العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (165) إلى الآية (168) ]

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)}

قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على نحو: "من عند أنفسكم" بوجهين التحقيق وإبدال الهمزة باء مفتوحة؛ لأنه متوسط بغير المنفصل وسبق ذكر الإشمام في "قيل لهم"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير 165}
{أنى}
- قرأه الإمالة حمزة والكسائي وخلف.
وروى الإمالة بين بين عن أبي عمرو الدوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح، وبين اللفظين.
- والباقون بالفتح.
{من عند أنفسكم}
- روي عن حمزة في الهمزة وجهان في الوقف:
1- التحقيق كالجماعة.
2- إبدال الهمزة ياء مفتوحة، وصورتها: "من عند ينفسكم".
{شيء}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين 20 و106 في سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/616]

قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين 166}
{التقى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية / 155 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 1/616]
{الجمعان}
- قراءة الجماعة «الجمعان» بالألف.
- وقرئ "الجمعين" بالياء، والفاعل مضمر، والذي أصابكم يوم التقى محمد الجمعين.
{فبإذن الله}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز بين بين.
{المؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا، انظر الآية/223
من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/617]

قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وقيل لهم} [167] قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون 167}
{الذين نافقوا}
- قرأ بإدغام النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
- وروي عنهما الإظهار.
{قيل}
- قرأ نافع وأبو جعفر وابن محيصن وهشام والكسائي ورويس بإشمام الكسرة الضم.
وتقدم هذا في الآية /11 من سورة البقرة.
{قيل لهم}
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
{يومئذ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 1/617]
{بأفواههم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء.
{أعلم بما}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الباء، كذا قالوا. والصواب في مثل هذا أنه يسكن الميم ويخفيها عند الباء، ومثل هذا لا يسمى إدغاما بل هو إخفاء). [معجم القراءات: 1/618]

قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الذين قتلوا} [169]: مشدد: دمشقي. زاد هشام {ما قتلوا} [168]). [المنتهى: 2/639] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ هشام (لو أطاعونا ما قتلوا) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (هشام: {لو أطاعونا ما قتلوا} (168): بتشديد التاء.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(هشام (لو أطاعونا ما قتلوا) بتشديد التّاء فيهما والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 329]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (576 - بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ لَبَّى وَبَعْدَهُ = وَفي الْحَجِّ لِلشَّامِي وَالآخِرُ كَمَّلاَ
577 - دَرَاكِ وَقَدْ قَالاَ فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا = وَبِالْخُلْفِ غَيْباً يَحْسَبَنَّ لَهُ وَلاَ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([576] بما قتلوا التشديد (لـ)بى وبعده = وفي الحج لـ(لشامي) والآخر (كـ)ملا
[577] (د)راك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن (لـ)ـه ولا
هو قوله تعالى : {لو أطاعونا ما قتلوا}، وبعده {ولا يحسبن الذين قتلوا}.
والآخر قوله تعالى في آخر السورة: {وَقَتلوا وقُتِلوا} على التشديد للتكثير.
و{قتلوا} المخفف، قد يكون بمعنى المشدد.
فقراءة التشديد، دلت على أن قراءة التخفيف بذلك المعنى.
و(دراك)، مثل: نزال.معن أنزل.
وأما {ولا يحسبن الذين قتلوا}، فقال أبو عمرو رحمه الله: «قرأته على أبي الفتح عن قرأته على عبد الباقي وأبي طاهر الأنطاكي بالياء لهشام.وقرأته على أبي الحسن وعلى أبي الفتح من طريق عبد الله بالتاء».
والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
[فتح الوصيد: 2/804]
والغيب على: ولا يحسبن حاسب أو لا يحسبن الرسول، أو لا يحسبن الذين قتلوا أنفسهم أمواتًا، فيكون (الذين) فاعلًا.
فالمفعول الأول محذوف كما قال: {بل أحياء}، أي بل هم أحياء.
والولاء بالفتح، مصدر ولي ولاء). [فتح الوصيد: 2/805] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [576] بما قتلوا التشديد لبى وبعده = وفي الحج للشامي والآخر كملا
[577] دراك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن له ولا
ح: (التشديد): مبتدأ، (بما قتلوا): ظرف، والباء: بمعنى (في)، (لبى): خبر، (وبعده وفي الحج): عطفان على الظرف، (للشامي): خبر، أي: التشديد فيهما للشامي، و(الآخر): مبتدأ، (كملا): خبر، أي: كمل القراءة، (دراك): اسم فعل بمعنى: (أدرك)، نحو: (بدار)، (قتلوا): مفعول (قالا) بمعنى: قرءا، (يحسبن): مبتدأ، (له ولا): جملة خبره، وقصر (ولا) ضرورة، أو (له ولا) بفتح الواو-، أي: يحسبن الذي من قبله لفظ: {ولا}، (غيبًا): حال من المبتدأ، (بالخلف): حال من الحال، أي: متداخلة.
[كنز المعاني: 2/125]
ص: أي: قرأ هشام: {لو أطاعونا ما قتلوا} [168] بالتشديد.
وشدد ابن عامر بكماله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} [169] وبعده: {ثم قتلوا أو ماتوا} في الحج [58].
وابن عامر وابن كثير في سورة الأنعام: {قد خسر الذين قتلوا} [140] بالتشديد أيضًا.
ثم قال: (وبالخلف غيبًا يحسبن)، يعني: قرأ هشام بخلاف عنه-: {ولا يحسبن الذين قتلوا} [169] بياء الغيبة، على أن الفاعل الرسول، أو كل واحد، أو {الذين قتلوا}، وأحد مفعوليه: محذوف، أي: لا يحسبن
[كنز المعاني: 2/126]
الذين قتلوا أنفهم، وحذف أول مفعولي أفعال القلوب جائز عند الزمخشري على ما أورده في الكشاف، لأنه مبتدأ، وحذف المبتدأ مع القرنية جائز). [كنز المعاني: 2/127] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (576- بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ "لَـ"ـبَّى وَبَعْدَهُ،.. وَفي الحَجِّ لِلشَّامِي وَالَاخِرُ "كَـ"ـمَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/43]
أي التشديد بهذا اللفظ، وهو قوله تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، والذي بعده: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}، والآخر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا}.
يقرأ جميع ذلك بالتشديد والتخفيف، وفي التشديد معنى التكثير، فأما قوله: قبل ذلك: {مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}، {لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً}، فمخفف بلا خلاف، ويعلم ذلك من كونه تعداه ولم يذكره، واشتغل بذكر متم ويغل ويجمعون ويمتاز هنا أيضا من الأول المختلف فيه بكون هذا في أوله واو وذلك لا واو في أوله فقوله: "بما قتلوا" لا يتناول ظاهره إلا ما ليس في أوله واو فالتشديد في: "ما قتلوا" لهشام وحده، وهو المشار إليه بقوله: لبى؛ أي: لبى بالتشديد من دعاه، "والذين قتلوا" مع الذي في الحج وهو: {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} شددهما ابن عامر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} شدده ابن عامر وابن كثير، وهو المرموز في هذا البيت الآتي:
577- "دَ"رَاكِ وَقَدْ قَالا فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا،.. وَبِالخُلْفِ غَيْبًا يَحْسَبَنَّ "لَـ"ـهُ وَلا
معنى دراك: أدرك كما تقدم في بدار، والذي في الأنعام: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/44]
قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ}.
شدده أيضا ابن عامر وابن كثير، وأما الغيب في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ}، فعن هشام فيه خلاف ومعنى الغيب فيه ولا يحسبن الرسول أو حاسب واحد أو يكون "الذين قتلوا" فاعلا، والمفعول الأول محذوف؛ أي: أنفسهم أمواتا، قال الزمخشري: وجاز حذف المفعول الأول؛ لأنه في الأصل مبتدأ، فحذف كما حذف المبتدأ في قوله: "بل أحياء"؛ أي: بل هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقوله: غيبا نصب على الحال من يحسبن والعامل فيها ما يتعلق به بالخلف؛ أي: لا يحسبن استقرار بالخلف غيبًا؛ أي: ذا غيب له ولا؛ أي: نصر والله أعلم.
فإن قلت: جاء يحسبن في هذه السورة في مواضع فمن أين علم أنه للذي بعده "الذين قتلوا".
قلت: لأنه أطلق ذلك، فأخذ الأول من تلك المواضع ولأنه قد ذكر بعده: "أن ويحزن" فتعين هذا؛ لأن باقي المواضع ليس بعده أن ويحزن والله أعلم.
وأكثر المصنفين في القراءات السبع لا يذكرون في هذا الموضع خلافًا حتى أن ابن مجاهد قال: لم يختلفوا في قوله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} أنها بالتاء، وذكرها أبو علي الأهوازي في كتاب الإقناع في القراءات الشواذ، ونسبها إلى ابن محيصن وحده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/45] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (576 - بما قتلوا التّشديد لبّى وبعده ... وفي الحجّ للشّامي والآخر كمّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 239]
577 - دراك وقد قالا في الانعام قتّلوا ... وبالخلف غيبا يحسبنّ له ولا
قرأ هشام: لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا بتشديد التاء، والذى دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع أنه ذكره بعد مُتُّمْ يَجْمَعُونَ ويَغُلَّ فخرج بذلك لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا فمتفق على تخفيفه. وقرأ ابن عامر بتشديد التاء في الموضع الذي بعد هذا وهو: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً وفي موضع الحج وهو: ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا وقرأ ابن عامر وابن كثير بالتشديد في الموضع الأخير في هذه السورة وهو: وقتّلوا لأكفّرنّ عنهم سيّئاتهم، وفي موضع الأنعام وهو: قد خسر الّذين قتّلوا أولدهم وقرأ الباقون في هذه الموضع بالتخفيف، وقرأ هشام بخلف عنه ولا يحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بياء الغيب. وقرأ غيره بتاء الخطاب وهو الوجه الثاني لهشام). [الوافي في شرح الشاطبية: 240] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا وَبَعْدَهُ (قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وَآخِرِ السُّورَةِ (وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا)، وَفِي الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ، وَفِي الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، فَرَوَى عَنْهُ التَّشْدِيدَ ابْنُ عَبْدَانَ، وَهِيَ طَرِيقُ الْمَغَارِبَةِ قَاطِبَةً، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الْمَشَارِقَةِ التَّخْفِيفَ، وَبِهِ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنِ الْأَزْرَقِ الْجَمَّالِ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ وَهِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَغَيْرِهِمْ كُلُّهُمْ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ.
وَأَمَّا الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَ هَذَا، وَهُوَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَرْفُ الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ عَامِرٍ.
وَأَمَّا حَرْفُ آخِرِ السُّورَةِ. وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا وَحَرْفُ الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَخْفِيفِ الْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُوَ: مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا إِمَّا لِمُنَاسَبَةِ مَاتُوا، أَوْ لِأَنَّ الْقَتْلَ هُنَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بِسَبِيلِ اللَّهِ بِدَلِيلِ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بِهِ السَّفَرُ فِي التِّجَارَةِ. وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا كَانَ مِنَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ بِالتَّشْدِيدِ. وَانْفَرَدَ فَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ السَّامَرِّيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِتَشْدِيدِهِ حِكَايَةً لَا أَدَاءً فَخَالَفَ فِيهِ سَائِرَ النَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَعَنْ هِشَامٍ، وَعَنِ ابْنِ عَامِرٍ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ، وَقَالَ: لَمْ يُرْوَ ذَلِكَ عَنْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَوَهِمَ ابْنُ مُؤْمِنٍ فِي الْكَنْزِ فَذَكَرَ الْخِلَافَ عَنْ هِشَامٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/243]
فِي الْحَرْفِ الْأَوَّلِ وَتَرَكَ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا، وَهُوَ سَهْوٌ قَلَّمَ رَأَيْتُهُ فِي نُسْخَةٍ مُصَحَّحَةٍ بِخَطِّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى هشام من طريق الداجوني {قتلوا قل} [168] بالتشديد، والباقون بالتخفيف. واختلف أيضًا عن الحلواني عن هشام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (542- .... .... ما قتلوا = شدّ لدى خلفٍ وبعد كفلوا
543 - كالحجّ والآخر والأنعام = دم كم .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ما قتلوا) يعني قوله تعالى «لو أطاعونا ما قتّلوا» بالتشديد هنا هشام بخلاف عنه، والباقون بالتخفيف حيث وقع؛ وأحسن حيث لم يأت بواو الفصل لئلا يشتبه بالأول وهو «ما ماتوا وما قتلوا» فلا خلاف في تخفيفه مع أن ذكره بعد يغل يدفع ذلك قوله: (وبعد) أي وقتلوا الذي بعد ما قتلوا، يعني قتلوا في سبيل الله فشدده ابن عامر مع الذي في الحج وهو قوله تعالى «ثم قتّلوا».
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ (ل) اموا
أي كموضع الحج فإنه شدده ابن عامر كما تقدم، والآخر، يعني قوله تعالى في آخر السورة «قاتلوا وقتّلوا» وموضع الأنعام قوله تعالى «قتّلوا أولادهم» شدد الموضعين ابن كثير وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويجمعون (ع) الم ما قتّلوا = شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/249]
ش: أي: قرأ ذو عين (عالم) حفص ورحمة خير مّمّا يجمعون [آل عمران: 157] بياء الغيب [علم من إطلاقه] والباقون بتاء الخطاب.
واختلف عن ذي لام (لدى) هشام في لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168]:
فروى الداجوني عنه تشديد التاء، واختلف عن الحلواني:
فروى عنه التشديد ابن عبدان، وهي طريق المغاربة قاطبة.
وروى عنه سائر المغاربة التخفيف.
قال المصنف: وبه قرأنا من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق عن الجمال عنه، وكذلك قرأنا من طريق أحمد بن سليمان وهبة الله وغيرهم، كلهم عن الحلواني.
وبه قرأ الباقون، وشدد ذو كاف (كفلوا) ابن عامر قتّلوا في سبيل الله [آل عمران: 169] وهو الذي بعد هذه، وثم قتّلوا في الحج [: 58].
تنبيه:
خرج بالترتيب ما ماتوا وما قتلوا [آل عمران: 156]؛ لأنها قبل.
يجمعون [آل عمران: 157] إسناده إلى الكفار المفهوم من كالّذين كفروا [آل عمران: 156]، أو المسلمين الذين [لم] يحضروا القتال لجمع المال.
أي: يجمع الكافرون أو المسلمون أو الجامعون.
ووجه الخطاب: إسناده إلى المقاتلين مناسبة لطرفيه، أي: خير [مما تجمعون أنتم].
ثم [أشار] إلى ثانية ابن عامر مع بقية النظائر فقال:
ص:
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ [لا] موا
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير وكاف (كم) ابن عامر آخر هذه السورة: وقتّلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/250]
[آل عمران: 195]: وفي الأنعام [140]: قتّلوا أولادهم بتشديد التاء، والباقون بتخفيفها، فيهما.
واختلف عن ذي لام (لاموا) هشام في ولا تحسبن الذين قتّلوا [آل عمران: 169].
فروى [عنه] العراقيون قاطبة الغيب.
واختلف عن الحلواني عنه من طريق المغاربة والمصريين: فرواه الأزرق عن الجمال عنه كذلك، وهي عن قراءة الداني على الفارسي من طريقه.
وقرأ به على فارس عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن على محمد بن المقري عن قراءته على مسلم بن عبيد الله عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلواني.
وكذلك روى إبراهيم بن عباد عن هشام.
ورواه ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على الخطاب.
وهي قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على ابن عبدان وغيره عنه.
وقراءته على أبي الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قرأ الباقون.
[وجه تشديد قتلوا] [آل عمران: 196]: مجرد التكثير لعدم المزاحم.
ووجه التخفيف: [الأصل.
ووجه التخصيص: الجمع ].
ووجه غيب يحسبن [آل عمران: 169]: إسناده إلى ضمير الرسول أو حاسب ف الّذين [آل عمران: 169] مفعول [أول]، وأموتا [آل عمران: 169] ثان.
أو إسناده إلى الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، والأول محذوف، أي: لا يحسبن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/251]
الشهداء أنفسهم أمواتا.
ووجه الخطاب: إسناده إلى مخاطب ما، أي: لا تحسبن يا محمد أو يا مخاطب، وهو المختار، وتقدم اختلافهم [في السين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/252] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا" [الآية: 168] وبعده "قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه" [الآية: 169] وآخر السورة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
"وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] و[في الأنعام الآية: 140] "قَتَلُوا أَوْلادَهُم" و[في الحج الآية: 58] "ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا" فهشام من طريق الداجوني شدد التاء من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه، وبه قرأ الباقون، وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر، وأما آخر السورة وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر، وافقهما ابن محيصن، والباقون بالتخفيف على الأصل، وأما التشديد فللتكثير ولا خلاف في تخفيف الأول هنا، وهو ما ماتوا وما قتلوا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لو أطاعونا ما قتلوا} [168] قرأ هشام بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف، وإنما قيدناه بـ {أطاعونا} احترازًا من {لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} [156] ولا خلاف بينهم في تخفيفه {فادرءوا} [168] ثلاثة ورش فيه لا تخفى). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين 168}
{لإخوانهم}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{ما قتلوا}
- قرأ ابن عامر والحسن وأبو الدرداء وهشام والداجوني "ما قتلوا" بالتشديد.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف "ما قلوا" مخففا، وهو الوجه الثاني عن هشام.
{فادرءوا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 1/618]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #52  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (169) إلى الآية (171) ]

