العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #76  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (256) إلى الآية (257) ]

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)}

قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ("الطواغيت" مع جريرة عن الحسن (الرُّشْدُ) في جميع القرآن ابْن مِقْسَمٍ والحسن، فإن كان رأس آية مثل (عُلِّمْتَ رُشْدًا) سوى عند ابْن مِقْسَمٍ الضم والفتح قال ابن عبدويه: قرأت عنه (تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) الباقون (عُلِّمْتَ رُشْدًا) إلا قراءة أَبِي عَمْرٍو غير الجعفي، وسلام، وأبان، وقاسم، ويَعْقُوب (مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) بفتحتين وبضمتين الجعفي عن أبي عمرو، والبكرواني عن هشام وابن الصقر عن الثعلبي، وقرأ الكسائي غير قاسم، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ وطَلْحَة، والْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ في الأعراف (سَبِيلَ اَلرُشدِ) بفتحتين،
[الكامل في القراءات العشر: 508]
الباقون (الرُّشْدُ) بإسكان الشين وضم الراء، وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، ولأن الاسم أحسن إلا في سورة الجن فإن المصدر أحسن لرءوس الآي). [الكامل في القراءات العشر: 509]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وإذا" قرئ لحمزة نحو: "لا إله، ولا إكراه" عند من وسط له لا ريب للمبالغة تعين المد المشبع هنا عملا بأقوى السببين كما تقدم، وإذا قرئ لنحو قالون ممن له خلاف في المنفصل مع قوله عنده إلا فإن قصر الأول قصر الثاني، وإن مد الأول مد الثاني، وله قصره على مد الأول للسبب المعنوي وهو التعظيم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/447] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأجمعوا" على إدغام نحو: "قد تبين" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "الرشد" بضم الشين كالعنق وعنه إسكان لام "الظلمات" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" مد "شيء" وتوسطه للأزرق وكذا ورد توسطه لحمزة "وكذا" إمالة "شاء" لحمزة وهشام بخلف عنه وابن ذكوان وخلف. "وكذا" ترقيق راء "إكراه" للأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (256)}
{لآ إكراه}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء،
- والجماعة على التفخيم قدين.
{قد تبين}
- أدغم الدال في التاء جميع القراء.
- وقرئ بالإظهار شاذاً، وهو ضعيف.
{الرشد}
- قراءة الجمهور "الرشد" على وزن القفل والحسن، بضم فسكون.
وقرأ الحسن والأعشى وأبو بكر عن عاصم الرشد" بضمتين، كالعنق.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي والشعبي والحسن ومجاهد
[معجم القراءات: 1/363]
(الرشد) بفتحتين، وفعله رشيد يرشد، مثل علم يعلم.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي «الرشاد» بالألف.
{الوثقى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل للأزرق وورش وأبي عمرو.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 1/364]

قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (257)}
{الظلمات}
- قراءة الجماعة بضم الظاء واللام (الظلمات).
- وقرأ الحسن الظلمات، بسكون اللام.
{أولياؤهم}
- قراءة حمزة فيه في الوقف بتسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر.
{الطاغوت}
- قراءة الجماعة على الإفراد (الطاغوت).
- وروى جويرية بن بشير عن الحسن أنه قرأ (الطواغيت) بالجمع، يعني الشياطين.
{النار}
- تقدمت القراءة بإمالته في الآية / ۳۹). [معجم القراءات: 1/364]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #77  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (258) إلى الآية (260) ]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) }

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (88 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {أَنا أحيي} 258
كلهم قَرَأَ (أَنا أَحَي) يطرحون الْألف الَّتِي بعد النُّون من {إِنَّا} إِذا وصلوا فِي كل الْقُرْآن غير نَافِع فَإِن أَبَا بكر بن أبي أويس وقالون وورشا رووا عَنهُ {أَنا أحيي} بِإِثْبَات الْألف بعد النُّون فِي الْوَصْل إِذا لقيتها همزَة فِي كل الْقُرْآن مثل قَوْله {وَأَنا أول الْمُسلمين} الْأَنْعَام 163 إِلَّا فِي قَوْله {إِن أَنا إِلَّا نَذِير مُبين} الشُّعَرَاء 115 فَإِنَّهُ يحذفها فِي هَذَا الْموضع مثل سَائِر الْقُرَّاء
وتابع أَصْحَابه فِي حذفهَا عِنْد غير همزَة
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي حذفهَا إِذا لم تلقها همزَة إِلَّا فِي قَوْله {لَكِن هُوَ الله رَبِّي} الْكَهْف 38 وأذكرها فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله). [السبعة في القراءات: 188]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أنا أحيي) بالمد، عند الألف مدني زاد أبو نشيط عنه المكسورة). [الغاية في القراءات العشر: 202]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أنا أحيي} [258]: بإثبات الألف عند الهمزة ما لم يكن معه {نذير} مدني غير إسماعيل إلا الباهلي. زاد الحلواني طريق أبي عون، وأبو نشيط الألف مع {نذير}.
وافق سالم عند الهمزة المفتوحة فقط).[المنتهى: 2/603]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع بإثبات الألف من (أنا) في الوصل إذا أتت بعده همزة مفتوحة أو مضمومة نحو (أنا آتيك) و(أنا أنبئكم) وجميع ما في كتاب الله عز وجل منه اثنا عشر موضعًا، وقرأ الباقون بالحذف، وكلهم أثبتوا الألف في الوقف إذا أتى بعده همزة مكسورة، وجميع ما وقع من ذلك في كتاب الله عز وجل ذكره ثلاثة مواضع، والمشهور عنه الحذف، وبه قرأت، وسنذكر (لكنا هو الله) في
[التبصرة: 168]
موضعه إن شاء الله). [التبصرة: 169]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أنا أحيي وأميت} (258)، و: {أنا أول المؤمنين} (الأعراف: 143)، و: {أنا أنبئكم} (يوسف: 45)، وشبهه، إذا أتى بعد (أنا) همزة مضمومة أو مفتوحة: بإثبات الألف في الحالين.
وروى أبو نشيط عن قالون: إثباتها مع الهمزة المكسورة في قوله: {إن أنا إلا نذير} (الأعراف: 184، والشعراء: 115) و: {وما أنا إلا نذير} (الأحقاف: 9).
والباقون: يحذفون الألف في الوصل خاصة، وكلهم يثبتها في الوقف). [التيسير في القراءات السبع: 241]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (أنا أحيي وأميت، وأنا أول، وأنا أنبئكم). وشبهه إذا أتى بعد أنا همزة مضمومة أو مفتوحة بإثبات الألف في الحالين وروى أبو نشيط عن قالون إثباتها مع الهمزة المكسورة في قوله (إن أنا إلّا نذير) (وما أنا إلّا نذير).
[قلت] [هذه] قراءته على أبي الحسن وقرأ على أبي الفتح بالوجهين والله الموفق. والباقون يحذفون الألف في الوصل خاصّة وكلهم يثبتها في الوقف). [تحبير التيسير: 308]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قرأ أبو حيوة: (فَبَهُتَ الَّذِي كَفَرَ) بفتح الباء وضم الهاء، الباقون (فَبُهِتَ) بضم الباء وكسر الهاء، وهو الاختيار لقولهم: رجل مبهوت). [الكامل في القراءات العشر: 509]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([258]- {أَنَا أُحْيِي}، {وَأَنَا أَوَّلُ} بإثبات الألف عند المضمومة والمفتوحة في الوصل: نافع.
زاد أبو نشيط إثباتها عند المكسورة). [الإقناع: 2/610]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (521 - وَمَدُّ أَناَ في الْوَصْلَ مَعْ ضَمِّ هَمْزَةٍ = وَفَتْحٍ أَتَى وَالْخُلْفُ في الْكَسْرِ بُجِّلاَ). [الشاطبية: 42]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([521] ومد أنا في الوصل مع ضم همزةٍ = وفتح (أ)تى والخلف في الكسر (بـ)جلا
قوله: (أتی)، إشارة إلى صحة النقل فيه.
والاسم عند البصريين هو الهمزة والنون؛ قالوا: «والألف زيدت للتقوية».
وقال بعضهم: «زيدت لبيان حركة النون في الوقف».
والاسم عند الكوفيين (أنا) بكماله؛ قالوا: «وإنما تحذف الألف استخفافًا، لأن الفتحة تدل عليها».
وقد أجمع القراء على إثبات الألف في الوقف.
وفيها ثلاث لغات:
في الوقف (أن) ساكنة النون، و(أنه) بالهاء كما قال:
إن كنت أدري فعلي بدنه = من كثرة التخليط في من أنه
و(أنا)، وفيها في الوصل لغتان: (أنا) بإثبات الألف، و(أنا أقوم) بحذفها؛ قال الشاعر:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني = حميدٌ قد تذريت السناما
ويروي شيخ العشيرة، وحميدة بالنصب.
وقال الأعشى:
[فتح الوصيد: 2/732]
فكيف أنا وانتحالي القوا = في بعد المشيب كفى ذاك عارا
فهذا الأعشى الذي لا مطعن في فصاحته، قد جعله اسمًا بكماله. والبصريون يقولون: إن هذا حملٌ للوصل على الوقف.
فأما قراءة نافع، فإنها أتت بإثبات الألف عند الهمزة المضمومة. وذلك موضعان في البقرة: {أنا أحي} وفي يوسف: { أنا أنبئكم}.
وعند الهمزة المفتوحة، وذلك في عشرة مواضع:
{أنا أول} في الأنعام والأعراف والزخرف؛ وفي يوسف: {أنا أخوك}، وفي الكهف: {أنا أكثر} و{أنا أقل}؛ وفي النمل: {أنا ءاتيك} في الموضعين؛ وفي المؤمن: {وأنا أدعوكم}، وفي الامتحان: {وأنا أعلم}.
قال أبو علي: «وما روي عن نافع من إثبات الألف في (أنا) إذا كانت بعدها همزة، فإني لا أعلم بين الهمزة وغيرها فصلًا؛ فلا ينبغي أن تثبت قبل الهمزة، كما لا تثبت قبل غيرها».
قال أبو بكر الأذفوي: «إثبات الألف لغة بعض بني قيس وربيعة».
[فتح الوصيد: 2/733]
قال أبو بكر: «ووجه اختصاص الهمزتين المضمومة والمفتوحة بالإثبات، الجمع بين اللغتين، مع اتباعه من قرأ عليه؛ إذ كانت القراءه سنةً متبعة، لا يجوز أن يخالف إلى ما يوجبه قياسٌ ويستحسنه مستحسنٌ».
قال: «ألا ترى إلى قول أبي عمرو بن العلاء رحمه الله: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ به، لقرأت كذا وكذا».
وهذا الذي قاله هو الصحيح.
وقول أبي محمد مكي رحمه الله أنه: «كره أن تحذف الألف ومدتها، فأثبتها في الموضع الذي يصحب الألف فيه المد، وحذفها في الموضع الذي لا يصحب الألف فيه المد نحو: {أنا ومن اتبعني} لا يستقيم؛ لأنه لم يقرأ برأيه، وهو أيضًا يبطل بالهمزة المكسورة.
واعتذاره عن الهمزة المكسورة بأنه «لما قل ذلك في القرآن، أجراه لقلته مجری ما ليس بعده همزة»، يبطل بالمضمومة، فإنها أقل من المكسورة.
وقوله: (والخلف في الكسر بجلا)، فالخلف: ما روى أبو نشيط عن قالون من إثباتها مع الهمزة المكسورة؛ وذلك في ثلاثة مواضع في القرآن: {إن أنا إلا نذير مبينٌ} في الأعراف والشعراء، و{ما أنا إلا نذير مبين} في الأحقاف). [فتح الوصيد: 2/734]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [521] ومد أنا في الوصل مع ضم همزة = وفتح أتى والخلف في الكسر بجلا
ح: (مد): مبتدأ، (أنا): مضاف إليه، (في الوصل): حال، (مع ضم): ظرف المبتدأ، (فتح) عطف على (ضم)، (أتى): خبر.
ص: يعني: قرأ نافع ضمير {أنا} بالمد في حالة الوصل إن كان بعده همزة مضمومة، نحو: {أنا أحيي وأميت} [258] و {أنا أنبئكم} [يوسف: 45]، أو مفتوحة نحو: {أنا أقل} [الكهف: 39]، {أنا أول} [الأنعام: 163].
[كنز المعاني: 2/70]
وأما إذا كان بعد {أنا} همزة مكسورة: فينقل عن قالون الوجهان: القصر والمد، نحو: {وما أنا إلا} [الأحقاف: 9]، ولا خلاف في قصر {أنا خيرٌ} [الأعراف: 12] إذ لا همزة بعده.
والمد: لغة بني قيس وربيعة، قال قائلهم:
[كنز المعاني: 2/71]
آنا سيف العشيرة فاعرفوني = ..............
والقصر: لغة سائر العرب.
وإنما قال: (في الوصل) إذ لا خلاف في المد عند الوقف). [كنز المعاني: 2/72]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (519- وَمَدُّ أَنا في الوَصْلَ مَعْ ضَمِّ هَمْزَةٍ،.. وَفَتْحٍ "أَ"تَى وَالخُلْفُ في الكَسْرِ "بُـ"ـجِّلا
يريد "أنا أحي" {أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا}، {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ}، كلهم يثبت بالألف في الوقف، وأثبتها في الوصل نافع وحده، وحذفها في الوصل هو الفصيح، وقال الإدفوي وإثباتها لغة بعض بني قيس، وربيعة، قال الأعشى:
فكيف أنا وانتحالي القوافيا
وقال الآخر:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/365]
وخص نافع بالإثبات ما بعده همزة مضمومة أو مفتوحة، وفيما بعده همزة مكسورة خلاف عن قالون، والمشهور عنه الحذف، وهو ثلاثة مواضع في: الأعراف، والشعراء، والأحقاف، ولا خلاف في قصر نحو: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/366]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (521 - ومدّ أنا في الوصل مع ضمّ همزة ... وفتح أتى والخلف في الكسر بجّلا
إذا وقع بعد لفظ أَنَا* همزة قطع مضمومة أو مفتوحة، فنافع يمده أي يثبت فيه الألف وصلا. وقد وقع بعده همزة قطع مضمومة في موضعين: أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ السورة، أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ في يوسف. ووقع بعده همزة قطع مفتوحة في عشرة مواضع وهي: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ بالأنعام، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ بالأعراف، أَنَا أَخُوكَ بيوسف، أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا، أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا كلاهما في الكهف، أَنَا آتِيكَ بِهِ* في موضعين في النمل، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ بغافر، فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ بالزخرف، وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ في الممتحنة. وعلى قراءة نافع يكون مده عنده من قبيل المد المنفصل، فيمد كل من قالون وورش حسب مذهبه في المد المنفصل، وإذا وقع بعد لفظ أَنَا* همزة قطع مكسورة؛ فلقالون فيه المد بخلف عنه، فروي عنه إثبات ألفه وصلا، وروي عنه حذفها وصلا، والوجهان عنه صحيحان، وقد وقع ذلك في ثلاثة مواضع:
إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ بالأعراف، إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ بالشعراء، وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ بالأحقاف. وفهم من اختصاص قالون بالخلف فيما بعده همزة قطع مكسورة أن ورشا لا يثبت الألف في هذا النوع وصلا، أما إذا وقع بعد لفظ أَنَا* حرف آخر من حروف الهجاء غير همزة القطع، فقد اتفق القراء السبعة على حذف ألفه وصلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 222]
نحو: إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ*، عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي. كما اتفقوا على إثبات ألفه عند الوقف سواء وقع بعده همزة القطع أم أي حرف آخر من حروف الهجاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 223]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِثْبَاتِ الْأَلِفِ
[النشر في القراءات العشر: 2/230]
مِنْ (أَنَا) وَحَذْفِهَا إِذَا أَتَى بَعْدَهَا هَمْزَةٌ مَضْمُومَةٌ، أَوْ مَفْتُوحَةٌ، أَوْ مَكْسُورَةٌ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِإِثْبَاتِهَا عِنْدَ الْمَضْمُومَةِ وَالْمَفْتُوحَةِ نَحْوَ أَنَا أُحْيِي، أَنَا أَوَّلُ، أَنَا أُنَبِّئُكُمْ، أَنَا آتِيكَ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قَالُونَ عِنْدَ الْمَكْسُورَةِ نَحْوَ إِنْ أَنَا إِلَّا، فَرَوَى الشَّذَائِيُّ عَنِ ابْنِ بُويَانَ عَنْ أَبِي حَسَّانٍ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ عَنْهُ إِثْبَاتَهَا عِنْدَهَا، وَكَذَلِكَ رَوَى ابْنُ شَنَبُوذَ وَابْنُ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي حَسَّانٍ أَيْضًا، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي مَرْوَانَ عَنْ قَالُونَ، وَرَوَاهَا أَيْضًا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ ذُؤَابَةَ الْقَزَّازُ نَصًّا عَنْ أَبِي حَسَّانٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهَا أَبُو عَوْنٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَرَوَى الْفَرَضِيُّ مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ، وَابْنُ الْحُبَابِ عَنِ ابْنِ بُويَانَ حَذْفَهَا، وَكَذَلِكَ رَوَى ابْنُ ذُؤَابَةَ أَدَاءً عَنْ أَبِي حَسَّانٍ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي نَشِيطٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي وَأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ وَالْحُلْوَانِيِّ فِي غَيْرِ طَرِيقِ أَبِي عَوْنٍ وَسَائِرِ الرُّوَاةِ عَنْ قَالُونَ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الدَّانِيِّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ وَبِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا قَرَأَ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ.
(قُلْتُ): وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنْ قَالُونَ نَصًّا وَأَدَاءً نَأْخُذُ بِهِمَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ وَنَأْخُذُ بِالْحَذْفِ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ إِذَا لَمْ نَأْخُذْ بِهِمَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ وَنَأْخُذُ بِالْحَذْفِ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ إِذَا لَمْ نَأْخُذْ لِأَبِي عَوْنٍ فَإِنَّ أَخَذْنَا لِأَبِي عَوْنٍ أَخَذْنَا بِالْحَذْفِ وَالْإِثْبَاتِ عَلَى أَنَّ ابْنَ سَوَّارٍ وَالْحَافِظَ أَبَا الْعَلَاءِ، وَغَيْرَهُمَا رَوَيَا مِنْ طَرِيقِ الْفَرَضِيِّ إِثْبَاتَهَا فِي الْأَعْرَافِ فَقَطْ دُونَ الشُّعَرَاءِ وَالْأَحْقَافِ، وَكَذَلِكَ رَوَى ابْنُ سَوَّارٍ أَيْضًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الطَّبَرِيِّ عَنِ ابْنِ بُويَانَ، وَبِهِ قَرَأْتُ مِنْ طَرِيقَيْهِمَا، وَهِيَ طَرِيقُ الْمَشَارِقَةِ عَنِ الْفَرَضِيِّ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِ الْأَلِفِ وَصْلًا فِي الْأَحْوَالِ الثَّلَاثَةِ، وَلَا خِلَافَ فِي إِثْبَاتِهَا وَقْفًا كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {أنا أحي} بإثبات ألف {أنا} عند الهمزة المضمومة حيث جاء، وكذا عند المفتوحة نحو {أنا أول}، واختلف عن قالون عند الهمزة المكسورة نحو {أنا إلا}، وصح الوجهان جميعًا عنه من طريق أبي نشيط، وبهما قرأ الداني على أبي الفتح، وبالقصر على أبي الحسن، وبه نأخذ من طريق الحلواني، وبذلك قرأ الباقون عند الهمزات الثلاث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 472]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (504- .... .... .... .... امددا = أنا بضمّ الهمز أو فتحٍ مدا
505 - والكسر بن خلفًا .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 66]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (امددا) أي امدد أنا إذا وقع بعده همزة مضمومة أو مفتوحة نحو قوله تعالى «أنا أحي» هنا «وأنا أول» حيث وقع لنافع وأبي جعفر، والمراد بالمد إثبات الألف، وهم في زيادة المد على أصولهم، والباقون بالقصر الذي هو حذف الألف، وهذا الخلاف حالة الوصل؛ وأما الوقف فلا خلاف في إثبات الألف فيه على الرسم وإثبات ألف أنا لغة مشهورة وهي لغة قيس وهذيل؛ على أن النحاة اختلفوا فيه، فعند الكوفيين أن الألف من الاسم وإنما حذفت وصلا تخفيفا.
وذهب البصريون إلى أن الاسم هو الهمزة والنون وأن الألف في الوقف مزيدة لبيان حركة النون.
والكسر (ب) ن خلفا ورا في ننشز = (سما) ووصل اعلم بجزم (ف) ي (ر) زوا
أي اختلف عن قالون عند الهمزة المكسورة نحو «إن أنا إلا» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 199]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [قوله: (وكلا)]، فقال:
ص:
دفع دفاع واكسر (إ) ذ (ثوى) امددا = أنا بضمّ الهمز أو فتح (م) دا
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب ولولا دفاع الله هنا [البقرة: 251]. والحج [الآية: 40] بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدهما.
والباقون بفتح الدال، وإسكان الفاء وحذف الألف.
تتمة:
تقدم القدس [البقرة: 253] لابن كثير ولا بيع فيه ولا خلّة ولا شفعة [البقرة: 254].
وقرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر أنا بالألف في الوصل إذا تلاه همزة قطع مضمومة وهو موضعان بالبقرة أنا أحيي وأميت [الآية: 258] ويوسف أنا أنبئكم [الآية: 45].
أو مفتوحة، وهو عشرة وأنا أول المسلمين بالأنعام [الآية:] [و] وأنا أول المؤمنين [الأعراف: 163]. [و] فأنا أول العابدين بالزخرف [الآية: 81] [و] أنا أخوك بيوسف [الآية: 69] وأنا أكثر وأنا أقل بالكهف [الآيتان: 34، 39] وأنا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/213]
آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وأنا آتيك به قبل أن يرتد كلاهما بالنمل [الآية: 40]، وو أنا أدعوكم بغافر [الآية: 42]، وأنا أعلم بالامتحان [الممتحنة: 1].
واختلف عن قالون فيما قبل كسر وهو ثلاثة: إن أنا إلّا نذير بالأعراف [الآية: 188] والشعراء [الآية: 115]، [و] وما أنا إلّا نذير بالأحقاف [الآية: 9].
فروى الشذائي عن ابن بويان عن [أبي] حسان عن أبي نشيط إثباتها عندها.
وكذلك روى ابن شنبوذ وابن مهران عن أبي حسان أيضا، وهي رواية أبي مروان [عن قالون].
وكذلك رواهما أبو عون عن الحلواني.
وروى [الفرضي من طرق] المغاربة وابن الحباب عن ابن بويان حذفها.
وكذلك روى ابن ذؤابة أداء عن أبي حسان، وكلاهما عن أبي نشيط.
وهي رواية إسماعيل القاضي، وابن أبي صالح، والحلواني في غير طريق أبي عون، وسائر الرواة عن قالون، وهي قراءة الداني على أبي [الحسن].
وبالوجهين قرأ على أبي الفتح من طريق أبي نشيط.
تنبيه:
قوله: (امددا) يريد زيادة ألف، وعلم أنه ألف وبعد النون من لفظه.
ويفهم من [عدم] تعرضه للوصل: [أن] الألف فيهما ثابتة في الحالين إلا أن محل الخلاف الوصل.
ويريد بالهمزة: همزة القطع؛ ليخرج نحو قوله تعالى: أنا الله [طه: 14] [علم] من قاعدة الساكنين.
وجه وجهي (دفاع): أنهما مصدر (دفع) كجمع جمعا، وكتب كتابا؛ أو دافع، بمعنى: دفع كعاقب، وجمعهما أبو ذؤيب في قوله:
ولقد جزمت بأن أدافع عنهم = وإذا المنيّة أقبلت لا تدفع
وأما «أنا» فالضمير عند البصريين الهمزة والنون، وعند الكوفيين هما والألف.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/214]
وفي الوصل لغتان: الإثبات مطلقا، وهي قيسية ربعية، والحذف كذلك، وهي الفصحى. وفي الوقف ثلاثة: أفصحها إثبات الألف.
فوجه المد: حمل الوصل على الوقف، أو أنه الأصل، واقتصر على البعض؛ جمعا بين الفصحى، والفصيحة.
وخص بمصاحب الهمز؛ ليباعد بين الهمزتين.
ووجه تعميمه: طرد الأصل.
ووجه التخصيص: رفع توهم انحصارها بالهمز.
ووجه الخلف: تحصيل الأمرين.
ووجه جعله في الكسر: تعديله بالوسط لا للقلة؛ لانتقاضه بالضم، [ولا؛ لأن المضمومة] أحوج إلى المد لزيادة الثقل؛ لأن الأمر بالعكس.
ووجه القصر: الاقتصار على الضمير أو حذف الألف تخفيفا كالكل مع غير الهمز.
ووجه الاتفاق [على] الألف وقفا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة؛ ولهذا لم تدغم؛ أو أنه الأصل من خلف هاء السكت قصد النص على لغته). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/215] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى حكم المكسورة عند قالون أشار بقوله:
ص:
والكسر (ب) ن خلفا ورا في ننشز = (سما) ووصل اعلم بجزم (ف) ى (ر) زوا
ش: أي: قرأ [ذو] (سما) كيف ننشرها [البقرة: 259] بالراء المهملة، والباقون بالزاي المعجمة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/215]
وقرأ ذو فاء (في) حمزة وراء (رزوا) الكسائي قال اعلم أن الله [البقرة: 259] بوصل الهمز اعلم وجزم الميم. والباقون بقطع الهمزة ورفع الميم.
تنبيه:
لفظ بـ (اعلم) بلا واو؛ ليخرج وأعلم أنّ الله [البقرة: 260]، وعلم كسر همزة الوصل من الابتداء.
وفتح همزة القطع في الحالين من الإجماع.
قلت: وكان ينبغي وصل اعلم بوقف، لكنه تجوز، أو استعمل المذهب الكوفي في إطلاق ألقاب الإعراب على المبني، أو أنه معرب مجزوم بلام الأمر مقدرة، ليحصل له غرض التنبيه على رفع الأخرى؛ إذ لو قال: بوقف أو سكون، لاختلت.
ونشز - بالإعجام- ارتفع، وأنشزه، ونشزه: رفعه، ومنه: نشز الأرض، ونشوز الزوجة.
وأنشره- بالمهملة-: أحياه، ونشره [مرادفه، ومطاوعه]، ومنه وإليه النّشور [الملك: 15].
ووجه الإعجام: أنه من النشر، أي: يرفع بعضها على بعض؛ للتركيب.
ووجه الإهمال: أنه من أنشره: أحياه، ومنه إذا شآء أنشره [عبس: 22].
ووجه سكون الميم: أنه فعل أمر للمواجه من ثلاثي مفتوح العين في المضارع؛ فلزم تصديره بهمزة وصل [مكسورة]، وضمير قال [البقرة: 259] [على] هذا للباري، وفاعل اعلم العزير، أي: ارتق من علم اليقين إلى عين اليقين أو ضمير قال [لعزير؛ نزل نفسه منزلة] الغير فأمرها.
ووجه الرفع: أنه مضارع «علم» وهمزة المضارعة قطع، وهو: خبر عزير على
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/216]
نفسه، ومعناه: التعبد بالإقرار حيث انتقل من علم اليقين إلى عين اليقين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" ياء "ربي الذي يحيي" حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في إثبات الألف وحذفها من "أنا" [الآية: 258] في الوصل إذا أتى بعدها همزة قطع مضمومة، وهو موضعان "أنا أحي" بالبقرة "أنا أنبئكم" بيوسف أو مفتوحة وهو عشرة تأتي إن شاء الله تعالى أو مكسورة، وهي ثلاثة "أنا إلا نذير" بالأعراف والشعراء والأحقاف "فنافع" وأبو جعفر بإثباتها عند المضمومة والمفتوحة، واختلف عن قالون عند المكسورة والوجهان صحيحان عن قالون من طريق أبي نشيط، كما في النشر، وأما من طريق الحلواني فبالحذف فقط، إلا من طريق أبي عون عنه، فالإثبات كما يفهم من النشر، والباقون بحذف الألف في ذلك كله وصلا، ولا خلاف في إثباتها وقفا للرسم وهو ضمير منفصل، والاسم منه أن عند البصريين، والألف زائدة لبيان الحركة في الوقف وفيه لغتان لغة تميم إثباتها وصلا ووقفا وعليها تحمل قراءة المدنيين، والثانية إثباتها وقفا فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" "إبراهام" بألف لابن عامر من غير طريق النقاش عن ابن ذكوان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" قريبا إمالة "آتاه" وكذا تقليلها مع الفتح للأزرق وتثليث مد البدل له). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إبراهيم} [258 - 260] الأربعة، قرأ هشام بفتح الهاء، وألف بعدها، واختلف عن ابن ذكوان فروى عنه كهشام، وروى عنه كسر الهاء، وياء بعدها، كالباقين). [غيث النفع: 441] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ربي الذي} [258] قرأ حمزة بإسكان الياء، وتسقط في الوصل، والباقون بفتحها في الوصل). [غيث النفع: 441]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أنا أُحي} قرأ نافع بإثبات الألف بعد النون وصلاً ووقفًا، اتباعًا للرسم، وأثبتها الباقون وقفًا لا وصلاً، ولا يخفى ما يتفرع على إثباتها من المد). [غيث النفع: 441]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين (258)}
{ألم تر}
- قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ألم تر) بسكون الراء وهو من إجراء الوصل مجرى الوقف.
وتقدم مثل هذا في الآيتين: 243، 246ونسبت القراءة فيهما إلى أبي عبد الرحمن السلمي.
{إبراهيم}
- تقدمت قراءة ابن عامر وابن ذكوان فيه (إبراهام) بألف وانظر الآية /124 من هذه السورة.
{أن آتاه}
- تقدمت الإمالة في (آتاه) وتقليلها مع الفتح، وتثليث مد البدل، وانظر الآية/251.
{ربي الذي يحيي}
- قرأ بسكون الياء من (ربي....) حمزة وابن محيصن والحسن والمطوعي.
- والباقون بفتحها (ربي الذي....).
{أنا أحيي}
- اختلف العلماء في إثبات الألف وحذفها من (أنا) في الوصل إذا أتى
[معجم القراءات: 1/365]
بعدها همزة قطع: مضمومة، أو مفتوحة، أو مكسورة:
- فقرأ نافع وأبو جعفر بإثباتها عند المفتوحة والمضمومة «أنا أحيي» في الوصل والوقف، وروى هذا عن نافع أبو بكر بن أبي أويس وقالون وورش، وتخرج هذه القراءة على لغة تميم، فإثبات الألف مذهبهم.
- وقرأ حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وأبو عمرو وابن كثير (أن أحيي) بحذف الألف في الوصل.
- وأجمع القراء على إثباتها في الوقف (أنا ...)
وإثبات الألف وصلا ووقفا لغة تميم، ولغة غيرهم حذفها في الوصل، ولا تثبت عند غير بني تميم وصلاً إلا في ضرورة الشعر.
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني يأتي بإبدال الهمزة ألفا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمز يأتي.
[معجم القراءات: 1/366]
- وقرأ جرير عن عبد الحميد بن بكار عن ابن عامر (يأت) بحذف الياء في الحالين.
{فأت}
-حكم قراءة الهمز فيها كالكلمة السابقة.
{فبهت الذي كفر}
- قرأ الجمهور «فبهت»، مبنياً ما لم يسم فاعله، والفاعل المحذوف هو إبراهيم
- وقرأ نعيم بن ميسرة وابن مجاهد وابن السميفع وأبو رزین العقيلي فبهت بفتح الباء والماء، ويجوز أن يكون الفاعل إبراهيم،(والذي) مفعول، أو (الذي)، فاعل والفعل لازم.
- وقرأ أبو حيوة شريح بن يزيد وأبو معاذ وأبو الجوزاء ويحيى بن يعمر فبهت بفتح الباء وضم الهاء.
- وذكر الأخفش أنه قرئ «فبهت» بكسر الهاء.
قال الأخفش: «فبهت الذي كفر أي بهته إبراهيم، وبهت أجود وأكثر، هذا ما وجدته عند الأخفش في معاني القرآن في طبعتيه.
قال ابن جني في المحتسب: (زاد أبو الحسن الأخفش قراءة
[معجم القراءات: 1/367]
أخرى لا يحضرني الآن ذكر قارئها، لم يسندها أبو الحسن فبهت بوزن علم ...).
وفي التاج: «... وحكى أبو الحسن الأخفش قراءة فبهت كخرق ودهش، قال: وبهت بالضم أكثر من بهت بالكسر، يعني أن الضمة تكون للمبالغة كقولهم: قضو الرجل انتهى.
وبعد هذا العرض فإنه يغلب على ظني أن محققي معاني القرآن للأخفش قد أخطأ في ضبط النص.
- وقرأ الخليل «فباهت الذي كفر».
وقد يكون المعنى: فباهت إبراهيم الذي كفر، أي جعله متحيراً لا يستطيع الرد عندما طلب منه أن يعود بالشمس من المغرب إلى المشرق والمفاعلة تكون من اثنين، يقال: باهته، وبينهما مباهته). [معجم القراءات: 1/368]

قوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (89 - وَاخْتلفُوا فِي إدغام الثَّاء من قَوْله {كم لَبِثت} 259 و{كم لبثتم} الْكَهْف 19
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم كل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من ذَلِك بِإِظْهَار الثَّاء وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ بِالْإِدْغَامِ). [السبعة في القراءات: 188]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (90 - وَاخْتلفُوا فِي إِثْبَات الْهَاء فِي الْوَصْل من قَوْله {لم يتسنه} 259 و{اقتده} الْأَنْعَام 90 و{مَا أغْنى عني ماليه هلك عني سلطانيه} الحاقة 28 29 و{وَمَا أَدْرَاك مَا هيه} القارعة 10 وإسقاطها فِي الْوَصْل وَلم يَخْتَلِفُوا فِي إِثْبَاتهَا فِي الْوَقْف
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر هَذِه الْحُرُوف كلهَا بِإِثْبَات الْهَاء فِي الْوَصْل وَكَانَ حَمْزَة يحذفهن فِي الْوَصْل
وَكَانَ الْكسَائي يحذف الْهَاء فِي الْوَصْل من قَوْله {لم يتسنه} و{اقتده} وَيثبت الْهَاء فِي الْوَصْل وَالْوَقْف فِي الْبَاقِي
وَكلهمْ يقف على الْهَاء وَلم يَخْتَلِفُوا فِي {يَا لَيْتَني لم أوت كِتَابيه} الحاقة 19 و{وَلم أدر مَا حسابيه} الحاقة 20 أَنَّهُمَا بِالْهَاءِ فِي الْوَصْل وَالْوَقْف). [السبعة في القراءات: 188 - 189]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (91 - وَاخْتلفُوا فِي الرَّاء وَالزَّاي من قَوْله {كَيفَ ننشزها} 259
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (ننشرها) بِضَم النُّون الأولى وبالراء
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {ننشزها} بالزاي
وَقد روى أبان عَن عَاصِم (كَيفَ ننشرها) بِفَتْح النُّون الأولى وَضم الشين وَالرَّاء
وروى أَيْضا عبد الْوَهَّاب عَن أبان عَن عَاصِم (كَيفَ ننشرها) بِفَتْح النُّون وَضم الشين مثل قِرَاءَة الْحسن
وحَدثني عبيد الله بن عَليّ عَن نصر عَن أَبِيه عَن أبان عَن عَاصِم مثله أَيْضا). [السبعة في القراءات: 189]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (92 - وَاخْتلفُوا فِي قطع الْألف وَوَصلهَا وَضم الْمِيم وإسكانها من قَوْله {قَالَ أعلم أَن الله على كل شَيْء قدير} 259
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {أعلم} بِقطع الْألف وَضم الْمِيم
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {قَالَ أعلم} مَوْصُولَة الْألف سَاكِنة الْمِيم). [السبعة في القراءات: 189]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لم يتسنه} {واقتده} بحذف الهاء وصلا عراقي غير أبي عمرو- وعاصم وكذلك {مالي وسلطاني} و{ما هي} إلا الكسائي وخلف وزاد ويعقوب وسهل
[الغاية في القراءات العشر: 202]
{كتابي، وحسابي} فحذفها). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({كيف ننشرها} بالراء حجازي بصري). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({قال أعلم} وصل جزم حمزة والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لم يتسنه} [259]، و{اقتده} [الأنعام: 90]، و{ماليه} [الحاقة: 28]، و{سلطانيه} [الحاقة: 29]، و{ماهيه} [القارعة: 10]: بحذف الهاء في الوصل بصري غير أبوي عمرو، وحمزة.
[المنتهى: 2/603]
زاد سلام، ويعقوب، وسهل {كتابيه} [الحاقة: 19، 25]، و{حسابيه} [الحاقة: 20، 26]، وافق حمص إلافي {اقتده}، وأبو بكر طريق علي، وخلف، وعلي في اختياره في {يتسنه}، و{اقتده}. زاد أبو بكر طريق على في {ماهيه}، ويتعمد أبو عبيد الوقف عليها.
(كيف ننشرها) [259]: بفتح النون وضم الشين المفضل. بالراء حجازي، بصري إلا أيوب، والمفضل .
{قال اعلم} [259]: جزم: هما).[المنتهى: 2/604]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (لم يتسنه) و(اقتده) و(ما أغنى عني ماليه) (هلك عني سلطانيه) (وما أدراك ما هيه) بحذف الهاء في الوصل، ووافقه الكسائي على حذف الهاء في الوصل في سورة البقرة والأنعام، وأثبت ما بقي، واختار اليزيدي حذف الهاء من (يتسنه) في الوصل، وقرأ الباقون بإثبات الهاء في الوصل في الخمسة، وكلهم وقفوا عليها بالهاء، ولم يختلف في (كتابيه وحسابيه) أنهما بالهاء في الوصل والوقف، ومعنى ما ذكرنا للوصل في هذه الهاءات إنما هو أن تصل على نية الوقف، ومعنى ما ذكرنا للوصل في هذه الهاءات إنما هو أن تصل على نية الوقف، فأما أن تصل على نية الوصل الحقيقي فهو غير جائز عند أكثر النحويين إذا جعلت جميعها هاء سكت). [التبصرة: 169]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (ننشزها) بازاي، وقرأ الباقون بالراء، وكلهم ضموا النون الأولى وكسروا الشين). [التبصرة: 169]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (قال أعلم) بالوصل والإسكان على الأمر، والابتداء بالكسر لأنها ألف وصل، وقرأ الباقون بالقطع والرفع على الخبر والابتداء لأنها ألف المتكلم). [التبصرة: 169]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قالون، وأبو عمرو، والكسائي: يسكنون الهاء من: {هو} (29)، و: {هي} (259)، إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام، حيث وقع.
وقالون، والكسائي يسكنانها مع (ثم) في قوله: {ثم هو يوم القيامة} في القصص: (61)
والباقون: يحركون الهاء). [التيسير في القراءات السبع: 226] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {لم يتسن} (259): بحذف الهاء في الوصل خاصة
[التيسير في القراءات السبع: 241]
والباقون: بإثباتها في الحالين.
الكوفيون، وابن عامر: {ننشزها} (259): بالزاي.
والباقون: بالراء.
حمزة، والكسائي: {قال اعلم أن الله} (259): بوصل الألف، وجزم الميم. ويبتدئان بكسر الألف، على الأمر.
والباقون: بقطع الألف في الحالين، ورفع الميم، على الإخبار). [التيسير في القراءات السبع: 242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ ويعقوب وخلف (لم يتسن) بحذف الهاء في الوصل خاصّة والباقون بإثباتها في الحالين. الكوفيّون وابن عامر: ننشزها بالزاي والباقون بالراء. حمزة والكسائيّ (قال اعلم إن اللّه) بوصل الألف وجزم الميم ويبتدئان بكسر الألف على الأمر، والباقون بقطع الألف في الحالين ورفع الميم على الإخبار). [تحبير التيسير: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قالون وأبو عمرو وأبو جعفر والكسائيّ يسكنون الهاء من (هو وهي) إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام حيث وقع [وقالون] وأبو جعفر والكسائيّ يسكنونها مع (ثمّ)
[تحبير التيسير: 284]
[في] قوله تعالى {ثمّ هو يوم القيامة}. قلت: وأبو جعفر يسكنها مع يمل في قوله تعالى: أن يمل هو) والله الموفق. والباقون يحركون الهاء). [تحبير التيسير: 285] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُنْشِزُهَا) بفتح النون وضم الشين والزاء الحسن، وأبو حيوة، والزَّعْفَرَانِيّ، والمفضل، وأبان، وهو الاختيار لقوله: (ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا). وقرأ أحمد، وأهل الحجاز، والبصرة غير أيوب بالراء وضم النون وكسر الشين، الباقون بالزاء وروى جرير عن الْأَعْمَش فتح النون وضم الشين والزاي). [الكامل في القراءات العشر: 509]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([259]- {نُنْشِزُهَا} بالزاي: الكوفيون وابن عامر.
[259]- {قَالَ أَعْلَمُ} على الأمر: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/611]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (522 - وَنُنْشِزُهَا ذَاكٍ وَبِالرَّاءِ غَيْرُهُمْ = وَصِلْ يَتَسَنَّهْ دُونَ هَاءٍ شَمَرْدَلاَ
523 - وَبِالْوَصْلِ قَالَ اعْلَمْ مَعَ الْجَزْمِ شَافِع = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 42]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([522] وننشزها (ذ)اك وبالراء غيرهم = وصل يتسنه دون هاء (شـ)مردلا
(ذاك)، أي واضح بينٌ، من: ذكت النار، تذكو؛ أو من ذكا الطيب؛ لأنه قريب في المعنى من غير احتياج إلى فكر؛ لأن النشز تركيب العظام بعضها على بعض، مأخوذ من النشز، وهو المرتفع من الأرض؛ ومنه: {إذا قيل انشروا}، أي انضموا وارتفعوا.
وامرأةٌ ناشزٌ، لأنها ارتفعت عن صحبة الزوج.
ويروى عن أبي رحمه الله: إنما هي زاي فزوها؛ أي صيرها كذلك، لا سیما وقد قال بعده {ثم نكسوها لحمًا}، أي نرفع بعضها على بعض ثم نغطيها باللحم.
فهذا يصل إلى كل فهم.
وأما {ننشزها}، فهو بمعنى نحييها؛ أنشر الله الموتی فنشروا: {ثم إذا شاء أنشره}.
فالمراد إذًا، حياة الشخص الذي العظم بعضه: {قال من يحى العظم وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة}.
(وصل يتسنة دون هاء شمردلا)، الشمردل: الخفيف، يريد خفة الحذف.
والشمردل: الكريم؛ قال عنترة:
[فتح الوصيد: 2/735]
فعجبت منها حين زلت عينها = عن ماجدٍ طلق اليدين شمردل
أي صله كريمًا؛ فهو حالٌ من الفاعل في (صل).
وعلى الوجه الأول حال من {يتسنه}.
قال أبو العباس المبرد: «ونحن نذهب إلى أن هذه الهاءات كلها - يعني {يتسنه} و{اقتده} و{ماليه} و{سلطنيه} و{ماهيه} ونحو ذلك-، هاءات الوقف. والوجه فيها كلها أن تحذف في الوصل والممر، وتثبت في الوقف. فهذا الوجه في العربية. وقد تصل العرب على مثال الوقف، فيكون الوصل كالقطع. وهذا من ذلك». هذا آخر كلامه.
ومعنى {لم يتسنه}: لم تغيره السنهات.
وأصل سنة، سنهة؛ ودليل ذلك أنهم قالوا: سانهت، وفي الجمع: سنهات، وفي التصغير: سنيهة.
وقال الشاعر:
ليست بسنهاء ولا رجبية = ولكن عرايا في السنين الجوائح
قيل: التي تحمل سنة ولا تحمل أخرى.
وقيل: التي أصابتها السنة المحدبة.
فهذان وجهان للإثبات في الوصل.
ومن أسقط في الوصل، ففي لغة من قال: (سنية) في التصغير، وفي الجمع سنوات، وسانیت. والهاء على هذه اللغة للسكت، وليست بأصلية.
[فتح الوصيد: 2/736]
قال الفراء: «من قال في السنة: (سنية)، جاز أن يقول: تسنيت: تفعلت من ذلك، فيبدل النون ياء كما قالوا: (تظنيت)، وأصله الظن، فيكون الأصل علی هذا (يتسنى)، ثم حذفت الياء للجزم، وألحقت الهاء لبيان حركة النون».
وقد اتفقوا على إثباتها في الوقف.
وهو في القراءتين جميعًا مأخوذ من السنة، وليس هو من (مسنونٍ)، لأن الحمأ المسنون: المصبوب على سنة الطريق.
[523] وبالوصل قال اعلم مع الجزم (شـ)افعٌ = فصرهن ضم الصاد بالكسر (فـ)صلا
(شافعٌ)، أي شافعٌ لما تقدم من لفظ الأمر وهو قوله: {فانظر إلى طعامك}، {وانظر إلى حمارك}، {وانظر إلى العظام}.
ثم قال بعد ذلك: {اعلم أن الله على كل شيء قدير}.
والشفع من العدد ما كان أزواجًا؛ يقال: شفعته، صيرته زوجًا، يشير إلى أنه أمر من الله سبحانه بذلك شافعًا لما تقدم من أوامره؛ لأن قومًا
[فتح الوصيد: 2/737]
استبعدوا أن يكون ذلك أمرًا من الله تعالى، وقالوا: كيف يأمره بالعلم وقد علم عندما بعث؟ وإنما هو أمر منه لنفسه على نحو قول سحيم:
عميرة ودع إن تجهزت غاديًا = في الشيب والإسلام للمرء ناهيًا
وليس الأمر كما ظن هؤلاء، لأن هذا النبي عليه السلام، كان لا يرتاب في قدرة الله على كل شيء، وإنما سأل عن جهة إحياء القرية الخاوية، فقال: أنى يحيي هذه الله؛ أي من أي جهة يكون إحياؤها فوقف على مثل ذلك.
ثم قيل له: اعلم بما عاينت قدرة الله تعالى على ما لم تعاين، فأعلم سبحانه بإبقائه الطعام والشراب، على حالة كيفية إبقائه ما يشاء إبقائه، مما أجرى العادة بتغييره، وبإحياء الحمار إحياء البهائم، وبإحيائه إحياء الموتى؛ أو أُمر بالدوام عليه كما قال: {يأيها الذين ءامنوا ءامنو}.
ويشهد لهذا الذي ذكرته، قراءة عبد الله: (قيل اعلم).
وكذلك قرأ ابن عباس وأبو رجاء وأبو عبد الرحمن.
وكان ابن عباس يقول: «أهو خير أم إبراهيم، إذ قيل له: {واعلم أن الله عزيزٌ حكيم».
ومن قرأ {قال أعلم}، فمعناه الخبر؛ وهو كقول من رأى شيئًا من آيات الله وعظيم قدرته: أشهد أن لا إله إلا الله). [فتح الوصيد: 2/738]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [522] وننشزها ذاك وبالراء غيرهم = وصل يتسنه دون هاء شمردلا
ب: (ذاك): من (ذكت النار): إذا اشتعلت، أي: ظاهر، و(الشمردل): الخفيف، أو الرجل الكريم.
ح: (ننشزها ذاك): مبتدأ وخبر، (يتسنه): مفعول (صل)، (شمردلا): حال من (يتسنه) بالمعنى الأول، ومن فاعل (صل) بالمعنى الثاني.
ص: يعني: قرأ الكوفيون وابن عامر: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها} [259] بالزاي المعجمة من الإنشاز وهو الرفع، أي: كيف نرفع بعضها على بعض والباقون: {ننشزها} بالراء المهملة من الإنشاز بمعنى الإحياء، قال تعالى: {إذا شاء أنشره} [عبس: 22].
وإنما لم يلتبس ما قال، لأن الراء بالهمز لا تكون إلا مهملة، فيعلم: أن قراءة الأولين بالزاي المعجمة.
[كنز المعاني: 2/72]
ثم قال: (وصل يتسنه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه} [259] بحذف الهاء في الوصل، على أن الهاء للسكت، فأسقط للوصل، أو الأصل: (يتسنن)، أي: يتغير، فقلبت إحدى نونيه ياءً، كما في (تظننت)، فانقلبت ألفًا، فانحذفت بالجزم، وقال: (شمردلا) لخفة الحذف.
وأثبت الهاء الباقون وصلا على أن الأصل {يتسنه} على وزن (يتفعل)، من (تسنه) إذا تغير.
ولا خلاف في إثبات الهاء وقفًا.
[523] وبالوصل قال اعلم مع الجزم شافع = فصرهن ضم الصاد بالكسر فصلا
ح: (قال اعلم): مبتدأ، (شافعٌ): خبره، (فصرهن): مبتدأ، (ضم الصاد): مبتدأ ثانٍ، (فصلا): خبر، (بالكسر): متعلق به.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: {قال اعلم أن الله على كل شيء قديرٌ} [259] بهمزة وصل مع جزم الميم أمرًا من العلم، والآمر هو الله تعالى، أو الشخص لنفسه، نحو قولهم:
[كنز المعاني: 2/73]
عميرة ودع إن تجهزت غاديًا = ..............
والباقون: {أعلم} بهمزة قطع مفتوحة مع ضم الميم على إخبار المتكلم.
ثم قال: {فصرهن إليك} [260]: قرأ حمزة بكسر الصاد، والباقون بالضم من: (صار يصور) أو (يصير) بمعنًى، وهو الإمالة والتقطيع، وقيل: بالضم: الإمالة، وبالكسر: التقطيع.
وقوله: (فصلا)، أي: بين معنى الضم والكسر، لأن الكسر متمحضٌ للقطع، والضم محتمل للمعنيين). [كنز المعاني: 2/74] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (520- وَنُنْشِزُهَا "ذَ"اكٍ وَبِالرَّاءِ غَيْرُهُمْ،.. وَصِلْ يَتَسَنَّهْ دُونَ هَاءٍ "شَـ"ـمَرْدَلا
ننشزها بالزاي من النشز، وهو: الرفع يعني تركيب العظام بعضها على بعض، وذاك معناه واضح بيِّن من ذكت النار؛ أي: اشتعلت أو من ذكا الطيب إذا فاح، و"ننشرها" بالراء نحييها من أنشر الله الموتى؛ أي: أحياهم، فهو موافق لقوله تعالى: {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا}.
ويقال: راء بالهمز كسائر الحروف من نحو ياء، وحاء، وطاء، وفاء، وهاء، وأخواتها التي على صورتها خطا، وأما التي على صورة الزاي فآخر اسمها ياء في اللغة الفصيحة، وهي الزاي.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/366]
فإن قلت: من أين يعلم من نظم هذا البيت أن القراءة الأولى بالزاي المنقوطة؟ قلت: من جهة أنه بين قراءة الباقين بالراء المهملة، وقد لفظ بالأولى، ولا يمكن أن يصحف الراء إلا بالزاي؛ إذ ليس لنا حرف على صورتها في الخط غيرها.
فإن قلت: فلقائل أن يقول: لعله ابتدأ الكلمة بالمهملة ثم قال: وبالزاي غيرهم يعني: المنقوطة
قلتُ: قد تقدم جواب هذا، وهو: أنه اعتمد في ذلك على ما هو الأفصح في لغة الزاي، ولهذا استغنى الأمير أبو نصر بن ماكولا في كتاب الإكمال في ضبط الأسماء بلفظ الزاي، والراء، ولا يقيد بنقط، ولا إهمال للمغايرة بينهما في الخط، وغيره من المصنفين يقيد ذلك زيادة في البيان.
قوله: وصل "يتسنه"؛ أي: إذا وصلتها بما بعدها فاحذف الهاء لحمزة، والكسائي دون غيرهما، وأما في الوقف فثباته للجميع؛ لثبوتها في رسم المصحف، ووجه حذفها في الوصل أنها هاء السكت، وهذا حكمها، ووجه إثباتها في الوصل أنه وصل بنية الوقف إن قلنا إنها للسكت أو يقال هي من أصل الكلمة، وسكنت للجزم، ومعنى لم يتسنه: لم تغيره السنهات، وأصل سنة سنهة فمنهم من يصغرها على ذلك فيقول: سنيهة، ويقولون: سانهت، وفي الجمع سنهات، ومنهم من يقول سانيت، وسنية، وسنوات فلا يأتي بالهاء فقراءة الحذف من هذه اللغة، وقراءة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/367]
الإثبات من اللغة الأولى، والشمردل: الخفيف، وهو حال من يتسنه؛ لأنه خف بحذف الهاء، والشمردل أيضا الكريم فيكون حالا من الضمير المرفوع في صل، والله أعلم.
521- وَبِالوَصْلِ قَالَ اعْلَمْ مَعَ الجَزْمِ "شَـ"ـافِع،.. فَصُرْهُنَّ ضَمُّ الصَّادِ بِالكَسْرِ "فُـ"ـصِّلا
"قال اعلم" مبتدأ، وشافع خبره؛ أي: هو ذو شفع بالوصل مع الجزم؛ أي: جمع بين همزة الوصل مع إسكان آخره على أنه فعل أمر أو يكون معنى شافع من الشفع بمعنى الزيادة؛ لأنه زاد على ما تقدم من أفعال الأمر نحو: {فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ}، {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ}، {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ}؛ أي: اعلم بما عاينت قدرة الله على ما لم تعاين، والآمر له هو: الله تعالى، ويجوز أن يكون هو آمرا نفسه كما قال سحيم:
عميرة ودع إن تجهزت غاديا
فهو موافق لقراءة الجماعة بالإخبار عن نفسه فهو بهمزة القطع، والرفع.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/368]
فإن قلت: من أين يلزم إذا كانت همزة قطع أن تكون مفتوحة لا مضمومة.
قلت: لأنه فعل أمر من ثلاثي فهمزة قطعه بالفتح سواء وقف على قال أو وصلها بها، ومن قرأ بالأمر، ووقف على قال ابتدأ بهمزة مكسورة، وكان ينبغي أن يبين ذلك كما بين الضم في لفظ: {اشْدُدْ} في سورة طه فقال: وضم في ابتدأ غيره، ولو بينه لأخذ ضده، وهو الفتح؛ لقراءة الباقين، وعنى بالوصل الإتيان بهمزة الوصل، وجعل آخرا علم مجزوما؛ ليؤخذ ضد الجزم عنده، وهو الرفع للقراءة الأخرى، ولو لفظ موضع الجزم بالسكون للزم أن تكون القراءة الأخرى بالفتح، وقد نظمت بدل هذا البيت ضاما إليه البيت الذي فيه خلف ربوة في بيتين يتضمنان إيضاح القراءتين في قال اعلم، ويتأخر بيت، وجزءًا بعدهما، ولا يضر ذلك؛ فإن ربوة مقدمة في التلاوة على أكلها فقلت:
وصل همز قال اعلم مع الجزم وابتدا،.. بكسر شفا واكسر فصرهن فيصلا
وضم لباقٍ وافتحوا ضم ربوة،.. على الراهنا والمؤمنين ندكلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/369]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (522 - وننشزها ذاك وبالرّاء غيرهم ... وصل يتسنّه دون هاء شمردلا
قرأ ابن عامر والكوفيون كَيْفَ نُنْشِزُها بالزاي المعجمة كما نطق به وقرأ غيرهم بالراء المهملة كما صرح به. وقرأ حمزة والكسائي لَمْ يَتَسَنَّهْ بحذف الهاء في حال الوصل، وقرأ غيرهم بإثباتها في حال الوصل ولا خلاف بين القراء في إثباتها في حال الوقف. والشمردل الخفيف أو الكريم.
523 - وبالوصل قال اعلم مع الجزم شافع ... فصرهنّ ضمّ الصّاد بالكسر فصّلا
قرأ حمزة والكسائي فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ بوصل الهمزة أي: بهمزة وصل تثبت في الابتداء وتحذف في الدرج وبجزم الميم، فإذا وقفا على قالَ ابتدءا بهمزة مكسورة وعلى هذه القراءة يكون (اعلم) فعل أمر مبنيا على السكون فتعبير الناظم بالجزم لتؤخذ القراءة الأخرى من ضد الجزم وهو الرفع ولو قال: مع السكون للزم أن تكون القراءة الأخرى بفتح الميم وليست كذلك وقرأ غيرهما أَعْلَمُ بهمزة قطع مفتوحة تثبت وصلا ووقفا، وبرفع الميم على أنه فعل مضارع مرفوع بالتجرد). [الوافي في شرح الشاطبية: 223]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (82- .... .... .... .... .... = وَأَعْلَمُ فُزْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 24]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: واعلم فز أي قرأ مرموز (فا) فز وهو خلف {قال أعلم} [259] بهمزة مفتوحة ورفع الميم على إخبار المتكلم عن نفسه وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 104]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ لَبِثْتَ وَلَبِثْتُمْ وَإِظْهَارِهِ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي حَذْفِ الْهَاءِ وَصْلًا مِنْ يَتَسَنَّهْ لِيَعْقُوبَ وَحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفًا فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ حِمَارِكَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نُنْشِزُهَا فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِالزَّايِ الْمَنْقُوطَةِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَصْلِ هَمْزَةِ قَالَ أَعْلَمُ وَالْجَزْمِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِالْوَصْلِ، وَإِسْكَانِ الْمِيمِ عَلَى الْأَمْرِ، وَإِذَا ابْتَدَأَ كَسَرَا هَمْزَةَ
[النشر في القراءات العشر: 2/231]
الْوَصْلِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَالرَّفْعِ عَلَى الْخَبَرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لبثت} [259] ذكر إدغامه لأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 472]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يتسنه} [259] ذكر في الوقف وصله بغير هاء لحمزة والكسائي وخلف
[تقريب النشر في القراءات العشر: 472]
ويعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {ننشزها} [259] بالزاي المنقوطة، والباقون بالراء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {قال أعلم} [259] بوصل الهمزة وجزم الميم على الأمر والابتداء بكسر الهمزة، والباقون بالقطع والرفع على الخبر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (505- .... .... .... ورا في ننشز = سما .... .... .... ....). [طيبة النشر: 66]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (505- .... .... .... .... .... = .... ووصل اعلم بجزمٍ في رزوا). [طيبة النشر: 66]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ورا) يريد قوله تعالى كيف «ننشرها» قرأ بالراء نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب: أي نحييها، والباقون بالزاي من النشر وهو الرفع: وهو تركيب العظام بعضها على بعض قوله: (ووصل اعلم) يعني قوله تعالى «قال أعلم أن الله» قرأه بوصل الهمزة مع جزم الميم حمزة والكسائي، والباقون بقطع الهمزة والرفع ومعرفة الابتداء بهمزة الوصل فيه مكسورة مشهورة لا تحتاج إلى بيان، قوله:
(بجزم) يعني به السكون؛ وإنما عدل عن السكون إلى الجزم، لأنه لو ذكر السكون لكان ضده الحركة ومطلق الحركة الفتح، فعدل إلى الجزم، لأن ضده الرفع كما قرر في الخطبة، والله أعلم؛ ووجه ذلك أن المعنى أعلم بما عاينت من قدرة الله تعالى على ما لم تعاين، فالآمر هو الله تعالى؛ ويحتمل أن يكون هو آمر نفسه على وجه التجريد، والباقون بقطع الهمزة ورفع الميم على وجه الإخبار عن نفسه (رزوء) جمع رزء: وهو النقص مثل قرء وقروء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 199]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى حكم المكسورة عند قالون أشار بقوله:
ص:
والكسر (ب) ن خلفا ورا في ننشز = (سما) ووصل اعلم بجزم (ف) ى (ر) زوا
ش: أي: قرأ [ذو] (سما) كيف ننشرها [البقرة: 259] بالراء المهملة، والباقون بالزاي المعجمة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/215]
وقرأ ذو فاء (في) حمزة وراء (رزوا) الكسائي قال اعلم أن الله [البقرة: 259] بوصل الهمز اعلم وجزم الميم. والباقون بقطع الهمزة ورفع الميم.
تنبيه:
لفظ بـ (اعلم) بلا واو؛ ليخرج وأعلم أنّ الله [البقرة: 260]، وعلم كسر همزة الوصل من الابتداء.
وفتح همزة القطع في الحالين من الإجماع.
قلت: وكان ينبغي وصل اعلم بوقف، لكنه تجوز، أو استعمل المذهب الكوفي في إطلاق ألقاب الإعراب على المبني، أو أنه معرب مجزوم بلام الأمر مقدرة، ليحصل له غرض التنبيه على رفع الأخرى؛ إذ لو قال: بوقف أو سكون، لاختلت.
ونشز - بالإعجام- ارتفع، وأنشزه، ونشزه: رفعه، ومنه: نشز الأرض، ونشوز الزوجة.
وأنشره- بالمهملة-: أحياه، ونشره [مرادفه، ومطاوعه]، ومنه وإليه النّشور [الملك: 15].
ووجه الإعجام: أنه من النشر، أي: يرفع بعضها على بعض؛ للتركيب.
ووجه الإهمال: أنه من أنشره: أحياه، ومنه إذا شآء أنشره [عبس: 22].
ووجه سكون الميم: أنه فعل أمر للمواجه من ثلاثي مفتوح العين في المضارع؛ فلزم تصديره بهمزة وصل [مكسورة]، وضمير قال [البقرة: 259] [على] هذا للباري، وفاعل اعلم العزير، أي: ارتق من علم اليقين إلى عين اليقين أو ضمير قال [لعزير؛ نزل نفسه منزلة] الغير فأمرها.
ووجه الرفع: أنه مضارع «علم» وهمزة المضارعة قطع، وهو: خبر عزير على
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/216]
نفسه، ومعناه: التعبد بالإقرار حيث انتقل من علم اليقين إلى عين اليقين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إدغام لبثتّ [البقرة: 259] ولبثتم [الكهف: 19]، وتقدم في الوقف اختلافهم في حذف الهاء وصلا من يتسنّه [البقرة: 259]، وتقدم إمالة حمارك [البقرة: 259] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/215]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" أبو جعفر همز "مائة" ياء مفتوحة وصلا ووقفا كحمزة وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" ثاء "لبثت" في تائها أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يتسنه" [الآية: 259] بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا على أنها للسكت حمزة والكسائي ويعقوب وخلف والباقون بإثباتها وقفا ووصلا وهي للسكت أيضا، وأجرى الوصل مجرى الوقف ويحتمل أن تكون أصلا بنفسها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "حمارك" أبو عمرو وابن ذكوان من أكثر طرقه والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ننشزها" [الآية: 259] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي من النشز، وهو الارتفاع أي: يرتفع بعضها على بعض للتركيب، وافقهم الأعمش والباقون بالراء المهملة من أنشر الله الموتى أحياهم، ومنه: إذا شاء أنشره، وعن الحسن فتح النون وضم الشين من نشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قَالَ أَعْلَم" [الآية: 259] فحمزة والكسائي بالوصل وإسكان الميم على الأصل، وفاعل قال ضمير يعود على الله أو الملك أي: قال الله أو الملك لذلك المار أعلم
[إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
ويحتمل: عود الضمير على المار نفسه على سبيل التبكيت وافقهما الأعمش، وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل والباقون بقطع الهمزة المفتوحة ورفع الميم خبرا عن المتكلم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" إمالة "أنى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وهي} [259] كـــ {وهو} لا تخفى). [غيث النفع: 441]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يتسنه} قرأ الأخوان بحذف الهاء وصلاً وإثباتها وقفًا، والباقون بإثباتها وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 441]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ننشرها} قرأ الشامي والكوفيون بالزاي المعجمة، والباقون بالراء المهملة، وترقيقها لورش لا يخفى). [غيث النفع: 442]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قال أعلم} قرأ الأخوان بوصل همزة {اعلم} مع سكون الميم، وإذا ابتدءا كسرا همزة الوصل، والباقون بهمزة قطع مفتوحة مع رفع الميم). [غيث النفع: 442]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير (259)}
{أو كالذي}
قراءة الجمهور (أو...) ساكنة، ومعناها التفصيل، وقيل غير هذا.
[معجم القراءات: 1/368]
- وقرأ أبو سفيان بن حسين (أو كالذي) بفتح الواو، وهي حرف عطف دخل عليها ألف التقرير، والتقدير: أو رأيت...
{وهي}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون وهي بإسكان الهاء
- وقراءة الباقين بكسرها وهي.
- ووقف عليها يعقوب بهاء السكت وهي.
{أنى}
- تقدمت الإمالة فيه مع الآية/51.
{مائة عام}
- قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء مفتوحة وصلا ووقفة (مية...)
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف
- وقراءة الجماعة بالهمز وص" ووقفة (مئة).
{لبثت.... لبثت... لبثت}
- قرأ نافع وابن كثير وعاصم وخلف ويعقوب بإظهار التاء في المواضع الثلاثة في كل القرآن
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر بإدغام الثاء في التاء في المواضع الثلاثة في كل القرآن، وصورتها (لبت)
[معجم القراءات: 1/369]
{قال لبثت}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب بخلاف
{فانظر إلى طعامك وشرابك}
- قرأ ابن مسعود وانظر إلى طعامك وشرابك، ونسبها صاحب المحرر إلى طلحة.
- وقرا طلحة بن مصرف (فانظر لطعامك...) باللام بدلا من «إلى».
- وقرأ ابن مسعود وهذا طعامك وشرابك.
{وشرابك}
- وقرأ ابن مسعود وهذا شرابك لم يتسنه.
- وقراءة الجماعة (فانظر إلى طعامك وشرابك)
{لم يتسنه}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وأبو بكر واليزيدي والأعمش بإثبات الهاء في الوقف، وحذفها في الوصل، وهي هاء السكت.
قال الخليل: «ومن جعل حرف السنه واواً قرأ: «لم يتسن»، وإثبات
[معجم القراءات: 1/370]
الهاء أصوب.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر وأبو جعفر وشيبة بإثبات الهاء في الوقف والوصل ولم يتسنه
- ورجح الطبري هذه القراءة، وقال: (يجعلون الهاء هنا لام الفعل).
- وقرأ أبي بن كعب «لم يسنه» بإدغام التاء في السين.
- وذكرها ابن عطية قراءة لطلحة بن مصرف.
- وقرأ ابن مسعود (لم يتسنن) بالتاء وبنونين: مضعفة فساكنة، وبغير هاء في آخره.
- وقرأ طلحة بن مصرف (لم يسن) بإدغام التاء في السين، وحذف الهاء من آخره.
- وقرأ طلحة بن مصرف أيضاً (وانظر لطعامك وشرابك لمئة سنة) بدلا من: لم «يتسنه».
{إلى حمارك}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وابن ذكوان والدوري عن الكسائي والدوري عن سليم، وهبة الله عن الأخفش .
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 8، 94، 96.
{ننشزها}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وزید
[معجم القراءات: 1/371]
ابن ثابت (ننشزها) بالزاي: وضم النون، قال ثعلب: وهذه هي القراءة المختارة.
- وقرأ ابن عباس وقتادة والنخعي والأعمش وأبو بكر عن عاصم (ننشرها) بفتح النون، وضم الشين، وزاي بعدها.
قال مكي: «وبالزاي قرأ أبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية وابن وثاب وطلحة وعيسى»، ولم يبين حركة النون.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو جعفر وابن عباس والحسن (ننشرها)بضم النون، والراء المهملة.
- وقرأ أبو جعفر بخلاف عنه (ننشزها)، بتشديد الشين
- وقرأ ابن عباس والحسن وأبو حيوة وأبان عن عاصم والنخعي، وعبد الوهاب عن أبان، وجبلة عن المفضل عن عاصم والسعدي عن
[معجم القراءات: 1/372]
أبي عمرو (ننشرها) بفتح النون، والراء المهملة.
قال الطبري: (وذلك قراءة غير محمودة، لأن العرب لا تقول: نشر الموتى، وإنما تقول: أنشر الله الموتى فنشروا هم، بمعنى أحياهم)....
ثم رد هذه القراءة لشذوذها عن قراءة المسلمين، وخروجها عن الفصيح من كلام العرب.
ورجح مكي بن أبي طالب القراءة بالراء، وذكر أنها قراءة الأكثر، وذكر قراءها وهم: مجاهد وعطاء وعكرمة وقتادة والأعرج وابن محيصن والجحدري والأعمش وابن يعمر، وإلى ذلك رجع الحسن.
وقال أبو حيان: القراءة بالراء متواترة، فلا تكون الزاي أولى»...
- وعلى قراءة الراء: قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما
- وقرأ أبي بن كعب نشيها بالياء، أي: نخلقها.
- وذكر السمين قراءته بالهمز (ننشئها) من النشأة
{فلما تبين له}
- قراءة الجمهور (تبين) مبنياً للفاعل.
[معجم القراءات: 1/373]
- وقرأ ابن عباس (تبين) مبنياً للمفعول.
- وقرأ ابن السميفع (بين) بغير تاء، مبنية للمفعول.
{تبين له}
- إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{قال أعلم أن الله}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وشيبة (قال أعلم)، قال: مبني للفاعل.
- أعلم: مضارع يعود ضميره على (المار)، فهو مخبر عن نفسه.
- وقرأ أبو رجاء وحمزة والكسائي ويعقوب وابن عباس وخلف وأبو عبد الرحمن (قال اعلم)، فعل أمر من «علم» الثلاثي، وفاعل قال: ضمير يعود على الله، أو على الملك.
- وإذا ابتدأ هؤلاء القراء كسروا همزة الوصل.
- وقرأ ابن مسعود والأعمش وابن عباس (قيل اعلم) مبني لما لم
[معجم القراءات: 1/374]
يسم فاعله، والمفعول هو ضمير القول، لا الجملة.
- وقرأ أبي وعبد الله بن مسعود (قيل له اعلم).
- وفي مصحف ابن مسعود (قيل أعلم)
- وروى الجعفي عن أبي بكر قال أعلم. أمر من (أعلم) الرباعي، والمعنى: أعلم الناس). [معجم القراءات: 1/375]

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (93 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الصَّاد وَكسرهَا من قَوْله {فصرهن} 260
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {فصرهن} بِكَسْر الصَّاد
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فصرهن} بِالضَّمِّ). [السبعة في القراءات: 190]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({جزاً} مشددة الزاي يزيد مثقل مهموز أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 178]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فصرهن} بكسر الصاد، يزيد وحمزة وخلف ورويس). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أرنا} [128]، و{أرني} [260، الأعراف: 143]: ساكنة الراء: مكي، وسلام ويعقوب غير البخاري، والعباس والتنوري واليزيدي طريق ابن سعدان، وشجاع طريق الصواف والدقاق.
وافق دمشقي غير هشام طريق الداجوني، وأبو بكر إلا طريق علي في {حم} [فصلت: 29] مختلس: أبو عمرو طريق من بقي إلا المخرمي).[المنتهى: 2/584] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فصرهن} [260]: بكسر الصاد يزيد، وحمزة، والمفضل، وخلفٌ، ورويس .
[المنتهى: 2/604]
{جزءً} [260]، حيث جاء بضم الزاي أبو بكر. منون مشدد: يزيد طريق الفضل. بواو: عمري).[المنتهى: 2/605]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (فصرهن) بكسر الصاد، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 169]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو شعيب: {وأرنا} (128)، و: {أرني} (260): بإسكان الراء، حيثُ وقعا.
وأبو عمر عن اليزيدي: باختلاس كسرتها.
والباقون: بإشباعها). [التيسير في القراءات السبع: 232] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {فصرهن} (260): بكسر الصاد.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 242]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {جزءا} (260)، و: {جزء} (الحجر: 44): بضم الزاي، حيث وقع.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وأبو جعفر وخلف ورويس (فصرهن) بكسر الصّاد والباقون بضمها.
أبو بكر: (جزءا وجزؤ) بضم الزّاي حيث وقع وأبو جعفر بتشديدها من غير همز والباقون بإسكانها وبالهمز والتّحقيق). [تحبير التيسير: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو شعيب ويعقوب (وأرنا وأرني) بإسكان الرّاء حيث وقعا وأبو عمر [عن اليزيدي] باختلاس كسرتها والباقون بإشباعها). [تحبير التيسير: 295] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَصُرْهُنَّ) بكسر الصاد أبو جعفر غير قُتَيْبَة، وشيبة، والزَّعْفَرَانِيّ، والمفضل، والناقط، وأبو ذهل، وعمر بن ميسرة عن الكسائي، ورُوَيْس، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني، الباقون بالضم، وهو الاختيار؛ لأن معناه: أمِلْهُنَّ مع قطعهن فهو يجمع المعنيين فيكون أحسن من الكسر إذ له معنى واحد وهو القطع). [الكامل في القراءات العشر: 509]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([260]- {فَصُرْهُنَّ} بكسر الصاد: حمزة). [الإقناع: 2/611]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([260]- {جُزْءًا}، و{جُزْءٌ} حيث وقع، بضم الزاي: أبو بكر). [الإقناع: 2/611]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (485 - وَأَرْنَا وَأَرْنِي سَاكِنَا الْكَسْرِ دُمْ يَداً = وَفي فُصِّلَتْ يُرْوِي صَفاً دَُرِّهِ كُلاَ
486 - وَأَخْفَاهُمَا طَلْقٌ ... ... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 39] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (522- .... .... .... .... = فَصُرْهُنَّ ضَمُّ الصَّادِ بِالْكَسْرِ فُصِّلاَ). [الشاطبية: 42]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (524 - وَجُزْءاً وَجُزْءٌ ضَمَّ الإِسْكَانَ صِفْ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 42]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([485] وأرنا وأرني ساكنًا الكسر (د)م (يـ)دًا = وفي فصلت (يـ)روي (صـ)فا (د)ره (كـ)لا
أصل أرنا: أرءنا، فنقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت الهمزة. فالإسكان لتوالي الحركات، وليست بحركة إعراب.
فإسكانه حسنٌ على تشبيه المنفصل بالمتصل، كما قالوا: فخذ.
والاختلاس أيضًا حسنٌ.
وأنكر بعض الناس الإسكان من أجل أن الكسرة تدل على ما حذف، واستقبح حذفها.
[فتح الوصيد: 2/673]
قال أبو علي: «وليس هذا بشيء. ألا ترى أن الناس أدغموا {لكنا هو الله ربي}. فذهاب الحركة في {أرنا}، ليس بدون ذهابها في الإدغام».
يقول: إن الأصل: لكن أنا، فطرحت حركة الهمزة على النون، فحركت النون بالفتح، فاجتمع نونان، فأدغمت الأولى في الثانية.
وقوله: (دم يدًا)، منصوب على التمييز.
واليد بمعنى النعمة، وهو دعاء لمن يخاطبه، أتی به بعد الإخبار بالقراءة كما يقوله: خرج زيد أكرمك الله.
والكلا: جمع كلية.
وإنما قال ذلك في الذي في فصلت، لقوة الحجة بانضياف ابن عامر وأبي
بكر إلى من تقدم.
[486] وأخفاهما (ط)لقٌ وخف (ابن عامرٍ) = فأمتعه أوصى بوصى (كـ)ما (ا)اعتلى
الطلق: السمح. والإخفاء يريد به الاختلاس.
وليس فيه مقال لأحد. فوجهه في العربية سهل مشهور؛ فلذلك قال: (طلقٌ وخفُّ ابن عامرٍ) ). [فتح الوصيد: 2/674] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( {فصرهن} و{فصرهن}: لغتان؛ يقال: صاره يصيره ويصوره، إذا أماله، وكذلك إذا قطعه.
قال لبيد في الإمالة:
من فقد مولى تصوير الحي جفنته = أو رزء مال ورزء المال يجتبر
وقال بعض بني سليم وأنشده الكسائي:
وفرع يصير الجيد وحفٍ كأنه = على الليث قنوان الكروم الدوالح
وقال الفراء: «فصرهن بالكسر: قطعهن، مقلوب من: صرى يصري، إذا قطع»؛ وأنشد:
تغرب آبائي فهلا صراهم = عن الموت إن لم يذهبوا وجدودي.
وقوله: (ضم الصاد بالكسر فصلا)، أي بُين معنى الضم بقراءة الكسر، لأن الضم يحتمل الإمالة والتقطيع.
والكسر يراد به التقطيع لا غير في قول الفراء، فكأن المعني تبين أنه التقطيع في الضم بالكسر.
هذا على اختيار صاحب القصيد.
فأما أبو علي، فقال: «إن الضم والكسر يحتمل الأمرين»؛ يعني التقطيع والإمالة.
وقال غيره: «الكسر بمعنى القطع، والضم معين الإمالة» ). [فتح الوصيد: 2/739]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([524] وجزءً وجزءٌ ضم الإسكان (صـ)ف وحيـ = ثمها أكلها (ذ)كرى وفي الغير (ذ)و (حـ)لا
قوله: (صف)، أي أذكره؛ يعني أن ذلك مما ينقل عن العرب.
وقد حكى الأخفش عن عيسى بن عمر «أن كل اسم أوله مضموم على ثلاثة أحرف، ففيه لغتان: التثقيل والتخفيف، نحو: اليسر والعسر».
والأصل في ذلك الضم، والإسكان تخفيف.
وكذلك في البقرة، وفي الحجر: {جزءٌ مقسومٌ}، وفي الزخرف: {وجعلوا له من عباده جزءً}.
و{أكلها}: إسكائه أيضًا وضمه لغتان). [فتح الوصيد: 2/740]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [485] وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا = وفي فصلت يروي صفا دره كُلا
ب: (اليد): النعمة، (الدر): غزارة اللبن، (الكلا): جمع (الكلية).
ح: (أرنا): مبتدأ، (أرني): عطف، (ساكنا الكسر): صفتهما، (دم): جملة خبر المبتدأ، (يدًا): نصب على التمييز، والعائد إلى المبتدأ محذوف، أي: دامت نعمتك فيه، (صفا): فاعل (يروي)، (كلا): مفعوله، وقصرت (صفا) ضرورة.
ص: أي: أسكن الراء من {أرنا} و {أرني} حيث وقعا ابن كثير والوسسي
[كنز المعاني: 2/37]
تشبيهًا بـ (فخذٍ) و (كتفٍ)، ولئلا تتوالى الحركات، إذ الكسر في الراء بمنزلة الكسرتين.
وأما في سورة فصلت: فأسكن الراء من {أرنا الذين أضلانا} [29] السوسي وأبو بكر وابن كثير وابن عامر.
وأشار بقوله: (صفا دره) إلى قوة تلك القراءة، إذ ليس الإسكان فيه كإسكان {يأمركم} [67]، لأن حركته غير إعرابية، بخلاف: {يأمركم} [67] ). [كنز المعاني: 2/38] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [486] وأخفاهما طلقٌ وخف ابن عامر = فأمتعه أوصى بوصى كما اعتلى
ب: (الإخفاء): الاختلاس، (الطلق): السمح.
ح: (طلق): فاعل (أخفى)، (هما): مفعوله راجع إلى {أرنا} و {أرني}، و(خف ابن عامر): مبتدأ، (فأمتعه): خبر، أي: مخفف ابن عامر فأمتعه، (أوصى): مبتدأ، (بوصى): خبر، أي: في موضع (وصى)، (كما اعتلى): ظرف، أي: كما تقدم، وهو قوله: (امتعه)، أي: شابه (أوصى) (فأمتعه) في التخفيف.
ص: أي: اختلس الحركة من {أرنا} [128]، و{أرني} [260] الدوري.
[كنز المعاني: 2/38]
ثم قال: وخفف ابن عامر: {فأمتعه قليلًا} [126]، وثقل الباقون، من الإمتاع أو التمتع، وكلاهما لغتان.
وقرأ ابن عامر ونافع: {وأوصى بها إبراهيم} [132] والباقون: {ووصى} من الإيصاء أو التوصية، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/39] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [522] وننشزها ذاك وبالراء غيرهم = وصل يتسنه دون هاء شمردلا
ب: (ذاك): من (ذكت النار): إذا اشتعلت، أي: ظاهر، و(الشمردل): الخفيف، أو الرجل الكريم.
ح: (ننشزها ذاك): مبتدأ وخبر، (يتسنه): مفعول (صل)، (شمردلا): حال من (يتسنه) بالمعنى الأول، ومن فاعل (صل) بالمعنى الثاني.
ص: يعني: قرأ الكوفيون وابن عامر: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها} [259] بالزاي المعجمة من الإنشاز وهو الرفع، أي: كيف نرفع بعضها على بعض والباقون: {ننشزها} بالراء المهملة من الإنشاز بمعنى الإحياء، قال تعالى: {إذا شاء أنشره} [عبس: 22].
وإنما لم يلتبس ما قال، لأن الراء بالهمز لا تكون إلا مهملة، فيعلم: أن قراءة الأولين بالزاي المعجمة.
[كنز المعاني: 2/72]
ثم قال: (وصل يتسنه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه} [259] بحذف الهاء في الوصل، على أن الهاء للسكت، فأسقط للوصل، أو الأصل: (يتسنن)، أي: يتغير، فقلبت إحدى نونيه ياءً، كما في (تظننت)، فانقلبت ألفًا، فانحذفت بالجزم، وقال: (شمردلا) لخفة الحذف.
وأثبت الهاء الباقون وصلا على أن الأصل {يتسنه} على وزن (يتفعل)، من (تسنه) إذا تغير.
ولا خلاف في إثبات الهاء وقفًا.
[523] وبالوصل قال اعلم مع الجزم شافع = فصرهن ضم الصاد بالكسر فصلا
ح: (قال اعلم): مبتدأ، (شافعٌ): خبره، (فصرهن): مبتدأ، (ضم الصاد): مبتدأ ثانٍ، (فصلا): خبر، (بالكسر): متعلق به.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: {قال اعلم أن الله على كل شيء قديرٌ} [259] بهمزة وصل مع جزم الميم أمرًا من العلم، والآمر هو الله تعالى، أو الشخص لنفسه، نحو قولهم:
[كنز المعاني: 2/73]
عميرة ودع إن تجهزت غاديًا = ..............
والباقون: {أعلم} بهمزة قطع مفتوحة مع ضم الميم على إخبار المتكلم.
ثم قال: {فصرهن إليك} [260]: قرأ حمزة بكسر الصاد، والباقون بالضم من: (صار يصور) أو (يصير) بمعنًى، وهو الإمالة والتقطيع، وقيل: بالضم: الإمالة، وبالكسر: التقطيع.
وقوله: (فصلا)، أي: بين معنى الضم والكسر، لأن الكسر متمحضٌ للقطع، والضم محتمل للمعنيين). [كنز المعاني: 2/74] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [524] وجزءًا وجزء ضم الاسكان صف وحيـ = ثما أكلها ذكرا وفي الغير ذو حلا
[كنز المعاني: 2/74]
ح: (جزءًا): مبتدأ، (جزءٌ): عطف، (ضم الإسكان): مفعول (صف)، والجملة: خبر المبتدأ، أي: فيه، (حيثما): ظرف (صف) المحذوف، (أكلها): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: صف حيثما أكلها موجود، (ذكرى): مفعول مطلق من معنى (صف)، أو حال، أو مفعول له، (ذو حلا): مبتدأ، خبره: محذوف متعلق به، (في الغير): أي: صاحب حلية في الضم في غير ذلك.
ص: أي: قرأ أبو بكر: {جزءًا} و {جزءٌ} حيث وقعا منصوبًا أو مرفوعًا، نحو: {اجعل على كل جبلٍ منهن جزءًا} [260] و{لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم} [الحجر: 44] بضم الزاي، والباقون بالإسكان، وهما لغتان.
وقرأ الكوفيون وابن عامر حيثما أتى {أكلها} في القرآن بضم الكاف، نحو: {أكلها دائمٌ} [الرعد: 35]، {فآتت أكلها ضعفين}
[كنز المعاني: 2/75]
[265]، والباقون بالإسكان، لغتين.
ووافقهم أبو عمرو في غير: {أكلها}، أي: في ضم: {الأكل} إذا لم يتصل بها هاء المؤنث، نحو: {أكلٍ خمطٍ} [سبأ: 16]، {مختلفًا أكله} [الأنعام: 141] و {نفضل بعضها على بعضٍ في الأكل} [الرعد: 40].
وإنما خالفهم أبو عمرو في {أكلها} لثقل ما فيه هاء المؤنث، فلم يثقل بالتحريك أيضًا). [كنز المعاني: 2/76] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (483- وَأَرْنَا وَأَرْنِي سَاكِنَا الكَسْرِ "دُ"مْ "يَـ"ـدًا،.. وَفي فُصِّلَتْ "يُـ"ـرْوِي "صَـ"ـفًا "دَُ"رِّهِ "كُـ"ـلا
اليد النعمة وهو في موضع نصب على التمييز أي دامت نعمتك أو يكون حالا أي دم ذا نعمة والسكون في هذين اللفظين حيث وقعا للتخفيف كقولهم في: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا}، {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}، {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}، {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}.
والذي في فصلت: {أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا}، وافق على إسكانه أبو بكر وابن عامر والكُلا جمع كلية، والصفا ممدود وقصره ضرورة يشير إلى قوة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/329]
القراءة؛ لأن الإسكان هنا في حركة البناء بخلافه في يأمركم ونحوه والله أعلم.
484- وَأَخْفَاهُمَا "طَـ"ـلْقٌ وَخِفُّ ابْنِ عَامِرٍ،.. فَأُمْتِعُهُ أَوْصَى بِوَصّى "كَـ"ـمَا "ا"عْتَلا
الطلق: السمح يريد بالإخفاء الاختلاس الذي تقدم ذكره في: {بَارِئِكُمْ} و{يَأْمُرُكُمْ}، وهو اللائق بقراءة أبي عمرو والضمير في أخفاهما لقوله: {وَأَرِنَا} و{أَرِنِي} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/330] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وصرهن بالضم والكسر لغتان، ومعناه الإمالة والتقطيع، يقال: صاره يصيره، ويصوره في المعنيين، وقيل: الكسر؛ للقطع، والضم؛ للإمالة، وقوله: فصلا؛ أي: بين معنى الضم بقراءة الكسر؛ لأن الكسر متمحض؛ للتقطيع عند بعضهم، والضم يحتمل التقطيع، والإمالة، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/369]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (522- وَجُزْءًا وَجُزْءٌ ضَمَّ الإِسْكَانَ "صِـ"ـفْ وَحَيـ،.. ـثُما أُكْلُهَا "ذِ"كْرًا وَفي الْغَيْرِ "ذُ"و "حُـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/369]
أي وجزء المنصوب وغير المنصوب، وإنما قدم ذكر المنصوب؛ لأنه هو الذي في سورة البقرة في قوله تعالى: {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا}، فكان هو الأصل، وأتبعه ما ليس بمنصوب نحو: {جُزْءٌ مَقْسُومٌ}.
وإنما حافظ على لفظ المنصوب هنا دون صراط، وقران، وبيوت كما تقدم؛ لأنه اكتفى في تلك بضبطها بدخول لام التعريف فيها، وخلوها منها، واجتزأ هنا بتعداد اللفظين المختلفين خطا لما لم تأتِ لام التعريف ف واحدة منهما فهو مثل "شيء"، و"شيئا"، وقد تقدم البحث فيه في باب نقل الحركة،، وقوله: صف؛ أي: اذكره؛ أي: صف ضم الإسكان فيهما، وقد سبق أن مثل هذا فيه لغتان؛ الضم، والإسكان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/370]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (485 - وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا ... وفي فصّلت يروى صفا درّه كلا
486 - وأخفاهما طلق وخفّ ابن عامر ... فأمتعه أوصى بوصّى كما اعتلا
قرأ ابن كثير والسوسي: وَأَرِنا مَناسِكَنا، أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً، أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى، أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ بسكون الراء. وقرأ السوسي وشعبة وابن كثير وابن عامر أَرِنَا الَّذَيْنِ في فصلت بسكون الراء. وقرأ الدوري عن أبي عمرو بإخفاء الحركة أي اختلاسها في كل ما ذكر. وقرأ الباقون بإشباع كسر الراء في الجميع والقراءتان سكون الراء وكسرها مأخوذتان من قول الناظم (ساكنا الكسر) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 211] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (523 - .... .... .... .... .... = فصرهنّ ضمّ الصّاد بالكسر فصّلا
.....
وقرأ حمزة فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ بكسر ضم الصاد وقرأ غيره بضمها). [الوافي في شرح الشاطبية: 223]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (524 - وجزءا وجزء ضمّ الاسكان صف وحي ... ثما أكلها ذكرا وفي الغير ذو حلا
قرأ شعبة بضم إسكان الزاي في جُزْءاً المنصوب، وهو في قوله تعالى: ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً هنا، وفي قوله تعالى: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً في الزخرف، والمرفوع وهو في قوله تعالى: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ في الحجر. وقرأ غيره بإسكان الزاي في الجميع). [الوافي في شرح الشاطبية: 223]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (69 - وَكَسْرَ اتَّخِذْ أُْد سَكِّنَ اَرْنَا وَأَرْنِ حُزْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (82- .... .... .... .... .... = .... .... وَاكْسِرْ فَصُرْهُنَّ طِبْ أَلَا). [الدرة المضية: 24]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال:
ص وكسر اتخذ (أ)د سكن ارنا وأرن (حـ)ـز = خطاب يقولوا (طـ)ـب وقبل ومن (حـ)ـلا
وقبل (يـ)ـعي (ا)دغب (فـ)ـتًى ويرى (ا)تل خا = طبًا (حـ)ـز وأن اكسر معًا (حـ)ـائز (ا)لعلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر {واتخذوا من مقام إبراهيم} [125] بكسر الخاء على الأمر وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا.
ثم استأنف وقال: سكن ارنا وأرن حز أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب بإسكان الراء في {أرنا} و{أرني} حيث وقعا فذكر هذا باعتبار مخالفة يعقوب لإحدى روايتي الأصل). [شرح الدرة المضيئة: 93] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: واكسر فصرهن طب ألا أي روى مرموز (طا) طب وقرأ مرموز (ألف) ألا وهما رويس وأبو جعفر {فصرهن} [260] بكسر الصاد وعلم من الوفاق فخلف كذلك فاتفقوا ولروح بضم الصاد). [شرح الدرة المضيئة: 104]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ انْفِرَادُ الْحَنْبَلِيِّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ بِتَسْهِيلِ هَمْزَةِ (يَطْمَئِنَّ) وَمَا جَاءَ مِنْ لَفْظِهِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَرُوَيْسٌ بِكَسْرِ الصَّادِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِسْكَانِ جُزْءًا عِنْدَ هُزُؤًا، وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي تَشْدِيدِ الزَّايِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليطمئن} [260] ذكر انفراد الحنبلي عن ابن وردان بتسهيله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وحمزة وخلف ورويس {فصرهن} [260] بكسر الصاد، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({جزءًا} [260] ذكر ضم زايه لأبي بكر، وتشديدها لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (506 - صرهنّ كسر الضّمّ غث فتىً ثما = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 66]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (صرهنّ كسر الضّمّ (غ) ث (فتى) (ث) ما = ربوة الضّمّ معا (ش) فا (سما)
يعني قوله تعالى «فصرهن إليك» بكسر الصاد رويس وحمزة وخلف وأبو جعفر، والباقون بضمها، ومن كسر الصاد وجب له ترقيق الراء كما تقدم، والضم والكسر لغتان، يقال صاره يصوره ويصيره: إذا قطعه وإذا أماله، والتقدير فاقطعهن مائلة إليك أو مائلين إليك مقطوعات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 199]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
صرهنّ كسر الضّمّ (غ) ث (فتى) (ث) ما = ربوة الضّم معا (شفا) (سما)
ش: أي: قرأ ذو غين [غث].
رويس و(فتى) حمزة وخلف وثاء (ثما) أبو جعفر فصرهن إليك [البقرة: 260] بكسر الصاد، والباقون بضمها، وقرأ مدلول شفا (حمزة والكسائي وخلف) وسما كمثل جنة بربوة [البقرة: 265] وإلى ربوة بالفلاح [المؤمنون: 50] بضم الراء، والباقون بفتحها. وهما لغتان في الربوة؛ وهي المكان المرتفع.
قال [ابن عباس]: فصرهنّ [البقرة: 260] بالضم قطعهن. مقلوب صرى: قطع.
أبو عبيدة: أملهن.
ولهذا قال أبو علي: الضم والكسر يحتمل الأمرين.
وجه الضم والكسر في فصرهن [البقرة: 260] الأخذ باللغتين تعميما وتخصيصا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم انفراد الحنبلي عن هبة الله عن عيسى بتسهيل همزة يطمئن وما جاء على لفظه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم اختلافهم في «جزءا» وتشديد أبي جعفر [وابن كثير وابن عامر ويعقوب]، وأنبتت سبع [البقرة: 261] ويضعف [261] وإبدال أبي جعفر رياء الناس [264] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن ضم باء "رب" المنادى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرني" [الآية: 260] بإسكان رائه أبو عمرو بخلفه وابن كثير ويعقوب والوجه الثاني لأبي عمرو الاختلاس وكلاهما ثابت عنه من روايتيه كما في النشر قال: وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "قيل أولم" مبنيا للمفعول ونائب الفاعل إما ضمير المصدر من الفعل وإما الجملة التي بعده). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما تسهيل همز "ليطمئن" [الآية: 260] لابن وردان فهي انفرادة للحنبلي عن هبة الله عنه، ولذا لم يذكرها في الطيبة فلا يعنيا به ونظيره بئيس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بلى" [الآية: 260] حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى أبو عمر ومن روايتيه كما في النشر وإن اقتصر في طيبته على تخصيص الخلاف بالدوري وبهما قرأ الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَصُرْهُنَّ إِلَيْك" [الآية: 260] فحمزة وأبو جعفر ورويس بكسر الصاد وافقهم الأعمش، والباقون بالضم قيل هما بمعنى واحد، يقال
[إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
صاره يصيره ويصوره بمعنى قطعه أو أماله، وقيل الكسر بمعنى القطع والضم بمعنى الإمالة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/451]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "جزءا" [الآية: 260] بضم الزاي أبو بكر وبحذف همزته وتشديد زائه أبو جعفر، وهي لغة قرأ بها الزهري وغيره، ووجهت بأنه لما حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الزاي تخفيفا وقف على الزاي ثم ضعفها، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ووقف عليها حمزة بالنقل، وأما الإبدال واوا قياسا على هزوا فشاذ لا يصح وبين بين ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إبراهيم} [258 - 260] الأربعة، قرأ هشام بفتح الهاء، وألف بعدها، واختلف عن ابن ذكوان فروى عنه كهشام، وروى عنه كسر الهاء، وياء بعدها، كالباقين). [غيث النفع: 441] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أرني} [260] قرأ المكي والسوسي بإسكان الراء، والدوري باختلاس كسرة الراء، والباقون بالكسرة الكاملة). [غيث النفع: 442]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فصرهن} قرأ حمزة بكسر الصاد، والباقون بالضم). [غيث النفع: 442]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({جزءًا} قرأ شعبة بضم الزاي، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 442]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً واعلم أن الله عزيز حكيم (260)}
{إبراهيم}
- تقدمت قراءة هشام وابن ذكوان فيه «إبراهام» بالألف في الآية/258
{رب}
- قراءة الجماعة (رب) بباء مكسورة مشددة، وأصله (یا ربي).
- وقرأ ابن محيصن (رب) بضم الباء
{أرني}
- قرأ بإسكان رائه (أرني) أبو عمرو بخلاف عنه وابن كثير ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والسوسي وعبد الوارث وهارون الأعور وعبيد بن عقيل وعلي بن نصر ورویس.
- والوجه الثاني لأبي عمرو هو اختلاس الكسرة، وقد رواه عنه
[معجم القراءات: 1/375]
الدوري، وروى عنه الإسكان السوسي
- وقراءة الجماعة (أرني)، بالكسرة. وانظر الآية/۱۲۸ من هذه السورة (أرنا).
{الموتى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل قرأ أبو عمرو وورش والأزرق.
- والباقون على الفتح
{قال أولم}
- قراءة الجماعة (قال...) مبنيا للفاعل۔
- وقرأ المطوعي: (قيل أو لم تؤمن) مبنيا للمفعول، والنائب عن الفاعل إما ضمير المصدر من الفعل، وإما الجملة التي بعده.
{أو لم تؤمن}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (أو لم تؤمن) بإبدال الهمزة واواً.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (أولم تؤمن)
{بلى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر.
- وقرأه بالفتح والتقليل أبو عمرو والدوري والأزرق وورش
- وقراءة الباقين بالفتح.
{ليطمئن}
- قرأ حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين الهمزة والياء.
[معجم القراءات: 1/376]
- ونقل مثل هذا عن ابن وردان، وقالوا: لا يقرأ به
{فخذ أربعة}
- قرأ ورش بنقل حركة همزة القطع إلى الذال ثم حذف الهمزة، وصورة القراءة فخذ أربعة
{فصرهن}
- قرأ حمزة وأبو جعفر ورويس والأعمش وخلف وابن عباس وشيبة وعلقمة وابن جبير وقتادة وابن وثاب وطلحة ويعقوب وعبد الله بن مسعود والمفضل (قصره)، بكسر الصاد بمعنى: «قطعهن»..
- وقرأ ابن عباس وعكرمة «قصرهن» بتشديد الراء وضم الصاد، من صه يصره، إذا جمعه، وشده، كأنه يقول: قشدهن.
- وقرأ ابن عباس وعكرمة، وهي حكاية المهدوي عن عكرمة وغيره (فصرهن)، بفتح الصاد وتشديد الراء وكسرها، من التصرية.
- وقرأ ابن عباس (فصرهن)، أي بكسر الصاد وتشديد الراء وفتحها، من الصرير، أي الصوت، أي: صح بهن.
[معجم القراءات: 1/377]
- وقراءة الجمهور (فصرهن) بضم الصاد وإسكان الراء، وهي قراءة أكثر الناس.
{منهن}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت «منهنه».
{جزءا}
- قراءة الجمهور جزءا" بإسكان الزاي والهمز، وهي لغة تميم وأسد.
- وقرأ أبو بكر وعاصم وأبو جعفر والمفضل (جزؤا). بضم الزاي، وهي لغة الحجازيين.
- وقرأ أبو جعفر والزهري (جزا) بحذف الهمزة وتشديد الزاي.
- ووقف حمزة عليه (جزا)، بفتح الزاي من غير همز، وذلك بنقل حركة الهمزة إلى الزاي مع حذف الهمزة، وإبدال التنوين ألفاً.
{يأتينك}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني يأتينك بإبدال الهمزة ألفاً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز ويأتينك» ). [معجم القراءات: 1/378]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #78  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (261) إلى الآية (264) ]

