التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {لئن لم ينته المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ} [الأحزاب: 60]، يعني: الزّناة.
وقال السّدّيّ: يعني: فجورٌ، وليس في القرآن غير هذه والأولى.
قال: {والمرجفون في المدينة} [الأحزاب: 60]، يعني: المنافقين يرجفون بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه يقولون: يهلك محمّدٌ وأصحابه.
قال الكلبيّ: لئن لم ينتهوا عن أذى نساء المسلمين.
وقال الحسن: عمّا في قلوبهم من الشّرك حتّى يظهروه شركًا.
{لنغرينّك بهم} [الأحزاب: 60] لنسلّطنّك عليهم.
{ثمّ لا يجاورونك فيها} [الأحزاب: 60] في المدينة.
{إلا قليلا {60} ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتّلوا تقتيلا {61}). [تفسير القرآن العظيم: 2/739]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لنغرينّك بهم...} المرجفون : كانوا من المسلمين, وكان المؤلّفة قلوبهم يرجفون بأهل الصّفّة, كانوا يشنّعون على أهل الصّفّة , أنهم هم الذين يتناولون النساء , لأنهم عزّاب, وقوله: {لنغرينّك بهم} : أي: لنسلّطّنك عليهم، ولنولعنّك بهم, وقوله: {إلاّ قليلاً...}...
- حدثني حبّان , عن الكلبيّ , عن أبي صالح قال: قال ابن عبّاس : (لا يجاورونك فيها إلا يسيراً، حتّى يهلكوا).
وقد يجوز أن تجعل القلّة من صفتهم صفة الملعونين، كأنك قلت: إلا أقلاّء ملعونين؛ لأنّ قوله: {أينما ثقفوا أخذوا} يدلّ على أنهم يقلّون , ويتفرّقون.). [معاني القرآن: 2/349]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لنغرينّك ببهم}: أي: لنسلطنك عليهم.). [مجاز القرآن: 2/141]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({لّئن لّم ينته المنافقون والّذين في قلوبهم مّرضٌ والمرجفون في المدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيها إلاّ قليلاً}
وقال:{إلاّ قليلاً}: أي: "لا يجاورونك فيها إلاّ قليلاً" على المصدر.). [معاني القرآن: 3/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لنغرينّك بهم} : أي: لنسلطنّك عليهم، ونولعنكّ بهم.). [تفسير غريب القرآن: 352]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لئن لم ينته المنافقون والّذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيها إلّا قليلا (60)}: المعنى: لنسلطنك عليهم.). [معاني القرآن: 4/236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ثمّ لا يجاورونك فيها إلّا قليلا (60) }.). [معاني القرآن: 4/236]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم}
قال قتادة : (كان ناس من المنافقين أرادوا أن يظهروا نفاقهم , فأنزل الله جل وعز: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم}: أي : لنحرشنك عليهم ).
وقال مالك بن دينار : (سألت عكرمة عن قوله: {والذين في قلوبهم مرض} : فقال: الزنى ) , وكذلك شهر بن حوشب.
وقال طاووس : (نزلت هذه الآية في أمر النساء).
وقال سلمة بن كهيل : (نزلت في أصحاب الفواحش).
ثم قال جل وعز: {ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا}
يجوز أن يكون المعنى : إلا وهم قليل , ويجوز أن يكون المعنى : إلا وقتا قليلا.). [معاني القرآن: 5/379-380]
تفسير قوله تعالى: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (...
- حدثني حبّان , عن الكلبيّ , عن أبي صالح قال: (قال ابن عبّاس : لا يجاورونك فيها إلا يسيراً، حتّى يهلكوا), وقد يجوز أن تجعل القلّة من صفتهم : صفة الملعونين، كأنك قلت: إلا أقلاّء ملعونين؛ لأنّ قوله: {أينما ثقفوا أخذوا}يدلّ على أنهم يقلّون, ويتفرّقون). [معاني القرآن: 2/349] (م) قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّلعونين...}: منصوبة على الشتم، وعلى الفعل , أي: لا يجاورنك فيها إلاّ ملعونين. والشتم على الاستئناف، كما قال:{وامرأته حمّالة الحطب}: لمن نصبه.
ثم قال: {أينما ثقفوا أخذوا}, فاستأنف, فهذا جزاء.). [معاني القرآن: 2/349-350]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وقتّلوا تقتيلاً سنّة الله }: نصبوها لأنها في موضع مصدر فعل من غير لفظها , " وقتّلوا " أشد مبالغة من قتلوا " إذا خففته.). [مجاز القرآن: 2/141]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتّلوا تقتيلا (61)}
{ملعونين}: منصوب على الحال، المعنى : لا يجاورونك إلّا وهم ملعونون.
وقوله: {أينما ثقفوا أخذوا}:لا يجوز أن يكون " ملعونين " منصوبا بما بعد (أينما)، لا يجوز أن تقول: ملعونا أينما ثقف , أخذ زيد يضرب، لأن ما بعدما حروف الشرط , لا يعمل فيما قبلها.). [معاني القرآن: 4/236]
تفسير قوله تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({سنّة اللّه في الّذين خلوا من قبل} [الأحزاب: 62]، أي: من أظهر الشّرك قتل، وهذا إذا أمر النّبيّون بالجهاد.
[تفسير القرآن العظيم: 2/739]
قال: {ولن تجد لسنّة اللّه تبديلا} [الأحزاب: 62] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/740]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وقتّلوا تقتيلاً سنّة الله }: نصبوها لأنها في موضع مصدر فعل من غير لفظها , " وقتّلوا " أشد مبالغة من قتلوا " إذا خففته.). [مجاز القرآن: 2/141] (م) قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سنّة اللّه في الّذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة اللّه تبديلا (62)}
{سنّة اللّه}: منصوب بمعنى قوله : أخذوا , وقتلوا، فالمعنى : سنّ اللّه في الذين ينافقون الأنبياء ويرجفون بهم أن يقتلوا حيثما ثقفوا.). [معاني القرآن: 4/236-237]