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}

قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (43 - قَوْله {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله} 169
كلهم قَرَأَ {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا} خَفِيفَة التَّاء إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {قتلوا} مُشَدّدَة التَّاء). [السبعة في القراءات: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({الذين قتلوا} مشددة شامي). [الغاية في القراءات العشر: 219]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يحسبن الذين} [169]: بالياء هشام). [المنتهى: 2/639]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الذين قتلوا} [169]: مشدد: دمشقي. زاد هشام {ما قتلوا} [168]). [المنتهى: 2/639] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ولا تحسبن الذين قتلوا) وفي الحج (ثم قتلوا) بالتشديد فيهما، وخفف الباقون). [التبصرة: 184]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر: (وقاتلوا) (وقتلوا) و(قد خسر الذين قتلوا أولادهم)، في الأنعام بالتشديد، وخفف الباقون ولم يختلف في غير هذه الخمسة). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {الذين قتلوا} (169)، وفي الحج (58): {ثم قتلوا}: بتشديد التاء فيهما.
والباقون: بتخفيفها.
هشام، من قراءتي على أبي الفتح: {ولا يحسبن الذين قتلوا}: بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (ابن عامر: (الّذين قتلوا) هنا وفي الحج (ثمّ قتلوا) بتشديد التّاء فيهما والباقون بتخفيفها)، هشام من قراءتي على أبي الفتح (ولا يحسبن الّذين قتلوا) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 329]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تَحْسَبَنَّ اَلًذِينَ قُتِلُوا) بالياء هشام، وأبو إسماعيل عن ابْن ذَكْوَانَ، والاختيار بالتاء كالباقين لقوله تعالى: (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
(قُتِّلوُا) بالتشديد دمشقي، والحسن، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون خفيف وهو الاختيار لما قدمناه، (بَلْ أَحْيَاءٌ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون رفع، وهو الاختيار على إضمار المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([169]- {الَّذِينَ قُتِلُوا}، وفي الحج: {ثُمَّ قُتِلُوا} [58] مشددا: ابن عامر.
زاد هشام {مَا قُتِلُوا} [168].
[الإقناع: 2/623]
[169]- {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ} بالياء: هشام). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (576 - بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ لَبَّى وَبَعْدَهُ = وَفي الْحَجِّ لِلشَّامِي وَالآخِرُ كَمَّلاَ
577 - دَرَاكِ وَقَدْ قَالاَ فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا = وَبِالْخُلْفِ غَيْباً يَحْسَبَنَّ لَهُ وَلاَ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([576] بما قتلوا التشديد (لـ)بى وبعده = وفي الحج لـ(لشامي) والآخر (كـ)ملا
[577] (د)راك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن (لـ)ـه ولا
هو قوله تعالى : {لو أطاعونا ما قتلوا}، وبعده {ولا يحسبن الذين قتلوا}.
والآخر قوله تعالى في آخر السورة: {وَقَتلوا وقُتِلوا} على التشديد للتكثير.
و{قتلوا} المخفف، قد يكون بمعنى المشدد.
فقراءة التشديد، دلت على أن قراءة التخفيف بذلك المعنى.
و(دراك)، مثل: نزال.معن أنزل.
وأما {ولا يحسبن الذين قتلوا}، فقال أبو عمرو رحمه الله: «قرأته على أبي الفتح عن قرأته على عبد الباقي وأبي طاهر الأنطاكي بالياء لهشام.وقرأته على أبي الحسن وعلى أبي الفتح من طريق عبد الله بالتاء».
والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
[فتح الوصيد: 2/804]
والغيب على: ولا يحسبن حاسب أو لا يحسبن الرسول، أو لا يحسبن الذين قتلوا أنفسهم أمواتًا، فيكون (الذين) فاعلًا.
فالمفعول الأول محذوف كما قال: {بل أحياء}، أي بل هم أحياء.
والولاء بالفتح، مصدر ولي ولاء). [فتح الوصيد: 2/805] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [576] بما قتلوا التشديد لبى وبعده = وفي الحج للشامي والآخر كملا
[577] دراك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن له ولا
ح: (التشديد): مبتدأ، (بما قتلوا): ظرف، والباء: بمعنى (في)، (لبى): خبر، (وبعده وفي الحج): عطفان على الظرف، (للشامي): خبر، أي: التشديد فيهما للشامي، و(الآخر): مبتدأ، (كملا): خبر، أي: كمل القراءة، (دراك): اسم فعل بمعنى: (أدرك)، نحو: (بدار)، (قتلوا): مفعول (قالا) بمعنى: قرءا، (يحسبن): مبتدأ، (له ولا): جملة خبره، وقصر (ولا) ضرورة، أو (له ولا) بفتح الواو-، أي: يحسبن الذي من قبله لفظ: {ولا}، (غيبًا): حال من المبتدأ، (بالخلف): حال من الحال، أي: متداخلة.
[كنز المعاني: 2/125]
ص: أي: قرأ هشام: {لو أطاعونا ما قتلوا} [168] بالتشديد.
وشدد ابن عامر بكماله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} [169] وبعده: {ثم قتلوا أو ماتوا} في الحج [58].
وابن عامر وابن كثير في سورة الأنعام: {قد خسر الذين قتلوا} [140] بالتشديد أيضًا.
ثم قال: (وبالخلف غيبًا يحسبن)، يعني: قرأ هشام بخلاف عنه-: {ولا يحسبن الذين قتلوا} [169] بياء الغيبة، على أن الفاعل الرسول، أو كل واحد، أو {الذين قتلوا}، وأحد مفعوليه: محذوف، أي: لا يحسبن
[كنز المعاني: 2/126]
الذين قتلوا أنفهم، وحذف أول مفعولي أفعال القلوب جائز عند الزمخشري على ما أورده في الكشاف، لأنه مبتدأ، وحذف المبتدأ مع القرنية جائز). [كنز المعاني: 2/127] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (576- بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ "لَـ"ـبَّى وَبَعْدَهُ،.. وَفي الحَجِّ لِلشَّامِي وَالَاخِرُ "كَـ"ـمَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/43]
أي التشديد بهذا اللفظ، وهو قوله تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، والذي بعده: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}، والآخر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا}.
يقرأ جميع ذلك بالتشديد والتخفيف، وفي التشديد معنى التكثير، فأما قوله: قبل ذلك: {مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}، {لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً}، فمخفف بلا خلاف، ويعلم ذلك من كونه تعداه ولم يذكره، واشتغل بذكر متم ويغل ويجمعون ويمتاز هنا أيضا من الأول المختلف فيه بكون هذا في أوله واو وذلك لا واو في أوله فقوله: "بما قتلوا" لا يتناول ظاهره إلا ما ليس في أوله واو فالتشديد في: "ما قتلوا" لهشام وحده، وهو المشار إليه بقوله: لبى؛ أي: لبى بالتشديد من دعاه، "والذين قتلوا" مع الذي في الحج وهو: {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} شددهما ابن عامر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} شدده ابن عامر وابن كثير، وهو المرموز في هذا البيت الآتي:
577- "دَ"رَاكِ وَقَدْ قَالا فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا،.. وَبِالخُلْفِ غَيْبًا يَحْسَبَنَّ "لَـ"ـهُ وَلا
معنى دراك: أدرك كما تقدم في بدار، والذي في الأنعام: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/44]
قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ}.
شدده أيضا ابن عامر وابن كثير، وأما الغيب في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ}، فعن هشام فيه خلاف ومعنى الغيب فيه ولا يحسبن الرسول أو حاسب واحد أو يكون "الذين قتلوا" فاعلا، والمفعول الأول محذوف؛ أي: أنفسهم أمواتا، قال الزمخشري: وجاز حذف المفعول الأول؛ لأنه في الأصل مبتدأ، فحذف كما حذف المبتدأ في قوله: "بل أحياء"؛ أي: بل هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقوله: غيبا نصب على الحال من يحسبن والعامل فيها ما يتعلق به بالخلف؛ أي: لا يحسبن استقرار بالخلف غيبًا؛ أي: ذا غيب له ولا؛ أي: نصر والله أعلم.
فإن قلت: جاء يحسبن في هذه السورة في مواضع فمن أين علم أنه للذي بعده "الذين قتلوا".
قلت: لأنه أطلق ذلك، فأخذ الأول من تلك المواضع ولأنه قد ذكر بعده: "أن ويحزن" فتعين هذا؛ لأن باقي المواضع ليس بعده أن ويحزن والله أعلم.
وأكثر المصنفين في القراءات السبع لا يذكرون في هذا الموضع خلافًا حتى أن ابن مجاهد قال: لم يختلفوا في قوله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} أنها بالتاء، وذكرها أبو علي الأهوازي في كتاب الإقناع في القراءات الشواذ، ونسبها إلى ابن محيصن وحده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/45] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (576 - بما قتلوا التّشديد لبّى وبعده ... وفي الحجّ للشّامي والآخر كمّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 239]
577 - دراك وقد قالا في الانعام قتّلوا ... وبالخلف غيبا يحسبنّ له ولا
قرأ هشام: لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا بتشديد التاء، والذى دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع أنه ذكره بعد مُتُّمْ يَجْمَعُونَ ويَغُلَّ فخرج بذلك لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا فمتفق على تخفيفه. وقرأ ابن عامر بتشديد التاء في الموضع الذي بعد هذا وهو: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً وفي موضع الحج وهو: ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا وقرأ ابن عامر وابن كثير بالتشديد في الموضع الأخير في هذه السورة وهو: وقتّلوا لأكفّرنّ عنهم سيّئاتهم، وفي موضع الأنعام وهو: قد خسر الّذين قتّلوا أولدهم وقرأ الباقون في هذه الموضع بالتخفيف، وقرأ هشام بخلف عنه ولا يحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بياء الغيب. وقرأ غيره بتاء الخطاب وهو الوجه الثاني لهشام). [الوافي في شرح الشاطبية: 240] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ فَرَوَاهُ هِشَامٌ مِنْ طَرِيقَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِيِّينَ قَاطِبَةً بِالْغَيْبِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ، وَالْمِصْرِيِّينَ فَرَوَاهُ الْأَزْرَقُ الْجَمَّالُ عَنْهُ بِالْغَيْبِ كَذَلِكَ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الدَّانِيِّ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْفَارِسِيِّ مِنْ طَرِيقِهِ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِيهِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى الْحُلْوَانِيِّ، وَكَذَلِكَ رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ عَبْدَانَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الدَّانِيِّ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبْدَانَ، وَغَيْرِهِ عَنْهُ، وَقَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِيهِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَهِيَ الَّتِي اقْتَصَرَ عَلَيْهَا ابْنُ سُفْيَانَ، وَصَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَصَاحِبُ الْهِدَايَةِ، وَصَاحِبُ الْكَافِي أَبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ فِي إِرْشَادِهِ، وَابْنُهُ طَاهِرٌ فِي تَذْكِرَتِهِ، وَغَيْرُهُمْ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي كَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا مِنْهُ، وَمِنْ أَخَوَاتِهِ فِي أَوَاخِرِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى هشام بخلاف عنه {ولا تحسبن الذين} [169] بالغيب، والباقون بالخطاب، وذكر اختلافهم في السين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {قتلوا في سبيل الله} [169]، وفي الحج [58] {ثم قتلوا أو ماتوا} بتشديد التاء فيهما، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (542- .... .... ما قتلوا = شدّ لدى خلفٍ وبعد كفلوا
543 - كالحجّ والآخر والأنعام = دم كم .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (543- .... .... .... .... = .... وخلف يحسبنّ لاموا). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ما قتلوا) يعني قوله تعالى «لو أطاعونا ما قتّلوا» بالتشديد هنا هشام بخلاف عنه، والباقون بالتخفيف حيث وقع؛ وأحسن حيث لم يأت بواو الفصل لئلا يشتبه بالأول وهو «ما ماتوا وما قتلوا» فلا خلاف في تخفيفه مع أن ذكره بعد يغل يدفع ذلك قوله: (وبعد) أي وقتلوا الذي بعد ما قتلوا، يعني قتلوا في سبيل الله فشدده ابن عامر مع الذي في الحج وهو قوله تعالى «ثم قتّلوا».
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ (ل) اموا
أي كموضع الحج فإنه شدده ابن عامر كما تقدم، والآخر، يعني قوله تعالى في آخر السورة «قاتلوا وقتّلوا» وموضع الأنعام قوله تعالى «قتّلوا أولادهم» شدد الموضعين ابن كثير وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (وخلف) أي واختلف عن هشام في قراءته بالغيب «ويحسبن الذين قتلوا» فرواه العراقيون وبعض المغاربة عنه بالغيب، رواه الآخرون بالخطاب وبه قرأ الباقون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويجمعون (ع) الم ما قتّلوا = شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/249]
ش: أي: قرأ ذو عين (عالم) حفص ورحمة خير مّمّا يجمعون [آل عمران: 157] بياء الغيب [علم من إطلاقه] والباقون بتاء الخطاب.
واختلف عن ذي لام (لدى) هشام في لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168]:
فروى الداجوني عنه تشديد التاء، واختلف عن الحلواني:
فروى عنه التشديد ابن عبدان، وهي طريق المغاربة قاطبة.
وروى عنه سائر المغاربة التخفيف.
قال المصنف: وبه قرأنا من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق عن الجمال عنه، وكذلك قرأنا من طريق أحمد بن سليمان وهبة الله وغيرهم، كلهم عن الحلواني.
وبه قرأ الباقون، وشدد ذو كاف (كفلوا) ابن عامر قتّلوا في سبيل الله [آل عمران: 169] وهو الذي بعد هذه، وثم قتّلوا في الحج [: 58].
تنبيه:
خرج بالترتيب ما ماتوا وما قتلوا [آل عمران: 156]؛ لأنها قبل.
يجمعون [آل عمران: 157] إسناده إلى الكفار المفهوم من كالّذين كفروا [آل عمران: 156]، أو المسلمين الذين [لم] يحضروا القتال لجمع المال.
أي: يجمع الكافرون أو المسلمون أو الجامعون.
ووجه الخطاب: إسناده إلى المقاتلين مناسبة لطرفيه، أي: خير [مما تجمعون أنتم].
ثم [أشار] إلى ثانية ابن عامر مع بقية النظائر فقال:
ص:
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ [لا] موا
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير وكاف (كم) ابن عامر آخر هذه السورة: وقتّلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/250]
[آل عمران: 195]: وفي الأنعام [140]: قتّلوا أولادهم بتشديد التاء، والباقون بتخفيفها، فيهما.
واختلف عن ذي لام (لاموا) هشام في ولا تحسبن الذين قتّلوا [آل عمران: 169].
فروى [عنه] العراقيون قاطبة الغيب.
واختلف عن الحلواني عنه من طريق المغاربة والمصريين: فرواه الأزرق عن الجمال عنه كذلك، وهي عن قراءة الداني على الفارسي من طريقه.
وقرأ به على فارس عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن على محمد بن المقري عن قراءته على مسلم بن عبيد الله عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلواني.
وكذلك روى إبراهيم بن عباد عن هشام.
ورواه ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على الخطاب.
وهي قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على ابن عبدان وغيره عنه.
وقراءته على أبي الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قرأ الباقون.
[وجه تشديد قتلوا] [آل عمران: 196]: مجرد التكثير لعدم المزاحم.
ووجه التخفيف: [الأصل.
ووجه التخصيص: الجمع ].
ووجه غيب يحسبن [آل عمران: 169]: إسناده إلى ضمير الرسول أو حاسب ف الّذين [آل عمران: 169] مفعول [أول]، وأموتا [آل عمران: 169] ثان.
أو إسناده إلى الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، والأول محذوف، أي: لا يحسبن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/251]
الشهداء أنفسهم أمواتا.
ووجه الخطاب: إسناده إلى مخاطب ما، أي: لا تحسبن يا محمد أو يا مخاطب، وهو المختار، وتقدم اختلافهم [في السين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/252] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا" [الآية: 168] وبعده "قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه" [الآية: 169] وآخر السورة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
"وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] و[في الأنعام الآية: 140] "قَتَلُوا أَوْلادَهُم" و[في الحج الآية: 58] "ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا" فهشام من طريق الداجوني شدد التاء من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه، وبه قرأ الباقون، وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر، وأما آخر السورة وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر، وافقهما ابن محيصن، والباقون بالتخفيف على الأصل، وأما التشديد فللتكثير ولا خلاف في تخفيف الأول هنا، وهو ما ماتوا وما قتلوا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تحسبن" [الآية: 169] فهشام من طريق الداجوني بالغيب واختلف عنه من طريق الحلواني وبفتح السين على أصله والفاعل على الغيب ضمير الرسول أو من يصلح للحسبان، فالذين مفعول أول وأمواتا ثان، أو فاعله الذين والمفعول الأول محذوف أي: ولا يحسبن الشهداء أنفسهم أمواتا وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب أي: يا محمد أو يا مخاطب "وفتح" سينه ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحسبن} [169] قرأ هشام بخلف عنه بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وهو الطريقة الثانية لهشام، وقرأ الحرميان وبصري وعلي بكسر السين، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الذين قتلوا في سبيل الله} قرأ الشامي بالتشديد، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون 169}
{ولا تحسبن}
- قراءة الجمهور "لا تحسبن" بتاء الخطاب، أي: لا تحسبن أيها السامع.
[معجم القراءات: 1/618]
- وقال الزمخشري: "الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولكل أحد".
- وقرأ حميد بن قيس وهشام بخلاف عنه والداجوني وابن محيصن، وابن عامر في رواية "لا یحسبن بالياء" أي: لا يحسبن هو، أي حاسب واحد.
- والوجه الثاني عن هشام بالخطاب كالجماعة.
- وقرأ «تحسبن"، بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي وابن ذكوان.
- وقراءة الباقين «تحسين» بكسر السين، والكسر لغة الحجاز
وتقدم مثل هذا مفصلا في الآية/273 من سورة البقرة.
{قتلوا}
- قرأ ابن عامر والحسن وهشام والداجوني "قتلوا" بالتشديد للتكثير.
- وقراءة الجمهور "قتلوا" بالتخفيف.
- وقرأ عاصم في رواية "قاتلوا" وعنه في رواية أخرى "يقاتلون".
{بل أحياء}
- قراءة الجمهور بل أحياء بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: بل هم أحياء.
[معجم القراءات: 1/619]
- وقرأ ابن أبي عبلة "بل أحياء" بالنصب.
قال الزمخشري: "على معني: بل أحسبهم أحياء"، وتبع في إضمار هذا الفعل الزجاج، ورده عليه الفارسي في الأغفال بأن الأمر يقين. قال الزجاج.. ولو قرئت: بل أحياء عند ربهم، لجاز، المعنى أحسبهم أحياء...
وقال العكبري: "ويقرأ بالنصب عطفا على "أمواتا"، كما تقول: ما ظننت زیدا قائما بل قاعدا، وقيل أضمر الفعل، تقدير: بل احسبوهم أحياء، وحذف ذلك لتقدم ما يدل عليه.
- وفيه لحمزة وهشام تسهيل الهمز، وحذفه وقفا). [معجم القراءات: 1/620]

قوله تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" فتح "لا خوف" ليعقوب مع ضمه كحمزة ها "عليهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {يحزنون} كاف وقيل تام فاصلة، ومنتهى الحزب السابع بالاتفاق). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فرحين بماء اتهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (170)}
{فرحين}
- قرأ ابن السميفع "فارحين" اسم فاعل.
- وقراءة الجماعة "فرحين" بغير ألف، وهو حال، أو منصوب على المدح.
{أتاهم}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{ويستبشرون}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{من خلفهم}
- أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
[معجم القراءات: 1/620]
{ألا خوف}
- قرأ يعقوب «ألا خوف» بفتح الفاء وحذف التنوين مبنية على
الفتح على جعل «لا» للتبرئة.
- وقراءة الباقين "ألا خوف" بالرفع وفيها قراءة أبن محيصن "لا خوف"
وتقدم هذا في الآية /38 من سورة البقرة.
{عليهم}
- قرأ يعقوب وحمزة والمطوعي "عليهم" بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها "عليهم" لمجاورة الياء، وتقدم هذا في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/621]

قوله تعالى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (44 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَأَن الله لَا يضيع أجر الْمُؤمنِينَ} 171 فِي كسر الْألف وَفتحهَا
فَقَرَأَ الْكسَائي وَحده {وَأَن الله لَا يضيع} مَكْسُورَة الْألف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَأَن الله}). [السبعة في القراءات: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وإن الله} بكسر الألف الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 219]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وإن الله} [171]: بكسر الهمزة علي). [المنتهى: 2/639]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (وأن الله لا يضيع) بكسر الهمزة، وفتحها الباقون). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {وإن الله لا يضيع} (171): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (وإن اللّه لا يضيع) بكسر الهمزة والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 330]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([171]- {وَأَنَّ اللَّهَ} بكسر الهمزة: الكسائي). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (578 - وَأَنَّ اكْسِرُوا رُِفْقاً .... .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([578] وأن اكسروا (ر)فقًا ويحزن غير الانـ = ـبياء بضم واكسر الضم (أ)حفلا
إنما قال (رفقًا)-وهو مصدر في موضع الحال-، لأن بعض المتأخرين فضله، واحتج له بأن قراءة الفتح إنما معناها: يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وبأن الله.
قال: «ولا يصح الاستبشار بأن الله لا يضيع أجر المؤمنين، لأن الإستبشار إنما يكون بما لم يتقدم به علم. وقد علموا قبل موتهم أن الله لا يضيع أجر المؤمنين».
فقال: (رفقًا)، أي رافقين غير مغترین بقول هذا القائل، فإنهم استبشروا بأن الله ما أضاع أجورهم حين اختصهم بالشهادة، ومنحهم أتم النعمة، وختم لهم بالنجاة والفوز.
وقد كانوا يخشون على إيمانهم ويخافون سوء الخاتمة المحبطة للأعمال. فلما رأوا ما للمؤمنين عند الله من السعادة، وما اختصهم به من حسن الخاتمة التي تصح معها الأجور وتضاعف الأعمال، استبشروا، لأنهم كانوا على وجلٍ من ذلك.
[فتح الوصيد: 2/805]
ويجوز أن يكون استبشارهم لمن خلفوه بعدهم من المؤمنين لما عاينوا منزلتهم عند الله تعالى، أو رافقين محسنين الظن بالكسائي، وإنه ما اختار الكسر إلا بعد نقله.
قال الكسائي: «إنما اخترت الكسر، لأن في مصحف عبد الله: (والله لا يضيع)» ). [فتح الوصيد: 2/806]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [578] وإن اكسروا رفقًا ويحزن غير الانـ = ـبياء بضم واكسر الضم أحفلا
ح: (إن): مفعول (اكسروا)، (رفقًا): مصدر بمعنى الحال من فاعل (اكسروا)، أي: ذوي رفقٍ، (يحزن): مبتدأ، (بضم): خبر، (أحفلا) بمعنى حافلًا به-: حال من فاعل (اكسر)، و(غير الأنبيا): استثناء من (يحزن)، بمعنى: غير حرف الأنبياء.
ص: أي: قرأ الكسائي: {وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [171] بكسر {إن} على الاستئناف، والباقون بفتحها عطفًا على {بنعمة}، أي: يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضل وبأن الله.
وقرأ نافع: {ولا يحزنك الذين يسارعون} [176] وحيث وقع لفظ:
[كنز المعاني: 2/127]
{يحزن}- إلا قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} في سورة الأنبياء [103]، إذ لا خلاف في فتح يائه وضم زايه بضم الياء وكسر الزاي من (أحزن)، والباقون بفتح الياء وضم الزاي من (حزن)، وهما لغتان.
وإنما استثنى نافع حرف الأنبياء اتباعًا للنقل، أو جمعًا بين اللغتين). [كنز المعاني: 2/128] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (578- وَأَنَّ اكْسِرُوا "رُِ"فْقًا وَيَحْزُنُ غَيْرَ اْلَانْـ،.. ـبِيَاءِ بِضَمٍّ وَاكْسِرِ الضَّمَّ "أَ"حْفَلا
يعني: قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.
الكسر على الاستئناف والفتح على العطف على: {بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ}، فيكون من جملة ما بشر به الشهداء وهو أن الله سبحانه يفعل بغيرهم من المؤمنين مثل ما فعل بهم من حسن الخاتمة، وقال أبو علي: المعنى يستبشرون بتوفر ذلك عليهم ووصوله إليهم؛ لأنه إذا لم يضعه وصل إليهم فلم يبخسوه ولم ينقصوه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/46]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (578 - وأنّ اكسروا رفقا ويحزن غير الان ... بياء بضمّ واكسر الضّمّ أحفلا
قرأ الكسائي: وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين بكسر همزة وَأَنَّ اللَّهَ وقرأ الباقون بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {وأن الله لا يضيع} [171] بكسر الهمزة، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544- .... .... .... .... .... = .... .... .... واكسر وأن
545 - الله رم .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واكسر وأن) يعني «وأن الله لا يضيع» بكسر الهمزة الكسائي كما سيأتي في أول البيت:
الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمّ (أ) مّ الانبيا (ث) ما
احترز بذكر الجلالة عن نحو قوله «وأن الناس» وإن كانت الواو تخرج ما قبل زيادة بيان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل وكسر «إن» فقال:
ص:
الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمّ (أ) م الأنبيا (ث) ما
ش: أي: قرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن الله لا يضيع أجر المحسنين [آل عمران:
171] بكسر الهمزة: والباقون بفتحها.
وقرأ ذو همزة (أم) نافع (يحزن) المتعدى بضم الياء وكسر الزاي حيث جاء نحو: ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176] [و] ليحزنني أن [يوسف: 13].
وأما لا يحزنهم الفزع بالأنبياء [الآية: 103] فلم يقرأها كذلك إلا ذو (ثما) أبو
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/253]
جعفر، وفهم اختصاصه بها من إفراده، ولو شاركه لذكره معه.
وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي، وكذلك أبو جعفر [في غير] الأنبياء.
تنبيه:
علم عموم (يحزن) من قرينة الضم، وعلم أن الخلاف في المتعدى من قوله: (كسر ضم).
أي: الذي زايه دائرة بين الضم والكسر، فخرج اللازم، فإنه مفتوح الزاي نحو:
ولا هم يحزنون [آل عمران: 170] [و] ولا تحزنوا [آل عمران: 139].
وقيد الكسر؛ لأجل الضد.
ووجه كسر إن: الاستئناف.
ووجه فتحها: عطفها، أي: بنعمة وفضل [و] بأن الله؛ فالنعمة دلت على النعيم، والفضل دل على سعته.
وقال الفراء: العرب تقول: حزنهم وأحزانهم، أي: بمعنى.
وقال الخليل: حزنه: جعل فيه حزنا: كدهنه، وأحزنه جعله حزينا كأدخله، وكان الأول أبلغ من الثاني.
ووجه ضمه: أنه مضارع «أحزن».
و [وجه] الفتح: أنه مضارع «حزن» والاستثناء الجمع وفتح الأثقل معدلة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/254] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيع" [الآية: 171] فالكسائي بكسر الهمزة على الاستئناف والباقون بالفتح عطفا على نعمة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/494]
أي: وعدم إضاعة الله أجر المؤمنين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستبشرون بنعمة من الله}
{وأن الله لا يضيع} [171] قرأ علي بكسر همزة {إن} والباقون بفتحها). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين (171)}
{يستبشرون}
- تقدم في الآية السابقة ترقيق الراء وتفخيمها.
{وأن الله}
- قراءة الكسائي وجماعة "وإن الله" بكسر الهمزة على الاستئناف.
وقراءة جمهور القراء "وأن الله" بفتح الهمزة عطفا على نعمة، أي: وعدم إضاعة الله أجر المؤمنين.
ويؤيد قراءة الكسائي قراءة ابن مسعود "والله لا يضيع أجر
[معجم القراءات: 1/621]
المؤمنين، وذكروا أنها كذلك في مصحفه.
{المؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا، وانظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/622]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #53  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (172) إلى الآية (175) ]

{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قرح} [140، 172]: بضم القاف فيهن: هما، وأبو بكر، وخلف). [المنتهى: 2/636] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {قرح} (140)، في الموضعين، و: {القرح} (172): بضم القاف في الثلاثة.
والباقون: بفتحها فيها). [التيسير في القراءات السبع: 255] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (قرح) في الموضعين (والقرح) بضم القاف في الثّلاثة والباقون بفتحها فيها). [تحبير التيسير: 327] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([140]- {قَرْحٌ}، و{الْقَرْحُ} [172] ضم القاف فيهن: أبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/622] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (570 - وَقَرْحٌ بِضَم الْقَافِ وَالْقَرْحُ صُحْبَةٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([570] وقرحٌ بضم القاف والقرح (صحبةٌ) ومع مد كائن كسر همزته (د)لا
[571] ولا ياء مكسورًا وقاتل بعده = يمد فتح الضم والكسر (ذ)و ولا
القَرح والقُرح، كالفَقر والفُقر، والكَره والكُره، والضَعف والضُعف.
قال الأخفش والكسائي والزجاج: «هما واحد».
وقال الفراء: «كأن القرح الجراحات، والقرح بالضم ألمها» ). [فتح الوصيد: 2/796] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [570] وقرح بضم القاف والقرح صحبة = ومع مد كائن كسر همزته دلا
[571] ولا ياء مكسورا وقاتل بعده = يمد وفتح الضم والكسر ذو ولا
ح: (قرحٌ): مبتدأ، (صحبةٌ): خبر، أي: قراءة صحبة، و(كسر همزته): مبتدأ، والضمير: لـ (كائن)، (دلا): خبر، وفاعله: ضمير الكسر، (مع مد): ظرف (دلا)، بمعنى: أخرج دلوه ملأى، (مكسورًا): حال، وخبر (لا): محذوف، أي: موجود، (قاتل ... يمد): مبتدأ، وخبر، وضمير (بعده): لـ (كائن)، (فتح الضم والكسر ذو ولا): مبتدأ وخبر، أي: ذو متابعة للمد.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {قرحٌ} منكرًا ومعرفًا أين جاء بضم القاف، وهي ثلاثة مواضع: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القوم قرحٌ} [140]، {من بعد ما أصابهم القرح} [172]، والباقون بفتحها، وهما لغتان، كـ (الضَّعف) و (الضُّعف)، أو بالفتح: الجرح،
[كنز المعاني: 2/119]
بالضم: ألمه.
وقرأ ابن كثير: {وكأين} أين جاء بألف بعد الكاف وهمزة مكسورة بعدها، فيكون (كآئن) على وزن: (كاعن)، وأشار إلى قوة تلك القراءة بقوله (دلا)، والباقون: {وكأين} بهمزة مفتوحة بعد الكاف وياء مشددة مكسورة بعدها على وزن: (كعين)، ولم يقيد التشديد لضيق النظم.
وهما لغتان بمعنى (كم) الخبرية، والأصل: (أي)، دخل عليها كاف التشبيه، فالنون صورة التنوين.
ثم قال: وقاتل بعد (كائن)، وهو: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرٌ} [146]، قرأ الكوفيون وابن عامر بفتح القاف المضمومة والتاء المكسورة ومد بينهما، فيكون: (قاتل) على وزن: (فاعل)، والباقون
[كنز المعاني: 2/120]
بضم القاف وكسر التاء بلا مد على وزن: (فُعل)، فيكون معنى {فما وهنوا} فما وهن من لم يقتل منهم). [كنز المعاني: 2/121] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (568- وَقَرْحٌ بِضَم القَافِ وَالقَرْحُ "صُحْبَةٌ"،.. وَمَعْ مَدِّ كَائِنْ كَسْرُ هَمْزَتِهِ "دَ"لا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/37]
أي قرأه صحبة والضم والفتح لغتان، وجاء ذلك في ثلاثة مواضع في هذه السورة: اثنان بلفظ التنكير: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} الثالث بلفظ التعريف: {مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/38] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (570 - وقرح بضمّ القاف والقرح صحبة = .... .... .... .... ....
....
قرأ شعبة وحمزة والكسائي: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ، مِنْ
بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ، والثلاثة في هذه السورة وليس غيرها في القرآن الكريم، قرأ هؤلاء بضم القاف في الثلاثة وغيرهم بفتحها فيها). [الوافي في شرح الشاطبية: 238] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَرْحٌ وَالْقَرْحُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الْقَافِ مِنْ قَرْحٌ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَ (أَصَابَهُمُ الْقُرْحُ)، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا فِي الثَّلَاثَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {قرحٌ} [140] بضم القاف في الموضعين، و{أصابهم القرح} [172] أيضًا، والباقون بفتحها في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 485] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ذكر "القرح" قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {القرح} [172] قرأ شعبة والأخوان بضم القاف والباقون بالفتح). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين استجابوا لله والرسول من بعدما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظیم 172}
{القرح}
- تقدمت القراءة فيه في هذه السورة في الآية / 140، وجاء فيه: قرح، قرح، قرح، قروح، قرح
فانظر هذا فيما سبق.
قال في المكرر: قرأ شعبة عن عاصم وحمزة والكسائي "القرح "بضم القاف والباقون بالفتح، وقد ذكر.
وزاد في الإتحاف أنها بالضم قراءة خلف والأعمش، وأحال في هذا الموضع على الآية السابقة). [معجم القراءات: 1/622]

قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأظهر دال "قد جمعوا" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فزادهم" [الآية: 173] حمزة وخلف وهشام وابن ذكوان بخلفهما، وفتحها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل 173}
{قال لهم}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
- وروي عنهما الإظهار.
[معجم القراءات: 1/622]
{قد جمعوا}
- أظهر الدال عند الجيم نافع وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون
- وقرأ بإدغام الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
{فزادهم}
- قرأه بالإمالة حمزة وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدم الحديث في إمالة هذا الفعل في الآية/10 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/623]

قوله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رِضْوَانٌ حَيْثُ رُفِعَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الرَّاءِ إِلَّا الْمَوْضِعَ الثَّانِيَ مِنَ الْمَائِدَةِ، وَهُوَ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ فَكَسَرَ الرَّاءَ فِيهِ مِنْ طَرِيقِ الْعُلَيْمِيِّ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ عَنْهُ، فَرَوَى أَبُو عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ ضَمَّهُ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْهُ كَسَائِرِ نَظَائِرِهِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْخَبَّازِيُّ وَالْخُزَاعِيُّ عَنِ الشَّذَائِيِّ عَنْ نَفْطَوَيْهِ عَنْ شُعَيْبٍ أَيْضًا.
(قُلْتُ): وَالرِّوَايَتَانِ صَحِيحَتَانِ عَنْ يَحْيَى، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ أَيْضًا، فَرَوَى الضَّمَّ فِيهِ كَأَخَوَاتِهِ عَنْ يَحْيَى خَلَفٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْكِسَائِيِّ وَالْأَعْشَى وَابْنِ أَبِي حَمَّادٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى الْكَسْرَ فِيهِ خَاصَّةً عَنْ يَحْيَى: الْوَكِيعِيُّ وَالرِّفَاعِيُّ وَأَبُو حَمْدُونَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعُلَيْمِيِّ وَالْبُرْجِيِّ وَابْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَعُبَيْدِ بْنِ نُعَيْمٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَهِيَ أَيْضًا رِوَايَةُ الْمُفَضَّلِ وَحَمَّادٍ عَنْ عَاصِمٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَدِ انْفَرَدَ النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي حَمْدُونَ بِكَسْرِ كَرِهُوا رِضْوَانَهُ فِي الْقِتَالِ فَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/238] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" على "سوء" لحمزة وهشام بخلفه بالنقل على القياس، وبالإدغام وتجوز الإشارة فيهما بالروم والإشمام فهي ستة، ولا يصح غيرها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوء} [174] فيه لهشام وحمزة لدى الوقف عليه ستة أوجه، كـــ {شيء} المرفوع، وغيرها ضعيف لا يقرأ به). [غيث النفع: 498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رضوان} لا يخفى). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم 174}
{سوء}
- قراءة حمزة وهشام في الوقف":
- بالنقل على القياس، أي بنقل حركة الهمزة إلى الواو وحذف الهمزة.
- وبالإدغام، إي بإبدال الهمزة واوا وإدغامها في الواو، ويجوز فيهما بالروم والإشارة.
{رضوان الله}
- تقدم ضم الراء لشعبة وغيره «رضوان» في الآية/15 من هذه السورة.
- وقراءة الجماعة بكسرها «رضوان» ). [معجم القراءات: 1/623]

قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "وخافون إن" أبو عمرو وأبو جعفر وصلا، وفي الحالين يعقوب "ومر" ضم راء "رضوان" لشعبة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على "يخوف أولياءه" بتسهيل الثانية مع المد والقصر كلاهما مع تخفيف الأولى وإبدالها واوا مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أولياءه} [175] فيه لحمزة إن وقف عليه وجهان تسهيل الهمزة مع المد والقصر، إلغاء للعارض، واعتدادًا به، وذكر فيه إسقاط الهمزة، فيصير كأنه اسم مقصور على صورة رسمه، مع إجراء وجهي المد والقصر، ولا يصح فيه سوى التسهيل). [غيث النفع: 498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وخافون} أثبت البصري الياء فيه وصلاً، والباقون بحذفها وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين 175}
{يخوف أولياءه}
- قراءة الجماعة "بخوف أولياءه" على إسناد الفعل إلى الشيطان، قيل معناه: يخوفكم من أوليائه، أو يخوفكم بأوليائه، وقيل هو على ظاهره: أي إنما يخاف المنافق، ومن حقيقة لإيمانه، ممن يتبع الشيطان.
- وقرأ ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وعطاء "يخوفكم أولياءه"، أي من أوليائه، أو بأوليائه.
- وقرأ أبي بن كعب والنخعي "يخوفكم بأوليائه".
- وجاءت عند السمين عنهما "يخوف بأوليائه"، ولا كاف فيها.
- وقرأ ابن عباس فيما حكى أبو عمرو الداني، والنخعي "يخوفكم أولياؤه" على إسناد الفعل إلى أولياء الشيطان.
وذكرها ابن عطية، قال: "وقرأ ابن عباس فيما حكى أبو عمرو الداني.. المعنى: يخوفكم قريش ومن معهم وذلك بإضلال الشيطان لهم وذلك كله مضمحل..."
{أولياءه}
- لحمزة في الوقف القراءات التالية:
- تسهيل الهمزة الثانية مع المد.
- تسهيل الهمزة الثانية مع القصر.
وكلا الوجهين السابقين مع تخفيف الأولى وإبدالها واوا مفتوحة.
[معجم القراءات: 1/624]
{وخافون}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو وابن شنبوذ وقنبل ونافع من رواية إسماعيل وابن جماز وخافوني بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.
- وقرا سهل ويعقوب وخافوني بإثبات الياء في الوقف والوصل.
- وقراءة الجماعة "وخافون" بحذف الياء في الحالين، وهي رواية المسيبي وقالون وورش عن نافع.
{مؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا. انظر الآية / 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/625]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #54  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (176) إلى الآية (178) ]

{وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)}

قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْيَاء وَضم الزَّاي وَضم الْيَاء وَكسر الزَّاي من قَوْله {وَلَا يحزنك} 176
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {وَلَا يحزنك} و{ليحزن} المجادلة 10 {إِنِّي ليحزنني} يُوسُف 13 بِضَم الْيَاء وَكسر الزَّاي فِي كل الْقُرْآن إِلَّا فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء {لَا يحزنهم الْفَزع الْأَكْبَر} 103 فَإِنَّهُ فتحهَا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي كل الْقُرْآن {يحزن} بِفَتْح الْيَاء وَضم الزَّاي). [السبعة في القراءات: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحزنك} بضم الياء إلا قوله {لا يحزنهم الفزع الأكبر} [بفتح الياء نافع] ضده يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 220]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يخزنك} [176]، وبابه: بضم الياء إلا قوله: {لا يحزنهم} [الأنبياء: 103] نافع. بضده يزيد، وعيسى، وافق أبو بشر في المجادلة [10]). [المنتهى: 2/639]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (ولا يحزنك وليحزن) بضم الياء وكسر الزاي حيث وقع، وخالف أصله في سورة الأنبياء فقرأه بفتح الياء وضم الزاي، وقرأ الباقون بفتح الياء
[التبصرة: 184]
وضم الزاي حيث وقع). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {ولا يحزنك} (176)، و: {ليحزنني} (يوسف: 13)، و: {ليحزن الذين} (المجادلة: 10): بضم الياء، وكسر الزاي، حيث وقع، ما خلا قوله في الأنبياء (103): {لا يحزنهم}، فإنه فتح الياء، وضم الزاي فيه.
والباقون: كذلك في الكل). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (ولا يحزنك). [وليحزنني] (وليحزن الّذين آمنوا) بضم الياء وكسر الزّاي حيث وقع ما خلا قوله في الأنبياء: (لا يحزنهم) فإنّه فتح الياء وضم الزّاي فيه، والباقون كذلك في الكل. قلت: وتفرد أبو جعفر في الأنبياء بضم الياء وكسر الزّاي والله الموفق). [تحبير التيسير: 330]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُحْزِنْكَ) بضم الياء وكسر الزاء في جميع القرآن ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، وافق نافع، وشيبة وهارون عن أَبِي عَمْرٍو وإلا في الأنبياء ضدهم أبو جعفر، والشيزري عن علي وافق أبو بشر نافعا في المجادلة، الباقون بفتح الياء وضم الراء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر اللغتين وأجودهما). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([176]- {وَلا يَحْزُنْكَ} وبابه، بضم الياء، إلا {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ} [الأنبياء: 103]: نافع). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (578- .... .... وَيَحْزُنُ غَيْرَ اْلأَنْـ = ـبِيَاءِ بِضَمٍّ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَحْفَلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (يقال: حزنه الشيء يحزنه، وأحزنه يُحزنه، لغتان صحيحتان.
قال الخليل رحمه الله: ومعنى حزنته جعلت فيه حزنًا كما تقول: دهنته؛ أي جعلت فيه دهنا. فإذا قلت: أحزنته فمعناه: جعلته حزينا، كما تقول: أدخلته، أي جعلته داخلًا.
وعلى ذلك قراءة نافع.
قال الخليل: «وبعضُ العرب يستعمل حزنته بمعني أحزنته».
والذي في الأنبياء، قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر}، قرأه مثل الجماعة. وهو جمع بين اللغتين.
و(أحفلا)، منصوب على الحال؛ أي حافلًا بقراءة نافع؛ يشير بذلك إلى رد قول من فضل عليها القراءة الأخرى). [فتح الوصيد: 2/806]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [578] وإن اكسروا رفقًا ويحزن غير الانـ = ـبياء بضم واكسر الضم أحفلا
ح: (إن): مفعول (اكسروا)، (رفقًا): مصدر بمعنى الحال من فاعل (اكسروا)، أي: ذوي رفقٍ، (يحزن): مبتدأ، (بضم): خبر، (أحفلا) بمعنى حافلًا به-: حال من فاعل (اكسر)، و(غير الأنبيا): استثناء من (يحزن)، بمعنى: غير حرف الأنبياء.
ص: أي: قرأ الكسائي: {وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [171] بكسر {إن} على الاستئناف، والباقون بفتحها عطفًا على {بنعمة}، أي: يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضل وبأن الله.
وقرأ نافع: {ولا يحزنك الذين يسارعون} [176] وحيث وقع لفظ:
[كنز المعاني: 2/127]
{يحزن}- إلا قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} في سورة الأنبياء [103]، إذ لا خلاف في فتح يائه وضم زايه بضم الياء وكسر الزاي من (أحزن)، والباقون بفتح الياء وضم الزاي من (حزن)، وهما لغتان.
وإنما استثنى نافع حرف الأنبياء اتباعًا للنقل، أو جمعًا بين اللغتين). [كنز المعاني: 2/128] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وحزن وأحزن لغتان وقيل حزنه بمعنى جعل فيه حزنا مثل كحله ودهنه؛ أي: جعل فيه كحلا ودهنا، ومثل حزنه في هذا المعنى: فتنه، قال سيبويه: وقال بعض العرب: أفتنت الرجل وأحزنته أراد جعلته حزينا وفاتنا، واستثنى نافع من ذلك ما في الأنبياء وهو: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}.
فقرأه كالجماعة بفتح الياء وضم الزاي، فقوله: غير الأنبياء؛ أي: غير حرف الأنبياء، ورفقا مصدر في موضع الحال؛ أي: ذوي رفق بمعنى: رافقين، وأحفلا حال من فاعل أكسر؛ أي: حافلا بهذه القراءة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/46]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (578 - .... .... .... ويحزن غير الانـ ... ـبياء بضمّ واكسر الضّمّ أحفلا
....
وقرأ نافع لفظ يَحْزَنَّ* حيث وقع في القرآن بضم الياء وكسر الزاي نحو: وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ، لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ، لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا. إلا قوله تعالى: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ فقرأه كالجماعة بفتح الياء وضم الزاي. وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي في جميع المواضع. و(أحفلا) منصوب على الحال من فاعل. و(اكسر) أي حال كونك حافلا بهذه القراءة عاملا على نشرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (91 - وَيَحْزُنُ فَافْتَحْ ضُمَّ كُلاًّ سِوَى الَّذِيْ = لَدَى الأَنْبِيَا فَالضَّمُّ وَالْكَسْرُ أَحْفَلَا). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- وحزن فافتح ضم كلا سوى الذي = لدى الأنبيا فالضم والكسر (أ) حفلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أحفلا وهو أبو جعفر بفتح يا يحزن وضم الزاي حيث وقع خلافًا لأصله وانفرد بضم الياء وكسر الزاي في قوله لا يحزنهم الفزع في الأنبياء وهذا معنى قوله سوى الذي لدى الأنبيا إلخ ..). [شرح الدرة المضيئة: 112]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَحْزُنْكَ، وَيَحْزُنُهُمُ، وَيَحْزُنَ الَّذِينَ، وَيَحْزُنُنِي حَيْثُ وَقَعَ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ مِنْ كُلِّهِ إِلَّا حَرْفَ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ فِيهِ وَحْدَهُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الزَّايِ فِي الْجَمِيعِ، وَكَذَلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ وَنَافِعٌ فِي الْأَنْبِيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {يحزنك} بضم الياء وكسر الزاي، وكذلك {ليحزنني} [يوسف: 13]، و{ليحزن الذين آمنوا} [المجادلة: 10] كيف وقع في القرآن إلا قوله في الأنبياء {لا يحزنهم الفزع} [الأنبياء: 103] فأبو جعفر عكس نافع فيه، بضم الياء وبكسر الزاي، والباقون بفتح الياء وضم الزاي في الجميع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (545- .... .... يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمٍّ أمّ الانبيا ثما). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يحزن في الكل) أي في كل القرآن نحو. «يحزنك، يحزنهم، وليحزن الذين، ويحزنني» وكسر الزاي نافع إلا قوله تعالى: «لا يحزنهم الفرع الأكبر» فقرأ بهذه الترجمة أبو جعفر والباقون بفتح الياء وضم الزاي وكذا نافع في الأنبياء وأبو جعفر في غير الأنبياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل وكسر «إن» فقال:
ص:
الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمّ (أ) م الأنبيا (ث) ما
ش: أي: قرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن الله لا يضيع أجر المحسنين [آل عمران:
171] بكسر الهمزة: والباقون بفتحها.
وقرأ ذو همزة (أم) نافع (يحزن) المتعدى بضم الياء وكسر الزاي حيث جاء نحو: ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176] [و] ليحزنني أن [يوسف: 13].
وأما لا يحزنهم الفزع بالأنبياء [الآية: 103] فلم يقرأها كذلك إلا ذو (ثما) أبو
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/253]
جعفر، وفهم اختصاصه بها من إفراده، ولو شاركه لذكره معه.
وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي، وكذلك أبو جعفر [في غير] الأنبياء.
تنبيه:
علم عموم (يحزن) من قرينة الضم، وعلم أن الخلاف في المتعدى من قوله: (كسر ضم).
أي: الذي زايه دائرة بين الضم والكسر، فخرج اللازم، فإنه مفتوح الزاي نحو:
ولا هم يحزنون [آل عمران: 170] [و] ولا تحزنوا [آل عمران: 139].
وقيد الكسر؛ لأجل الضد.
ووجه كسر إن: الاستئناف.
ووجه فتحها: عطفها، أي: بنعمة وفضل [و] بأن الله؛ فالنعمة دلت على النعيم، والفضل دل على سعته.
وقال الفراء: العرب تقول: حزنهم وأحزانهم، أي: بمعنى.
وقال الخليل: حزنه: جعل فيه حزنا: كدهنه، وأحزنه جعله حزينا كأدخله، وكان الأول أبلغ من الثاني.
ووجه ضمه: أنه مضارع «أحزن».
و [وجه] الفتح: أنه مضارع «حزن» والاستثناء الجمع وفتح الأثقل معدلة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/254] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يحزنك" [الآية: 176] "ويحزنهم، ويحزنك، الذين ويحزنني" حيث وقع فنافع بضم حرف المضارعة وكسر الزاي من أحزن رباعيا إلا حرف الأنبياء لا يحزنهم ففتحه وضم الزاي كقراءة الباقين في الكل من حزن ثلاثيا، إلا أبا جعفر وحده في حرف الأنبياء فقط، فضم وكسر وعن ابن محيصن الضم في الكل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "يسارعون" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يحزنك} [176] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم 176}
{ولا يحزنك}
- قراءة الجماعة "ولا يخزنك" بفتح الياء من "حزن".
- وقرأ نافع وابن محيصن "ولا يحزنك" بضم الياء من "أحزن"،
[معجم القراءات: 1/625]
وهي قراءة نافع في جميع القرآن، وكذا ابن محيصن من طريق البلخي.
وهما لغتان، يقال: حزن وأحزن، وأحزن: لغة تميم، وحزن لغة قريش.
قال أبو زرعة:" وحجة نافع قول العرب: هذا أمر محزن".
وقال الطوسي: "وقرأ أبو جعفر عكس ما قرأ نافع، فإنه فتح في جميع القرآن إلا قوله "لا يحزنهم"، فإنه ضم الياء.
{يسارعون}
قراءة الجماعة "يسارعون" بالألف من سارع.
- وقرأ الحر بن عبد الرحمن النحوي وطلحة يسرعون من "أسرع".
قال ابن عطية: "وقراءة الجماعة أبلغ؛ لأن من يسارع غيره أشد اجتهادا من الذي يسرع وحده".
وقال ابن جني: "معنى يسارعون في قراءة العامة أي يسابقون غيرهم، فهو أسرع لهم، وأظهر خفوفا بهم، وأما يسرعون فأضعف في معنى السرعة من يسارعون؛ لأن من سابق غيره أحرص علي التقدم ممن آثر الخفوف وحده...".
- وقرأ "يسارعون" بالإمالة الدوري عن الكسائي.
{لن يضروا}
- قراءة الجماعة "لن يضروا" بضم الضاد.
- وقرأ الأعمش "لن يضيروا" بكسرها.
[معجم القراءات: 1/626]
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية /123 من سورة البقرة.
{ألا يجعل لهم}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
{في الآخرة}
- تقدمت القراءات فيه مفصلة في الآية 4/ من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/627]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم 177}
{لن يضروا}
- قراءة الأعمش فيه بكسر الضاد "لن يضروا".
وقد تقدم في الآية السابقة.
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية / 123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/627]