{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)}

قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وابن كثير، وابن عامر: {فيضعفه له}، و: {يضعف} (261)، و: {مضعفة} (آل عمران: 130): بتشديد العين من غير ألف، حيث وقع.
والباقون: بالألف، مع التخفيف). [التيسير في القراءات السبع: 240] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (فيضعفه له ويضعف ومضعفه) بتشديد العين من غير ألف حيث وقع، والباقون بالألف مع التّخفيف). [تحبير التيسير: 307] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (81 - يُضَاعِفُهُ انْصِبْ حُزْ وَشَدِّدْهُ كَيْفَ جَا = إِذًا حُمْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 24] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - يضاعفه انصب (حُـ)ـز وشدده كيف جا = (إ)ذا (حُـ)ـم ويبصط بصطة الخلق (يـ)ـعتلا ش - أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب بنصب {فيضاعفه} [245] على جواب الاستفهام ودخل الذي في الحديد علم العموم من إطلاقه اعتماد على الشهرة وعلم من الوفاق للآخرين بالرفع على
[شرح الدرة المضيئة: 102]
الاستئناف أو عطفًا على {يقرض} وأراد بقوله: وشدده كيف جا إذا حم أنه قرأ مرموز (حا) حم (وألف) إذا يعقوب وأبو جعفر بتشديد العين من الصيغ المشتقة من المضاعفة وعمم الحكم بقوله: كيف جاء فاندرج فيه المجرد من اللواحق حق نحو {والله يضاعف} [البقرة: 261] وما معها نحو {فيضاعفه} [البقرة: 245 والحديد: 11] {يضاعفها} [النساء: 40] وما أشبهها واندرج فيه أيضًا {مضاعفةً} {آل عمران: 130] ويلزم منه حذف الألف وعلم من الوفاق لخلف تخفيف العين فتلخص من ذلك أن أبا جعفر قرأ في الموضعين بالتشديد والرفع ويعقوب بالتشديد والنصب وخلفًا بالتخفيف والرفع). [شرح الدرة المضيئة: 103] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَيُضَاعِفَهُ هُنَا وَالْحَدِيدِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ بِنَصْبِ الْفَاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ، (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَذْفِ الْأَلِفِ وَتَشْدِيدِ الْعَيْنِ مِنْهُمَا، وَمِنْ يُضَعَّفُ، وَمُضَعَّفَةً وَسَائِرِ الْبَابِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ بِالتَّشْدِيدِ مَعَ حَذْفِ الْأَلِفِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْإِثْبَاتِ وَالتَّخْفِيفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/228] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ أَنْبَتَتْ سَبْعَ مِنْ فَصْلِ تَاءِ التَّأْنِيثِ فِي الْإِدْغَامِ الصَّغِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَشْدِيدِ يُضَاعِفُ عِنْدَ فَيُضَاعِفَهُ لَهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يضاعف} [261] ذكر لابن كثير وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (500- .... .... .... .... .... = وارفع شفا حرمٍ حلا يضاعفه
501 - معًا وثقّله وبابه ثوى = كس دن .... .... .... ....). [طيبة النشر: 66] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وارفع) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو «فيضاعفه له» هنا وفي الحديد بالرفع على الاستئناف: أي فهو يضاعفه أو معطوف على «يقرض» والباقون وهم ابن عامر وعاصم ويعقوب بالنصب على جواب الاستفهام فينصب بأن المقدرة بعد الفاء.
معا وثقّله وبابه (ثوى) = (ك) س (د) ن ويبصط سينه (فتى) حوى
يعني الموضعين المذكورين قوله: (وثقله) أي وشدد «فيضاعه» وكل ما جاء
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 197]
من لفظه نحو «يضاعف، ومضاعفة» أبو جعفر ويعقوب وابن عامر وابن كثير، والباقون بالتخفيف وهما لغتان، فيصير في «يضاعفه» في الموضعين أربع قراءات؛ النصب مع التشديد لابن عامر ويعقوب، والرفع مع التشديد لأبي جعفر وابن كثير، والنصب مع التخفيف لعاصم، والرفع مع التخفيف للباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 198] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وصيّة (حرم) (صفا) (ظ) لا (ر) فه = وارفع (شفا) (حرم) (ح) لا يضاعفه
ش: أي: قرأ مدلول (حرم) نافع وأبو جعفر وابن كثير و[مدلول] (صفا) أبو بكر وخلف وذو ظاء (ظلا) يعقوب وراء (رفه) الكسائي ويذرون أزواجا وصية [البقرة: 240] بالرفع، والباقون بالنصب.
وجه النصب: أنه مفعول مطلق، أي: فليوص الذين، أو الذين يتوفون يوصون، أو ليوصوا وصية.
أو مفعول به تقديره: كتب الله عليكم وصية، والذين فاعل على الأول، مبتدأ على البواقي.
ووجه الرفع: أنه مبتدأ، خبره لأزوجهم [240]، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنه موضع تخصيص: كسلام عليكم، أو محذوف، أي: فعليهم وصية للمصحح، أو خبر مبتدؤه والّذين يتوفّون منكم [البقرة: 240] [ولا بد من تقدير في إحداهما: إما وحكم الذين يتوفون منكم] وصية.
و [إما] الذين يتوفون منكم أهل وصية.
أو [مفعول] ما لم يسم فاعله، أي: كتب عليكم وصية، والجملة خبر «الذين» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/209] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (يضاعفه) فقال:
ص:
معا وثقّله وبابه (ثوى) = (ك) س (د) ن ويبصط سينه (فتى) (ح) وى
(ل) ى (غ) ث وخلف (ع) ن (ق) وى (ز) ن (م) ن (ي) صر = كبسطة الخلق وخلف العلم (ز) ر
ش: أي: رفع مدلول [ذو] «شفا» حمزة والكسائي وخلف و«حرم» المدنيان وابن كثير وذو حاء (حلا) أبو عمرو فيضاعفه له أضعافا [البقرة: 261] وفيضاعفه له
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/209]
وله بالحديد [الآية: 11] ونصبها الباقون.
وشدد مدلول (ثوى) يعقوب وأبو جعفر وذو كاف (كس) ابن عامر ودال (دن) ابن كثير العين مع حذف الألف منهما ومن بابهما، وهو كل مضارع بنى للفاعل أو المفعول عرى عن الضمير أو اتصل به بأي إعراب كان، [واسم المفعول].
والباقون بالألف وتخفيف العين نحو: والله يضعف لمن يشآء [البقرة: 261]، ويضعف لهم العذاب ما كانوا [هود: 20]، [و] وإن تك حسنة يضعفها [النساء: 40]، [و] إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضعفه لكم [التغابن: 17]، وأضعفا مضعفة [آل عمران: 130].
وقرأ مدلول [ذو] (فتى) حمزة وخلف وذو حاء (حوى) أبو عمرو ولام (لى) هشام وغين (غث) رويس والله يقبض ويبسط هنا [البقرة: 245] [و] وزادكم في الخلق بسطة في الأعراف [الآية: 69]، وهو مراده بقوله: «كبسطة الخلق» بالسين فيهما.
واختلف عن ذي عين (عن) حفض [و] قاف (قوى) خلاد وزاي (زن) قنبل، وميم (من) ابن ذكوان وياء (يصر) السوسي.
فأما حفص فروى الولى عن الفيل وزرعان، كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما.
وهي رواية أبي شعيب القواس وابن شاهي وهبيرة كلهم عن حفص.
وروى عبيد عنه، والخضيبي عن عمرو وعنه بالسين فيهما.
وهي رواية أكثر المغاربة والمشارقة عنه.
وبالوجهين نص له المهدوي وابن شريح وغيرهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/210]
وأما خلاد فروى ابن الهيثم من طريق ابن ثابت عن خلاد الصاد فيهما.
وكذلك روى فارس من طريق ابن شاذان عنه، وهي رواية الوزان وغيره عن خلاد، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح في رواية خلاد من طرقه، وعليه أكثر المشارقة.
وروى القاسم بن نصر عن ابن الهيثم والنقاش عن ابن شاذان كلاهما عن خلاد بالسين فيهما، وهي قراءة الداني على أبي الحسين.
وهو الذي في «الكافي»، و«الهداية» و«العنوان»، وسائر «كتب المغاربة».
وأما قنبل فروى ابن مجاهد عنه السين، [و] روى ابن شنبوذ عنه الصاد وهو الصحيح [عنه].
وأما السوسي فروى ابن حبش عن ابن جرير عنه بالصاد فيهما؛ نص عليه ابن سوار.
وكذا روى عنه أبو العلاء إلا أنه خص الأعراف بالصاد.
وكذا روى ابن جمهور عن السوسي، وهو رواية ابن اليزيدي وأبي حمدون. وأبي أيوب من طريق مدين.
ويروى سائر الناس عنه السين [فيهما في «التيسير» و«الشاطبية» و«الكافي» و«الهادى» و«التبصرة» و«التلخيص»، وغيرها]، وأما ابن ذكوان فروى المطوعي عن الصوري، والشذائي عن الداجوني عنه عن ابن ذكوان السين فيهما، وهي رواية هبة الله وعلى بن السفر، كلاهما عن الأخفش.
وروى زيد، والقباب عن الداجوني وسائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما إلا النقاش؛ فإنه روى عنه السين هنا، والصاد في الأعراف.
وبهذا قرأ الداني على عبد العزيز وهي رواية الشذائي عن ابن ذؤابة عن الأخفش، وبالصاد فيهما قرأ [على] سائر شيوخه في رواية ابن ذكوان.
ولم يكن وجه السين فيهما عن الأخفش إلا فيما ذكرته.
ولم يقع ذلك للداني تلاوة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/211]
قال المصنف: والعجب كيف عول على الشاطبي، وليس من طرقه، ولا من طرق «التيسير»، وعدل عن طريق النقاش التي لم تذكر في «التيسير» وطرقه؟! فليعلم ذلك.
تنبيه:
البيت موزون بالصاد والسين، لكن تعينت قراءة الصاد من قوله: (سينه) وجه رفع فيضاعفه [البقرة: 245]: الاستئناف أو عطف [على] الصلة.
ووجه النصب: حمله على معنى الاستفهام؛ فإن نصبه، بـ «أن» مضمرة بعد فاء جوابه، لا على عطفه؛ لأن عطفه الاستفهام هنا عن المقرض.
ولو قلت: أزيد يقرضني فأشكره ؟ امتنع النصب، لكن لما كان بمعنى: «أيقرضني زيد فأشكره»، حمل في النصب عليه، أي: «أيقرض الله أحد».
ووجه سين يبسط [245] وبسطة [247] الأصل؛ إذ لو كانت الصاد أصلا لتعينت.
ووجه الصاد: مشاكلة الطاء: إطباقا واستعلاء [وتفخيما، ويشارك] السين في المخرج والصفير.
ورسم صادا؛ تنبيها على البدل فلا تناقض السين، قال أبو حاتم: هما لغتان.
ووجه الخلاف جمعهما). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/212] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم اختلافهم في «جزءا» وتشديد أبي جعفر [وابن كثير وابن عامر ويعقوب]، وأنبتت سبع [البقرة: 261] ويضعف [261] وإبدال أبي جعفر رياء الناس [264] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" التاء من "أنبتت" في سين "سبع" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واختلف عن هشام وابن ذكوان والإدغام لهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني والإظهار من باقي طرق الحلواني، وأما ابن ذكوان فأدغمها عنه الصوري وأظهرها عنه الأخفش، والباقون بالإظهار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/451]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" لأبي جعفر إبدال "مائة" وكذا إمالة هاء التأنيث وقفا في "حبة" للكسائي وحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/451]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يضاعف" بتشديد العين من غير ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يشآء} [261] أوجهه الخمسة لدى الوقف عليها لهشام وحمزة لا تخفى). [غيث النفع: 442]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يضاعف} قرأ المكي والشامي بتشديد العين، وحذف الألف، والباقون بإثبات ألف بعد الضاد، والتخفيف). [غيث النفع: 442]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضعف لمن يشاء والله وسع عليم (261)}
{أنبتت سبع}
- قرأ بإظهار التاء عند السين نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان.
- وقرأ بإدغام التاء في السين أبو عمرو والكسائي وحمزة وخلف.
واختلف عن هشام وابن ذكوان، فروي عنهما الإظهار، كما روي عنهما الإدغام.
{مائة}
- قرأ الأعمش وأبو جعفر (مية) بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في الحالين: الوقف والوصل
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز «مئة».
- وتقدم هذا مع الآية /259.
- وقراءة الجماعة "مئة" بالضم، مرفوعاً على الابتداء، أو بالفاعلية بالجار.
- وقرئ شاذاً (مئة بالنصب)، وقدر به (أخرجت)، وقدره ابن عطية بـ (أنبتت).
والوجه الثاني عند العكبري أنه بدل من (سبع).
{حبة}
- أمال هاء التأنيث وما قبلها في الوقف الكسائي وحمزة بخلاف عنه.
[معجم القراءات: 1/379]
{يضاعف}
- قراءة الجماعة "يضاعف " بتخفيف الضاد، وألف بعدها
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن والحسن (يضعف) بتشديد العين من غير ألف.
{يشاء}
- تقدمت القراءة فيه في الوقف على الهمز في الآية /۲۱۳). [معجم القراءات: 1/380]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أذى" وقفا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/451]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَلا خَوْف" [الآية: 262] بفتح الفاء وحذف التنوين يعقوب وضم الهاء من "عليهم" كحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يحزنون} تام وفاصلة باتفاق، ومنتهى الربع عند بعضهم، وعليه جرى عملنا، وعند جماعة {قدير} قبله، وقال بعضهم {حكيم} ). [غيث النفع: 442]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين ينفقون أموالهم في سبيل ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عندهم ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (262)}
{أذى}
- قرأه بالإمالة في حالة الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الجماعة بالفتح.
{ولا خوف عليهم}
- قراءة الجماعة (لا خوف عليهم) بالرفع والتنوين.
- وقرأ يعقوب (لا خوف) بفتح الفاء وحذف التوين.
- وقراءة ابن محيصن (لا خوف) بالرفع بلا تنوين تخفيفاً.
{عليهم}
وسبق هذا مع الآية/62 من هذه السورة، فانظر مراجعه فيما مضی۔
- قرأ يعقوب وحمزة «عليهم، بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها لمناسبة الياء.
وانظر تفصيل هذا في سورة الفاتحة/۷). [معجم القراءات: 1/380]

قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي والله غنى حليم (263)}
{ومغفرة خير}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الخاء
{خير}
- ترقيق الراء" عن الأزرق وورش بخلاف.
{أذى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة). [معجم القراءات: 1/381]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي إِبْدَالِ رِيَاءَ النَّاسِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رئاء} [264] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم اختلافهم في «جزءا» وتشديد أبي جعفر [وابن كثير وابن عامر ويعقوب]، وأنبتت سبع [البقرة: 261] ويضعف [261] وإبدال أبي جعفر رياء الناس [264] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همزة "رئاء الناس" ياء أبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/452]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" ترقيق الراء المضمومة في "لا يقدرون" للأزرق بخلفه وكذا مد "شيء" وتوسيطه له وتوسيطه لحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/452]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والأذى} [264] و{الأخر} و{الأنهار} [266] و{الأرض} [267] و{بالفحشاء} [268] و{يشاء} و{الألباب} وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 447] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {يا أيها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الأخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين (264)}
{والأذى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية /262 «أذى».
{رئاء الناس}
- قرأ عاصم وطلحة بن مصرف وأبو جعفر وعلي رضي الله عنه (رياء) بإبدال الهمزة الأولى ياء لكسر ما قبلها، وقفاً ووصلاً.
- ولحمزة في الوقف حالتان
1- إبدال الأولى باء خالصة.
۲- وله مع هشام في الثانية الإبدال ألفاً مع المد والتوسط والقصر.
وقراءة الجماعة بالهمز في الحالين «رئاء»، وهي الرواية عن عاصم
ويأتي مثل هذا في الآية/۳۸ من سورة النساء، و47 من سورة الأنفال.
[معجم القراءات: 1/381]
{الناس}
- تقدمت الإمالة في الآيات/۸، 94 99.
{ولا يؤمن بالله}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني بإبدال الهمزة واوا (یومن).
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- قراءة الجماعة بالهمز(ولا يؤمن..)
{صفوان}
- قرأ الزهري وسعيد بن المسيب (صفوان) بفتح الفاء، وقيل: هو شاذ في السماع، وقال ابن عطية: «هو لغة».
- حكى قطرب صفوان" بكسر الصاد وسكون الفاء.
- وقراءة الجماعة «صفوان» بفتح الصاد وسكون الفاء.
{صلداً}
- قرأ الخليل (صلداً)، بكسر الصاد، وهي لغة.
- وقراءة الجماعة (صلدا) بالفتح.
{يقدرون}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف
{شيء}
المد والتوسط عن الأزرق.
[معجم القراءات: 1/382]
- والتوسط لحمزة.
وتقدم مثل هذا في الآيتين / ۲۰ و106
{الكافرين}
- تقدمت الإمالة فيه مع الآيات / ۱۹ و34 و۸۹). [معجم القراءات: 1/383]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #79  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:53 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (265) إلى الآية (266)]
{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)}

قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (94 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الرَّاء وَفتحهَا من قَوْله {بِرَبْوَةٍ} 265
فَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر {بِرَبْوَةٍ} بِفَتْح الرَّاء
وَفِي الْمُؤْمِنُونَ مثله وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {بِرَبْوَةٍ} بِضَم الرَّاء فيهمَا). [السبعة في القراءات: 190]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (95 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْكَاف وإسكانها من قَوْله {أكلهَا} 265 فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {فآتت أكلهَا} خَفِيفَة سَاكِنة الْكَاف
وَكَذَلِكَ كل مُضَاف إِلَى مؤنث
وفارقهما أَبُو عَمْرو فِيمَا أضيف إِلَى مُذَكّر مثل {أكله} الْأَنْعَام 141 أَو غير مُضَاف إِلَى مكنى مثل قَوْله {أكل خمط} سبأ 16 فالأكل مثقلة عِنْد أبي عَمْرو وخففاها
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {أكلهَا} و{أكله} و{أكل} و{الْأكل} الرَّعْد 4 مثقلة فِي جَمِيع الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 190]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بربوة} {وإلى ربوة} بفتح الراء شامي وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أكلها وأكله والأكل) خفيف مكي ونافع وأبو عمرو "وأكلها" ورسلنا، ورسلهم، ورسلكم"، و"سبلنا"). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بربوة} [265]، و{إلى ربوة} [المؤمنون: 50]: بفتح الراء دمشقي غير أبي بشر، وعاصم، وضم أبو بشرٍ هناك .
{أكلها} [265]، ونحوه: خفيف مكي، ونافع، وافق أبو بشر هنا،
[المنتهى: 2/605]
وأبو عمرو فيما أضيف إلى مؤنث، وزاد تخفيف {رسلهم} [الأعراف: 101]، و{رسلنا} [المائدة: 32]، و{سبلنا} [إبراهيم: 12، العنكبوت: 69]، وافق عيسى في {رسلنا} [يونس: 21] في موضع نصب، وكان مضافًا).[المنتهى: 2/606]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وعاصم (بربوة) هنا وفي المؤمنين بفتح الراء، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 169]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (الأكل وأكلها وأكله وأكل) بإسكان الكاف حيث وقع ذلك، وقرأ الباقون بالضم، غير أن أبا عمرو أسكن ما أضيف إلى مؤنث نحو (أكلها) وضم ما لم يضف أو أضيف إلى مذكر نحو (أكله والأكل) ). [التبصرة: 170]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وابن عامر: {بربوة} (265)، هنا، وفي المؤمنين (50): بفتح الراء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 242]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {أكلها} (265)، و: {أكله} (الأنعام: 141)، و: {الأكل} (الرعد: 4)، حيث وقع: مخففا.
وتابعهما أبو عمرو على ما أضيف إلى مؤنث خاصة.
[التيسير في القراءات السبع: 242]
والباقون: مثقلا). [التيسير في القراءات السبع: 243]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وابن عامر: (بربوةٍ) هاهنا وفي المؤمنين بفتح الرّاء والباقون [بضمها].
الحرميان: (أكلها) (وأكل) (وأكله والأكل) حيث وقع مخففا وتابعهما أبو عمرو على ما أضيف إلى مؤنث خاصّة، والباقون مثقلًا). [تحبير التيسير: 310]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" كَمَثَلِ حَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ " بالحاء مجاهد وحميد في رواية التنوري، الباقون (جَنَّةٍ) بالجيم والنون، وهو الاختيار لقوله: (يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) وتكثير النفقة بالجنة أولى لأنها أعم.
(رَبْوَةٍ) بفتح الراء فيهما عَاصِم، ودمشقي غير أبي بشر، والصاغاني، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن صبيح ضم أبو بشر هناك " رُباوة " بالألف وضم الراء فيهما القورسي، وميمونة عن أبي جعفر وقرأ الحسن، والْأَعْمَش وأصمعي عن نافع بكسر الراء من غير ألف وهو الاختيار لأنه أشهر اللغات، ومثله قَتَادَة، وأبو السَّمَّال، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بضم الراء من غير ألف (الْأُكُل)، و(أُكُلَهَا) بإسكان الكاف حجازي غير أبي جعفر وابْن مِقْسَمٍ، وافق أَبُو عَمْرٍو فيما انضاف إلى المؤنث، وافق أبو بشر ها هنا، الباقون بالضم، وهو الاختيار لأن الإشباع أفخم (بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) بالياء شِبْل في اختياره ونظيف عن قُنْبُل، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 509]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([265]- {بِرَبْوَةٍ}، و{إِلَى رَبْوَةٍ} [المؤمنون: 50] بفتح الراء: عاصم وابن عامر.
[265]- {أُكُلَهَا}، و{الْأُكُلِ} [الرعد: 4] وبابه، مخففا: الحرميان.
وافق أبو عمرو فيما أضيف إلى مؤنث، وزاد تخفيف "رسلهم، ورسلنا، وسبلنا" إذا كان بعد اللام حرفان). [الإقناع: 2/611]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (524- .... .... .... وَحَيْـ = ـثُماَ أُكْلُهَا ذِكْراً وَفي الْغَيْرِ ذُو حُلاَ). [الشاطبية: 42]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (525 - وَفي رُبْوَةٍ فِي الْمُؤْمِنِينِ وَههُناَ = عَلَى فَتْحِ ضَمِّ الراءِ نَبِّهْتُ كُفِّلاَ). [الشاطبية: 42]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (وحيثما أُكلها)، يريد حيثما وجدته في القرآن صف ضمه ذكرى؛ كأنه قال: ضم الإسكان صف، وصف ضم إسكان (أكلها) حيثما وقع ذكری.
و(ذكری)، يجوز أن يكون منصوبًا على المصدر؛ لأن الواصف مذكرٌ؛ فكأنه قال: ذكر ذكری.
ويجوز أن يكون حالًا؛ أي ذا ذكرى، أي مذكرًا.
ويجوز أن يرفع على خبر الابتداء؛ أي هذه ذكری.
ويجوز أن يكون مفعولًا من أجله؛ أي صفه من أجل الذكرى.
[فتح الوصيد: 2/740]
(وفي الغير)، يعني في غير {أكلها}، وهو ما جاء من لفظه نحو: {أكل} و {الأكل} و{أكله}.
(ذو حلا) أي الضم ذو حلا؛ لأن المضاف منه ليس بمضافٍ إلى ضمير مؤنث، فخف، وغير المضاف منه خفيف، فحسن فيه الضم.
ولذلك أسكن أبو عمرو {أكلها} خاصة.
والأصل الضم، والإسكان تخفيف؛ أو هما لغتان). [فتح الوصيد: 2/741]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([525] وفي ربوةٍ في المؤمنين وههنا = على فتح ضم الراء (نـ)بهت (كـ)فلا
في (ربوة) لغات: قرئ منها بضم الراء وفتحها. ويقال: ربوة بالكسر ورباوة، وفيها اللغات الثلاث.
و(كفل)، جمع كافل). [فتح الوصيد: 2/741]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [524] وجزءًا وجزء ضم الاسكان صف وحيـ = ثما أكلها ذكرا وفي الغير ذو حلا
[كنز المعاني: 2/74]
ح: (جزءًا): مبتدأ، (جزءٌ): عطف، (ضم الإسكان): مفعول (صف)، والجملة: خبر المبتدأ، أي: فيه، (حيثما): ظرف (صف) المحذوف، (أكلها): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: صف حيثما أكلها موجود، (ذكرى): مفعول مطلق من معنى (صف)، أو حال، أو مفعول له، (ذو حلا): مبتدأ، خبره: محذوف متعلق به، (في الغير): أي: صاحب حلية في الضم في غير ذلك.
ص: أي: قرأ أبو بكر: {جزءًا} و {جزءٌ} حيث وقعا منصوبًا أو مرفوعًا، نحو: {اجعل على كل جبلٍ منهن جزءًا} [260] و{لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم} [الحجر: 44] بضم الزاي، والباقون بالإسكان، وهما لغتان.
وقرأ الكوفيون وابن عامر حيثما أتى {أكلها} في القرآن بضم الكاف، نحو: {أكلها دائمٌ} [الرعد: 35]، {فآتت أكلها ضعفين}
[كنز المعاني: 2/75]
[265]، والباقون بالإسكان، لغتين.
ووافقهم أبو عمرو في غير: {أكلها}، أي: في ضم: {الأكل} إذا لم يتصل بها هاء المؤنث، نحو: {أكلٍ خمطٍ} [سبأ: 16]، {مختلفًا أكله} [الأنعام: 141] و {نفضل بعضها على بعضٍ في الأكل} [الرعد: 40].
وإنما خالفهم أبو عمرو في {أكلها} لثقل ما فيه هاء المؤنث، فلم يثقل بالتحريك أيضًا). [كنز المعاني: 2/76] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [525] وفي ربوة في المؤمنين وههنا = على فتح ضم الراء نبهت كفلا
ب: (الكفل): جمع (كافل)، وهو الضامن.
ح: (كفلا): مفعول (نبهتُ)، (على فتح): متعلق بـ (نبهت)، (في ربوةٍ): ظرف (ضم الراء)، (في المؤمنين) مجرور المحل صفة لـ (ربوة) و (ههنا): عطف عليه.
ص: أي: قرأ عاصم وابن عامر: {وآويناهما إلى ربوةٍ} في المؤمنين [50]، و{كمثل جنةٍ بربوة} ههنا [265] بفتح الراء، والباقون بضمها،
[كنز المعاني: 2/76]
وكلاهما لغة، وقد نقل الكسر أيضًا). [كنز المعاني: 2/77]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: حيثما أكلها؛ أي: وحيثما أكلها موجود فصف ضم إسكانه أيضا لمدلول الذال من ذكرى نحو: {فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ}، {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} و{ذِكْرَى} مصدر من معنى صف؛ لأن الواصف ذاكر أو يكون في موضع الحال؛ أي: صف ذاكرا أو مذكرا أو لأجل الذكرى أو هذه ذكرى، وقوله: وفي الغير يعني في غير أكلها مما هو من لفظه إلا أنه لم يصف إلى ضمير المؤنث نحو:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/370]
{أُكُلٍ خَمْطٍ}، {مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ}، {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ}.
زاد معهم أبو عمرو: على الضم لخفة هذا، وثقل ما فيه ضمير المؤنث، وذو حلا خبر مبتدأ محذوف يتعلق به في الغير؛ أي: والضم في غير ذلك ذو حلا؛ أي: صاحب زينة، وحلية، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/371]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (523- وَفي رُبْوَةٍ فِي المُؤْمِنِينِ وَههُنا،.. عَلَى فَتْحِ ضَمِّ الراءِ "نَـ"ـبِّهْثُ "كُـ"ـفِّلا
يريد قوله: {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ}، {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ}، والفتح والضم في الراء لغتان، ويقال أيضا: بكسر الراء، وكفلا جمع كافل، وهو الضامن، والذي يعول غيره، وكنى به عن طالب العلم وخدمه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/371]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (524 - .... .... .... .... وحيـ = ـثما أكلها ذكرا وفي الغير ذو حلا
.....
وقرأ ابن عامر والكوفيون بضم إسكان الكاف في لفظ أُكُلٍ إذا كان مضافا لضمير المؤنث حيث وقع في القرآن الكريم نحو: فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ،
أُكُلُها دائِمٌ، تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ. فتكون قراءة أهل (سما) في هذا بإسكان الكاف فإذا لم يكن مضافا لضمير المؤنث فأبو عمرو وابن عامر والكوفيون يقرءون
[الوافي في شرح الشاطبية: 223]
بضم إسكان الكاف سواء كان مضافا لضمير المذكر نحو: مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ أم كان مقرونا باللام نحو: وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ. أم كان مجردا من الإضافة واللام نحو: أُكُلٍ خَمْطٍ.
والخلاصة: أن نافعا وابن كثير يقرءان بإسكان الكاف في الجميع. وأبو عمرو يقرأ بإسكانها فيما أضيف لضمير المؤنث، وبضمها في غيره. وابن عامر والكوفيون يضمونها في الجميع). [الوافي في شرح الشاطبية: 224]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (525 - وفي ربوة في المؤمنين وهاهنا ... على فتح ضمّ الرّاء نبّهت كفّلا
قرأ عاصم وابن عامر وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ في سورة المؤمنين كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ في هذه السورة بفتح ضم الراء في الموضعين. وقرأ غيرهما بضم الراء فيهما و(كفّلا) جمع كافل وهو الضامن). [الوافي في شرح الشاطبية: 224]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (75- .... .... .... أُكْلُهَا الرُّعُبْ = وَخُطْوَاتِ سُحْتٍ شُغْلِ رُحْمًا حَوَى الْعُلَا
76 - وَنُذْرًا وَنُكْرًا رُسْلُنَا خُشْبُ سُبْلَنَا = حِمًا عُذْرًا اَوْ يَا قُرْبَةٌ سَكَّنَ الْمَلَا). [الدرة المضية: 24] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف وقال: أكلها الرعب وخطوات إلخ أي قرأ مرموز (حا) حوی و(ألف) العلا وهما يعقوب وأبو جعفر في الألفاظ الستة بضم العين وأطلق فاندرج فيه نظيره وأطلق (الرعب) أي كيف وقع وكذلك (خطوات) حيث وقع وكذلك سحت وهو معرف وعلم من الوفاق
[شرح الدرة المضيئة: 98]
لخلف الإسكان في الأربع كلمات وهي «الرعب وخطوات والسحت ورحما» وتعين له الضم في «أكلها والأكل وأكله وأكل» و{في شغلٍ} [55] في سورة يس.
ثم فصل فقال: ونذرًا ونكرًا رسلنا إلخ أي قرأ مرموز (حا) حمى وهو يعقوب بضم العين في الألفاظ الخمسة واحترز بنذر المنصوب المنون عن المرفوع نحو {فما تغن النذر} [القمر: 5] فإنه متفق عليه بالتحريك واحترز بنكرا المنصوب وهو موضعان بالكهف[74، 87] وموضع بالطلاق[8] عن المجرور وهو {إلى شيء نكر} [6] في القمر فإنه على أصله فيه بالتحريك واندرج في رسلنا رسلهم ورسلكم حيث وقع ثم قال عذرًا أو أي قرأ مرموز (الباء) من قوله أو با وهو روح عذرًا بالتحريك وقوله أو قيد من قوله با في ذال (عذرًا).
ثم قال: قربة سكن الملا أي قرأ المرموز إليه (بألف) الملا وهو أبو جعفر {قربة لهم} [99] في التوبة بإسكان الراء فذكر باعتبار مخالفته). [شرح الدرة المضيئة: 99] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رَبْوَةٍ هُنَا، وَفِي الْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِسْكَانِ (أُكُلُهَا) عِنْدَ هُزُؤًا مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وعاصم {بربوةٍ} بفتح الراء هنا [265] و [المؤمنون: 50]، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أكلها} [265] ذكر لنافع وابن كثير وأبي عمرو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 474]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (506- .... .... .... .... .... = ربوةٌ الضّم معًا شفا سما). [طيبة النشر: 66]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ربوة) أي قوله تعالى «كمثل
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 199]
جنة بربوة» هنا، وقوله تعالى «وآويناهما إلى ربوة» في المؤمنون، ضم الراء منهما حمزة والكسائي وخلف ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالفتح وهما ابن عامر وعاصم؛ والربوة بضم الراء وفتحها وكسرها لغات ثلاث، وقرئ بالكسر أيضا قوله: (معا) أي الموضعين هنا وفي المؤمنون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 200]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
صرهنّ كسر الضّمّ (غ) ث (فتى) (ث) ما = ربوة الضّم معا (شفا) (سما)
ش: أي: قرأ ذو غين [غث].
رويس و(فتى) حمزة وخلف وثاء (ثما) أبو جعفر فصرهن إليك [البقرة: 260] بكسر الصاد، والباقون بضمها، وقرأ مدلول شفا (حمزة والكسائي وخلف) وسما كمثل جنة بربوة [البقرة: 265] وإلى ربوة بالفلاح [المؤمنون: 50] بضم الراء، والباقون بفتحها. وهما لغتان في الربوة؛ وهي المكان المرتفع.
قال [ابن عباس]: فصرهنّ [البقرة: 260] بالضم قطعهن. مقلوب صرى: قطع.
أبو عبيدة: أملهن.
ولهذا قال أبو علي: الضم والكسر يحتمل الأمرين.
وجه الضم والكسر في فصرهن [البقرة: 260] الأخذ باللغتين تعميما وتخصيصا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مرضات" الكسائي وفتحها غيره ووقف عليها بالهاء وحده). [إتحاف فضلاء البشر: 1/452]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ربوة" [الآية: 265] هنا والمؤمنين فابن عامر وعاصم بفتح الراء على أحد لغاتها الثلاث وافقهما الحسن، وعن المطوعي كسرها والباقون بالضم لغة قريش). [إتحاف فضلاء البشر: 1/452]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أكلها" [الآية: 265] بسكون الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وعن الحسن "وله جنات" بالجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/452]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قول معروف ومغفرة}
{بربوة} [265] قرأ الشامي وعاصم بفتح الراء، والباقون بالضم، ولا يرقق ورش الراء وإن كان قبلها كسرة، لأن كسرة باء الجر ولامه لا تعتبر، لأنها وإن اتصلت خطًا فهي في حكم المنفصل، فشابهت الكسرة التي في كلمة أخرى، نحو {بأمر ربك} [مريم: 64]). [غيث النفع: 444]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أكلها} قرأ الحرميان والبصري بإسكان الكاف، والباقون بالضم). [غيث النفع: 444]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فطل} رقق ورش لامه، لأن شرط تفخيم اللام أن يكون مفتوحًا، وهذا مرفوع، فلا يفخم ولا وصلاً ولا وقفًا، وجرى تفخيمه على بعض الألسنة، وهو لحن). [غيث النفع: 444]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومثل الذين ينفون أموالهم ابتغاء مرضات الله ومن أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فائت أكلها ضعفين فإن لم صبها وابل فطل والله بما تعملون بصير (265)}
{مرضات الله}
- قرأه الكسائي في الوقف بالهاء (مرضاه).
- وعند الوقف يميل الهاء وما قبلها على المعروف من مذهبه في إمالة هاء التأنيث، وهي قراءة ورش بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين في الوقف بالتاء «مرضات».
- والجميع في الوصل على التاء.
وانظر الآية/۲۰۷ من هذه السورة، وحواشيها.
{وتثبتاً من أنفسهم}
- قراءة الجماعة «وتثبيتاً من أنفسهم».
- وقرأ مجاهد «وتثبيتا من بعض أنفسهم».
- وقرأ مجاهد أيضاً «وتبيينا من أنفسهم».
- وقرئ (وتثبتا).
{جنة}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
[معجم القراءات: 1/383]
- وقرأ عاصم الجحدري ومجاهد (حبة) بالحاء المهملة والباء
{بربوة}
- قرأ ابن عامر وعاصم والحسن وابن محيصن واليزيدي (بربوة) بفتح الراء، ويقال إنها لغة تميم.
- وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ونافع وأبو عمرو ويعقوب وخلف وأبو جعفر (بربوة) بضم الراء، وهي لغة قريش.
- وقرأ ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والحسن والأعمش وطلحة ابن مصرف (بربوة) بكسر الراء.
قال الطبري: «وغير جائز عندي أن يقرأ ذلك إلا بإحدى اللغتين، إما بفتح الراء وإما بضمها؛ لأن قراءة الناس في أمصارهم بإحداهما، وأنا لقراءتها بضمها أشد إيثاراً مني بفتحها؛ لأنها أشهر اللغتين في العرب، فأما الكسر فإن في رفض القراءة به
[معجم القراءات: 1/384]
دلالة واضحة على أن القراءة به غير جائزة».
- وقرأ أبو جعفر وأبو عبد الرحمن والأشهب العقيلي والفرزدق وابن عباس وأبو رزين بفتح الراء وألف بعد الياء «برباوة»، على وزن كراهة.
- وقرأ الأشهب العقيلي وابن أبي إسحاق وأبي بن كعب وعاصم الجحدري (برباوة) بضم الراء والألف.
- وقرأ الأشهب العقيلي بربارة" بكسر الراء، على وزن رسالة.
{أكلها}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي والحسن (أكلها)، بضم الهمزة وسكون الكاف.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (أكلها) بضم الهمزة والكاف، مثقلا في جميع القرآن.
[معجم القراءات: 1/385]
{تعملون}
- قرأ الزهري وبعض أهل مكة (يعملون) بالياء على الغيبة.
- وقراءة الجمهور (تعملون) بالتاء على الالتفات.
{بصير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 1/386]

قوله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (جَنَّاتٌ) على الجمع الحسن، الباقون (جَنَّةٌ) على التوحيد، وهو الاختيار ليطابق الجنة والجنة). [الكامل في القراءات العشر: 509]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والأذى} [264] و{الأخر} و{الأنهار} [266] و{الأرض} [267] و{بالفحشاء} [268] و{يشاء} و{الألباب} وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 447] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أيود أحدكم أن تكون له جمة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهر له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابهآ إعصار فيه نار فأحترقت كذلك يبين الله لكم الأيت لعلكم تتفكرون (266)}
{جنة}
- قراءة الجماعة بالإفراد «جنة».
- وقراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
- وقرأ الحسن البصري «جنات» بالجمع.
{وأعناب}
- قراءة الجماعة بالجمع (أعناب).
- وفي بعض روايات يعقوب (عنب) بالتوحيد.
{الأنهار له}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام وبالإظهار.
{ذرية}
- ذكر العكبري أنه قرئ (ذرية) بكسر الذال إتباعا لكسر الراء، والمشهور أنها عن المطوعي، وتقدمت.
والجماعة على ضم الذال «ذرية».
[معجم القراءات: 1/386]
وارجع إلى الآية / 124 من هذه السورة.
{ضعفآء}
- قراءة الجماعة «ضعفاء».
- وقرئ أضعاف.
وكلاهما جمع ضعيف، مثل: ظريف وظرفاء وظراف). [معجم القراءات: 1/387]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #80  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (267) إلى الآية (271)]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ)
: ( (خفيف ابن كثير غير القواس) {ولا تيمموا} مشددة التاء، وكذلك في آل عمران {ولا تفرقوا}. وفي النساء {إن الذين توفاهم} وفي المائدة {ولا تعانوا} وفي الأنعام {فتفرق} وفي الأعراف وطه والشعراء {تلقف} وفي الأنفال {ولا تولوا، ولا تنازعوا} وفي التوبة {هل تربصون} وفي هود {وإن تولوا فإني} {فإن تولوا فقد} {لا تكلم} وفي الحجر {ما ننزل} وفي النور {إذ تلقونه} {فإن تولوا} وفي الشعراء {على من تنزل..
[الغاية في القراءات العشر: 204]
تنزل على} وفي الأحزاب {ولا تبرجن} {ولا أن تبدل} وفي الصافات، {لا تناصرون} وفي الحجرات {ولا تنابزوا} {ولا تجسسوا} و{لتعارفوا} في المودة {أن تولوهم} وفي الملك {تكاد تميز} وفي القلم {لما تخيرون} وفي عبس {عنه تلهي} وفي الليل {ناراً تلظي} وفي القدر {ألف شهر تنزل} ). [الغاية في القراءات العشر: 205]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا تيمموا} [267]، وفي آل عمران {ولا تفرقوا} [103]، وفي النساء {إن الذين توفاهم} [97]، وفي المائدة {ولا تعاونوا} [2]، وفي الأنعام {فتفرق} [153]، وفي الأعراف [117]، وطه [69]، والشعراء [45] {تلقف}، وفي الأنفال {ولا تولوا} [20]، وفيها {ولا تنازعوا} [46]، وفي التوبة {هل تربصون} [52]، وفي هود {فإن تولوا} [3، 57] فيهما، {لا تكلم} [105]، وفي الحجر {ما تنزل} [8]، وفي النور {إذ تلقونه} [15]، {فإن تولوا} [54]، وفي الشعراء {على من تنزل} [221]، {تنزل على} [222]، وفي الأحزاب {ولا تبرجن} [33]، {ولا أن تبدل} [52]، وفي الصافات {لا تناصرون} [25]، وفي الحجرات {ولا تنابزوا} [11]، {ولا تجسسوا} [12]، {لتعارفوا} [13]، وفي المودة {أن تولوهم} [الممتحنة: 9]، وفي الملك {تكاد تميز} [8]، وفي القلم {لما تخيرون} [38]، وفي عبس {عنه تلهى}
[المنتهى: 2/606]
[10]، وفي الليل {نارًا تلظى} [14]، وفي القدر {تنزل الملائكة} [4]:
بالتشديد فيهن البزي إلا ابن زياد، والفليحي، وافق يزيد في {تناصرون}، ورويس في {تلظى}، وأبو بشرٍ في الشعراء).[المنتهى: 2/607]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قوله: (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ)، وفي آل عمران (وَلَا تَفَرَّقُوا) وفي النساء (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ)، وفي المائدة
[الكامل في القراءات العشر: 509]
(وَلَا تَعَاوَنُوا)، وفي الأنعام (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ)، وفي الأعراف (تَلْقَفُ)، وهكذا في طه، والشعراء، وفي الأنفال (وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ)، وفيها (وَلَا تَنَازَعُوا)، وفي التوبة (هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا)، وفي هود (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ) في موضعان، وفيها (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ) وفي الحجر (مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ)، وفي النور (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ)، وفيها (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا)، وفي الشعراء (عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ)، وفيها (الشَّيَاطِينُ تُنَزَّلَ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ)، وفي الأحزاب (وَلَا تَبَرَّجْنَ)، وفيها (وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ) وفي الصافات (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ)، وفي الحجرات (وَلَا تَجَسَّسُوا)، وفيها (وَلَا تَنَابَزُوا)، و(لِتَعَارَفُوا)، وفي الممتحنة (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ)، وفي الملك (تَكَادُ تَمَيَّزُ)، وفي القلم (لَمَا تَخَيَّرُونَ)، وفي عبس (عَنْهُ تَلَهَّى)، وفي الليل (نَارًا تَلَظَّى)، وفي القدر (مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تُنَزَّلَ) فهذه أحد وثلاثون كلها مشدد مكي غير القواس وابن زياد عن البزي ومجاهد، زاد بْن مِقْسَمٍ " ولا تناسوا الفضل "، " ولا تبدلوا الخبيث "، وهكذا كل تاء أزيد بها الاستقبال، وافقه الشافعي " ولا تناسوا "، وأبو جعفر في (تَنَاصَرُونَ) وروي في (تَلَظَّى)، زاد رويس " تمارى "، (ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)، وافق أبو بسر في تنزل في الشعراء ففيها ذكر ابن مجاهد " ولا تفرقوا فيه " وهو غلط في وجود التائين ظاهرتين، وكذا ذكر (وَمَا تَفَرَّقُوا) وليس بصحيح لأن هذا ماض وما زاد رُوَيْس فيقبح لظهورهما في المصحف، والباقون مخفف، وهو الاختيار للشهرة (وَلَا تَيَمَّمُوا) بضم التاء وكسر الميم أبو حيوة فيه مشدد، الباقون بفتح التاء والميم، وهو الاختيار لأنك تقول تيممته.
(تُغْمِضُوا فِيهِ) مشدد قَتَادَة، وأبو حيوة مع فتح الغين والميم، وروى ابن قَتَادَة بإسكان الغين وفتح الميم خفيف، الباقون بضم التاء وإسكان الغين وكسر الميم، وهو الاختيار لقوله: (وَلَا تَيَمَّمُوا) فسمي فيه الفاعل فكذلك ها هنا). [الكامل في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (507 - في الوصل تاتيمّموا اشدد تلقف = تلهّ لا تنازعوا تعارفوا
508 - تفرّقوا تعاونوا تنابزوا = وهل تربصّون مع تميّزوا
509 - تبرّج اذ تلقّوا التّجسّسا = وفتّفرّق توفّى في النّسا
[طيبة النشر: 66]
510 - تنزّل الأربع أن تبدّلا = تخيّرون مع تولّوا بعد لا
511 - مع هود والنّور والامتحان لا = تكلّم البزّي تلظّى هب غلا
512 - تناصروا ثق هد وفي الكلّ اختلف = له (البزي) وبعد كنتم ظلتم وصف
513 - وللسّكون الصّلة امدد والألف = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 67] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (في الوصل تاتيمّموا اشدد تلقف = تلهّ لا تنازعوا تعارفوا
قوله: (في الوصل الخ) الأبيات الستة وصدر السابع أخذ يبين مذهب البزي في التاءات قوله: (تاتيمموا) أي «تيمّموا» وما بعده فقصره ضرورة وهو منصوب باشدد، وإنما قيده بالوصل لأنه إذا ابتدأ حققها كالجماعة يريد التاء التي تكون في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى لم ترسم في الخط، ووقع الخلاف في ثلاثة وثلاثين موضعا كما سنذكره؛ فروى البزي تشديدها كما سيأتي، ووجه التشديد إدغام الأولى في الثانية تخفيفا مع التنبيه على الأصل إذ هو تاءان تاء المضارعة وتاء التفاعل أو تاء التفعل، ووجه قراءة الجماعة المبالغة في التخفيف بحذف إحدى التاءين، وهل المحذوف الأولى أو الثانية؟ على الخلاف المتقدم في «تظّاهرون» قوله: (تيمموا) أي «ولا تيمموا الخبيث» هنا قوله: (تلقف) يعني في الأعراف وطه والشعراء تلة: أي «عنه تلهّى» في عبس قوله: (لا تنازعوا) يعني في الأنفال «ولا تنازعوا» قوله: (تعارفوا) يعني «لتعارفوا» في الحجرات.
تفرّقوا تعاونوا تنابزوا = وهل تربّصون مع تميّزوا
يعني «ولا تفرقوا واذكروا» في آل عمران «ولا تعاونوا على الإثم» في المائدة «ولا تنابزوا بالألقاب» في الحجرات و «قل هل تربصون بنا» في التوبة قوله: (مع تميز) أي «تكاد تميز من الغيظ» في الملك.
تبرّج اذ تلقّوا التّجسّسا = وفتّفرّق تّوفّى في النسا
يعني «ولا تبرجن» في الأحزاب «إذ تلقونه بألسنتكم» في النور (التجسسا) يريد «ولا تجسسوا» في الحجرات؛ أي الفعل الذي هو من التجسس نصبه بفعل
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 200]
مقدر قوله: قوله: (وفتفرق بكم عن سبيله) في الأنعام قوله: (توفي) يعني «الذين توفاهم الملائكة» قيده بالنساء لئلا يشتبه بالذي في النحل.
تنزّل الأربع أن تبدّلا = تخيّرون مع تولّوا بعد لا
أي الكلمات الأربع في الحجر «ما ننزل الملائكة» وفي الشعراء «على من تنزل الشياطين تنزل على» وفي القدر «من ألف شهر تنزل» قوله: (أن تبدلا) يعني «أن تبدّل بهن من أزواج» في الأحزاب «تخيّرون» يعني «لما تخيرون» في ن مع تولوا، يعني قوله «ولا تولوا عنه» في الأنفال.
مع هود والنّور والامتحان لا = تكلّم البزي تلظّى (هـ) ب (غ) لا
أي مع «تولوا» الذي في هود، وهو حرفان «وإن تولوا فإني أخاف عليكم، فإن تولوا أبلغتكم» وفي النور «فإن تولوا فإنما عليه» وفي الامتحان «أن تولوهم» واحترز بالنص عليها من نحو قوله تعالى في المائدة «فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله» وفي آل عمران «فإن تولوا فإن الله» فإنه لا خلاف فيهما، لأن الفعل فيهما ماض مع أن حرف آل عمران يحتمل الاستقبال قوله: (لا تكلم) أي قوله تعالى «لا تكلّم نفس إلا بإذنه» قوله: (البزي) أي هذه التاءات في الكلم المذكورة، انفرد بتشديدها البزي قوله: (تلظى) أي واتفق هو وريس على تشديد «نارا تلظّى» في الليل على الجمع بين الساكنين كما في نظائره، وقد غلط من قال بكسر التنوين قبله أو بفتحه غلطا فاحشا، ووجه تخصيص رويس له كأنه لاحظ شدة تلظي النار وتعظيم المقام كما خصص حفص الصلة في «فيه مهانا» قوله: (هب) من الهبة قوله: (غلا) أي ارتفع وزاد غلاه، أو من غلت القدر: من الغليان.
تناصروا (ث) ق (هـ) د وفى الكلّ اختلف = له وبعد كنتم ظلتم وصف
أي واتفق البزي وأبو جعفر على تشديد «لا تناصرون» في والصافات، ووجه تخصيص أبي جعفر مبالغة في التهكم بهم في ذلك المقام، والله تعالى أعلم. قوله: (له) أي للبزي، يعني ورد عنه أيضا الخلاف في كل ما ذكر له من التاءات في المواضع المذكورة قوله: (وصف) أي الخلاف للبزي: أي روى عنه تشديد التاء بعد قوله: (كنتم، وظلتم) يريد قوله تعالى «ولقد كنتم تمّنون الموت» في آل عمران، و «فظلتم تفكّهون» في الواقعة كما ذكره صاحب التيسير ومن تبعه.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 201]
وللسّكون الصّلة امدد والألف = من يؤت كسر التّا (ظ) بى بالياء قف
بين في هذا حكم حرف المد إذا وقع قبل التاء المشددة مما ذكره فأمر بالمد في ذلك؛ فمثاله في الصلة «عنه تلهى، وكنتم تمنون الموت، وظلتم تفكهون»؛ ومثاله في الألف «لا تكلم، ولا تولوا، ولا تناصرون» فالمد في ذلك لأجل التقاء الساكنين، ووجه ذلك أن التشديد عارض فلا يعتد به في حذف المد؛ وأما ما اجتمع في ذلك من الساكنين غير حرف المد نحو «هل تربصون، ونارا تلظى» فإن الجمع بينهما في ذلك ونحوه غير ممتنع لصحة روايته واستعماله عند القراء ووروده عن العرب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 202] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
في الوصل تا تيمّموا اشدد تلقف = تلهّ لا تنازعوا تعارفوا
تفرّقوا تعاونوا تنابزوا = وهل تربّصون مع تميّزوا
تبرّج إذ تلقّوا التّجسّسا = وفتّفرّق توفّى في النّسا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/217]
تنزّل الأربع أن تبدّلا = تخيّرون مع تولّوا بعد لا
مع هود والنّور والامتحان لا = تكلّم البزي تلظّى (هـ) بـ (ع) لا
تناصروا (ث) ق (هـ) د وفي الكلّ اختلف = له وبعد كنتم ظلتم وصف
وللسّكون الصّلة امدد والألف = من يؤت كسر التا (ظ) بى بالياء قف
ش: أي: اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حصل معها تاء أخرى، ولم ترسم خطا، وذلك في إحدى وثلاثين تاء: ولا تيمّموا الخبيث هنا [البقرة: 267]، وبآل عمران ولا تفرّقوا [الآية: 103]، وبالنساء الّذين توفّيهم [الآية: 97]، وبالمائدة ولا تعاونوا [الآية: 2]، وبالأنعام فتفرّق بكم [الآية: 153]، وبالأعراف فإذا هي تلقف [الآية: 117]، [وبالأنفال] ولا تولّوا [الآية: 20]، ولا تنزعوا [الآية: 46]، وبالتوبة قل هل تربّصون بنآ [الآية: 52] [وبهود] وإن تولّوا فإنّي أخاف [الآية: 3]، [و] فإنّ تولّوا فقد أبلغتكم [الآية: 57]، [و] لا تكلّم [الآية: 105] وبالحجر ما ننزّل الملائكة [الآية: 8] وبطه يمينك تلقف [الآية: 69] وبالنور إذ تلقّونه [الآية: 15]، فإن تولّوا [الآية: 54]، وبالشعراء هي تلقف [الآية: 45]، على من تنزّل الشّياطين [الآية: 221]، وبالأحزاب ولا تبرّجن [الآية: 33] ولآ أن تبدّل [الآية: 52]، وبالصافات لا تناصرون [الآية: 25] وبالحجرات ولا تنابزوا بالألقاب [الآية: 11]، [و] ولا تجسّسوا [الآية: 12]، [و] لتعارفوا [الآية: 13]، وبالممتحنة أن تولّوهم [الآية: 9] وبالملك تكاد تميّز [الآية: 8]، وبنون لما تخيّرون [الآية: 38]، وبعبس عنه تلهّى [الآية: 10]، وبالليل نارا تلظّى [الآية: 14]، وبالقدر من ألف شهر تنزّل [الآية: 3].
فروى عن ذي هاء (هب) البزي من طريقيه تشديد التاء من هذه المواضع كلها حالة الوصل إلا الفحام، والطبري، والحمامي، فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها.
وبذلك قرأ الباقون؛ فصار للبزي في تشديد هذه التاءات وجهان؛ فلهذا قال:
(وفي الكل اختلف له)، أي: للبزي.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/218]
واتفق ذو ثاء (ثق) أبو جعفر، وهاء (هد) (البزي) [على تشديد تاء لا تناصرون بالصافات [الآية: 25].
وكذلك اتفق ذو هاء (هب)] (البزي) وغين (غلا) رويس على تشديد نارا تلظّى بالليل [الآية: 14].
وقوله: (وبعد كنتم ظلتم وصف) أي: روى عن البزي تشديد هاتين التاءين، وسترى تحقيقه.
قال الداني في «الجامع»: حدثني أبو الفرج النجاد عن ابن بدهن عن الزينبي عن أبي ربيعة [عن البزي] عن أصحابه عن ابن كثير-: أنه شدد التاء من قوله تعالى: ولقد كنتم تمنون الموت بآل عمران [الآية: 143] وفظلتم تّفكهون بالواقعة [الآية: 65].
قال الداني: وذلك قياس قول أبي ربيعة؛ لأنه جعل التشديد في التاء مطردا ولم يحصره بعدد.
وكذلك فعل البزي في كتابه، فقال المصنف: ولم أعلم أحدا ذكر هذين الحرفين سوى الداني من هذه الطريق.
وأما النجاد فهو من الأئمة المتقنين الضابطين، ولولا ذلك ما اعتمد الداني على نقله وانفراده بهما؛ مع أن الداني لم يقرأ بهما على أحد من شيوخه؛ ولهذا قال: حدثني.
ولم يقع لنا تشديدهما إلا من طريق الداني ولا اتصلت تلاوتنا بهما إلا إليه، وهو لم يسندهما في «التيسير»، بل قال فيه: وزاد أبو الفرج النجاد ... إلى آخره.
وقال في «مفرداته»: و«زادني أبو الفرج»، وهذا صريح في المشافهة.
وأما ابن بدهن فهو من الإتقان والشهرة بمحل، ولولا ذلك لم يقبل [انفراده عن] الزينبي.
وروى عن الزينبي غير واحد: كأبي نصر الشذائي، والشنبوذي، وابن أبي هاشم، والوالي، وأبي بكر بن الشارب.
ولم يذكر أحد منهم هذين الحرفين سوى ابن بدهن هذا.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/219]
بل كل من ذكر طريق الزينبي [هذا] عن أبي ربيعة: كابن سوار المالكي، وأبي العز، وأبي العلاء، وسبط الخياط- لم يذكرهما؛ ولعلم الداني بانفراده بهما استشهد له بقول أبي ربيعة، ولولا ثبوتهما في «التيسير» و«الشاطبية»، ودخولهما في ضابط [نص] البزي، والتزامنا ذكر ما في «الكتابين» من الصحيح لما ذكرناهما؛ لأن
طرق الزينبي ليست في كتابنا.
وذكر الداني لهما في «التيسير» [اختياره والشاطبي] تبع؛ لأنهما ليسا من طريق كتابيهما. انتهى.
وقوله: (وللسكون الصلة امدد والألف) يعني: إذا التقى ساكنان بسبب الإدغام فإن كان قبل التاء المدغم فيها حرف مد نحو: ولا تّيمموا [البقرة: 267]، [و] عنه تّلهى [عبس: 10]- وجب إثباته ومده مدا مشبعا للساكنين كما تقدم التنبيه عليه في باب المد، ولا يجوز حذفه؛ لأن الساكنين على حدهما.
وإن كان قبل التاء المدغم فيها حرف ساكن غير الألف سواء كان تنوينا نحو: خير من ألف شهر تنزل الملائكة [القدر: 3، 4] ونارا تلظى [الليل: 14] أو غيره نحو: هل تربّصون [التوبة: 52]- فمفهوم كلامه: أنه يجمع فيهما بين الساكنين وهو كذلك؛ لأن الجمع بينهما في ذلك ونحوه غير ممتنع؛ لصحة الرواية واستعماله عن القراء والعرب.
قال الداني: وأقرأني الشيخ برهان الدين الجعبري بتحريك التنوين بالكسر على القياس.
وقال الجعبري في «شرحه»: وفيها وجهان- يعني: [في] العشرة التي اجتمع فيها ساكنان صحيحان:
أحدهما: أن يترك على سكونه، وبه أخذ الناظم، والداني والأكثر. والثاني: كسره.
قال: وإليهما أشرنا في «النزهة» بقولنا: «وإن صح قبل الساكن إن شئت فاكسرن».
قال الناظم: ولم يسبق أحد الجعبري إلى جواز كسر التنوين، ولا دل عليه كلامهم، ولا عرج عليه أحد منهم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/220]
وأيضا: لو جاز الكسر، لكان الابتداء بهمزة وصل.
وإن جاز عند أهل العربية في الكلام، فإنه غير جائز عند القراء في القرآن؛ لأن القراءة سنة متبعة، وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام: «اقرءوا كما علمتم» وإذا ابتدأ بهن [هو] ابتدأ بتاءات مخففات؛ لامتناع الابتداء بالساكن وموافقة الرسم، والرواية. والله أعلم.
تنبيه:
تنزّل الأربع أشار بها إلى [موضع] الحجر [الآية: 21]، وموضعي الشعراء [الآيتان: 221، 222]، وموضع القدر [الآية: 4].
وقوله: (تولوا بعد لا) أشار به إلى موضعي الأنفال [الآيتان: 23، 40]، وأطلق هو ليعم ما فيها و(تلقف)؛ [ليعم الثلاث].
وجه الإدغام: أن الفعل أصله فعل مضارع مبدوء بتاءين، أدغمت الأولى في الثانية بعد الإسكان.
ووجه الإظهار: أن إحدى التاءين محذوفة؛ فلم يجتمع مثلان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/221] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(البزي يشدد التّاء الّتي في أوائل الأفعال المستقبلة في حال الوصل في [واحد] وثلاثين موضعا، هنا (لا تيمموا) وفي آل عمران (ولا تفرقوا) وفي النّساء (إن الّذين توفّاهم) وفي المائدة ((ولا تعاونوا) وفي الأنعام (فتفرق بكم) وفي
[تحبير التيسير: 310]
الأعراف (فإذا هي تلقف) وكذا في طه والشعراء، وفي الأنفال (ولا تولّوا ولا تنازعوا)، وفي التّوبة (قل هل تربصون) وفي هود (وإن تولّوا فإنّي وفإن تولّوا فقد ولا تكلم نفس) وفي الحجر (ما تنزل) وفي النّور (إذ تلقونه وفإن تولّوا فإنّما) وفي الشّعراء (على من تنزل الشّياطين تنزل على) وفي الأحزاب (ولا تبرجن، ولا أن تبدل) وفي الصافات {لا تناصرون} وفي الحجرات {ولا تنابزوا ولا تجسسوا ولتعارفوا} وفي الممتحنة {أن تولوهم} وفي الملك {تكاد تميز} وفي ن والقلم {لما تخيرون} وفي عبس {عنه تلهى} وفي اللّيل {نارا تلظى} وفي القدر (من
[تحبير التيسير: 311]
ألف شهر تنزل} قلت: وافقه أبو جعفر في {لا تناصرون} ووافقه رويس في (نارا تلظى) والله الموفق.
قال أبو عمرو [وزادني] أبو الفرج [النجاد] المقرئ من قراءته على أبي الفتح [بن بدهن] عن أبي بكر الزّينبي عن أبي ربيعة عن البزي موضعين وهما في آل عمران: (ولقد كنتم تمنون الموت) وفي الواقعة {فظلتم تفكهون}.
فشدد التّاء فيهما وذلك قياس قول أبي ربيعة.
[تحبير التيسير: 312]
فإن [ابتدأ] بهذه التاءات [خفف] لا غير، وإن كان قبلهن حرف مد زيد في تمكينه والباقون بتخفيف التّاء في الباب كله.
قلت: يعقوب (ومن يؤت الحكمة) بكسر التّاء وإذا وقف [فبالياء] على أصله، والباقون بفتح التّاء، والله الموفق). [تحبير التيسير: 313] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في تشديد تاء التفعل والتفاعل في الفعل المضارع المرسوم بتاء واحدة في إحدى وثلاثين موضعا وهي "وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث" [الآية: 267] هنا و"لا تَفَرَّقُوا" [بآل عمران الآية: 103] و"توفاهم" [بالنساء الآية: 97] و"لا تعاونوا" ثاني العقود [الآية: 2] و"فتفرق" [بالأنعام الآية: 153] و"تلقف" [بالأعراف الآية: 117] و"لا تولوا ولا تنازعوا"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/452]
[بالأنفال الآية: 20، 46] و"هَلْ تَرَبَّصُون" في [براءة الآية: 52] و"فَإِنْ تَوَلَّوْا" معا "ولا تكلم" [بهود الآية: 57، 105] "ما تنزل" [بالحجر الآية: 8] "يمينك تلقف" [طه الآية: 69] "إذا تلقونه، فإن تولوا" [بالنور الآية: 15، 54] "وهي تلقف، من تنزل" [بالشعراء الآية: 45، 221، 222] "لا تبرجن، ولا أن تبدل" [بالأحزاب الآية: 33، 52] و"لا تناصرون" [بالصافات الآية: 25] و"لا تنابزوا، ولا تجسسوا، ولتعارفوا" [بالحجرات الآية: 11، 12، 13] و"أن تولوهم" [بالممتحنة الآية: 9] و"تكاد تميز" [بالملك الآية: 8] و"لما تخيرون" [بنون الآية: 38] و"عَنْهُ تَلَهَّى" [بعبس الآية: 10] و"نَارًا تَلَظَّى" [بالليل الآية: 14] و"شَهْرٍ، تَنَزَّل" [بالقدر الآية: 3، 4]
[إتحاف فضلاء البشر: 1/453]
فالبزي من طريقيه سوى الفحام والطبري والحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة بتشديد التاء في هذه المواضع كلها وصلا،
قال الجعبري: لأن الأصل تاآن تاء المضارعة وتاء التفاعل أو التفعل، وليست كما قيل من نفس الكلمة واستثقل اجتماع المثلين وتعذر إدغام الثانية في تاليها نزل اتصال الأولى بسابقها منزلة اتصالها بكلمتها فأدغمت في الثانية تخفيفا مراعاة للأصل والرسم. ا. هـ. فإن كان قبل التاء حرف مد نحو: ولا تيمموا، وعنه تلهى وجب إثباته وإشباعه كما تقدم في باب المد وامتنع حذفه، وإن كان قبلها حرف ساكن غير الألف جمع بينهما لصحة الرواية واستعماله عن القراء والعرب فلا يلتفت لطعن الطاعن فيه، سواء كان الساكن تنوينا نحو: من ألف شهر تنزل ونارا تلظى أو غير تنوين نحو: هل تربصون فإن تولوا من تنزل وأما ما ذكره الديواني من تحريك التنوين بالكسر في نحو: "نَارًا تَلَظَّى" وعزاه لقراءته على الجعبري فرده في النشر فإن ابتدأ بهن خفف لامتناع الابتداء بالساكن وللرواية وافقه ابن محيصن وروى الفحام والبزي والحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي تخفيف التاء في ذلك كله وبه قرأ الباقون، إلا أن أبا جعفر وافق على تشديد التاء من: لا تناصرون بالصافات ورويس كذلك في: نارا تلظى بالليل، وأما تشديد التاء من "كُنْتُمْ تَمَنَّوْن" [بآل عمران الآية: 143] و"فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون" [بالواقعة الآية: 65] عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير، فهو وإن كان ثابتا لكنه من رواية
[إتحاف فضلاء البشر: 1/454]
الزينبي عن أبي ربيعة عن البزي وليس من طرق الكتاب كالنشر، وانفرد بذلك الداني من الطريق المذكور فقط، كما يفهم من النشر، وأشار إلى ذلك بقوله في الطيبة: وبعد كنتم ظلمتم وصف ثمن اعتذر في النشر عن ذكرهما بقوله: ولولا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما؛ لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا، وذكر الدابي لهما اختيار والشاطبي تبعه، إذ لم يكونا من طريق كتابيهما، وتقدم ذكر تسكين راء "يأمركم" مع الاختلاس عن أبي عمرو وزيادة الإتمام عن الدوري عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/455] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ولا تيمموا} [267] قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء الفوقية، ويمد طويلاً لالتقاء الساكنين، والباقون بالتخفيف.
وإنما ثبت حرف المد في هذا وما شابهه من المدغمات، ولم يحذف على الأصل كما حذف في نحو {ومنهم الذين} [التوبة: 61] {تبوء والدار} [الحشر: 9] {ولا الذين} [النساء: 18] لأن الإدغام طار على حرف المد، لم يحذف لأجله.
وأما إدغام اللام في {الذين} و{الدار} ونحوهما فأصل لازم وليس بطار على حرف المد لأجله). [غيث النفع: 444]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والأذى} [264] و{الأخر} و{الأنهار} [266] و{الأرض} [267] و{بالفحشاء} [268] و{يشاء} و{الألباب} وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 447] (م)

قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ويأمركم بالفحشاء} [268] قرأ البصري ب إسكان ضمة الراء، وزاد الدوري عنه اختلاسها، والباقون بالضم). [غيث النفع: 444]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والأذى} [264] و{الأخر} و{الأنهار} [266] و{الأرض} [267] و{بالفحشاء} [268] و{يشاء} و{الألباب} وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 447] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتهم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد (267)}
{ولا تيمموا}
- قراءة الجماعة (ولا تيمموا) بتخفيف التاء، وأصله تتيمموا فحذف إحدى التاءين، وهي رواية أبي ربيعة عن البزي.
- وقرأ البزي والنقاش وأبو ربيعة بخلاف عنه وابن كثير وابن فليح والقواس وورش (ولا تيمموا) بتشديد التاء مع المد الطويل في «لا» الالتقاء الساكنين، وأصله: تتيمموا، فأدغمت التاء في التاء في الوصل، وهو مذهب عرف به البزي في مواضع من القرآن أحصتها كتب القراءات، وقد بلغت إحدى وثلاثين تاء، وتجدها في هذا المعجم موزعة في مواضعها.
- وقرأ ابن عباس والزهري ومسلم بن جندب وأبو مسلم بن جناب
[معجم القراءات: 1/387]
ولا تيمموا بضم التاء
- وقرأ عبد الله وأبو صالح صاحب عكرمة (ولا تأممواه) من أممت: أي قصدت
وحكى الطبري أن عبد الله قرأ (ولا تؤموا) من أممت، أي قصدت، وحكاها يعقوب لغة، نقل هذا أبو حيان عن الطبري.
- وذكر القرطبي أن قراءة عبد الله (ولا تؤمموا)، وذكر ابن عطية أنه حكاها أبو عمرو عن ابن مسعود
{إلا أن تغمضوا فيه}
- قراءة الجمهور (.. تغمضوا...) بضم التاء من «أغمض».
- وقرأ الزهري «.... تغمضوا...» بضم التاء وفتح الغين وكسر الميم المشددة، ومعناها معنى قراءة الجمهور.
- وقرأ الزهري والبراء بن عازب والحسن البصري وأبو البرهسم (تغمضوا)، بفتح التاء وسكون الغين وكسر الميم مضارع (غمض) الثلاثي، وهي لغة في (أغمض).
[معجم القراءات: 1/388]
- وقرأ الزهري (تغمضوا) بفتح التاء والميم.
- وقرأ الزهري واليزيدي (تغمضوا) بفتح التاء وضم الميم وسكون الغين.
- وروي مكي عن الحسن "تغمضوا " مشددة الميم مفتوحة، والتاء والغين مفتوحتان.
- وقرأ قتادة (تغمضوا)، بضم التاء وسكون الغين وفتح الميم مخففا.
قال أبو عمرو: (معناه: إلا أن يغمض لكم.
- وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن قتادة بالياء (يغمضوا).
- وروي عن الحسن (تغمضوا) بضم التاء وفتح الغين وفتح الميم المشددة). [معجم القراءات: 1/389]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله وسع عليم (268)}
{الفقر}
- روى أبو حيوة عن رجل من أهل الرباط أنه قرأ "الفقر" بضم الفاء، وهي لغة، وكذلك جاءت قراءة عيسى بن عمر.
[معجم القراءات: 1/389]
- وقرأ بعضهم الفقر" بفتحتين.
- وقراءة الجماعة بفتح فسكون (الفقر).
{يأمركم}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (يامركم) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز يأمركم.
- وتقدم في الآية/ 67 من هذه السورة تسكين الراء عن أبي عمرو، وعنه وعن الدوري الاختلاس
- والوجه الثالث للدوري عن أبي عمرو الضم الخالص وهي قراءة الجماعة.
{مغفرة}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/390]

قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ومن يؤت الحكمة} بكسر التاء يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 205]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ومن يؤت الحكمة } [269]: بكسر التاء يعقوب غير المنهال). [المنتهى: 2/607]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَنْ يُؤْتِ الْحِكْمَةَ) بكسر التاء على تسمية الفاعل ابْن مِقْسَمٍ ويَعْقُوب غير ابن المنهال، وهو الاختيار لقوله: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ)، ولأن قراءة ابن مسعود " يؤئي اللَّه الحكمة ومن يؤته اللَّه الحكمة " لكن الوقف عندي بالتاء الخالصة ويقف يَعْقُوب وابْن مِقْسَمٍ غير المنهال بالياء، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِكَسْرِ التَّاءِ، وَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْيَاءِ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ وَأَشَرْنَا إِلَيْهِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَنْ تَكُونَ مَنْ عِنْدَهُ مَوْصُولَةً أَيْ وَالَّذِي يُؤْتِيهِ اللَّهُ الْحِكْمَةَ؛ وَلَوْ كَانَتْ عِنْدَهُ شَرْطِيَّةً لَوَقَفَ بِالْحَذْفِ كَمَا يَقِفُ عَلَى: وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ وَنَحْوَهُ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ، وَلَا خِلَافَ عَنْهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَى التَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/235]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {ومن يؤت الحكمة} [269] بكسر التاء على أصله، والباقون بفتح التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 475]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (513- .... .... .... .... = من يؤت كسر التّا ظبىً بالياء قف). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(تنبيه:
تقدم في مرسوم الخط أن يعقوب قرأ {ومن يؤت الحكمة فقد} [البقرة: 269] بكسر التاء وحذف الياء بعدها وصلًا وإثباتها وقفا على أنه مبني للفاعل وفاعله ضمير عائد على الاسم العظيم من قوله: {والله واسع عليم} أي ومن يؤت الله). [شرح الدرة المضيئة: 104]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (من يؤت) يعني قوله تعالى «ومن يؤت الحكمة» كسر التاء «من يؤت» يعقوب ووقف عليه بالياء، وهو عنده مما حذف وصلا للساكنين نحو ما تقدم في باب الوقف على المرسوم، وهذا يدل على أن من عنده موصوله لا شرطية، والله تعالى أعلم، ووجه بنائه للفاعل حملا على قوله تعالى «يؤتي الحكمة فالتقدير عنده ومن يؤتيه الله الحكمة والباقون بفتح التاء بناء للمفعول حملا له على «فقد أوتي خيرا كثيرا» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 202]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب ومن يؤتى الحكمة [البقرة: 269] (بكسر التاء) مطلقا، وحذف الياء بعدها وصلا وإثباتها وقفا.
والباقون بفتح التاء وحذف [الياء] مطلقا.
ووجه الكسر: أنه فعل مبني للفاعل، وفاعله ضمير عائد على [الاسم العظيم من قوله:
والله وسع عليم [البقرة: 261]، ومفعوله محذوف وتقديره: ومن يؤتيه الله الحكمة.
ووجه قراءة الجماعة: أنه بني للمفعول، والنائب عن الفاعل مستتر] عائد على «من»، وأصله كقراءة يعقوب، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/221]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة" [الآية: 269] فيعقوب بكسر التاء مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير الله تعالى ومن مفعول مقدم، والحكمة مفعول ثان، وإذا وقف وقف بالياء والباقون بفتح التاء مبنيا للمفعول، ونائب الفاعل ضمير من الشرطية وهو المفعول الأول، والحكمة مفعول ثان، ويقفون عليها بالتاء الساكنة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/455]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ورقق" الأزرق الراء من "خيرا" و"كثيرا" بخلف عنه وله التقليل في "أنصار" وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/455]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والأذى} [264] و{الأخر} و{الأنهار} [266] و{الأرض} [267] و{بالفحشاء} [268] و{يشاء} و{الألباب} وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 447] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يؤتي الحكمة من يشآء ومن يؤت الحكمة ففقد أوتى خيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب (269)}.
{يؤتي الحكمة}
- قراءة الجماعة (يؤتي) بالياء على الغيبة.
- وقرأ الربيع بن خثيم (تؤتي) بالتاء على الخطاب، وهو التفات، فهو خروج من غيبة إلى خطاب.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني
[معجم القراءات: 1/390]
يوتي، بإبدال الهمزة واواً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- قراءة الجماعة بتحقيق الهمز يؤتي.
{يشاء}
- قراءة الجماعة «يشاء» بالياء على الغيبة.
- وقرأ الربيع بن خثيم (تشاء) بتاء الخطاب، وهو التفات، لأنه خروج من غيبة إلى خطاب.
- وأما الوقف على الهمز عن حمزة فقد تقدم مفصلا في الآية/213 من هذه السورة.
{ومن يؤت الحكمة}
- قرأ الجمهور يؤت مبنياً للمفعول الذي لم يسم فاعله، وهو ضمير «من»، وهو المفعول الأول، والثاني: «الحكمة».
- وقرأ الزهري ويعقوب والأعمش والوليد بن حسان (يؤت) بكسر التاء في حال الوصل، مبنياً للفاعل.
- وجاءت القراءة في فتح القدير: «يؤتي» كذا بالياء.
- وقرأ عصمة عن الأعمش وابن مسعود يؤتيه بإثبات الضمير الذي هو المفعول.
[معجم القراءات: 1/391]
- وإذا وقف يعقوب فإنه يقف بالياء (يؤتي).
- وإذا وقف الباقون فإنهم يقفون عليه بالتاء الساكنة «يؤت».
- وأما حكم الهمز فالقراءة بالواو «يوت» عن أبي عمرو بخلاف، وأبي جعفر والأزرق وورش والأصبهاني.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز.
وتقدم هذا في أول الآية.
{خيراً كثيرا}
- قرأ بترقيق الراء فيهما الأزرق وورش.
{يذَّكر}
- قراءة الجماعة «يذكر» بالذال والكاف المشددتين المفتوحتين.
- وقرأ بعض أهل الكوفة(يذكر) بالياء المفتوحة وذال ساكنة وكاف مضمومة مخففاً). [معجم القراءات: 1/392]

قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار (270)}
{من أنصار}
- قرأه أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي بالإمالة.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش
- والباقون فيه على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/392]

قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (96 - وَاخْتلفُوا فِي فتح النُّون وَكسرهَا وَكسر الْعين وإسكانها من قَوْله {فَنعما هِيَ} 271
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة حَفْص وَنَافِع فِي رِوَايَة ورش {فَنعما هِيَ} بِكَسْر النُّون وَالْعين
وَقَرَأَ نَافِع فِي غير رِوَايَة ورش وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر والمفضل {فَنعما هِيَ} بِكَسْر النُّون وَإِسْكَان الْعين
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {فَنعما هِيَ} بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين
وَكلهمْ شدد الْمِيم). [السبعة في القراءات: 190 - 191]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (97 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالنُّون وَالرَّفْع والجزم من قَوْله {وَيكفر} 271
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {ونكفر} بالنُّون وَالرَّفْع
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {ونكفر} بالنُّون وَجزم الرَّاء
وروى أَبُو خُلَيْد عَن نَافِع (ونكفر عَنْكُم) بالنُّون وَالرَّفْع
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم فِي رِوَايَة حَفْص {وَيكفر عَنْكُم} بِالْيَاءِ وَالرَّفْع
وروى الْكسَائي عَن أبي بكر عَن عَاصِم {ونكفر} بالنُّون والجزم). [السبعة في القراءات: 191]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فنعما هي} وفي النساء ساكنة العين مدني غير ورش-، وأبو عمرو ويحيى بفتح النون
[الغاية في القراءات العشر: 205]
شامي كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 206]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ونكفر} بالنون والجزم مدني كوفي غير عاصم- بالياء والرفع شامي وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 206]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فنعما هي} [271، النساء: 58] فيهما: ساكنة العين: مدني إلا ورشًا وسالمًا، وحمصي، وقاسم، وأبو عمرو غير أبي زيد وابن برزة وأبو بكر غير على والأعشى والبرجمي. بفتح النون دمشقي، وهما، وخلف، والخراز.
{ويكفر} [271]: بالياء والرفع دمشقي، وحفص، برفع الراء مكي، دمشقي، بصري غير أيوب، وعاصم غير علي والخراز). [المنتهى: 2/608]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وأبو بكر وقالون (فنعما هي) هنا وفي النساء بإخفاء حركة العينة وكسر النون، وقد ذكر عنهم الإسكان وليس بالجائز، وروي عنهم الاختلاس وهو حسن قريب من الإخفاء، وقرأ ابن كثير وحفص وورش بكسرهما في الموضعين، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بكسر العين وفتح النون فيهما، وكلهم شددوا الميم). [التبصرة: 172]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وحفص (ويكفر) بالياء، وقرأ الباقون بالنون، وجزم الفعل نافع وحمزة والكسائي، ورفعه الباقون). [التبصرة: 172]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وورش، وحفص: {فنعما} (271) هنا، وفي النساء (58): بكسر النون والعين.
وقالون، وأبو بكر، وأبو عمرو: بكسر النون، وإخفاء حركة العين. ويجوز إسكانها. وبذلك ورد النص عنهم، والأول أقيس.
والباقون: بفتح النون، وكسر العين). [التيسير في القراءات السبع: 245]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو بكر، وابو عمرو: {ونكفر} (271) بالنون، ورفع الراء.
وحفص، وابن عامر، بالياء، والرفع.
والباقون: بالنون، والجزم). [التيسير في القراءات السبع: 245]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير [وورش] وحفص [ويعقوب] (فنعما
[تحبير التيسير: 313]
هي) وفي النّساء بكسر النّون والعين، وقالون وأبو بكر وأبو عمرو بكسر النّون وإخفاء حركة العين ويجوز إسكانها وبذلك ورد النّص عنهم وبه قرأ أبو جعفر والأول أقيس، والباقون بفتح النّون وكسر العين.
ابن كثير وأبو بكر وأبو عمر ويعقوب: (ونكفر) بالنّون ورفع الرّاء، وحفص وابن عامر بالياء والرّفع والباقون بالنّون والجزم). [تحبير التيسير: 314]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَنِعِمَّا هِيَ) بكسر النون ورش، وسالم، والْعُمَرِيّ، وبصري غير أيوب، والْجَحْدَرِيّ، وأَبُو عَمْرٍو غير ابن برزة، وابن المنهري عن أبي حمدون، ومكي، وطَلْحَة،
[الكامل في القراءات العشر: 510]
وحفص إلا الخزاز وعصمة عن عَاصِم، وهارون، وابْن سَعْدَانَ عن أبي بكر وهو الاختيار؛ لأنه أشهر وروى موسى بن حزام عن أبي بكر (فَنِعْمَا هِيَ) بكسر النون وإسكان العين وتخفيف الميم، وقرأ دمشقي، وكوفي غير قاسم، وعَاصِم إلا الخزاز بفتح النون وكسر العين وتشديد الميم، الباقون بكسر النون وإسكان العين وتشديد الميم، وهكذا في النساء (وَتُكَفِّرُ) بالتاء ورفع الراء الْجَحْدَرِيّ، وعيسى بن شعيب عن أبي عمرة، وهو الاختيار لأن الصدقات هي المكفرة، يعني: المغطة الزَّعْفَرَانِيّ كذلك إلا أنه جزم الراء أبو حيوة مثله غير أنه نصب الراء وبالياء حفص، وقَتَادَة، وابْن مِقْسَمٍ، ودمشقي غير ابن رشاد وابن الحسين بالياء غير أنه نصب الراء، الباقون بالنون وجزم رآه عبيد وابْن كَثِيرٍ ومدني غير ابن خليد عن نافع، وأيوب، وكوفي غير عَاصِم إلا أبا الحسن ابن حبيب عن الكسائي كذلك لأنه ضم الراء). [الكامل في القراءات العشر: 511]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([271]- {فَنِعِمَّا هِيَ} فيهما، بفتح النون: ابن عامر وحمزة والكسائي.
الباقون بكسرها.
واختلس حركة العين قالون وأبو بكر وأبو عمرو.
[الإقناع: 2/614]
[271]- {وَيُكَفِّرُ} بالياء: ابن عامر وحفص.
برفع الراء: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم). [الإقناع: 2/615]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (536 - نِعِمَّا مَعاً في النُّونِ فَتْحٌ كَمَا شَفَا = وَإِخْفَاءِ كَسْرِ الْعَيْنِ صِيغَ بِهِ حُلاَ
537 - وَيَا وَنُكَفِّرْ عَنْ كِرَامٍ وَجَزْمُهُ = أَتَى شَافِيًا وَالْغَيْرُ بِالرَّفْعِ وُكِّلاَ). [الشاطبية: 43]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([536] نعما معًا في النون فتحٌ (كـ)ما (شـ)فا = وإخفاءُ كسر العين (صـ)يغ (بـ)ـه (حُـ) لا
(معًا)، يعني هاهنا، وفي النساء: {نعما يعظكم به}.
[فتح الوصيد: 2/747]
وفيها أربع لغات: (نَعِمَ) و(نِعِمَ) بفتح النون وكسر العين، وبكسرهما، وبإسكان العين مع فتح النون وكسرها.
وقوله: (وإخفاء كسر العين صيغ به حلا): من محاسن الكلام.
وقوله: (كما شفا)، أشار به إلى أن هذه القراءة جاءت على الأصل، فإن الأصل فيه (نعم) بفتح النون وكسر العين.
ومن كسرهما، فعلى الإثباع لكسرة العين، وهي لغة هذيل، وهم إذا كان عين الفعل حرف حلق وهو مكسور، يكسرون ما قبله، إتباعًا له؛ يقولون: شهد ولعب.
ومن أخفي حركة العين، فلأجل طلب الخفة، ولم يسكن العين، لئلا يجتمع ساكنان.
قال في التيسير: «ويجوز الإسكان، وبذلك ورد النص عنهم».
يعني أصحاب الإخفاء.
قال: «والأول أقيس».
وقال في غيره: «والترجمة في الكتب بإسكان العين، وهو جائز مسموع، غير أن أهل الأداء يأبونه؛ إذ هو جمع بين ساكنين».
واختار أبو عبيد الإسكان، ولم يرو غيره.
قال: «لأنها في ما يروى، لغة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لعمرو بن العاص: «نعما بالمال الصالح للرجل الصالح»؛ هكذا يروى عنه صلى الله عليه وسلم هذا اللفظ.
[فتح الوصيد: 2/748]
قال: «ثم هي أصل الكلمة أيضًا، إنما هي (نعم)، زيدت فيها (ما). وإنما قرأ تلك القراءة الأخرى من قرأها، للكراهة أن يجمعوا بين ساكنين: (العين والميم، فحركوا العين، وهو مذهب حسن في العربية، ولكنه على خلاف الحديث والأصل جميعًا».
والذي قاله جيد، إلا قوله: إنما قرأوا للكراهة أن يجمعوا بين ساكنين، وقوله: ولكنه على خلاف الحديث والأصل جميعًا؛ إذ قد بينا أن القراءة سنةٌ متبعةٌ لم يقرأ أحد من الأئمة لقياس.
وأنكر أبو إسحاق ذلك، لأنه جمعٌ بين ساكنين، وحمل الحديث علی أن الرواة لم يضبطوا اللفظ فيه.
وكذلك أنكره المبرد وقال: «أما إسكان العين والميم مشددة، فلا يقدر أحدٌ أن ينطق به، وإنما يروم الجمع بين ساكنين، ويحرك ولا يأبه».
وقال أبو علي: «من أسكن العين، لم يكن قوله مستقيمًا عند النحويين، لأنه جمع بين ساكنين، ولا يجوز ذلك إلا أن يكون الأول حرف لين».
ثم قال: «وقد أنشد سيبويه شعرًا اجتمع فيه الساكنان على حد (نعما):
كأنه بعد كلال الزاجر = ومسحيي مُر عقاب كاسر
وأنكره أصحابه. ولعل أبا عمرو أخفى ذلك، فظنه السامع إسكانًا كقراءته: {يأمركم} ونحوه بالإخفاء».
[فتح الوصيد: 2/749]
وقال أحمد بن الصقر البجي: «في هذا الموضع ما أستحسنه، ورأيت إيراده على وجهه».
قال: «وقد أتى عن أكثر القراء يعني ما أنكروه - فأتی عن نافع في هذا الموضع، وعن ابن كثير في ما تقدم-یعني تاءات البزي-، وكثر ذلك عن أبي عمرو، وأتی عن الكسائي {والبغي يعظكم}، وعن عاصم في هذا الموضع، وعن حمزة في: {فما اسطعوا}.
وإذا كانت هذه الجماعة الذين عنهم تلقى المسلمون القرآن، كالمجمعين على ذلك، وجب التسليم لقولهم؛ إذ منهم من لو ورد عنه ذلك في غير القرآن، لتلقاه الجماعة بالقبول، وجعلوه أصلًا يعملون عليه.
ومنهم من أهل الفصاحة من لو ورد عمن في وقته ممن لا يبلغ فصاحته بيت شعر أو حكاية، لجعلوه أصلًا في اللغة.
فأدنى أحوال هؤلاء الأئمة، أن يجروا مجرى من هو في عصرهم وزمانهم، فكيف وقد تلقوه عن التابعين، وتلقاه التابعون عن الصحابة، وتلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيهم له منكر، وهم أهل الفصاحة والبلاغة، وشاع ذلك في سائر أمصارهم وحواضرهم وبواديهم، فلم يدفعه أحدٌ منهم، وهم العرب الذين تدفع طباعهم ما ليس من كلامهم، فغفلت الأئمة كلها من أول الإسلام، إلى أن أنكر ذلك من قاس على لغة من لا يدانيهم. والكلام في ذلك يتسع، فلم أطل بذكره.
[فتح الوصيد: 2/750]
فإن تعلقوا بأن الناقلين لم يضبطوا ذلك، فالكلام في نقلهم كللكلام في نقل الأئمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهل كان من في عصرهم من أهل الفصاحة والعلم بكلام العرب يغفل ذلك من موافق و مخالف؟ ولئن جاز عليهم الغلط، لهو على الناقل دفعه أجوز. ولو ذهب إلى أنها لغة للعرب فصيحةٌ لصحتها عن هذه الجماعة، وأجراها مجری (استحوذ)، لكان أولى وأسلم من الغرر.
وقد جاء عنهم اجتماع الساكنين في ما الأول منهما ياء التصغير وقبلها فتحة، وجمعوا بينها وبين حروف المد؛ لعله حملهم على ذلك، مجيئه عن بعض العرب، فهم في هذا أحرى. وليس يمتنع، لأن من مذهبهم أن لا يعتدوا بالسكون والحركة إذا كانا عارضين، ولا بالياء إذا تقدمت الواو في (دیوان)، ولا بالواو إذا تقدمت الياء في (رؤيا)، لمراعاة الأصل، والأصل الواو في (دیوان)، والهمزة في (رؤيا). فكذلك في هذا لم يراعوا السكون لأنه عارض.
وإجماعهم على (دواب) وأشكاله، مما يقوي ذلك.
ولو وقع بعد الألف ساكنٌ غير مدغم، لكرهوه، وإن كان عندهم جائزًا.
ولو جاءهم عن بعض العرب بيت شعرٍ أو مثلٍ، لتعسفوا في طلب وجهٍ يصح عليه لا يبلغ وضوح ما ذكره.
وذلك ظاهر من مذاهبهم في كتبهم وكلامهم، فأغنى عن الإطالة بذكره».
وهذا الذي ذكره المنبجي لا مزيد عليه، وعليه يقاس ما يجري مجراه.
قال قوم: «وتحتمل قراءة من قرأ (نعما) و(نعما)، وجهًا آخر: أن تكون على لغة إسكان العين فيهما في الأصل، فلما دخلت (ما)، ووقع الإدغام، حرك العين لالتقاء الساكنين».
[فتح الوصيد: 2/751]
قال سيبويه: «أما قول بعضهم: {فنعما} فحرك العين، فليس على لغة من قال: نعم، فأسكن العين، ولكن على لغة من قال: (نعم)، فحرك العين» قال: «وحدثنا أبو الخطاب أنها لغة هذيل، فكسر كما كسر: لعبٌ».
ولو كان الذي قال: نعما، ممن يقول في الانفصال: نعم، لم يجز الإدغام على قوله، لما يلزم من تحريك الساكن في المنفصل.
[537] ويا ونكفر (عـ)ن (كـ)رامٍ وجزمه = أتى (شـ)افيًا والغير بالرفع وكلا
يقول: إن حفصًا وابن عامر، قرءا بالياء، فيبقى الباقون على النون.
وقرأ من القراء بالجزم (أتی شافيًا)، ويبقى الباقون على الرفع.
فحفص وابن عامر من أصحاب الياء والرفع، ونافع والكسائي وحمزة من أصحاب النون والجزم.
ويبقى ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر على النون والرفع.
[فتح الوصيد: 2/752]
فقراءة الياء، إما أن يعود لفظها على ما قبلها وهو الإيتاء، ويشهد لهذا المعنى قراءة ابن عباس (وتكفر) يعني {الصدقت}، أو على قوله: {فإن الله يعلمه}، أو على ما بعدها وهو قوله تعالى: {والله}.
وأتى الجزم شافيًا، لأنه معطوفٌ على الجزاء، فدخل تكفيرُ الذنوب في ثواب الصدقة؛ لأنه عطف على موضع الفاء في قوله: {فهو خير لكم}، وهو جزم بجواب الشرط، لأنه لو قال: وإن تخفوها يكن أعظم، لجزم.
ومثله: {فلا هادي له ويذرهم} و{فأصدق وأكن}.
والرفع على معنى: ونحن نُكفر، أو: والله يُكفر.
وفي قراءة النون، يقع الإفراد بعد لفظ الجمع وقبله، لأن المعنى: ونحن نكفر والله بما تعملون خبيرٌ؛ وذلك جائز إذا كان الجمع للتفخيم والعظمة، كما قال تعالى: {سبحن الذي أسرى}، ثم قال: {بركنا} و{لنريه} و{ءايتنا)؛ ثم قال: {من دوني}، ولم يقل: من دوننا). [فتح الوصيد: 2/753]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [536] نعما معًا في النون فتح كما شفا = وإخفاء كسر العين صيغ به حلا
ح: (نعما): مبتدأ، (معًا): حال، أي: مصطحبين، (في النون فتحٌ): خبر ومبتدأ، خبر للمبتدأ الأول، والألف واللام في (النون): عوض عن العائد، أي: في نونيهما، (كما شفا): خبر آخر، و(إخفاءُ): مبتدأ، (صيغ به حُلا): خبر، والهاء: راجع إلى الإخفاء.
ص: أي: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: {نعما} معًا في الموضعين في البقرة: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} [271]، وفي النساء: {إن الله نعما يعظم به} [58] بفتح النون وكسر العين على الأصل، لأن الأصل: (نعم): مثل: (علم).
[كنز المعاني: 2/83]
والباقون بكسر النون، لكن ... أبو بكر وقالون وأبو عمرو منهم يخفون كسر العين، أي: يختلسونها تنبيًا على أن أصل هذه العين السكون، فبقي ابن كثير وورش وحفص على كسر العين والنون؛ لأنه لما أريد إدغام الميم وجب تحريك العين، فحرك بالكسر على أصلها.
[كنز المعاني: 2/84]
[537] ويا ونكفر عن كرام وجزمه = أتى شافيا والغير بالرفع وكلا
ح: (يا): مبتدأ أضيف إلى (ويكفر)، (عن كرام): خبره، و (جزمه): مبتدأ، (أتى شافيًا): جملة خبره، و(الغير): مبتدأ، (وكلا): خبر، (بالرفع): متعلق به.
ص: أي: قرأ حفص وابن عامر: {ويكفر عنكم من سيئاتكم} [271] بالياء على إسناد الفعل إلى الله تعالى لتقدم الذكر في قوله: {فإن الله يعلمه}، والباقون بالنون على إخبار الله عن نفسه بالجمع للعظمة.
ثم القراء منهم نافع وحمزة والكسائي قرأوا: {ونكفر} بجزم الراء على أنه عطف على جواب الشرط؛ لأن التقدير: وإن تخفوها يكن ذلك خيرًا لكم، وغيرهم الباقون قرأوا بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: (فنحن نكفر) .
فيعلم منه: أن قراءة حفص وابن عامر بالياء والرفع على: {فهو يكفر} ). [كنز المعاني: 2/85]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (534- نِعِمَّا مَعًا في النُّونِ فَتْحٌ "كَـ"ـمَا "شَـ"ـفَا،.. وَإِخْفَاءِ كَسْرِ الْعَيْنِ "صِـ"ـيغَ "بِـ"ـهِ "حُـ"ـلا
معا: يعني هنا، وفي النساء فالذي هنا: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}، والذي في سورة النساء: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}، وكذلك حيث ذكر الناظم معا فإن معناه أن هذا الحرف في موضعين أحدهما أو كلاهما في هذه الصورة كما قال: معا قد حرك فإن كان الحرف في أكثر من موضعين لم يقل معا، بل يقول: حيث أتى أو جميعا أو الكل، ونحو ذلك، ولو قال: معا في الزائد على الاثنين لكان سائغا في اللغة، وقد سبق تقريره في باب الهمز المفرد، ولكنه فرق بين المعنيين بذلك، وليس بحتم أن يقول معا في موضعي الخلاف بل قد يأتي بعبارة أخرى نحو قوله: وفي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/379]
لام لله الأخيرين حذفها: {عَسَيْتُمْ} بكسر السين حيث أتى انجلا، وهو في موضعين فقط كما مر ذكره فإن كان الخلاف في موضعين لكلمة واحدة، وتلك الكلمة قد جاءت على أحد الوجهين في موضع ثالث بلا خلاف لم يقل فيه معا؛ لأنه لا يفهم من ذلك موضع الخلاف من موضع الاتفاق بل ينص على موضعي الخلاف كقوله: وكسرك: "سِخْرِيًّا" بها، وبصادها؛ لأن الكلمة قد جاءت أيضا في الزخرف، ولكنها مضمومة بلا خلاف، واعلم أن: "نِعِمَّا" كلمتان كتبتا متصلتين، والتقى المثلان فأدغمت الميم في الميم، واتفق القراء على الإدغام موافقة لخط المصحف فإنهما كتبتا بميم واحدة، وهذا موضع اتفق عليه من باب الإدغام الكبير؛ لأن الميم من نعم متحركة مفتوحة، وقد أدغمت في الميم من ما الداخلة عليها، وكان الأصل نعم ما كما تقول: بئس ما، ولما أريد الإدغام لم يمكن مع سكون العين قبلها فكسرت، فمن القراء من أشبع الكسر في الموضعين معا، وهم ابن كثير، وورش، وحفص، وكل من فتح النون، ومنهم من أخفى الكسر، واختلسه تنبيها على أن أصل هذه العين السكون، وهم أبو عمرو، وقالون، وأبو بكر، وما أحسن ما عبر عنهم الناظم بقوله: "صيغ به حلا"، وباقي القراء، وهم ابن عامر، وحمزة، والكسائي فتحوا النون، وكسروا العين، وهذه هي اللغة الأصلية في هذا الفعل كحمد، وعلم ثم سكن عينه تخفيفا لكثرة استعماله، ونقلت كسرة العين إلى النون فصارت هذه هي أفصح اللغات فيه كما قال تعالى في موضع لا يتصل به ما: {نِعْمَ الْعَبْدُ}، فلما اتصلت به ما وجب الإدغام لأجل الخط، ولزم كسر العين لأجل الساكنين بقيت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/380]
كسرة النون على حالها، ومن فتحها عدل عن اللغة الأصلية؛ ليأتي بالكسر الأصلي للعين، ولا يحتاج إلى كسر لالتقاء الساكنين، ويجوز أيضا في اللغة أن يقال في نعم المجردة عن كلمة ما نعم بكسر النون، والعين، ونعم بفتح النون، وسكون العين نص على ذلك أبو جعفر النحاس، وغيره، وقد ذكر بعض المصنفين في القراءات إسكان العين مع الإدغام، وذلك غير مستقيم في التحقيق، ونسبه صاحب التيسير إلى من حكى لهم الإخفاء هنا فقال قالون، وأبو بكر، وأبو عمرو بكسر النون، وإخفاء حركة العين، ويجوز إسكانها، وبذلك ورد النص عنهم، والأول أقيس.
قلت: ولم يعرج الناظم على هذه الرواية، وترك ذكرها كما ترك ذكر نظيرها في: {لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} كما يأتي، وأصاب في ذلك قال مكي في التبصرة، وقد ذكر عنهم اإسكان، وليس بالجائز، وروى عنهم الاختلاس، وهو حسن قريب من الإخفاء، وقال في الكشف: روي عن أهل الإخفاء الاختلاس، وهو حسن، وروي الإسكان للعين، وليس بشيء، ولا قرأت به؛ لأن فيهما جمعا بين ساكنين ليس الأول حرف مد، ولين، وذلك غير جائز عند أحد من النحويين، وقال أبو علي: من قرأ: {فَنِعِمَّا} بسكون العين لم يكن قوله: مستقيمًا عند النحويين؛ لأنه جمع بين ساكنين الأول منهما ليس بمد، ولين، وقد أنشد سيبويه شعرا قد أجتمع فيه الساكنان على حد ما اجتمعا في نعما، وأنكره أصحابه قال: ولعل أبا عمرو أخفا ذلك كأخذه بالإخفاء في نحو: {بَارِئِكُمْ}، و{يَأْمُرُكُمْ}، فظن السامع الإخفاء إسكانا للطف ذلك في السمع، وخفائه، وقال أبو جعفر النحاس: فأما الذي حكي عن أبي عمرو، ونافع من إسكان العين فمحال.
حكي عن محمد بن يزيد أنه قال: أما إسكان
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/381]
العين، والميم مشددة فلا يقدر عليه أحد أن ينطق به، وإنما يروم الجمع بين ساكنين، ويحرك، ولا يأبه؛ أي: لا ينتبه للتحريك، ولا يفطن به.
وقد اختار قراءة الإسكان الإمام أبو عبيد: القاسم بن سلام، وهو من عجيب اختياراته، فذكر قراءة الإسكان في كتابه أولا ثم ذكر قراءة فتح النون، وكسر العين ثم قال: وبالقراءة الأولى قرأت؛ لأنها فيما يروى لغة النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال لعمرو بن العاص: "نعما المال الصالح للرجل الصالح".
قال: هكذا يروى عنه -صلى الله عليه وسلم- على هذا اللفظ، قال: ثم أصل الكلمة أيضا إنما هي "نعم" زيدت فيها "ما"، وإنما قرأ تلك القراءة الأخرى من قرأها لكراهة أن يجمعوا بين ساكنين: العين، والميم، فحركوا العين، قال: وهو مذهب حسن في العربية، ولكنه على خلاف الحديث، والأصل جميعا.
قال أبو إسحاق الزجاج بعد ذكره كلام أبي عبيد: ولا أحسب أصحاب الحديث ضبطوا هذا، ولا هذه القراءة عند البصريين النحويين جائزة البتة؛ لأن فيها الجمع بين ساكنين مع غير حرف مد، ولا لين.
قلت: صدق أبو إسحاق فكما قيل عمن روى قراءة الإسكان: إنه سمع الإخفاء فلم يضبط، كذلك القول في رواة الحديث بل أولى؛ لكثرة ما يقع في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/382]
الأحاديث من الروائق، على خلاف فصيح اللغة، وقد أخرج هذا الحديث الحاكم في كتابه المستدرك، وقال في آخره: يعني بفتح النون، وكسر العين: هذا حديث صحيح، قلت: والحديث بتمامه مذكور في ترجمة عمرو بن العاص في تاريخنا الشمي، وغيره، والباء في بالمال زائدة مثلها في: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}، والله أعلم.
535- وَيَا وَنُكَفِّرْ "عَـ"ـنْ "كِـ"ـرَامٍ وَجَزْمُهُ،.. "أَ"تَى "شَـ"ـافِيًا وَالغَيْرُ بِالرَّفْعِ وُكِّلا
يعني أن حفصا وابن عامر بالياء، والباقون بالنون، وهي ظاهرة، وأما الياء فإخبار عن الله أو عن المذكور، وهو الإخفاء، والإيتاء الذي دل عليه قوله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
أي: هذا الفعل خير لكم، وهو يكفر عنكم، وجزم الراء من القراء نافع، وحمزة، والكسائي؛ لأنه معطوف على موضع: {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}، وموضعه جزم على جواب الشرط، وسيأتي مثل ذلك في الأعراف: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ}، قرئ بالياء، والنون، والجزم، والرفع، والأكثر ثَم على الياء، والرفع، ووجه الرفع فيهما الاستئناف، واستقل الجواب بما قبل ذلك، وقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/383]
والغير بالرفع، زيادة في البيان لم تدع إلى ذكر ضرورة؛ لأن الرفع ضد الجزم كما أن النون ضد الياء فكما لم يذكر النون كان له أن لا يذكر الرفع، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/384]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (536 - نعمّا معا في النّون فتح كما شفا ... وإخفاء كسر العين صيغ به حلا
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بفتح النون في كلمة نِعِمَّا في الموضعين: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ في هذه السورة، إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ في النساء. وهذا معنى قوله: (معا) فتكون قراءة الباقين بكسر النون وقرأ شعبة، وقالون، وأبو عمرو، بإخفاء كسر العين، والمراد بالإخفاء: الاختلاس فتكون قراءة غيرهم بإتمام كسر العين.
والحاصل: أن ابن عامر وحمزة والكسائي يقرءون بفتح النون وكسر العين كسرا كاملا، وأن ورشا وابن كثير وحفصا يقرءون بكسرهما، وأن قالون وأبا عمرو
وشعبة يقرءون بكسر النون واختلاس كسرة العين، وقد ورد النص عن قالون وأبي عمرو وشعبة بإسكان العين أيضا، وصرح بجواز هذا الوجه لهم صاحب التيسير فيكون لكل واحد منهم في العين وجهان اختلاس كسرتها وإسكانها ومع كل من الوجهين في العين كسر النون وعلى وجه إسكان العين يتعين تشديد الميم وغنها.
537 - ويا ونكفّر عن كرام وجزمه ... أتى شافيا والغير بالرّفع وكّلا
قرأ حفص وابن عامر: وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ* بالياء، فتكون قراءة غيرهما بالنون. وقرأ نافع وحمزة والكسائي بجزم الراء، فتكون قراءة غيرهم برفعها، وقد صرح بهذا في قوله: (والغير بالرفع وكلا).
والخلاصة: أن نافعا وحمزة والكسائي يقرءون بالنون وجزم الراء، وأن حفصا، وابن عامر يقرءان بالياء ورفع الراء، وأن الباقين وهم: ابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة يقرءون بالنون ورفع الراء. ويؤخذ من هذا كله: أن أحدا لم يقرأ بالياء وجزم الراء. وقول الناظم:
(والغير بالرفع وكلا) زيادة إيضاح؛ لأن الاصطلاح: أن الجزم ضده الرفع). [الوافي في شرح الشاطبية: 227]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (83 - نِعِمَّا حُزَ اسْكِنْ أُدْ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - نعما (حُـ)ـز اسكن (أ)د وميسرة افتحًا = كيحسب (أ)د وا كسره (فـ)ـق فأذنوا ولا
[شرح الدرة المضيئة: 104]
وبالفتح أن تذكر بنصب (فـ)ـصاحة = رهانٌ (حـ)ـمى يغفر يعذب (حـ)ـما (ا)لعلا
برفع بفرق ياء يرفع من يشا = بيوسف يسلكه يعلمه (حـ)ـلا
ش - أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب {نعما} [البقرة: 271 والنساء: 58] بإتمام كسرة العين ولم يقيد اعتمادًا على الشهرة فاندرج فيه موضعا البقرة والنساء وعلم لخلف كذلك وأراد بقوله: اسكن أد أنه قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر بإسكان العين منفردًا وهم وافقوا أصولهم في النون فلخلف الفتح وللآخرين الكسر). [شرح الدرة المضيئة: 105]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نِعِمَّا هُنَا وَالنِّسَاءِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِفَتْحِ النُّونِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقَالُونَ وَأَبِي بَكْرٍ، فَرَوَى عَنْهُمُ الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً إِخْفَاءَ كَسْرَةِ الْعَيْنِ لَيْسَ إِلَّا، يُرِيدُونَ الِاخْتِلَاسَ فِرَارًا مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ،
[النشر في القراءات العشر: 2/235]
وَرَوَى عَنْهُمِ الْعِرَاقِيُّونَ وَالْمَشْرِقِيُّونَ قَاطِبَةً الْإِسْكَانَ، وَلَا يُبَالُونَ مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ لِصِحَّتِهِ رِوَايَةً وَوُرُودِهِ لُغَةً، وَقَدِ اخْتَارَهُ الْإِمَامُ أَبُو عُبَيْدَةَ أَحَدُ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ وَنَاهِيكَ بِهِ، وَقَالَ: هُوَ لُغَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يُرْوَى " نِعِمَّا الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ "، وَحَكَى النَّحْوِيُّونَ الْكُوفِيُّونَ سَمَاعًا مِنَ الْعَرَبِ شَهْرُ رَمَضَانَ مُدْغَمًا. وَحَكَى ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ فِي الشِّعْرِ، وَرَوَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، ثُمَّ قَالَ: وَالْإِسْكَانُ آثَرُ وَالْإِخْفَاءُ أَقْيَسُ.
(قُلْتُ): وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ غَيْرَ أَنَّ النَّصَّ عَنْهُمْ بِالْإِسْكَانِ، وَلَا يُعْرَفُ الِاخْتِلَاسُ إِلَّا مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ كَالْمَهْدَوِيِّ وَابْنِ شُرَيْحٍ وَابْنِ غَلْبُونَ وَالشَّاطِبِيِّ مَعَ أَنَّ الْإِسْكَانَ فِي التَّيْسِيرِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ الشَّاطِبِيُّ. وَلَمَّا ذَكَرَ ابْنُ شُرَيْحٍ الْإِخْفَاءَ عَنْهُمْ قَالَ: وَقَرَأْتُ أَيْضًا لَقَالُونَ بِالْإِسْكَانِ، وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا فَرَّقَ بَيْنَ قَالُونَ، وَغَيْرِهِ سِوَاهُ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ النُّونِ وَالْعَيْنِ (وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَشْدِيدِ الْمِيمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَنُكَفِّرْ عَنْكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِجَزْمِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف {فنعما} [فتح النون هنا [271]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 475]
وفي النساء [58]، والباقون بكسرها. وقرأ أبو جعفر بإسكان العين، وكذا روى الجمهور عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر، وروى الآخرون من المغاربة عنهم الاختلاس، وروى الوجهين جميعًا عنهم الداني وصححهما، وقرأ الباقون بكسرهما، واتفقوا على تشديد الميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحفص {ويكفر} [271] بالياء، والباقون بالنون، وقرأ المدنيان وحمزة والكسائي وخلف بالجزم، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (514 - معًا نعمّا افتح كما شفا وفي = إخفاء كسر العين حز بها صفي
515 - وعن أبي جعفر معهم سكّنا = ويا نكفّر شامهم وحفصنا
516 - وجزمه مدًا شفا .... = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (معا نعمّا افتح (ك) ما (ش) فا وفي = إخفاء كسر العين (ح) ز (ب) ها (ص) في
يريد قوله تعالى هنا «فنعمّا هي» وفي النسا «نعمّا يعظكم به» فتح النون فيهما ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وكسر الباقون، وأخفى العين: أي اختلس كسرها أبو عمرو وقالون وشعبة الأصل فيها نعم ما، فنعم فعل ماض فيه أربع لغات. فتح النون وكسرها مع سكون العين وفتحها مع كسر العين وكسرهما، وما على مذهب سيبويه معرفة تامة: أي فنعم الشيء هي؛ يعني فنعم الصدقات المبداة، أو على حذف مضاف: أي فنعم إبداؤها فأدغمت الميم في الميم من الإدغام الكبير، فمن كسر العين أتبعها كسرة النون إن كسرها أولا أو لالتقاء الساكنين أو لغة أصلية إن فتح النون، ومن سكن فعلى الأصل في السكون، ومن اختلس فللتخفيف.
وعن أبي جعفر معهم سكّنا = ويا يكفّر شامهم وحفصنا
أي مع الثلاثة المذكورين في آخر البيت، وهم أبو عمرو وقالون وشعبة سكن العين؛ يعني أن أبا جعفر سكن العين من نعما في موضعين، فجمع بين
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 202]
الساكنين وهو صحيح لغة ورواية كما اختاره أبو عبيد القاسم بن سلام وإمام اللغة والعلوم وقالوا هو لغة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك جاء الإسكان أيضا عن أبي عمرو وقالون وشعبة فيصير في نعما أربع قراءات كسر النون مع الاختلاس لهؤلاء الثلاثة، ومع إسكان العين عنهم أيضا ولأبي جعفر، وفتح النون مع كسر العين لابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وكسر النون والعين للباقين وهم ورش وابن كثير وحفص ويعقوب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 203]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (ويا نكفر) يعني وقرأ «ويكفّر» بالياء ابن عامر وحفص حملا على قوله تعالى «فإن الله يعلمه» أو ضمير الإخفاء، والباقون بالنون، وقوله: وشامهم الخ، وهو على حذف مضاف: أي قراءة الشامي على ما سيأتي في البيت الآتي وجه النون إخبار من الله عن نفسه بنون العظمة.
وجزمه (مدا) (ش) فا ويحسب = مستقبلا بفتح سين (ك) تبوا
أي قرأ بالجزم يعني نكفر أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف عطفا على محل قوله «فهو خير لكم» الذي هو جواب الشرط والباقون بالرفع فيصير فيه ثلاث قراءات: وجه الرفع عطفا على محلها بعد الفاء أو على الاستئناف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 203]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
معا نعمّا افتح (ك) ما (شفا) وفي = إخفاء كسر العين (ح) ز (ب) ها (ص) فى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/221]
ش: أي: قرأ ذو كاف (كما) ابن عامر و(شفا) حمزة والكسائي وخلف فنعمّا هي [البقرة: 271]، ونعّما يعظكم [النساء: 58] بفتح النون فيهما، والباقون بكسرها.
واختلف عن ذي حاء (حز) أبو عمرو وباء (بها) قالون وصاد (صفى) أبو بكر.
فروى عنهم المغاربة قاطبة (إخفاء كسر العين) ليس إلا يريدون الاختلاس؛ فرارا من الجمع بين الساكنين.
وروى عنهم العراقيون، والمشرقيون قاطبة الإسكان.
[وروى الوجهين جميعا الداني، ثم قال: والإسكان] آثر، وأقيس، والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان.
ولا يعرف الاختلاس إلا من طريق المغاربة ومن تبعهم: كالمهدوي، وابن شريح، وابن غلبون، والشاطبي، مع أن الإسكان في «التيسير»، ولم يذكره الشاطبي.
تنبيه:
يريد بالإخفاء هنا: إخفاء الكسرة لا الحرف، فهو مرادف الاختلاس.
و (نعم): فعل ماض جامد، جرد من الزمان؛ لإنشاء المدح.
وفيه وفي كل ثلاثي ثانيه حرف حلق مكسور أربع لغات: فتح الفاء، وكسر العين وهي الأصلية حجازية.
وكسرهما على إتباع الأول للثاني لهذيل، وقيس وتميم.
وفتح النون وسكون العين وهي مخففة من الأصلية.
وكسر النون وسكون العين وهي مخففة من التميمية ولما لحقتها «ما» اجتمع مثلان فخفف بالإدغام، ورسم متصلا لأجله.
فوجه الفتح والكسر: مراجعة الأصل فقط.
ووجه الكسرين: الهذلية، أو لغة الإسكان، وكسرت للساكنين.
[ووجه الاختلاس: مراعاة التخفيف والساكنين].
ووجه الإسكان: أنه المجتمع عليه قبل ما واغتفر التقاء الساكنين وإن كان الأول غير
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/222]
حرف مد؛ لعروضه كالوقف، ولما تقدم عنه قوله: «والصحيح قل إدغامه».
وإلى الوجه الثاني وهو السكون عن الثلاثة، أشار بقوله:
ص:
وعن أبي جعفر معهم سكّنا = ويا يكفّر شامهم وحفصنا
ش: أي: وافقهم أبو جعفر على الإسكان مع الإدغام.
وقرأ ابن عامر وحفص ويكفّر عنكم [البقرة: 271] بالياء والباقون بالنون.
وجه الياء: إسناده إلى ضمير الجلالة من قوله تعالى: فإنّ الله يعلمه [البقرة: 270] أو إلى ضمير الإخفاء أو الإيتاء [المفهومين من تخفوها وتؤتوها [البقرة: 271]، أي: يكفر الله الإخفاء والإيتاء].
ووجه النون: إسناده إلى الله تعالى على وجه التعظيم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/223] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وجزمه (مدا) (شفا) ويحسب = مستقبلا بفتح سين (ك) تبوا
ش: أي: قرأ المدنيان وذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف ويكفر [البقرة: 271] بجزم الراء، والباقون برفعها.
ووجه الجزم: عطفه على محل الفاء؛ لأنه جواب الشرط.
ووجه الرفع: أنه عطف على الاسمية بعد الفاء اسمية محذوفة الصدر، أي: والله يكفر، أو ونحن نكفر، أو استأنف الفعلية، أي: ويكفر- أو ونكفر- نحن.
وقرأ ذو كاف (كتبوا) ابن عامر وفاء «في» أول البيت حمزة، ونون «نص» عاصم، وثاء «ثبت» أبو جعفر- «يحسب» (بفتح السين) إذا كان مضارعا خاليا من الزوائد البنائية، خبرا كان أو استفهاما، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، نحو:
يحسبهم الجاهل [البقرة: 273] وو لا تحسبنّ الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، [و] وهم يحسبون أنّهم [الكهف: 104]، [و] يحسبه الظّمئان [النور: 39]، [و] أيحسب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/223]
الإنسن [القيامة: 3، 37]، [و] يحسب أنّ ماله [الهمزة: 3].
والباقون بكسرها في الكل.
فخرج بالمضارع: الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد، نحو: «يحتسبون»، وقيدت- بـ «البنائية»، [أي:] التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر؛ لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، والباقي تنويع، وعلم العموم من قوله (مستقبلا)، أي: صالح له؛ لئلا يخرج عنه ما معناه المضي مما تقدم.
وقياس عين مضارع فعل وفعل: أن يخالف الماضي، فمن ثم كان القياس فتح السين.
وقد خرج من بابه بـ «نعم»، و«بئس»، و(يحسب) فصار فيها لغتان: القياسية والسماعية.
فوجه الكسر: السماعية، وهي [لغة] الحجاز، وكنانة.
ووجه الفتح: القياسية، وهي لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/224]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نعما" [الآية: 271] هنا [والنساء الآية: 58] فابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون وكسر العين مشبعة على الأصل كعلم، وافقهم الأعمش والباقون بكسر النون اتباعا لكسر العين، وهي لغة هذيل
[إتحاف فضلاء البشر: 1/455]
وقرأ أبو جعفر بإسكان العين وافقه اليزيدي والحسن "و" اختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين، يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين الساكنين، وروى عنهم الإسكان أكثر أهل الأداء وهو صحيح رواية ولغة وقد اختاره أبو عبيدة أحد أئمة اللغة، وناهيك به، وقال: هو لغة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تقدم موضحا آخر باب الإدغام، قال في النشر: والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم كالمهدوي والشاطبي، مع أن الإسكان في التيسير ولم يذكره الشاطبي والباقون بكسر العين واتفق الكل على تشديد الميم فليعلم، ونعم فعل ماض جامد جرد من الزمان لإنشاء المدح،ولما لحقتها ما اجتمع مثلان فخفف بالإدغام، ورسم متصلا لأجله وهي نكرة غير موصوفة، ولا موصولة أي: فنعم شيئا أبدؤها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/456]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ونكفر" [الآية: 271] فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالنون وجزم الراء على أنه بدل من موضع: فهو خير لكم، وافقهم الشنبوذي عن الأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر ويعقوب بالنون، ورفع الراء على أنه مستأنف لا موضع له من الإعراب والواو عاطفة جملة على جملة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/456]
وقرأ ابن عامر وحفص بالياء ورفع الراء والفاعل ضمير يعود على الله تعالى، وعن المطوعي بالياء وعنه في فتح الفاء خلف، فحيث فتحها جزم الراء وحيث كسرها رفع الراء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فنعما} [271] قرأ الشامي والأخوان بفتح النون، والباقون بالكسر، وقرأ قالون والبصري وشعبة بإسكان العين، واختار كثير لهم إخفاء كسرة العين، ويريدون الاختلاس، فرارًا من الجمع بين الساكنين، والباقون بكسر العين، واتفقوا على تشديد الميم.
[غيث النفع: 444]
فإن قلت: ذكرت لقالون ومن عطف عليه الإسكان المحض، ولم يذكر الشاطبي لهم إلا الإخفاء بقوله: وإخفاء كسر العين صيغ به حلا.
قلت: نعم لكن كان حقه رحمه الله أن يذكره، لأنه في أصله، ونصه: «ويجوز الإسكان، وبذلك ورد النص عنهم، والأول أقيس» اهـ.
وهو مذهب أكثر أهل الأداء، كذا في اللطائف، بل كثير منهم كالبغوي لم يعرف سواه.
وقال المحقق: «هو رواية العراقيين والمشرقيين قاطبة، ولم يعرف الاختلاس إلا من طريق المغاربة ومن تبعتهم» اهـ.
وعزاه الجعبري لجماعة كالأهوازي وأبي العلاء والصقلي، قال: «وبه قرأت، فلا وجه لإسقاط الناظم ذكره إلا تخيل المتخيلين، أو حمل كلام التيسير على حكاية مذهب الغير» اهـ.
[غيث النفع: 445]
وقد اعتذر له في الفتح الداني بهذا، وهذه حجة لا دليل عليها.
وقد صرح المحقق في نشره أن الداني روى الوجهين جميعا ثم قال: «والإسكان آثر، والإخفاء أقيس».
وهو قراءة أبي جعفر والحسن، وغاية ما فيه الجمع بين الساكنين، وليس أولهما حرف مد ولين، وهو جائز قراءة ولغة، ولا عبرة بمن أنكره، ولو كان إمام البصرة.
[غيث النفع: 446]
والمنكر له هنا قرأ به لحمزة في قوله تعالى {فما اسطاعوا} [97] بالكهف، إذ فيه الجمع بين الساكنين وصلاً بلا شك، إذا السين ساكن والطاء مشددة وهذا مثله، والله أعلم). [غيث النفع: 447]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ونكفر} [271] قرأ نافع والأخوان بالنون، وجزم الراء، والمكي والبصري وشعبة بالنون، والرفع، والشامي وحفص بالياء، والرفع). [غيث النفع: 447]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({سيئاتكم} يبدل حمزة ياء إذا وقف). [غيث النفع: 447]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({خبير} تام، وقيل كاف فاصلة، ومنتهى النصف باتفاق). [غيث النفع: 447]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير (271) }
{فنعما هي}
- قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وأبو عمرو ونافع في رواية ورش
ويعقوب والأعشى والبرجمي وأبو بكر (فنعما هي).
- ووجه القراءة أنه على لغة من يحرك العين فيقول «نعم». ويتبع حركة النون لحركة العين، وتحريك العين هو الأصل، وهي لغة هذيل".
- وقرأ ابن عامر والكسائي وحمزة وخلف والأعمش ويحيى بن وثاب (فنعما هي) بفتح النون وكسر العين، وهو الأصل ووزنه فعل.
- وقرأ أبو عمرو وقالون ونافع في غير رواية ورش وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وأبو جعفر وشيبة واليزيدي والحسن وحماد
[معجم القراءات: 1/393]
ويحيى عن أبي بكر(فنعما هي) بكسر النون وإسكان العين وتشديد الميم.
قال الزجاج: روى أبو عبيد أن أبا جعفر ... قرأوا .. بكسر النون وجزم العين وتشديد الميم...، وذكر أبو عبيد أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوة لابن العاص (نعما المال الصالح للرجل الصالح).
فذكر أبو عبيد أنه يختار هذه القراءة من أجل هذه الرواية ولا أحسب. -والحديث للزجاج- أصحاب الحديث ضبطوا هذا، ولا هذه القراءة عند البصريين النحويين جائزة البتة؛ لأن فيها الجمع بين ساكنين من غير حرف مد ولين» اهــ. وهي غير جائزة عند مكي أيضا، وكذا الفارسي والمبرد، وقال: لا يقدر أحد أن ينطق به، وإنما يروم الجمع بين ساكنين وروي الإخفاء" في كسرة العين عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر. والأول أقيس وأشهر، ووجه الإخفاء طلب الخفة، وأما الإسكان فاختاره أبو عبيد، وسبق احتجاجه بالحديث لهذه القراءة.
- وروى العراقيون والمشرقيون قاطبة عنهم الإسكان، وروى المغاربة
[معجم القراءات: 1/394]
عنهم إخفاء كسرة العين.
وقال في النشر: «والإسكان آثر، والإخفاء أقيس».
وقال مكي: «وروي عنهم الاختلاس، وهو حسن قريب من الإخفاء».
وقال الأصبهاني: وذكر بعضهم عن أبي عمرو الاختلاس فيه كعادته في قراءته، وهو الاختيار عند البصريين»..
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فنعم ماهي».
{فهو}
- تقدمت القراءات فيه بضم الهاء وإسكانها في الآيتين / ۲۹، 85.
{ويكفر}
- قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم والحسن والأعمش (ويكفر) بالياء ورفع الراء.
- وروى أبو حاتم عن الأعمش أنه قرأ (يكفر) بإسقاط الواو، وهي قراءة عبد الله بن مسعود، والمطوعي في أحد الوجهين عنه.- ونقل عن الأعمش أنه قرأ (ويكفر) بالياء وجزم الراء، وهي قراءة الحسن.
- وقرأ الحسن (ويكفر) بالياء والنصب بإضمار «أن»، وهي مروية عن الأعمش، وراويها عنه الحسين بن علي الجعفي.
[معجم القراءات: 1/395]
- وقرأ ابن عباس وأبان عن عاصم وجماعة (وتكفر) بالتاء وجزم الراء.
- وقرأ أبان عن عاصم وعكرمة وابن عباس (وتكفر) بالتاء وجزم الراء وفتح الفاء
- وقرأ ابن هرمز فيما حكى عنه العدوي (وتكفر) بالتاء ورفع الراء.
- وقرأ عكرمة وشهر بن حوشب والحسن (وتكفر) بالتاء ونصب الراء
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وفي رواية أبي بكر ونافع في رواية أبي جعفر وقتادة وابن أبي إسحاق ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (وتكفر) بالنون ورفع الراء
- قرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم وأبو جعفر وخلف والشنبوذي "وكفر" بالنون والجزم.
[معجم القراءات: 1/396]
- ورويت هذه القراءة عن الأعمش بدون الواو (نكفر).
- وروی حفص عن الأعمش والحسين بن علي الجعفي (ونكفر) بالنون ونصب الراء
- وقرأ المطوعي (ويكفر).
- وعن المطوعي فيه خلاف: فحيث فتح الفاء جزم الراء، وحيث كسرها رفع الراء
{سيئاتكم}
- حمزة على قاعدته في إبدال الهمزة في الوقف ياء خالصة، وقراءة الأزرق بتثليث مد البدل
وتقدم هذا في الآية / ۸۱ من هذه السورة في (سيئة) ). [معجم القراءات: 1/397]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #81  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (272) إلى الآية (274)]

{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}

قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "هداهم" [الآية: 272] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ليس عليك هدئهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (272)}
{هداهم}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف بالإمالة.
- والفتح والتقليل للأزرق وورش.
{يشاء}
- تقدم الوقف على الهمز في الآية/ 213، فأنظر هذا في ما سبق
- والباقون غلى الفتح.
{فلأنفسكم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
[معجم القراءات: 1/397]
{ابتغاء}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، وهو أن يسكن للوقف، ثم يبدل ألفا من جنس ما قبله، وبعضهم أبقى الألف ومد، وبعضهم حذفها.
{لا تظلمون}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/398]

قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (98 - وَاخْتلفُوا فِي كسر السِّين وَفتحهَا من قَوْله {يَحْسبهُم} 273 و{يَحسبن} آل عمرَان 178
فقر ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ {يَحْسبهُم} و{يَحسبن} بِكَسْر السِّين فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة بِفَتْح السِّين فِي كل الْقُرْآن
وَقَالَ هُبَيْرَة عَن حَفْص إِنَّه كَانَ يفتح ثمَّ رَجَعَ فَكَانَ يكسر). [السبعة في القراءات: 191 - 192]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يحسبهم} بفتح السين كل القرآن شامي يزيد وعاصم غير الأعشى- وهبيرة وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 206]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يحسبهم} [273] ونحوه: مخير: عبد الوارث. بالفتح دمشقي، ويزيد، وسلام، وحمزة، وعاصم إلا الأعشى وابن بشار وهبيرة؟).[المنتهى: 2/609]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة وعاصم (يحسب ويحسبن) إذا كان مستقبلاً بكسر السين حيث وقع، وقرأ الباقون بالكسر). [التبصرة: 172]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وابن عامر، وحمزة: {يحسبهم} (273) و: {يحسبون} (الأعراف: 30) و: {يحسب} (القيامة: 3) و: {يحسبن} (آل عمران: 178) إذا كان فعلاً مستقبلاً: بفتح السين.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 245]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وابن عامر وحمزة وأبو جعفر: (يحسبهم ويحسبون ويحسب) [ويحسبن]. إذا كان فعلا مستقبلا بفتح السّين والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 314]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَحْسَبُهُمُ) بفتح السين وبابه دمشقي وشِبْل في اختياره، والزَّعْفَرَانِيّ، وعبد الوارث، والأصمعي عن نافع، وأبو جعفر، وشيبة وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وخلف، وسلام، وعَاصِم غير الأعشى، وابن جبير، وابن بشار وهبيرة، واختيار أبو بكر والأعشى، قال الرَّازِيّ: إلا النقار، ولم يستثن أبو الحسين، والأعشى، واستثنى شيبة في النور وخير عبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بكسر السين، وهو الاختيار لقول رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - لـ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ: لَا تَحْسَبَنَّ - أَنَا إِنَّمَا ذَبَحْنَاهَا لَكَ ... " في حديث فيه طول، فذكر الكسر دون الفتح، وهي لغة قريش). [الكامل في القراءات العشر: 511]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([273]- {يَحْسَبُهُمُ} وبابه، بالفتح: عاصم وابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/615]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (538 - وَيَحْسَبُ كَسْرُ السِّينِ مُسْتَقبَلاً سَمَا = رِضَاهُ وَلَمْ يَلْزَمْ قِيَاساً مُؤَصَّلاَ). [الشاطبية: 43]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([538] ويحسب كسر السين مستقبلًا (سما) = (ر)ضاه ولم يلزم قياسًا مؤصلا
القياس أن مستقبل (حسب): يحسب بفتح السين، إلا أنه قد صح عن العرب- وإن كان ماضيه حسب - الكسر في المستقبل؛ فلذلك قال: (سما رضاه)، أي علا الرضی به وإن لم يلزم القياس المؤصل.
ومن قال {يحسب} بفتح السين، أتی به على الأصل، وهما لغتان فصيحتان.
والكسر قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولغة أهل الحجاز. والفتح لغة تميم. ومثله: يئس ييئس وييأس، ونَعِمَ يَنْعِمُ ويَنْعَمُ). [فتح الوصيد: 2/754]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [538] ويحسب كسر السين مستقبلا سما = رضاه ولم يلزم قياسا مؤصلا
[كنز المعاني: 2/85]
ب: (المؤصل): أن يجعل الشيء أصلًا.
ح: (يحسب): مبتدأ، (كسر السين): مبتدأ ثانٍ، (مستقبلًا): حال، والعائد: محذوف، أي: منه، (سما رضاه): خبر المبتدأ الثاني، والجملة: خبر الأول، وضمير (يلزم): عائد إلى (يحسب) المكسور.
ص: أي: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير والكسائي: {يحسب} فعلًا مستقبلًا في جميع القرآن سواء اتصل به ضمير أو لم يتصل، بالتاء أو الباء، نحو: {فلا تحسبنهم} [آل عمران: 188]، {أيحسب الإنسان} [القيامة: 3] بكسر السين، نحو: (نعم ينعم) و (يبس ييبس) و (يئس ييئس)، ولم يجيء مضارع (فعل) مكسور العين على (يفعل) مكسورها إلا الألفاظ الأربعة، ولهذا قال:
.............. = .............. ولم يلزم قياسًا مؤصلا
لأن القياس أن يكون مضارع (فعل): (يفعل) نحو: (علم: يعلم).
وإنما قال: (مستقبلًا) ليشمل جميع ما وقع في القرآن منه مستقبلًا، وإلا لاختص بما في البقرة، وهو: {يحسبهم الجاهل أغنياء} [273]،
[كنز المعاني: 2/86]
وليخرج الماضي نحو: {وحسبوا ألا تكون} [المائدة: 71]، إذ لا خلاف في كسره.
وأما الباقون: فيفتحون السين على القياس المؤصل، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/87]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (536- وَيَحْسَبُ كَسْرُ السِّينِ مُسْتَقبَلًا "سَمَا"،.. "رِ"ضَاهُ وَلَمْ يَلْزَمْ قِيَاسًا مُؤَصَّلا
مستقبلا حال من يحسب، ولولا هو لما كان الخلاف إلا في الذي في سورة البقرة فقط: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ}، فقال: مستقبلا؛ ليشمل كل فعل مستقبل في القرآن سواء كان بالياء وأو بالتاء متصلا به ضمير أو غير متصل نحو: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ}، {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ}، {وَلا تَحْسَبَنّ}، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ}، {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ}.
ولو قال موضع مستقبلا: "كيف أتى" كان أصرح لكنه خاف أن يلتحق بذلك الفعل الماضي نحو: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا}.
مما لا خلاف في كسره، وكسر السين مبتدأ ثانٍ، والعائد إلى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/384]
المبتدأ الأول، وهو يحسب محذوف تقديره كسر السين منه، وسما رضاه خبره، والكسر، والفتح في ذلك لغتان مشهورتان، والفتح هو الجاري على القياس؛ لأن ماضيه مكسور السين، والغالب على الأفعال التي ماضيها كذلك أن مستقبلها بالفتح كـ "علِم يعلَم"، و"شرب يشرب"، وأما إتيان المستقبل بالكسر كالماضي فخارج عن القياس، ولم يأت إلا في أفعال يسيرة منها حسب ونعم وبئس، فهذا معنى قوله: ولم يلزم قياسًا مؤصلًا أصلته العرب وعلماء العربية، وفاعل يلزم ضمير يرجع على يحسب؛ أي: لو لزم القياس لكانت سينه مفتوحة، واختار أبو عبيد قراءة الكسر، وذكر حديثا عن لقيط بن صبرة قال: كنت وافد بني المنتفق إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبينا نحن عنده إذ روح الراعي غنمه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما أولدت" قال: بهمة قال: "اذبح مكانها شاة"، ثم قال: "لا تحسبن" -ولم يقل لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها- قال أبو عبيد: بالكسر نقرؤها في القرآن كله اختيارا لما حفظ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من لغته واتباعا للفظه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/385]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (538 - ويحسب كسر السّين مستقبلا سما ... رضاه ولم يلزم قياسا مؤصّلا
قرأ نافع، وابن كثير وأبو عمرو والكسائي يَحْسَبُ* بكسر السين إذا كان مستقبلا مضارعا سواء كان مبدوءا بالياء نحو: يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ، أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ أم بالتاء نحو: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ. وسواء تجرد عن الضمير كهذه
[الوافي في شرح الشاطبية: 227]
الأمثلة أم اتصل به نحو: يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً، يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ. وسواء كان مجردا من التوكيد كهذه الأمثلة أم مصاحبا له نحو:
فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ، لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ. فإطلاق الناظم تناول هذه الأنواع كلها، فأهل (سما) والكسائي يقرءون بكسر السين في هذه الأنواع وأشباهها حيث وقعت في القرآن المجيد، وقد يقال: إن الفعل المضارع في أصل وضعه صالح للحال والاستقبال ويعينه لأحد المعنيين: قرينة لفظية أو حالية، وظاهر كلام الناظم يفيد أن محل الاختلاف بين القراء هو الفعل المضارع الدال على الاستقبال فهل الحكم كذلك، أو محل الاختلاف: هو الفعل المضارع مطلقا، وإذا كان الأمر كذلك، فما معنى قول الناظم (مستقبلا)؟
ويجاب عن هذا بأن محل اختلاف القراء هو الفعل المضارع مطلقا، سواء كان للحال أو للاستقبال. وأما قول الناظم: (مستقبلا) فمعناه: الصالح للاستقبال سواء استعمل فيه أم في الحال، فالمراد الاحتراز عن الماضي وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بفتح السين في هذا الفعل حيث ورد وكيف أتي في القرآن العظيم. وقول الناظم: (مستقبلا) بدل بطريق المفهوم على أن الفعل الماضي لا خلاف فيه بين القراء نحو: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا، وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ*. وقوله (ولم يلزم إلخ) الضمير فيه يعود على الكسر وقياسا مفعول به ليلزم. و(مؤصلا) صفة قياسا.
المعنى: أن كسر السين في (يحسب) لم يوافق القياس الذي جعل أصلا يعتمد عليه بل خرج عنه؛ لأن الفعل الماضي المكسور العين مثل: فهم علم، فقه شرب. القياس في مضارعه فتح العين نحو: يفهم يعلم يفقه يشرب. وحينئذ تكون قراءة الكسر سماعية وقراءة الفتح قياسية). [الوافي في شرح الشاطبية: 228]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (83- .... .... .... وَمَيْسَرَةِ افْتَحَاً = كَيَحْسَبُ أُدْ وَاكْسِرْهُ .... .... ). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وميسرة افتحا كيحسب أد أي قرأ مرموز (ألف) أد وهو أبو جعفر {إلى ميسرة} [280] بفتح السين وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا، وقوله: كيحسب أي قرأ يحسب المستقبل بفتح السين حيث وقع نحو يحسب ويحسبون ويحسبهم ولا يحسب، وقوله واكسره فق أي قرأ مرموز (فا) فق وهو خلف بكسر السين وعلم من الوفاق أن يعقوب كذلك فاتفقا). [شرح الدرة المضيئة: 105] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَحْسَبُهُمْ، وَيَحْسَبَنَّ، وَيَحْسَبُ كَيْفَ وَقَعَ مُسْتَقْبَلًا. فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة {يحسبهم} [273] كيف وقع مستقبلًا نحو: {يحسب} [الهمزة: 3]، و{يحسبن} [168] بفتح السين، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (516- .... .... .... .... ويحسب = مستقبلاً بفتح سينٍ كتبوا
517 - في نصّ ثبتٍ .... .... .... = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويحسب) يعني قرأ يحسب إذا كان فعلا مستقبلا نحو «يحسبهم» ويحسبون، ويحسبن» بفتح السين ابن عامر وحمزة وعاصم وأبو جعفر كما سيأتي في أول البيت بعده، والفتح والكسر في المستقبل لغتان والكسر لغة أهل الحجاز). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 203]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
معا نعمّا افتح (ك) ما (شفا) وفي = إخفاء كسر العين (ح) ز (ب) ها (ص) فى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/221]
ش: أي: قرأ ذو كاف (كما) ابن عامر و(شفا) حمزة والكسائي وخلف فنعمّا هي [البقرة: 271]، ونعّما يعظكم [النساء: 58] بفتح النون فيهما، والباقون بكسرها.
واختلف عن ذي حاء (حز) أبو عمرو وباء (بها) قالون وصاد (صفى) أبو بكر.
فروى عنهم المغاربة قاطبة (إخفاء كسر العين) ليس إلا يريدون الاختلاس؛ فرارا من الجمع بين الساكنين.
وروى عنهم العراقيون، والمشرقيون قاطبة الإسكان.
[وروى الوجهين جميعا الداني، ثم قال: والإسكان] آثر، وأقيس، والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان.
ولا يعرف الاختلاس إلا من طريق المغاربة ومن تبعهم: كالمهدوي، وابن شريح، وابن غلبون، والشاطبي، مع أن الإسكان في «التيسير»، ولم يذكره الشاطبي.
تنبيه:
يريد بالإخفاء هنا: إخفاء الكسرة لا الحرف، فهو مرادف الاختلاس.
و (نعم): فعل ماض جامد، جرد من الزمان؛ لإنشاء المدح.
وفيه وفي كل ثلاثي ثانيه حرف حلق مكسور أربع لغات: فتح الفاء، وكسر العين وهي الأصلية حجازية.
وكسرهما على إتباع الأول للثاني لهذيل، وقيس وتميم.
وفتح النون وسكون العين وهي مخففة من الأصلية.
وكسر النون وسكون العين وهي مخففة من التميمية ولما لحقتها «ما» اجتمع مثلان فخفف بالإدغام، ورسم متصلا لأجله.
فوجه الفتح والكسر: مراجعة الأصل فقط.
ووجه الكسرين: الهذلية، أو لغة الإسكان، وكسرت للساكنين.
[ووجه الاختلاس: مراعاة التخفيف والساكنين].
ووجه الإسكان: أنه المجتمع عليه قبل ما واغتفر التقاء الساكنين وإن كان الأول غير
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/222]
حرف مد؛ لعروضه كالوقف، ولما تقدم عنه قوله: «والصحيح قل إدغامه».
وإلى الوجه الثاني وهو السكون عن الثلاثة، أشار بقوله:
ص:
وعن أبي جعفر معهم سكّنا = ويا يكفّر شامهم وحفصنا
ش: أي: وافقهم أبو جعفر على الإسكان مع الإدغام.
وقرأ ابن عامر وحفص ويكفّر عنكم [البقرة: 271] بالياء والباقون بالنون.
وجه الياء: إسناده إلى ضمير الجلالة من قوله تعالى: فإنّ الله يعلمه [البقرة: 270] أو إلى ضمير الإخفاء أو الإيتاء [المفهومين من تخفوها وتؤتوها [البقرة: 271]، أي: يكفر الله الإخفاء والإيتاء].
ووجه النون: إسناده إلى الله تعالى على وجه التعظيم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/223] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وجزمه (مدا) (شفا) ويحسب = مستقبلا بفتح سين (ك) تبوا
ش: أي: قرأ المدنيان وذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف ويكفر [البقرة: 271] بجزم الراء، والباقون برفعها.
ووجه الجزم: عطفه على محل الفاء؛ لأنه جواب الشرط.
ووجه الرفع: أنه عطف على الاسمية بعد الفاء اسمية محذوفة الصدر، أي: والله يكفر، أو ونحن نكفر، أو استأنف الفعلية، أي: ويكفر- أو ونكفر- نحن.
وقرأ ذو كاف (كتبوا) ابن عامر وفاء «في» أول البيت حمزة، ونون «نص» عاصم، وثاء «ثبت» أبو جعفر- «يحسب» (بفتح السين) إذا كان مضارعا خاليا من الزوائد البنائية، خبرا كان أو استفهاما، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، نحو:
يحسبهم الجاهل [البقرة: 273] وو لا تحسبنّ الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، [و] وهم يحسبون أنّهم [الكهف: 104]، [و] يحسبه الظّمئان [النور: 39]، [و] أيحسب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/223]
الإنسن [القيامة: 3، 37]، [و] يحسب أنّ ماله [الهمزة: 3].
والباقون بكسرها في الكل.
فخرج بالمضارع: الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد، نحو: «يحتسبون»، وقيدت- بـ «البنائية»، [أي:] التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر؛ لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، والباقي تنويع، وعلم العموم من قوله (مستقبلا)، أي: صالح له؛ لئلا يخرج عنه ما معناه المضي مما تقدم.
وقياس عين مضارع فعل وفعل: أن يخالف الماضي، فمن ثم كان القياس فتح السين.
وقد خرج من بابه بـ «نعم»، و«بئس»، و(يحسب) فصار فيها لغتان: القياسية والسماعية.
فوجه الكسر: السماعية، وهي [لغة] الحجاز، وكنانة.
ووجه الفتح: القياسية، وهي لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/224]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يحسب" [الآية: 273] المضارع حيث أتى نحو: "يحسبهم ولا تحسبن وهم يحسبون يحسبه أيحسب" فابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بفتح السين على الأصل كعلم يعلم وهو لغة تميم وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بالكسر لغة أهل الحجاز). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "سيماهم" [الآية: 273] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ليس عليك هداهم}
{يحسبهم} [273] قرأ الحرميان وبصري وعلي بكسر السين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 449]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم (273)}
{يحسبهم}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي "يحسبهم" بفتح السين حيث وقع، وهو القياس؛ لأن ماضيه على فعل بكسر العين، وهي لغة تميم.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف والأعشى مختلفاً فيه عنه عن أبي بكر وهبيرة عن حفص عن
[معجم القراءات: 1/398]
عاصم (يحسبهم) بكسر السين، وهي لغة الحجاز.
وقال هبيرة عن حفص": «إنه كان يفتح، ثم رجع فكان يكسره.
وقال ابن خالويه: «وفيه لغتان: يحسِب ويحسَب، فلغة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله الكسر، والماضي حسيب بالكسر لا غير.
{أغنياء}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، وتسكن للوقف، ثم تبدل ألفاً من جنس ما قبلها، وبعد ذلك يجوز حذفها، ويجوز إبقاؤها والمد.
{بسيماهم}
- هذه قراءة الجماعة (بسيماهم).
- وقرأه بالإمالة: حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والصغرى الأزرق وورش وأبو عمرو.
- والباقون على الفتح.
- وذكر ابن خالويه أن حماد بن سليمان قرأ بسيمياهم). [معجم القراءات: 1/399]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" ترقيق راء "سرا" للأزرق بخلفه وكذا فتح فاء "لا خوف" [الآية: 274] مع حذف تنوينه ليعقوب وضم هاء "عليهم" له كحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين ينفقون أمولهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (274)}
{والنهار}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري والكسائي.
- وابن ذكوان بالإمالة من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان من طريق الأخفش
{سراً}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها وصلاً.
- وبترقيقها في الوقف.
- والباقون على التفخيم في الحالين. ولا خوف
{ولا خوف}
- تقدم فتح الفاء مع حذف التنوين ليعقوب وغيره، وانظر هذا في الآية/۳۸ من هذه السورة.
{عليهم}
- تقدمت قراءة يعقوب وحمزة بضم الهاء (عليهم).
- وقراءة غيرهم بكسرها.
وانظر الآية/۷ من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/400]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #82  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:57 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (275) إلى الآية (276) ]

{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قرأ أبو السمال: (الرِّبَا) بفتح الراء وضم الباء وذكر الزَّعْفَرَانِيّ عنه (الرَّبَا) بفتح الراء والباء، الباقون بكسر الراء وفتح الباء وهو الاختيار لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 511]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الربوا" حمزة والكسائي وخلف والباقون بالفتح، ومنهم الأزرق وجها واحدا ومثله كلاهما فالفتح فيهما له هو المختار في النشر، وعن الحسن "الرباء" بالمد والهمز كيف جاء، والجمهور بلا مد ولا همز). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فانتهى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "جاءته" بالتاء قبل الهاء و"بقي من الربوا" بسكون الياء و"نظرة" بسكون الظاء وكلها لغات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/458]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "جاءه" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه.
وكذا "كفار" لأبي عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
وتقليله للأزرق، ومثله "النار"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/458] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جآءه من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خلدون (275)}
{يأكلون}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني «ياكلون» بإبدال الهمزة ألفاً.- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{الربا}
- قراءة الجماعة «الربا» بألف في آخره.
- وقرأ العدوي «الربو» بالواو، وقيل: هي لغة الحيرة، ولذلك كتبها أهل الحجاز بالواو لأنهم تعلموا الخط من أهل الحيرة، وهي عند أبي حيان على لغة من وقف على «أفعى» بالواو فقال: هذه أفعوا، فأجرى الوصل إجراء الوقف.
- وحكى أبو زيد أن بعضهم قرأ "الربو" بكسر الراء وضم الباء وواو ساكنة
وهي قراءة بعيدة؛ لأنه لا يوجد في لسان العرب اسم آخره واو قبلها ضمة؛ وأن القارئ إما أنه لم يضبط حركة الباء، أو سمى قربها من الضمة ضماً.
ونسب القرطبي هذه القراءة إلى أبي السمال، وكذلك ابن عطية، وعنه نقل أبو حيان، وسيأتي ذكره مع الآية/۲۷۸.
[معجم القراءات: 1/401]
- وذكر العكبري أنه قرئ (الربو) بفتح الباء، والواو.
- وأمال (الربا)، حمزة والكسائي وخلف.
- والباقون بالفتح، ومعهم الأزرق وورش.
- وقرأ الحسن (الرباء) بالمد والهمز كيف جاء.
{لا يقومون إلا كما يقوم}
- قرأ عبد الله بن مسعود (لا يقومون يوم الساعة..).
- وعند ابن عطية أن ابن مسعود قرأ: (لا يقومون يوم القيامة إلا كما يقوم المجنون).
- وعن ابن مسعود أنه قرأ: (لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يوم القيامة)
{فمن جاءه}
- قراءة الجماعة (... جاءه) على التذكير؛ لأن الموعظة مؤنث مجازي.
- وقرأ أبي بن كعب والحسن (... جاءته) بالتاء على الأصل.
- وقراءة الإمالة» في (جاءه)، عن حمزة وخلف وهشام بخلاف عنه وابن ذكوان.
وتقدم هذا في الآية/۸۷ من هذه السورة.
- وكذا وقف حمزة.
[معجم القراءات: 1/402]
{من ربه}
تقدم إدغام النون في الراء في الآية/5 أول هذه السورة.
{فانتهى}
قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش
- والباقون بالفتح
{النار}
تقدمت الإمالة في الآية/39). [معجم القراءات: 1/403]

قوله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُمَحِّقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرَبِّي الصَّدَقَاتِ) مشددان بضم الياء وفتح الميم وكسر الحاء وفتح الراء في (وَيُرَبِّي) ابْن مِقْسَمٍ، الباقون خفيفتان، وهو الاختيار لأن الأصل كذلك والتشديد ْعليه فالأخذ بالأصل أولى). [الكامل في القراءات العشر: 511]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "جاءه" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه.
وكذا "كفار" لأبي عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
وتقليله للأزرق، ومثله "النار"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/458] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم (276)}
{يمحق}
قراءة الجماعة (يمحق) من (محق) الثلاثي.
وقرأ ابن الزبير (يمحق) بتشديد الحاء من (محق) المضعف.
تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة.
قراءة الجماعة (يربي) من (أربى).
وقرأ ابن الزبير (يربي) من (ربى) المضعف، وهي مروية عن النبي صلي الله عليه وسلم.
قال ابن عطية (ورويت عن النبي صلي الله عليه وسلم).
قرأه بالإمالة أبو عمرو وابن ذكوان بخلاف عنه والدوري عن الكسائي
- وقراءة التقليل عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/403]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #83  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (277) إلى الآية (281)]

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (277)}
{الصلاة}
تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{ولا خوف عليهم}
سبقت القراءة في لا خوف في الآيتين 38، 63.
[معجم القراءات: 1/403]
- وكذا ضم الهاء وكسرها من (عليهم) وأنظر فيه الآية / 7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/404]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربو إن كنتم مؤمنين (278)}
{بقي}
قرأ الحسن وأبي بن كعب (بقي) بقلب الياء ألفاً، وهي لغة لطيء ولبعض العرب.
- وقراءة الجماعة بالياء (ما بقي من الربا) فعلاً ماضياً.
- وروي عن الحسن أنه قرأ (بقي) بسكون الياء لتخفيف.
{الربا}
تقدمت الإمالة فيه مع الآية /275.
- وذكر ابن عطية أبا السمال قرأ (الربو).
- بكسر الراء المشددة وضم الباء وسكون الواو، وتقدم هذا في الآية / 275.
- وذكر ابن جني أنه رواها ابن مجاهد عن أبي زيد عن أبي السمال.
- وذكرت فيما سبق قراءة المد عن الحسن (الرباء) فأرجع إلى الآية المحال عليها، وأجمع ما ذكرته هنا إلى ما سبق بيانه هناك.
{مؤمنين}
قراءة أبي عمرو جعفر وغيرهما بالواو من غير همز تقدمت في الآية/223). [معجم القراءات: 1/404]

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (99 - وَاخْتلفُوا فِي مد الْألف وقصرها وَكسر الذَّال وَفتحهَا من قَوْله تَعَالَى {فأذنوا} 279
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ وَابْن عَامر {فأذنوا} مَقْصُورَة مَفْتُوحَة الذَّال
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَمْزَة {فأذنوا} ممدودة مَكْسُورَة الذَّال
وروى حَفْص عَن عَاصِم {فأذنوا} مَقْصُورَة وَكَذَلِكَ الْمفضل
وحَدثني وهيب الْمروزِي عَن الْحسن بن الْمُبَارك عَن أبي حَفْص عَمْرو ابْن الصَّباح عَن أبي يُوسُف الْأَعْشَى عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه كَانَ يقْرؤهَا {فأذنوا} و{فأذنوا} ممدودا ومقصورا). [السبعة في القراءات: 192]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (100 - قَوْله {لَا تظْلمُونَ وَلَا تظْلمُونَ} 279
كلهم قَرَأَ {لَا تظْلمُونَ وَلَا تظْلمُونَ} بِفَتْح التَّاء الأولى وَضم الثَّانِيَة
وروى الْمفضل عَن عَاصِم {لَا تظْلمُونَ وَلَا تظْلمُونَ} بِضَم التَّاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة). [السبعة في القراءات: 192]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فآذنوا} بمد الألف وكسر الذال أبو بكر إلا ابن غالب والبرجمي وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 206]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فائذنوا} [279]: بفتح الهمزة ومدها وكسر الذال حمزة، وأبو بكر إلا ابن غالب والبرجمي.
[المنتهى: 2/609]
{لا تظلمون} [279]: بضم التاء وفتح اللام، و{ولا تظلمون} [279]: بفتح التاء وكسر اللام المفضل).[المنتهى: 2/610]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة وأبو بكر (فآذنوا) بالمد وفتح الهمزة وكسر الذال، وقرأ الباقون بفتح الذال وهمزة ساكنة من غير مد غير أن ورشًا أبدل من الهمزة ألفًا). [التبصرة: 172]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة: {فآذنوا} (279) بالمد، وكسر الذال.
والباقون: بالقصر، وفتح الذال). [التيسير في القراءات السبع: 246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة (فآذنوا) بالمدّ وكسر الذّال والباقون بالقصر وفتح الذّال). [تحبير التيسير: 315]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا تَظْلِمُونَ) بضم التاء (وَلَا تُظْلَمُونَ) بفتحها على القلب " المفضل، وأبان، وعتبة بن حماد وغزوان، وأبو قرة، ومغيث عن نافع، الباقون بعكسه، وهو الاختيار لقوله:
[الكامل في القراءات العشر: 511]
(وَإِنْ تُبْتُمْ) ابتدأ بالفاعلين). [الكامل في القراءات العشر: 512]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([279]- {فَأْذَنُوا} بالمد وكسر الذال: أبو بكر وحمزة). [الإقناع: 2/615]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (539 - وَقُلْ فَأْذَنُوا بِالْمَدِّ وَاكْسِرْ فَتىً صَفَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 43]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([539] وقل فأذنوا بالمد واكسر (فـ)تى (صـ)فا = وميسرةٍ بالضم في السين (أ)صلا
معنى المد: فأعلموا من ورائكم محاربة الله ورسوله لفاعل الربا؛ يقال: آذنه يؤذنه، إذا أعلمه.
قال الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/754]
لقد آذنت أهل اليمامة طيءٌ = بحرب كناصاة الأغر المشهر
ومنه قول الحارث:
آذنتنا ببينها أسماء
ومعنى القصر: فكونوا على أذن؛ أي على علم.
يقال: أذنت به إذنًا، أي علمت به، فأنا به أذينٌ، أي عليمٌ مستيقنٌ.
وأذن يأذن أذنًا، إذا استمع.
ومعنى قوله: (بالضم في السين أصلا)، أي جعل أصلًا، لأنها لغة أهل الحجاز). [فتح الوصيد: 2/755]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [539] وقل فأذنوا بالمد واكسر فتى صفا = وميسرة بالضم في السين أصلا
ح: (فأذنوا): مفعول (قل) بمعنى (اقرأ)، (بالمد): متعلق بـ (اقرأ)، و (اكسر): عطف عليه، (فتًى صفا): حال من فاعل (اكسر)، (ميسرةٍ): مبتدأ، (أصلا): خبره، (بالضم): متعلق به، (في السين): متعلق بـ (الضم) .
ص: يعني: قرأ حمزة وأبو بكر: (فئاذنوا بحربٍ من الله ورسوله} [279] بالمد بعد الهمز وتحريك الهمز بالفتح وكسر الذال من الإيذان بمعنى الإعلام، والباقون: {فأذنوا} بترك المد وإسكان الهمز وفتح الذال من (أذن) إذا علم.
وفي عبارة الناظم تسامح، إذ لا يعلم تحريك الهمز منها.
[كنز المعاني: 2/87]
ثم قال: (وميسرةٍ بالضم)، أي: قرأ نافع: {وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة} [280] بضم السين، والباقون بفتحها، وهما لغتان بمعنى اليسار). [كنز المعاني: 2/88] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (537- وَقُلْ فَأْذَنُوا بِالمَدِّ وَاكْسِرْ "فَـ"ـتىً "صَـ"ـفَا،.. وَمَيْسَرَةَ بِالضَّمِّ في السِّينِ "أُ"صِّلا
فتى صفا حال من الضمير في واكسر، وأراد كسر الذال وبالمد أراد به ألفا يزيدها بعد الهمزة، ويلزم من ذلك تحريك الهمزة، والعبارة مشكلة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/385]
على من لا يعرف القراءة؛ إذ قد يفهم أن الكسر في الهمزة، فيكون المد بعدها ياء أو يريد بالمد الألف بعد الألف التي هي بدل من الهمزة الساكنة، ويكون الكسر في الذال، فيلبس ذلك على من لا يعرف، فيحتاج إلى موقف، ولو قال: ومد وحرك فأذنوا اكسر فتى صفاه، لظهر الأمر، فقراءة حمزة وأبي بكر من الأعلام؛ أي: فأعلِموا م وراءكم بحرب من الله؛ لأن آذن بمعنى أعلم، وقراءة الجماعة من أذن به؛ أي: علم به فهو أذين؛ أي: كونوا على إذن بحرب من الله ورسوله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/386]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (539 - وقل فأذنوا بالمدّ واكسر فتى صفا ... وميسرة بالضّمّ في السّين أصّلا
قرأ حمزة وشعبة فآذنوا بحرب بالمد أي: بإثبات ألف بعد الهمزة، ويلزم من إثبات ألف بعدها فتحها وبكسر الذال، وقرأ غيرهما بهمزة ساكنة مع فتح الذال كما نطق به). [الوافي في شرح الشاطبية: 228]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (83- .... .... .... .... .... = .... .... .... فُقْ فَأَذْنُوا وِلَا). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: فأذنوا ولا وبالفتح أن تذكر بنصب فصاحة أي قرأ مرموز (فا) فصاحة وهو خلف {فأذنوا بحرب} [279] بترك الألف بعد الهمزة وفتح الذال كما لفظ به على صيغة الأمر بمعنى اعلموا وعلم من الوفاق
[شرح الدرة المضيئة: 105]
للآخرين كذلك واتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 106]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأْذَنُوا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَمْدُودَةٍ وَكَسْرِ الذَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا وَوَصْلِ الْهَمْزَةِ، وَتَقَدَّمَ ضَمُّ أَبِي جَعْفَرٍ سِينَ عُسْرَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة وأبو بكر {فأذنوا} [279] بقطع الهمزة ومدها وكسر الذال، والباقون بفتحها ووصل الهمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (517- .... .... فأذنوا امدد واكسر = في صفوةٍ .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ف) ي (ن) صّ (ث) بت فأذنوا امدد واكسر = (ف) ي (ص) فوة ميسرة الضّمّ (ا) نصر
أي قرأ «فأذنوا» بمد الهمزة محركة وكسر الذال حمزة وشعبة من آذنته بكذا: إذا أعلمته: أي فأعلموا من وراءكم: أي من يفعل الربا بحرب من الله والباقون بإسكان الهمزة من غير مد وفتح الذال كما لفظ به، وهم في إبدال الهمزة على أصولهم، ووجهه من أذن به: إذا علم فهو إذن: أي كانوا على علم بحرب من الله تعالى). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 203]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى تكميل (يحسب) أشار بقوله:
ص:
(ف) ى (ن) صّ (ث) بت فأذنوا امدد واكسرا = (ف) ى (ص) فوة ميسرة الضّمّ (ا) نصر
ش: أي: قرأ ذو فاء (في) حمزة وصاد (صفوة) أبو بكر فآذنوا بحرب [البقرة: 279] بفتح الهمزة وألف بعدها [وكسر الذال] والباقون بإسكان الهمزة وحذف الألف وفتح الذال). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/224]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأذنوا" [الآية: 279] فأبو بكر وحمزة بألف بعد الهمزة المقطوعة وكسر الذال من آذنه بكذا أعمله كقوله تعالى: "آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاء" وافقهم الأعمش والباقون بوصل الهمزة وفتح الذال أمر من أذن بالشيء إذا علم به). [إتحاف فضلاء البشر: 1/458]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فأذنوا} [279] قرأ حمزة وشعبة بفتح الهمزة، وألف بعدها، وكسر الذال، والباقون بإسكان الهمزة، وفتح الذال، وأبدل ورش والسوسي الهمزة على أصلهما). [غيث النفع: 449]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون (279)}
{فأذنوا}
- قرأ حمزة وأبو بكر في غير رواية البرجمي وابن غالب عنه وعاصم وطلحة والأعمش "فأذنوا" أمر من "آذن" الرباعي بمعنى "أعلم"، واستبعد أبو حاتم هذا المد.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وابن عامر وعلي والأعرج وأبو عبد الرحمن وشيبة وعيسى وأبو جعفر وحفص عن عاصم، والمفضل كذلك عنه "فأذنوا" مقصورة، وبفتح الذال من "أذن"، بمعنى: اعلموا ذلك واستيقنوه.
ورجح الطبري هذه القراءة على المد، وهي عنده أولى القراءتين بالصواب.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي "فأذنوا" بإبدال الهمزة ألفا في الحالين.
- ولحمزة في الوقف وجهان:
1- التحقيق.
2- التسهيل.
- وروي أنه قرأ "فاذنوا" بالوصل مع كسر الذال من أذن يأذن مثل ضرب يضرب.
[معجم القراءات: 1/405]
- وقرأ الحسن البصري "فأيقنوا" وهي عند الزمخشري دليل قراءة العامة، أي قراءة القصر بالهمز "فأذنوا".
{رءوس}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/196 بثلاثة البدل للأزرق وورش.
- وكذا الوجهان لحمزة: التسهيل، والحذف.
{لا تظلمون ولا تظلمون}.
- قرأ الجمهور الأول مبنيا للفاعل والثاني مبنيا للمفعول "لا تَظلمون ولا تُظلمون".
- وقرأ أبان والمفضل عن عاصم الأول مبنيا للمفعول والثاني مبنيا للفاعل "لا تظلمون ولا تظلمون". ورجح أبو علي قراءة الجماعة بأنها تناسب قوله تعالى: وإن تبتم» ). [معجم القراءات: 1/406]

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (101 - وَاخْتلفُوا فِي فتح السِّين وَضمّهَا من قَوْله {فنظرة إِلَى ميسرَة} 280
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {ميسرَة} بِضَم السِّين وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْح السِّين
وَكلهمْ قلب الْهَاء تَاء ونونها). [السبعة في القراءات: 192]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (102 - وَاخْتلفُوا فِي تَشْدِيد الصَّاد وتخفيفها من قَوْله {وَأَن تصدقوا} 280
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده {وَأَن تصدقوا} خَفِيفَة الصَّاد
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَأَن تصدقوا} بتَشْديد الصَّاد وَالدَّال
وروى عبد الْوَهَّاب عَن أبي عَمْرو {وَأَن تصدقوا} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 193]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ذو عسرة} ثقيل يزيد {إلى ميسرة} بضم السين نافع بكسر الهاء مشبع زيد {وأن
[الغاية في القراءات العشر: 206]
تصدقوا} خفيف). [الغاية في القراءات العشر: 207]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عسرة} [280]: مثقلة: يزيد.
{فنظرة} [280]: خفيف: أبو بشر.
{إلى ميسرةٍ} [280]: بضم السين نافع، وزيدٌ طريق البخاري، زاد الحريري عن زيد إشباع كسرة الهاء، وجر الراء.
{تصدقوا} [280]: خفيف: عاصم، وابن زربي).[المنتهى: 2/610]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (ميسرة) بضم السين، وفتح الباقون). [التبصرة: 172]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (وأن تصدقوا) بتخفيف الصاد، وقرأ الباقون بالتشديد). [التبصرة: 172]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {إلى ميسرة} (280) بضم السين.
والباقون: بفتحها.
عاصم: {وأن تصدقوا} (280) بتخفيف الصاد.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع (إلى ميسرة) بضم السّين والباقون بفتحها. عاصم: (وأن تصدقوا) بتخفيف الصّاد والباقون [بتشديدها] ). [تحبير التيسير: 315]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ذَا عُسْرَةٍ) بألف ابن أبي عبلة، الباقون (ذُو عُسْرَةٍ)، وهو الاختيار لأنه اسم كان معناه وإن حدث، (فَنَظْرَةٌ) بإسكان الظاء أبو بشر، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون (فَنَظِرَةٌ) بكسر الظاء وهو الاختيار لأن الإشباع فيه أحسن وباذان عبد اللَّه عن الحسن (ناظرة) بالألف.
(مَيْسُرَةٍ) بضم السين نافع غير اختيار صاحبيه، وابن مُحَيْصِن طريق الزَّعْفَرَانِيّ، ومجاهد، وَحُمَيْد وابْن مِقْسَمٍ، وقرأ شيبة، وزيد بن أخي يَعْقُوب طريق الجريري (مَيْسُرِهِ) بضم السين وكسر الراء والهاء، الباقون (مَيْسَرَةٍ) بفتح السين وبالتاء في الوصل، وهو الاختيار لأنه أشهر اللغات.
(وَأَنْ تَصَدَّقُوا) خفيف عَاصِم وابن زربي في قول الْخُزَاعِيّ، وعبد الوارث في قول الماذرائي، وابن عقيل في قول الرَّازِيّ، وعصمة، وعبد الوهاب، والخفاف كلهم عن أبي عمرو، الباقون (تَصَّدَّقُوا) مشدد، وهو الاختيار لأن معناه: تتصدقوا، فقلبت التاء صاد وأدغمت في الصاد وقرأ ابن أبي عبلة " تَصْدُقُوا " من الصدق). [الكامل في القراءات العشر: 512]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([280]- {إِلَى مَيْسَرَةٍ} بضم السين: نافع.
[280]- {تَصَدَّقُوا} خفيف: عاصم). [الإقناع: 2/615]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (539- .... .... .... .... = وَمَيْسَرَةَ بِالضَّمِّ في السِّينِ أُصِّلاَ). [الشاطبية: 43]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (540 - وَتَصَّدَّقُوا خِفٌّ نَمَا .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 43]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( {وميسرة} بالفتح، لغة أهل نجد.
والظاهر أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت بالضم.
ويقال في نظائر لها: (مشربة) للغرفة، ومشرقة حيث تشرق الشمس، و(مسربة) لشعر الصدر، و(مقبرة)؛ كما يقال في ذلك بالفتح.
ورد هذه القراءة ابن النحاس وقال: «هي لحن لا يجوز»، بعد اعترافه بأنها لغة أهل الحجاز، فكأنه لحن العرب بأنه لا يوجد في لغتها مفعلة إلا حروف معدودة، ويقال في جميعها: مفعلة.
وهذا كلامٌ لا يحتاج إلى جواب، لأنه يُرد عليه، على أن مفعلة كثير في كلامهم؛ من ذلك: مفخرة ومقدرة ومزرعة ومأربة ومأدبة ومعركة ومزبلة؛ يقال جميع ذلك بالضم والفتح.
قال: «وأيضًا فإن الهاء زائدة، وليس في كلام العرب مفعلٌ ألبتة».
[فتح الوصيد: 2/755]
وذلك لا يلزم لمخالفة البناء البناء.
وقد جاء مفعل؛ قالوا: معون ومكرم ومالك في جمع معونةٍ ومكرمةٍ ومألكة). [فتح الوصيد: 2/756]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([540] وتصدقوا خفٌّ (نـ)ما ترجعون قل = بضم وفتحٍ عن سوى (ولد العلا)
الأصل: تتصدقوا.
فمن قال: {تصدقوا} بالتخفيف، حذف التاء الثانية للتخفيف، إذ اجتماع ممثلين فيه كلفة، ولم تحذف الأولى لدلالتها على المضارعة.
ومن قال: (تصدقوا)، أدغمها في الصاد). [فتح الوصيد: 2/756]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [539] وقل فأذنوا بالمد واكسر فتى صفا = وميسرة بالضم في السين أصلا
ح: (فأذنوا): مفعول (قل) بمعنى (اقرأ)، (بالمد): متعلق بـ (اقرأ)، و (اكسر): عطف عليه، (فتًى صفا): حال من فاعل (اكسر)، (ميسرةٍ): مبتدأ، (أصلا): خبره، (بالضم): متعلق به، (في السين): متعلق بـ (الضم) .
ص: يعني: قرأ حمزة وأبو بكر: (فئاذنوا بحربٍ من الله ورسوله} [279] بالمد بعد الهمز وتحريك الهمز بالفتح وكسر الذال من الإيذان بمعنى الإعلام، والباقون: {فأذنوا} بترك المد وإسكان الهمز وفتح الذال من (أذن) إذا علم.
وفي عبارة الناظم تسامح، إذ لا يعلم تحريك الهمز منها.
[كنز المعاني: 2/87]
ثم قال: (وميسرةٍ بالضم)، أي: قرأ نافع: {وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة} [280] بضم السين، والباقون بفتحها، وهما لغتان بمعنى اليسار). [كنز المعاني: 2/88] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [540] وتصدقوا خف نما ترجعون قل = بضم وفتح عن سوى ولد العلا
ح: (تصدقوا): مبتدأ، (خف): خبر، (نما): صفته، و (الخف): بمعنى التخفيف، (ترجعون): مبتدأ، (بضم وفتح): حال، (عن سوى ولد العلا): خبر.
ص: أي: قرأ عاصم: {وأن تصدقوا خيرٌ لكم} [280]، بتخفيف الصاد على أن الأصل: (تتصدقوا)، حذف إحدى التاءين تخفيفًا والباقون بتشديدهما على إدغام التاء الثانية في الصاد.
ونقل: {واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} [281] بضم التاء وفتح الجيم من: (رجع رجعًا) المتعدي عن القراء غير أبي عمرو، وعن أبي
[كنز المعاني: 2/88]
عمرو: {ترجعون} بفتح التاء وكسر الجم من: (رجع رجوعًا) اللازم.
وقد أشممناك رائحة هذا البحث قبل فاستنشق). [كنز المعاني: 2/89] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما ميسرة بالفتح والضم فلغتان، والفتح أفصح وأشهر وأقيس، وهي اختيار أبي عبيد وغيره والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/386]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (538- وَتَصَّدَّقُوا خِفٌّ "نَـ"ـمَا تُرْجَعُونَ قُلْ،.. بِضَمٍّ وَفَتْحٍ عَنْ سِوى وَلَدِ العُلا
يريد {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ}، وأصله تتصدقوا، فحذف عاصم إحدى التاءين وغيره أدغم الثانية في الصاد، فمن ثم جاء التشديد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/386]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (539 - .... .... .... .... .... = وميسرة بالضّمّ في السّين أصّلا
.....
وقرأ نافع مَيْسَرَةٍ بضم السين، وقرأ غيره بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 228]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (540 - وتصّدّقوا خفّ نما ترجعون قل ... بضمّ وفتح عن سوى ولد العلا
قرأ عاصم تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ، بتخفيف الصاد، فتكون قراءة غيره بتشديدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 229]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (74- .... .... .... .... = .... .... وَالْعُسْرُ وَالْيُسْرُ أُثْقِلَا
75 - وَالاذْنُ وَسُحْقًا الاُكْلُ إِذْ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 24] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (83- .... .... .... وَمَيْسَرَةِ افْتَحَاً = كَيَحْسَبُ أُدْ وَاكْسِرْهُ .... .... ). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: وميسرة افتحا كيحسب أد أي قرأ مرموز (ألف) أد وهو أبو جعفر {إلى ميسرة} [280] بفتح السين وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا، وقوله: كيحسب أي قرأ يحسب المستقبل بفتح السين حيث وقع نحو يحسب ويحسبون ويحسبهم ولا يحسب، وقوله واكسره فق أي قرأ مرموز (فا) فق وهو خلف بكسر السين وعلم من الوفاق أن يعقوب كذلك فاتفقا). [شرح الدرة المضيئة: 105] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَيْسَرَةٍ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِضَمِّ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَأَنْ تَصَدَّقُوا فَقَرَأَ عَاصِمٌ بِتَخْفِيفِ الصَّادِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {ميسرة} [280] بضم السين، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم {وأن تصدقوا} [280] بتخفيف الصاد، والباقون بتشديدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (517- .... .... .... .... .... = .... ميسرة الضّمّ انصر
518 - تصّدّقوا خفٌّ نما .... = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ميسرة) يعني قوله تعالى «فنظرة إلى ميسرة» قرأه بضم السين نافع والباقون بفتحها وهما لغتان مشهورتان، وإن كان بعضهم أشار إلى إنكار الضم فلا اعتبار بقوله لثبوته نقلا ولغة وقياسا.
تصدّقوا خفّ (ن) ما وكسر أن = تضلّ (ف) ز تذكر (حقّا) خفّفن
أي قوله تعالى «وأن تصّدّقوا خير لكم» بتخفيف الصاد عاصم والباقون
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 203]
بالتشديد والأصل تتصدقوا بتاءين، فحذف إحداهما عاصم وغيره أدغم الثانية في الصاد كما تقدم في «تظّاهرون عليهم» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 204]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو همزة (انصر) نافع إلى ميسرة [البقرة: 280] بضم السين، والباقون بفتحها.
تتمة:
[علم أن المد زيادة] حرف المد، وأنه ألف، وأنه بعد الهمزة- من الإجماع على
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/224]
ءاذنتكم [الأنبياء: 109].
وجه المد: [أنه من آذن] [أي:] أعلم، معناه: أن المخاطبين بترك الربا أمروا أن يخاطبوا غيرهم من المقيمين عليه بمحاربة الله ورسوله، [أي]: لمخالفتهما.
ووجه القصر: أنه أمر من «أذن» [أي:] علم؛ لملازمة الربا.
معناه: كونوا على يقين من مخالفتكم، ومعناه التهديد.
ووجه الضم للسين: أنها لغة الحجاز، وفتحها لغة تميم وقيس، ونجد، وهي أشهر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/225]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
تصدّقوا خفّ (ن) ما وكسر أن = تضلّ (ف) ز تذكر (حقّا) خفّفن
ش: أي: قرأ ذو نون (نما) عاصم وأن تصدّقوا [البقرة: 280] بتخفيف الصاد، والباقون بتشديدها.
وكسر ذو فاء (فز) حمزة إن تضل [البقرة: 282] بكسر الهمزة وفتحها الباقون.
وقرأ مدلول (حق) فتذكر إحداهما [البقرة: 282] بإسكان الذال وتخفيف الكاف، [والباقون بفتحها؛ فصار حمزة بالكسر، والتشديد]، ورفع الراء، ومدلول (حق) بالفتح،: والتخفيف، ونصب الراء، والباقون بالفتح والتشديد ونصب الراء.
وعلم سكون الذال للمخفف من لفظه وهو: (تذكر).
وأصل تصدقوا [البقرة: 280] عليهما: تتصدقوا بتاءين: للمضارعة، والتفعل.
وجه التخفيف، والتشديد: حذف أحدهما، والتخفيف بالإدغام كما تقدم.
ووجه كسر (إن) جعلها شرطية، و(تضل) جزم به، وفتحت اللام؛ لإمكان الإدغام، والفاء جوابه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/225]
ووجه فتحها: [جعلها] ناصبة ففتحة تضلّ [البقرة: 282] إعراب، والعامل فيه «واستشهدوا» المقدر.
قال سيبويه: لأن تضل، أو من أجل أن تضل.
وجه تخفيف فتذكر [البقرة: 282]: أنه مضارع «أذكره» معدى بالهمزة.
ووجه تشديده: أنه مضارع «ذكّره» معدى بالتضعيف، وهو من الذكر المقابل للنسيان.
ووجه رفعه: أنه بعد فاء جواب الشرط؛ فيرتفع بالمعنوي على حد ومن عاد فينتقم الله منه [المائدة: 95].
ووجه نصبه: عطفه على أن تضلّ المنصوب بـ (أن) ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/226] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم ضم أبي جعفر سين عسرة [البقرة: 280] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/225]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "عسرة" [الآية: 280] بضم السين أبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/458]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ميسرة" [الآية: 280] فنافع بضم السين وافقه ابن محيصن والباقون بالفتح وهو الأشهر؛ لأن مفعلة بالفتح كثير وبالضم قليل جدا؛ لأنها لغة أهل الحجاز وقد جاء منه نحو: المقبرة والمسربة والمأدبة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/458]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَأَنْ تَصَدَّقُوا [الآية: 280] فعاصم بتخفيف الصاد على حذف إحدى التاءين والباقون بتشديدها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/458]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر للأزرق ترقيق راء "خير" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/458]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({ميسرة} [280] قرأ نافع بضم السين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 449]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تصدقوا} قرأ عاصم بتخفيف الصاد، والباقون بالتشديد). [غيث النفع: 449]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون (280)}
{وإن كان ذو عسرة }
- قراءة الجمهور" وإن كان....."
- وحكى المهدوي أن في مصحف عثمان "فإن كان..." بالفاء
[معجم القراءات: 1/406]
- وقرأ أبان بن عثمان "ومن كان...".
{ذو عسرة}
- قرأ الجمهور "وإن كان ذو عسرة" على أن «كان» تامة، وهو قول سيبويه وأبي علي.
وأجاز بعض الكوفيين أن تكون هنا ناقصة، وقد قدر الخبر، وإن كان من غرمائكم ذو عسرة، فحذف المجرور الذي هو الخبر.
- وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود وعثمان وابن عباس والمعتمر وحجاج الوراق وإن كان ذا عسرة"، وهو كذلك في مصحف عثمان، بالنصب على تقدير اسم: وإن كان هو ذا عسرة.
- وكذا جاء في مصحف أبي، ذكره ابن عطية.
قال الطبري: بمعنى وإن كان الغريم ذا عسرة.
{عسرة}
- قراءة الجمهور «عسرة» بسكون السين.
- وقرأ أبو جعفر "عسرة" بضم السين.
والإسكان في السين لغة تميم وأسد، وضم السين لغة الحجاز.
- وقرأ الكسائي وحمزة بخلاف عنه بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف. والفتح فيه أشهر من الإمالة، وهو قراءة الجماعة.
- وقرأ الأعمش وأبي بن كعب وأحمد بن موسى وإن كان معسرا"، وذكر الداني أنها كذلك في مصحف أبي، وذلك
[معجم القراءات: 1/407]
على تقدير ضمير لكان، أي: وإن كان هو أي الغريم معسرا.
{فنظرة}
- قراءة الجمهور "فنظرة" على وزن نبقة.
- وقرأ أبو رجاء ومجاهد والحسن والضحاك وقتادة والوليد بن مسلم عن ابن عامر "فنظرة" بسكون الظاء، وهي لغة تميمية، يقولون في كبد كبد.
- وقرا عطاء فناظرة على وزن فاعلة.
- وقرأ عطاء أيضا "فناظرة" بمعنى فصاحب الحق ناظره أي منتظره، أو صاحب نظرته، على طريقة النسب كقولهم: مكان عاشب: أي ذو عشب.
- وقرأ مجاهد وعطاء "فناظره" على الأمر، بمعنى فسامحه بالنظرة، والهاء ضمير الغريم.
- وقرا عبد الله بن مسعود "فناظروه"، أي فأنتم ناظروه، أي منتظروه وهو أمر للجماعة.
- وذكر العكبري أنه قرئ "فنظره" بفتح النون وسكون الظاء وضم الراء وهاء كناية مصدر.
[معجم القراءات: 1/408]
- وقرأ الأزرق وابن أبي حماد كلاهما عن أبي بكر عن عاصم وكذا الأعشى عنه «فنظرة» بضم النون وسكون الظاء.
{إلى ميسرة}
- قرأ بفتح السين علي بن أبي طالب وابن مجاهد وابن محيصن والأعرج وأبو جعفر وأبو رجاء وابن جندب وقتادة وعطاء وشيبة وحميد والحسن وأبو عمرو وابن عامر وحفص وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير "إلى ميسرة"، على اللغة الكثيرة، وهي لغة أهل نجد.
- وقرأ نافع وابن محيصن والحسن ومجاهد وشيبة وعطاء وحميد والحسن وأبو رجاء "إلى ميسرة " بضم السين، وهي لغة هذيل والحجاز.
- وقرأ عبد الله بن مسعود "إلى ميسورة" على وزن مفعول مضافة إلى ضمير الغريم.
[معجم القراءات: 1/409]
- وقرأ عطاء ومجاهد وأبو سراج ومسلم بن جندب وزيد عن يعقوب "إلى ميسره" بضم السين وكسر الراء، وبعدها ضمير الغريم.
- وذكر أبو حيان أنه قرئ "إلى ميسره" بفتح السين وكسر الراء، وبعده ضمير الغريم.
ونسبها ابن خالويه إلى مسلم بن جندب.
- وخرج أبو حيان هذه القراءة على حذف التاء لأجل الإضافة.
قلت: كأنه أراد أن أصله "ميسرته"، فتأمل
- وقرأ ابن محيصن وزيد عن يعقوب "ميسرهي" بضم السين وكسر الراء وإثبات الياء في الإدراج.
وقرأ الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها «إلى ميسره"
- وهي قراءة حمزة بخلاف عنه.
{وأن تصدقوا}
- قرأ عاصم وقتادة وعبد الوهاب عن أبي عمرو وعيسى وطلحة "وأن تصدقوا" خفيفة الصاد وبحذف التاء، وأصله: وأن تتصدقوا.
- وقرأ نافع وابن كثير وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو عمرو
[معجم القراءات: 1/410]
ويعقوب وأبو جعفر وخلف "وأن تصدقوا" بإدغام التاء في الصاد، وأصله: {وأن تتصدقوا}.
- وفي مصحف عبد الله بن مسعود وقراءته «وأن تتصدقوا » بتاءين، وهو الأصل، والإدغام تخفيف، والحذف أكثر تخفيفا.. وذكر ابن خالويه أن قتادة قرأ، وكذا ابن أبي عبلة "وأن تصدقوا" من «صدق» ثلاثيا.
{خير}
- قرأ بترقيق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/411]

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (103 - وَاخْتلفُوا فِي فتح التَّاء وَضمّهَا من قَوْله {يَوْمًا ترجعون فِيهِ} 281
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {ترجعون فِيهِ} بِفَتْح التَّاء وَكسر الْجِيم
وَاخْتلف عَنهُ فِي آخر سُورَة النُّور فِي قَوْله {وَيَوْم يرجعُونَ إِلَيْهِ}
فروى عَليّ بن نصر وهرون الْأَعْوَر وَعبيد بن عقيل وعباس بن الْفضل وخارجة بن مُصعب عَنهُ {وَيَوْم يرجعُونَ إِلَيْهِ} بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْجِيم
وروى عبد الْوَارِث واليزيدي عَنهُ {وَيَوْم يرجعُونَ إِلَيْهِ} بِضَم الْيَاء وَفتح الْجِيم
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يَوْمًا ترجعون فِيهِ} {وَيَوْم يرجعُونَ إِلَيْهِ} بِضَم الْيَاء وَالتَّاء فيهمَا). [السبعة في القراءات: 193]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ترجعون} بفتح التاء أبو عمرو ويعقوب عباس مخير). [الغاية في القراءات العشر: 207]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ترجعون} [281]: بفتح التاء أبو عمرو، وحمصي، وسلام، ويعقوب. مخيرٌ: عباس).[المنتهى: 2/610]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو
[التبصرة: 172]
عمرو (يومًا ترجعون) بفتح التاء وكسر الجيم، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الجيم، وكذلك اختار اليزيدي). [التبصرة: 173]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {ترجعون فيه} (281) بفتح التاء، وكسر الجيم.
والباقون: بضم التاء، وفتح الجيم). [التيسير في القراءات السبع: 246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو ويعقوب: (ترجعون) بفتح التّاء وكسر الجيم، والباقون بضم التّاء وفتح الجيم.
(أن يمل هو) [ذكر] [في أول هذه السّورة لأبي جعفر]. حمزة من الشّهداء إن تضل بكسر الهمزة والباقون بفتحها حمزة (فتذكر) برفع الرّاء مشددا وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بنصبها مخففا والباقون بالنّصب مع التّشديد.
[تحبير التيسير: 315]
عاصم: (تجارة حاضرة) بالنّصب فيهما والباقون بالرّفع. قلت: أبو جعفر: (ولا يضار كاتب) بإسكان الرّاء مخففا والباقون بالفتح والتّشديد والله الموفق). [تحبير التيسير: 316]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([281]- {تُرْجَعُونَ} مبني للفاعل: أبو عمرو). [الإقناع: 2/615]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (540- .... .... تُرْجَعُونَ قُلْ = بِضَمٍّ وَفَتْحٍ عَنْ سِوى وَلَدِ الْعُلاَ). [الشاطبية: 43]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{تُرجعون} و {تَرجعون}، راجع إلى معنى، لأنهم إذا رُجعوا رَجعوا.
وفي معناه: {أنهم إلى ربهم راجعون}، و{إلى ربهم يحشرون}؛ يقال: رجع زيدٌ ورجعه عمرو.
[541] وفي أن تضل الكسر (فـ)از وخففوا = فتذكر (حقـ)ـا وارفع الرا فتعدلا
قوله: (فاز)، لأن وجه الفتح للنحويين فيه خلاف سأذكره.
[فتح الوصيد: 2/756]
ووجه الكسر ظاهر؛ فكأنه فاز من اختلافهم.
والكسر على الشرط؛ والمعنى: إن تنس إحداهما، ذكرها الأخرى.
وأما الفتح ففيه أقوال:
قال سيبويه والخليل وغيرهما من الحذاق: «إنما انتصب، لأنه أمر بالإشهاد لأن تذكر، ومن أجل أن تذكر».
قال: «فإن قال إنسانٌ: كيف جاز أن يقول: {أن تضل} ولم يعد هذا للضلال، وإنما أعد للإذكار ؟!، فإنما ذكر {أن تضل}، لأنه سبب الإذكار، كما يقول الرجل: أعددت هذا أن يميل الحائط فأدعمه وهو لا يريد إعداده ذلك لميله، إنما أعده ليدعمه.
ولكن الميل ذكر، لأنه سبب الدعم».
وقال الفراء: «هو في مذهب الجزاء.و(أن): جزاء مقدم، وأصله التأخير؛ أي استشهدوا امرأتين مكان الرجل، كما تذكر الذاكرة الناسية إن نسيت. فلما تقدم الجزاء، اتصل بما قبله، ففتحت (أن)، فصار جوابه مردودًا عليه».
قال: «ومثله: (إنه ليعجبني أن يسأل السائل فيعطی). المعنى يعجبني الإعطاء إن سأل السائل».
[فتح الوصيد: 2/757]
وأنكره الزجاج وغيره، وقالوا: هو خطأ، لأن أن المجازاة إذا انفتحت، انقلب المعنى، وخرج الجزاء إلى المصدر.
وقال ابن النحاس: «سمعت علي بن سليمان يحكي عن أبي العباس محمد بن يزيد أن التقدير: كراهة أن تضل».
قال أبو جعفر: «وهذا القول غلط. وأبو العباس يجل عنه، لأن المعنى على خلافه؛ إذ يصير المعني: كراهة أن تضل إحداهما، وكراهة أن ذكر إحداهما الأخرى».
وقال غيره: «معناه: إرادة أن تضل إحداهما فتذكر، كما تقول: أعددت السلاح أن يجيء عدو فأدفعه».
وإنما أعددته للدفع، ولم تعده إرادة مجيء العدو، وذكر التقدير السابق للخليل وسيبويه.
(وخففوا فتذكر حقًا)، لأنه يقال: أذكرت وذكرت، كما يقال: كرمت وأكرمت.
وقال قوم: «من خفف، فمعناه تصير معها كذكرٍ؛ ومن شدد فمن النسيان».
[فتح الوصيد: 2/758]
ويروي مثله عن أبي عمرو بن العلاء.
وقال آخرون: «التخفيف من النسيان، والتشديد من التذكير»؛ أي يقومان مقام ذكر.
وذلك كله غير مستو، لأن معناه: فتجعل إحداهما الأخرى ذكرًا؛ يعني أنهما إذا اجتمعتا، كانتا بمنزلة الذكر. فكل واحدة منهما صرت الأخرى بعض ذكر، لأن حكم الذكر حصل منهما مجتمعتين.
وقوله: (وارفع الرا فتعدلا)، لأن رفع الراء مع كسر (إن) لا غير؛ فموضع الفاء جزم على الجواب، وما بعد الفاء مستأنف؛ ومثله قوله تعالى: {ومن عاد فينتقم الله منه}.
قال الشيخ رحمه الله: «إنما قلت فتعدلا، لأنه لا يستقیم نصب الراء مع كسر همزة {أن تضل}، إذ لا جواب للشرط قبل {فتذكر}، فيستقيم الحمل عليه. وإنما جوابه بالفاء في قوله: {فتذكر}، وتقديره: فهما تذكر إحداهما الأخرى.
[فتح الوصيد: 2/759]
[542] تجارةٌ انصب رفعه في النسا (ثـ)وى = وحاضرةٌ معها هنا (عاصمٌ) تلا
الهاء في (معها)، تعود إلى التجارة. وأجاز (مع هاهنا)، أي: مع هذا الموضع، وهو يوهم أن في النساء (حاضرة)، وليس كذلك، والمعول علی الأول.
وقراءة النصب، معناها: إلا أن تكون الأموال تجارة حاضرة.
ومن رفع، جعل (كان) تامة؛ أي إلا أن تحدث أو تقع تجارة.
وقد قيل: «إنها الناقصة، و {تديرونها} الخبر» ). [فتح الوصيد: 2/760]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [540] وتصدقوا خف نما ترجعون قل = بضم وفتح عن سوى ولد العلا
ح: (تصدقوا): مبتدأ، (خف): خبر، (نما): صفته، و (الخف): بمعنى التخفيف، (ترجعون): مبتدأ، (بضم وفتح): حال، (عن سوى ولد العلا): خبر.
ص: أي: قرأ عاصم: {وأن تصدقوا خيرٌ لكم} [280]، بتخفيف الصاد على أن الأصل: (تتصدقوا)، حذف إحدى التاءين تخفيفًا والباقون بتشديدهما على إدغام التاء الثانية في الصاد.
ونقل: {واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} [281] بضم التاء وفتح الجيم من: (رجع رجعًا) المتعدي عن القراء غير أبي عمرو، وعن أبي
[كنز المعاني: 2/88]
عمرو: {ترجعون} بفتح التاء وكسر الجم من: (رجع رجوعًا) اللازم.
وقد أشممناك رائحة هذا البحث قبل فاستنشق). [كنز المعاني: 2/89] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأراد: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ}، والخلاف فيه على ما سبق معناه في {ترجع الأمور} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/386]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (540 - .... .... .... ترجعون قل = بضمّ وفتح عن سوى ولد العلا
.....
وقرأ السبعة إلا أبا عمرو: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ بضم التاء وفتح الجيم، وقرأ أبو عمرو بفتح التاء وكسر الجيم). [الوافي في شرح الشاطبية: 229]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ قِرَاءَةُ الْبَصْرِيِّينَ تُرْجَعُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ، أَوَائِلَ السُّورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يومًا ترجعون} [281] ذكر للبصريين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "توفى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق ومثلها مسمى وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/458]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ترجعون" [الآية: 281] مبنيا للفاعل أبو عمرو ويعقوب والباقون بالبناء للمفعول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/459]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({واتقوا يوما ترجعون} [281] قرأ البصري بفتح التاء وكسر الجيم والباقون بضم التاء وفتح الجيم.
وفي تفسير البغوي وغيره: «قال ابن عباس رضي الله عنهما هذه آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل ضعفها على رأس مائتين وثمانين آية من البقرة، وعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها أحدًا وعشرين يومًا، وقال ابن جرير تسع ليال، وقال سعيد بن جبير سبع ليال» اهـ.
[غيث النفع: 449]
وفي البخاري عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما: «آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الربا» ). [غيث النفع: 450]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم يظلمون (281) }
{ترجعون}
- قرأ يعقوب وأبو عمرو وابن محيصن والمطوعي «ترجعون» بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل.
وخير في هذا عباس عن أبي عمرو
- وقرأ الباقون "ترجعون" بضم التاء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، وهي اختيار اليزيدي.
- وقرأ الحسن "يرجعون" بالياء مبنيا للفاعل، على معنی: يرجع جميع الناس، وهو من باب الالتفات.
[معجم القراءات: 1/411]
وعن الحسن أنه قرأ "يرجعون" بالياء، مبنيا للمفعول.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود "تردون".
وقرأ عبد الله «يردون» بالياء.
- وقرأ أبي "تصيرون".
{توفى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
{لا يظلمون}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/412]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #84  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[ الآية (282) ]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (104 - وَاخْتلفُوا فِي كسر الْألف وَفتحهَا من قَوْله {أَن تضل إِحْدَاهمَا} 282 وَرفع الرَّاء ونصبها من قَوْله {فَتذكر} 282
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {أَن تضل} بِكَسْر الْألف {فَتذكر} بتَشْديد الْكَاف وَرفع الرَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {أَن تضل} بِفَتْح الْألف {فَتذكر} مَنْصُوبَة الرَّاء
غير أَن ابْن كثير وَأَبا عَمْرو قرآ {فَتذكر} خَفِيفَة مَنْصُوبَة الرَّاء). [السبعة في القراءات: 193 - 194]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (105 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله عز وَجل {تِجَارَة حَاضِرَة} 282 فِي رفعهما ونصبهما
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده {إِلَّا أَن تكون تِجَارَة حَاضِرَة} نصبا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْع
قَالَ أَبُو بكر وأوشك فِي ابْن عَامر). [السبعة في القراءات: 194]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و{تجارة حاضرة} نصب عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 207]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إن تضل} بكسر الألف {فتذكر} رفع حمزة. "فتذكر" خفيف مكي بصري وقتيبة). [الغاية في القراءات العشر: 207]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يضار} [282]: جزم يزيد طريق الفضل.
(إن تضل) [282]: بكسر الألف حمزة.
{فتذكر} [282]: رفع حمزة، والمفضل. ساكنة الذال: مكي، بصري غير أيوب، وقتيبة طريق ابن الوليد والأصم، وهو نص في أصل قتيبة.
[المنتهى: 2/611]
{تجارة حاضرة}: [282] نصب: عاصمٌ، وابن كيسة).[المنتهى: 2/612]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (أن تضل) بكسر الهمزة وفتحها الباقون). [التبصرة: 173]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (فتذكر) بالتخفيف وشدد الباقون، وكلهم نصبوا الفعل إلا حمزة فإنه رفع). [التبصرة: 173]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (تجارة حاضرة) بالنصب فيهما ورفعهما الباقون). [التبصرة: 173]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {من الشهداء إن تضل} (282) بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها.
حمزة: {فتذكر} (282) برفع الراء، مشددًا الكاف.
وابن كثير، وأبو عمرو: بنصبها، مخففًا.
والباقون: بالنصب مع التشديد.
عاصم: {تجارة حاضرة} (282) بالنصب فيهما.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 246]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَتُذَكِّرُ) بضم الراء الجعفي عن أبي بكر، والزَّيَّات والْعَبْسِيّ، وأبو زيد عن المفضل، والْأَعْمَش، والهمداني بإسكان الذال خفيف وفتح الراء مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، وقُتَيْبَة غير الوليد، والأصم، الباقون (فَتُذَكِّرَ) بالتشديد وفتح الراء، وهو الاختيار لأنه يقال ذكره بالأمر إذا نسيه وهو أفشى من أذكره، لأن أذكره قيل: معناه جعله ذكرا ولا تجعل المرأة، المرأة في الشهادة رجلًا بل تذكرها إذا نسيت فأقيمتا مع رجل في الأموال مقام رجل، والنصب على أنه عطف على (أَنْ تَضِلَّ) وقرأ الحسن ومجاهد، وأبو حيوة (فَتُذِكِرُ) مرفوع الراء رويم أبو خليد وابن المنادي عن نافع وابن مكرم، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو (فتذاكر) بالألف.
(تِجَارَةً حَاضِرَةً) نصب ابْن مِقْسَمٍ، وابن كيسة، والأزرق غير حَمْزَة، وعَاصِم غير إسحاق عن أبي بكر، الباقون بالرفع، وهو الاختيار لأن معناه تقع تجارة، وقرأ الحسن " إلا يكون تجارةٌ " بالياء والرفع، وافقه ابْن مِقْسَمٍ. في الياء روى الزَّعْفَرَانِيّ، وابن مُحَيْصِن " لا يضار " بكسر الراء). [الكامل في القراءات العشر: 512]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([282]- {أَنْ تَضِلَّ} بكسر الألف {فَتُذَكِّرَ} رفع: حمزة.
ساكنة الذال: ابن كثير وأبو عمرو.
[282]- {تِجَارَةً حَاضِرَةً} نصب: عاصم). [الإقناع: 2/616]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (541 - وَفي أَنْ تَضِلَّ الْكَسْرُ فَازَ وَخَفَّفُوا = فَتُذْكرَ حَقًّا وَارْفَعِ الرَّا فَتَعْدِلاَ
542 - تِجَارَةٌ انْصِبْ رَفْعَهُ فِي النِّسَا ثَوى = وَحَاضِرةٌ مَعْهَا هُنَا عَاصِمٌ تَلاَ). [الشاطبية: 43]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [541] وفي أن تضل الكسر فاز وخفضوا = فتذكر حقًا وارفع الرا فتعدلا
ح: (الكسر في أن تضل): مبتدأ وخبر، (فاز): خبر آخر، (فتذكر): مفعول (خففوا)، (حقًا): مصدر مؤكد، (فتعدلا): نصب على جواب الأمر.
ص: يعني: كسر حمزة الهمزة من: (إن تضل) [282] على الشرط، وفتح اللام في موضع الجزم لالتقاء الساكنين، وكذلك: رفع الراء من {فتذكر} لأن الفاء في موضع الجزم، وما بعدها مستأنف، نحو: {ومن عاد فينتقم الله منه} [المائدة: 95].
والباقون بفتح همزة {أن} على أنه للتعليل، ونصب الراء من {فتذكر} على العطف على {تضل}، وهو منصب حينئذٍ.
وإنما قال: {أن تضل} وإن لم يكن النسيان مقصودًا؛ لأنه سبب الإذكار، فكأنه قال: لتذكرها إذا نسيت.
[كنز المعاني: 2/89]
ثم قال: قرأ أبو عمرو وابن كثير: {فتذكر} بتخفيف الكاف من الإذكار، والباقون، {فتذكر} بالتثقيل من التذكير، وهما لغتان.
فيعلم أن قراءة حمزة بالتثقيل والرفع، وقراءة ابن كثير وأبي عمرو بالتخفيف مع النصب، وقراءة الباقين بالتثقيل معه.
[542] تجارة انصب رفعه في النسا ثوى = وحاضرة معها هنا عاصم تلا
ب: (تلا): من التلاوة.
ح: (تجارةٌ): مبتدأ، (انصب رفعه): خبر، (في النسا): ظرف الخبر، أو (تجارة): منصوب بإضمار فعل يفسره ما بعده، و (حاضرةٌ): عطف على (رفعه)، (معها): ظرف، والضمير: لـ (تجارة)، (هنا): ظرف محذوف، أي: حاصلًا، (هنا): إشارة إلى البقرة، (عاصمٌ تلا): جملة مستأنفة، أي: عاصم تلا حاضرة معها بنصبها.
ص: أي: نصب الكوفيون: {إلا أن تكون تجارةً عن تراضٍ منكم} في النساء [29]، وعاصم نصب {حاضرةً} مع: {تجارةً} ههنا، يعني: {إلا أن تكون تجارةً حاضرةً تديرونها} [282] على أن اسم {كان} في الموضعين مضمر تقديره: إلا أن تكون التجارة أو الأموال
[كنز المعاني: 2/90]
تجارة.
والباقون يرفعون {تجارة} مع صفتها ههنا على أن {كان} تامة، أو {تجارة} اسم، و{تديرونها}: خبر، و(دائرةً): مقدرة في النساء). [كنز المعاني: 2/91]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (539- وَفي أَنْ تَضِلَّ الْكَسْرُ "فَـ"ـازَ وَخَفَّفُوا،.. فَتُذْكرَ "حَقًّـ"ـا وَارْفَعِ الرَّا "فَـ"ـتَعْدِلا
إنما قال: فاز؛ لأن وجهه ظاهر؛ أي: إن ضلت إحداهما ذكرتها الأخرى، ولهذا رفع فتذكر؛ لأنه جواب الشرط نحو: {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ}، فلما لم يستقم مع الكسر إلا الرفع قال: فتعدلا، ومن فتح "أن" فعلى التعليل وعطف فتذكر على تضل وإن كان التعليل في الحقيقة إنما هو الإذكار، ولكنه تقدم ذكر سببه وهو الإضلال، ونظيره أعددت السلاح أن يجيء عدو فأدفعه به، وعلة إعداد السلاح إنما هو دفع العدو لا مجيئه، ولكن ذكر مجيء العدو توطئة له؛ لأنه سبب الدفع والتخفيف والتشديد في فتذكر لغتان يقال: اذكر وذكر كأنزل ونزل والله أعلم.
540- تِجَارَةٌ انْصِبْ رَفْعَهُ فِي النِّسَا "ثَـ"ـوى،.. وَحَاضِرةٌ مَعْهَا هُنَا عَاصِمٌ تَلا
الذي في النساء: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ}، وهنا: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً}، فنصب التي في النساء الكوفيون ونصب التي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/387]
في البقرة عاصم مع صفتها وهي حاضرة فقوله: وحاضرة معها؛ أي: وانصب حاضرة مع تجارة هنا، ثم قال عاصم: تلا ذلك أو التقدير: عاصم تلا حاضرة معها؛ أي: نصبهما، وأجاز الناظم مع ههنا؛ أي: مع الحرف الذي ههنا فوجه النصب في الموضعين جعل كان ناقصة، واسمها مضمر يعني الأموال ذات تجارة، ومن رفع جعلها تامة، وقيل: إنها أيضا هنا ناقصة والخبر تديرونها، ويجوز أن يقدر في النساء دائرة بينكم والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/388]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (541 - وفي أن تضلّ الكسر فاز وخفّفوا ... فتذكر حقّا وارفع الرّا فتعدلا
قرأ حمزة أَنْ تَضِلَّ بكسر الهمزة وغيره بفتحها، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو فَتُذَكِّرَ بتخفيف الكاف ويلزمه سكون الذال، وقرأ غيرهما بتشديد الكاف ويلزمه فتح الذال، وقرأ حمزة برفع الراء وغيره بنصبها، فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو بالتخفيف ونصب الراء، وقراءة حمزة بالتشديد ورفع الراء، وقراءة الباقين بالتشديد ونصب الراء.
542 - تجارة انصب رفعه في النّسا ثوى ... وحاضرة معها هنا عاصم تلا
قرأ الكوفيون إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ في النساء بنصب التاء، وقرأ غيرهم برفعها، وقرأ عاصم حاضِرَةً مع تِجارَةً* في هذه السورة بالنصب في كلا اللفظين والباقون بالرفع فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 229]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (64- .... .... .... هُوْ وَهِيْ = يُمِلَّ هْوَ ثُمَّ هْوَ اسْكِنًا أُدْ وَحُمِّلَا
65 - فَحَرِّكْ .... .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (79- .... .... .... .... .... = .... .... وَاقْرَأْ تُضَارَ كَذَا وَلَا
80 - يُضَارَ بِخِفٍّ مَعْ سُكُونٍ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 24] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (84 - وَبِالْفَتْحِ أَنْ تُذْكِرْ بِنَصْبٍ فَصَاحَةٌ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ) : (ثم استأنف وقال: وهو هي يمل إلخ أي قرأ مرموز (ألف) أد وهو أبو جعفر بإسكان الهاء من هو وهي حيث وقع إذا كان مسبوقًا بالواو والفاء أم اللام الزائدة وكذا قرأ بإسكان الهاء من {يمل هو} [282] بالبقرة و{ثم هو} [61] بالقصص ويريد بقوله: وحملا فحرك أن مرموز (حا) حملا وهو يعقوب قرأ بتحريك الهاء في الجميع ويوافقه خلف على تحريك الجميع علم ذلك من الوفاق). [شرح الدرة المضيئة: 89] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: واقرأ تضار كذا ولا يضار بخف مع سكون إلخ أي قرأ مرموز (ألف) إذا وهو أبو جعفر {لا تضار والدة} [233] كذا {ولا يضار كاتب} [282] بتخفيف الراء مع إسكانها وهو معنى قوله: بخف مع
[شرح الدرة المضيئة: 101]
سكون، وسكون الراء على نية الوقف كمن سكن سماء وعلم من الوفاق أن يعقوب قرأ بالرفع والتشديد على النفي وأن خلفا بالفتح والتشديد على النهى). [شرح الدرة المضيئة: 102] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ) : (وقرأ أيضًا مرموز (فا) فصاحة خلف {فتذكر إحداهما} [282] بنصب الراء على العطف وفتح همزة {أن تضل} [282] وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا وهم في الكاف على أصولهم فخفف يعقوب وشدد الآخران). [شرح الدرة المضيئة: 106]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِسْكَانُ الْهَاءِ مِنْ يُمِلَّ هُوَ وَصْلًا لِأَبِي جَعْفَرٍ، وَقَالُونَ بِخِلَافٍ عَنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ تَضِلَّ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَتُذَكِّرَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ أَيْضًا بِرَفْعِ الرَّاءِ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَقَرَأَهُ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ
[النشر في القراءات العشر: 2/236]
بِالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تِجَارَةً حَاضِرَةً فَقَرَأَهُ عَاصِمٌ بِالنَّصْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَخْفِيفُ رَاءِ يُضَارَّ، وَإِسْكَانُهَا لِأَبِي جَعْفَرٍ وَالْخِلَافُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وقرأ حمزة {أن تضل} [282] بكسر الهمزة، {فتذكر} [282] برفع الراء، والباقون بفتح الهمزة ونصب الراء.
وقرأ ابن كثير والبصريان بتخفيف الكاف، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم {تجارةً حاضرة} [282] بالنصب فيهما، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أن يمل هو} [282] ذكر لأبي جعفر وقالون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ولا يضار} [282] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (518- .... .... .... وكسر أن = تضلّ فز تذكر حقًّا خفّفن
519 - والرّفع فد تجارةٌ حاضرة = لنصب رفعٍ نل .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وكسر أن تضل) يعني قوله «أن تضل إحداهما» كسر الهمزة من أن حمزة، وفتحها الباقون على العليل عطف فتذكر على تضل، فإن التعليل في الحقيقة إنما هو في الإذكار ولكنه قد ذكر سببه وهو الإضلال كما تقول؛ أعددت السلاح أن يلحق عدو فأدفعه قوله: (تذكر) أي خفف الكاف من «فتذكرّ إحداهما» ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بتشديدها ورفع الراء منهم حمزة كما سيأتي في أول البيت والتخفيف والتشديد لغتان.
والرّفع (ف) د تجارة حاضرة = لنصب رفع (ن) ل رهان كسرة
يعني برفع فتذكر حمزة وتقدمت، قرأ به «أن تضل» بكسر الهمزة فيصير له إن بالكسر تضل إحداهما فتذكر بالرفع مع التشديد والوجه في قراءته إن ضلت إحداهما ذكرتها الأخرى، فان عنده شرطية، فجوابها مرفوع كقوله تعالى «ومن عاد فينتقم الله منه» ووجه الفتح والنصب تقدم قوله: (تجارة) أي قرأ عاصم فيهما بالنصب على أن كان ناقصة واسمها مضمر: أي الأموال، والباقون بالرفع على أنها تامة، ويحتمل أن تكون ناقصة وتديرونها الخبر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 204]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
تصدّقوا خفّ (ن) ما وكسر أن = تضلّ (ف) ز تذكر (حقّا) خفّفن
ش: أي: قرأ ذو نون (نما) عاصم وأن تصدّقوا [البقرة: 280] بتخفيف الصاد، والباقون بتشديدها.
وكسر ذو فاء (فز) حمزة إن تضل [البقرة: 282] بكسر الهمزة وفتحها الباقون.
وقرأ مدلول (حق) فتذكر إحداهما [البقرة: 282] بإسكان الذال وتخفيف الكاف، [والباقون بفتحها؛ فصار حمزة بالكسر، والتشديد]، ورفع الراء، ومدلول (حق) بالفتح،: والتخفيف، ونصب الراء، والباقون بالفتح والتشديد ونصب الراء.
وعلم سكون الذال للمخفف من لفظه وهو: (تذكر).
وأصل تصدقوا [البقرة: 280] عليهما: تتصدقوا بتاءين: للمضارعة، والتفعل.
وجه التخفيف، والتشديد: حذف أحدهما، والتخفيف بالإدغام كما تقدم.
ووجه كسر (إن) جعلها شرطية، و(تضل) جزم به، وفتحت اللام؛ لإمكان الإدغام، والفاء جوابه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/225]
ووجه فتحها: [جعلها] ناصبة ففتحة تضلّ [البقرة: 282] إعراب، والعامل فيه «واستشهدوا» المقدر.
قال سيبويه: لأن تضل، أو من أجل أن تضل.
وجه تخفيف فتذكر [البقرة: 282]: أنه مضارع «أذكره» معدى بالهمزة.
ووجه تشديده: أنه مضارع «ذكّره» معدى بالتضعيف، وهو من الذكر المقابل للنسيان.
ووجه رفعه: أنه بعد فاء جواب الشرط؛ فيرتفع بالمعنوي على حد ومن عاد فينتقم الله منه [المائدة: 95].
ووجه نصبه: عطفه على أن تضلّ المنصوب بـ (أن) ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/226] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
والرّفع (ف) د تجارة حاضرة = لنصب رفع (ن) لـ رهان كسرة
ش: أي: قرأ ذو نون (نل) عاصم إلّا أن تكون تجرة حاضرة [البقرة: 282] بنصب الاسمين، والباقون برفعهما.
وجه النصب: جعل «كان» ناقصه، واسمها ضمير مستتر، تقديره: إلا أن تكون الأموال أموال تجارة، فحذف المضاف من الخبر، وأقيم المضاف إليه مقامه، وعلى هذا فمفسر الضمير لفظي، ويحتمل أن يكون ذهنيا، وتقديره: أن تكون السلعة، أو التجارة أو العقد.
ووجه الرفع: جعلها ناقصة، أو تامة ف تديرونها [البقرة: 282] خبر على الأول، [و] صفة على الثاني، وحاضرة [البقرة: 282] صفة على القراءتين، وإنما قيد النصب؛ ليعلم الضد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم لا يضارّ [البقرة: 282] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/226]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يمل هو" [الآية: 282] بإسكان الهاء قالون وأبو جعفر بخلاف عنهما، وتقدم عن النشر تصحيح الوجهين عنهما، غير أن الخلف عزيز من طريق أبي نشيط عن قالون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/459]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فليمل وليتق الله" بكسر اللام فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/459]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّر" [الآية: 282] فقرأ حمزة بكسر إن على أنها شرطية، وتضل جزم به وفتحت اللام للإدغام وجواب الشرط فتذكر فإنه يقرؤه بتشديد الكاف ورفع الراء، فالفاء في جواب الشرط ورفع الفعل للتجرد عن الناصب والجازم، وافقه الأعمش وقرأ نافع وابن عامر وعاصم والكسائي وأبو جعفر وخلف أن بالفتح على أنها مصدرية لتضل وفتحته إعراب، وتذكر بتشديد الكاف ونصب الراء عطفا على تضل، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح أن كذلك ونصب تذكر لكن بتخفيف الكاف من ذكر كنصر، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/459]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن" [الآية: 282] بإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وابو جعفر ورويس وأبدل هؤلاء الهمزة الثانية من "الشُّهَدَاءُ إِذَا [الآية: 282] واوا مكسورة ولهم فيها التسهيل
[إتحاف فضلاء البشر: 1/459]
كالياء فقط، وأما كالواو فتقدم رده عن النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/460]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال إحداهما معا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، وكذا حكم "أدنى" غير أبي عمرو فبالفتح فيها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/460]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الأخرى أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، وحمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق، وكذا رقق للراء من "صغيرا أو كبيرا" لكن بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/460]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تِجَارَةً حَاضِرَة" [الآية: 282] فعاصم بنصبهما فكان ناقصة واسمها مضمر أي: إلا أن تكون المعاملة أو التجارة والمبايعة والباقون برفعهما على أنها تامة أي: إلا تحدث أو تقع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/460]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا يضار" بتخفيف الراء وإسكانها أبو جعفر بخلف عنه تقدم تفصيله مع توجيهه والباقون بالتشديد مع الفتحة كالوجه الثاني له، وعن ابن محيصن رفع الراء على أنه نفي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/460]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "كتاب" بضم الكاف وتاء مشددة بعدها ألف على الجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/460]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم للأزرق مد "شيئا" وتوسيطه وكذا جاء توسيطه لحمزة وصلا، أما إذا وقف فبالنقل وبالإدغام وجهان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/459]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({شيئًا} [282] فيه لحمزة لدى الوقف وجهان، نقل حركة الهمزة إلى الياء، مع التخفيف والتشديد). [غيث النفع: 450]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أن يمل هو} لا خلاف بين السبعة من طرق كتابنا في ضم هاء {هو} وما روى عن قالون من إسكانه فهو من طريق النشر). [غيث النفع: 450]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الشهدآء ان} قرأ الحرميان وبصري بإبدال همزة {أن} ياء خالصة، والباقون بالتحقيق، وحمزة بكسر همزة {إن} والباقون بفتحها). [غيث النفع: 450]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فتذكر} قرأ المكي وبصري بإسكان الذال، وتخفيف الكاف، والباقون بفتح الذال، وتشديد الكاف، وحمزة برفع الراء، والباقون بالنصب). [غيث النفع: 450]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الشهدآء إذا} قرأ الحرميان والبصري بتسهيل همزة {إذا} كالياء، ولهم أيضًا إبدالها واوًا خالصة مكسورة، والباقون بالتحقيق). [غيث النفع: 450]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تجارة حاضرة} قرأ عاصم بنصبهما، الأول خبر، والثاني نعته، والباقون برفعهما، على أن {تكون} تامة). [غيث النفع: 451]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم (282)}
{مسمى}
- قرأه بالإمالة في حال الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{وليكتب}
- قرأ الحسن وعيسى وابن أبي إسحاق "وليكتب" بكسر لام الأمر والكسر هو الأصل.
- وقرأ الجمهور "وليكتب" بسكون اللام.
{ولا يأب}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني
[معجم القراءات: 1/413]
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز "ولا يأب".
{فليكتب}
- قرأ السلمي والحسن والزهري وأبو حيوة وعيسى الثقفي "فليكتب"، بكسر لام الأمر، وهو مشهور لغة العرب.
- وقراء الجماعة "فليكتب" بسكون اللام.
{وليملل}
- قرأ الحسن وعمرو بن عبيد وأبو عبد الرحمن السلمي ويحيى بن وثاب وأبو حيوة والحسن والزهري وعيسى بن عمر "وليميل" بكسر لام الأمر.
- وقراءة الجمهور بسكونها "وليملل".
- وقرئ شاذا "وليمل" بالإدغام، وهي لغة تميم، والفك لغة الحجاز.
{وليتق}
- قرأ الحسن وعمرو بن عبيد ويحيى بن وثاب والزهري وأبو حيوة وعيسى ابن عمر والسلمي "وليتق" بكسر لام الأمر، وهو مشهور لغة العرب.
- وقراء الجمهور بسكونها "وليتق".
{شيئا}
- قراءة الجماعة بتحقيق الهمز "شيئا".
- وقرأ أبو جعفر "شيا" بياء مشددة، وذلك بإبدال الهمزة ياء، فيجتمع مثلان أولهما ساكن فتدغم الياء في الياء.
- وعن حمزة في الوقف وجهان:
1- النقل: "شيا" بنقل حركة الهمزة إلى الياء وحذف الهمزة،
[معجم القراءات: 1/414]
1- النقل: "شيا" بنقل حركة الهمزة إلى الياء وحذف الهمزة، فتبقى الياء خفيفة مفتوحة.
2- إبدال الهمزة ياء، ثم إدغام الياء في الياء، كقراءة أبي جعفر "شيا".
- ولحمزة في الوصل التوسط.
- وعن الأزرق وورش المد والتوسط.
وانظر الآيتين/ 20، 104
{أن يمل هو}
- قرأ أبو جعفر بخلاف عنه وقتيبة عن الكسائي وأبو عون عن الحلواني عن قالون "أن يمل هو" بسكون الهاء.
- وقراءة الجمهور بضم الهاء "أن يمل هو"، وهو الوجه الثاني لأبي جعفر وقالون.
قال في النشر: "والوجهان فيهما صحيحان عن قالون، وبهما قرأت له من الطرق المذكورة......"
- ووقف يعقوب بهاء السكت على الضمير "هوه".
{شهيدين}
- قرئ "شاهدين" تثنية شاهد.
{وامرأتان}
- روی مت بن عبد الرحمن أن أهل مكة كانوا يقرأونها "وامرأتان" بهمزة ساكنة على غير قياس، وقد يكون هذا
[معجم القراءات: 1/415]
الإسكان من باب التخفيف لكثرة توالي الحركات.
- وفي قراءة الجماعة "وامرأتان" بهمزة مفتوحة.
{من الشهداء أن}
- هنا همزتان مختلفتان من كلمتين: الأولى مكسورة والثانية مفتوحة.
- فقرأ الجميع بتحقيق الهمزة الأولى.
- وأما الثانية: فقرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر ورویس بإبدالها ياء مفتوحة من "الشهداءين".
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف حمزة على "الشهداء" أبدل الهمزة ألفا مع المد والتوسط والقصر، وسهل الهمزة مع المد والقصر، وكذا يفعل هشام إلا أن حمزة مع التسهيل أطول مدا من هشام.
{من الشهداء أن تضل}
- قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وأبو عمرو وعاصم والكسائي وأبو جعفر وخلف ويعقوب... "أن تضل" بفتح همزة "أن"، وهي الناصبة للمضارع، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ حمزة وأبان بن تغلب والأعمش... "إن تضل"، بكسر همزة
[معجم القراءات: 1/416]
"إن"، وهي حرف شرط.
قال الفراء: "بفتح أن وتكسر، فمن كسرها نوى بها الابتداء، فجعلها منقطعة مما قبلها، ومن فتحها فهو أيضا على سبيل الجزاء إلا أنه نوى أن يكون فيه تقديم وتأخير..."
{ أن تضل ...}
- ذكرت ضبط الفعل مع قراءة "أن" و"إن" شرطا وناصبا، وكذا قراؤها، وهو "تضل" بفتح التاء وكسر الضاد.
- وقرأ الجحدري وعيسى بن عمر "تضل" مبنيا للمفعول، بمعنى "تنسى"، وحكى هذا عنهما الداني.
- وحكى النقاش عن الجحدري "تضل" بضم التاء وكسر الضاد، وذلك على معنى: أن تضل الشهادة إحداهما.
- وقرأ ابن أبي ليلى "أن تضل" بفتح التاء والضاد.
{ إحداهما... إحداهما}
- قراءة الإمالة فيهما عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو وإسماعيل.
[معجم القراءات: 1/417]
{فتذكر}
- قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وأبو عمرو وعاصم والكسائي وأبو جعفر وخلف ويعقوب "فتذكر" بفتح الراء، منصوبا عطفا على "أن تضل" وتشديد الكاف، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ حمزة والأعمش وأبان بن تغلب "فتذكر" بالتشديد ورفع الراء على أنه جواب الشرط، فقد سبق من قبل أنهم قرأوا "إن تضل" بكسر "إن" شرطا.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والكسائي برواية قتيبة وابن محيصن واليزيدي والحسن "فتذكر" بنصب الراء وتخفيف الكاف.
- وقرأ حميد بن عبد الرحمن ومجاهد "فتذكر" بتخفيف الكاف ورفع الراء، أي: فهي تذكر.
- وقرأ زيد بن أسلم "فتذاكر" من المذاكرة، وذكر ابن خالويه أنها قراءة عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
[معجم القراءات: 1/418]
- وقرئ «فتذكر» بفتح التاء والذال وتشديد الكاف وفتح الراء: أي فتتذكر فحذف أحدى التاءين.
{الأخرى}
- قراءة الإمالة فيه عن أبي عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
{الشهداء إذا}
هنا همزتان مختلفتان من كلمتين: الأولى مضمومة والثانية مكسورة.
والقراءة كما يلي:
1- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بإبدال الهمزة الثانية ياء مكسورة "الشهداء يذا".
2- وقرأ هؤلاء القراء بإبدال الهمزة الثانية واوا مكسورة "الشهداء وذا".
3- وقرأ هؤلاء القراء بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
- ورد صاحب النشر تسهيلها كالواو.
- وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين، والأولى محققة للجميع.
{ولا تسأموا أن تكتبوه}
- قراءة الجماعة "ولا تسأموا أن تكتبوه" بالتاء على الخطاب.
- وقرأ السلمي «ولا يسأموا أن يكتبوه" بالياء على الغيبة فيهما.
[معجم القراءات: 1/419]
- وقف حمزة على "تسأموا" بنقل حركة الهمزة إلى السين وحذف الهمزة، وصورتها "تسموا"
{صغيرا أو كبيرا }
ترقيق الراء فيهما عن الأزرق وورش.
{أقسط}
- قرأ حماد عن الشموني "أقصط" بالصاد.
{أدنى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف وأبي عمرو.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{ألا ترتابوا}
- قراءة الجماعة بناء الخطاب "ألا ترتابوا".
- وقرأ السلمي "ألا يرتابوا" بالياء على الغيبة، وذلك على نسق قراءته "ولا يسأموا.." المتقدمة.
{ إلا أن تكون تجارة حاضرة}
- قرأ عاصم "...... تجارة حاضرة" بنصبهما، على أن "تكون" ناقصة، واسمها ضمير، وتجارة: خبر، وعند الطبري أن من قرأ بهما شذ عن قراءة الجماعة!!
[معجم القراءات: 1/420]
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي "تجارة حاضرة" بالرفع على أن "تكون" تامة، وتجارة: فاعل.
وشك أبو بكر في أن يكون ابن عامر قرأ بالرفع، وفعل مثله الفارسي.
واختار الطبري قراءة الرفع، ورأى أنه لا يعترض عليها بالشاذة وهي النصب.
{وأشهدوا}
- وقرأ ابن عمير "واشهدوا" بوصل الهمزة وفتح الهاء.
{ولا يضار}
- قرأ عمر وابن مسعود وابن كثير ومجاهد وابن عباس وابن أبي إسحاق والضحاك "لا يضارر" بالفك، وفتح الراء الأولى، والفك لغة الحجاز، واختار الطبري هذه القراءة.
- وحكى أبو عمرو والداني عن عمر وابن عباس ومجاهد وابن أبي إسحاق وعكرمة والحسن بن إسماعيل عن ابن كثير "لا يضارر" بالفك وكسر الراء الأولى، والفك لغة الحجاز.
- وقرأ يزيد بن القعقاع وابن جماز وعيسى بن عمر وعمرو بن عبيد "لا يضار" بتشديد الراء وتسكينها.
[معجم القراءات: 1/421]
قالوا: وهو ضعيف؛ لأنه في التقدير جمع بين ثلاث سواكن، لكن الألف لمدها تجري مجرى المتحرك؛ فكأنه بقي ساكنان، والوقف عليه ممكن، ثم أجري الوصل مجرى الوقف.
- وقرأ الأعمش والحسن ومقسم عن عكرمة "ولا يضار" بإدغام الراء في الراء، وكسر الراء المدغمة لالتقاء الساكنين.
- وقرأ ابن محيصن وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب واليزيدي "ولا يضار" بإدغام الراء في الراء، ورفع الراء المشددة، وهو نفي معناه النهي، وأنكرها ابن مجاهد والأخفش.
- وقرأ بقية القراء "ولا يضار" براء مشددة مفتوحة.
والإدغام في هذه القراءات لغة تميم، والفك والإظهار لغة الحجازيين.
- وقرأ ابن محيصن والحلواني عن أبي جعفر "ولا يضار" ساكنة
الراء خفيفة.
{كاتب}
- قرأ الحسن "كتاب" بضم الكاف وتاء مشددة وبعدها ألف، وعلى الجمع.
- وقراءة الجماعة "كاتب" على الإفراد.
[معجم القراءات: 1/422]
{ولا يضار كاتب ولا شهيد }
قرأ عكرمة "ولا يضار كاتبا ولا شهيدا"). [معجم القراءات: 1/423]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #85  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 08:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (283) إلى الآية (284) ]

{وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283) لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (106 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الرَّاء وَكسرهَا وَإِدْخَال الْألف وإخراجها وَضم الْهَاء وتخفيفها من قَوْله {فرهان} 283
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (فرهن)
وَاخْتلف عَنْهُمَا عَنهُ مَا فروى عبد الْوَارِث وَعبيد بن عقيل عَن أبي عَمْرو (فرهن) سَاكِنة الْهَاء
وروى اليزيدي عَنهُ (فرهن) محركة الْهَاء
وروى عبيد بن عقيل عَن شبْل ومطرف الشقري عَن ابْن كثير (فرهن) سَاكِنة الْهَاء
وروى قنبل عَن النبال والبزي عَن أصحابهما وَمُحَمّد بن صَالح المري عَن شبْل عَن ابْن كثير (فرهن) مَضْمُومَة الْهَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَابْن عَامر {فرهان} بِكَسْر الرَّاء وَالْألف). [السبعة في القراءات: 194 - 195]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (107 - قَوْله {فليؤد الَّذِي اؤتمن أَمَانَته} 283
قَرَأَ حَمْزَة وَعَاصِم فِي رِوَايَة يحيى بن آدم عَن أبي بكر وَحَفْص عَنهُ {الَّذِي اؤتمن} بِهَمْزَة وبرفع الْألف
وَيُشِير إِلَى الْهمزَة بِالضَّمِّ فَقَالَ أَبُو بكر وَهَذِه التَّرْجَمَة لَا تجوز لُغَة أصلا
وروى خلف وَغَيره عَن سليم من حَمْزَة {الَّذِي اؤتمن} يشم الْهمزَة أَيْضا الضَّم
وَهَذَا خطأ لَا يجوز إِلَّا تسكين الْهمزَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {الَّذِي اؤتمن} سَاكِنة الْهمزَة وَهُوَ الصَّوَاب الَّذِي لَا يجوز غَيره الذَّال مَكْسُورَة وَبعدهَا همزَة سَاكِنة بِغَيْر إشمام الضَّم). [السبعة في القراءات: 195]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فرهن}
[الغاية في القراءات العشر: 207]
مكي وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فرهنٌ) [283]: بضمتين مكي، وأبو عمرو، والمنهال . ساكنة الهاء: عبد الوارث، والمنهال.
(الذي اؤتمن) [283]: بإشمام الضم عيسى، وقد مر ذكره في «الواضح».
والصحيح ترك الإشمام، وبه آخذ، وقال ابن أيوب عن ابن زروان عن حفص بغير همز ولا إشمام.
[المنتهى: 2/612]
الابتداء بهمزتين على الأصل في نظائره: ابن لاحق طريق الأدمي).[المنتهى: 2/613]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وابن كثير (فرهان) بضم الراء والهاء من غير ألف، وقرأ الباقون بكسر الراء وبألف بعد الهاء). [التبصرة: 173]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {فرهن} (283) بضم الراء والهاء، من غير ألف.
[التيسير في القراءات السبع: 246]
والباقون: بكسر الراء، وفتح الهاء، وألف بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (فرهن) بضم الرّاء والهاء من غير ألف، والباقون فرهان بكسر الرّاء وفتح الهاء وألف بعدها). [تحبير التيسير: 316]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا) إلى صحيفة مجاهد " كتابًا، على الجمع ابن
[الكامل في القراءات العشر: 512]
مقسم، وابن حنبل، الباقون (كَاتِبًا)، وهو الاختيار يريد به جنس الكتاب، أي: من يكتب كتابًا بين المتبايعين فليدفع المشتري رهنًا ليتسلم المبيع.
(فَرُهُنٌ) ضم الراء والهاء مكي، وأَبُو عَمْرٍو، والمنهال، والزَّعْفَرَانِيّ، ومسعود بن صالح، وأبو حيوة غير أن عبد الوارث، وابن معاذ، والزهداني، ومحبوبًا، وابن قدامة، وسعيد بن أبي الحسين عن أخيه، وعمرو، وابن عبيد، وسعيد بن عروبة عن قَتَادَة كلهم عن أَبِي عَمْرٍو وأبا حاتم عن ابْن كَثِيرٍ بإسكان الهاء، وهو الاختيار للخفة، الباقون (فَرِهَانٌ) بالألف.
(آثِمٌ) مشدد على الفعل (قَلْبَهُ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون (آثِمٌ) منون (قَلْبُهُ) رفع، وهو الاختيار لأن (قَلْبُهُ) نعت لـ (آثِمٌ) ). [الكامل في القراءات العشر: 513]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([283]- {فَرِهَانٌ} بضمتين: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/616]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (543 - وَ حَقٌّ رِهَانٍ ضَمُّ كَسْرٍ وَفَتْحَةٍ = وَقَصْرٌ .... .... .... ). [الشاطبية: 43]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([543] و(حقٌ) رهانٍ ضم كسرٍ وفتحةٍ = وقصرٌ ويغفر مع يعذب (سما) العلا
[544] (شـ)ذا الجزم والتوحيد في وكتابه = (شـ)ريفٌ وفي التحريم جمع (حـ)مى (عـ)لا
قوله: (وحق رهان)، أي: وحق جمع رهانٍ؛ فهو مبتدأ. و(ضم كسر..)، وما بعده الخبر.
وذلك أن الكسائي قال: رهن: جمع رهان، ورهان: جمع رهن. ومثله: ثمر: جمع ثمار. وثمار: جمع ثمرة، فهو عنده جمع الجمع. وكذلك قال الفراء.
وقال غيره: من: جمع رهن، كسُقُف وسَقْف.
وأنشد أبو عمرو بن العلاء محتجا لذلك:
[فتح الوصيد: 2/761]
بانت سعاد وأمست دونها عدن = وغلقت عندها من قبلك الرهن
وقال: «الرهان في الخيل، لا أعرف غير ذلك».
وقال يونس: «الرهن والرهان واحد عربيتان. والرهن في الرهن أكثر، والرهان في الخيل أكثر».
وقال أحمد بن يحيى: «الاختيار في جمع رهنٍ: رهانٌ، مثل: كبشٍ وكباش، وحبلٍ وحبالٍ».
وقال أبو جعفر: «الباب في هذا: رهانٌ، كما تقول: بغلٌ وبغال.
و(رهنٌ)، سبيله أن يكون جمع رهان، مثل: كتاب وكتب ... ومن قال فيه جمع رهن، كسَقفٍ وسُقفٍ، فليس هذا الباب».
يعني أن جمع فعلٍ على فُعُل، قليلٌ في الكلام). [فتح الوصيد: 2/762]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [543] وحق رهان ضم كسر وفتحة = وقصر ويغفر مع يعذب سما العلا
[544] شذا الجزم والتوحيد في وكتابه = شريف وفي التحريم جمع حمى علا
ب: (الشذا): حدة ذكاء الطيب.
ح: (ضم كسرٍ): مبتدأ، (حق): خبر أضيف إلى (رهان)، والمراد: حق جمع رهان، و(فتحةٍ): عطف على (كسر)، و (قصرٌ): عطف على (ضم)، (يغفر): مبتدأ، (سما العلا شذا الجزم): خبره، (شذا): فاعل، (العُلا): مفعوله، أي: علاه، (التوحيد ... شريف): مبتدأ وخبر، (جمع حمى): مبتدأ، (علا): صفته، (في التحريم): خبره.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير: (ولم تجدوا كاتبًا فرهنٌ مقبوضةٌ) [283] بضم الراء والهاء في موضع الكسر والفتح مع القصر على أنه جمع (رهان) كـ (كتاب) و (كتب)، أو جمع (رهن) كـ (سقفٍ) و(سقف).
والباقون: {فرهان} بكسر الراء وفتح الهاء مع المد على أنه جمع
[كنز المعاني: 2/91]
(رهن)، كـ (حبل) و (حبال).
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي: {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [284] بالجزم فيهما عطفًا على {يحاسبكم}، والباقيان ابن عامر وعاصم- بالرفع فيهما على الاستئناف.
ثم قال: (والتوحيد في وكتابه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (آمن بالله وملائكته وكتابه) [285] بالتوحيد على أن المراد به جنس الكتب، أو القرآن وإذا آمنوا به فقد آمنوا بالكتب كلها.
وقال: (التوحيد ... شريفٌ) لأن الشرف كله في القرآن.
ثم قال: وفي سورة التحريم قرأ أبو عمرو وحفص: {وصدقت بكلمات ربها وكتبه} على الجمع، والباقون بالتوحيد على أن المراد
[كنز المعاني: 2/92]
بالكتاب الإنجيل أو جنس الكتب). [كنز المعاني: 2/93] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (541- وَ "حَقٌّ" رِهَانٍ ضَمُّ كَسْرٍ وَفَتْحَةٍ،.. وَقَصْرٌ وَيَغْفِرْ مَعْ يُعَذِّبْ "سَمَا" العُلا
أي: حق جمع رهان أن يكون مضموم الراء والهاء، وأن تحذف ألفه وهو المراد بقوله: وقصر فيقال: رهن يشير إلى أن رهن جمع رهان وهو قول الأكثر، ورهان جمع رهن وهو قياس جمعه كفرخ وفراخ وبغل وبغال وكبش وكباش، والرهن في الأصل مصدر، ثم استعمل استعمال الكتاب فكما يسمى المكتوب كتابا كذلك يسمى المرهون رهنا وقيل: رهن أيضا جمع رهن كسقف وسقف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/388]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (543 - وحقّ رهان ضمّ كسر وفتحة ... وقصر ويغفر مع يعذّب سما العلا
544 - شذا الجزم والتّوحيد في وكتابه ... شريف وفي التّحريم جمع حمى علا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ بضم كسر الراء، وضم فتح الهاء وبالقصر أي بضم الراء والهاء وحذف الألف. فالمراد بالقصر: حذف الألف، فتكون قراءة الباقين بكسر الراء وفتح الهاء وإثبات ألف بعدها كما لفظ به). [الوافي في شرح الشاطبية: 229]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (84- .... .... .... .... .... = رِهَانٌ حِمىً .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: رهان حمى أي قرأ مرموز (حا) حمى وهو يعقوب {فرهان} [283] كما لفظ به على أنه جمع رهن وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 106]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَرِهَانٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو فَرُهُنٌ بِضَمِّ الرَّاءِ وَالْهَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْهَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَمْرٍو وَوَرْشٍ فِي إِبْدَالِ هَمْزَةِ الَّذِي أُؤْتُمِنَ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فرهانٌ} [283] بضم الراء والهاء من غير ألف، والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (519- .... .... .... .... = .... .... .... رهانٌ كسرة
520 - وفتحةٌ ضمًّا وقصر حز دوا = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (رهان كسرة وفتحة ضما): أي كسرة الراء وضمة الهاء، وقصر يعني حذف الألف فيصير فرهن مقبوضة لأبي عمرو وابن كثير على أنه جمع رهان عند الأكثرين ورهن أيضا كسقف وسقف، والباقون فرهان كما لفظ به وفهم من قيده جمع رهن على القياس مثل جمع كبش ونعل قوله: (فد) من الوفادة: وهي الورود على الكتاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 204]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (رهان) فقال:
ص:
وفتحة ضمّا وقصر (ح) ز (د) وا = يغفر يعذّب رفع جزم (ك) م (ثوى)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/226]
(ن) ص كتابه بتوحيد (شفا) = ولا نفرّق بياء (ظ) رفا
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو ودال (دوا) ابن كثير فرهن مقبوضة [البقرة: 283] بضم كسرة الراء وضم فتحة الهاء والقصر، وهو حذف الألف بعد الهاء.
والباقون بكسر الراء، وفتح الهاء، وألف بعدها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/228]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (فائدة: إذا ابتدأت بـ أوتمن [البقرة: 283] من قوله تعالى: فليؤدّ الذي اؤتمن [البقرة: 283] [قرأت] بهمزة مضمومة، وبعدها واو ساكنة.
وذلك لأن أصله «اأتمن» بهمزتين الأولى للوصل، والثانية فاء الكلمة، وقعت ساكنة بعد أخرى قبلها مضمومة؛ فوجب قلبها بمجانس حركة الأولى وهو الواو.
وأما في الدرج فتذهب همزة الوصل، فتعود الهمزة إلى حالها؛ لزوال موجب قلبها، بل تقلب الياء صريحة في رواية من أبدل الساكنة.
وإنما نبهت على هذا؛ لأن كثيرا ممن لا علم عندهم بالعربية من القراء يغلطون فيبتدئون بهمزة مكسورة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/229]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فرهن" [الآية: 283] فابن كثير وأبو عمرو بضم الراء والهاء من غير ألف جمع رهن كسقف وسقف، وافقهما ابن محيصن واليزيدي

[إتحاف فضلاء البشر: 1/460]
والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها جمع رهن أيضا نحو: كعب وكعاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز "فليؤد" واوا مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "الذي ائتمن" [الآية: 283] وصلا ياء من جنس سابقها ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وبه وقف حمزة وجها واحدا، والتحقيق ضعيف، وإن علل بأن الهمزة فيه مبتدأة، وأما تجويز أبي شامة زيادة المد على حرف المد المبدل، وبنى عليه جواز الإمالة في: الهدى ائتنا، فتعقبه في النشر وأطال في رده "وأجمعوا" على الابتداء بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة؛ لأن الأصل ائمتن مثل اقتدر وقعت الثانية بعد مضمومة فوجب قلبها واوا، أما في الدرج فتذهب همزة الوصل فتعود الهمزة الساكنة إلى حالها لزوال موجب قلبها واوا حينئذ يبدلها مبدل الساكنة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({عليم} تام، وفاصلة، ومنتهى ربع الحزب بإجماع، وهي أطول آية نزلت، وأولها {يا أيها الذين آمنوا إذا} ومع طولها لم تشتمل على حروف الم عجم لأنها نقصت الثاء المثلثة والزاي والظاء.
وفي القرآن آيتان أقصر منها وقد اشتملتا على حروف المعجم، الأولى في آل عمران وهي قوله تعالى {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا} إلى {الصدور}.
الثانية في الفتح، وهي {محمد رسول الله} [29] إلى آخر السورة، ولهما بركات ظاهرة، ومنافع مجربة، ليس هذا محل ذكرها). [غيث النفع: 451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وإن كنتم على سفر}
{فرهان} [283] قرأ المكي والبصري بضم الراء والهاء من غير ألف، والباقون بكسر الراء، وفتح الهاء، وألف بعدها). [غيث النفع: 453]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فليؤد} قرأ ورش بإبدال همزه واوًا، والباقون بالهمز.
{الذي اؤتمن} أبدل همزه حال الوصل ورش والسوسي ياء خالصة، لأن همزة الوصل تذهب في الدرج، فيصير قبلها كسرة، ولا يجانسها إلا الياء، وبعض من لا علم عنده يبدلها واوًا، وهذا لم يقل به قارئ ولا نحوي، والباقون بالهمزة.
فلو وقفت على {الذي} وابتدأت بــ {اؤتمن} بهمزة مضمومة للوصل، بعدها همزة ساكنة، فاء الكلمة، فوجب قلبها بمجانس حركة الأولى وهو الواو.
ولا مد فيه لورش كسائر نظائره نحو {ائت} [يونس: 15] و{ائذن لي} [التوبة: 49] لأنه من المستثنيات، لأن همزة الوصل عارضة والابتداء بها عارض، فلم يعتد بالعارض، وهذا هو الأصح، وعليه الداني في جميع كتبه، وبه قرأت، وبعضهم يبتدئ بهمزة مكسورة وهو خطأ لا شك فيه). [غيث النفع: 453]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليود الذي اؤتمن أمنته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه أثم قلبه والله بما تعملون عليم (283)}
{ولم تجدوا كاتبا}
قرأ الجمهور... "كاتبا" على الإفراد، ولم يجز الطبري غيره.
- وقرأ أبي ومجاهد وأبو العالية وابن عباس والحسن وعكرمة والضحاك ".... كتابا " على أنه مصدر، أو هو جمع كصاحب وصحاب.
- وقرأ ابن عباس والضحاك والحسن وأبي "كتابا" جمع كاتب على أن كل نازلة لها كاتب.
- وحكى المهدوي عن أبي العالية "كتبا" جمع كتاب، وجمع اعتبارا بالنوازل أيضا.
- وقرأ أبو العالية "كتبا" بغير ألف على الجمع مثل شهاد وشهد.
[معجم القراءات: 1/423]
{فرهان}
- قرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو جعفر وشيبة "فرهان" جمع رهن نحو كتب وكعاب.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عباس وابن محيصن واليزيدي وحسين ومحبوب وخارجة والأصمعي والمنهال عن يعقوب "فرهن" بضم الراء والهاء.
قال الزجاج: ".... وذكر فيه غير واحد أنها قرئت "فرهن" ليفصل بين الرهان في الخيل وبين جمع «رهن» في غيرها، ورهن ورهان أكثر في اللغة، قال الفراء: رهن جمع رهان، وقال غيره: رهن جمع رهن مثل سقف وسقف...، والقراءة على رهن أعجب إلي لأنها موافقة للمصحف، وما وافق المصحف وصح معناه وقرأت به القراء فهو المختار، ورهان جيد بالغ".
- وقرأ ابن كثير وعبد الوارث وعبيد بن عقيل عن أبي عمرو وعاصم وشهر بن حوشب "فرهن"
[معجم القراءات: 1/424]
- وتروى هذه عن أهل مكة.
{ فإن أمن بعضكم }
- قراءة الجماعة "فإن أمن......."
- وقرأ أبي بن كعب "فإن أومن.." رباعيا مبنيا للمفعول، أي: آمنه الناس،. قال أبو حيان: "هكذا نقل هذه القراءة عن أبي الزمخشري".
- وذكر السجاوندي أن أبيا قرأ "فإن ائتمن" افتعل من الأمن، أي: وثق بلا وثيقة صك أو رهن.
{ فليؤد}
- قرأ ورش وأبو جعفر "فليود" بإبدال الهمزة واوا مفتوحة في الحالين.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز "فليؤد"۔
{الذي أؤتمن}
- قرأ حمزة وعاصم في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر، وكذا حفص عنه "الذي اوتمن" برفع الألف، ويشير بالضمة إلى الهمزة.
[معجم القراءات: 1/425]
قال ابن مجاهد: "وهذه الترجمة غلط"، كذا ذكر أبو حيان، والذي في السبعة: "وهذه الترجمة لا تجوز لغة أصلا".
- وروي خلف وغيره عن سليم وحمزة واليزيدي "الذي أؤتمن" يشم الهمزة أيضا الضم
قالوا: "وهذا خطأ لا يجوز إلا تسكين الهمزة"
وقال أبو حيان: "وفي الإشارة والإشمام المذكورين نظره".
- وقرأ ابن محيصن وورش وأبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي "الذي ايتمن" بإبدال الهمزة وصلا ياء من جنس سابقتها، أي من جنس همزة الوصل التي قبلها، وحركتها الكسر.
وصورة هذه القراءة في شرح المفصل "الذيتمن".
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف على الإبدال.
- وقرأ بإشمام الياء" الضم الشيزري والداجوني عن هشام عن ابن عامر واليزيدي عن أبي عمرو وأبو بكر عن عاصم والإشناني عن عبيد عن حفص وسليم عن حمزة وابن واصل والقرشي كلاهما عن الكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 1/426]
قرأ عاصم في شاذه "الذتمن" بإدغام التاء المبدلة من الياء التي أصلها الهمزة في تاء افتعل قياسا على "اتسر" في الافتعال من اليسر.
وذكر صورة هذه القراءة أبو حيان في النهر والبحر "اللذتمن" كذا بلامين، وهو سبق قلم، أو تحريف.
- وأما حذف ياء والذي، فإنما كان لالتقاء الساكنين: الأول: الياء، والثاني: التاء الأولى.
- وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن ابن محيصن، وهي كذلك عند الصفراوي وصورتها عندهما "الذي اتمن" قال: "جعل التشديد عوضا من الهمزة".
- وقد أثبت الياء على النحو الذي ترى، والصواب حذفها في الوصل لأنها ساكنة وما بعدها ساكن.
{ولا تكتموا الشهادة}
- قراءة الجماعة بتاء الخطاب "ولا تكتموا..." على النهي عن كتمان الشهادة.
- وقرأ السلمي "ولا يكتموا..." بالياء على الغيبة، وهو نهي أيضا.
{الشهادة}
- قرأ الكسائي في الوقف وكذا حمزة بخلاف عنه بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
[معجم القراءات: 1/427]
{فإنه آثم قلبه}
- قرأ الجمهور ".... آثم...." اسم فاعل من أثم، وقلبه: مرفوع على الفاعلية.
- وقرأ ابن أبي عبلة: "آثم قلبه". آثم: اسم فاعل، و"قلبه" بالنصب.
وذكر ابن هشام في "مغني اللبيب" أن مكيا وهم في هذه القراءة في جعل "قلبه" بالنصب تمييزا.
قال ابن هشام: "والصواب أنه مشبه بالمفعول به كحسن وجهه، أو بدل من اسم "إن" بدل بعض من كل، أي: في قوله تعالى: «فإنه آثم».
قلت كلام ابن هشام الذي تعقب به مكيا غير صحيح، فإن مكيا رد هذا الإعراب. قال في مشكل إعراب القرآن: "وأجاز أبو حاتم نصب قلبه "بـ" "آثم" ينصبه على التفسير، وهو بعيد؛ لأنه معرفة" أرأيت!!
وقال أبو حيان: "والكوفيون يجيزون مجيء التمييز معرفة، وقد خرجه بعضهم على أنه منصوب على التشبيه بالمفعول به نحو قولهم: مررت برجل حسن وجهه...، وهذا التخريج هو على مذهب الكوفيين جائز، وعلى مذهب المبرد ممنوع، وعلى مذهب سيبويه جائز في الشعر، لا في الكلام".
[معجم القراءات: 1/428]
- وقرأ ابن أبي عبلة: "فإنه أثم قلبه" بفتح الهمزة والثاء والميم، وتشديد الثاء، على أنه فعل ماض، وقلبه: بفتح الباء نصبا على المفعول، أي جعله آثما.
- وقرئ "إثم قلبه" على الإضافة، وعزيت ليحيى بن وثاب.
{تعلمون}
- قراءة الجماعة «تعملون» بتاء الخطاب.
- وقرأ السلمي "يعملون" بالياء على الغيبة جريا على قراءته السابقة "ولا يكتموا"). [معجم القراءات: 1/429]

قوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (108 - وَاخْتلفُوا فِي الْجَزْم وَالرَّفْع من قَوْله {فَيغْفر لمن يَشَاء ويعذب من يَشَاء} 284
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {فَيغْفر لمن يَشَاء ويعذب من يَشَاء} جزما
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر {فَيغْفر لمن يَشَاء ويعذب من يَشَاء} رفعا). [السبعة في القراءات: 195]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فيغفر ويعذب) رفع شامي ويزيد وعاصم ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( {فيغفر ... ويعذب} [284]: رفع شامي غير أبي بشر، وبصري غير أبوي عمرو، وعاصم.
{ويعذب من} [284]: مدغم: أبو عمرو، وعلي، وخلفٌ، وقنبلٌ طريق أبي بكر والزينبي، وأبو ربيعة طريق الهاشمي، وابن فليح إلا ابن الرقي، وإسماعيل، وابن ديزيل، والشحام، وأبو نشيط طريق ابن بویان، وحمزه طريق علي وابن عطية وخالد والعبسي، وسليم طريق الدوري، وخلاد طريق الخنيسي). [المنتهى: 2/613]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم وابن عامر (فيغفر ويعذب) بالرفع وقرأ الباقون بالجزم، وكل من أسكن الباء أدغم في الميم إلا ورشًا فإنه أظهر). [التبصرة: 173]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وابن عامر: {فيغفر ... ويعذب} (284) برفعهما.
والباقون: بجزمهما). [التيسير في القراءات السبع: 247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب: (فيغفر ويعذب). برفعهما والباقون [بجزمهما] ). [تحبير التيسير: 316]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَيَغْفِرَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبَ) بالنصب الزَّعْفَرَانِيّ، وابن أبي يزيد عن ابن مُحَيْصِن، وأبو حيوة وحميد، وقرأ أبو جعفر، وشيبة، وطَلْحَة، وابْن مِقْسَمٍ، وابن صبيح، وعَاصِم، والْعَبْسِيّ، وابْن سَعْدَانَ، وشامي غير أبي بشر، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، وأيوب بالرفع، وهو الاختيار لأن جواب الشرط مضى في قوله: (يُحَاسِبْكُمْ)، الباقون بالجزم). [الكامل في القراءات العشر: 513]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([284]- {فَيَغْفِرُ}، و{وَيُعَذِّبُ} رفع: عاصم وابن عامر). [الإقناع: 2/616]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (543- .... .... .... .... = .... وَيَغْفِرْ مَعْ يُعَذِّبْ سَمَا الْعُلاَ
[الشاطبية: 43]
544 - شَذَا الْجَزْمِ .... .... = .... .... ..... ..... ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(سما): فعل ماضٍ، و(العلا): مفعولٌ. و(شذا الجزم): فاعلٌ.
والشذا: حدة الطيب، لأن الجزم عطف على {يحاسبكم به الله}، ففيه أخذ أول الكلام بآخره.
وقراءة الرفع على الاستئناف؛ أي فهو يغفر). [فتح الوصيد: 2/762]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [543] وحق رهان ضم كسر وفتحة = وقصر ويغفر مع يعذب سما العلا
[544] شذا الجزم والتوحيد في وكتابه = شريف وفي التحريم جمع حمى علا
ب: (الشذا): حدة ذكاء الطيب.
ح: (ضم كسرٍ): مبتدأ، (حق): خبر أضيف إلى (رهان)، والمراد: حق جمع رهان، و(فتحةٍ): عطف على (كسر)، و (قصرٌ): عطف على (ضم)، (يغفر): مبتدأ، (سما العلا شذا الجزم): خبره، (شذا): فاعل، (العُلا): مفعوله، أي: علاه، (التوحيد ... شريف): مبتدأ وخبر، (جمع حمى): مبتدأ، (علا): صفته، (في التحريم): خبره.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير: (ولم تجدوا كاتبًا فرهنٌ مقبوضةٌ) [283] بضم الراء والهاء في موضع الكسر والفتح مع القصر على أنه جمع (رهان) كـ (كتاب) و (كتب)، أو جمع (رهن) كـ (سقفٍ) و(سقف).
والباقون: {فرهان} بكسر الراء وفتح الهاء مع المد على أنه جمع
[كنز المعاني: 2/91]
(رهن)، كـ (حبل) و (حبال).
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي: {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [284] بالجزم فيهما عطفًا على {يحاسبكم}، والباقيان ابن عامر وعاصم- بالرفع فيهما على الاستئناف.
ثم قال: (والتوحيد في وكتابه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (آمن بالله وملائكته وكتابه) [285] بالتوحيد على أن المراد به جنس الكتب، أو القرآن وإذا آمنوا به فقد آمنوا بالكتب كلها.
وقال: (التوحيد ... شريفٌ) لأن الشرف كله في القرآن.
ثم قال: وفي سورة التحريم قرأ أبو عمرو وحفص: {وصدقت بكلمات ربها وكتبه} على الجمع، والباقون بالتوحيد على أن المراد
[كنز المعاني: 2/92]
بالكتاب الإنجيل أو جنس الكتب). [كنز المعاني: 2/93] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما قوله تعالى: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}.
فقرءتا بالجزم عطفا على: {يُحَاسِبْكُمْ}، وبالرفع قرأ ابن عامر وعاصم على الاستئناف؛ أي: فهو يغفر ويعذب ثم ذكر تتمة رمز الجزم فقال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/388]
542- "شَـ"ـذَا الجَزْمِ وَالتَّوْحِيدُ فِي وَكِتَابِهِ،.. "شَـ"ـرِيفٌ وَفي التَّحْرِيمِ جَمْعُ "حِـ"ـمًى "عَـ"ـلا
شذا: فاعل سما في البيت الماضي، والعلا مفعول أي: طال شذا جزم يغفر مع يعذب العلا، والشذا حدة الطيب). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/389]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (543 - .... .... .... .... .... = .... ويغفر مع يعذّب سما العلا
544 - شذا الجزم والتّوحيد في وكتابه ... شريف وفي التّحريم جمع حمى علا
.....
وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة والكسائي فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ بجزم الراء في الفعل الأول والباء في الثاني فتكون قراءة الباقين برفع الفعلين). [الوافي في شرح الشاطبية: 229]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (84- .... .... .... .... .... = .... .... يَغْفِرْ يُعَذِّبْ حَمَى الْعُلاَ). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يغفر يعذب حمى العلا برفع أي قرأ مرموز (حا) حمى وهو يعقوب و(ألف) العلا وهو أبو جعفر {فيغفر} و{يعذب} [284] برفعهما على الاستئناف وعلم من الوفاق لخلف بجزم الفعلين عطفًا على يحاسبكم). [شرح الدرة المضيئة: 106]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَيَغْفِرُ، وَيُعَذِّبُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ يَعْقُوبُ بِرَفْعِ الرَّاءِ وَالْبَاءِ مِنْهُمَا، وَالْبَاقُونَ بِجَزْمِهَا، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ فِي إِدْغَامِ الرَّاءِ فِي اللَّامِ بِخِلَافِ وَالسُّوسِيِّ، بِلَا خِلَافٍ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ الْبَاءِ فِي الْمِيمِ مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {فيغفر} [284] {ويعذب} [284] برفع الراء والباء، والباقون بجزمهما، وذكر إدغام الراء وإدغام الباء في الإدغام الصغير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (520- .... .... .... .... .... = يغفر يعذّب رفع جزمٍ كم ثوى
521 - نصّ .... .... .... = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وفتحة ضمّا وقصر (ح) ز (د) وا = يغفر يعذّب رفع جزم (ك) م (ثوى)
يعني قوله تعالى «فيغفر لمن يشاء ويعذب مّن يشاء» قرأه بالرفع فيهما ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وعاصم كما في أول البيت الآتي والباقون بجزمهما؛ فالرفع على الاستئناف. أي فهو يغفر، والجزم عطفا على «يحاسبكم» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 204]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب ونون (نص) عاصم فيغفر لمن يشآء ويعذّب من يشآء [البقرة: 284] برفعهما.
وقرأ الباقون بجزمهما.
وإنما قيد الرفع؛ ليعلم الضد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/228]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاء" [الآية: 284] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما عطفا على الجزاء المجزوم، وافقهم اليزيدي والأعمش، والباقون برفع الراء والباء على الاستئناف أي: فهو يغفر أو عطف جملة فعلية على مثلها، وأدغم الراء في اللام السوسي والدوري بخلفه، وهو من الإدغام الصغير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم باء "يعذب" في ميم "من" قالون وابن كثير وحمزة بخلف عنهم وأبو عمرو والكسائي وخلف وتقدم ذلك في الإدغام الصغير، فصار قالون وابن كثير بالجزم وإظهار الراء وكذا الباء بخلفهما
[إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
وورش كذلك بالجزم لكن مع إظهارهما وأبو عمرو بالجزم مع إدغامهما بخلف عن الدوري في الراء، وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بضمهما بلا إدغام فيهما، وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما مع إظهار الراء وإدغام الباء بخلف عن حمزة في الباء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/462]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يشاء} [284] و{فلأنفسكم} [272] و{الأرض} [273] إذا وق فعليها على قول وعلى الآخر الوقف على {أغنياء} و{الشهدآء} الأول، يوقف عليه لحمزة لأنه كسر همزة (إن} كما تقدم، فهو شرط، وجوابه {فتذكر} ومن فتح الهمزة لم يقف على {الشهدآء} لتعلق {أن} المفتوحة بما قبلها، و{الأخرى} وقوفها لا يخفى). [غيث النفع: 451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فيغفر} {ويعذب} [284] قرأ الشامي وعاصم برفع الراء والباء من الفعلين، والباقون بجزمهما.
وإذا اعتبرت هذا مع ما يأتي لهم من الإظهار والإدغام فيصير قالون والدوري والأخوان يجزمون الفعلين، وإظهار الراء، وإدغام الباء، وللدوري أيضًا إدغام الراء.
[غيث النفع: 453]
وورش والمكي بجزمهما، وإظهارهما، والإدغام للمكي وإن كان هو المشهور عنه وقطع له به غير واحد، ولم يحك فيه خلافًا كمكي وابن شريح وأبي الطاهر إسماعيل ابن خلف الأنصاري وابن بليمة الهواري وأبي الحسن طاهر بن غلبون، وبعضهم كابن سفيان قطع به للبزي قولاً واحدًا، وبعضهم كأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون قطع به لقنبل قولاً واحدًا فليس من طريقنا، ولذلك لم نذكره.
وقول الشاطبي: يعذب دنا بالخلف تبعًا لقول أصله: «واختلف عن قنبل وعن البزي أيضًا» خروج منهما رحمهما الله تعالى عن طريقهما، كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
والسوسي بالجزم، مع الإدغام فيهما، والشامي وعاصم بضمهما مع الإظهار). [غيث النفع: 454]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير (284)}
{به الله}
- تقدمت قراءة ابن محيصن «به الله» بضم الهاء على الأصل.
انظر الآية /164 "فأحيا به الأرض".
{فيغفر... ويعذب}
- قرأ ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وسهل والحسن "فيغفر.. ويعذب" بالرفع فيهما على الاستئناف.
[معجم القراءات: 1/429]
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف والأعمش واليزيدي "فيغفر... ويعذب" بالجزم فيهما عطفا على الجزاء المجزوم "وهو يحاسبكم".
- وقرأ الجعفي وخلاد وطلحة بن مصرف والأعمش وعبد الله بن مسعود. "يغفر.. ويعذب" بغير فاء، ومجزوما على البدل من "يحاسبكم"، وجاء كذلك في مصحف عبد الله بن مسعود.
- وقرأ ابن عباس وعاصم الجحدري والأعرج وأبو حيوة وأبو العالية وابن غزوان عن طلحة "فيغفر.. ويعذب" بالنصب فيهما على إضمار "أن"، وهي عند ابن الأنباري ليست قوية في القياس.
[معجم القراءات: 1/430]
{فيغفر لمن}
أدغم الراء الساكنة في اللام السوسي والدوري وأبو عمرو بخلاف عنه وابن محيصن واليزيدي ويعقوب وهو من الإدغام الصغير.
- وقرأ قالون وابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وورش بالجزم مع إظهار الراء "فيغفر لمن ".
{ويعذب من}
- وقرأ بإدغام الباء في الميم أبو عمرو والكسائي وخلف وقالون وابن كثير وحمزة واليزيدي وابن محيصن والأعمش، على خلاف عنهم في ذلك، وتفصيله كما يلي:
1- قالون وحمزة وابن كثير وورش "يعذب من" بالجزم وإظهار الباء.
- وروي عنهم مع ذلك الإدغام ماعدا ورشا فإنه على الإظهار مع الجزم، وجه واحد.
2- ونقل إظهار الباء عند الميم اليزيدي عن ابن كثير وقالون عن نافع والبزي.
3- وحمزة والكسائي وخلف بالجزم في الفعل مع إدغام الباء
[معجم القراءات: 1/431]
بخلاف عنهم
4. وأظهر الباء من رفع الفعل، وذلك عن عاصم وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب والحسن.
{يشاء.... يشاء}
- إذا وقف حمزة عليه في الموضعين أبدل الهمزة ألفا مع المد والتوسط والقصر،. وسهل الهمزة مع المد والقصر، وكذلك يفعل هشام.
وسبق هذا في الآية /213 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/432]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #86  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 08:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (285) إلى الآية (286) ]
{آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}

قوله تعالى: {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (109 - وَاخْتلفُوا فِي التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {وَكتبه} 285
هَهُنَا وَفِي سُورَة التَّحْرِيم 12
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَابْن عَامر {وَكتبه} هَهُنَا جمعا وَفِي التَّحْرِيم {وَكتبه} على التَّوْحِيد
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو هَهُنَا وَفِي التَّحْرِيم {وَكتبه} جمعا
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم
وَقَرَأَ الْكسَائي وَحَمْزَة {وَكتبه} على التَّوْحِيد فيهمَا جَمِيعًا
وَقَرَأَ خَارِجَة عَن نَافِع فِي التَّحْرِيم مثل أبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 195 - 196]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (110 - وَاخْتلفُوا فِي ضم السِّين وإسكانها من قَوْله {وَرُسُله} 285 و{رسلنَا} الْمَائِدَة 32
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو مَا أضيف إِلَى مكني على حرفين مثل {رسلنَا} و{رسلكُمْ} غَافِر 50 و{رسلهم} الْأَعْرَاف 101 بِإِسْكَان السِّين وَثقل مَا عدا ذَلِك
وروى عَليّ بن نصر عَن هرون عَن أبي عَمْرو أَنه خفف {على رسلك} آل عمرَان 194 أَيْضا
وَقَالَ عَليّ بن نصر سَمِعت أَبَا عَمْرو يقْرَأ {على رسلك} ثَقيلَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من هَذَا الْجِنْس بالتثقيل). [السبعة في القراءات: 196]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وكتابه} كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لا يفرق} بالياء يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وكتابه} [285]: بألف هما، وخلف.
{لا يفرق} [285]: بالياء يعقوب غير الحريري).[المنتهى: 2/614]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (وكتابه) بالتوحيد، وقرأ الباقون (وكتبه) بالجمع). [التبصرة: 173]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {وكتابه} (285) بالألف، على التوحيد.
والباقون: بغير ألف، على الجمع.
أبو عمرو: {رسلنا} (المائدة: 32) و: {رسلكم} (غافر: 50) و: {رسلهم} (الأعراف: 101) و: {سبلنا} (إبراهيم: 12)، إذا كان بعد اللام حرفان: بإسكان السين والباء، حيث وقع.
والباقون: بضمهما). [التيسير في القراءات السبع: 247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف و(كتابه) بالألف على التّوحيد والباقون بغير ألف على
[تحبير التيسير: 316]
الجمع (قلت: يعقوب (لا يفرق) بالياء والباقون بالنّون والله الموفق).
أبو عمرو (رسلنا ورسلكم ورسلهم وسبلنا). إذا كان بعد اللّام حرفان بإسكان السّين والباء حيث وقع، والباقون [بضمهما] ). [تحبير التيسير: 317]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (كِتَابِهِ) بالألف على التوحيد طَلْحَة، والْأَعْمَش، والكسائي، وابْن مِقْسَمٍ، وحَمْزَة، غير ابْن سَعْدَانَ، الباقون على الجمع وهو الاختيار لقوله: (وَرُسُلِهِ)، زاد ابْن مِقْسَمٍ " كتابه " في جميع القرآن وبجمعه في التحريم حفص، وأبان، وبصري غير أيوب، والأصمعي، وخارجة عن نافع، وبجمعه في الأنبياء كوفي غير أبي بكر، وأحمد، وأبان، وقاسم، والمفضل.
(لَا يُفَرِّقُ) بالياء يَعْقُوب غير الجريري، والْجَحْدَرَيّ، ومغيث عن خارجة، ومسعود الحربي كلاهما عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون (لَا نُفَرِّقُ) بالنون وهو الاختيار للعظمة). [الكامل في القراءات العشر: 513]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([285]- {وَكُتُبِهِ} موحد: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/616]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (544- .... .... وَالتَّوْحِيدُ فِي وَكِتَابِهِ = شَرِيفٌ وَفي التَّحْرِيمِ جَمْعُ حِمىً عَلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والتوحيد في (وكتابه شریفٌ)، لأنه يراد به القرآن، وهو الذي اختاره الشيخ في تأويله.
وقراءة الجمع يشاكلُ لفظها ما قبله وما بعده من الجموع.
[فتح الوصيد: 2/762]
ويجوز في قراءة الإفراد، أن يراد الجنس، كما يقال: كثر الدرهم والدينار.
وهو معنى ما روي عن ابن عباس أنه قال: «الكتاب أكثر من الكتب».
(وفي التحريم جمع حمىً علا)، لأن قبله لفظ الجمع، فهو يشاكله. ومعناه: كل كتاب أنزله الله تعالى.
ومن قرأ ثم بالتوحيد، ذهب إلى الجنس. وقيل بالإنجيل). [فتح الوصيد: 2/763]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [543] وحق رهان ضم كسر وفتحة = وقصر ويغفر مع يعذب سما العلا
[544] شذا الجزم والتوحيد في وكتابه = شريف وفي التحريم جمع حمى علا
ب: (الشذا): حدة ذكاء الطيب.
ح: (ضم كسرٍ): مبتدأ، (حق): خبر أضيف إلى (رهان)، والمراد: حق جمع رهان، و(فتحةٍ): عطف على (كسر)، و (قصرٌ): عطف على (ضم)، (يغفر): مبتدأ، (سما العلا شذا الجزم): خبره، (شذا): فاعل، (العُلا): مفعوله، أي: علاه، (التوحيد ... شريف): مبتدأ وخبر، (جمع حمى): مبتدأ، (علا): صفته، (في التحريم): خبره.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير: (ولم تجدوا كاتبًا فرهنٌ مقبوضةٌ) [283] بضم الراء والهاء في موضع الكسر والفتح مع القصر على أنه جمع (رهان) كـ (كتاب) و (كتب)، أو جمع (رهن) كـ (سقفٍ) و(سقف).
والباقون: {فرهان} بكسر الراء وفتح الهاء مع المد على أنه جمع
[كنز المعاني: 2/91]
(رهن)، كـ (حبل) و (حبال).
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي: {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [284] بالجزم فيهما عطفًا على {يحاسبكم}، والباقيان ابن عامر وعاصم- بالرفع فيهما على الاستئناف.
ثم قال: (والتوحيد في وكتابه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (آمن بالله وملائكته وكتابه) [285] بالتوحيد على أن المراد به جنس الكتب، أو القرآن وإذا آمنوا به فقد آمنوا بالكتب كلها.
وقال: (التوحيد ... شريفٌ) لأن الشرف كله في القرآن.
ثم قال: وفي سورة التحريم قرأ أبو عمرو وحفص: {وصدقت بكلمات ربها وكتبه} على الجمع، والباقون بالتوحيد على أن المراد
[كنز المعاني: 2/92]
بالكتاب الإنجيل أو جنس الكتب). [كنز المعاني: 2/93] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وتوحيد الكتاب هنا أريد به القرآن أو جنس الكتاب وفي التحريم أريد به الإنجيل أو الجنس ولم يقرأ بالجمع في التحريم إلا أبو عمرو وحفص؛ لأنه ليس معه ورسله بخلافه هنا، وروينا في جزء المخزومي عن علي بن عاصم قال: أخبرنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأ: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكِتَابِهِ}، ويقول: الكتاب أكثر من الكتب، قال علي بن عاصم: فسألت أهل العربية فقالوا: الكتاب جماع الجميع، قلت: كأنهم أشاروا إلى أن الكتاب مصدر فجميع الكتب كتابه: المشهورة وغير المشهورة، ووجه قراءة من جمع في البقرة وأفرد في التحريم أنه نظر إلى من أسند الفعل إليه في الموضعين، وهو في البقرة مسند إلى المؤمنين، ومؤمنو كل زمان لهم كتاب يخصهم، وفي التحريم الفعل مسند إلى مريم وحدها فأشير إلى الكتاب المنزل في زمانها، ووجه الجمع أن قبلها: {بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا}، وفي البقرة قبلها: {وَمَلائِكَتِهِ} وبعدها {وَرُسُلِهِ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/389]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (544 - .... .... والتّوحيد في وكتابه ... شريف وفي التّحريم جمع حمى علا
.....
وقرأ حمزة والكسائي وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ* بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد فتكون قراءة الباقين بضم
[الوافي في شرح الشاطبية: 229]
الكاف والتاء وحذف الألف على الجمع. وقرأ أبو عمرو وحفص وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ آخر سورة التحريم بضم الكاف والتاء من غير ألف على الجمع. وقرأ غيرهما بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد). [الوافي في شرح الشاطبية: 230]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (85 - بِرَفْعٍ نُفَرِّقْ يَاءُ نَرْفَعُ مَنْ نَشَا = ءُ يُوْسُفَ نَسْلُكْهُ نُعَلِّمُهُ حَلَا). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف فقال يفرق يا يرفع من يشاء بيوسف يسلكه يعلمه حلا جميع ذلك ليعقوب أي قرأ المشار إليه (بحا) حلا وهو يعقوب بالغيبة في الخمسة وهي هنا {لا يفرق بين أحد من رسله} [البقرة: 285] و{يرفع درجات من نشاء} [76] وكلاهما بيوسف {يسلكه عذابًا} [الجن: 17] و{يعلمه الكتاب} [آل عمران: 48] ). [شرح الدرة المضيئة: 106]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَكُتُبِهِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، وَكِتَابِهِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا نُفَرِّقُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {وكتبه} [285] بالتوحيد، والباقون بالجمع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {لا نفرق} [285] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (521- .... كتابه بتوحيدٍ شفا = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (521- .... .... .... .... = ولا نفرّق بياءٍ ظرفا). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ن) صّ كتابه بتوحيد (شفا) = ولا نفرّق بياء (ظ) رفا
يعني قوله تعالى «وكتبه ورسله» قرأه حمزة والكسائي وكتابه بالتوحيد على إرادة القرآن أو جنس الكتب، والباقون بالجمع، لأن قبله وملائكته وبعده ورسله،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 204]
فناسب قوله ولا نفرق: أي وقرأ يعقوب «لا نفرق بين أحد من رسله» بالياء حملا على «كل من آمن بالله»: أي كل من الرسل والمؤمنون، والباقون بالنون على إضمار القول: أي قالوا ويقول). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو] (شفا) حمزة والكسائي وخلف وكتابه ورسله [البقرة: 285] بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد، والباقون بضم الكاف والتاء بلا ألف على أنه جمع تكسير.
وقرأ ذو ظاء (ظرفا) يعقوب لا يفرّق بين أحد [البقرة: 285] بالياء والباقون بنون.
الرهن: مصدر رهن، ثم سمى به المرهون.
والرهان- قال الكسائي-: جمع رهن، وهو قياس فعل: كفرخ وفراخ وكبش وكباش.
ويطلق الرهان أيضا على المال الذي يجعل لسابق الخيل.
والرّهن- بضمتين-: جمع رهن ك «سقف»، «سقف».
وإنما حكم به مع قلته: مراعاة لقول سيبويه: لا يقدم على جمع الجمع إلا بسماع، وكذلك قال يونس: رهان ورهن واحد.
وقال الكسائي والفراء: ورهن جمع رهان، كإزار وأزر، وثمار وثمر، وكأنهما لم يثبتا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/227]
مجيء فعل في فعل؛ فلهذا جعلاه جمع الجمع.
[فوجه رهان: أنه جمع رهن].
ووجه رهن: أنه جمع ثان، أو جمع الجمع.
ووجه رفع يغفر ويعذب: الاستئناف: إما بتقديره مبتدأ؛ فتكون اسمية أو بلا تقدير ففعلية.
ووجه الجزم: العطف على يحاسبكم [البقرة: 284].
وكتاب: مصدر كتب، ثم نقل إلى مطلق المكتوب، سواء قل أو كثر، وإلى المكتوب المدون، وكتب جمعه.
وعن ابن عباس أن الكتاب أكثر من الكتب ومعناه: أن كتابا إذا أريد به المصدر صدق على كل ما يكتب، وكتبا المجموعة في القرآن المراد [بها:] مفردات الشرائع، ولا خفاء [في] أن الأول أعم؛ لاندراج نحو: الصحف فيها.
ووجه التوحيد هنا [البقرة: 285]، وفي التحريم [الآية: 12] إرادة الواحد، وهو «القرآن» هنا و«الإنجيل» في التحريم.
أو يراد به الجنس، فيرادف الجمع ويعم [جميع] الكتب.
ووجه الجمع فيهما: إرادة جميع الكتب المنزلة.
ومن جمع [في] البقرة ووحد [في] التحريم جعله في الأول منسوبا للمؤمنين ومؤمنو كل ملة لهم (كتاب) فتعدد، وفي الثاني إلى مريم و(كتاب) ملتها واحد فتوحد.
وجه ياء يفرق [البقرة: 285] الحمل: على لفظ «كل»، والجملة إما في محل نصب على الحال، وإما في محل رفع خبر ثان.
ووجه النون: أن الجملة محلها نصب بقول محذوف، تقديره: يقولون: لا نفرق، أو نقول: وحاصله أنه يجوز مراعاة لفظ «كل» ومعناها: فمن راعى اللفظ قدره: يقول [ومن راعى المعنى قدره: نقول].
وهذا القول المقدر محله نصب على الحال، أو الخبر بعد خبر؛ قاله الحوفي، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/228]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في و"كتابه" [الآية: 285] هنا وفي "التحريم" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالتوحيد هنا على أن المراد القرآن أو الجنس وافقهم الأعمش والباقون بالجمع.
وقرأ أبو عمرو وحفص ويعقوب موضع التحريم بالجمع وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالتوحيد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/462]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا نفرق" [الآية: 285] فيعقوب وحده بالياء من تحت على أن الفعل لكل والباقون بالنون والمراد نفي الفرق بالتصديق، والجملة على الأول محلها إما نصب على الحال أو رفع على أنها خبر بعد خبر، وعلى الثاني محلها نصب بقول محذوف أي: يقولون لا تفرق إلخ، أو ويقول مراعاة للفظ كل، وهذا القول محله نصب على الحال أو خبر بعد خبر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/462]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وكتبه} [285] قرأ الأخوان بالتوحيد، والباقون بالجمع). [غيث النفع: 454]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285)}
{من ربه}
- قرأ علي بن أبي طالب: "آمن الرسول بما أنزل إليه والمؤمنون "، ولم يأت فيها "من ربه".
{والمؤمنون}
- قراءة الجماعة ".. إليه من ربه والمؤمنون" بالرفع عطفا على الرسول" أول الآية.
- وقرأ علي وابن مسعود "وآمن المؤمنون" بتكرار الفعل، أي: آمن الرسول.، وآمن المؤمنون".
- وتقدم في الآية /223 القراءة بالواو من غير همز "المومنون".
{وكتبه}
- قرأ نافع وابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحفص وابن
[معجم القراءات: 1/432]
عامر وأبو عمرو في رواية كتبه على الجمع.
والجمع هو الاختيار عند مكي لعمومه، ولأن أكثر القراء عليه، واختارها الطبري أيضا، فهي أعجب القراءتين إليه.
- وقرأ نافع ويحيى بن يعمر وأبو عمرو من طريق اللؤلؤي "وكتبه" بإسكان التاء.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن عباس وابن مسعود "وكتابه" على التوحيد، يريد القرآن، أو الجنس.
{ورسله}
- قرأ نافع ويحيى بن يعمر واللؤلؤي ويونس ومحبوب كلهم عن أبي
عمرو والحسن "ورسله" بإسكان السين.
- وقراءة الباقين بالضم «ورسله».
{وكتبه ورسله}
- وقرأ عبد الله بن مسعود "وكتابه ولقائه ورسله" بزيادة
[معجم القراءات: 1/433]
"لقائه"، وإفراد "كتابه".
{لا نفرق}
- قرأ الجمهور لا نفترق بالنون.
- وقرأ ابن جبير وابن يعمر وأبو زرعة بن عمرو بن جرير ويعقوب وخارجة عن أبي عمرو "لا يفرق" بالياء حملا على لفظ "كل" في قوله: "كل آمن بالله...."
قال الطبري: "ولا يعترض بشاذ من القراءة على ما جاءت به الحجة نقلا ورواية"، يريد أنه لا يحتج بهذه القراءة على قراءة الجماعة بالنون.
- وقال هارون: "وهي في مصحف أبي وابن مسعود "لا يفرقون" جعل على معنى كل بعد الجمل على اللفظ، وهي قراءة عصمة عن الأعمش.
- وقرأ يعقوب "لا يفرق" بالياء وفتح الراء.
- قرئ "لا نفرق " بفتح النون وضم الراء مخففة.
- وقرئ "لا تفرق" على الخطاب والنهي.
{المصير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 1/434]

قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز "لا تُؤَاخِذْنَا" [الآية: 286] واوا مفتوحة وإبدالها ألفا من "أخطأنا" أبو عمرو بخلفه والأصبهاني عن ورش وأبو جعفر كوقف حمزة "ومعنى" الآية: كما في البيضاوي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ من
[إتحاف فضلاء البشر: 1/462]
تفريط وقلة مبالاة، أو بأنفسهما إذ لا تمنع المؤاخذة بهما عقلا فإن الذنوب كالسموم، فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ فتعاطي الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة، لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة وتفضلا، فيجوز أن يدعو الإنسان به استدامة واعتدادا بالنعمة فيه، ويؤيد ذلك مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/463]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "وَاغْفِرْ لَنَا" [الآية: 286] أبو عمرو بخلف عن الدوري وتقدم عن النشر أن الخلاف له مفرع على الإظهار في الكبير فمن أدغم عنه الكبير أدغم هذا وجها واحدا، ومن أظهر الكبير أجرى الخلاف في هذا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/463]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال لفظ "مولانا" [الآية: 286] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصورى والدوري عن الكسائي ورويس وقاله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/463]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تؤاخذنا} [286] يبدل ورش همزه، ولا يمده قولاً واحدًا، راجع ما تقدم). [غيث النفع: 454]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أخطأنا} أبدله السوسي، وكذا حمزة إن وقف). [غيث النفع: 454]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إصرًا} لا خلاف في تفخيمه). [غيث النفع: 455]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين (286)}
{المصير * لا}
- قرأ بإدغام الراء في اللام وبالإظهار أبو عمرو ويعقوب.
{وسعها}
- قراءة الجماعة "وسعها" بضم الواو وسكون السين.
- وقرأ عكرمة "وسعها"، بكسر الواو وسكون السين.
- وقرأ ابن أبي عبلة "وسعها " بفتح الواو وكسر السين، على أنه فعل ماض.
- وعن ابن أبي عبلة أنه قرأ "وسعها" بفتح فسكون.
{لا تؤاخذنا}
- قرأ أبو جعفر وورش "لا تواخذنا" بإبدال الهمزة واوا مفتوحة وقفا ووصلا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{أخطأنا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي "أخطانا" بإبدال الهمزة ألفا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وذكر ابن خالويه أنه قرئ بتخفيف الهمز.
[معجم القراءات: 1/435]
قلت: لعله أراد بالتخفيف هذا الإبدال.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز "أخطأنا".
{ولا تحمل}
- قراءة الجماعة "ولا تحمل" مضارعا من حمل.
- وقرأ أبي بن كعب "ولا تحمل" بالتشديد من "حمل" المضعف.
- وقرأ عيسى بن سليمان "ولا يحمل" بالياء وتشديد الميم.
{إصرا}
- قراءة الجماعة "إصرا" بكسر فسكون.
- وروي عن عاصم "أصرا " بضم فسكون.
- وقرأ أبي بن كعب "آصارا" بالجمع.
{وأغفر لنا}
- أدغم الراء في اللام السوسي بلا خلاف، والدوري عن أبي عمرو بخلاف، وابن محيصن واليزيدي.
{مولانا}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والصغرى عن الأزرق وورش.
{الكافرين}
- قراءة الإمالة فيه عن أبي عمرو وابن ذكوان برواية الصوري والدوري والكسائي ورويس عن يعقوب.
- والتقليل فيه عن الأزرق وورش.
- والباقون قراءتهم فيه بالفتح، وكذا ابن ذكوان برواية الأخفش. وتقدم هذا في الآيتين/ 19، 34). [معجم القراءات: 1/436]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة