التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يسألك النّاس عن السّاعة قل إنّما علمها} [الأحزاب: 63] علم مجيئها.
{عند اللّه} لا يعلم متى مجيئها إلا اللّه.
{وما يدريك لعلّ السّاعة تكون قريبًا} [الأحزاب: 63]، أي: أنّها قريبٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/740]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({لعلّ السّاعة تكون قريباً}: مجازه مجاز الظرف هاهنا, ولو كان وصفاً للساعة , لكان قريبة , وإذا كان ظرفاً , فإن لفظها في الواحد والاثنين , والجميع من المذكر والمؤنث واحد بغير الهاء , وبغير تثنية , وبغير جمع.).
[مجاز القرآن: 2/141]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) )
تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({خالدين فيها أبدًا} [الأحزاب: 65] لا يموتون ولا يخرجون منها.
و {لا يجدون وليًّا} [الأحزاب: 65] يمنعهم من العذاب.
{ولا نصيرًا} [الأحزاب: 65] ينصرهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/740]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يوم تقلّب وجوههم في النّار} [الأحزاب: 66] يجرّون على وجوههم تجرّهم الملائكة.
{يقولون} في النّار.
{يا ليتنا أطعنا اللّه وأطعنا الرّسولا} [الأحزاب: 66] وإنّما صارت: الرّسولا، والسّبيلا لأنّها مخاطبةٌ وهذا جائزٌ في كلام العرب إذا كانت مخاطبةً). [تفسير القرآن العظيم: 2/740]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم تقلّب وجوههم في النّار...} والقراء على: {تقلّب} , ولو قرئت: {تقلّب} , و{نقلّب} كانا وجهين.
وقوله: {وأطعنا الرّسولا} يوقف عليها بالألف, وكذلك {فأضلّونا السّبيلا} و{الظّنونا} يوقف على الألف؛ لأنها مثبتة فيهنّ، وهي مع آيات بالألف، ورأيتها في مصاحف عبد الله بغير ألف.
وكان حمزة والأعمش يقفان على هؤلاء الأحرف بغير ألفٍ فيهن, وأهل الحجاز يقفون بالألف, وقولهم : أحبّ إلينا لاتّباع الكتاب, ولو وصلت بالألف لكان صواباً ؛ لأن العرب تفعل ذلك, وقد قرأ بعضهم بالألف في الوصل والقطع.). [معاني القرآن: 2/350]
تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا} [الأحزاب: 67] وهي تقرأ على وجهٍ آخر ساداتنا والسّادة جماعةٌ واحدةٌ، والسّادات جماعة الجماعة.
{وكبراءنا} [الأحزاب: 67] في الضّلالة.
{فأضلّونا السّبيلا {67}). [تفسير القرآن العظيم: 2/740]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا أطعنا سادتنا...}: واحدة منصوبة, وقرأ الحسن : {ساداتنا}, وهي في موضع نصب.). [معاني القرآن: 2/350] قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فأضلونا السّبيلا }, ويقال أيضاً في الكلام: أضلى عن السبيل ,ومجازه: عن الحق والدين.). [مجاز القرآن: 2/141]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيلا (67)}
الاختيار " السبيلا " بألف، وأن يوقف عليها، لأن أواخر الآي , وفواصلها يجري فيها ما يجري في أواخر الأبيات من الشعر, والفواصل، لأنه خوطب العرب بما يعقلون في الكلام المؤلف , فيدلّ بالوقف في هذه الأشياء , وزيادة الحروف فيها نحو: الظنونا, والسبيلا، والرسولا أن الكلام قد تم , وانقطع، وأن ما بعده مستأنف.). [معاني القرآن: 4/237]
تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنًا كبيرًا {68}} [الأحزاب: 68] وقد تقرأ: كثيرًا، وكلّ شيءٍ في القرآن يذكر فيه شيءٌ من كلام أهل
[تفسير القرآن العظيم: 2/740]
النّار فهو قبل أن يقول اللّه لهم: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108] وقد فسّرنا متى يقول ذلك لهم في غير هذا الموضع). [تفسير القرآن العظيم: 2/741]
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ):(وقوله: {لعناً كثيراً...} قراءة العوامّ بالثاء، إلاّ يحيى بن وثّاب , فإنه قرأها :{والعنهم لعناً كبيراً} بالباء, وهي في قراءة عبد الله, قال الفراء: لا نجيزه, يعني: كثيراً.). [معاني القرآن للفراء: 2/351]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا (68)}
{والعنهم لعنا كبيرا}: ويقرأ (كثيرا), ومعناهما : قريب.). [معاني القرآن: 4/237]