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (46 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} 178
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ} 180 و(لَا يَحسبن الَّذين يفرحون) 188 (فَلَا يحسبنهم) 188 كُلهنَّ بِالْيَاءِ وَكسر السِّين فِي كل الْقُرْآن وَضم الْبَاء فِي (يحسبنهم)
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ} و(لَا يَحسبن الَّذين يفرحون) كل ذَلِك بِالْيَاءِ و{فَلَا تحسبنهم} بِالتَّاءِ وَفتح الْبَاء غير أَن نَافِعًا كسر السِّين وَفتحهَا ابْن عَامر
وَقَرَأَ حَمْزَة {لَا تحسبن الَّذين كفرُوا} (وَلَا تحسبن الَّذين يَبْخلُونَ) و(لَا يَحسبن الَّذين يفرحون) و{فَلَا تحسبنهم} بِفَتْح الْبَاء وكل ذَلِك بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ عَاصِم وَالْكسَائِيّ كل مَا فِي هَذِه السُّورَة بِالتَّاءِ إِلَّا حرفين قَوْله {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ} فَإِنَّهُمَا بِالْيَاءِ
وَكسر الْكسَائي السِّين وَفتحهَا عَاصِم
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي قَوْله {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله} أَنَّهَا بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 219 - 220]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحسبن} وثلاثة بعده بالياء، وضم الباء من يحسبنهم مكي وأبو عمرو كله بالتاء، حمزة كله بالياء، إلا {فلا تحسبنهم} مدني شامي ويعقوب الآخرون الأولان بالياء فقط). [الغاية في القراءات العشر: 220] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا تحسبن الذين كفروا} [178]، و{يبخلون} [180]: بالتاء فيهما حمزة، وحمصي، وافق سعيدٌ في الثاني). [المنتهى: 2/640]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ولا تحسبن الذين كفروا) (ولا تحسبن الذين يبخلون) بالتاء فيهما، وقرأهما الباقون بالياء). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ولا تحسبن الذين كفروا} (178)، و: {ولا تحسبن الذين يبخلون} (180): بالتاء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ولا تحسبن الّذين كفروا ولا تحسبن الّذين يبخلون) بالتّاء فيهما). [تحبير التيسير: 330] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تَحْسَبَنَّ) في الأربعة والنور والأنفال الزَّعْفَرَانِيّ، ومجاهد بالتاء في الكل ابْن مِقْسَمٍ بالتاء وافق الزَّيَّات وأبو بحرية، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) ). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([178]- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}، و{يَبْخَلُونَ} [180] بالتاء فيهما: حمزة). [الإقناع: 2/624] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (579 - وَخَاطَبَ حَرْفَا يَحْسَبَنَّ فَخُذْ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([579] وخاطب حرفًا يحسبن (فـ)خذ وقل = بما يعملون الغيب (حقٌ) وذو ملا
(حرفًا يحسبن): مرفوع على أنه فاعلٌ، كما تقول: قام غلاما زیدٍ، جعلهما مخاطبین، لأن الخطاب بهما.
وقوله: (فخذ)، أي فخذ بالخطاب، لأن أبا حاتم ومن تابعه يردون ذلك، ويزعمون أنه لحن.
ومعنى القراءة: ولا تحسبن یا محمد الذين كفروا أن إملاءنا خيرٌ.
فـ {الذين} وما يتصل به مفعول. و{أنما نملي} وما يتصل به بدلٌ منه. و(أن) وما اتصل بها تسد مسد مفعولي حسب كما كان ذلك في قوله تعالى: {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون}. و(ما) مصدرية. وهذا قول أبي إسحاق.
ولا فرق في قيامها مقام مفعولين بين البدل وغيره.
فإن قيل: الاقتصار على أحد المفعولين في (حسب) لا يجوز، فكيف يصح أن تكون (أن) وما اتصل بها بدلًا من (الذين) وما اتصل به. وإنما يكون ذلك بعد ذكر المفعولين ؟
[فتح الوصيد: 2/807]
قيل: إنما جاز ذلك بناءً على أن البدل والمبدل منه بمنزلة شيء واحد، كما تقول: جعلت متاعك بعضه فوق بعض، مع أن الاقتصار على المفعول لا يجوز.
فإن قيل: فكيف يصح بدل الإملاء من الذين كفروا وهو غيره، ومن شأن المفعول الثاني في هذا الباب أن يكون الأول؟
قيل: هو على تقدير حذف مضاف؛ أي: ولا تحسبن حال الذين كفروا الإملاء.
فإن قيل: فيلزم أن تنصب خيرًا على هذا التأويل الذي تأوله أبو إسحاق، لأنه إذا أبدل {إنما نملي}، وجب نصب خيرًا على أنه مفعول ثان.
قيل: الجواب من وجهين:
أحدهما، ما تقدم من رفعه على أنه خبر أن، وأنها سدت مسد المفعولين.
والثاني، أن يرتفع على أنه خبر ابتداء محذوف؛ والتقدير: هو خير لهم، فتكون الجملة المفعول الثاني.
والقياس أن تكتب (أن) هذه منفصلة، ولكنها في الرسم متصلة.
وقال الكسائي والفراء: «وجه هذه القراءة التكرير والتأكيد؛ والتقدير: ولا تحسبن الذين كفروا، ولا تحسبن أنما نملي».
قال الفراء: «ومثله: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم}، أي هل ينظرون إلا أن تأتيهم».
ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي، وما بعده صلة له، والضمير محذوف، وتقديره: نمليه لهم.
[فتح الوصيد: 2/808]
وعلى القراءة بالياء، {الذين كفروا}: فاعل. و(أن) وما بعدها سد مسد المفعولين. و(ما) مصدرية، أو بمعنى الذي.
ويجوز على الياء، أن تسند الفعل إلى النبي عليه السلام؛ أي: ولا يحسبن الرسول الذين كفروا أنما نملي لهم، فتكون القراءتان بمعنًى واحد.
والثاني من حرفي (تحسبن): قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين يبخلون بما ءاتاهم الله من فضله هو خيرًا لهم}: قرأه حمزة بالتاء، وجرى فيه من الطعن ما جرى في الأول.
قال النحاس: «هو بعيد جدا».
ووجهه عند أهل الحذق، أنه على حذف مضاف؛ أي: ولا تحسبن يا محمد بخل الذين يبخلون خيرًا لهم، وهو زائد فاصل، فذهب ما استبعده النحاس من كون {الذين} مفعولا، و{خيرًا} مفعولًا ثانيًا، لأن المفعول الثاني في هذا الباب، لا بد أن يكون الأول.
ويجوز أن يكون الذين مفعولا على تقدير: ولا تحسبن الذين يبخلون بخلهم خيرًا لهم، فحذفه لدلالة يبخلون عليه.
ومثله قولهم: من كذب كان شرا له؛ أي كان كذبه شرًا له.
ومن قرأ بالياء، فوجه قراءته أن {الذين} فاعل {يحسبن} ولا بد من تقدير محذوف؛ أي: ولا يحسبن الذين يبخلون البخل خيرًا لهم، كما تقدم في الوجه الثاني للقراءة الأولى.
ومثله قول الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/809]
إذا نهي السفيه جرى إليه = وخالف والسفيه إلى خلاف
دل السفيه على السفه.
فالهاء في (إليه) عائدة إليه). [فتح الوصيد: 2/810]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [579] وخاطب حرفا تحسبن فخذ وقل = بما تعملون الغيب حق وذو ملا
ح: (حرفا): فاعل (خاطب)، لأن الخاطب حصل بسببهما، (تحسبن): مضاف إليه، (بما تعملون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (حقٌ): خبر، والجملة: خبر الأول، وخفف همزة (ملا) وهم الأشراف ضرورةً.
ص: أي: قرأ حرفي: {ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي} [178]، {ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله} [108] بتاء الخطاب على أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، أو لكل واحدٍ، و{الذين كفروا}: مفعول، و{أنما نملي لهم خيرٌ}: بدل من المفعول سد مسد
[كنز المعاني: 2/128]
المفعولين، و{الذين يبخلون} أول مفعولي: {حسب} على تقدير مضاف، أي: بخل الذين يبخلون، و{هو}: ضمير فصل، و{خيرًا}: ثاني مفعوليه.
والباقون بياء الغيبة على أن {الذين كفروا}و {الذين يبخلون}: فاعلان، و{أنما نملي لهم}: سد مسد المفعولين في الأول، والمفعول الأول في الثاني محذوف، أي: البخل خيرًا لهم.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {والله بما يعملون خبيرٌ} [180] بياء الغيبة على إسناد الفعل إلى الباخلين المذكورين، والباقون بتاء الخطاب على أنه يعم الباخلين وغيرهم.
والمعنى: الغيب في يعملون ثابت وذو ملإ أشراف ينصرونه ويقرءون به). [كنز المعاني: 2/129] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (579- وَخَاطَبَ حَرْفَا يَحْسَبَنَّ "فَـ"ـخُذْ وَقُلْ،.. بِمَا يَعْمَلُونَ الغَيْبُ "حَقٌّ" وَذُو مِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/46]
حرفا يحسبن فاعل خاطب جعلهما مخاطبين لما كان الخطاب فيهما، وقد استعمل هذا التجوز كثيرا في هذه القصيدة نحو: وخاطب فيها تجمعون له ملا، وأراد بالحرفين: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ}، {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا}.
فأما الأول فعلى قراءة الجماعة بالغيب يكون: {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنفُسِهِمْ} سد مسد مفعولي حسب نحو: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ}.
وفي الثاني يكون المفعول الأول محذوفا؛ أي: البخل خبرًا لهم، وقراءة حمزة بالخطاب مشكلة، وقد صرح جماعة من أهل العربية بعدم جوازها، قال أبو جعفر النحاس: زعم أبو حاتم أنه لحن لا يجوز، قال: وتابعه على ذلك جماعة، وقال الزجاج: من قرأ: {وَلا يَحْسَبَنّ} بالتاء لم يجز عند البصريين إلا كسر "إن"؛ المعنى: لا تحسبن الذين كفروا إملاؤنا لهم خير لهم، ودخلت أن مؤكدة فإذا فتحت صار المعنى ولا تحسبن الذين كفروا إملاءنا خيرا لهم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/47]
قال أبو إسحاق: وهو عندي يجوز في هذا الموضع على البدل من الذين، المعنى: ولا تحسبن إملاءنا للذين كفروا خيرا لهم، وقد قرأ بها خلق كثير ومثل هذه القراءة من الشعر قول الشاعر:
فما كان قيس هلكه هلك واحد
جعل هلكه بدلا من قيس المعنى: فما كان هلك قيس هلك واحد، قال أبو علي في الإصلاح: لا يصح البدل إلا بنصب خير من حيث كان المفعول الثاني لحسبت فكما انتصب هلك واحد في البيت لما أبدل الأول من قيس بأنه خبر كان كذلك ينتصب خير إذا أبدل الإملاء من {الَّذِينَ كَفَرُوا} بأنه مفعول ثانٍ لتحسبن، قال: وسألت أحمد بن موسى -يعني ابن مجاهد- عنها، فزعم أن أحدا لم يقرأ بها يعني: بنصب خير، وقال في الحجة: {الَّذِينَ كَفَرُوا} في موضع نصب بأنه المفعول الأول والمفعول الثاني في هذا الباب هو المفعول الأول في المعنى فلا يجوز إذا فتح أن في قوله: {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ}؛ لأن إملاءهم لا يكون إياهم، قال: فإن قلت: فلم لا يجوز الفتح في أن وتجعله بدلا من {الَّذِينَ كَفَرُوا} كقوله: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}، وكما كان أن من قوله سبحانه: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/48]
قيل: لا يجوز ذلك وإلا لزمك أن تنصب خيرا على تقدير: لا تحسبن إملاء الذين كفروا خيرا لأنفسهم من حيث كان المفعول الثاني لتحسبن، وقيل: إنه لم ينصبه أحد فإذا لم ينصب علم أن البدل فيه لا يصح، وإذ لم يصح البدل لم يجز إلا كسر إن على أن يكون إن وخبرها في موضع المفعول الثاني من تحسبن، وقال الزمخشري: الذين كفروا في من قرأ بالتاء نصب "وإنما نملي لهم خيرا لأنفسهم" بدل منه؛ أي: ولا تحسبن أنما نملى للكافرين خير لهم، وأن مع خبه ينوب عن المفعولين وما مصدرية، فإن قلت: كيف صح مجيء البدل ولم يذكر إلا أحد المفعولين، ولا يجوز الاقتصار بفعل الحسبان على مفعول واحد، قلت: صح ذلك من حيث أن التعويل على البدل والمبدل منه في حكم المنحى، ألا تراك تقول جعلت متاعك بعضه فوق بعض مع امتناع بكونك على متاعك، قال: ويجوز أن يقدر مضاف محذوف على: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} أصحاب أن الإملاء خير؛ لأنفسهم أو ولا تحسبن حال الذين كفروا إن الإملاء خير لأنفسهم، وقال النحاس: زعم الكسائي والفراء أنها جائزة على التكرير؛ أي: ولا تحسبن الذين كفروا ولا تحسبن أنما نملي لهم يعني: مثل: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}، {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ} كما سيأتي، قال النحاس: وقراءة يحيى بن وثاب بكسر إن حسنة كما تقول: حسبت عمرا أخوه خارج، وقال مكي: إنما وما بعدها بدل من الذين فسدّ مسدّ المفعولين كما في قراءة من قرأ بالياء، وقال المهدوي: قال قوم: قدم الذين كفروا توكيدا، ثم جاء لهم من قوله: {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ}؛ ردا عليهم، والتقدير: ولا تحسبن أن إملاءنا للذين كفروا خير لهم، وقال أبو الحسن الحوفي: إن وما عملت فيه في موضع نصب على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/49]
البدل من الذين كفروا، والذين: المفعول الأول والثاني محذوف، وقال أبو القاسم الكرماني في تفسيره المسمى باللباب: يجوز أن تكون التاء للتأنيث كقوله: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ}، ولا تحسبن القوم الذين، والذين وصف للقوم كقوله: {وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا}.
قلت: فيتَّحد معنى القراءتين على هذا؛ لأن الذين كفروا فاعل فيهما، وكذا يتحد معنى القراءتين على قول من يقول إن الذين كفروا مفعول على قراءة الياء أيضا والفاعل الرسول أو أحد كما تقدم في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}، وقيل: إنما نملي بدل من الذين كفروا بدل الاشتمال؛ أي: إملاءنا خير بالرفع خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو خير لأنفسهم والجملة هي المفعول الثاني، قلت: ومثل هذه القراءة بيت الحماسة:
منا الأناة وبعض القوم تحسبنا،.. أنا بطاء وفي إبطائنا سرع
كذا جاءت الرواية بفتح أنا بعد ذكر المفعول الأول فعلى هذا يجوز أن تقول: حسبت وزيد أنه قائم؛ أي: حسبته ذا قيام، فوجه الفتح أنها وقعت مفعوله وهي وما عملت فيه في موضع مفرد وهو المفعول الثاني لحسبت والله أعلم.
وأما {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُون} على قراءة الخطاب، فتقديرها على حذف مضاف؛ أي: بخل الذين يبخلون). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/50]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (579 - وخاطب حرفا يحسبنّ فخذ وقل ... بما يعملون الغيب حقّ وذو ملا
قرأ حمزة: ولا تحسبنّ الّذين كفروا، ولا تحسبنّ الّذين يبخلون بتاء الخطاب فيهما، والباقون بياء الغيبة فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89- .... .... .... .... .... = .... .... وَالْغَيْبُ يَحْسِبُ فُضِّلَا
90 - بِكُفْرٍ وَبُخْلٍ الآخِرَ اعْكِسْ بِفَتْحِ بَا = كَذِيْ فَرَحٍ .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والغيب يحسب فضلا بكفر وبخل، الخ أي قرأ مرموز (فا) فضلا وهو خلف بالغيب في يحسب المتصل بقوله {كفروا} [178] وهذا معنى قوله بكفر وكذلك {يحسبن الذين} [180] المتصل بقوله {يبخلون} وهذا معنى قوله: وبخل وعلم من الوفاق للآخرين كذلك في الموضعين، ثم عكس الترجمة فاستأنف وقال: الآخر عكس بفتح با كذي فرح واشدد يميز معًا حلا أي قرأه مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بالخطاب في {فلا تحسبنهم بمفازة} [188] وهو المراد بقوله: الآخر لكن مع فتح بائه وهذا معنى قوله بفتح با فخالف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك بالخطاب والفتح فعلى هذا ضمير الجمع مفعول أول ويريد بقوله كذى
[شرح الدرة المضيئة: 111]
فرح التشبيه في عكس الغيب فقط أي قرأ أيضًا يعقوب {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب على أنه المفعول الأول الذين والثاني محذوف اكتفاء بذكره بعده في {تحسبنهم} وعلم من الوفاق أنه لخلف أيضًا بالخطاب فاتفقا وأنه لأبي جعفر بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، والآخر بالخطاب فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 112] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا، وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ولا يحسبن الذين كفروا} [178]، و{ولا يحسبن الذين يبخلون} [180] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544 - وخاطبن ذا الكفر والبخل فنن = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح (ظ) هر (كفى) واكسر وأن
يعني «ولا تحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون» قرأهما بالخطاب حمزة، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولا يحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون" [الآية: 178، 180] فحمزة بالخطاب فيهما وافقه المطوعي.
والخطاب له -صلى الله عليه وسلم- أو لكل أحد والذين كفروا مفعول أول إنما نملي بدل منه سد مسد المفعولين، ولا يلزم منه أن تكون عملت في ثلاثة، إذ المبدل منه في نية الطرح وما موصولة أو مصدرية، أي: لا تحسبن أن الذي نمليه للكفار أو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
أملأنا لهم خيرا لهم، وأما الثاني فيقدر فيه مضاف أي: لا تحسبن بخل الذين يبخلون خيرا، فبخل وخيرا مفعولاه والباقون بالغيب فيهما مسندا إلى الذين فيهما، وإنما في الأول سدت مسد المفعولين ويقدر في الثاني مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون بخلهم خيرا لهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يحسبن} معًا، أي {الذين كفروا} [178] و{الذين يبخلون} [180] قرأ حمزة بتاء الخطاب فيهما، والباقون بياء الغيب، وفتح السين الشامي وحمزة وعاصم، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لأنفسهم} [178] إبدال همزه ياء وتحقيقه لحمزة إن وقف جلي). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي ليزدادوا إثما ولهم وعذاب مهين 178}
{ولا يحسبن}
- قراءة حمزة والمطوعي "ولا تحسبن " بتاء الخطاب، والخطاب للرسول، أو لكل أحد.
وزعم أبو حاتم أن قراءة التاء لحن لا يجوز، وتابعه على ذلك جماعة.
[معجم القراءات: 1/627]
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع والكسائي "ولا يحسبن" بالياء وكسر السين.
- وقراءة الباقين "ولا يحسبن" بالياء وفتح السين.
وتقدم فتح السين وكسرها في الآية / 273 من سورة البقرة.
{ولا يحسبن الذين كفروا أنما... إنما}
قرأ يحيى بن وثاب "ولا يحسبن.. إنما" الفعل بالياء، و"إنما" بكسر الهمزة.
- وقال الزمخشري: "وقرأ يحيى بن وثاب بكسر الأولى وفتح الثانية، ولا يحسبن بالياء.."
وقال أبو حيان معقبا على كلام الزمخشري:
" والذين نقلوا قراءة يحيى لم يذكروا أن أحدا قرأ الثانية بالفتح إلا هو، إنما ذكروا أنه قرأ الأولى بالكسر..."
قلت: ذكر الفتح في الثانية ابن خالويه، قال:
" إنما نملي لهم بكسر الهمزة الأولى، والفتح في أنما نملي"
[معجم القراءات: 1/628]
الثانية، يحيى بن وثاب"
وقال الشهاب: "وقراءة الفتح في الثانية شاذة"
وفي معاني الزجاج:
" وقرئت ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرة، وقد قرئت: ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم".
فقد ذكر القراءة بالتاء مع كسر الهمزة في "إنماء"، ولم أجد مثل هذا عند غيره، فإن يحيى بن وثاب الذي قرأ بكسر الهمزة، وصرحوا أنه قرأ بالياء في الفعل فلعله تحريف في النص، أو أن الأمر التبس على محقق الكتاب فلم يفرق بين القراءتين.
وقال مكي: "وقد كان وجه القراءة لمن قرأ بالتاء أن يكسر إنما. ولم يقرأ به أحد علمته، ونقل هذا عنه أبو حيان.
{خير}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- وقراءة الجماعة "خير" بالرفع خبر «إن».
وقرئ شاذا بالنصب "خيرا".
وذكر أبو إسحاق الزجاج أن المعنى: "لا يحسبن إملاءنا للذين كفروا خيرا لهم، وقد قرأ بها خلق كثير".
{لأنفسهم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة، وصورتها:
[معجم القراءات: 1/629]
"لينفسهم".
- والجماعة على تحقيق الهمزة الحالين "لأنفسهم"). [معجم القراءات: 1/630]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #55  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (179) إلى الآية (180) ]

{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}

قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (47 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْيَاء وَضمّهَا وَالتَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد من قَوْله {حَتَّى يُمَيّز الْخَبيث من الطّيب} 179 و{ليميز الله} الْأَنْفَال 37
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {حَتَّى يُمَيّز} و{ليميز}
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {حَتَّى يُمَيّز} و{ليميز} بِضَم الْيَاء وَالتَّشْدِيد). [السبعة في القراءات: 220]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({حتى يميز، وليميز} خفيف حجازي شامي وأبو عمرو وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 220]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({حتى يميز} [179]، و{ليميز} [الأنفال: 37] مشددان: عراقي غير عاصم وأبوي عمرو، وحمصي). [المنتهى: 2/641]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (يميز الخبيث) (وليميز) في الأنفال بضم الياء الأولى وفتح الميم وتشديد الياء الثانية وكسرها، وقرأهما الباقون بفتح الياء الأولى وكسر الميم والتخفيف). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {حتى يميز} (179)، هنا، وفي الأنفال: بضم الياء، وفتح الميم، وكسر الياء مشددة.
[التيسير في القراءات السبع: 257]
والباقون: بفتح الياء، وكسر الميم، وإسكان الياء مخففة). [التيسير في القراءات السبع: 258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف ويعقوب: (حتّى يميّز) هنا وفي الأنفال بضم الياء وفتح الميم وكسر الياء مشدّدة، والباقون بفتح الياء وكسر الميم وإسكان الياء مخفّفة). [تحبير التيسير: 330]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([179]- {حَتَّى يَمِيزَ}، و{لِيَمِيزَ} [الأنفال: 37] مشددان: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (580 - يَمِيزَ مَعَ الأنْفَالِ فَاكْسِرْ سُكُونَهُ = وَشَدِّدْهُ بَعْدَ الْفَتْحِ وَالضَّمِّ شُلْشُلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([580] يميز مع الأنفال فاكسر سكونه = وشدده بعد الفتح والضم (شـ)لشلا
(شلشلا)، منصوب على الحال؛ أي خفيفًا.
فإن قلت: كيف يصح قوله: شدده خفيفًا؟
قلت: معناه فاكسر سكونه خفيفًا؛ فالعامل في الحال (فاكسر)، وصاحب الحال ضمير الفاعل فيه.
[فتح الوصيد: 2/810]
ويجوز أن يكون العامل (شدده)، وفاعله صاحب الحال، لا أنك تشدده في حال خفته.
و{يميز} بالتخفيف والتثقيل لغتان؛ يقال: ميزت الشيء من الشيء، ومزته أميزه ميزًا.
وروي عن أبي عمرو أنه لا يكون بالتشديد إلا لكثيرٍ من كثيرٍ، والتخفيف بمعنى واحد من واحد). [فتح الوصيد: 2/811]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [580] يميز مع الأنفال فاكسر سكونه = وشدده بعد الفتح والضم شلشلا
ب: (الشلشل): الخفيف.
ح: (يميز) منصوب المحل بفعل يفسره ما بعده، نحو: (زيدًا اضرب
[كنز المعاني: 2/129]
غلامه)، أو مبتدأ، (مع الأنفال):أي هنا مع الأنفال، (فاكسر سكونه): جملة وقعت خبرًا، وأدخل الفاء في الخبر على مذهب الكوفيين، والهاء في سكونه: لـ (يميز)، وكذلك في (شدده)، (شُلشلا): حال من فاعل (اكسر) أو (شدده) .
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: {حتى يميز الخبيث من الطيب} هنا [179]، و{ليميز الله الخبيث من الطب} في الأنفال [37] بكسر الياء الساكنة وتشديدها مع فتح الميم وضم الياء، أي: الأولى من (ميز يميز)، والباقون بسكون الياء وكسر الميم وفتح الياء الأولى من (ماز يميز)، وهما لغتان، وقيل: التخفيف تخليص واحد من واحد، والتشديد تخليص كثير من كثير.
ومعنى (شدده ... شلشلا): أي: سريعًا، أو حال كونه سهلًا في التوجيه، على أنه حال من المفعول). [كنز المعاني: 2/130]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (580- يَمِيزَ مَعَ الأنْفَالِ فَاكْسِرْ سُكُونَهُ،.. وَشَدِّدْهُ بَعْدَ الفَتْحِ وَالضَّمِّ "شُـ"ـلْشُلا
يريد: {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ}.
وفي الأنفال: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ}؛ أي: يميز هنا مع حرف الأنفال اكسر الياء الساكنة، وشددها بعد الفتح في الميم والضم في الياء وماز يميز وميز يميز لغتان، وشلشلا: حال من فاعل شدده أو من مفعوله ومعناه خفيفا؛ لأنه قبل التشديد خفيف ويستحب للقارئ تخفيف اللفظ بالحروف المشددة، وأن لا يتقعر فيها، ويزعج السامع، ويتكلف في نفسه ما لا يحتاج إليه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/51]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (580 - يميز مع الأنفال فاكسر سكونه ... وشدّده بعد الفتح والضّمّ شلشلا
قرأ حمزة والكسائي: حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ هنا، لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ
[الوافي في شرح الشاطبية: 240]
بالأنفال بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الياء الثانية وتشديدها. وقرأ غيرهما بفتح الياء الأولى وكسر الميم وسكون الياء الثانية). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (90- .... .... .... .... .... .... = .... .... وَاشْدُدْ يَمِيْزَ مَعًا حَلَا). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: واشدد يميز معًا حلا أي قرأ يعقوب أيضًا {يميز} هنا وفي الأنفال [37] بضم الياء الأولى وكسر الياء الثانية مع التشديد وفتح الميم وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك، وأنه لأبي جعفر بالتخفيف كأصله). [شرح الدرة المضيئة: 112]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَمِيزَ هُنَا وَالْأَنْفَالِ لِيَمِيزَ اللَّهُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِضَمِّ الْيَاءِ الْأُولَى وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ الْأُخْرَى فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف {يميز} هنا [179] والأنفال [37] بضم الياء الأولى وتشديد الأخرى وكسرها، والباقون بالفتح والتخفيف ساكنة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (546 - يميز ضمّ افتح وشدّده ظعن = شفا معًا .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يميز ضمّ افتح وشدّده (ظ) عن = (ش) فا معا يكتب يا وجهّلن
أي قوله تعالى «ليميّز الله» بضم الياء وفتح الميم وتشديد الياء بعدها هنا، وفي الأنفال يعقوب وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بفتح الياء وكسر الميم مع التخفيف قوله: (معا) يعني هذا الحرف وحرف الأنفال). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يميز ضمّ افتح وشدّده (ظ) عن = (شفا) معا يكتب يا وجهّلن
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظعن) يعقوب، و(شفا) حمزة والكسائي وخلف حتى يميز الخبيث [الآية: 37] هنا وليميز الله بالأنفال [الآية: 37] بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الياء الأخرى وتشديدها.
والباقون بفتح الياء وكسر الميم وتخفيف الياء [الأخرى] وإسكانها.
وماز هذا من هذا: فصله عنه، وميزه لمجرد التكثير؛ لأنه متعد بنفسه؛ [فلهذا]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/254]
قال أبو عمرو: التخفيف واحد من واحد، والتشديد كثير من كثير، وعلم التوجيه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حَتَّى يَمِيز" [الآية: 179] هنا وفي "الأنفال" [الآية: 37] "ليَمِيز اللَّه" فحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بضم الياء وفتح الميم، وكسر الياء الثانية مشددة فيهما من ميز، وافقهما الحسن والأعمش والباقون بفتح الياء وكسر الميم، وسكون الياء بعدها من ماز يميزوهما لغتان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يميز} [179] قرأ الأخوان بضم الياء، وفتح الميم، وكسر الياء الثانية، مشددة، والباقون بفتح الياء، وكسر الميم، بعدها ياء ساكنة). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله، من يشاء فأمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم فلكم أجر عظيم 179}
{المؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا، انظر الآية/23 من سورة البقرة
{حتى يميز}
- قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف والحسن والأعمش «حتى
يميز من «ميز" المضعف.
- وقرأ ابن كثير رواية "حتى يميز" بضم أوله وتخفيف الياء الثانية من «أماز» الرباعي.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر حتى يميز بفتح الياء الأولى، وتخفيف الثانية، وكسر الميم من "ماز".
[معجم القراءات: 1/630]
{رسله.. رسله}
- قراءة الجماعة "رسله"، بضم السين.
- وقرأ الحسن "رسله" بسكون السين.
{يشاء}
- تقدمت القراءة فيه في الآية /213 من سورة البقرة.
{وإن تؤمنوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "وإن تومنوا" بإبدال الهمزة الساكنة واوا.
- وكذلك قراءة حمزة في الوقف بالإبدال). [معجم القراءات: 1/631]

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (48 - قَوْله {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} 180
قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن كثير (وَالله بِمَا يعْملُونَ خَبِير) بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 220]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحسبن} وثلاثة بعده بالياء، وضم الباء من يحسبنهم مكي وأبو عمرو كله بالتاء، حمزة كله بالياء، إلا {فلا تحسبنهم} مدني شامي ويعقوب الآخرون الأولان بالياء فقط). [الغاية في القراءات العشر: 220] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يعملون خبير} بالياء مكي بصري غير سهل). [الغاية في القراءات العشر: 220]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بما يعملون} [180]: بالياء مكي، وحمص وبصري غير سهل، والعبسي طريق الأبزاري، والخراز). [المنتهى: 2/641]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (بما يعملون خبير) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {والله بما يعملون خبير} (180): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ولا تحسبن الّذين كفروا ولا تحسبن الّذين يبخلون) بالتّاء فيهما). [تحبير التيسير: 330] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (بما يعملون خبير) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 331]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و(يَبْخَلُونَ) فيهما وافق أبو زيد عن المفضل في (يَبْخَلُونَ) وافق أهل الكوفة، وَرَوْحٌ، وزيد وحمصي في (يفرَحُونَ) وافق مكي، وأَبُو عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ و(لَا تَحْسَبَنَّهُم) وافق المفضل عن أبي جعفر، والزَّيَّات، والْأَعْمَش، ودمشقي غير ابن عتبة، وحفص، وأبان، والزَّعْفَرَانِيّ، وعبيد، وعبد الوارث، والخفاف، وأبو زيد قول أبي علي في الأنفال وافق الزَّيَّات، وشامي غير ابن عتبة، وخلف في قول أبي الحسين في النور وهو غلط، إذ لم يوافق عليه، وزاد أيضا في الأنفال الهاشمي كالمفضل، الباقون على ما أصَّلْنا، والاختيار ما عليه عليٌّ [لأنه] جمع بين الخطابين أحدهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - والأخرى للكفار (يُمِيِّزَ)، وفي الأنفال ابْن مِقْسَمٍ وحمصي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، والشافعي، ومحبوب عن ابْن كَثِيرٍ في غير أَبِي عَمْرٍو، وأيوب، وعَاصِم إلا أبان، وهو الاختيار لقوله تعالى: (تَكَادُ تَمَيَّزُ)، الباقون (يَمِيزَ) مخفف.
(تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) بالياء الخزاز، والْعَبْسِيّ في اختياره طريق الرَّازِيّ، وميمونة عن أبي جعفر والعجلي، ومكي، وبصري غير أيوب، وسهل، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لاستئناف المخاطبة). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([178]- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}، و{يَبْخَلُونَ} [180] بالتاء فيهما: حمزة). [الإقناع: 2/624] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([180]- {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} بالياء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (579- .... .... .... وَقُلْ = بِمَا يَعْمَلُونَ الْغَيْبُ حَقٌّ وَذُو مِلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (بما يعملون الغيب حق)، لأن مكيا قال: «التاء أحب إلى، لأن قبله {وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم} مع ما قبل ذلك من المخاطبة».
فلذلك قال: (الغيب حق).
أيضًا، لأن قبله: {سيطوقون ما بخلوا به}، مع ما قبله من لفظ الغيبة، فهو حق.
(وذو ملا)، ينصرونه؛ أو ذو ملاء. والملاء: الذمة؛ أي له ذمة). [فتح الوصيد: 2/810]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [579] وخاطب حرفا تحسبن فخذ وقل = بما تعملون الغيب حق وذو ملا
ح: (حرفا): فاعل (خاطب)، لأن الخاطب حصل بسببهما، (تحسبن): مضاف إليه، (بما تعملون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (حقٌ): خبر، والجملة: خبر الأول، وخفف همزة (ملا) وهم الأشراف ضرورةً.
ص: أي: قرأ حرفي: {ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي} [178]، {ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله} [108] بتاء الخطاب على أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، أو لكل واحدٍ، و{الذين كفروا}: مفعول، و{أنما نملي لهم خيرٌ}: بدل من المفعول سد مسد
[كنز المعاني: 2/128]
المفعولين، و{الذين يبخلون} أول مفعولي: {حسب} على تقدير مضاف، أي: بخل الذين يبخلون، و{هو}: ضمير فصل، و{خيرًا}: ثاني مفعوليه.
والباقون بياء الغيبة على أن {الذين كفروا}و {الذين يبخلون}: فاعلان، و{أنما نملي لهم}: سد مسد المفعولين في الأول، والمفعول الأول في الثاني محذوف، أي: البخل خيرًا لهم.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {والله بما يعملون خبيرٌ} [180] بياء الغيبة على إسناد الفعل إلى الباخلين المذكورين، والباقون بتاء الخطاب على أنه يعم الباخلين وغيرهم.
والمعنى: الغيب في يعملون ثابت وذو ملإ أشراف ينصرونه ويقرءون به). [كنز المعاني: 2/129] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والغيب في: {بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} رد على: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ}، والخطاب رد على: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا}.
والملأ بالمد مصدر لملا، وبالقصر: الجماعة الأشراف، وكلاهما مستقيم المعنى هنا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/51]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (579 - .... .... .... .... وقل ... بما يعملون الغيب حقّ وذو ملا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والله بما يعملون خبير بياء الغيبة وغيرهما بتاء الخطاب. وقوله: (وذو ملا) بتخفيف الهمزة أي أشراف والغرض تقوية القراءة). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89- .... .... .... .... .... = .... .... وَالْغَيْبُ يَحْسِبُ فُضِّلَا
90 - بِكُفْرٍ وَبُخْلٍ الآخِرَ اعْكِسْ بِفَتْحِ بَا = كَذِيْ فَرَحٍ .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والغيب يحسب فضلا بكفر وبخل، الخ أي قرأ مرموز (فا) فضلا وهو خلف بالغيب في يحسب المتصل بقوله {كفروا} [178] وهذا معنى قوله بكفر وكذلك {يحسبن الذين} [180] المتصل بقوله {يبخلون} وهذا معنى قوله: وبخل وعلم من الوفاق للآخرين كذلك في الموضعين، ثم عكس الترجمة فاستأنف وقال: الآخر عكس بفتح با كذي فرح واشدد يميز معًا حلا أي قرأه مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بالخطاب في {فلا تحسبنهم بمفازة} [188] وهو المراد بقوله: الآخر لكن مع فتح بائه وهذا معنى قوله بفتح با فخالف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك بالخطاب والفتح فعلى هذا ضمير الجمع مفعول أول ويريد بقوله كذى
[شرح الدرة المضيئة: 111]
فرح التشبيه في عكس الغيب فقط أي قرأ أيضًا يعقوب {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب على أنه المفعول الأول الذين والثاني محذوف اكتفاء بذكره بعده في {تحسبنهم} وعلم من الوفاق أنه لخلف أيضًا بالخطاب فاتفقا وأنه لأبي جعفر بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، والآخر بالخطاب فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 112] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا، وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي:
[النشر في القراءات العشر: 2/244]
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/245]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ولا يحسبن الذين كفروا} [178]، و{ولا يحسبن الذين يبخلون} [180] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {بما تعملون خبير} [180] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544 - وخاطبن ذا الكفر والبخل فنن = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (547- .... .... .... .... يعملو = حقٌّ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح (ظ) هر (كفى) واكسر وأن
يعني «ولا تحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون» قرأهما بالخطاب حمزة، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (يعملوا) يعني «والله بما يعملون خبير» بالغيب على اللفظ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
قتل ارفعوا نقول يا فز يعملوا = (حقّ) وفي الزّبر بالبا (كمّ) لوا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فز) حمزة سيكتب ما قالوا [آل عمران: 181] بالياء المثناة من تحت والبناء للمفعول، وهو معنى قوله: و(جهّلن). [وقرأ] ويقول ذوقوا [آل عمران: 181] بالياء، ورفع قتلهم [آل عمران: 181] بالعطف على نائب الفاعل وهو «ما».
أي: سيحصى الملك قولهم وفعلهم في الدنيا ويعذبهم الله بسببه في الآخرة.
والباقون ببنائه للفاعل المعظم، ونصب وقتلهم، وو نقول [آل عمران: 181] بالنون.
أي: سنحصى نحن، وهو المختار؛ لأنه أبلغ في الوعيد.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير والله بما يعملون خبير لقد [آل عمران:
180، 181] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وجه غيبه: إسناده للناجين مناسبة لـ يبخلون وسيطوّقون [آل عمران: 180].
وهو المختار لقرب المناسبة.
ووجه [خطابه]: إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى: وإن تؤمنوا وتتّقوا [آل عمران: 179] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولا يحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون" [الآية: 178، 180] فحمزة بالخطاب فيهما وافقه المطوعي.
والخطاب له -صلى الله عليه وسلم- أو لكل أحد والذين كفروا مفعول أول إنما نملي بدل منه سد مسد المفعولين، ولا يلزم منه أن تكون عملت في ثلاثة، إذ المبدل منه في نية الطرح وما موصولة أو مصدرية، أي: لا تحسبن أن الذي نمليه للكفار أو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
أملأنا لهم خيرا لهم، وأما الثاني فيقدر فيه مضاف أي: لا تحسبن بخل الذين يبخلون خيرا، فبخل وخيرا مفعولاه والباقون بالغيب فيهما مسندا إلى الذين فيهما، وإنما في الأول سدت مسد المفعولين ويقدر في الثاني مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون بخلهم خيرا لهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والله بما يعملون خبير" [الآية: 180] فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالغيب جريا على يبخلون وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالخطاب على الالتفات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والله بما تعملون خبير} قرأ المكي والبصري بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير 180}
{ولا يحسبن}
- تقدمت القراءات فيه: قراءة التاء، والقراءة بالياء مع كسر السين وفتحها انظر الآية/178.
{أتاهم}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/148 من هذه السورة.
{من فضله هو}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الهاء في الهاء.
{هو خيرا}
- قرأ الأعمش "خيرا" بحذف «هو» من قراءة الجماعة، وهو مفعول "تحسبن".
{خيرا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
[معجم القراءات: 1/631]
{تعملون}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي يعملون بالياء جريا على الغيبة في يبخلون، وسيطوقون..
- وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي تعملون بالتاء على الالتفات.
- وتقدمت الإشارة إلى قراءة المطوعي «تعملون» في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/632]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #56  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (181) إلى الآية (184) ]

{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) }

قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (49 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {سنكتب مَا قَالُوا وقتلهم الْأَنْبِيَاء بِغَيْر حق ونقول ذوقوا} 181 فِي النُّون وَالْيَاء وَالرَّفْع وَالنّصب
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده (سيكتب مَا قَالُوا) بِالْيَاءِ {وقتلهم} رفعا و{الْأَنْبِيَاء} نصبا {وَيَقُول} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {سنكتب مَا قَالُوا} بالنُّون {وقتلهم} نصبا {ونقول} بالنُّون). [السبعة في القراءات:220 - 221]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({سيكتب} بضم
[الغاية في القراءات العشر: 220]
الياء و{قتلهم} رفع، {ويقول} بالياء حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({سيكتب} [181]: بالياء وضمها، {ويقول} [181]: بالياء، {وقتلهم} [181]: رفع: حمزة). [المنتهى: 2/641]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (سيكتب ما قالوا) بالياء وضمها وفتح التاء، وقرأ الباقون بالنون وفتحها وضم التاء.
وقرأ أيضًا و(قتلهم) بالرفع، ونصب الباقون.
[التبصرة: 185]
وقرأ أيضًا (ويقول ذوقوا) بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {سيكتب} (181): بالياء مضمومة، وفتح التاء.
{وقتلهم}: برفع اللام. {ويقول}: بالياء.
والباقون: بالنون مفتوحة، وضم التاء، ونصب اللام. {ونقول}: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة (سيكتب) بالياء مضمومة وفتح التّاء (وقتلهم) برفع اللّام (ويقول) بالياء، والباقون بالنّون مفتوحة وضم التّاء ونصب اللّام (ونقول) بالنّون). [تحبير التيسير: 331]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا) على ما لم يسم فاعله (وَقَتْلَهُمُ) بالرفع (وَيَقُولُ) بالياء الزَّيَّات، والْأَعْمَش والفياض عن طَلْحَة، والهمذاني، وقرأ ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ على تسمية الفاعل). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([181]- {سَنَكْتُبُ} بالياء مضمومة {وَنَقُولُ} بالياء {وَقَتْلَهُمُ} برفع: حمزة). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (581 - سَنَكْتُبُ يَاءٌ ضُمَّ مَعْ فَتْحِ ضَمِّهِ = وَقَتْلَ ارْفَعُوا مَعْ يَا نَقُولُ فَيَكْمُلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([581] سنكتب ياءٌ ضم مع فتح ضمه = وقتل ارفعوا مع يا نقول (فـ)يكملا
معنى قراءة حمزة رحمه الله في ترك تسمية الفاعل أولا وتسميته أخيرا، المغايرة لتغاير المعنى.
فالإحصاء عليهم في الدنيا غير مسمى الفاعل. ويقول الله تعالى في القيامة: {فذوقوا عذاب الحريق}.
و{فيكملا}، منصوب بالفاء في جواب (ارفعوا)؛ أو يكون معنى الاستقبال، أن قولهم يجمع إلى قتلهم الأنبياء في القيامة، ويعاقبون على ذلك.
والكتب: الجمع). [فتح الوصيد: 2/811]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [581] سنكتب ياء ضم مع فتح ضمه = وقتل ارفعوا مع يا نقول فيكملا
ح: (سنكتب): مبتدأ، ياءٌ: مبتدأ ثانٍ، والتنوين: عوض عن المضاف إليه، أي: ياؤه، (ضم): خبر، (مع فتح ضمه): ظرف، (قتل): مفعول (ارفعوا)،
[كنز المعاني: 2/130]
(مع يا يقول): ظرف أيضًا، وقصر (يا) ضرورة، (فيكملا): نصب على جواب الأمر.
ص: قرأ حمزة: (سيكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ويقول) [181] بضم ياء (سيكتب) وفتح مضمومه وهو التاء على بناء المجهول، ورفع {قتلهم} عطفًا على فاعل الفعل المجهول، (ويقول ذوقوا) بياء الغيبة على أن الضمير لله، والباقون {سنكتب} بالنون المفتوحة والتاء المضمومة على بناء المتكلم، ونصب {قتلهم} على المفعول، ونون {نقول} على إخبار الله تعالى عن نفسه بنون العظمة.
ومعنى (فيكملا): افعل كذا وكذا فيكمل بيان وجه القراءة). [كنز المعاني: 2/131]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (581- سَنَكْتُبُ يَاءٌ ضُمَّ مَعْ فَتْحِ ضَمِّهِ،.. وَقَتْلَ ارْفَعُوا مَعْ يَا نَقُولُ "فَـ"ـيَكْمُلا
أي ياء ضمت مع فتح ضم التاء، فيصير الفعل مبنيا للمفعول،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/51]
وقد كان الفاعل ورفع قتل ونصبه عطفا على محل ما قالوا، وهو رفع إن كان سنكتب مبنيا للمفعول، ونصب إن كان للفاعل، وياء يقول الله تعالى والنون نون العظمة،، وقوله: مع يا يقول؛ أي: مع قراءة يا يقول، ونصب فيكملا بالفاء في جواب ارفعوا؛ لأنه أمر والله أعلم؛ أي: قرأ ذلك كله حمزة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/52]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (581 - سنكتب ياء ضمّ مع فتح ضمّه ... وقتل ارفعوا مع يا نقول فيكملا
قرأ حمزة: سيكتب ما قالوا بياء مضمومة في مكان النون المفتوحة مع فتح ضم التاء، ورفع اللام في وَقَتْلَهُمُ مع قراءة ويقول بالياء في مكان النون. وقرأ غيره سَنَكْتُبُ بنون مفتوحة وتاء مضمومة ونصب اللام في وَقَتْلَهُمُ مع قراءة وَنَقُولُ بالنون). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (92 - سَنَكْتُبُ مَعْ مَا بَعْدُ كَالْبَصْرِ فُزْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- سنكتب مع ما بعد كالبصر (فـ)ـز يبيـ = ـينن يكتموا يكتموا خاطب (حـ)ـنا خففوا (طـ)ـلا
يغرنك يحطم نذهب نرينك يستـ = ـخفن وشدد لكن الذ معًا (أ) لا
ش - أي قرأ المشار إليه (بفا) فز وهو خلف {سنكتب} {وقتلهم} {ونقول} [181] بالنون وضم التاء في {سنكتب} ونصب اللام في {قتلهم} وبالنون في {نقول} كالبصرى وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 113]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَنَكْتُبُ، وَقَتْلَهُمُ، وَنَقُولُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ سَيُكْتَبُ بِالْيَاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِ التَّاءِ وَقَتْلَهُمُ بِرَفْعِ اللَّامِ (وَيَقُولُ) بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ سَنَكْتُبُ بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا وَضَمِّ التَّاءِ وَقَتْلَهُمُ بِالنَّصْبِ وَنَقُولُ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/245]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {سنكتب} [181] بالياء وضمها وفتح التاء، و{قتلهم} [181] برفع اللام {ونقول} [181] بالياء، والباقون بالنون وفتحها وضم التاء ونصب {وقتلهم}، و{نقول} بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (546- .... .... .... .... .... = .... .... يكتب يا وجهّلن
547 - قتل ارفعوا يقول يا فز .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (يكتب الخ) يعني قرأ حمزة «سيكتب ما قالوا» بالياء فعل ما لم يسم فاعله وقتلهم بالرفع، ويقول ذوقوا بالياء.
قتل ارفعوا يقول يا (ف) ز يعملوا = (حقّ) وبالزبر بالبا (ك) مّلوا
أي وقتلهم الأنبياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يميز ضمّ افتح وشدّده (ظ) عن = (شفا) معا يكتب يا وجهّلن
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظعن) يعقوب، و(شفا) حمزة والكسائي وخلف حتى يميز الخبيث [الآية: 37] هنا وليميز الله بالأنفال [الآية: 37] بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الياء الأخرى وتشديدها.
والباقون بفتح الياء وكسر الميم وتخفيف الياء [الأخرى] وإسكانها.
وماز هذا من هذا: فصله عنه، وميزه لمجرد التكثير؛ لأنه متعد بنفسه؛ [فلهذا]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/254]
قال أبو عمرو: التخفيف واحد من واحد، والتشديد كثير من كثير، وعلم التوجيه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
قتل ارفعوا نقول يا فز يعملوا = (حقّ) وفي الزّبر بالبا (كمّ) لوا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فز) حمزة سيكتب ما قالوا [آل عمران: 181] بالياء المثناة من تحت والبناء للمفعول، وهو معنى قوله: و(جهّلن). [وقرأ] ويقول ذوقوا [آل عمران: 181] بالياء، ورفع قتلهم [آل عمران: 181] بالعطف على نائب الفاعل وهو «ما».
أي: سيحصى الملك قولهم وفعلهم في الدنيا ويعذبهم الله بسببه في الآخرة.
والباقون ببنائه للفاعل المعظم، ونصب وقتلهم، وو نقول [آل عمران: 181] بالنون.
أي: سنحصى نحن، وهو المختار؛ لأنه أبلغ في الوعيد.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير والله بما يعملون خبير لقد [آل عمران:
180، 181] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وجه غيبه: إسناده للناجين مناسبة لـ يبخلون وسيطوّقون [آل عمران: 180].
وهو المختار لقرب المناسبة.
ووجه [خطابه]: إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى: وإن تؤمنوا وتتّقوا [آل عمران: 179] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" دال قد من "قد سمع" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سنكتب، وقتلهم، ونقول" [الآية: 181] فحمزة بياء مضمومة وفتح تائه مبنيا للمفعول، ورفع لام قتل عطفا على الموصولة النائبة عن الفاعل، ويقول بياء الغيبة وافقه الشنبوذي والباقون بالنون المفتوحة، وضم التاء بالبناء للفاعل، ونصب قتل بالعطف على ما المنصوبة المحل على المفعولية، وعن المطوعي كذلك إلا أنه بالياء في نكتب ونقول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق} [181] قرأ حمزة {سيكتب} بياء مضمومة موضع النون، وفتح التاء، مبنيًا لما لم يسم فاعله، ورفع لام {وقتلهم} {ويقول} بياء الغيب، والباقون بنون مفتوحة للمتكلم الم عظم نفسه، وضم التاء، ونصب لام {قتلهم} {ونقول} بالنون). [غيث النفع: 499]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأنبئآء} لا يخفى {بظلام} [182] كذلك). [غيث النفع: 499] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لقد سمع الله القول الذين قالوا إن الله فقيرا ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق 181}
{لقد سمع}
- قرأ بإدغام الدال في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وقرأ بالإظهار عاصم وابن كثير ونافع وابن عامر وقالون وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب.
قال ابن خالويه: وكان الكسائي يقول: إدغامها أكثر وأفصح وأشهر، وإظهارها لكنة ولحن.
{فقير}
- رقق الراء الأزرق وورش، بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 1/632]
{أغنياء}
- قراءة حمزة وهشام في الوقف بإبدال الهمزة ألفا من جنس ما قبلها، فيجتمع ألفان، فإما أن يحذف إحداهما للساكنين، أو يبقيهما؛ لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين، فإن حذفت الأولى فلك القصر، وإن حذفت الثانية جاز المد والقصر، وإن أبقيتهما مددت مدا طويلا وأجازوا أن يكون متوسطا من أجل التقاء الساكنين.
{سنكتب}
قراءة الجمهور "سنكتب" بنون العظمة، ورجح الطبري هذا القراءة.- وقرأ الحسن والأعرج والمطوعي "سيكتب" بالياء، والفعل مبني للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ حمزة والأعمش والشنبوذي وابن مسعود سيكتب بالياء، والفعل مبني للمفعول.
- وقرأ طلحة بن مصرف استكتب، بتاء مضمومة مبنيا للمفعول، أي مقالتهم
{ما قالوا}
- قراءة الجماعة ما قالوا بصورة الماضي.
- وقرأ أبو معاذ النحوي وابن مسعود وطلحة بن مصرف
[معجم القراءات: 1/633]
"ما يقولون" بصورة المضارع۔
{وقتلهم الأنبياء}
- قراءة الجمهور وقتلهم. بفتح اللام عطفا على ما سبق، أي سنكتب ما قالوا ونكتب قتلهم.
- وقرأ حمزة سيكتب.. وقتلهم برفع اللام عطفا على ما، وهي في محل رفع نائب عن الفاعل.
{ونقول ذوقوا}
- قرأ ابن مسعود "ويقال ذوقوا".
- وفي مصحفه "ويقال لهم ذوقوا بزيادة "لهم"..
- ونقلوا عن أبي معاذ النحوي أن في حرف ابن مسعود "سنكتب ما يقولون ونقول لهم ذوقوا "
- وقرأ حمزة والأعمش والشنبوذي "ويقول ذوقوا" بالياء على الغيبة على الالتفات من الخطاب.
- وقراءة الجماعة ونقول ذوقوا بنون العظمة جريا على ما سبق: سنكتب ...). [معجم القراءات: 1/634]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأنبئآء} لا يخفى {بظلام} [182] كذلك). [غيث النفع: 499] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد (182)}
{بظلام}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الجماعة بالترقيق). [معجم القراءات: 1/635]

قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" دال قد من "قد جاءكم" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "جاءكم" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "فلم" بهاء السكت البزي ويعقوب بخلف عنهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين قالوا إن الله عهدا إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين 183}
{ألا نؤمن}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني "ألا نومن" بإبدال الهمزة الساكنة واوا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{ألا نؤمن لرسول}
- روي إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{حتى يأتينا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني "حتى ياتينا" بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بقربان}
- قراءة الجماعة "بقربان" بسكون الراء.
وروی روح عن أحمد عن عيسى بن عمر أنه كان يقرأ "بقربان" بضم الواو.
[معجم القراءات: 1/635]
قال ابن عطية:
"على الإتباع لضمة القاف، وليست بلغة؛ لأنه ليس في الكلام فلان بضم الفاء والعين، وقد حكى سيبويه: السلطان، بضم اللام، وقال «إن ذلك على الإتباع"
وعقب على هذا أبو حيان بقوله:
" ولم يقل سيبويه إن ذلك على الإتباع، بل قال: ولا نعلم في الكلام فعلان ولا فعلان ولا شيئا من هذا النحو لم نذكره، ولكنه جاء فعلان وهو قليل، قالوا: السلطان وهو اسم".
وقال ابن خالويه بعد ذكر هذه القراءة:
" هذه زيادة على سيبويه؛ لأنه ذكر أنه ليس في كلام العرب كلمة على فعلان إلا سلطان"..
{تأكله}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني تاكله بإبدال الهمزة ألفا.
- وكذلك قرأ حمزة في الوقف بالإبدال.
{قد جاءكم}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام ورويس.
- وقرأ بالإظهار نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
[معجم القراءات: 1/636]
{جاءكم}
- قراءة الإمالة عن حمزة وخلف وابن ذكوان، وهشام بخلاف عنه، فقد أمالها الداجوني عنه وفتحها الحلواني.
- وإذا وقف حمزة على جاءكم سهل الهمزة مع المد والقصر.
- وله أيضا إبدالها ألفا مع المد والقصر.
قال في المكرر: وهو ضعيفه.
{رسل}
- قراءة الجماعة بضم السين "رسل"
- وقرأ المطوعي "رسل"، بإسكانها.
{فلم}
- قراءة البزي ويعقوب في الوقف فلمه بهاء السكت، وفي هذه الرواية عنهما خلاف.
- وتقدمت هذه القراءة في الآية /66 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/637]

قوله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (50 - قَوْله {بِالْبَيِّنَاتِ والزبر} 184
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده (بالبينت وبالزبر) بِالْبَاء وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مصاحف أهل الشَّام
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {والزبر} بِغَيْر بَاء). [السبعة في القراءات: 221]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و{وبالزبر} شامي). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وبالزبر} [184]: دمشقي، زاد هشام طريق الفضل {وبالكتب} [184] ). [المنتهى: 2/641]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (وبالزبر) بزيادة باء، وقرأ في رواية هشام عنه (وبالكتاب) بزيادة باء أيضًا، قرأ الباقون بغير باء فيهما). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (هشام: {وبالزبر وبالكتاب} (184): بزيادة باء فيهما.
هكذا نص هشام عليهما في كتابه، عن أصحابه عن ابن عامر، وحكى أن رسمها كذلك في مصاحفهم.
* وحدثني فارس بن أحمد، قال: حدثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: شك الحلواني في ذلك، فكتب إلى هشام فيه، فأجابه أن الباء ثابتة في الحرفين.
وابن ذكوان: بزيادة باء في : {الزبر} وحده.
والباقون: بغير باء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(هشام: (وبالزبر وبالكتاب) بزيادة باء فيهما، وحدثني فارس بن أحمد قال حدثني عبد الباقي بن الحسن قال: شكّ الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه فأجابه أن الباء ثابته في الحرفين، وابن ذكوان بزيادة باء في الزبر وحده، والباقون والزبر والكتاب بغير باء فيهما). [تحبير التيسير: 331]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالزُّبُرِ)، وهو الاختيار لقوله تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ)،
[الكامل في القراءات العشر: 522]
الباقون بالنون على تسمية الفاعل، (وَبِالزُّبُرِ) بالباء دمشقي، زاد الحلواني عن هشام (وَبِالْكِتَابِ)، الباقون بغير باء فيهما، وهو الاختيار موافقة لأكثر المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([184]- {وَبِالزُّبُرِ}: ابن عامر، زاد هشام {وَبِالْكِتَابِ} [184]). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (582 - وَبِالزُّبُرِ الشَّامِي كَذَا رَسْمُهُمْ وَبِالْـ = ـكِتَابِ هِشَامٌ وَاكْشِفِ الرَّسْمَ مُجْمِلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([582] وبالزبر (الشامي) كذا رسمهم وبالـ = ـكتاب (هشامٌ) واكشف الرسم مجملا
إنما قال (مجملا)، لأن أبا محمد مكیا زعم أنه لم يرسم في الثاني باء أصلًا. ذكر ذلك في كتاب الهداية.
وقال أبو عمرو في المقنع: «هو في الموضعين بالباء»..
ورواه عن هشام عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر، وعن هشام عن سويد بن عبد العزيز عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن مصاحف أهل الشام.
[فتح الوصيد: 2/812]
قال أبو عمرو: «ورأیت هارون بن موسى الأخفش يقول في كتابه: إن الباء زيدت في الإمام؛ يعني الذي وجه به إلى الشام في {وبالزبر} وحدها».
قال أبو عمرو: «والأول عندي أثبت لأنه عن أبي الدرداء».
قال: «وفي سائر المصاحف بغير باء في الحرفين».
قلت: «وقد رأيته في بعض المصاحف القديمة الشامية كما ذكره أبو محمد» ). [فتح الوصيد: 2/813]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [582] وبالزبر الشامي كذا رسمهم وبالـ = كتاب هشامٌ واكشف الرسم مجملا
ح: (وبالزبر الشامي): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الشامي، (كذا رسمهم): خبر ومبتدأ، (بالكتاب هشامٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءته، (مجملًا): حال من فاعل (اكشف) .
ص: قرأ ابن عامر: (جاءو بالبينات وبالزبر) [184] بزيادة الباء في: {والزبر} وكذلك رسم في مصاحف أهل الشام.
[كنز المعاني: 2/131]
وقرأ هشام وحده: (وبالكتاب المنير) [184] بزيادة الباء فيه، وإنما انفرد هشام بزيادة بائه لاختلافهم في أنه رسم في مصحف الشام أم لا؟
روى هشام عن ابن عامر وأبي الدرداء إثباته فيه، قال هارون بن موسى الأخفش: زيد الباء في الإمام الذي وجه به إلى الشام في: (والزبر) وحده.
ولذلك الخلاف قال:
.............. = .............. واكشف الرسم مجملا
أي: آتيا بالقول الجميل). [كنز المعاني: 2/132]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (582- وَبِالزُّبُرِ الشَّامِي كَذَا رَسْمُهُمْ وَبِالـ،.. ـكِتَابِ هِشَامٌ وَاكْشِفِ الرَّسْمَ مُجْمِلا
يعني: قرأ ابن عامر: {جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ}،
بزيادة الباء في: {وَبِالزُّبُرِ}، وكذلك رسم في مصاحف أهل الشام، وانفرد هشام بزيادة الباء في: "وبالكتاب" فقرأ الآية التي في آل عمران كالتي في فاطر بإجماع، وقد روى أبو عمرو الداني من طرق أنه في مصحف الشام كذلك، قال في المقنع: هو في الموضعين بالباء، وقال: رأيت هارون بن موسى الأخفش يقول في كتابه: إن الباء زيدت في الإمام يعني: الذي وجه به إلى الشام في "وبالزبر" وحدها، قلت: وكذلك رأيته أنا في مصحف عندنا بدمشق هو الآن بجامعها بمشهد علي بن الحسين يغلب على الظن أنه المصحف الذي وجهه عثمان -رضي الله عنه- إلى الشام، ورأيته كذلك في غيره من مصاحف الشام العتيقة، قال الشيخ في شرح العقيلة:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/52]
والذي قاله الأخفش هو الصحيح إن شاء الله؛ لأني رأيته كذلك في مصحف لأهل الشام عتيق، يعني: المصحف المقدم ذكره، فإلى هذا الاختلاف أشار بقوله: واكشف الرسم مجملا؛ أي: آتيا بالجميل من القول والفعل والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/53]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (582 - وبالزّبر الشّامي كذا رسمهم وبال ... كتاب هشام واكشف الرّسم مجملا
قرأ الشامي وهو ابن عامر وَبِالزُّبُرِ بزيادة الباء، وهكذا رسم هذا اللفظ في مصحف الشاميين. وقرأ هشام وحده وَبِالْكِتابِ بالباء، وإنما انفرد هشام في زيادة الباء في وَبِالْكِتابِ لاختلاف مصاحف الشام فيه؛ فقد قال الإمام الداني في المقنع: هو في الموضعين بالباء، وقال هارون بن موسى الأخفش: إن الباء زيدت في المصحف الذي وجه به إلى الشام في وَبِالزُّبُرِ وحده وإلى هذا الاختلاف أشار الناظم بقوله (واكشف الرسم مجملا) أي حال كونك آتيا بالجميل في القول والفعل.
والخلاصة: أن هشاما يقرأ بزيادة الباء في الموضعين: وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ وابن ذكوان يقرأ بزيادتها في الموضع الأول وَبِالزُّبُرِ وأن الباقين يقرءون بترك الباء في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَبِالزُّبُرِ بِزِيَادَةِ بَاءٍ بَعْدَ الْوَاوِ فِي وَبِالزُّبُرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/245]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتُلِفَ) عَنْ هِشَامٍ فِي وَبِالْكِتَابِ فَرَوَاهُ عَنْهُ الْحُلْوَانِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا مَنْ شَذَّ مِنْهُمْ بِزِيَادَةِ الْبَاءِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَبِهِ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ أَيْضًا عَنْ قِرَاءَتِهِ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ قَالَ: وَعَلَى ذَلِكَ جَمِيعُ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ وَالْحَسَنِ بْنِ مِهْرَانَ وَأَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِمْ، وَقَالَ لِي فَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ الْحَسَنِ شَكَّ الْحُلْوَانِيُّ فِي ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَى هِشَامٍ فِيهِ فَأَجَابَهُ أَنَّ الْبَاءَ ثَابِتَةٌ فِي الْحَرْفَيْنِ قَالَ الدَّانِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدِي عَنْ هِشَامٍ لِأَنَّهُ قَدْ أَسْنَدَ ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ ثَابِتٍ إِلَى ابْنِ عَامِرٍ وَرَفَعَ مَرْسُومَهُ مِنْ وَجْهٍ مَشْهُورٍ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثُمَّ أَسْنَدَ الدَّانِيُّ مَا أَسْنَدَهُ الْإِمَامُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ مِمَّا رُوِّينَاهُ عَنْهُ فَقَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ هِشَامٌ: وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَيْضًا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ كُلُّهُنَّ بِالْبَاءِ قَالَ الدَّانِيُّ: وَكَذَا ذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ أَنَّ الْبَاءَ مَرْسُومَةٌ فِي وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ جَمِيعًا فِي مُصْحَفِ أَهْلِ حِمْصَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ.
(قُلْتُ): وَكَذَا رَأَيْتُهُ أَنَا فِي الْمُصْحَفِ الشَّامِيِّ فِي الْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ، وَكَذَا رَوَاهُ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ نَصْرٍ الْمُفَسِّرُ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ وَلَوْلَا رِوَايَةُ الثِّقَاتِ عَنْ هِشَامٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/245]
حَذْفَ الْبَاءِ أَيْضًا لَقَطَعْتُ بِمَا قَطَعَ بِهِ الدَّانِيُّ عَنْ هِشَامٍ، فَقَدْ رَوَى الدَّاجُونِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا مَنْ شَذَّ مِنْهُمْ عَنْهُ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ حَذْفَ الْبَاءِ. وَكَذَا رَوَى النَّقَّاشُ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَكَذَا رَوَى ابْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مُصْحَفِ الْمَدِينَةِ: الْبَاءُ ثَابِتَةٌ فِي الْأَوَّلِ مَحْذُوفَةٌ فِي الثَّانِي، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ، وَقَطَعَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقَيِ الدَّاجُونِيِّ وَالْحُلْوَانِيِّ جَمِيعًا بِالْبَاءِ فِيهِمَا، وَهُوَ الْأَصَحُّ عِنْدِي عَنْ هِشَامٍ وَلَوْلَا ثُبُوتُ الْحَذْفِ عِنْدِي عَنْهُ مِنْ طُرُقِ كِتَابِي هَذَا لَمْ أَذْكُرْهُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْحَذْفِ فِيهِمَا، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {والزبر} [184] بزيادة باء، وكذلك روى هشام بخلاف عنه {وبالكتاب} [25]، والباقون بغير باء فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(547- .... .... .... .... .... = .... وفي الزّبر بالبا كمّلوا). [طيبة النشر: 69]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(548 - وبالكتاب الخلف لذ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وبالكتاب الخلف (ل) ذ يبيّنن = ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن
يعني وكذلك «بالكتاب المنير» بزيادة الباء أيضا هشام بخلاف عنه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كملوا) ابن عامر وبالزبر [آل عمران: 184] بالباء، والباقون بحذفها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وبالكتاب الخلف (لذ) يبيّنن = ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن
ش: أي: اختلف عن هشام في بالكتاب [آل عمران: 184].
فرواه عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء وعلى ذلك أهل الأداء عن الحلواني عنه.
وقال فارس: قال لي عبد الباقي بن الحسن: شك الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه، فأجابه:
أن الباء ثابتة في الحرفين.
قال الداني: وهذا هو الصحيح عندي عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر.
ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ثم أسند الداني ما أسنده ابن سلام، فقال: حدثنا هشام ابن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارس عن عبد الله ابن عامر.
قال هشام: وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء في مصحف أهل الشام كذلك.
وكذا ذكر أبو حاتم السجستاني أن الباء مرسومة في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلى أهل الشام.
قال المصنف: وكذا رأيته في المصحف الشامي.
وكذا رواه هبة الله بن سلامة عن الداجوني عن أصحابه عنه، ولولا رواية النقاش عن هشام حذف الباء أيضا لقطعت بها، [و] قطع به الداني [عن هشام]؛ فقد روى الداجوني من جميع طرقه إلا من شذ منهم عن أصحابه عن هشام حذف الباء.
وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام.
وكذا روى ابن عياد عن هشام وعبيد الله بن محمد عن الحلواني عنه.
وقد رأيته في مصحف المدينة بالحذف، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح من هذين الطريقين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/256]
وقطع أبو العلاء عن هشام من طريقي الداجوني والحلواني جميعا فيهما، وهو الأصح عندي عن هشام، ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طريق كتابي هذا لم أذكره. انتهى.
وقرأ الباقون بالحذف فيهما، وكذا هما في مصاحفهم.
وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وصاد (صف) أبو بكر ليبيننه للناس ولا يكتمونه [آل عمران: 187] بياء الغيب، علم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
وجه [باء] بالزبر وبالكتاب [آل عمران: 184]: التأكيد إلا أنه يصير عطف جمل على حد [قوله]: ءامنّا بالله وباليوم الأخر [البقرة: 8].
ووجه حذفها: نيابة العاطف في المفردات على حد: كلّ ءامن بالله وملئكته [البقرة: 285].
ووجه المغايرة: الجمع.
ووجه الغيب: إسنادهما لأهل الكتاب، وهو غيب؛ مناسبة لقوله: فنبذوه ورآء ظهورهم [آل عمران: 187].
ووجه الخطاب: حكاية خطابهم عند الأخذ على حد وإذ أخذ الله ميثق النّبيّين لمآ ءاتيتكم [آل عمران: 81].
وإعراب ولا تكتمونه [آل عمران: 187] مثل: لا تعبدون إلّا الله [البقرة: 83] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/257] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وبالكتاب الخلف (لذ) يبيّنن = ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن
ش: أي: اختلف عن هشام في بالكتاب [آل عمران: 184].
فرواه عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء وعلى ذلك أهل الأداء عن الحلواني عنه.
وقال فارس: قال لي عبد الباقي بن الحسن: شك الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه، فأجابه:
أن الباء ثابتة في الحرفين.
قال الداني: وهذا هو الصحيح عندي عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر.
ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ثم أسند الداني ما أسنده ابن سلام، فقال: حدثنا هشام ابن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارس عن عبد الله ابن عامر.
قال هشام: وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء في مصحف أهل الشام كذلك.
وكذا ذكر أبو حاتم السجستاني أن الباء مرسومة في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلى أهل الشام.
قال المصنف: وكذا رأيته في المصحف الشامي.
وكذا رواه هبة الله بن سلامة عن الداجوني عن أصحابه عنه، ولولا رواية النقاش عن هشام حذف الباء أيضا لقطعت بها، [و] قطع به الداني [عن هشام]؛ فقد روى الداجوني من جميع طرقه إلا من شذ منهم عن أصحابه عن هشام حذف الباء.
وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام.
وكذا روى ابن عياد عن هشام وعبيد الله بن محمد عن الحلواني عنه.
وقد رأيته في مصحف المدينة بالحذف، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح من هذين الطريقين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/256]
وقطع أبو العلاء عن هشام من طريقي الداجوني والحلواني جميعا فيهما، وهو الأصح عندي عن هشام، ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طريق كتابي هذا لم أذكره. انتهى.
وقرأ الباقون بالحذف فيهما، وكذا هما في مصاحفهم.
وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وصاد (صف) أبو بكر ليبيننه للناس ولا يكتمونه [آل عمران: 187] بياء الغيب، علم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
وجه [باء] بالزبر وبالكتاب [آل عمران: 184]: التأكيد إلا أنه يصير عطف جمل على حد [قوله]: ءامنّا بالله وباليوم الأخر [البقرة: 8].
ووجه حذفها: نيابة العاطف في المفردات على حد: كلّ ءامن بالله وملئكته [البقرة: 285].
ووجه المغايرة: الجمع.
ووجه الغيب: إسنادهما لأهل الكتاب، وهو غيب؛ مناسبة لقوله: فنبذوه ورآء ظهورهم [آل عمران: 187].
ووجه الخطاب: حكاية خطابهم عند الأخذ على حد وإذ أخذ الله ميثق النّبيّين لمآ ءاتيتكم [آل عمران: 81].
وإعراب ولا تكتمونه [آل عمران: 187] مثل: لا تعبدون إلّا الله [البقرة: 83] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/257] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَالزُّبُرِ وَالْكِتَاب" [الآية: 184] فابن عامر في والزبر بزيادة باء موحدة بعد الواو كرسمه في الشامية، وهشام بخلف عنه بزيادتها أيضا في وبالكتاب والباء ثابتة في مصحف المدينة في الأولى محذوفة في الثانية، والحذف عن هشام من جميع طرق الداجوني، إلا من شذ، والإثبات عنه من جميع طرق الحلواني، إلا من شذ وهو الأصح عن هشام كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والزبر والكتاب} [184] قرأ هشام بزيادة باء موحدة قبل حرف التعريف فيهما، وابن ذكوان بزيادة باء في الأول فقط، والباقون بحذفها فيهما). [غيث النفع: 499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جأو بالبينات والزبر والكتاب المنير 184}
{رسل}
- تقدمت القراءة بسكون السين للمطوعي في الآية السابقة.
{جاءوا}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في الوقف في الآية السابقة.
{جاءوا بالبينات والزبر}
- قراءة الجمهور...... والزبر.
[معجم القراءات: 1/637]
- وقرأ ابن عامر وابن عباس وابن ذكوان وهشام والحلواني... وبالزبر"، وهي كذلك في مصاحف أهل الشام.
{والكتاب}
- قرأ الجمهور والكتاب".
- وقرأ هشام بخلاف عنه والحلواني وابن عامر «وبالكتاب».
- قال الأصبهاني:
" وروي عن أحمد بن يزيد الحلواني أنه ذكر عن أهل الشام «بالزبر وبالكتاب»، بزيادة الباء في الحرفين، ولم يعرفه أهل الشام، وقالوا: هو غلط لاشك
وتأملت -أي الأصبهاني- مصاحفهم فرأيت فيها «والكتاب» بغير باء، و"بالزبر" بالياء".
وفي النشر: «.. عن أم الدرداء عن أبي الدرداء في مصاحف أهل الشام في سورة آل عمران "جاءوا بالبينات وبالزبر وبالكتاب"، كلهن بالباء.
- قال الداني: وكذا ذكر أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني أن الباء مرسومة في «وبالزبر وبالكتاب» جميعا في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان رضي الله عنه إلى أهل الشام. قلت أي ابن الجزري - وكذا رأيته أنا في المصحف الشامي في الجامع الأموي..".
[معجم القراءات: 1/638]
وفي حاشية الجمل: «والخطب فيه سهل، فمن لم يأت بها - أي بالياء. أكتفي بالعطف، ومن أتي بها كان ذلك تأكيدا".
- قلت: ليس الخطب سهلا: لأن الإشكال في النقل، وليس في تخريجها على وجه من وجوه العربية؛ فإن التخريج ممكن وبابه في العربية واسع). [معجم القراءات: 1/639]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #57  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:36 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (185) إلى الآية (186) ]

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}

قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ذَائِقَةٌ الْمَوْتَ) منون نصب، وهكذا في جميع القرآن أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وقرأ الفياض عن طَلْحَة (ذَائِقَه) بالهاء (الْمَوْتِ) رفع، الباقون (ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) مضاف هو الاختيار لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "ذائقة" بالتنوين "الموت" [الآية: 185] بالنصب وعنه حذف التنوين مع نصب الموت، وحذفه لالتقاء الساكنين مع إرادته). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلف عن أبي عمرو في إدغام "زحزح عن" وكذا يعقوب من المصباح وكذا إمالة "الدنيا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {الغرور} تام، وفاصلة، ومنتهى الربع بلا خلاف، إلا ما جرى عليه عملنا من أنه {قدير} ). [غيث النفع: 499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور 185}
{كل نفس ذائقة الموت}
- قراءة الجماعة "ذائقة الموت" على الإضافة.
- قرأ اليزيدي وأبو حيوة والأعمش ويحيى وابن أبي إسحاق والمطوعي «ذائقة الموت» بتنوين الأول ونصب الثاني على المفعوليه، وذلك بإعمال اسم الفاعل.
- وقرأ الأعمش والمطوعي: "ذائقة الموت" برفع الأول من غير تنوين، وإعماله في الثاني النصب، وحذف التنوين هنا مع إرادته الالتقاء الساكنين.
- وذكر العكبري أنه قرئ: "ذائقه الموت" على جعل الهاء ضمير كله على اللفظ، وهو مبتدأ وخبر.
[معجم القراءات: 1/639]
قال السمين: وإذا صحت هذه القراءة فيكون كل، مبتدأ، وذائقة: خبر مقدم، والموت: مبتدأ مؤخر، والجملة خبر كل.
{زحزح عن}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب وشجاع وعباس وأبو شعيب من طريق العطار، وابن مهران وأبو زيد واليزيدي بخلاف عنه "زحزح عن" بإدغام الحاء في العين.
{عن النار}
- تقدمت الأمانة فيه. انظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16
من هذه السورة آل عمران.
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين / 85،114 من سورة البقرة.
{الغرور}
- قراءة الجماعة "الغرور" بضم الغين.
- وقرأ عبد الله بن عمر الغرور بفتحها. وفسروه بالشيطان، ويحتمل أن يكون فعولا يعنى مفعول، أي متاع المغرور، أي المخدوع). [معجم القراءات: 1/640]

قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذي كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور 186}
{الغرور * لتبلون} 185 - 186
- إدغام الراء في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 1/640]
{أذى}
- قرأه بالإمالة في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح
{كثيرا}
- رقق الأزرق وورش الراء.
{وإن تصبروا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{فإن}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 1/641]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #58  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (187) إلى الآية (189) ]

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)}

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (51 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه} 187
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر بِالْيَاءِ فيهمَا وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ بِالتَّاءِ فيهمَا
وَحَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 221]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ليبيننه ... ولا يكتمونه} بالياء مكي وأبو عمرو وأبو بكر وروح وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ليبيننه ... ولا يكتمونه} [187]: بالياء مكي، وأبو عمرو، وأبو بكر، وقاسم، وزيد، وروح طريق البخاري، والمفضل). [المنتهى: 2/642]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (ليبيننه للناس ولا يكتمونه) بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر: {ليبيننه للناس ولا يكتمونه} (187): بالياء فيهما جميعًا.
[التيسير في القراءات السبع: 258]
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (ليبيننه للنّاس ولا يكتمونه) بالياء جميعًا والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 331]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) بالياء فيهما مكي غير الشافعي، وأَبُو عَمْرٍو، وزيد، وَرَوْحٌ طريق البخاري، والزَّعْفَرَانِيّ، والْعَبْسِيّ، والحسن، وعَاصِم غير حفص، وهو الاختيار لقوله: (فَنَبَذُوهُ)، الباقون بالتاء). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([187]- {لَتُبَيِّنُنَّهُ} {وَلا تَكْتُمُونَهُ} بالياء فيهما: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر). [الإقناع: 2/625]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (583 - صَفَا حَقُّ غَيْبٍ يَكْتُمُونَ يُبَيِّنُنْـ = ـنَ .... .... .... ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([583] (صـ)فا (حق) غيب يكتمون يبيننـ = ــن لا تحسبن الغيبُ (كـ)يف (سما) (ا)عتلى
[584] و(حقـ)ًا بضم البا فلا تحسبنهم = وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
التقدير: صفا في (يكتمون) (یبينن) حق غيبٍ؛ أو: صفا حق غيب يكتمون يبينن محله؛ أو هو: يكتمون يبينن.
والغيبة، على أنه باق على الحكاية عنهم.
والخطاب، على معنى: فقال لهم: لتبيننه للناس ولا تكتمونه). [فتح الوصيد: 2/813]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [583] صفا حق غيب يكتمون تبيننـ = ـن لا يحسبن الغيب كيف سما اعتلا
[584] وحقا بضم البا فلا يحسبنهم = وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
[كنز المعاني: 2/132]
ح: (يكتمون): مبتدأ، (تبينن): عطف بحذف الواو، (صفا حق غيب): جملة فعلية خبر، أي: صفا حق غيبٍ فيهما، (لا تحسبن): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، خبر محذوف، أي: فيه، (كيف سما اعتلى): ظرف، (حقًا): مصدر مؤكد، (فلا حسبنهم): فاعل (حقًا)، (بضم الباء): متعلق به، و(غيبٌ وفيه العطف): خبر ومبتدأ، والهاء: لقوله: {فلا تحسبنهم}، (أو جاء مبدلًا): عطف جملة على جملة، والضمير راجع إلى: {فلا تحسبنهم}.
ص: قرأ أبو بكر وأبو عمرو وابن كثير: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه} [187] بياء الغيبة فيهما على إسناد الفعل إلى المذكورين في:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}، والباقون بتاء الخطاب فيهما على الحكاية، ولأن قبله: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم} [81].
ثم قال: (ولا تحسبن الغيب)، أي: قرأ ابن عامر ونافع وأبو عمرو وابن كثير: (لا يحسبن الذين يفرحون) [188] بياء الغيبة.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (فلا يحسبنهم بمفازةٍ) [188] بياء الغيبة مع ضم الباء.
ووجه الأول: أن {الذين يفرحون} فاعل (يحسبن)، وحذف مفعولاه لدلالة: (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) عليهما، أي: لا يحسبن الفارحون
[كنز المعاني: 2/133]
أنفسهم فائزين، أو {الذين يفرحون}: فاعل، والمفعول الأول: (أنفسهم)، والثاني: {بمفازةٍ من العذاب}، والفاء عاطفة، والتقدير: لا يحسبن الفارحون أنفسهم بمفازةٍ من العذاب، فلا يحسبنهم كذلك، وفاعل (يحسبنهم): واو الجمع، وهذا معنى قوله: (وفيه العطف).
أو يقال: حذف مفعولا {ولا يحسبن} لأن (فلا يحسبنهم) بدل منه، أو تأكيد، وقد استوفى مفعوليه، والتقدير: لا يحسبن الفارحون فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب، نحو: {رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4]، والفاء زائدة، كما في قوله:
.............. = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وهذا معنى قوله: (أو جاء مبدلا).
وقرأ الباقون في الآية الأولى وهم الكوفيون بالخطاب على أن
[كنز المعاني: 2/134]
المفعول الأول: {الذين يفرحون}، والمفعول الثاني: محذوف اكتفاءً بذكره في الآية الثانية.
وهم أي: الكوفيون ونافع وابن عامر بالخطاب، وفتح الباء في الثانية على أن {هم} مفعول أول، و{بمفازة من العذاب} مفعول ثانٍ). [كنز المعاني: 2/135] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (583- "صَـ"ـفَا "حَقُّ" غَيْبٍ يَكْتُمُونَ يُبَيِّنُنْـ،.. ـنَ لا تَحْسَبَنَّ الغَيْبُ "كَـ"ـيْفَ "سَمَا" اعْتَلا
أي يكتمون ويبينن صفا حق غيب فيهما يريد قوله: تعالى: "ليبيننه للناس ولا يكتمونه"، الغيب فيهما، والخطاب على ما تقدم في "لا يعبدون إلا الله" ويقوي الخطاب الاتفاق عليه في الآية المتقدمة {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/53]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (583 - صفا حقّ غيب يكتمون يبيّنن ... ن لا تحسبنّ الغيب كيف سما اعتلا
584 - وحقّا بضمّ البا فلا يحسبنّهم ... وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
قرأ شعبة وابن كثير وأبو عمرو: ليبيننه للناس ولا يكتمونه بياء الغيب في الفعلين، والباقون بتاء الخطاب فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (92- .... .... .... .... .... يُبَيْـ = ـيِنُنْ يَكْتُمُوا خَاطِبْ حَنَا .... ....). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يبينن يكتموا إلخ أي قرأ المشار إليه (بحاء) حنا وهو يعقوببتاء الخطاب في {لتبيننه للناس} [187] ). [شرح الدرة المضيئة: 113]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَتُبَيِّنُنَّهُ، وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو بَكْرٍ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر {لتبيننه} [187] {ولا تكتمونه} [187] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (548- .... .... .... يبيّنن = ويكتمون حبر صف .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يبينن) يريد قوله تعالى «ليبيننه للناس ولا يكتمونه» بالغيب على ما لفظ به ابن كثير وأبو عمرو وشعبة، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وبالكتاب الخلف (لذ) يبيّنن = ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن
ش: أي: اختلف عن هشام في بالكتاب [آل عمران: 184].
فرواه عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء وعلى ذلك أهل الأداء عن الحلواني عنه.
وقال فارس: قال لي عبد الباقي بن الحسن: شك الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه، فأجابه:
أن الباء ثابتة في الحرفين.
قال الداني: وهذا هو الصحيح عندي عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر.
ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ثم أسند الداني ما أسنده ابن سلام، فقال: حدثنا هشام ابن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارس عن عبد الله ابن عامر.
قال هشام: وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء في مصحف أهل الشام كذلك.
وكذا ذكر أبو حاتم السجستاني أن الباء مرسومة في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلى أهل الشام.
قال المصنف: وكذا رأيته في المصحف الشامي.
وكذا رواه هبة الله بن سلامة عن الداجوني عن أصحابه عنه، ولولا رواية النقاش عن هشام حذف الباء أيضا لقطعت بها، [و] قطع به الداني [عن هشام]؛ فقد روى الداجوني من جميع طرقه إلا من شذ منهم عن أصحابه عن هشام حذف الباء.
وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام.
وكذا روى ابن عياد عن هشام وعبيد الله بن محمد عن الحلواني عنه.
وقد رأيته في مصحف المدينة بالحذف، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح من هذين الطريقين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/256]
وقطع أبو العلاء عن هشام من طريقي الداجوني والحلواني جميعا فيهما، وهو الأصح عندي عن هشام، ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طريق كتابي هذا لم أذكره. انتهى.
وقرأ الباقون بالحذف فيهما، وكذا هما في مصاحفهم.
وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وصاد (صف) أبو بكر ليبيننه للناس ولا يكتمونه [آل عمران: 187] بياء الغيب، علم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
وجه [باء] بالزبر وبالكتاب [آل عمران: 184]: التأكيد إلا أنه يصير عطف جمل على حد [قوله]: ءامنّا بالله وباليوم الأخر [البقرة: 8].
ووجه حذفها: نيابة العاطف في المفردات على حد: كلّ ءامن بالله وملئكته [البقرة: 285].
ووجه المغايرة: الجمع.
ووجه الغيب: إسنادهما لأهل الكتاب، وهو غيب؛ مناسبة لقوله: فنبذوه ورآء ظهورهم [آل عمران: 187].
ووجه الخطاب: حكاية خطابهم عند الأخذ على حد وإذ أخذ الله ميثق النّبيّين لمآ ءاتيتكم [آل عمران: 81].
وإعراب ولا تكتمونه [آل عمران: 187] مثل: لا تعبدون إلّا الله [البقرة: 83] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/257] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَه" [الآية: 187] فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بالغيب فيهما إسنادا لأهل الكتاب وافقهم ابن محيصن والباقون بالخطاب على الحكاية أي: وقلنا لهم ونظيره وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتبلون في أموالكم وأنفسكم}
{لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [187] قرأ مكي وبصري وشبعة بياء الغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [غيث النفع: 501]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون 187}
{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس وإذ أخذ الله میثاق النبيين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود "وإذا أخذ ربك من الذين أوتوا الكتاب ميثاقهم". وروى هذا سعيد بن جبير عن أصحاب عبد الله.
[معجم القراءات: 1/641]
{لتبيننه}
- قرأ ابن كثير أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وابن محيصن ويعقوب برواية روح وزيد "ليبيننه" بالياء على الغيبة.
وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وابن عباس وأبو جعفر "لتبيننه" بتاء الخطاب.
- والقراءتان عند الطبري سواء، والقراءة بالياء أحب إليه وقرأ عبد الله بن مسعود "لبينونه" بغير نون التوكيد.
- وجاء عند ابن عطية بالتاء من فوق لتبينونه كذا، ومثله عند السمين.
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{ولا تكتمونه}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب برواية روح وزید ولا يكتمونه بالياء على الغيبة، وهي أحب القراءتين إلى الطبري.
- وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ولا تكتمونه بتاء الخطاب.
[معجم القراءات: 1/642]
{فنبذوه}
- قراءة ابن كثير في الوصل، بوصل الهاء بواو فنبذوهو.
{فبئس}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة ياء في الوقف والوصل. انظر الآية/162). [معجم القراءات: 1/643]

قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحسبن} وثلاثة بعده بالياء، وضم الباء من يحسبنهم مكي وأبو عمرو كله بالتاء، حمزة كله بالياء، إلا {فلا تحسبنهم} مدني شامي ويعقوب الآخرون الأولان بالياء فقط). [الغاية في القراءات العشر: 220] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا تحسبن الذين يفرحون} [188]: بالتاء كوفي، وحمصي، وروح، وزيد.
{فلا يحسبنهم} [188]: بالياء وضم الباء مكي، وأبو عمرو). [المنتهى: 2/640]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (فلا يحسبنهم) بالياء وضم الباء، وقرأ الباقون بالتاء وفتح الباء، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة على فتح السين حيث وقع في المستقبل خاصة). [التبصرة: 186]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (لا تحسبن الذين يفرحون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، وكل واحد على أصله في فتح السين وكسرها، وكلهم قرأوا (ولا تحسبن الذين قتلوا) بالتاء). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (والكوفيون: {لا تحسبن الذين يفرحون} (188): بالتاء.
والباقون: بالياء، في الثلاثة). [التيسير في القراءات السبع: 257]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {فلا يحسبنهم} (188): بالياء، وضم الباء.
والباقون: بالتاء، وفتح الباء). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ويعقوب: (لا تحسبن الّذين يفرحون) بالتّاء، والباقون بالياء في الثّلاثة). [تحبير التيسير: 330]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (فلا يحسبنهم) بالياء وضم الباء والباقون بالتّاء وفتح الباء). [تحبير التيسير: 331]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([188]- {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} بالتاء: الكوفيون.
[188]- {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ} بالياء وضم الباء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/625]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (583- .... .... .... .... = .... لاَ تَحْسَبَنَّ الْغَيْبُ كَيْفَ سَمَا اعْتَلاَ
584 - وَحَقَّا بِضَمِّ الْبَا فَلاَ يَحْسِبُنَّهُمْ = وَغَيْبٍ وَفِيهِ الْعَطْفُ أَوْ جَاءَ مُبْدَلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقرأ نافع وابن عامر: {لا تحسبن الذين يفرحون ... فلا تحسبنهم} بالتاء.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء فيهما، وضم الباء من {يحسبنهم}، وقرأ الباقون وهم الكوفيون بالتاء فيهما مع فتح الباء.
فوجه قراءة نافع وابن عامر، أن {الذين يفرحون} فاعل يحسبن والمفعول الأول محذوف، وهو {أنفسهم}. و{بمفازة من العذاب} في موضع المفعول الثاني، و {فلا تحسبنهم}: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. والمفعول الأول: الهاء والميم، والمفعول الثاني: محذوف؛ والتقدير: فلا تحسبنهم كذلك، والفاء عاطفة؛ كما تقول: ما ظننت زيدًا قائمًا فلا تظننه؛ ومنه: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}، أي ورسوله كذلك.
ويجوز أن تجعل مفعولي يحسبن محذوفين.
وأما قراءة ابن كثير وأبي عمرو، فعلى ما تقدم من إسناد الفعل إلى {الذين يفرحون}، والمفعول الأول: {أنفسهم}، و {بمفازة من العذاب} الثاني، و{فلا تحسبنهم} مكرر للتأكيد، كقوله تعالى: {إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي سجدين}، أي أحد عشر كوكبا والشمس والقمر) لي ساجدين رأيتهم.
ويجوز أن تجعل بمفازة من العذاب، مفعولًا ثانيًا لـ{يحسبنهم}، ويكون بدلًا من (لا يحسبن)، فيغني لإبداله منه عن ذكر مفعوليه، وتكون الفاء زائدة.
وضم الباء من {يحسبنهم}، من أجل ضمير الجماعة بعده وهو الواو.
وإنما حذفت لالتقاء الساكنين: هي والنون المدغمة.
وأما قراءة الباقين، فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
و{الذين يفرحون}: المفعول الأول، و{بمفازة من العذاب}: الثاني.
و{فلا تحسبنهم}: إما مكرر للتأكيد، أو بدل على ما سبق). [فتح الوصيد: 2/814]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [583] صفا حق غيب يكتمون تبيننـ = ـن لا يحسبن الغيب كيف سما اعتلا
[584] وحقا بضم البا فلا يحسبنهم = وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
[كنز المعاني: 2/132]
ح: (يكتمون): مبتدأ، (تبينن): عطف بحذف الواو، (صفا حق غيب): جملة فعلية خبر، أي: صفا حق غيبٍ فيهما، (لا تحسبن): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، خبر محذوف، أي: فيه، (كيف سما اعتلى): ظرف، (حقًا): مصدر مؤكد، (فلا حسبنهم): فاعل (حقًا)، (بضم الباء): متعلق به، و(غيبٌ وفيه العطف): خبر ومبتدأ، والهاء: لقوله: {فلا تحسبنهم}، (أو جاء مبدلًا): عطف جملة على جملة، والضمير راجع إلى: {فلا تحسبنهم}.
ص: قرأ أبو بكر وأبو عمرو وابن كثير: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه} [187] بياء الغيبة فيهما على إسناد الفعل إلى المذكورين في:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}، والباقون بتاء الخطاب فيهما على الحكاية، ولأن قبله: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم} [81].
ثم قال: (ولا تحسبن الغيب)، أي: قرأ ابن عامر ونافع وأبو عمرو وابن كثير: (لا يحسبن الذين يفرحون) [188] بياء الغيبة.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (فلا يحسبنهم بمفازةٍ) [188] بياء الغيبة مع ضم الباء.
ووجه الأول: أن {الذين يفرحون} فاعل (يحسبن)، وحذف مفعولاه لدلالة: (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) عليهما، أي: لا يحسبن الفارحون
[كنز المعاني: 2/133]
أنفسهم فائزين، أو {الذين يفرحون}: فاعل، والمفعول الأول: (أنفسهم)، والثاني: {بمفازةٍ من العذاب}، والفاء عاطفة، والتقدير: لا يحسبن الفارحون أنفسهم بمفازةٍ من العذاب، فلا يحسبنهم كذلك، وفاعل (يحسبنهم): واو الجمع، وهذا معنى قوله: (وفيه العطف).
أو يقال: حذف مفعولا {ولا يحسبن} لأن (فلا يحسبنهم) بدل منه، أو تأكيد، وقد استوفى مفعوليه، والتقدير: لا يحسبن الفارحون فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب، نحو: {رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4]، والفاء زائدة، كما في قوله:
.............. = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وهذا معنى قوله: (أو جاء مبدلا).
وقرأ الباقون في الآية الأولى وهم الكوفيون بالخطاب على أن
[كنز المعاني: 2/134]
المفعول الأول: {الذين يفرحون}، والمفعول الثاني: محذوف اكتفاءً بذكره في الآية الثانية.
وهم أي: الكوفيون ونافع وابن عامر بالخطاب، وفتح الباء في الثانية على أن {هم} مفعول أول، و{بمفازة من العذاب} مفعول ثانٍ). [كنز المعاني: 2/135] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}، فقرئ بالغيب والخطاب، وسيأتي توجيههما.
584- وَ"حَـ"ـقَّا بِضَمِّ البَا فَلا يَحْسِبُنَّهُمْ،.. وَغَيْبٍ وَفِيهِ العَطْفُ أَوْ جَاءَ مُبْدَلا
نصب حقا على المصدر؛ أي: حق ذلك حقا؛ وهو أن "فلا يحسبنهم" بضم الباء والغيب، وفي بعض النسخ وحق بالرفع فيكون خبر المبتدأ الذي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/53]
هو "فلا يحسبنهم"؛ أي: أنه بالضم والغيب حق، ووجه ضم الباء أن الأصل فلا يحسبون فالواو ضمير {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}؛ لأن ابن كثير وأبا عمرو قرءا بالغيب فيهما، فانحذفت النون؛ للنهي، وانحذفت الواو؛ لسكون نون التأكيد، فبقيت ضمة الباء على حالها دالة على الواو المحذوفة، ويكون يحسبن على قراءتهما قد حذف مفعولاه؛ لدلالة ظهور المفعولين في: "فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب"؛ أي: لا يحسبن الفارحون أنفسهم فائزين، وقرأ نافع وابن عامر بالغيبة في الأول، والخطاب في الثاني مع فتح الباء؛ لأجل النون المؤكدة، ولولاها لكانت الباء ساكنة، والقول في مفعولي الأول كما تقدم، وقرأ الباقون وهم عاصم وحمزة والكسائي بالخطاب فيهما، ووجه ذلك أن يقال: الذين يفرحون هو المفعول الأول والثاني محذوف؛ لأنه في الأصل خبر المبتدأ فحذف كما يحذف خبر المبتدأ عند قيام الدلالة عليه،، وقوله: "فلا يحسبنهم بمفازة" قد استوفى مفعوليه، وهما في المعنى مفعولا الأول فاستغني عنهما في لأول بذكرهما في الثاني على قراءة الغيبة في الأول، وعلى قراءة الخطاب استغني عن أحدهما دون الآخر تقوية في الدلالة، وقال الزمخشري: أحد المفعولين {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} والثاني "بمفازة"، وقوله: "فلا يحسبنهم" تأكيد تقديره لا تحسبنهم فلا تحسبنهم فائزين، وقوله: وفيه العطف؛ أي: في تحسبنهم فائدة العطف على الأول، فلهذا كرر أو جاء مبدلا منه فذكر وجهين لمجيء فعل النهي عن الحسبان في هذه الآية مكررًا، وما ذكرناه من تأويل هذه القراءات الثلاث لا يخرج عن الوجهين اللذين ذكرهما؛ لأن الجملة الثانية إن وافقت الأولى في الغيبة والخطاب صح أن تكون بدلا منها على أن تكون الفاء في "فلا" زائدة كقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/54]
وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
ووجه البدل أن الكلام إذا طال الفصل بينه وبين ما يتعلق به جاز إعادته ليتصل بالمتعلق به كقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} فلما طال الفصل قبل الجواب أعاد الفصل بالفاء فقال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}،
وتجوز الإعادة بلا فاء، قال سبحانه في موضع آخر: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} سمي نحو هذا بدلا باعتبار أنه عوض منه وإلا فهو بالتأكيد أشبه على اصطلاح النحويين، وبهذا عبر عنه الزمخشري كما سبق ذكره وأما على قراءة من غاير بين الفعلين غيبة وخطابا، فالثانية عطف على الأولى لا بدل كقولك: ما قام زيد فلا تظننه قائما، وذكر الشيخ أبو علي في الحجة وجه البدل، ونص على زيادة الفاء في "فلا" ومنع من وجه العطف، وقال: ليس هذا موضع العطف؛ لأن الكلام لم يتم ألا ترى أن المفعول الثاني لم يذكر بعد، وفيما قاله نظر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/55]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (583 - .... .... .... .... .... = .... لا تحسبنّ الغيب كيف سما اعتلا
584 - وحقّا بضمّ البا فلا يحسبنّهم ... وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
....
وقرأ ابن عامر ونافع وابن كثير وأبو عمرو لا يحسبنّ الّذين يفرحون بياء الغيب. وقرأ الباقون بتاء الخطاب. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنّهم بضم الباء وياء الغيبة. ثم ذكر وجه قراءة ابن كثير وأبي عمرو في فلا يحسبنّهم بأن الفعل إما معطوف على الفعل قبله وإما بدل منه). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89- .... .... .... .... .... = .... .... وَالْغَيْبُ يَحْسِبُ فُضِّلَا
90 - بِكُفْرٍ وَبُخْلٍ الآخِرَ اعْكِسْ بِفَتْحِ بَا = كَذِيْ فَرَحٍ .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والغيب يحسب فضلا بكفر وبخل، الخ أي قرأ مرموز (فا) فضلا وهو خلف بالغيب في يحسب المتصل بقوله {كفروا} [178] وهذا معنى قوله بكفر وكذلك {يحسبن الذين} [180] المتصل بقوله {يبخلون} وهذا معنى قوله: وبخل وعلم من الوفاق للآخرين كذلك في الموضعين، ثم عكس الترجمة فاستأنف وقال: الآخر عكس بفتح با كذي فرح واشدد يميز معًا حلا أي قرأه مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بالخطاب في {فلا تحسبنهم بمفازة} [188] وهو المراد بقوله: الآخر لكن مع فتح بائه وهذا معنى قوله بفتح با فخالف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك بالخطاب والفتح فعلى هذا ضمير الجمع مفعول أول ويريد بقوله كذى
[شرح الدرة المضيئة: 111]
فرح التشبيه في عكس الغيب فقط أي قرأ أيضًا يعقوب {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب على أنه المفعول الأول الذين والثاني محذوف اكتفاء بذكره بعده في {تحسبنهم} وعلم من الوفاق أنه لخلف أيضًا بالخطاب فاتفقا وأنه لأبي جعفر بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، والآخر بالخطاب فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 112] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ وَضَمِّ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ قَبْلِكَ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون ويعقوب {لا تحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فلا تحسبنهم} [188] بالغيب وضم الباء، والباقون بالخطاب وفتح الباء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544- .... .... .... .... .... = وفرحٍ ظهرٌ كفى .... .... ). [طيبة النشر: 69]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (548- .... .... .... .... .... = .... .... .... ويحسبن
549 - غيبٌ وضمّ الباء حبرٌ .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (وفرح) أي «ولا يحسبن الذين يفرحون» قرأه بالخطاب يعقوب، والكوفيون والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يحسبن) يريد قوله تعالى «فلا يحسبنهم» بالغيب، وضم الباء ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالخطاب وفتح الباء كما سيأتي، وهم على ما تقدم من أصلهم في فتح السين وكسرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [ثم كمل (يحسبن) [فقال]:
ص:
غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا = قدّم وفي التوبة أخّر يقتلوا
ش: أي: قرأ [مدلول (حبر)] ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنهم [آل عمران: 188] (بياء الغيب وضم الباء)، والباقون بتاء الخطاب وفتح الباء، وتقدم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/257]
توجيهها مع لا يحسبن الذين يفرحون [آل عمران: 188].
وقرأ مدلول «شفا» أول الآتي حمزة والكسائي وخلف وقتلوا وقاتلوا لأكفرون [آل عمران: 195] بتقديم وقتلوا [آل عمران: 195] المقصور على الممدود، (وفى التوبة) بتأخير يقتلون [الآية: 111] المفتوح الأول وتقديم المضموم الأول، وقرأ الباقون بالعكس.
وجه تأخير المبني للفاعل: المبالغة في المدح؛ لأنهم إذا قاتلوا وقتلوا بعد وقوع القتل فيهم وقتل بعضهم، كان ذلك دليلا على قوة إيمانهم وشجاعتهم وصبرهم.
ووجه تقديمه: أنه الأصل؛ لأن القتال قبل القتل، ويقال: قتل، ثم قتل ورسمهما [واحد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُون، فلا يحسبنهم" [الآية: 188] فابن كثير وأبو عمرو بالغيب فيهما وفتح الباء في الأولى وضمها في الثاني، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والفعل الأول مسند إليه -صلى الله عليه وسلم- أو غيره والذين مفعول أول والثاني بمفازة أي: لا يحسبن الرسول الفرحين ناجين،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
والفعل الثاني مسند إلى ضمير الذين ومن ثمة ضمت الباء لتدل على واو الضمير المحذوفة لسكون النون بعدها، فمفعوله الأول والثاني محذوف تقديره كذلك أي: فلا يحسبن الفرحون أنفسهم ناجية، والفاء عاطفة وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بتاء الخطاب فيهما وفتح الباء فيهما معا، وافقهم الأعمش إسناد فيها للمخاطب، والثاني تأكيد للأول والفاء زائدة أي: لا تحسبن الفرحين ناجين لا تحسبنهم كذلك، وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بياء الغيب في الأول وتاء الخطاب في الثاني، وفتح الموحدة فيهما إسناد للأول إلى الذين والثاني إلى المخاطب، وافقهم الحسن "وفتح" السين في الفعلين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وأدغم أبو عمرو "فاغفر لنا" بخلف عن الدوري ويوقف لحمزة على نحو: "سيئاتنا" بإبدال الهمزة ياء مفتوحة فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] قرأ الكوفيون بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 501]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلا تحسبنهم} قرأ المكي والبصري بياء الغيب، وضم الباء، والباقون بالخطاب، وفتح الباء.
فصار المكي والبصري بالغيب فيهما، والكوفيون بالخطاب فيهما، ونافع والشامي بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، وكل على أصله في السين كما تقدم قريبًا). [غيث النفع: 501]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم 188}
{لا تحسبن}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وابن محيصن واليزيدي والحسن ويعقوب وأبو جعفر ولا يحسبن بالياء فيه على إسناده إلى الذين يفرحونه.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وحلف والأعمش «ولا تحسبن بتاء، على أنه خطاب للرسول.
وقرئ "ولا تحسبن" بضم الباء على أنه خطاب لجمع المؤمنين.
- وقرأ بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي، وهي لغة تميم.
- وقراءة الباقين بكسرها، وهي لغة الحجاز، وتقدم هذا في الآية / 273 من سورة البقرة مفصلا.
[معجم القراءات: 1/643]
{بما أتوا}
قراءة الجماعة بما أتوا من "أتى" الثلاثي.
وقرأ النخعي ومروان بن الحكم والحسين بن علي الجعفي عن الأعمش بما أتوا من "آتی" بمعنى «أعطى».
وقرأ السلمي عن علي بن أبي طالب وابن جبير وأبي بن كعب بما أوتوا مبنيا للمفعول، بمعني أعطوا.
- وقرأ أبي بن كعب بما فعلوا.
{فلا تحسبنهم}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي والجحدري ويحيى بن يعمر ومجاهد "فلا يحسبنهم" بالياء وضم الباء.
- وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر والحسن ويعقوب وخلف والأعمش "فلا تحسبنهم" بالتاء على الخطاب وفتح الباء.
- وقرأ أبو عمرو والضحاك وعيسى بن عمر "فلا تحسبنهم" بضم الباء خطابا للمؤمنين.
- وأما فتح السين وكسرها، فقد تقدم موجزا في الموضع السابق، والإحالة فيه على آية سورة البقرة.
[معجم القراءات: 1/644]
- وعند ابن خالويه: فلا تحسينهم بإسكان النون عن بعضهم، وجاء الضبط عنده بكسر السين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود بما لم يفعلوا بمفازة....، وأسقط قوله: «فلا تحسبنهم» ). [معجم القراءات: 1/645]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {شيء}
- تقدمت القراءة فيه وانظر الآيتين / 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/645]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #59  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (190) إلى الآية (191) ]

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}


قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن في خلق السموات والأرض واختلف الليل والنهار لآیات لأولي الألباب 190}
{والنهار}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية /164 من سورة البقرة.
{والنهار لآيات}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام.
- وعنهما الإظهار كالجماعة أيضا). [معجم القراءات: 1/645]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار 191}
{عذاب النار}
- تقدمت الإمالة في لفظ «النار» في الآية/16 من هذه السورة.
{النار / ربنا}191 - 192
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في الراء). [معجم القراءات: 1/645]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #60  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (192) إلى الآية (195) ]

{رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار 192}
{من أنصار}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي.
وقرأه بالتقليل الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 1/645]
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{أنصار/ربنا} 192، 193.
- قرأ القاسم بن عبد الوارث عن أبي عمرو عن اليزيدي بإدغام الراء في الراء). [معجم القراءات: 1/646]

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مع الأبرار" "وللأبرار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وخلف، وقلله الأزرق واختلف عن حمزة، فروى الكبرى عنه من روايتيه جماعة، ورواها عن خلف جمهور العراقيين، وقطعوا لخلاد بالفتح وروى التقليل عنه من الروايتين جمهور المغاربة والمصريين، وهو الذي في الشاطبية وغيرها فحصل لخلاد ثلاثة: الكبرى والصغرى والفتح ولخلف الكبرى والصغرى فقط، والباقون بالفتح وكذا حكم الأشرار بـ"ص" وقرار بإبراهيم وقد أفلح وغافر والمرسلات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن أمنوا بربكم فأمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار 193}
{فاغفر لنا}
- قرأ بإدغام الراء واللام أبو عمر واليزيدي والسوسي والدوري، والخلاف عن أبي عمرو من رواية الدوري. وانظر الآية /159 من هذه السورة واستغفر لهما، ففيها بيان حسن في هذه المسألة.
{سيئاتنا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة "سيئاتنا".
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز.
{مع الأبرار}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن مجاهد والنقاش وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل، وهي رواية عن حمزة.
ويتلخص من الخلاف فيها ما يلي:
1- عن خلاد: الكبرى والصغرى والفتح.
2- عن خلف: الكبرى والصغرى.
[معجم القراءات: 1/646]
{الأبرار / ربنا}
تقدم إدغام الراء في الراء وفي الآيتين /191 192 النار ربنا 193- 194). [معجم القراءات: 1/647]

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تشديد ابن كثير: قتّلوا والأبرار ربّنا [آل عمران: 193، 194] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا أتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد 194}
{على رسلك}
- قرأ الأعمش والزهري والحسن على رسلك بإسكان السين.
وقال ابن مجاهد: "...- وروي علي بن نصر عن هارون عن أبي عمرو أنه خفف «على رسلك»، وقال علي بن نصر: سمعت أبا عمرو يقرأ على رسلك ثقيلة). [معجم القراءات: 1/647]

قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (52 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وقاتلوا وَقتلُوا} 195 فِي تَقْدِيم الْفِعْل الْمَبْنِيّ للْفَاعِل وتأخيره وَالتَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر {وقاتلوا وَقتلُوا} مُشَدّدَة التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو (وَقتلُوا وَقتلُوا) خَفِيفَة
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (وَقتلُوا وَقتلُوا) يبدآن بِالْفِعْلِ الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول بِهِ قبل الْفِعْل الْمَبْنِيّ للْفَاعِل
وَكَذَلِكَ اخْتلَافهمْ فِي سُورَة التَّوْبَة إِذْ قرآ (فيقتلون وَيقْتلُونَ) 111 غير أَن ابْن عَامر وَابْن كثير لم يشددا فِي التَّوْبَة). [السبعة في القراءات: 221 - 222]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وقتلوا وقاتلوا} كوفي غير عاصم- {وقتلوا} مشدد مكي شامي). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وقتلوا وقتلوا} [195]: هما، وخلف.
{وقتلوا} [195]: مشدد: مكي، ودمشقي). [المنتهى: 2/642]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (وقتلوا وقاتلوا) وفي التوبة (فيقتلون ويقتلون) يبدءان بالمفعول قبل الفاعل، وقرأ الباقون بتقديم الفاعل على المفعول، وقد ذكرنا التشديد). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر: {وقتلوا} (195)، هنا، وفي الأنعام (140): {الذين قتلوا}: بتشديد التاء فيهما.
والباقون: بتخفيفها فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {وقتلوا وقاتلوا} (195)، وفي التوبة (111): {فيقتلون ويقتلون}: يبدءان بالمفعول قبل الفاعل فيهما.
والباقون: يبدؤون بالفاعل قبل المفعول). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وابن عامر: (وقتلوا) هنا وفي الأنعام (الّذين قتلوا) بتشديد التّاء فيهما [والباقون] بتخفيفها فيهما.
حمزة والكسائيّ وخلف: (وقتلوا وقاتلوا) وفي التّوبة (فيقتلون ويقتلون) يبدءون بالمفعول قبل الفاعل فيهما، والباقون يبدءون بالفاعل قبل المفعول). [تحبير التيسير: 332]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" قُتِلُوا وَقَاتَلُوا " بدأ بالمفعول قبل الفاعل، وهكذا في التوبة (فَيُقْتَلُونَ وَيَقْتُلُونَ) الهمداني، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، والكسائي غير قاسم، والزَّيَّات، وخلف عبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو وقرأ مكي دمشقي، والأزرق عن أبي بكر (قَاتَلُوا وَقُتِّلُوا) مشدد، وهكذا في الأنعام (قَتَّلُوا أَوْلَادَهُمْ)، زاد دمشقي في الحج وهشام " قومًا قتلوا " (قُلْ فَادْرَءُوا)، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن على أصلهما في جميع القرآن بالتشديد ولا نعيده، وقرأ الزَّعْفَرَانِيّ (قَتَلُوا وَقُتِلُوا) بغير ألف فيهما من غير تشديد، الباقون يبدؤن بالفاعلين (قاتلوا وقتلوا) خفيف، وهو الاختيار لقوله: (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا) أوله القتال ثم القتل). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([195]- {وَقُتِلُوا}، وفي الأنعام: {الَّذِينَ قَتَلُوا} [140] مشددا: ابن كثير وابن عامر، "وقتلوا وقاتلوا": حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/625]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (585 - هُناَ قَاتَلُوا أَخِّرْ شِفَاءً وَبَعْدُ فِي = بَرَاءةَ أَخِّرْ يَقْتُلُونَ شَمَرْدَلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([585] هنا قاتلوا أخر (شـ)فاءً وبعد في = براءة أخر يقتلون (شـ)مردلا
إنما قال: (أخر شفاءً)، لأن أبا عبيد اختار قراءة غيرهما، فنبه على أن هذه القراءة ثابتة صحيحة. وفيها شفاء لكونها أبلغ في المدح، لأنهم إذا قتلوا وقاتلوا بعد وقوع القتل فيهم، فذلك أبلغ في مدحهم.
ووجه القراءة الأخرى ظاهر. ويجوز أن تكون معنى هذه القراءة، وهو الأولى عندي؛ أي: وقاتلوا ووقع القتل فيهم، لا أن القتل أتى على جميعهم.
وفي براءة: {فيقتلون ويقتلون}.
وقوله: (شمردلا)، أي خفيفًا؛ يعني أنه قرأ ذلك بغير تثقيل). [فتح الوصيد: 2/815]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [585] هنا قاتلوا أخر شفاءً وبعد في = براءة أخر يقتلون شمردلا
ب: (الشمردل): الخفيف.
ح: (قاتلوا): مفعول (أخر)، (شفاءً): مصدر بمعنى الحال، أي: ذا شفاء، و (هنا): ظرف الفعل، و (يقتلون): مفعول (أخر) ثانيًا، (شمردلا): حال من فاعله.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي ههنا: {وقتلوا وقاتلوا لأكفرن عنهم} [195]، وفي التوبة سورة براءة: {فيقتلون ويقتلون} [111] بتأخير بناء المعروف فيهما على المجهول بيانًا لفضيلة المقتولين على القاتلين، وتقدم مرتبة الشهادة،
[كنز المعاني: 2/135]
والباقون بالعكس.
وكرر الرمز في (شفاءً) و (شمردلا) للتوضيح). [كنز المعاني: 2/136]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (585- هُنا قَاتَلُوا أَخِّرْ "شِـ"ـفَاءً وَبَعْدُ فِي،.. بَرَاءةَ أَخِّرْ يَقْتُلُونَ "شَـ"ـمَرْدَلا
يعني قوله تعالى: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا}، وفي براءة {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}، قدم الجماعة في الموضعين: الفعل المبني للفاعل على الفعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/55]
المبني للمفعول، وعكس ذلك حمزة والكسائي في الموضعين، فأخرا المبني للفاعل، وقدما المبني للمفعول، ووجهه من جهة المعنى أنهم: {قَاتَلُوا وَقُتِلُوا} بعد ما وقع القتل فيهم، وقتل بعضهم لا أن القتل أتى على جميعهم وهو كالمعنى السابق في قوله: {قتل مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا}، وقوله: شفاء مصدر في موضع الحال؛ أي: أخره ذا شفاء والشين فيه وفي شمردلا رمز ولو اختصر على الأخير لحصل الغرض، ولكن كرر زيادة في البيان؛ لأنه محتاج إلى كلمة يتزن بها البيت في موضع شفاء فلو أتى بكلمة ليس أولها شين لكانت رمزا لمن دل عليه أول حروفها فعدل إلى كلمة أولها رمز القارئ خوفا من اللبس، والشمردل الخفيف والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/56]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (585 - هنا قاتلوا أخّر شفاء وبعد في ... براءة آخر يقتلون شمردلا
قرأ حمزة والكسائي هنا وقتلوا وقاتلوا بتقديم وَقُتِلُوا وتأخير وَقاتَلُوا وفي سورة براءة فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ بتقديم الفعل المبني للمفعول وتأخير المبنى للفاعل، وقرأ الباقون بعكس قراءة حمزة والكسائي في السورتين والشمردل الكريم). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا وَبَعْدَهُ (قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وَآخِرِ السُّورَةِ (وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا)، وَفِي الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ، وَفِي الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، فَرَوَى عَنْهُ التَّشْدِيدَ ابْنُ عَبْدَانَ، وَهِيَ طَرِيقُ الْمَغَارِبَةِ قَاطِبَةً، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الْمَشَارِقَةِ التَّخْفِيفَ، وَبِهِ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنِ الْأَزْرَقِ الْجَمَّالِ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ وَهِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَغَيْرِهِمْ كُلُّهُمْ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ.
وَأَمَّا الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَ هَذَا، وَهُوَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَرْفُ الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ عَامِرٍ.
وَأَمَّا حَرْفُ آخِرِ السُّورَةِ. وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا وَحَرْفُ الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَخْفِيفِ الْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُوَ: مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا إِمَّا لِمُنَاسَبَةِ مَاتُوا، أَوْ لِأَنَّ الْقَتْلَ هُنَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بِسَبِيلِ اللَّهِ بِدَلِيلِ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بِهِ السَّفَرُ فِي التِّجَارَةِ. وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا كَانَ مِنَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ بِالتَّشْدِيدِ. وَانْفَرَدَ فَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ السَّامَرِّيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِتَشْدِيدِهِ حِكَايَةً لَا أَدَاءً فَخَالَفَ فِيهِ سَائِرَ النَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَعَنْ هِشَامٍ، وَعَنِ ابْنِ عَامِرٍ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ، وَقَالَ: لَمْ يُرْوَ ذَلِكَ عَنْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَوَهِمَ ابْنُ مُؤْمِنٍ فِي الْكَنْزِ فَذَكَرَ الْخِلَافَ عَنْ هِشَامٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/243]
فِي الْحَرْفِ الْأَوَّلِ وَتَرَكَ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا، وَهُوَ سَهْوٌ قَلَّمَ رَأَيْتُهُ فِي نُسْخَةٍ مُصَحَّحَةٍ بِخَطِّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (وَقَاتِلُوا وَقُتِلُوا)، وَفِي التَّوْبَةِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِتَقْدِيمِ (قُتِلُوا) وَتَقْدِيمِ (يُقْتَلُونَ) الْفِعْلَ الْمَجْهُولَ فِيهِمَا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَقْدِيمِ الْفِعْلِ الْمُسَمَّى الْفَاعِلِ فِيهِمَا، وَتَقَدَّمَ تَشْدِيدُ ابْنِ كَثِيرٍ وَابْنِ عَامِرٍ لِلتَّاءِ مِنْ (قُتِلُوا) ). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {وقتلوا}، {وقاتلوا} [195] بتقديم {وقتلوا}، وكذلك في التوبة [111] {فيقتلون ويقتلون} بتقديم الفعل المجهول فيهما، والباقون بتأخيره). [تقريب النشر في القراءات العشر: 489]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وقرأ ابن كثير وابن عامر بتشديد التاء من {وقتلوا} [195] هنا، وفي الأنعام [140] من {قتلوا أولادهم سفهًا} والباقون بالتخفيف فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 489]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (549- .... .... .... .... قتّلوا = قدّم وفي التّوبة أخّر يقتلوا
550 - شفا .... .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا = قدّم وفي التّوبة أخّر يقتلوا
يريد قوله تعالى «وقاتلوا وقتلوا» في هذه السورة مع «يقتلون ويقتلون» في التوبة، قدم الفعل المجهول فيهما على الفعل المسمى للفاعل حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي، والباقون بعكس ذلك). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [ثم كمل (يحسبن) [فقال]:
ص:
غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا = قدّم وفي التوبة أخّر يقتلوا
ش: أي: قرأ [مدلول (حبر)] ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنهم [آل عمران: 188] (بياء الغيب وضم الباء)، والباقون بتاء الخطاب وفتح الباء، وتقدم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/257]
توجيهها مع لا يحسبن الذين يفرحون [آل عمران: 188].
وقرأ مدلول «شفا» أول الآتي حمزة والكسائي وخلف وقتلوا وقاتلوا لأكفرون [آل عمران: 195] بتقديم وقتلوا [آل عمران: 195] المقصور على الممدود، (وفى التوبة) بتأخير يقتلون [الآية: 111] المفتوح الأول وتقديم المضموم الأول، وقرأ الباقون بالعكس.
وجه تأخير المبني للفاعل: المبالغة في المدح؛ لأنهم إذا قاتلوا وقتلوا بعد وقوع القتل فيهم وقتل بعضهم، كان ذلك دليلا على قوة إيمانهم وشجاعتهم وصبرهم.
ووجه تقديمه: أنه الأصل؛ لأن القتال قبل القتل، ويقال: قتل، ثم قتل ورسمهما [واحد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تشديد ابن كثير: قتّلوا والأبرار ربّنا [آل عمران: 193، 194] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] وفي التوبة "فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُون" [الآية: 111] فحمزة والكسائي وخلف ببناء الأول للمفعول والثاني للفاعل فيهما أما
[إتحاف فضلاء البشر: 1/498]
لأن الواو لا تفيد الترتيب، أو يحمل ذلك على التوزيع أي: منهم من قتل ومنهم من قاتل وافقهم المطوعي والباقون ببناء الأول للفاعل، والثاني للمفعول؛ لأن القتال قبل القتل، ويقال قتل ثم قتل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر قريبا تشديد "قتلوا" لابن كثير وابن عامر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {وقاتلوا وقتلوا} [195] قرأ الأخوان بتقديم {قتلوا} المبني للمجهول على {قاتلوا} المبني للفاعل، إما لأن الواو لا تقضي ترتيبًا، فلذلك قدم ما هو متأخر في الوقوع، أو أن المخبر عنه جماعة واختلف أحوالهم، فمنهم من قتل ومنهم من قاتل.
والباقون بتقديم المبني للفاعل، وهي واضحة لأن القتال قبل القتل، والمكي والشامي بتشديد تاء {قتلوا} والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 501]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب 195}
{أني}
- قراءة الجمهور أني بفتح الهمزة على إسقاط الباء، والتقدير: بأني.
- ويؤيد قراءة الجماعة قراءة أبي بن كعب بأني بالتصريح بحرف الجر.
- وقرأ عيسى بن عمر إني بكسر الهمزة، وهو على إضمار القول عند البصريين، أو على الحكاية بقوله: «فاستجاب»، لأن فيه معنى القول على طريقة الكوفيين.
[معجم القراءات: 1/647]
قال مكي: على تقدير: فقال إني لا أضيع.
{لا أضيع}
قراءة الجمهور... أضيع من «أضاع» الرباعي المهموز.
- وقرأ جناح بن حبیش.أضيع بشد الياء من ضيع، والهمزة والتشديد فيهما للنقل.
{لا أضيع عمل}
- إدغام العين في العين وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{أنثى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
{من ديارهم}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وقاتلوا وقتلوا}
- قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب «وقاتلوا وقتلوا، الأول مبني للفاعل، والثاني مبني للمفعول.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والمطوعي والأعمش وقتلوا
[معجم القراءات: 1/648]
وقاتلوا، يبدأون بالمبني للمفعول ثم المبني للفاعل.
ولا يجيز الطبري غير هاتين القراءتين، فهما منقولتان نقل وراثة، وما عداهما فشاذ.
- وقرأ عمر بن عبد العزيز ومحارب بن دثار وقتلوا وقتلوا بغير ألف، وبدأ ببناء الأول للفاعل، ثم المبني للمفعول وهي قراءة حسنة في المعنى.
- وقرأ محارب وابن وثاب وقتلوا وقاتلوا.
- وقرأ طلحة بن مصرف وقتلوا وقاتلوا بضم القاف وتشديد التاء في الأول.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وابن محيصن أبو رجاء والحسن وقاتلوا وقتلوا بتشديد التاء والبناء للمفعول في الثاني.
[معجم القراءات: 1/649]
{لأكفرن}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{سيئاتهم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة). [معجم القراءات: 1/650]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #61  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:56 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (196) إلى الآية (198) ]

{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}

قوله تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لا يغرنك} {ولا
[الغاية في القراءات العشر: 221]
يحطمنكم}، {ولا يستخفنك}، {فما نذهبن بك أو نرينك} خفيفة النون زيد {لأقتلنك} خفيف فقط). [الغاية في القراءات العشر: 222]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا يغرنكم} [196]، و{لا يحطمنكم} [النمل: 18]، و{ولا يستخفنك} [الروم: 60]، و{نذهبن بك} [الزخرف: 41]، و{أو نرينك}[الزخرف: 42]:
[المنتهى: 2/642]
خفاف: رويس). [المنتهى: 2/643]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَغُرَّنَّكَ)، و(لَا يَحْطِمَنَّكُم)، (وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ)، (أَوْ نُرِيَنَّكَ)، و(نَذْهَبَنَّ بِكَ) كلها خفيفة ابن مُحَيْصِن، وابن ميسرة، ومحبوب، وعبيد، وعباس طريق الرومي عن أَبِي عَمْرٍو، والوليد ورُوَيْس عن يَعْقُوب، وأَبُو حَاتِمٍ عن عَاصِم وافق الزجاج ها هنا، زاد زيد والضَّرِير (لَأَقْتُلَنَّكَ) وافق الخفاف، وعبيد في (يَحْطِمَنَّكُم) طريق أبي علي ابْن مِقْسَمٍ (يُحْطِمَنَّكُم) بتشديد الطاء وضم الياء، الباقون مشدد النون، وهو الاختيار ذكر؛ لأنه طَلْحَة، وأبو حيوة (يُحَطِّمَنَّكُم) بضم الياء وتشديد النون أكد دليله (، لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (92- .... .... .... .... .... = .... .... .... خَفَّفُوا طُلَا
93 - يَغُرَّنْكَ يَحْطِمْ نَذْهَبَ اوْ نُرِيَنْكَ يَسْـ = ـتَخِفَّنْ .... .... .... ....). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: خففوا طلا يغرنك إلخ أي روى مرموز (طا) طلا وهو رويس {لا يغرنك } [196] {لا يحطمنكم سليمان} [18] في النمل و{فإما نذهبن بك} [41] و{أو نرينك} [42] كلاهما في الزخرف و{ولا يستخفنك} [60] في الروم بنون التوكيد الخفيفة في الأفعال الخمسة ويقف على (نذهبا) بالألف مثل و{ليكونا}[يوسف: 32] و{لنسفعًا} [العلق: 15] وقيد نرينك بأو فخرج {وإما نرينك} بيونس [46] والرعد [40] والطول [77] فإنهمتفق على تثقيل نونها فعلم من ذلك أن ما كان مسبوقًا بأو فرويس يخففه والآخران يثقلانه وما كان غير مسبوق بأو فمتفق التثقيل). [شرح الدرة المضيئة: 113]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا يَغُرَّنَّكَ، وَيَحْطِمَنَّكُمْ، وَيَسْتَخِفَّنَّكَ، فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ، أَوْ نُرِيَنَّكَ، فَرَوَى رُوَيْسٌ تَخْفِيفَ النُّونِ مِنْ هَذِهِ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ فِي الْكَلِمَاتِ الْخَمْسِ. وَانْفَرَدَ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ عَنْهُ بِتَخْفِيفِ يَجْرِمَنَّكُمْ لَا أَعْلَمُ أَحَدًا حَكَاهُ عَنْهُ غَيْرَهُ، وَلَعَلَّهُ سَبْقُ قَلَمٍ إِلَى رُوَيْسٍ مِنَ الْوَلِيدِ عَنْ يَعْقُوبَ فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْهُ كَذَلِكَ وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجَعْبَرِيُّ فَوَهِمَ فِيهِ كَمَا وَهِمَ فِي إِطْلَاقِ (يَغُرَّنَّ) وَالصَّوَابُ تَقْيِيدُهُ لَا يَغُرَّنَّكَ فَقَطْ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
(وَاتَّفَقَ) أَئِمَّتُنَا فِي الْوَقْفِ لَهُ عَلَى نَذْهَبَنَّ أَنَّهُ بِالْأَلِفِ فَنَصَّ الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ وَالشَّيْخُ أَبُو الْعِزِّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَلَى الْوَقْفِ عَلَيْهِ
[النشر في القراءات العشر: 2/246]
بِالْأَلِفِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ إِلَى ذَلِكَ الْحَافِظَانِ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو الْعَلَاءِ، وَلَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ، وَلَا أَبُو الْحَسَنِ طَاهِرُ بْنُ غَلْبُونَ، وَلَا أَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ وَكَأَنَّهُمْ تَرَكُوهُ عَلَى الْأَصْلِ الْمُقَرَّرِ فِي نُونِ التَّوْكِيدِ الْخَفِيفَةِ، وَهُوَ الْوَقْفُ عَلَيْهَا بِلَا أَلِفٍ، بِلَا نَظَرٍ، أَوْ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ فِي ذَلِكَ نَصٌّ، وَقَدْ ثَبَتَ النَّصُّ بِالْأَلِفِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ مِنَ الْكَلِمِ الْخَمْسِ). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى رويس {لا يغرنك} بتخفيف النون هنا [196]، وكذلك {يحطمنكم} في النمل [18]، و{يستخفنك} في الروم [60]، و{نذهبن بك} [الزخرف: 41]، {أو نرينك} [الزخرف: 42]، ويقف على {نذهبن بك} [الزخرف: 41] بالألف، وانفرد الحافظ أبو العلاء بتخفيف {يجرمنكم} [المائدة: 2]، والباقون بالتشديد في ذلك). [تقريب النشر في القراءات العشر: 489]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (550- .... يغرّنك الخفيف يحطمن = أو نرين ويستخفّن نذهبن
551 - وقف بذا بألفٍ غص .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (ش) فا يغرّنك الخفيف يحطمن = أو نرين ويستخفّن نذهبن
أي «لا يغرنك تقلب الذين كفروا» في هذه السورة وكذا «لا يحطمنكم» في النمل، يعني خفف النون من هذه الأفعال الخمسة رويس كما سيأتي.
وقف بذا بألف (غ) ص و (ث) مر = شدّد لكنّ الّذين كالزّمر
أي ووقف رويس على «نذهبن» بالألف بدلا من نون التوكيد الخفيفة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر القارئ فقال:
ص:
(شفا) يغرّنك الخفيف يحطمن = أو نرين ويستخفّن نذهبن
وقف بذا بألف (غ) ص و(ث) مر = شدّد لكنّ الّذين كالزّمر
ش: أي: اختلف عن يعقوب في هذه الخمسة ألفاظ.
فروى عنه ذو غين (غص) رويس بتخفيف النون في الخمسة.
وروى روح تثقيل النون كالجماعة.
وانفرد أبو العلاء عن رويس بتخفيف يجرمنكم [المائدة: 8]، ولعله سهو قلم إلى رويس من الوليد عن يعقوب؛ فإنه رواه كذلك، والصواب: تقييده بـ لا يغرّنك [آل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/258]
عمران: 196] فقط؛ قاله المصنف.
واتفق الأئمة على الوقف لهم على نذهبن أنه بالألف نص عليه ابن سوار وأبو العز وغير واحد.
ووقفوا على الأربع الباقية كالوصل). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: رويس (لا يغرنك ولا يحطمنكم ولا يستخفنك فإمّا نذهبن بك أو نرينك) بتخفيف النّون في الخمسة الأحرف، ويقف على (نذهبا) بالألف، والباقون بالتّشديد). [تحبير التيسير: 332]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يَغُرَّنَّكُ" [الآية: 196] هنا و"يحطمنكم" [بالنمل الآية: 18] و"يستخفنك" [بالروم الآية: 60] "فإما نذهبن بك، أو نرينك" [الزخرف الآية: 41، 42] فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على نذهبن بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة، وافقه الأعمش في رواية الشنبوذي على "لا يحطمنكم" فقط والباقون بالتشديد في الكل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد 196}
{لا يغرنك}
- قرأ ابن أبي إسحاق ويعقوب برواية رويس والوليد بن حسان والأعمش، وزيد لا يغرنك بنون خفيفة.
- وقراءة الباقين بالتشديد ولا يغرنك). [معجم القراءات: 1/650]

قوله تعالى: {مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "مأواهم" لحمزة والكسائي وخلف وتقليلها للأزرق بخلفه، وكذا إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه والأصبهاني وأبي جعفر ومثلها "بئس" ويوافقهم على إبدالها الأزرق كصاحبه الأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد 197}
{مأواهم}
- قرأ بإبدال الهمزة ألفا أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والسوسي.
وكذا قراءة حمزة في الوقف بالإبدال. وتقدم هذا في الآية/162،
- وقرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح. وتقدم هذا في الآية / 162.
{وبئس المهاد}
- قرأ بإبدال الهمزة ياء أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش والسوسي "بئس".
[معجم القراءات: 1/650]
- وكذا قراءة حمزة الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز «بئس» ). [معجم القراءات: 1/651]

قوله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (53 - قَوْله {خير للأبرار} 198
قَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {الْأَبْرَار} و{الأشرار} ص 62 و{ذَات قَرَار} الْمُؤْمِنُونَ 50 وَمَا كَانَ مثله بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم بِالْفَتْح
وَخلف وَأَبُو هِشَام عَن سليم عَن حَمْزَة أَنه كَانَ يمِيل {الأشرار} و{قَرَار} و{الْأَبْرَار}). [السبعة في القراءات: 222]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لكن الذين} مشدد النون يزيد مختلف فيه رويس). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لكن الذين اتقوا} [198]: مشدد: يزيد، زاد فضل في الزمر [20]). [المنتهى: 2/643]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَكِنَّ الَّذِينَ) مشدد أبو جعفر، والزَّعْفَرَانِيّ وهكذا غير الْعُمَرِيّ في الزمر، الباقون خفيف وهو الاختيار، لأن الابتداء لكن الخفيفة أولى.
(نُزْلًا) خفيف وهكذا (نُزْلُهُمْ) حيث وقع ابن مُحَيْصِن ونعيم، وعباس عن أبي عمرو، الباقون مشبع وهو الاختيار، لأنه أفخم). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (93- .... .... .... .... .... = .... وَشَدِّدْ لَكِنِ الَّذْ مَعَاً أَلَا). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال وشدد لكن الذ معا ألا أي قرأ مرموز (ألف) ألا وهو أبو جعفر {لكن الذين اتقوا ربهم} [198] هنا وفي الزمر[20] بتشديد (لكن) فيها). [شرح الدرة المضيئة: 113]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا هُنَا، وَفِي الزُّمَرِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِتَشْدِيدِ النُّونِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {لكن الذين اتقوا} هنا [198]، وفي الزمر [20] بتشديد النون فيهما، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 490]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (551- .... .... .... .... وثمر = شدّد لكنّ الّذين كالزّمر). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ أبو جعفر «لكنّ الذين اتقوا ربهم» هنا، وفي الزمر بتشديد النون من ولكن، والباقون بالتخفيف وتقدم وجههما في البقرة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (و (شدد) ذو ثاء (ثمر) أبو جعفر لكنّ الذين اتقوا هنا [الآية: 198] وفي الزمر [الآية: 20] [و] خففها الباقون.
وجه قراءة أبي جعفر: قصد التخفيف، وحصول الغرض من التوكيد بالحقيقة.
ووجه التخصيص: الجمع.
ووجه التشديد: قصد المبالغة، والزيادة في التوكيد.
و«لكن» حرف استدراك، أصلها تنصب الاسم، وترفع الخبر، ويجوز تخفيفها.
ويقل عملها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو جعفر: (لكن الّذين اتّقوا) هنا وفي الزمر (لكن الّذين اتّقوا ربهم) بتشديد النّون، والباقون بتخفيفها والله الموفق). [تحبير التيسير: 332]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا" [الآية: 198] هنا وفي "الزمر" [الآية: 20] فأبو جعفر بتشديد النون فيهما فالموصول محله نصب والباقون بالتخفيف فالموصول رفع بالابتداء، وعند يونس يجوز إعمالها مخففة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والمطوعي "نزلا" بسكون الزاي لغة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار 198}
{لكن}
- قراءة الجمهور "لكن..." خفيفة النون، ويجوز إعمالها عند یونس على خفتها.
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع الكن... بالتشديد. ولم يظهر عملها في اسمها وهو الذين، لأنه مبني.
{نزلا}
- قراءة الجمهور "نزلا" بضم النون والزاي، وهي لغة بني أسد وأهل الحجاز.
- وقرأ الحسن والنخعي ومسلمة بن محارب والأعمش والمطوعي "نزلا" سكون الزاي، وهي لغة تميم.
{خير}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{للأبرار}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/193.
- ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ورش "للأبرار".
- ونقل حمزة الحركة مثل ورش في الوقف.
[معجم القراءات: 1/651]
- وسكت حمزة على الساكن قبل الهمزة بخلاف عن خلاد). [معجم القراءات: 1/652]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #62  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:58 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (199) إلى الآية (200) ]

{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب 199}
{وإن من أهل الكتب}
- قراءة الجماعة "وإن" بالتشديد والإعمال.
- وقرئ "وإن" بالتخفيف، والوجه أنه أعمل "إن" مخففة جعلها كالمشددة، ودليل ذلك أنه أدخل اللام في الاسم.
{يؤمن}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "يومن" بإبدال الهمزة واوا.
- وقرأ بالإبدال واوا حمزة في الوقف.
{إليهم}
- قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي "إليهم" بضم الهاء على الأصل، وهي لغة قريش والحجازيين.
- وقراءة الجماعة إليهم، بكسر الهاء، وذلك لمجانسة الكسر لفظ الياء، وهي لغة قيس وتميم وبني سعد). [معجم القراءات: 1/652]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تفلحون} تام، وفاصلة، ومنتهى ثمن القرآن بلا خلاف، ونصف الحزب عند جميع المشارقة، وعند جميع المغاربة {معروفًا} بسورة النساء، وهو
[غيث النفع: 501]
بعيد، لطوله جدًا، اللهم إلا أن يجعل كما جرى عليه عملنا منتهى الربع {قدير} والله أعلم). [غيث النفع: 502]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون 200}
{اصبروا وصابروا}
- رقق الراء فيهما بخلاف الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/652]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة