سورة آل عمران
[من الآية (187) إلى الآية (189) ]
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)}
قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (51 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه} 187
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر بِالْيَاءِ فيهمَا وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ بِالتَّاءِ فيهمَا
وَحَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 221]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ليبيننه ... ولا يكتمونه} بالياء مكي وأبو عمرو وأبو بكر وروح وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ليبيننه ... ولا يكتمونه} [187]: بالياء مكي، وأبو عمرو، وأبو بكر، وقاسم، وزيد، وروح طريق البخاري، والمفضل). [المنتهى: 2/642]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (ليبيننه للناس ولا يكتمونه) بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر: {ليبيننه للناس ولا يكتمونه} (187): بالياء فيهما جميعًا.
[التيسير في القراءات السبع: 258]
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (ليبيننه للنّاس ولا يكتمونه) بالياء جميعًا والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 331]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) بالياء فيهما مكي غير الشافعي، وأَبُو عَمْرٍو، وزيد، وَرَوْحٌ طريق البخاري، والزَّعْفَرَانِيّ، والْعَبْسِيّ، والحسن، وعَاصِم غير حفص، وهو الاختيار لقوله: (فَنَبَذُوهُ)، الباقون بالتاء). [الكامل في القراءات العشر: 523] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([187]- {لَتُبَيِّنُنَّهُ} {وَلا تَكْتُمُونَهُ} بالياء فيهما: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر). [الإقناع: 2/625]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (583 - صَفَا حَقُّ غَيْبٍ يَكْتُمُونَ يُبَيِّنُنْـ = ـنَ .... .... .... ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([583] (صـ)فا (حق) غيب يكتمون يبيننـ = ــن لا تحسبن الغيبُ (كـ)يف (سما) (ا)عتلى
[584] و(حقـ)ًا بضم البا فلا تحسبنهم = وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
التقدير: صفا في (يكتمون) (یبينن) حق غيبٍ؛ أو: صفا حق غيب يكتمون يبينن محله؛ أو هو: يكتمون يبينن.
والغيبة، على أنه باق على الحكاية عنهم.
والخطاب، على معنى: فقال لهم: لتبيننه للناس ولا تكتمونه). [فتح الوصيد: 2/813]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [583] صفا حق غيب يكتمون تبيننـ = ـن لا يحسبن الغيب كيف سما اعتلا
[584] وحقا بضم البا فلا يحسبنهم = وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
[كنز المعاني: 2/132]
ح: (يكتمون): مبتدأ، (تبينن): عطف بحذف الواو، (صفا حق غيب): جملة فعلية خبر، أي: صفا حق غيبٍ فيهما، (لا تحسبن): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، خبر محذوف، أي: فيه، (كيف سما اعتلى): ظرف، (حقًا): مصدر مؤكد، (فلا حسبنهم): فاعل (حقًا)، (بضم الباء): متعلق به، و(غيبٌ وفيه العطف): خبر ومبتدأ، والهاء: لقوله: {فلا تحسبنهم}، (أو جاء مبدلًا): عطف جملة على جملة، والضمير راجع إلى: {فلا تحسبنهم}.
ص: قرأ أبو بكر وأبو عمرو وابن كثير: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه} [187] بياء الغيبة فيهما على إسناد الفعل إلى المذكورين في:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}، والباقون بتاء الخطاب فيهما على الحكاية، ولأن قبله: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم} [81].
ثم قال: (ولا تحسبن الغيب)، أي: قرأ ابن عامر ونافع وأبو عمرو وابن كثير: (لا يحسبن الذين يفرحون) [188] بياء الغيبة.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (فلا يحسبنهم بمفازةٍ) [188] بياء الغيبة مع ضم الباء.
ووجه الأول: أن {الذين يفرحون} فاعل (يحسبن)، وحذف مفعولاه لدلالة: (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) عليهما، أي: لا يحسبن الفارحون
[كنز المعاني: 2/133]
أنفسهم فائزين، أو {الذين يفرحون}: فاعل، والمفعول الأول: (أنفسهم)، والثاني: {بمفازةٍ من العذاب}، والفاء عاطفة، والتقدير: لا يحسبن الفارحون أنفسهم بمفازةٍ من العذاب، فلا يحسبنهم كذلك، وفاعل (يحسبنهم): واو الجمع، وهذا معنى قوله: (وفيه العطف).
أو يقال: حذف مفعولا {ولا يحسبن} لأن (فلا يحسبنهم) بدل منه، أو تأكيد، وقد استوفى مفعوليه، والتقدير: لا يحسبن الفارحون فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب، نحو: {رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4]، والفاء زائدة، كما في قوله:
.............. = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وهذا معنى قوله: (أو جاء مبدلا).
وقرأ الباقون في الآية الأولى – وهم الكوفيون – بالخطاب على أن
[كنز المعاني: 2/134]
المفعول الأول: {الذين يفرحون}، والمفعول الثاني: محذوف اكتفاءً بذكره في الآية الثانية.
وهم – أي: الكوفيون – ونافع وابن عامر بالخطاب، وفتح الباء في الثانية على أن {هم} مفعول أول، و{بمفازة من العذاب} مفعول ثانٍ). [كنز المعاني: 2/135] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (583- "صَـ"ـفَا "حَقُّ" غَيْبٍ يَكْتُمُونَ يُبَيِّنُنْـ،.. ـنَ لا تَحْسَبَنَّ الغَيْبُ "كَـ"ـيْفَ "سَمَا" اعْتَلا
أي يكتمون ويبينن صفا حق غيب فيهما يريد قوله: تعالى: "ليبيننه للناس ولا يكتمونه"، الغيب فيهما، والخطاب على ما تقدم في "لا يعبدون إلا الله" ويقوي الخطاب الاتفاق عليه في الآية المتقدمة {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/53]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (583 - صفا حقّ غيب يكتمون يبيّنن ... ن لا تحسبنّ الغيب كيف سما اعتلا
584 - وحقّا بضمّ البا فلا يحسبنّهم ... وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
قرأ شعبة وابن كثير وأبو عمرو: ليبيننه للناس ولا يكتمونه بياء الغيب في الفعلين، والباقون بتاء الخطاب فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (92- .... .... .... .... .... يُبَيْـ = ـيِنُنْ يَكْتُمُوا خَاطِبْ حَنَا .... ....). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يبينن يكتموا إلخ أي قرأ المشار إليه (بحاء) حنا وهو يعقوببتاء الخطاب في {لتبيننه للناس} [187] ). [شرح الدرة المضيئة: 113]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَتُبَيِّنُنَّهُ، وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو بَكْرٍ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر {لتبيننه} [187] {ولا تكتمونه} [187] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (548- .... .... .... يبيّنن = ويكتمون حبر صف .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يبينن) يريد قوله تعالى «ليبيننه للناس ولا يكتمونه» بالغيب على ما لفظ به ابن كثير وأبو عمرو وشعبة، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وبالكتاب الخلف (لذ) يبيّنن = ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن
ش: أي: اختلف عن هشام في بالكتاب [آل عمران: 184].
فرواه عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء وعلى ذلك أهل الأداء عن الحلواني عنه.
وقال فارس: قال لي عبد الباقي بن الحسن: شك الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه، فأجابه:
أن الباء ثابتة في الحرفين.
قال الداني: وهذا هو الصحيح عندي عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر.
ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ثم أسند الداني ما أسنده ابن سلام، فقال: حدثنا هشام ابن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارس عن عبد الله ابن عامر.
قال هشام: وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء في مصحف أهل الشام كذلك.
وكذا ذكر أبو حاتم السجستاني أن الباء مرسومة في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلى أهل الشام.
قال المصنف: وكذا رأيته في المصحف الشامي.
وكذا رواه هبة الله بن سلامة عن الداجوني عن أصحابه عنه، ولولا رواية النقاش عن هشام حذف الباء أيضا لقطعت بها، [و] قطع به الداني [عن هشام]؛ فقد روى الداجوني من جميع طرقه إلا من شذ منهم عن أصحابه عن هشام حذف الباء.
وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام.
وكذا روى ابن عياد عن هشام وعبيد الله بن محمد عن الحلواني عنه.
وقد رأيته في مصحف المدينة بالحذف، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح من هذين الطريقين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/256]
وقطع أبو العلاء عن هشام من طريقي الداجوني والحلواني جميعا فيهما، وهو الأصح عندي عن هشام، ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طريق كتابي هذا لم أذكره. انتهى.
وقرأ الباقون بالحذف فيهما، وكذا هما في مصاحفهم.
وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وصاد (صف) أبو بكر ليبيننه للناس ولا يكتمونه [آل عمران: 187] بياء الغيب، علم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
وجه [باء] بالزبر وبالكتاب [آل عمران: 184]: التأكيد إلا أنه يصير عطف جمل على حد [قوله]: ءامنّا بالله وباليوم الأخر [البقرة: 8].
ووجه حذفها: نيابة العاطف في المفردات على حد: كلّ ءامن بالله وملئكته [البقرة: 285].
ووجه المغايرة: الجمع.
ووجه الغيب: إسنادهما لأهل الكتاب، وهو غيب؛ مناسبة لقوله: فنبذوه ورآء ظهورهم [آل عمران: 187].
ووجه الخطاب: حكاية خطابهم عند الأخذ على حد وإذ أخذ الله ميثق النّبيّين لمآ ءاتيتكم [آل عمران: 81].
وإعراب ولا تكتمونه [آل عمران: 187] مثل: لا تعبدون إلّا الله [البقرة: 83] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/257] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَه" [الآية: 187] فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بالغيب فيهما إسنادا لأهل الكتاب وافقهم ابن محيصن والباقون بالخطاب على الحكاية أي: وقلنا لهم ونظيره وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتبلون في أموالكم وأنفسكم}
{لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [187] قرأ مكي وبصري وشبعة بياء الغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [غيث النفع: 501]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون 187}
{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس وإذ أخذ الله میثاق النبيين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود "وإذا أخذ ربك من الذين أوتوا الكتاب ميثاقهم". وروى هذا سعيد بن جبير عن أصحاب عبد الله.
[معجم القراءات: 1/641]
{لتبيننه}
- قرأ ابن كثير أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وابن محيصن ويعقوب برواية روح وزيد "ليبيننه" بالياء على الغيبة.
وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وابن عباس وأبو جعفر "لتبيننه" بتاء الخطاب.
- والقراءتان عند الطبري سواء، والقراءة بالياء أحب إليه وقرأ عبد الله بن مسعود "لبينونه" بغير نون التوكيد.
- وجاء عند ابن عطية بالتاء من فوق لتبينونه كذا، ومثله عند السمين.
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{ولا تكتمونه}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب برواية روح وزید ولا يكتمونه بالياء على الغيبة، وهي أحب القراءتين إلى الطبري.
- وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ولا تكتمونه بتاء الخطاب.
[معجم القراءات: 1/642]
{فنبذوه}
- قراءة ابن كثير في الوصل، بوصل الهاء بواو فنبذوهو.
{فبئس}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة ياء في الوقف والوصل. انظر الآية/162). [معجم القراءات: 1/643]
قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحسبن} وثلاثة بعده بالياء، وضم الباء من يحسبنهم مكي وأبو عمرو كله بالتاء، حمزة كله بالياء، إلا {فلا تحسبنهم} مدني شامي ويعقوب الآخرون الأولان بالياء فقط). [الغاية في القراءات العشر: 220] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا تحسبن الذين يفرحون} [188]: بالتاء كوفي، وحمصي، وروح، وزيد.
{فلا يحسبنهم} [188]: بالياء وضم الباء مكي، وأبو عمرو). [المنتهى: 2/640]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (فلا يحسبنهم) بالياء وضم الباء، وقرأ الباقون بالتاء وفتح الباء، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة على فتح السين حيث وقع في المستقبل خاصة). [التبصرة: 186]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (لا تحسبن الذين يفرحون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، وكل واحد على أصله في فتح السين وكسرها، وكلهم قرأوا (ولا تحسبن الذين قتلوا) بالتاء). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (والكوفيون: {لا تحسبن الذين يفرحون} (188): بالتاء.
والباقون: بالياء، في الثلاثة). [التيسير في القراءات السبع: 257]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {فلا يحسبنهم} (188): بالياء، وضم الباء.
والباقون: بالتاء، وفتح الباء). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ويعقوب: (لا تحسبن الّذين يفرحون) بالتّاء، والباقون بالياء في الثّلاثة). [تحبير التيسير: 330]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (فلا يحسبنهم) بالياء وضم الباء والباقون بالتّاء وفتح الباء). [تحبير التيسير: 331] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([188]- {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} بالتاء: الكوفيون. [188]- {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ} بالياء وضم الباء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/625]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (583- .... .... .... .... = .... لاَ تَحْسَبَنَّ الْغَيْبُ كَيْفَ سَمَا اعْتَلاَ
584 - وَحَقَّا بِضَمِّ الْبَا فَلاَ يَحْسِبُنَّهُمْ = وَغَيْبٍ وَفِيهِ الْعَطْفُ أَوْ جَاءَ مُبْدَلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقرأ نافع وابن عامر: {لا تحسبن الذين يفرحون ... فلا تحسبنهم} بالتاء.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء فيهما، وضم الباء من {يحسبنهم}، وقرأ الباقون وهم الكوفيون بالتاء فيهما مع فتح الباء.
فوجه قراءة نافع وابن عامر، أن {الذين يفرحون} فاعل يحسبن والمفعول الأول محذوف، وهو {أنفسهم}. و{بمفازة من العذاب} في موضع المفعول الثاني، و {فلا تحسبنهم}: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. والمفعول الأول: الهاء والميم، والمفعول الثاني: محذوف؛ والتقدير: فلا تحسبنهم كذلك، والفاء عاطفة؛ كما تقول: ما ظننت زيدًا قائمًا فلا تظننه؛ ومنه: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}، أي ورسوله كذلك.
ويجوز أن تجعل مفعولي يحسبن محذوفين.
وأما قراءة ابن كثير وأبي عمرو، فعلى ما تقدم من إسناد الفعل إلى {الذين يفرحون}، والمفعول الأول: {أنفسهم}، و {بمفازة من العذاب} الثاني، و{فلا تحسبنهم} مكرر للتأكيد، كقوله تعالى: {إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي سجدين}، أي أحد عشر كوكبا والشمس والقمر) لي ساجدين رأيتهم.
ويجوز أن تجعل بمفازة من العذاب، مفعولًا ثانيًا لـ{يحسبنهم}، ويكون بدلًا من (لا يحسبن)، فيغني لإبداله منه عن ذكر مفعوليه، وتكون الفاء زائدة.
وضم الباء من {يحسبنهم}، من أجل ضمير الجماعة بعده وهو الواو.
وإنما حذفت لالتقاء الساكنين: هي والنون المدغمة.
وأما قراءة الباقين، فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
و{الذين يفرحون}: المفعول الأول، و{بمفازة من العذاب}: الثاني.
و{فلا تحسبنهم}: إما مكرر للتأكيد، أو بدل على ما سبق). [فتح الوصيد: 2/814]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [583] صفا حق غيب يكتمون تبيننـ = ـن لا يحسبن الغيب كيف سما اعتلا
[584] وحقا بضم البا فلا يحسبنهم = وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
[كنز المعاني: 2/132]
ح: (يكتمون): مبتدأ، (تبينن): عطف بحذف الواو، (صفا حق غيب): جملة فعلية خبر، أي: صفا حق غيبٍ فيهما، (لا تحسبن): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، خبر محذوف، أي: فيه، (كيف سما اعتلى): ظرف، (حقًا): مصدر مؤكد، (فلا حسبنهم): فاعل (حقًا)، (بضم الباء): متعلق به، و(غيبٌ وفيه العطف): خبر ومبتدأ، والهاء: لقوله: {فلا تحسبنهم}، (أو جاء مبدلًا): عطف جملة على جملة، والضمير راجع إلى: {فلا تحسبنهم}.
ص: قرأ أبو بكر وأبو عمرو وابن كثير: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه} [187] بياء الغيبة فيهما على إسناد الفعل إلى المذكورين في:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}، والباقون بتاء الخطاب فيهما على الحكاية، ولأن قبله: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم} [81].
ثم قال: (ولا تحسبن الغيب)، أي: قرأ ابن عامر ونافع وأبو عمرو وابن كثير: (لا يحسبن الذين يفرحون) [188] بياء الغيبة.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (فلا يحسبنهم بمفازةٍ) [188] بياء الغيبة مع ضم الباء.
ووجه الأول: أن {الذين يفرحون} فاعل (يحسبن)، وحذف مفعولاه لدلالة: (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) عليهما، أي: لا يحسبن الفارحون
[كنز المعاني: 2/133]
أنفسهم فائزين، أو {الذين يفرحون}: فاعل، والمفعول الأول: (أنفسهم)، والثاني: {بمفازةٍ من العذاب}، والفاء عاطفة، والتقدير: لا يحسبن الفارحون أنفسهم بمفازةٍ من العذاب، فلا يحسبنهم كذلك، وفاعل (يحسبنهم): واو الجمع، وهذا معنى قوله: (وفيه العطف).
أو يقال: حذف مفعولا {ولا يحسبن} لأن (فلا يحسبنهم) بدل منه، أو تأكيد، وقد استوفى مفعوليه، والتقدير: لا يحسبن الفارحون فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب، نحو: {رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4]، والفاء زائدة، كما في قوله:
.............. = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وهذا معنى قوله: (أو جاء مبدلا).
وقرأ الباقون في الآية الأولى – وهم الكوفيون – بالخطاب على أن
[كنز المعاني: 2/134]
المفعول الأول: {الذين يفرحون}، والمفعول الثاني: محذوف اكتفاءً بذكره في الآية الثانية.
وهم – أي: الكوفيون – ونافع وابن عامر بالخطاب، وفتح الباء في الثانية على أن {هم} مفعول أول، و{بمفازة من العذاب} مفعول ثانٍ). [كنز المعاني: 2/135] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}، فقرئ بالغيب والخطاب، وسيأتي توجيههما.
584- وَ"حَـ"ـقَّا بِضَمِّ البَا فَلا يَحْسِبُنَّهُمْ،.. وَغَيْبٍ وَفِيهِ العَطْفُ أَوْ جَاءَ مُبْدَلا
نصب حقا على المصدر؛ أي: حق ذلك حقا؛ وهو أن "فلا يحسبنهم" بضم الباء والغيب، وفي بعض النسخ وحق بالرفع فيكون خبر المبتدأ الذي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/53]
هو "فلا يحسبنهم"؛ أي: أنه بالضم والغيب حق، ووجه ضم الباء أن الأصل فلا يحسبون فالواو ضمير {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}؛ لأن ابن كثير وأبا عمرو قرءا بالغيب فيهما، فانحذفت النون؛ للنهي، وانحذفت الواو؛ لسكون نون التأكيد، فبقيت ضمة الباء على حالها دالة على الواو المحذوفة، ويكون يحسبن على قراءتهما قد حذف مفعولاه؛ لدلالة ظهور المفعولين في: "فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب"؛ أي: لا يحسبن الفارحون أنفسهم فائزين، وقرأ نافع وابن عامر بالغيبة في الأول، والخطاب في الثاني مع فتح الباء؛ لأجل النون المؤكدة، ولولاها لكانت الباء ساكنة، والقول في مفعولي الأول كما تقدم، وقرأ الباقون وهم عاصم وحمزة والكسائي بالخطاب فيهما، ووجه ذلك أن يقال: الذين يفرحون هو المفعول الأول والثاني محذوف؛ لأنه في الأصل خبر المبتدأ فحذف كما يحذف خبر المبتدأ عند قيام الدلالة عليه،، وقوله: "فلا يحسبنهم بمفازة" قد استوفى مفعوليه، وهما في المعنى مفعولا الأول فاستغني عنهما في لأول بذكرهما في الثاني على قراءة الغيبة في الأول، وعلى قراءة الخطاب استغني عن أحدهما دون الآخر تقوية في الدلالة، وقال الزمخشري: أحد المفعولين {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} والثاني "بمفازة"، وقوله: "فلا يحسبنهم" تأكيد تقديره لا تحسبنهم فلا تحسبنهم فائزين، وقوله: وفيه العطف؛ أي: في تحسبنهم فائدة العطف على الأول، فلهذا كرر أو جاء مبدلا منه فذكر وجهين لمجيء فعل النهي عن الحسبان في هذه الآية مكررًا، وما ذكرناه من تأويل هذه القراءات الثلاث لا يخرج عن الوجهين اللذين ذكرهما؛ لأن الجملة الثانية إن وافقت الأولى في الغيبة والخطاب صح أن تكون بدلا منها على أن تكون الفاء في "فلا" زائدة كقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/54]
وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
ووجه البدل أن الكلام إذا طال الفصل بينه وبين ما يتعلق به جاز إعادته ليتصل بالمتعلق به كقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} فلما طال الفصل قبل الجواب أعاد الفصل بالفاء فقال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}،
وتجوز الإعادة بلا فاء، قال سبحانه في موضع آخر: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} سمي نحو هذا بدلا باعتبار أنه عوض منه وإلا فهو بالتأكيد أشبه على اصطلاح النحويين، وبهذا عبر عنه الزمخشري كما سبق ذكره وأما على قراءة من غاير بين الفعلين غيبة وخطابا، فالثانية عطف على الأولى لا بدل كقولك: ما قام زيد فلا تظننه قائما، وذكر الشيخ أبو علي في الحجة وجه البدل، ونص على زيادة الفاء في "فلا" ومنع من وجه العطف، وقال: ليس هذا موضع العطف؛ لأن الكلام لم يتم ألا ترى أن المفعول الثاني لم يذكر بعد، وفيما قاله نظر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/55]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (583 - .... .... .... .... .... = .... لا تحسبنّ الغيب كيف سما اعتلا
584 - وحقّا بضمّ البا فلا يحسبنّهم ... وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
....
وقرأ ابن عامر ونافع وابن كثير وأبو عمرو لا يحسبنّ الّذين يفرحون بياء الغيب. وقرأ الباقون بتاء الخطاب. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنّهم بضم الباء وياء الغيبة. ثم ذكر وجه قراءة ابن كثير وأبي عمرو في فلا يحسبنّهم بأن الفعل إما معطوف على الفعل قبله وإما بدل منه). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89- .... .... .... .... .... = .... .... وَالْغَيْبُ يَحْسِبُ فُضِّلَا
90 - بِكُفْرٍ وَبُخْلٍ الآخِرَ اعْكِسْ بِفَتْحِ بَا = كَذِيْ فَرَحٍ .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والغيب يحسب فضلا بكفر وبخل، الخ أي قرأ مرموز (فا) فضلا وهو خلف بالغيب في يحسب المتصل بقوله {كفروا} [178] وهذا معنى قوله بكفر وكذلك {يحسبن الذين} [180] المتصل بقوله {يبخلون} وهذا معنى قوله: وبخل وعلم من الوفاق للآخرين كذلك في الموضعين، ثم عكس الترجمة فاستأنف وقال: الآخر عكس بفتح با كذي فرح واشدد يميز معًا حلا أي قرأه مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بالخطاب في {فلا تحسبنهم بمفازة} [188] وهو المراد بقوله: الآخر لكن مع فتح بائه وهذا معنى قوله بفتح با فخالف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك بالخطاب والفتح فعلى هذا ضمير الجمع مفعول أول ويريد بقوله كذى
[شرح الدرة المضيئة: 111]
فرح التشبيه في عكس الغيب فقط أي قرأ أيضًا يعقوب {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب على أنه المفعول الأول الذين والثاني محذوف اكتفاء بذكره بعده في {تحسبنهم} وعلم من الوفاق أنه لخلف أيضًا بالخطاب فاتفقا وأنه لأبي جعفر بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، والآخر بالخطاب فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 112] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ وَضَمِّ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ قَبْلِكَ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون ويعقوب {لا تحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فلا تحسبنهم} [188] بالغيب وضم الباء، والباقون بالخطاب وفتح الباء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544- .... .... .... .... .... = وفرحٍ ظهرٌ كفى .... .... ). [طيبة النشر: 69]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (548- .... .... .... .... .... = .... .... .... ويحسبن
549 - غيبٌ وضمّ الباء حبرٌ .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (وفرح) أي «ولا يحسبن الذين يفرحون» قرأه بالخطاب يعقوب، والكوفيون والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يحسبن) يريد قوله تعالى «فلا يحسبنهم» بالغيب، وضم الباء ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالخطاب وفتح الباء كما سيأتي، وهم على ما تقدم من أصلهم في فتح السين وكسرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [ثم كمل (يحسبن) [فقال]:
ص:
غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا = قدّم وفي التوبة أخّر يقتلوا
ش: أي: قرأ [مدلول (حبر)] ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنهم [آل عمران: 188] (بياء الغيب وضم الباء)، والباقون بتاء الخطاب وفتح الباء، وتقدم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/257]
توجيهها مع لا يحسبن الذين يفرحون [آل عمران: 188].
وقرأ مدلول «شفا» أول الآتي حمزة والكسائي وخلف وقتلوا وقاتلوا لأكفرون [آل عمران: 195] بتقديم وقتلوا [آل عمران: 195] المقصور على الممدود، (وفى التوبة) بتأخير يقتلون [الآية: 111] المفتوح الأول وتقديم المضموم الأول، وقرأ الباقون بالعكس.
وجه تأخير المبني للفاعل: المبالغة في المدح؛ لأنهم إذا قاتلوا وقتلوا بعد وقوع القتل فيهم وقتل بعضهم، كان ذلك دليلا على قوة إيمانهم وشجاعتهم وصبرهم.
ووجه تقديمه: أنه الأصل؛ لأن القتال قبل القتل، ويقال: قتل، ثم قتل ورسمهما [واحد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُون، فلا يحسبنهم" [الآية: 188] فابن كثير وأبو عمرو بالغيب فيهما وفتح الباء في الأولى وضمها في الثاني، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والفعل الأول مسند إليه -صلى الله عليه وسلم- أو غيره والذين مفعول أول والثاني بمفازة أي: لا يحسبن الرسول الفرحين ناجين، [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
والفعل الثاني مسند إلى ضمير الذين ومن ثمة ضمت الباء لتدل على واو الضمير المحذوفة لسكون النون بعدها، فمفعوله الأول والثاني محذوف تقديره كذلك أي: فلا يحسبن الفرحون أنفسهم ناجية، والفاء عاطفة وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بتاء الخطاب فيهما وفتح الباء فيهما معا، وافقهم الأعمش إسناد فيها للمخاطب، والثاني تأكيد للأول والفاء زائدة أي: لا تحسبن الفرحين ناجين لا تحسبنهم كذلك، وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بياء الغيب في الأول وتاء الخطاب في الثاني، وفتح الموحدة فيهما إسناد للأول إلى الذين والثاني إلى المخاطب، وافقهم الحسن "وفتح" السين في الفعلين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وأدغم أبو عمرو "فاغفر لنا" بخلف عن الدوري ويوقف لحمزة على نحو: "سيئاتنا" بإبدال الهمزة ياء مفتوحة فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] قرأ الكوفيون بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 501]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلا تحسبنهم} قرأ المكي والبصري بياء الغيب، وضم الباء، والباقون بالخطاب، وفتح الباء.
فصار المكي والبصري بالغيب فيهما، والكوفيون بالخطاب فيهما، ونافع والشامي بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، وكل على أصله في السين كما تقدم قريبًا). [غيث النفع: 501]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم 188}
{لا تحسبن}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وابن محيصن واليزيدي والحسن ويعقوب وأبو جعفر ولا يحسبن بالياء فيه على إسناده إلى الذين يفرحونه.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وحلف والأعمش «ولا تحسبن بتاء، على أنه خطاب للرسول.
وقرئ "ولا تحسبن" بضم الباء على أنه خطاب لجمع المؤمنين.
- وقرأ بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي، وهي لغة تميم.
- وقراءة الباقين بكسرها، وهي لغة الحجاز، وتقدم هذا في الآية / 273 من سورة البقرة مفصلا.
[معجم القراءات: 1/643]
{بما أتوا}
قراءة الجماعة بما أتوا من "أتى" الثلاثي.
وقرأ النخعي ومروان بن الحكم والحسين بن علي الجعفي عن الأعمش بما أتوا من "آتی" بمعنى «أعطى».
وقرأ السلمي عن علي بن أبي طالب وابن جبير وأبي بن كعب بما أوتوا مبنيا للمفعول، بمعني أعطوا.
- وقرأ أبي بن كعب بما فعلوا.
{فلا تحسبنهم}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي والجحدري ويحيى بن يعمر ومجاهد "فلا يحسبنهم" بالياء وضم الباء.
- وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر والحسن ويعقوب وخلف والأعمش "فلا تحسبنهم" بالتاء على الخطاب وفتح الباء.
- وقرأ أبو عمرو والضحاك وعيسى بن عمر "فلا تحسبنهم" بضم الباء خطابا للمؤمنين.
- وأما فتح السين وكسرها، فقد تقدم موجزا في الموضع السابق، والإحالة فيه على آية سورة البقرة.
[معجم القراءات: 1/644]
- وعند ابن خالويه: فلا تحسينهم بإسكان النون عن بعضهم، وجاء الضبط عنده بكسر السين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود بما لم يفعلوا بمفازة....، وأسقط قوله: «فلا تحسبنهم» ). [معجم القراءات: 1/645]
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {شيء}
- تقدمت القراءة فيه وانظر الآيتين / 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/645]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين