدي شهرا وجعلت لي كل بقعة طهورا ومسجدا وأطعمت المغانم ولم يطعمها أحد قبلي قال معمر وذكر الأعمش عن مجاهد في هذا الحديث وقيل لي سل تعطه فاختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة). [تفسير عبد الرزاق: 2/131-1432]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلناك إلاّ كافّةً للنّاس بشيرًا ونذيرًا ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وما أرسلناك يا محمّد إلى هؤلاء المشركين باللّه من قومك خاصّةً، ولكنّا أرسلناك كافّةً للنّاس أجمعين، العرب منهم والعجم، والأحمر والأسود، بشيرًا من أطاعك، ونذيرًا من كذّبك، {ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون} أنّ اللّه أرسلك كذلك إلى جميع البشر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أرسلناك إلاّ كافّةً للنّاس} قال: أرسل اللّه محمّدًا إلى العرب والعجم، فأكرمهم على اللّه أطوعهم له ذكر لنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أنا سابق العرب، وصهيبٌ سابق الرّوم، وبلالٌ سابق الحبش، وسلمان سابق فارس). [جامع البيان: 19/288]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن كامل بن خلفٍ القاضي، ثنا محمّد بن جريرٍ الفقيه، ثنا أبو كريبٍ، سمعت أبا أسامة وسئل عن قول اللّه عزّ وجلّ: {وما أرسلناك إلّا كافّةً للنّاس بشيرًا ونذيرًا} [سبأ: 28] فقال: حدّثنا الأعمش، عن مجاهدٍ، عن عبيد بن عميرٍ، عن أبي ذرٍّ رضي اللّه عنه، قال: طلبت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ليلةً فوجدته قائمًا يصلّي فأطال الصّلاة، ثمّ قال: «أوتيت اللّيلة خمسًا لم يؤتها نبيٌّ قبلي؛ أرسلت إلى الأحمر والأسود» ، قال مجاهدٌ: " الإنس والجنّ، ونصرت بالرّعب فيرعب العدوّ، وهو على مسيرة شهرٍ وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحدٍ قبلي، وقيل لي: سل تعطه فاختبأتها شفاعةً لأمّتي فهي نائلةٌ من لم يشرك باللّه شيئًا «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه بهذه السّياقة إنّما أخرجا ألفاظًا من الحديث متفرّقةً»). [المستدرك: 2/460]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ يزيد بن أبي حكيمٍ، ثنا الحكم بن أبان، قال: سمعت عكرمة، يقول: قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: " إنّ اللّه فضّل محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم على أهل السّماء، وفضّله على أهل الأرض. قالوا: يا ابن عبّاسٍ فبما فضّله اللّه على أهل السّماء، قال: قال اللّه عزّ وجلّ {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} [الأنبياء: 29] وقال لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر} [الفتح: 2] الآية. قالوا: فبما فضّله اللّه على أهل الأرض؟ قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه} [إبراهيم: 4] الآية وقال لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم {وما أرسلناك إلّا كافّةً للنّاس بشيرًا ونذيرًا} [سبأ: 28] فأرسله إلى الجنّ والإنس «هذا حديثٌ صحيح الإسناد» فإنّ الحكم بن أبان قد احتجّ به جماعةٌ من أئمّة الإسلام ولم يخرّجه الشّيخان "). [المستدرك: 2/381] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون.
أخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {وما أرسلناك إلا كافة للناس} قال: إلى الناس جميعا). [الدر المنثور: 12/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله {كافة للناس} قال: للناس عامة). [الدر المنثور: 12/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أرسلناك إلا كافة للناس} قال: أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم فاكرمهم على الله أطوعهم له). [الدر المنثور: 12/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي، بعثت إلى الناس كافة إلى كل أبيض وأحمر وأطعمت أمتي المغنم لم يطعم أمة قبل أمتي ونصرت بالرعب بين يدي من مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا واعطيت الشفاعة فادخرتها لأمتي يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي، بعثت إلى الناس كافة الاحمر والاسود وانما كان النّبيّ يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب يرعب مني عدوي على مسيرة شهر وأطعمت المغنم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فادخرتها لأمتي إلى يوم القيامة وهي ان شاء الله نائلة من لا يشرك لبالله شيئا). [الدر المنثور: 12/219]

تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (29) قل لكم ميعاد يومٍ لاّ تستأخرون عنه ساعةً ولا تستقدمون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون باللّه إذا سمعوا وعيد اللّه الكفّار وما هو فاعلٌ بهم في معادهم ممّا أنزل اللّه في كتابه: {متى هذا الوعد} جائيًا، وفي أيّ وقتٍ هو كائنٌ {إن كنتم} فيما تعدوننا من ذلك {صادقين} أنّه كائنٌ). [جامع البيان: 19/289]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال اللّه لنبيّه: {قل} لهم يا محمّد: {لكم} أيّها القوم {ميعاد يومٍ} هو آتيكم {لا تستأخرون عنه} إذا جاءكم {ساعةً} فتنظروا للتّوبة والإنابة {ولا تستقدمون} قبله بالعذاب، لأنّ اللّه جعل لكم ذلك أجلاً). [جامع البيان: 19/289]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 10:26 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قل من يرزقكم من السّموات والأرض} [سبأ: 24] يقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل للمشركين.
ثمّ قال: {قل اللّه وإنّا أو إيّاكم} [سبأ: 24]، أي: أنّ أحد الفريقين نحن وأنتم {لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ} [سبأ: 24] وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه {لعلى هدًى} [سبأ: 24] أحد الفريقين، أي: فنحن على الهدى، وأنتم في ضلالٍ مبينٍ، وهي كلمةٌ عربيّةٌ يقول الرّجل لصاحبه: إنّ أحدنا لصادقٌ، يعني: نفسه، وكقوله: إنّ أحدنا لكاذبٌ، يعني: صاحبه، وكان هذا بمكّة وأمر المسلمين يومئذٍ ضعيفٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/760]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى...}

قال المفسّرون معناه: {وإنا لعلى هدىً وأنتم في ضلالٍ مبين}: معنى (أو) : معنى الواو عندهم, وكذلك هو في المعنى, غير أن العربيّة على غير ذلك: لا تكون (أو) بمنزلة الواو, ولكنها تكون في الأمر المفوّض، كما تقول: إن شئت فخذ درهماً أو اثنين، فله أن يأخذ واحداً أو اثنين، وليس له أن يأخذ ثلاثةً.
وفي قول من لا يبصر العربيّة , ويجعل (أو) بمنزلة الواو يجوز له أن يأخذ ثلاثة؛ لأنه في قولهم بمنزلة قولك: خذ درهماً واثنين, والمعنى في قوله: {وإنّا أو إيّاكم}: إنا لضالون أو مهتدون، وإنكم أيضاً لضالون أو مهتدون، وهو يعلم أن رسوله المهتدي , وأن غيره الضّال: الضالون, فأنت تقول في الكلام للرجل: إن أحدنا لكاذب , فكذّبته تكذيباً غير مكشوف, وهو في القرآن وفي كلام العرب كثير: أن يوجّه الكلام إلى أحسن مذاهبه إذا عرف؛ كقولك: والله لقد قدم فلان , وهو كاذب , فيقول العالم: قل: إن شاء الله , أو قل فيما أظنّ , فيكذّبه بأحسن من تصريح التكذيب، ومن كلام العرب أن يقولوا: قاتله الله, ثم يستقبحونها، فيقولون: قاتعه وكاتعه, ويقولون جوعاً , دعاء على الرجل، ثم يستقبحونها , فيقولون: جوداً، وبعضهم: جوساً, ومن ذلك قولهم: ويحك وويسك، إنما هي ويلك إلاّ أنها دونها بمنزلة ما مضى.). [معاني القرآن: 2/362]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وإنا وإيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مّبين }: مجازه: إنا لعلى هدى وإياكم إنكم في ضلال مبين ؛ لأن العرب تضع " أو " في موضع واو الموالاة قال:
أثعلبة الفوارس أو رياحا= عدلت بهم طهيّة والخشابا
يعنى : أثعلبة , ورياحا, وقال: قوم قد يتكلم بهذا من لا يشك في دينه وقد علموا أنهم على هدى , وأولئك في ضلال مبين , فيقال : هذا , وإن كان كلاماً واحداً على وجه الاستهزاء , يقال هذا لهم، قال أبو الأسود:
يقول الأرذلون بنو قشير= طوال الدهر ما تنسى عليا
بنو عمّ النبيّ وأقربوه= أحبّ الناس كلّهم إليّا
فإن يك حبّهم رشداً أصبه= ولست بمخطئ إن كان غيّا). [مجاز القرآن: 2/148]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قل من يرزقكم مّن السّماوات والأرض قل اللّه وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مّبينٍ}
وقال: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى}: فليس هذا لأنه شك , ولكن هذا في كلام العرب على أنه هو المهتدي, وقد يقول الرجل لعبده "احدنا ضاربٌ صاحبه" , فلا يكون فيه إشكال على السامع : أن المولى هو الضارب.). [معاني القرآن: 3/33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبينٍ} هذا: كما تقول: أحدنا على باطل، وأنت تعلم أن صاحبك على الباطل، وأنك على الحق.
وقال أبو عبيدة: «معناها» إنك لعلى هدى، وإنكم لفي ضلال مبين».). [تفسير غريب القرآن: 357]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن هذا الباب قول الله عز وجل: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}. والمعنى: إنّا لضالّون أو مهتدون، وإنكم أيضا لضالون، أو مهتدون، وهو جل وعز يعلم أن رسوله المهتدي وأن مخالفه الضالّ، وهذا كما تقول للرّجل يكذبك ويخالفك: إنّ أحدنا لكاذب. وأنت تعنيه، فكذّبته من وجه هو أحسن من التصريح، كذلك قال الفرّاء). [تأويل مشكل القرآن: 269]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل من يرزقكم من السّماوات والأرض قل اللّه وإنّا أو إيّاكم لعلى هدى أو في ضلال مبين (24)}
روي في التفسير : أن المعنى : وإنا لعلى هدى , وإنكم لفي ضلال مبين، وهذا في اللغة غير جائز , ولكنه في التفسير : يؤول إلى هذا المعننى , إنا لعلى هدى, أو في ضلال مبين, أو إنكم لعلى هدى , أو في ضلال مبين، وإنكم لعلى هدى , أو في ضلال مبين.

فهذا كما يقول القائل: إذا كانت الحال تدل على أنه صادق أحدنا صادق، وأحدنا كاذب، والمعنى: أحدنا صادق , أو كاذب.
ويؤول معنى الآية إلى: إنا لما أقمنا من البرهان , لعلى هدى، وإنكم لفي ضلال مبين.). [معاني القرآن: 4/253]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}
المعنى : وإنا لعلى هدى , أو في ضلال مبين , أو إياكم لعلى هدى , أو في ضلال مبين , ثم حذف .
وهذا على حسن المخاطبة , والتقرير , أي: قد ظهرت البراهين , وتبين الحق كما يقال : قد علمت أينا الكاذب.
قال قتادة: {ثم يفتح بيننا }: (أي: يقضي بيننا)). [معاني القرآن: 5/418]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال عزّ وجلّ: {قل لا تسألون عمّا أجرمنا ولا نسأل عمّا تعملون} [سبأ: 25] كقوله: {قل إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا بريءٌ ممّا تجرمون} [هود: 35].
وكقوله: {وإن كذّبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون ممّا أعمل وأنا بريءٌ ممّا تعملون} [يونس: 41] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/760]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قل يجمع بيننا ربّنا} [سبأ: 26] يوم القيامة.
{ثمّ يفتح بيننا بالحقّ} [سبأ: 26]، يعني: ثمّ يقضي بيننا ربّنا الحقّ.
{وهو الفتّاح} [سبأ: 26]، يعني: القاضي.
{العليم} وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/760]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ ثمّ يفتح بيننا بالحقّ }: أي يحكم بيننا.).
[مجاز القرآن: 2/149]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ثمّ يفتح بيننا بالحقّ}: أي: يقضي, ومنه قوله تعالى: {وأنت خير الفاتحين} , أي : القضاة.). [تفسير غريب القرآن: 357]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{قل يجمع بيننا ربّنا ثمّ يفتح بيننا بالحقّ وهو الفتّاح العليم (26)}: معنى يفتح: يحكم، وكذلك الفتاح: الحاكم.). [معاني القرآن: 4/254]


تفسير قوله تعالى:{قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قل أروني الّذين ألحقتم به شركاء} [سبأ: 27] جعلتموهم شركاءه فعبدتموهم، يعني: أوثانهم ما نفعوكم وأجابوكم به.
[تفسير القرآن العظيم: 2/760]
كلا لستم بالّذين تأتون بما نفعوكم وأجابوكم به إذ كنتم تدعونهم، أي: لم ينفعوكم ولم يجيبوكم ولا ينفعونكم ولا أنفسهم، ثمّ استأنف الكلام فقال: {بل هو اللّه} [سبأ: 27] الّذي لا شريك له ولا ينفع إلا هو.
{العزيز} الّذي ذلّت له الخلائق.
{الحكيم} الّذي أحكم كلّ شيءٍ في تفسير الحسن.
وتفسير قتادة {الحكيم} في أمره , وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/761]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(وقال عز وجل: {ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ} أي: يقضي، {وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} : أي خير القضاة.
وقال أعرابي لآخر ينازعه: بيني وبينكم الفتاح، يعني الحاكم.
وقال ابن عباس في قول الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (كنت أقرؤها ولا أدري ما هي، حتى تزوجت بنت مشرح فقالت: فتح الله بيني وبينك، أي حكم الله بيني وبينك)). [تأويل مشكل القرآن: 492-493] (م)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله - جلّ وعزّ -:{قل أروني الّذين ألحقتم به شركاء كلّا بل هو اللّه العزيز الحكيم (27)}
المعنى ألحقتموهم به، ولكنه حذف لأنه في صلة الذين.

وقوله:{كلّا بل هو اللّه العزيز الحكيم}: معنى (كلّا) ردع وتنبيه، المعنى: ارتدعوا عن هذا القول , وتنبّهوا عن ضلالتكم، بل هو اللّه الواحد الذي ليس كمثله شيء.). [معاني القرآن: 4/254]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما أرسلناك إلا كافّةً للنّاس} [سبأ: 28] إلى جماعة الخلق، الجنّ والإنس {بشيرًا} [سبأ: 28] بالجنّة.
{ونذيرًا} من النّار.
{ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون} أنّهم مبعوثون ومجازون). [تفسير القرآن العظيم: 2/761]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({وما أرسلناك إلاّ كافّة للنّاس}: أي: إلا عاماً.).
[مجاز القرآن: 2/149]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إلّا كافّةً للنّاس}: أي : عامة.). [تفسير غريب القرآن: 357]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله - عزّ وجلّ -: {وما أرسلناك إلّا كافّة للنّاس بشيرا ونذيرا ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (28)}
معنى كافة الإحاطة في اللغة، والمعنى أرسلناك جامعا للناس في الإنذار والإبلاغ، فأرسل اللّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى العرب والعجم، وقال: ((أنا سابق العرب إلى الإسلام، وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبشة وسلمان سابق الفرس))، أي الرسالة عامة، والسابقون من العجم هؤلاء). [معاني القرآن: 4/254]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما أرسلناك إلا كافة للناس}
قال مجاهد: (أي إلى الناس جميعا).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أرسلت إلى كل أحمر وأسود))). [معاني القرآن: 5/418]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا كافة}: أي: جماعة الخلق من الثقلين من الجن والإنس من قوله: {يا معشر الجن والإنس}.). [ياقوتة الصراط: 415]


تفسير قوله تعالى:{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ويقولون}، يعني: المشركين.
{متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} [سبأ: 29] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/761]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({متى هذا الوعد }: والوعيد , والميعاد واحد.).
[مجاز القرآن: 2/149]

تفسير قوله تعالى:{قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {قل لكم ميعاد يومٍ لا تستأخرون عنه ساعةً ولا تستقدمون} [سبأ: 30].
كانوا يسألون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم متى هذا العذاب الّذي تعذّبنا به؟ وذلك منهم استهزاءٌ وتكذيبٌ، فهذا جوابٌ لقولهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/761]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {قل لّكم مّيعاد يومٍ...}
ولو قرئت: ميعادٌ يوم, ولو كانت في الكتاب (يوماً) بالألف لجاز، تريد: ميعاد في يوم.). [معاني القرآن: 2/362]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 10:26 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب استعمالهم إيا إذا لم تقع مواقع الحروف التي ذكرنا
فمن ذلك قولهم إياك رأيت وإياك أعني فإنما استعملت إياك هاهنا من قبل أنك لا تقدر على الكاف. وقال الله عز وجل: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} من قبل أنك لا تقدر على كم ههنا.
وتقول إني وإياك منطلقان لأنك لا تقدر على الكاف. ونظير ذلك قوله تعالى جده: {ضل من تدعون إلا إياه} ). [الكتاب: 2/356]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى} كما تقول للرجل: أحدنا كاذب أو أحدنا مخطئ، تكذيبًا جميلاً). [مجالس ثعلب: 132]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وأو حرف من الأضداد؛ تكون بمعنى الشك، في قولهم: يقوم هذا أو هذا، أي يقوم أحدهما. وتكون معطوفة في الشيء المعلوم الذي لا شك فيه، كقول جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرا = كما أتى ربه موسى على قدر
أراد وكانت. وقال توبة بن الحمير:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر = لنفسي تقاها أو عليها فجورها
أراد: وعليها.
وقال أبو عبيدة في قول الله جل وعز: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}، معناه: وإنا لعلى هدى
وإنكم في ضلال مبين؛ فأقام (أو) مقام الواو، لأن المسلمين ما شكوا في أنهم على هدى، وأنشد:

فلو كان البكاء يرد شيئا = بكيت على بجير أو عفاق
على المرأين إذ هلكا جميعا = لشأنهما بشجر واشتياق
أراد: على بجير وعفاق، فأقام (أو) مقام الواو. ويجوز أن تكون (أو) دخلت في هذه الآية على غير شك لحق المسلمين فيما هم عليه، بل لمعنى الاستهزاء بالمشركين، كما قال أبو الأسود:

يقول الأرذلون بنو قشير = طوال الدهر ما تنسى عليا!
بنو عم النبي وأقربوه = أحب الناس كلهم إليا
فإن يك حبهم رشدا أصبه = وليس بمخطئ إن كان غيا
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد البصري، قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا الهيثم بن الربيع، قال: حدثنا سرار بن المجشر أبو عبيدة العنزي، قال: كتب معاوية إلى زياد كتابا، وقال للرسول:
إنك سترى إلى جانبه رجلا، فقل له: إن أمير المؤمنين يقول لك: قد شككت في قولك:
فإن يك حبهم رشدا أصبه = وليس بمخطئ إن كان غيا
فقال لأبي الأسود ما قاله معاوية. فقال: قل له: لا علم لك بالعربية، قال الله عز وجل: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}، أفترى ربنا شك! فسكت معاوبة لما بلغه احتجاج أبي الأسود.
وقال الفراء وغيره: معنى الآية أن المؤمنين أدخلوا (أو) في كلامهم وهم لا يشكون فيما هم عليه من الهدى، على جهة الترفق بالمشركين، والاستمالة لهم على طاعة الله؛ كما يقول الرجل للرجل إذا كذب: قل إن شاء الله؛ وربما قال له أحد: يا كاذب، فمعناه كذبت، إلا أنه حسن اللفظ.
وتكون (أو) بمعنى التخيير، كقولك للرجل: جالس الفقهاء أو النحويين، فمعناه: إن جالست الفقهاء أصبت، وإن جالست النحويين أحسنت، وإن جالست الفريقين فأنت مصيب أيضا. وتكون (أو) بمعنى (بل)، كقوله جل وعز: {إلى مائة ألف أو يزيدون}، معناه بل
يزيدون. قال ابن عباس: كانوا مائة ألف وبضعة وعشرين ألفا، قال الشاعر:

بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى = وصورتها أو أنت في العين أملح
معناه: بل أنت.
وقوله عز وجل: {ولا تطع منهم آثما أو كفورا}، يفسر تفسيرين: أحدهما: آثما أو كفورا، والآخر آثما ولا كفورا). [كتاب الأضداد: 279-282]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين * قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون * قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم * قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم}
أمر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم - على جهة الاحتجاج، وإقامة الدليل على الرازق لهم من السماوات والأرض [أن يسألهم]: من هو. ثم أمره أن يقتضب الاحتجاج بأن يأتي بجواب السؤال; إذ هم في بهتة ووجمة من السؤال، وإذ لا جواب لهم ولا لمفطور إلا بأن يقول: هو الله. وهذه السبيل في كل سؤال جوابه في غاية الوضوح; لأن المحتج يريد أن يقتضب ويتجاوز إلى حجة أخرى يوردها. ونظائر هذا في القرآن كثير.
وقوله تعالى: {وإنا أو إياكم} تلطف في الدعوة والمحاورة والمعنى، كما تقول لمن خالفك في مسألة: أحدنا مخطئ، أي: تثبت وتنبه، والمفهوم من كلامك أن مخالفك هو المخطئ، فكذلك هذا معناه: وإنا لعلى هدى أو في ضلال مبين، وإنكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، فلنتبينه، والمقصد أن الضلال في حيز المخاطبين، وحذف أحد الخبرين لدلالة الباقي عليه. وقال أبو عبيدة: "أو" في الآية بمعنى واو النسق، والتقدير: وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، وهما خبران غير مبتدأين، وهذا القول غير متجه واللفظ لا يساعده، وإن كان المعنى - على كل قول - يقتضي أن الهدى في حيز المؤمنين والضلال في حيز الكفرة). [المحرر الوجيز: 7/ 185-186]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل لا تسألون عما أجرمنا} الآية، مهادنة ومتاركة، وهي منسوخة بآية السيف). [المحرر الوجيز: 7/ 186]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل يجمع بيننا} الآية ... إخبار بالبعث من القبور، وقوله: "يفتح" معناه يحكم، والفتاح: القاضي، وهي مشهورة في لغة اليمن، وهذا كله منسوخ بالسيف). [المحرر الوجيز: 7/ 186]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل أروني} يحتمل أن تكون رؤية قلب، فيكون قوله: "شركاء" مفعولا ثالثا، وهذا هو الصحيح، أي: أروني بالحجة والدليل كيف وجه الشركة، وقالت فرقة: هي رؤية بصر، و"شركاء" حال من الضمير المفعول بـ"ألحقتم" العائد على "الذين"، وهذا ضعيف، لأن استدعاء رؤية العين في هذا لا غناء له. وقوله: "كلا" رد لما تقرر من مذهبهم في الإشراك بالله تعالى، ووصف سبحانه وتعالى نفسه باللائق به من العزة والحكمة).[المحرر الوجيز: 7/ 186]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون}
هذا إعلام من الله تبارك وتعالى بأنه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع العالم، و"الكافة": الجمع الأكمل من الناس، وهي نصب على الحال، وقدمها للاهتمام، وهذه إحدى الخصال التي خص بها محمد صلى الله عليه وسلم من بين الأنبياء، التي حصرها في قوله عليه الصلاة والسلام: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأوتيت جوامع الكلم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وبعث كل نبي إلى خاص من الناس وبعثت إلى الأسود والأحمر"، وفي هذه الخصال زيادة في كتاب مسلم.
وقوله: {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} يريد بها العموم في الكفرة، والمؤمنون هم الأقل). [المحرر الوجيز: 7/ 186-187]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم حكى عنهم مقالتهم في الهزء بأمر البعث، واستعجالهم - على معنى التكذيب - بقولهم: {متى هذا الوعد}؟ فأمر الله تعالى نبيه بأن يخبرهم عن ميعاد يوم هو يوم القيامة، لا يتأخر عنه أحد ولا يتقدمه. قال أبو عبيدة: الوعد والوعيد والميعاد بمعنى، وخولف في هذا، والذي عليه الناس أن الوعد في الخير، والوعيد في المكروه، والميعاد يقع لهذا ولهذا، وأضاف الميعاد إلى اليوم تجوزا من حيث كان فيه، وتحتمل الآية أن يكون استعجال الكفرة لعذاب الدنيا، ويكون الجواب عن ذلك أيضا، ولم يجر للقيامة ذكر على هذا التأويل).[المحرر الوجيز: 7/ 187]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 04:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 04:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {قل من يرزقكم من السّماوات والأرض قل اللّه وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ (24) قل لا تسألون عمّا أجرمنا ولا نسأل عمّا تعملون (25) قل يجمع بيننا ربّنا ثمّ يفتح بيننا بالحقّ وهو الفتّاح العليم (26) قل أروني الّذين ألحقتم به شركاء كلّا بل هو اللّه العزيز الحكيم (27) }
يقول تعالى مقرّرًا تفرّده بالخلق والرّزق، وانفراده بالإلهيّة أيضًا، فكما كانوا يعترفون بأنّه لا يرزقهم من السّماء والأرض -أي: بما ينزل من المطر وينبت من الزّرع-إلّا اللّه، فكذلك فليعلموا أنّه لا إله غيره.
وقوله: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ}: هذا من باب اللّفّ والنّشر، أي: واحدٌ من الفريقين مبطلٌ، والآخر محقٌّ، لا سبيل إلى أن تكونوا أنتم ونحن على الهدى أو على الضّلال، بل واحدٌ منّا مصيبٌ، ونحن قد أقمنا البرهان على التّوحيد، فدلّ على بطلان ما أنتم عليه من الشّرك باللّه؛ ولهذا قال: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ}.
قال قتادة: قد قال ذلك أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم للمشركين: واللّه ما نحن وإيّاكم على أمرٍ واحدٍ، إنّ أحد الفريقين لمهتدٍ.
وقال عكرمة وزياد بن أبي مريم: معناه: إنّا نحن لعلى هدًى، وإنّكم لفي ضلالٍ مبينٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 517]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {قل لا تسألون عمّا أجرمنا ولا نسأل عمّا تعملون}: معناه التّبرّي منهم، أي: لستم منّا ولا نحن منكم، بل ندعوكم إلى اللّه وإلى توحيده وإفراد العبادة له، فإن أجبتم فأنتم منّا ونحن منكم، وإن كذّبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منّا، كما قال تعالى: {وإن كذّبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون ممّا أعمل وأنا بريءٌ ممّا تعملون} [يونس: 41]، وقال: {قل يا أيّها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابدٌ ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد. لكم دينكم ولي دين} [سورة الكافرون]). [تفسير ابن كثير: 6/ 517]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {قل يجمع بيننا ربّنا} أي: يوم القيامة، يجمع [بين] الخلائق في صعيدٍ واحدٍ، ثمّ يفتح بيننا بالحقّ، أي: يحكم بيننا بالعدل، فيجزي كلّ عاملٍ بعمله، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ. وستعلمون يومئذٍ لمن العزّة والنّصرة والسّعادة الأبديّة، كما قال تعالى: {ويوم تقوم السّاعة يومئذٍ يتفرّقون. فأمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضةٍ يحبرون. وأمّا الّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون} [الرّوم: 14-16]؛ ولهذا قال تعالى: {وهو الفتّاح العليم} أي: الحاكم العادل العالم بحقائق الأمور). [تفسير ابن كثير: 6/ 517]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {قل أروني الّذين ألحقتم به شركاء} أي: أروني هذه الآلهة الّتي جعلتموها للّه أندادًا وصيّرتموها له عدلا. {كلا} أي: ليس له نظيرٌ ولا نديد، ولا شريكٌ ولا عديلٌ، ولهذا قال: {بل هو اللّه}:أي: الواحد الأحد الّذي لا شريك له {العزيز الحكيم} أي: ذو العزّة الّتي قد قهر بها كلّ شيءٍ، وغلبت كلّ شيءٍ، الحكيم في أفعاله وأقواله، وشرعه وقدره، تعالى وتقدّس). [تفسير ابن كثير: 6/ 517-518]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وما أرسلناك إلا كافّةً للنّاس بشيرًا ونذيرًا ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (28) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (29) قل لكم ميعاد يومٍ لا تستأخرون عنه ساعةً ولا تستقدمون (30)}.
يقول تعالى لعبده ورسوله محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه: {وما أرسلناك إلا كافّةً للنّاس}: أي: إلّا إلى جميع الخلق من المكلّفين، كقوله تعالى: {قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا} [الأعراف: 158]، {تبارك الّذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا} [الفرقان: 1]. {بشيرًا ونذيرًا} أي تبشّر من أطاعك بالجنّة، وتنذر من عصاك بالنّار.
{ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}، كقوله تعالى: {وما أكثر النّاس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]، {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه} [الأنعام: 116].
قال محمّد بن كعبٍ في قوله: {وما أرسلناك إلا كافّةً للنّاس} يعني: إلى النّاس عامّةً.
وقال قتادة في هذه الآية: أرسل اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم إلى العرب والعجم، فأكرمهم على اللّه أطوعهم للّه عزّ وجلّ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو عبد اللّه الظّهرانيّ، حدّثنا حفص بن عمر العدني، حدّثنا الحكم -يعني: ابن أبانٍ -عن عكرمة قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقول: إن اللّه فضّل محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم على أهل السّماء وعلى الأنبياء. قالوا: يا بن عبّاسٍ، فيم فضّله اللّه على الأنبياء؟ قال: إنّ اللّه قال: {وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبيّن لهم}، وقال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وما أرسلناك إلا كافّةً للنّاس}، فأرسله اللّه إلى الجنّ والإنس.
وهذا الّذي قاله ابن عبّاسٍ قد ثبت في الصّحيحين رفعه عن جابرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أعطيت خمسًا لم يعطهنّ أحدٌ من الأنبياء قبلي: نصرت بالرّعب مسيرة شهرٍ. وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيّما رجلٌ من أمّتي أدركته الصّلاة فليصلّ. وأحلّت لي الغنائم، ولم تحلّ لأحدٍ قبلي. وأعطيت الشّفاعة. وكان النّبيّ يبعث إلى قومه، وبعثت إلى النّاس عامّةً".
وفي الصّحيح أيضًا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "بعثت إلى الأسود والأحمر": قال مجاهدٌ. يعني: الجنّ والإنس. وقال غيره: يعني: العرب والعجم. والكلّ صحيحٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 518]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى مخبرًا عن الكفّار في استبعادهم قيام السّاعة: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}، كما قال تعالى: {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ} الآية [الشّورى: 18]). [تفسير ابن كثير: 6/ 518-519]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {قل لكم ميعاد يومٍ لا تستأخرون عنه ساعةً ولا تستقدمون} أي: لكم ميعادٌ مؤجّلٌ معدودٌ محرّرٌ، لا يزداد ولا ينتقص، فإذا جاء فلا يؤخّر ساعةً ولا يقدّم، كما قال تعالى: {إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر} [نوحٍ: 4]، وقال {وما نؤخّره إلا لأجلٍ معدودٍ. يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ} [هودٍ: 104، 105]). [تفسير ابن كثير: 6/ 519]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة