العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأحزاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:19 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الأحزاب [ من الآية (56) إلى الآية (59) ]

تفسير سورة الأحزاب
[ من الآية (56) إلى الآية (59) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:45 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا} [الأحزاب: 56] قال أبو العالية: " صلاة اللّه: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدّعاء " قال ابن عبّاسٍ: " يصلّون: يبرّكون). [صحيح البخاري: 6/120]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثني سعيد بن يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا مسعرٌ، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة رضي اللّه عنه، قيل: يا رسول اللّه، أمّا السّلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصّلاة عليك؟ قال: " قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ، وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ، اللّهمّ بارك على محمّدٍ، وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ "
- حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا اللّيث، قال: حدّثني ابن الهاد، عن عبد اللّه بن خبّابٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قلنا: يا رسول اللّه هذا التّسليم فكيف نصلّي عليك؟ قال: " قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ عبدك ورسولك، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّدٍ، وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم " قال أبو صالحٍ عن اللّيث: «على محمّدٍ، وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على آل إبراهيم» حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حدّثنا ابن أبي حازمٍ والدّراورديّ، عن يزيد، وقال: «كما صلّيت على إبراهيم، وبارك على محمّدٍ، وآل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم»). [صحيح البخاري: 6/120-121]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبي الآية)
كذا لأبي ذرٍّ وساقها غيره إلى تسليمًا قوله قال أبو العالية صلاة اللّه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدّعاء أخرجه بن أبي حاتمٍ ومن طريق آدم بن أبي إياسٍ حدّثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع هو بن أنسٍ بهذا وزاد في آخره له قوله وقال بن عبّاسٍ يصلّون يبرّكون وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله يصلون على النّبيّ قال يبرّكون على النّبيّ أي يدعون له بالبركة فيوافق قول أبي العالية لكنّه أخصّ منه وقد سئلت عن إضافة الصّلاة إلى اللّه دون السّلام وأمر المؤمنين بها وبالسّلام فقلت يحتمل أن يكون السّلام له معنيان التّحيّة والانقياد فأمر به المؤمنون لصحّتهما منهم واللّه وملائكته لا يجوز منهم الانقياد فلم يضف إليهم دفعا للإيهام والعلم عند اللّه). [فتح الباري: 8/533]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سعيد بن يحيى هو الأمويّ قوله قيل يا رسول اللّه أمّا السّلام عليك فقد عرفناه في حديث أبي سعيدٍ الّذي بعد هذا قلنا يا رسول اللّه والمراد بالسّلام ما علّمهم إيّاه في التّشهّد من قولهم السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة اللّه وبركاته والسّائل عن ذلك هو كعب بن عجرة نفسه أخرجه بن مردويه من طريق الأجلح عن الحكم بن أبي ليلى عنه وقد وقع السّؤال عن ذلك أيضًا لبشير بن سعدٍ والد النّعمان بن بشيرٍ كذا وقع في حديث أبي مسعودٍ عند مسلمٍ بلفظ أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعدٍ أمرنا اللّه تعالى أن نصلّي عليك فكيف نصلّي عليك وروى التّرمذيّ من طريق يزيد بن أبي زيادة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال لمّا نزلت إنّ الله وملائكته الآية قلنا يا رسول اللّه قد علمنا السّلام فكيف الصّلاة قوله فكيف الصّلاة عليك في حديث أبي سعيدٍ فكيف نصلّي عليك زاد أبو مسعودٍ في روايته إذا نحن صلّينا عليك في صلاتنا أخرجه أبو داود والنّسائيّ وبن خزيمة وبن حبّان بهذه الزّيادة قوله قولوا اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ في حديث أبي سعيدٍ على محمّدٍ عبدك ورسولك قوله كما صلّيت على آل إبراهيم أي تقدّمت منك الصّلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فنسأل منك الصّلاة على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ بطريق الأولى لأنّ الّذي يثبت للفاضل يثبت للأفضل بطريق الأولى وبهذا يحصل الانفصال عن الإيراد المشهور من أنّ شرط التّشبيه أن يكون المشبّه به أقوى ومحصّل الجواب أنّ التّشبيه ليس من باب إلحاق الكامل بالأكمل بل من باب التّهييج ونحوه أو من بيان حال ما لا يعرف بما يعرف لأنّه فيما يستقبل والّذي يحصل لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من ذلك أقوى وأكمل وأجابوا بجوابٍ آخر على تقدير أنّه من باب الإلحاق وحاصل الجواب أنّ التّشبيه وقع للمجموع بالمجموع لأنّ مجموع آل إبراهيم أفضل من مجموع آل محمّدٍ لأنّ في آل إبراهيم الأنبياء بخلاف آل محمّدٍ ويعكّر على هذا الجواب التّفصيل الواقع في غالب طرق الحديث وقيل في الجواب أيضًا إنّ ذلك كان قبل أن يعلم اللّه تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه أفضل من إبراهيم وغيره من الأنبياء وهو مثل ما وقع عند مسلمٍ عن أنسٍ أنّ رجلًا قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يا خير البريّة قال ذاك إبراهيم قوله على آل إبراهيم كذا فيه في الموضعين وسأذكر تحرير ذلك في كتاب الدّعوات إن شاء اللّه تعالى وفي آخر حديث أبي سعيدٍ المذكور والسّلام كما قد علمتم قوله في حديث أبي سعيدٍ
- قال أبو صالحٍ عن اللّيث يعني بالإسناد المذكور قبل قوله على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما باركت على آل إبراهيم يعني أنّ عبد اللّه بن يوسف لم يذكر آل إبراهيم عن اللّيث وذكرها أبو صالحٍ عنه في الحديث المذكور وهكذا أخرجه أبو نعيمٍ من طريق يحيى بن بكيرٍ عن اللّيث قوله حدثنا بن أبي حازمٍ هو عبد العزيز بن سلمة بن دينارٍ قوله والدّراورديّ هو عبد العزيز بن محمّدٍ قوله عن يزيد هو بن عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد شيخ اللّيث فيه ومراده أنّهما روياه بإسناد اللّيث فذكر آل إبراهيم كما ذكره أبو صالحٍ عن اللّيث واستدلّ بهذا الحديث على جواز الصّلاة على غير النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من أجل قوله فيه وعلى آل محمّدٍ وأجاب من منع بأنّ الجواز مقيّدٌ بما إذا وقع تبعًا والمنع إذا وقع مستقلًّا والحجّة فيه أنّه صار شعارًا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فلا يشاركه غيره فيه فلا يقال قال أبو بكرٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وإن كان معناه صحيحًا ويقال صلّى اللّه على النّبيّ وعلى صدّيقه أو خليفته ونحو ذلك وقريبٌ من هذا أنّه لا يقال قال محمّدٌ عزّ وجلّ وإن كان معناه صحيحًا لأنّ هذا الثّناء صار شعارا لله سبحانه فلا يشاركه غيره فيه ولا حجّة لمن أجاز ذلك منفردًا فيما وقع من قوله تعالى وصل عليهم ولا في قوله اللّهمّ صلّ على آل أبي أوفى ولا في قول امرأة جابرٍ صلّ عليّ وعلى زوجي فقال اللّهمّ صلّ عليهما فإنّ ذلك كلّه وقع من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولصاحب الحقّ أن يتفضّل من حقّه بما شاء وليس لغيره أن يتصرّف إلّا بإذنه ولم يثبت عنه إذنٌ في ذلك ويقوّي المنع بأنّ الصّلاة على غير النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صار شعارًا لأهل الأهواء يصلّون على من يعظّمونه من أهل البيت وغيرهم وهل المنع في ذلك حرامٌ أو مكروهٌ أو خلاف الأولى حكى الأوجه الثّلاثة النّوويّ في الأذكار وصحّح الثّاني وقد روى إسماعيل بن إسحاق في كتاب أحكام القرآن له بإسنادٍ حسنٍ عن عمر بن عبد العزيز أنّه كتب أمّا بعد فإنّ ناسًا من النّاس التمسوا عمل الدّنيا بعمل الآخرة وإنّ ناسًا من القصّاص أحدثوا في الصّلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل الصّلاة على النّبيّ فإذا جاءك كتابي هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النّبيّين ودعاؤهم للمسلمين ويدعوا ما سوى ذلك ثمّ أخرج عن بن عبّاسٍ بإسنادٍ صحيحٍ قال لا تصلح الصّلاة على أحدٍ إلّا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار وذكر أبو ذرٍّ أنّ الأمر بالصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان في السّنة الثّانية من الهجرة وقيل من ليلة الإسراء). [فتح الباري: 8/533-534]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {يصلون} يبركون {لنغرينك} لنسلطنك
قال ابن جرير ثنا علّي ثنا أبو صالح حدثني معاوية عن علّي عن ابن عبّاس قوله 56 الأحزاب {إن الله وملائكته يصلون على النّبي} يقول يبركون على النّبي
وبه في قوله 60 الأحزاب {لنغرينك بهم} يقول لنسلطنك عليهم). [تغليق التعليق: 4/286]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
- ثنا عبد الله بن يوسف ثنا اللّيث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدريّ قال قلنا يا رسول الله هذا التّسليم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللّهمّ صل على محمّد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم
قال أبو صالح عن اللّيث على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم
قال ابن مردويه في تفسيره ثنا عبد الرّحمن بن الحسن الأسدي ثنا إبراهيم ابن الحسين الهمذاني ثنا عبد الله بن صالح هو ابو صالح ثنا اللّيث بن سعد حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب مثله سواء لكن قال فكيف نصلي ولم يقل عليك). [تغليق التعليق: 4/287]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب: {إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً} (الأحزاب: 56)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {إن الله} الآية. وعند أبي ذر إلى قوله: (على النّبي) الآية. وغيره ساق إلى آخر الآية وشرف الله بهذه الآية رسوله وذكر منزلته منه يصلون أي: يثنون ويترحّمون عليه. والظّاهر أنه تعالى يترجم عليه، والملائكة يدعون ويستغفرون له فيكون إطلاقاً للفظ المشترك على معنيين مختلفين وهو الصّحيح، وعن ابن عبّاس: يبركون على ما يجيء.

قال أبو العالية صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدّعاء
أبو العالية رفيع بن مهران الرباحي البصريّ أدرك الجاهليّة وأسلم بعد موت النّبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، ودخل على أبي بكر الصّديق رضي الله عنه، وصلى خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وروى عن جماعة من الصّحابة رضي الله عنهم، مات في سنة تسعين، وقال أبو بكر الرّازيّ والطّحاوي وغيرهما: عن أبي العالية: صلاة الله عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدّعاء، وزاد أخبار الله الملائكة برحمته لنبيه وتمام نعمته عليه.
وقال ابن عبّاسٍ: يصلّون: يبرّكون
يبركون من التبريك وهو الدّعاء بالبركة، وهذا التّعليق رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي صالح عن معاوية عن عليّ ابن أبي طلحة رضي الله عنه). [عمدة القاري: 19/126]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حدّثني سعيد بن يحيى بن سعيدٍ حدّثنا أبي حدّثنا مسعرٌ عن الحكم عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قيل يا رسول الله أمّا السّلام عليك فقد عرفناه فكيف الصّلاة عليك قال قولوا اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما صلّيت على آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ. الهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة، وسعيد هو ابن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص أبو عثمان البغداديّ، روى عنه مسلم أيضا، ولهم أيضا: سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرّحمن أبو سفيان الحميري الواسطيّ الحذاء، ومسعر. بكسر الميم: ابن كدام والحكم، بفتحتين: ابن عتيبة يروي عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى إلى آخره والحديث مضى في الصّلاة.
قوله: (أما السّلام عليك فقد عرفناه) أراد به ما علمهم إيّاهم في التّشهّد من قولهم: السّلام عليك أيها النّبي ورحمة الله وبركاته، والسائل عند هو كعب بن عجرة نفسه. قوله: (فكيف الصّلاة عليك) ؟ . وفي حديث أبي سعيد: فكيف نصلي عليك؟ قوله: (كما صليت على إبراهيم) أي: كما تقدّمت منك الصّلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، فنسأل منك الصّلاة على محمّد وآل محمّد. فإن قيل: شرط التّشبيه أن يكون المشبه به أقوى من المشبه وهنا بالعكس لأن الرّسول أفضل من إبراهيم. أجيب: بأنّه ذلك قبل أن يعلم أنه أفضل من إبراهيم، وقيل التّشبيه ليس من باب إلحاق النّاقص بالكامل بل من باب بيان حال ما لا يعرف بما يعرف، وقيل: المجموع مشبه بالمجموع، ولا شكّ أن آل إبراهيم أفضل من آل محمّد إذ فيهم الأنبياء ولا نبي في آل النّبي صلى الله عليه وسلم.
- حدّثنا عبد الله بن يوسف حدّثنا اللّيث قال حدّثني ابن الهاد عن عبد الله بن خبّابٍ عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال قلنا يا رسول الله هاذا التّسليم فكيف نصلّي عليك قال قولوا اللّهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك كما صلّيت على آل إبراهيم وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما باركت على إبراهيم.
هذا أيضا مطابق للتّرجمة. وابن الهاد هو يزيد من الزّيادة ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد اللّيثيّ، وعبد الله بن خباب، بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة الأولى: الأنصاريّ، ومضى هذا أيضا في الصّلاة.
قال أبو صالحٍ عن اللّيث على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما باركت على آل إبراهيم
أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب اللّيث. وأشار بذلك إلى أن عبد الله بن يوسف لم يذكر آل إبراهيم عن اللّيث وذكرها أبو صالح عنه، وهكذا أخرجه أبو نعيم من طريق يحيى بن بكير عن اللّيث، رحمه الله.
حدّثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازمٍ والدّراورديّ عن يزيد وقال كما صلّيت على إبراهيم وبارك على محمّدٍ وآل محمّدٍ كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم.
هذا أيضا مطابق للتّرجمة، وإبراهيم بن حمزة أبو إسحاق الزبيري المدينيّ، وابن أبي حازم هو عبد العزيز بن أبي حازم بالحاء المهملة وبالزاي، واسمه سلمة، والدراوردي هو عبد العزيز بن محمّد منسوب إلى دارورد قرية بخراسان، ويزيد هو ابن الهاد المذكور، وأراد بهذا أن ابن أبي حازم والدراوردي رويا هذا الحديث بإسناد اللّيث، فذكر آل إبراهيم كما ذكرها أبو صالح عن اللّيث). [عمدة القاري: 19/126-127]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا} [الأحزاب: 56]
قال أبو العالية: صلاة اللّه ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدّعاء. قال ابن عبّاسٍ يصلّون: يبرّكون. لنغرينّك: لنسلّطنّك
(باب قوله) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله: ({إن الله وملائكته يصلون على النبي}) اختلف هل يصلون خبر عن الله وملائكته أو عن الملائكة فقط وخبر الجلالة محذوف لتغاير الصلاتين لأن صلاة الله غير صلاتهم أي أن الله يصلّي وملائكته يصلون إلا أن فيه بحثًا وذلك أنهم نصوا على أنه إذا اختلف مدلولا الخبرين فلا يجوز حذف أحدهما لدلالة الآخر عليه وإن كانا بلفظ واحد فلا تقول زيد ضارب وعمرو يعني وعمرو ضارب في الأرض أي مسافر، وعبّر بصيغة المضارع ليدل على الدوام والاستمرار أي أنه تعالى وجميع ملائكته الذين لا يحصون بالعدّ ولا يحصرون بالحد يصلون عليه، وفيه الاعتناء بشرفه وتعظيم شأنه في الملأ الأعلى ({يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه}) أي اعتنوا أيها الملأ الأدنى بشرفه وتعظيمه أيضًا فإنكم أولى بذلك وقولوا: اللهم صل عليه ({وسلموا تسليمًا} [الأحزاب: 56]. وقولوا السلام عليك أيها النبي وأكد السلام بالمصدر.
واستشكل بأن الصلاة آكد منه فكيف أكده بالمصدر دونها؟ وأجيب: بأنها مؤكدة بأن وبإعلامه تعالى بأنه يصلي عليه وملائكته ولا كذلك السلام إذ ليس ثمّ ما يقوم مقامه أو أنه لما وقع تقديمها عليه لفظًا وللتقديم مزية في الاهتمام حسن تأكيد السلام لئلا يتوهم قلة الاهتمام به لتأخره، وأضيفت الصلاة إلى الله وملائكته دون السلام وأمر المؤمنون بهما فيحتمل أن يقال: إن السلام لما كان له معنيان التحية والانقياد فأمر به المؤمنون لصحتهما منهم والله وملائكته لا يجوز منهم الانقياد فلم يضف إليهم دفعًا للإيهام كذا أجاب الحافظ ابن حجر والأمر للوجوب في الجملة أو كلما ذكر الحديث "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ" رواه البخاري في الأدب والترمذي وحديث عليّ عند الترمذي وقال: حسن غريب صحيح: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ أو في المجلس مرة لحديث أبي هريرة مرفوعًا: "ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم" رواه الترمذي. أو في العمر مرة واحدة لأن الأمر المطلق لا يقتضي تكرارًا والماهية تحصل بمرة وفي القعود آخر الصلاة بين التشهد والسلام قاله إمامنا الشافعي والإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه وهي الأخيرة وإسحاق بن راهويه ونصه: إذا تركها عمدًا بطلت صلاته أو سهوا رجوت أن تجزئه، وابن الموّاز من المالكية واختاره ابن العرب منهم أيضًا، وألزم العراقي القائل بوجوبها كلما ذكر كالطحاوي أن يقول به في التشهد لتقدم ذكره عليه الصلاة والسلام في التشهد وفيه ردّ على من
زعم أن الشافعي شذ في ذلك كأبي جعفر الطبري والطحاوي وابن المنذر والخطابي كما حكاه القاضي عياض في الشفاء.
وفي كتابي المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ما يكفي ويشفي وسقط لأبي ذر قوله: {يا أيها الذين آمنوا} الخ وقال بعد {على النبي} الآية. وقد انتزع النووي من الآية الجمع بين الصلاة والسلام فلا يفرد أحدهما من الآخر. قال الحافظ ابن كثير: والأولى أن يقال صلّى اللّه عليه وسلّم تسليمًا.
(قال أبو العالية): رفيع بالتصغير ابن مهران الرياحي بكسر الراء بعدها تحتية وبعد الألف حاء مهملة مولاهم البصري أحد أئمة التابعين أدرك الجاهلية، ودخل على أبي بكر وصلى خلف عمر، وحفظ القرآن في خلافته توفي سنة تسعين في شوّال، وقال البخاري سنة ثلاث وتسعين (صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء) أخرجه ابن أبي حاتم.
(قال) ولأبي ذر وقال (ابن عباس) -رضي الله عنهما- (يصلون) أي (يبركون) بتشديد الراء المكسورة أي يدعون له بالبركة. أخرجه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عنه، ونقل الترمذي عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم قالوا: صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار، وعن الحسن مما رواه ابن أبي حاتم أن بني إسرائيل سألوا موسى هل يصلّي ربك؟ قال: فكان ذلك كبر في صدر موسى فأوحى الله إليه أخبرهم أني أصلي وأن صلاتي أن رحمتي سبقت غضبي وهو في معجمي الطبراني الصغير والأوسط من طريق عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- رفعه. قلت: يا جبريل أيصلّي ربك جل ذكره؟ قال: نعم. قلت: ما صلاته؟ قال: سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي.
وعن أبي بكر القشيري مما نقله القاضي عياض: الصلاة على النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- من الله تشريف وزيادة تكرمة وعلى من دون النبي رحمة. وبهذا التقرير يظهر الفرق بين النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- وبين سائر المؤمنين حيث قال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} [الأحزاب: 56] وقال قبل ذلك في السورة هو الذي يصلّي عليكم وملائكته، ومن المعلوم أن القدر الذي يليق بالنبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- من ذلك أرفع مما يليق بغيره). [إرشاد الساري: 7/305-306]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثني سعيد بن يحيى، حدّثنا أبي، حدّثنا مسعرٌ عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه- قيل: يا رسول اللّه أمّا السّلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصّلاة؟ قال: «قولوا اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ اللّهمّ بارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ».
وبه قال: (حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر: حدّثنا (سعيد بن يحيى) ولأبي ذر زيادة ابن سعيد أو عثمان الأموي البغدادي قال: (حدّثنا أبي) يحيى قال: (حدّثنا مسعر) بكسر الميم وسكون السين وفتح العين المهملتين آخره راء ابن كدام (عن الحكم) بفتحتين ابن عيينة (عن ابن أبي ليلى) عبد الرحمن (عن كعب بن عجرة رضي الله عنه) أنه (قيل: يا رسول الله) القائل كعب بن عجرة كما أخرجه ابن مردويه ووقع السؤال أيضًا عن ذلك لبشير بن سعد والد النعمان بن بشير كما في حديث ابن مسعود عند مسلم (أما السلام عليك فقد عرفناه) بما علمتنا من أن نقول في التحيات: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وقد أمرنا الله في الآية بالصلاة والسلام عليك. وفي الترمذي من طريق يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية. قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام (فكيف الصلاة؟) زاد أبو ذر عليك أي علمنا كيف اللفظ به نصلي عليك كما علمتنا السلام، فالمراد بعدم علمهم الصلاة عدم معرفة تأديتها بلفظ لائق به عليه الصلاة والسلام، ولذا وقع بلفظ كيف التي يسئل بها عن الصفة، وفي حديث أبي مسعود البدري عند الإمام أحمد وأبي داود والنسائي والحاكم أنهم قالوا: يا رسول الله أما السلام فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا؟ وبه استدلّ الشافعي على الوجوب في التشهد الأخير كلما مرّ (قال) عليه الصلاة والسلام:
(قولوا اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد) والأمر للوجوب وقال قولوا ولم يقل قل لأن الأمر يقع للكل وإن كان السائل البعض (كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد) فعيل من الحمد بمعنى محمود وهو من تحمد ذاته وصفاته أو المستحق لذلك (مجيد) مبالغة بمعنى ماجد من المجد وهو الشرف (اللهم بارك) من البركة وهي الزيادة من الخير (على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) ولم يقل في الموضعين على إبراهيم بل قال كما صليت على آل إبراهيم وكما باركت على آل إبراهيم.
- حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا اللّيث، قال: حدّثني ابن الهاد عن عبد اللّه بن خبّابٍ عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قلنا يا رسول اللّه هذا التّسليم، فكيف نصلّي عليك؟ قال: «قولوا اللّهمّ صلّ على محمّدٍ عبدك ورسولك، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم» قال أبو صالحٍ عن اللّيث: «على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما باركت على آل إبراهيم». [الحديث 4798 - طرفه في: 6358].
وبه قال: (حدّثنا عبد الله بن يوسف) التنيسي قال: (حدّثنا الليث) بن سعد الإمام (قال: حدّثني) بالإفراد (ابن الهاد) عبد الله بن أسامة الليثي (عن عبد الله بن خباب) بخاء معجمة
مفتوحة فموحدتين الأولى مشددة بينهما ألف الأنصاري (عن أبي سعيد الخدري) -رضي الله عنه- أنه (قال: قلنا يا رسول الله هذا التسليم) بوزن التكليم أي قد عرفناه (فكيف نصلى عليك؟ قال):
(قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم) وسقط كما صليت على آل إبراهيم (وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم) ذكر إبراهيم وأسقط آل إبراهيم.
(قال أبو صالح) عبد الله كاتب الليث (عن الليث) بإسناده المذكور (على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم) يعني أن عبد الله بن يوسف لم يذكر آل إبراهيم عن الليث وذكرها أبو صالح عنه في الحديث المذكور.
- حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حدّثنا ابن أبي حازمٍ والدّراورديّ، عن يزيد وقال: «كما صلّيت على إبراهيم، وبارك على محمّدٍ وآل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم».
وبه قال: (حدّثنا إبراهيم بن حمزة) بالحاء المهملة والزاي ابن محمد بن مصعب بن الزبير بن العوّام القرشي الزبيري قال: (حدّثنا ابن أبي حازم) بالحاء المهملة والزاي عبد العزيز واسم أبي حازم سلمة (والدراوردي) عبد العزيز بن محمد كلاهما (عن يزيد) هو ابن الهاد (وقال: كما صليت على إبراهيم) أي كما تقدمت منك الصلاة على إبراهيم فنسأل منك الصلاة على محمد بطريق الأولى لأن الذي يثبت للفاضل يثبت للأفضل بطريق الأولى، وبهذا يحصل الانفصال عن الإيراد المشهور وهو أن من شرط التشبيه أن يكون المشبه به أقوى ومحصل الجواب أن التشبيه ليس من باب إلحاق الكامل بالأكمل بل من باب التهييج ونحوه قاله في الفتح. ويأتي مزيد بحث لذلك إن شاء الله تعالى في كتاب الدعاء بعون الله وقوته ولم يذكر في هذه وعلى آل إبراهيم.
(وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم) بإسقاط لفظ على في الآل في الموضعين وإثبات إبراهيم وآله في كما باركت، قيل: أصل آل أهل قلبت الهاء همزة ثم سهلت ولهذا إذا صغر ردّ إلى الأصل فقيل أهيل وقيل أصله أول من آل إذا رجع سمي بذلك من يؤول إلى الشخص ويضاف إليه ويقوّيه أنه لا يضاف إلى معظم فيقال آل القاضي ولا يقال آل الحجام بخلاف أهل، وقد يطلق آل فلان على نفسه وعليه وعلى من يضاف إليه جميعًا وضابطه أنه إذا قيل فعل آل فلان كذا دخل هو فيهم وإن ذكرا معًا فلا وهو كالفقير والمسكين والإيمان والإسلام، ولما اختلفت ألفاظ الحديث في الإتيان بهما معًا وفي إفراد أحدهما كان أولى المحامل أن يحمل على أنه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال ذلك كله ويكون بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر، ويحتمل أن يكون بعض من اقتصر على آل إبراهيم بدون ذكر إبراهيم رواه بالمعنى بناء على دخول إبراهيم في قوله: آل إبراهيم كما تقدم، ووقع في أحاديث الأنبياء من البخاري في ترجمة إبراهيم عليه السلام من طريق عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وكذا في قوله: كما باركت، وغفل عنه ابن القيم فزعم أن أكثر الأحاديث بل كلها مصرحة بذكر محمد وآل محمد وبذكر آل إبراهيم فقط أو بذكر إبراهيم فقط قال: ولم يجيء في حديث صحيح بلفظ إبراهيم وآل إبراهيم معًا، وإنما أخرجه البيهقي من طريق يحيى بن السباق عن رجل من بني الحارث عن ابن مسعود ويحيى مجهول وشيخه مبهم فهو سند ضعيف، وأخرجه ابن ماجه من وجه آخر قوي لكنه موقوف على ابن مسعود قاله في الفتح.
ويأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الدعاء مزيد لذلك بعون الله وقوته). [إرشاد الساري: 7/306-307]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (باب {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً}
قوله: (كما صليت) قد اعترض بأن الصلاة المطلوبة له صلى الله عليه وسلّم ينبغي أن تكون على حسب منصبه وجاهه عند الله تعالى، ومنصبه أعلى، فكيف له الصلاة المشبهة بصلاة إبراهيم مع أن صلاة إبراهيم على حسب منصبه صلوات الله تعالى وسلامه عليهما أجيب بأن وجه الشبه ههنا هو كون صلاة كل أفضل من صلاة من تقدم، أي: صل عليه صلاة هي أفضل من صلاة من تقدم عليه كما صليت على إبراهيم صلاة هي أفضل من صلاة من تقدم عليه، فعلى هذا صارت صلاته أفضل من صلاة إبراهيم كما لا يخفى، وقد يجاب بأن التشبيه في اشتراك الآل معه في الصلاة، أي: صل صلاة مشتركة بينه وبين أهل بيته كما صليت على إبراهيم كذلك، فكأنه صلى الله تعالى عليه وسلم نظر إلى أن صلاة الله تعالى عليه دائماً لقوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} بصيغة المضارع، وقد تقرر أنها تفيد الدوام والاستمرار، فالأقيد أن المؤمنين يطلبون اشتراك أهل بيته معه في الصلاة فعلمهم هذه الكيفية ليفيد دعاؤهم فائدة جديدة، وإلا فيصير دعاؤهم كتحصيل الحاصل، والله تعالى أعلم اهـ سندي). [حاشية السندي على البخاري: 3/65-66]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا إسحاق بن موسى الأنصاريّ، قال: حدّثنا معنٌ، قال: حدّثنا مالكٌ، عن نعيم بن عبد الله المجمر، أنّ محمّد بن عبد الله بن زيدٍ الأنصاريّ،، وعبد الله بن زيدٍ الّذي كان أري النّداء بالصّلاة، أخبره عن أبي مسعودٍ الأنصاريّ، أنّه قال: أتانا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعدٍ: أمرنا اللّه أن نصلّي عليك فكيف نصلّي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى تمنّينا أنّه لم يسأله، ثمّ قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ، والسّلام كما قد علّمتم.
وفي الباب عن عليٍّ، وأبي حميدٍ، وكعب بن عجرة، وطلحة بن عبيد الله، وأبي سعيدٍ، وزيد بن خارجة ويقال: ابن جارية، وبريدة.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/212]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {إنّ الله وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه}
- أخبرنا محمّد بن سلمة، قال: أخبرنا ابن القاسم، عن مالكٍ، قال: حدّثني نعيمٌ المجمر، أنّ محمّد بن عبد الله بن زيدٍ، أخبره، عن أبي مسعودٍ الأنصاريّ، أنّه قال: أتانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعدٍ: أمرنا الله أن نصلّي عليك، فكيف نصلّي عليك؟، فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى تمنّينا أنّه لم يسأله، ثمّ قال: " قولوا: اللهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ، والسّلام كما قد علمتم "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/226]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا}.
يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه وملائكته يبرّكون على النّبيّ محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- كما حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه} يقول: يبرّكون على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقد يحتمل أن يقال: إنّ معنى ذلك: أنّ اللّه يرحم النّبيّ، وتدعو له ملائكته ويستغفرون، وذلك أنّ الصّلاة في كلام العرب من غير اللّه إنّما هو دعاءٌ وقد بيّنّا ذلك فيما مضى من كتابنا هذا بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته.
{يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه} يقول تعالى ذكره: يا أيّها الّذين آمنوا ادعوا لنبيّ اللّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {وسلّموا تسليمًا} يقول: وحيّوه تحيّة الإسلام.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك جاءت الآثار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا هارون، عن عنبسة، عن عثمان بن موهبٍ، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: أتى رجلٌ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: سمعت اللّه يقول: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ} الآية، فكيف الصّلاة عليك؟ فقال: قل: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ.
- حدّثني جعفر بن محمّدٍ الكوفيّ، قال: حدّثنا يعلى بن الأجلح، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال: لمّا نزلت: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا} قمت إليه، فقلت: السّلام عليك قد عرفناه، فكيف الصّلاة عليك يا رسول اللّه؟ قال: قل اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبو إسرائيل، عن يونس بن خبّابٍ قال: خطبنا بفارس فقال: {إنّ اللّه وملائكته} الآية، فقال: أنبأني من سمع ابن عبّاسٍ يقول: هكذا أنزل، فقلنا: أو قالوا: يا رسول اللّه قد علمنا السّلام عليك، فكيف الصّلاة عليك؟ فقال: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن زيادٍ، عن إبراهيم، في قوله {إنّ اللّه وملائكته} الآية، قالوا: يا رسول اللّه هذا السّلام قد عرفناه، فكيف الصّلاة عليك؟ فقال: قولوا اللّهمّ صلّ على محمّدٍ عبدك ورسولك وأهل بيته كما صلّيت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ وبارك عليه وعلى آل بيته، كما باركت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ.
- حدّثني يعقوب الدّورقيّ، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أيّوب، عن محمّد بن سيرين، عن عبد الرّحمن بن بشر بن مسعودٍ الأنصاريّ، قال: لمّا نزلت: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا} قالوا: يا رسول اللّه هذا السّلام قد عرفناه، فكيف الصّلاة، وقد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ كما صلّيت على آل إبراهيم، اللّهمّ بارك على محمّدٍ كما باركت على آل إبراهيم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا} قال: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول اللّه قد علمنا السّلام عليك، فكيف الصّلاة عليك؟ قال: قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ، كما صلّيت على إبراهيم، وبارك على محمّدٍ كما باركت على إبراهيم وقال الحسن: واللّهمّ اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمّدٍ، كما جعلتها على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ). [جامع البيان: 19/174-177]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا أبو جعفر الرازي ثنا الربيع بن أنس عن أبي العالية إن الله وملائكته يصلون على النبي قال صلاة الله عليه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه الدعاء له). [تفسير مجاهد: 520]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا الحسين بن الفضل البجليّ، ثنا عفّان بن مسلمٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، أنبأ ثابتٌ البنانيّ، أنّه تلا قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا} [الأحزاب: 56] فقال ثابتٌ: قدم علينا سليمان مولى الحسن بن عليٍّ فحدّثنا، عن عبد اللّه بن أبي طلحة الأنصاريّ، عن أبيه، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم جاء ذات يومٍ والبشرى ترى في وجهه فقلنا: يا رسول اللّه، إنّا لنرى البشرى في وجهك، فقال: " إنّه أتاني الملك فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقول: أما ترضى ما أحدٌ من أمّتك صلّى عليك إلّا صلّيت عليه عشر صلواتٍ، ولا سلّم عليك أحدٌ من أمّتك إلّا رددت عليه عشر مرّاتٍ؟ فقال: بلى «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/456]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو النّضرٍ الفقيه، وأبو الحسن العنبريّ، قالا: ثنا عثمان بن سعيدٍ الدّارميّ، ثنا أبو صالحٍ محبوب بن موسى، ثنا أبو إسحاق الفزاريّ، عن الأعمش، وسفيان، عن عبد اللّه بن السّائب، عن زاذان، عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ للّه ملائكةً سيّاحين في الأرض يبلّغوني عن أمّتي السّلام» صحيح الإسناد ولم يخرجاه «وقد علونا في حديث الثّوريّ فإنّه مشهورٌ عنه. فأمّا حديث الأعمش عن عبد اللّه بن السّائب، فإنّا لم نكتبه إلّا بهذا الإسناد»). [المستدرك: 2/456]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا الشّيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ أحمد بن عليٍّ الأبّار، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن بكّارٍ الدّمشقيّ، ثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثني أبو رافعٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي مسعودٍ الأنصاريّ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أكثروا عليّ الصّلاة في يوم الجمعة، فإنّه ليس أحدٌ يصلّي عليّ يوم الجمعة إلّا عرضت عليّ صلاته» هذا حديثٌ صحيح الإسناد، فإنّ أبا رافعٍ هذا هو إسماعيل بن رافعٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/457]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو الحسين عليّ بن عبد الرّحمن بن عيسى السّبيعيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ، عن أبيه رضي اللّه عنه، قال: كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إذا ذهب ربع اللّيل قام فقال: «يا أيّها النّاس اذكروا اللّه، يا أيّها النّاس اذكروا اللّه، يا أيّها النّاس اذكروا اللّه، جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه» فقال أبيّ بن كعبٍ: يا رسول اللّه، إنّي أكثر الصّلاة عليك فكم أجعل لك منها؟ قال: «ما شئت» قال: الرّبع؟ قال: «ما شئت، وإن زدت فهو خيرٌ لك» قال: النّصف؟ قال: «ما شئت وإن زدت فهو خيرٌ لك» قال: الثّلثين؟ قال: «ما شئت وإن زدت فهو خيرٌ» قال: يا رسول اللّه، أجعلها كلّها لك؟ قال: «إذًا تكفى همّك، ويغفر لك ذنبك» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/457]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ} [الأحزاب: 56].
- «عن الحسن بن عليٍّ قال: قالوا: يا رسول اللّه، أرأيت قول اللّه - عزّ وجلّ - {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ} [الأحزاب: 56] قال: " إنّ هذا لمن المكتوم، ولولا أنّكم سألتموني عنه ما أخبرتكم، إنّ اللّه - عزّ وجلّ - وكّل بي ملكين لا أذكر عند عبدٍ مسلمٍ فيصلّي عليّ إلّا قال ذانك الملكان: غفر اللّه لك، وقال اللّه وملائكته جوابًا لذينك الملكين: آمين».
رواه الطّبرانيّ، وفيه الحكم بن عبد اللّه بن خطّافٍ وهو كذّابٌ. قلت: وبقيّة أحاديث الصّلاة على النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في كتاب الأدعية وتقدّم بعضها في الصّلاة). [مجمع الزوائد: 7/93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النّبيّ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يصلون} يتبركون). [الدر المنثور: 12/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه قال: صلاة الله عليه: ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه: الدعاء له). [الدر المنثور: 12/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، ان بني اسرائيل قالوا لموسى عليه السلام: هل يصلي ربك فناداه ربه يا موسى إن سألوك هل يصلي ربك فقل: نعم، أنا أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي فانزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية). [الدر المنثور: 12/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {إن الله وملائكته} الآية، قال: لما نزلت جعل الناس يهنؤنه بهذه الآية وقال أبي بن كعب: ما أنزل فيك خيرا إلا خلطنا به معك إلا هذه الآية، فنزلت {وبشر المؤمنين} التوبة الآية 112). [الدر المنثور: 12/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: صلاة الله على النّبيّ هي مغفرته، ان الله لا يصلي ولكن يغفر وأما صلاة الناس على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فهي الاستغفار). [الدر المنثور: 12/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ (صلوا عليه كما صلى عليه وسلموا تسليما) ). [الدر المنثور: 12/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النّبيّ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} قلنا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن يونس بن خباب قال: خطبنا بفارس فقال {إن الله وملائكته} الآية، قال: انبأني من سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: هكذا انزل فقالوا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل ابرهيم انك حميد مجيد وارحم محمد وآل محمد كما رحمت آل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/118-119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله {إن الله وملائكته} قالوا: يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك فقال: قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي كثير بن أبي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال: لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} قالوا: يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم اللهم بارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم). [الدر المنثور: 12/119-120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق من طريق أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبه وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يكتال بالمكيال الأوفى اذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النّبيّ وأزواجه وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/120-121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي عن علي رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يكتال بالمكيال الأوفى اذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على محمد وأزواجه وذريته وأمهات المؤمنين كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدار قطني في الافراد، وابن النجار في تاريخه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: كنت عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فسلم فرد النّبيّ صلى الله عليه وسلم واطلق وجهه واجلسه إلى جنبه فلما قضى الرجل حاجته نهض فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هذا رجل يرفع له كل يوم كعمل أهل الأرض قلت: ولم ذاك قال: انه كلما أصبح صلى علي عشر مرات كصلاة الخلق أجمع قلت: وما ذاك قال: يقول: اللهم صل على محمد النّبيّ عدد من صلى عليه من خلقك وصل على محمد النّبيّ كما ينبغي لنا أن نصلي عليه وصل على محمد النّبيّ كما أمرتنا أن نصلي عليه). [الدر المنثور: 12/121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد والنسائي، وابن أبي عاصم والهيثم بن كليب الشاشي، وابن مردويه عن طلحة بن عبيد الله قال: قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/121-122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: أتى رجل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت الله يقول {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فكيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي}، قمت اليه فقلت: السلام عليك قد عرفناه
فكيف الصلاة عليك يا رسول الله قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيدوبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري والنسائي، وابن ماجه، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد علمناه فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم). [الدر المنثور: 12/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والنسائي، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه، انهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم). [الدر المنثور: 12/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مالك وعبد الرزاق، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن مردويه عن أبي مسعود الانصاري رضي الله عنه، أن بشير بن سعد قال: يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك فسكت حتى تمنينا أنا لم نسأله ثم قال قولوا الله صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم). [الدر المنثور: 12/123-124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مالك وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وابن ماجه، وابن مردويه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن علي، قال: قلت يا رسول الله كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن الحسن رضي الله عنه قال: اذا قال الرجل في الصلاة {إن الله وملائكته يصلون على النبي}، فليصل عليه). [الدر المنثور: 12/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، ان رجلا قال: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك اذا نحن صلينا عليك في صلاتنا فصمت النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثم قال اذا أنتم صليتم علي فقولوا: اللهم صل على محمد النّبيّ الامي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النّبيّ الامي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يتشهد الرجل ثم يصلي على النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثم يدعو لنفسه). [الدر المنثور: 12/125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فانها له زكاة). [الدر المنثور: 12/125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له). [الدر المنثور: 12/125-126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب عن أنس ومالك بن أوس بن الحدثان، ان النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال ان جبريل عليه السلام جاءني فقال: من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشرا ورفع له عشر درجات). [الدر المنثور: 12/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والبخاري في الأدب عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيآت). [الدر المنثور: 12/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الادب ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صل علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا). [الدر المنثور: 12/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الادب، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فلما رقي الدرجة الاولى قال آمين ثم رقي الثانية فقال: آمين ثم رقي الثالثة فقال: آمين، فقالوا: يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات قال: لما رقيت الدرجة الاولى جاءني جبريل فقال شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له فقلت آمين، ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين، ثم قال: شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت آمين). [الدر المنثور: 12/126-127]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي، وابن مردويه عن زيد بن أبي خارجة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك فقال صلوا علي واجتهدوا ثم قولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/127]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه، ان رهطا من الانصار قالوا: يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، فقال فتى من الأنصار: يا رسول الله من آل محمد قال: كل مؤمن). [الدر المنثور: 12/127]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكم تعرضون علي باسمائكم ومسماكم فاحسنوا الصلاة علي). [الدر المنثور: 12/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: دخلت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فوجدته مسرورا فقلت: يا رسول الله ما أدري متى رأيتك أحسن بشرا وأطيب نفسا من اليوم قال وما يمنعني وجبريل خرج من عندي الساعة فبشرني ان لكل عبد صلى علي صلاة يكتب له بها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات ويرفع له بها عشر درجات ويعرض علي كما قالها ويرد عليه بمثل ما دعا). [الدر المنثور: 12/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة قال: أخبرني يعقوب بن زيد التيمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني آت من ربي فقال: لا يصلي عليك عبد صلاة إلا صلى عليه عشرا، فقال رجل: يا رسول الله إلا أجعل نصف دعائي لك قال: ان شئت قال: ألا أجعل كل دعائي لك قال: اذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة). [الدر المنثور: 12/128-129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه، وابن النجار عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله أرأيت قول الله {إن الله وملائكته يصلون على النبي} قال ان هذا لمن المكتوم ولولا انكم سألتموني عنه ما أخبرتكم ان الله وكل بي ملكين لا أذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قال ذانك الملكان: غفر الله لك وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين: آمين، ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال: ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال الله وملائكته لذينك الملكين: آمين). [الدر المنثور: 12/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا). [الدر المنثور: 12/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وحسنه، وابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة). [الدر المنثور: 12/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي وحسنه، وابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة). [الدر المنثور: 12/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي عن الحسين بن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي). [الدر المنثور: 12/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي الصلاة علي اخطأ طريق الجنة). [الدر المنثور: 12/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم). [الدر المنثور: 12/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلا قاموا عن أنتن جيفة). [الدر المنثور: 12/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن أبي عاصم وأبو بكر في الغيلانيات والبغوي في الجعديات والبيهقي في الشعب والضياء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لا يجلس قوم مجلسا لا يصلون فيه على النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة وان دخلوا الجنة لما يرون من الثواب). [الدر المنثور: 12/130-131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال: رغم أنف امريء ذكرت عنده فلم يصل عليك). [الدر المنثور: 12/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج القاضي اسمعيل عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى به شحا أن يذكرني قوم فلا يصلون علي). [الدر المنثور: 12/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الاصفهاني في الترغيب والديلمي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم علي في دار الدنيا صلاة انه قد كان في الله وملائكته كفاية ولكن خص المؤمنين بذلك ليثيبهم عليه). [الدر المنثور: 12/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه والاصفهاني عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: الصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمحق للخطايا من الماء البارد والسلام على النّبيّ صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب وحب النّبيّ صلى الله عليه وسلم أفضل من مهج الانفس أو قال من ضرب السيف في سبيل الله). [الدر المنثور: 12/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي عن ابن عمر رضي الله عنهما وأبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا علي صلى الله عليكم). [الدر المنثور: 12/131-132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد، وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك قال اذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك). [الدر المنثور: 12/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد، وعبد بن حميد والترمذي عن أبي طلحة الانصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيبا يرى في وجهك البشر قال أتاني آت من ربي فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيآت ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها، وفي لفظ فقال: أتاني الملك فقال: يا محمد أما يرضيك ان ربك يقول: انه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا قال: بلى). [الدر المنثور: 12/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان، وابن عساكر، وابن المنذر في تاريخه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في الدنيا من صلى علي يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا يخبرني بمن صلى علي باسمه ونسبه إلى عشرة فاثبته عندي في صحيفة بيضاء). [الدر المنثور: 12/132-133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب والخطيب، وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا كفى أمر دنياه وآخرته وكنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فانها معروضة علي). [الدر المنثور: 12/133-134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبه والطبراني والحاكم في الكني عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا فأكثروا أو أقلوا). [الدر المنثور: 12/134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن عباس رضي الله عنهما، انه كان اذا صلى على النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى وارفع درجته العليا وأعطه سؤله في الآخرة والأولى كما آتيت إبراهيم وموسى). [الدر المنثور: 12/134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن ماجه، وابن مردوية عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اذا صليتم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فاحسنوا الصلاة عليه فانكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، قالوا: فعلمنا، قال: قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وامام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك امام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد). [الدر المنثور: 12/134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وأبلغه درجة الوسيلة من الجنة اللهم اجعل في المصطفين محبته وفي المقربين مودته وفي عليين ذكره وداره والسلام عليك ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد). [الدر المنثور: 12/134-135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت: زينوا مجالسكم بالصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 12/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشيرازي في الالقاب عن زيد بن وهب قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: يا زيد بن وهب لا تدع اذا كان يوم الجمعة ان تصلي على النّبيّ ألف مرة تقول: اللهم صل على النّبيّ الأمي). [الدر المنثور: 12/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والقاضي اسمعيل، وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلوا على أنبياء الله ورسله فان الله بعثهم كما بعثني). [الدر المنثور: 12/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه والقاضي اسمعيل، وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا تصلح الصلاة على أحد إلا النّبيّ صلى الله عليه وسلم ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار). [الدر المنثور: 12/136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن حميدة قالت: أوصت لنا عائشة رضي الله عنها بمتاعها فكان في مصحفها {إن الله وملائكته يصلون على النبي} والذين يصفون الصفوف الأول). [الدر المنثور: 12/136]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إن الذين يؤذون الله ورسوله قال بلغني أن الله تبارك اسمه قال شتمني عبدي ولم يكن له أن يشتمني وكذبني عبدي ولم يكن له أن يكذبني أما شتمه إياي فقوله إني اتخذت ولدا وأنا الأحد الصمد وأما تكذيبه إياي فزعم أني لن أبعثه يعني بعد الموت.
عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي مثله). [تفسير عبد الرزاق: 2/122]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن قال كن إماء بالمدينة يقال لهن كذا وكذا كن يخرجن فيتعرض لهن السفهاء فيؤذوهن فكانت المرأة الحرة تخرج فيحسبون أنها أمة فيتعرضون لها ويؤذونها فأمر النبي المؤمنات أن يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن من الإماء أنهن حرائر فلا يؤذين). [تفسير عبد الرزاق: 2/123]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه في الدّنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابًا مهينًا (57) والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا}.
يعني بقوله تعالى ذكره: {إنّ الّذين يؤذون اللّه} إنّ الّذين يؤذون ربّهم بمعصيتهم إيّاه، وركوبهم ما حرّم عليهم.
وقد قيل: إنّه عنى بذلك أصحاب التّصاوير، وذلك أنّهم يرومون تكوين خلقٍ مثل خلق اللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ القرشيّ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سلمة بن الحجّاج، عن عكرمة، قال: الّذين يؤذون اللّه ورسوله هم أصحاب التّصاوير.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {إنّ الّذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه في الدّنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابًا مهينًا} قال: يا سبحان اللّه ما زال أناسٌ من جهلة بني آدم حتّى تعاطوا أذى ربّهم؛ وأمّا أذاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فهو طعنهم عليه في نكاحه صفيّة بنت حييٍّ فيما ذكر.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إنّ الّذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه في الدّنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابًا مهينًا} قال: نزلت في الّذين طعنوا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حين اتّخذ صفيّة بنت حييّ بن أخطب.
وقوله: {لعنهم اللّه في الدّنيا والآخرة} يقول تعالى ذكره: أبعدهم اللّه من رحمته في الدّنيا والآخرة وأعدّ لهم في الآخرة عذابًا يهينهم فيه بالخلود فيه). [جامع البيان: 19/178-179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن الذين يؤذون الله ورسوله} الآية، قال: نزلت في الذين طعنوا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم حين أخذ صفية بنت حي رضي الله عنها). [الدر المنثور: 12/136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزلت في عبد الله بن أبي وناس معه قذفوا عائشة رضي الله عنها فخطب النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقال من يعذرني في رجل يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فنزلت). [الدر المنثور: 12/136-137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن ابن أبي مليكة قال: جاء رجل من أهل الشام فسب عليا رضي الله عنه عند ابن عباس رضي الله عنهما فحصبه ابن عباس رضي الله عنهما وقال: يا عدو الله آذيت رسول الله {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لآذيته). [الدر المنثور: 12/137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} قال: آذوا الله فيما يدعون معه وآذوا رسول الله قالوا: انه ساحر مجنون). [الدر المنثور: 12/137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {إن الذين يؤذون الله ورسوله} قال: أصحاب التصاوير). [الدر المنثور: 12/137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فيما يروي عن ربه عز وجل شتمني ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني وكذبني ولم ينبغ له أن يكذبني فأما شتمه إياي فقوله {اتخذ الله ولدا} البقرة الآية 116 وأنا الأحد الصمد وأما تكذيبه اياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، قال قتادة: ان كعبا رضي الله عنه كان يقول: يخرج يوم القيامة عنق من النار فيقول: يا أيها الناس اني وكلت منكم بثلاث بكل عزيز كريم وبكل جبار عنيد وبمن دعا مع الله الها آخر فيلتقطهم كما يلتقط الطير الحب من الأرض فتنطوي عليهم فتدخل النار فتخرج عنق أخرى فتقول: يا أيها الناس أني وكلت منكم بثلاثة، بمن كذب الله وكذب على الله وآذى الله فأما من كذب الله فمن زعم ان الله لا يبعثه بعد الموت وأما من كذب على الله فمن زعم ان الله يتخذ ولدا وأما من آذى الله: فالذين يصورون ولا يحيون، فتلقطهم كما تلقط الطير الحب من الأرض فتنطوي عليهم فتدخل النار). [الدر المنثور: 12/137-138]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والّذين يؤذون المؤمنين} كان مجاهدٌ يوجّه معنى قوله {يؤذون} إلى يقفون.
ذكر الرّواية بذلك عنه:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {والّذين يؤذون} قال: يقفون.
فمعنى الكلام على ما قال مجاهدٍ: والّذين يقفون المؤمنين والمؤمنات، ويعيبونهم طلبًا لشينهم.
{بغير ما اكتسبوا} يقول: بغير ما عملوا.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {بغير ما اكتسبوا} قال عملوا.
- حدّثنا نصر بن عليٍّ، قال: حدّثنا عثّام بن عليٍّ، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، قال: قرأ ابن عمر: {والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا} قال: فكيف إذا أوذي بالمعروف، فذلك يضاعف له العذاب.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثّام بن عليٍّ، عن الأعمش، عن ثورٍ، عن ابن عمر {والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا} قال: كيف بالّذي يأتي إليهم المعروف.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا} فإيّاكم وأذى المؤمن، فإنّ اللّه يحوطه، ويغضب له.
وقوله: {فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا} يقول: فقد احتملوا زورًا وكذبًا وفريةً شنيعةً؛ والبهتان: أفحش الكذب {وإثمًا مبينًا} يقول: وإثمًا يبين لسامعه أنّه إثمٌ وزورٌ). [جامع البيان: 19/179-180]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات يقول يقفون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا يعني ما عملوا). [تفسير مجاهد: 520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا.
أخرج الفريابي، وابن سعد في الطبقات، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} قال: يقعون {بغير ما اكتسبوا} يقول: بغير ما علموا {فقد احتملوا بهتانا} قال: إثما). [الدر المنثور: 12/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: يلقى الجرب على أهل النار فيحكون حتى تبدو العظام فيقولون: ربنا بم أصابنا هذا فيقال: بأذاكم المسلمين). [الدر المنثور: 12/138-139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: اياكم وأذى المؤمنين فان الله يحوطهم ويغضب لهم وقد زعموا أن عمر بن الخطاب قرأها ذات يوم فافزعه ذلك حتى ذهب إلى أبي بن كعب رضي الله عنه فدخل عليه فقال: يا أبا المنذر اني قرأت آية من كتاب الله تعالى فوقعت مني كل موقع {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} والله اني لأعاقبهم وأضربهم فقال له: انك لست منهم انما أنت معلم). [الدر المنثور: 12/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: اني لأبغض فلانا فقيل للرجل: ما شأن عمر رضي الله عنه يبغضك فلما أكثر القوم في الذكر جاء فقال: يا عمر أفتقت في الإسلام فتقا قال: لا، قال: فجنيت جناية قال: لا، قال: أحدثت حدثا قال: لا، قال: فعلام تبغضني وقد قال الله {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} فقد آذيتني فلا غفرها الله لك، فقال عمر رضي الله عنه: صدق والله ما فتق فتقا ولا ولا فاغفرها لي فلم يزل به حتى غفرها له). [الدر المنثور: 12/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} إلى قوله {وإثما مبينا} قال: فكيف بمن أحسن إليهم يضاعف لهم الاجر). [الدر المنثور: 12/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه، وابن عساكر عن عبد الله بن يسر رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال ليس منا ذو حسد ولا نميمة ولا خيانة ولا اهانة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} ). [الدر المنثور: 12/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أي الربا أربى عند الله قالوا: الله ورسوله أعلم قال: أربى الربا عند الله استحلال عرض امريء مسلم ثم قرأ {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا} ). [الدر المنثور: 12/140]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة عن غير واحدٍ أن عمر بن الخطاب بينما هو يمشي بسوق المدينة مر على امرأةٍ محترمةٍ بين أعلاج قائمة تسوم ببعض السلع، فجلدها، فانطلقت حتى أتت رسول الله، فقالت: يا رسول الله، قد جلدني عمر بن الخطاب على غير شيءٍ رآه مني؛ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر فقال: ما حملك على جلد ابنة عمك، فأخبره خبرها، فقال: أو ابنة عمي هي أنكرتها، يا رسول الله، إذا لم أر عليها جلبابا وظننت أنها وليدةٌ؛ فقال الناس: الآن ينزل على رسول الله فيما قال عمر وما نجد لنسائنا جلابيب، فأنزل الله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}). [الجامع في علوم القرآن: 1/72-73]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن ابن خثيم عن صفية بنت نسيبة عن أم سلمة زوج النبي قالت لما نزلت هذه الآية يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها). [تفسير عبد الرزاق: 2/123]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {جلابيبهن} قال: أرديتهن). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 104]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان اللّه غفورًا رحيمًا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين، لا يتشبّهن بالإماء في لباسهنّ إذا هنّ خرجن من بيوتهنّ لحاجتهنّ، فكشفن شعورهنّ ووجوههنّ، ولكن ليدنين عليهنّ من جلابيبهنّ، لئلاّ يعرض لهنّ فاسقٌ، إذا علم أنّهنّ حرائرٌ بأذًى من قولٍ.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في صفة الإدناء الّذي أمرهنّ اللّه به، فقال بعضهم: هو أن يغطّين وجوههنّ ورءوسهنّ، فلا يبدين منهنّ إلاّ عينًا واحدةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ} أمر اللّه نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهنّ في حاجةٍ أن يغطّين وجوههنّ من فوق رءوسهنّ بالجلابيب، ويبدين عينًا واحدةً.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن ابن عونٍ، عن محمّدٍ، عن عبيدة، في قوله: {يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ} فلبسها عندنا ابن عونٍ، قال: ولبسها عندنا محمّدٌ، قال محمّدٌ: ولبسها عندي عبيدة؛ قال ابن عونٍ بردائه، فتقنّع به، فغطّى أنفه وعينه اليسرى، وأخرج عينه اليمنى، وأدنى رداءه من فوقٍ حتّى جعله قريبًا من حاجبه أو على الحاجب.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا هشامٌ، عن ابن سيرين، قال: سألت عبيدة، عن قوله: {قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ} قال: فقال بثوبه، فغطّى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه.
وقال آخرون: بل أمرن أن يشددن جلابيبهنّ على جباههنّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ} إلى قوله: {وكان اللّه غفورًا رحيمًا} قال: كانت الحرّة تلبس لباس الأمة، فأمر اللّه نساء المؤمنين أن يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ؛ وإدناء الجلباب: أن تقنّع وتشدّ على جبينها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} أخذ اللّه عليهنّ إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} وقد كانت المملوكة إذا مرّت تناولوها بالإيذاء، فنهى اللّه الحرائر أن يتشبّهن بالإماء.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ} يتجلببن فيعلم أنّهنّ حرائرٌ فلا يعرض لهنّ فاسقٌ بأذًى من قولٍ ولا ريبةٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عمّن حدّثه عن أبي صالحٍ، قال: قدم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة على غير منزلٍ، فكان نساء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وغيرهنّ إذا كان اللّيل خرجن يقضين حوائجهنّ، وكان رجالٌ يجلسون على الطّريق للغزل، فأنزل اللّه: {يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ} يقنعن بالجلباب حتّى تعرف الأمّة من الحرّة.
وقوله: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} يقول تعالى ذكره: إدناؤهنّ جلابيبهنّ إذا أدنينها عليهنّ أقرب وأحرى أن يعرفن ممّن مررن به، ويعلموا أنّهنّ لسن بإماء، فيتنكّبوا عن أذاهنّ بقولٍ مكروهٍ، أو تعرّض بريبةٍ {وكان اللّه غفورًا} لما سلف منهنّ من تركهنّ إدناءهنّ الجلابيب عليهنّ {رحيمًا} بهنّ أن يعاقبهنّ بعد توبتهنّ بإدناء الجلابيب عليهنّ). [جامع البيان: 19/180-183]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يدنين عليهن من جلابيبهن يقول يتجلببن حتى يعلم أنهن حرائر لا يعرض لهن فاسق بأذى من قول أو ريبة). [تفسير مجاهد: 520-521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا أيها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما.
أخرج ابن سعد والبخاري ومسلم، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت سودة رضي الله عنها بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفي على من يعرفها فرآها عمر رضي الله عنه فقال: يا سودة انك والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وانه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت وقالت: يا رسول الله اني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر رضي الله عنه: كذا، كذا، فأوحى اليه ثم رفع عنه وان العرق في يده فقال: انه قد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن). [الدر المنثور: 12/140-141]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال: كان نساء النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فقيل: ذلك للمنافقين فقالوا: انما نفعله بالأماء، فنزلت هذه الآية {يا أيها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} فأمر بذلك حتى عرفوا من الأماء). [الدر المنثور: 12/141]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال: قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل فكان نساء النّبيّ صلى الله عليه وسلم وغيرهن اذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل فانزل الله {يا أيها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك}، يعني بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة). [الدر المنثور: 12/141-142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال: كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فاذا قيل له قال: كنت أحسبها أمة فأمرهن الله تعالى ان يخالفن زي الأماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها إلا احدى عينيها {ذلك أدنى أن يعرفن} يقول: ذلك أحرى ان يعرفن). [الدر المنثور: 12/142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال: أمر الله نساء المؤمنين اذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة). [الدر المنثور: 12/142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد وأبو داود، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من أكسيه سود يلبسنها). [الدر المنثور: 12/142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن أبي قلابة رضي الله عنه قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يدع في خلافته أمة تقنع ويقول: انما القناع للحرائر لكيلا يؤذين). [الدر المنثور: 12/142-143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد عن أنس رضي الله عنه قال: رأى عمر رضي الله عنه جارية مقنعة فضربها بدرته وقال: القي القناع لا تشبهين بالحرائر). [الدر المنثور: 12/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: رحم الله نساء الأنصار لما نزلت {يا أيها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين}، شققن مروطهن، فاعتجرن بها فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما على رؤوسهن الغربان). [الدر المنثور: 12/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب رضي الله عنه انه قيل له: الأمة تزوج فتخمر قال {يا أيها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} فنهى الله الاماء ان يتشبهن بالحرائر). [الدر المنثور: 12/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال: سألت عبيدة رضي الله عنه عن هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} فرفع ملحفة كانت عليه فقنع بها وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه). [الدر المنثور: 12/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الايسر مما يلي العين). [الدر المنثور: 12/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {يا أيها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: أخذ الله عليهن اذا خرجن ان يعدنها على الحواجب {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} قال: قد كانت المملوكة يتناولونها فنهى الله الحرائر يتشبهن بالاماء). [الدر المنثور: 12/144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي في الآية قال: كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن فكان الفساق يتعرضون لهن فيؤذونهن فامرهن الله ان يدنين عليهن من جلابيبهن حتى تعلم الحرة من الامة). [الدر المنثور: 12/144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة ان دعارا من دعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمزونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر انما يفعلون ذلك بالاماء فانزل الله هذه الآية {يا أيها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 12/144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: كانت الحرة تلبس لباس الامة فامر الله نساء المؤمنين ان يدنين عليهم من جلابيبهن وأدنى الجلباب: ان تقنع وتشده على جبينها). [الدر المنثور: 12/144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه في قوله {يا أيها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} قال: اماؤكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج فيحسب انها أمة فتؤذى فامرهن الله أن يدنين عليهم من جلابيبهن). [الدر المنثور: 12/144-145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال: كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فاذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق فيقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن فاذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا: هذه حرة فكفوا عنها واذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا: هذه أمة فوثبوا عليها). [الدر المنثور: 12/145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: يسدلن عليهن من جلابيبهن، وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا ان يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها). [الدر المنثور: 12/145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها). [الدر المنثور: 12/145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: هو الرداء). [الدر المنثور: 12/145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: يتجلببن بها فيعلمن انهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة). [الدر المنثور: 12/145-146]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال: سألت عبيدا السلماني رضي الله عنه عن قوله الله {يدنين عليهن من جلابيبهن} فتقنع بملحفة فغطى رأسه ووجهه.
وأخرج احدى عينيه). [الدر المنثور: 12/146]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 01:20 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ} [الأحزاب: 56]، يعني: أنّ
[تفسير القرآن العظيم: 2/735]
اللّه يغفر للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وتستغفر له الملائكة، هذا تفسير السّدّيّ.
{يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه} [الأحزاب: 56]، يعني: استغفروا له.
{وسلّموا تسليمًا} [الأحزاب: 56]
- حدّثني سعيدٌ، والخليل بن مرّة، عن أبي هاشمٍ صاحب الرّمّان، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: جاءني كعب بن عجرة، فقال لي: ألا أهدي لك هديّةً؟ بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذ قال رجلٌ: يا رسول اللّه عرفنا السّلام عليك، فكيف الصّلاة عليك؟ قال: " قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ،
اللّهمّ بارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ ".
- الخليل بن مرّة، والنّضر بن بلالٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن أنس بن مالكٍ، عن أبي طلحة قال: دفعت ذات يومٍ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللّه بأبي أنت وأمّي، ما أدري متى رأيتك أطيب نفسًا، ولا أشرق وجهًا، ولا أحسن بشرًا منك الآن قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " وما يمنعني يا أبا طلحة، وإنّما صدر جبريل من عندي الآن، فبشّرني
بما أعطيت أمّتي، فقال: يا محمّد، من صلّى عليّ صلاةً صلّى اللّه عليه عشرًا أو ردّ عليه مثل الّذي صلّى به عليّ ".
- وحدّثني حمّادٌ الكلبيّ، عن حمّادٍ، عن إبراهيم، عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّ ملكًا موكّلا بالنّبيّ عليه السّلام إذا قال العبد: صلّى اللّه على
[تفسير القرآن العظيم: 2/736]
محمّدٍ، قال الملك: وأنت فصلّى اللّه عليك.
- وحدّثني المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أكثروا الصّلاة عليّ يوم الجمعة».
- وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن عبد اللّه بن عبيدة، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن عبادة بن نسيٍّ، عن أبي الدّرداء، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «أكثروا الصّلاة عليّ يوم الجمعة فإنّه يومٌ مشهودٌ تشهده الملائكة، وإنّ أحدًا لا يصلّي عليّ إلا بلغتني صلاته حيث كان»، قلنا: يا رسول اللّه، كيف تبلغك صلاتنا إذا تضمّنتك الأرض؟ قال: «إنّ اللّه حرّم على
الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء».
- أشعث، عن عمرو بن دينارٍ، عن محمّد بن عليٍّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من نسي الصّلاة عليّ فقد خطئ طريق الجنّة»). [تفسير القرآن العظيم: 2/737]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً}
وقال: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً} , فصلاة الناس عليه , دعاؤهم له، وصلاة الله عز وجل, إشاعة الخير عنه.). [معاني القرآن: 3/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وقالوا في قوله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} رفع (الصابئين) لأنه ردّ على موضع إنّ الّذين آمنوا وموضعه رفعٌ؛ لأن (إنّ) مبتدأة وليست تحدث في الكلام معنى كما تحدث أخواتها.
ألا ترى أنك تقول: زيد قائم، ثم تقول: إن زيدا قائم، ولا يكون بين الكلامين فرق في المعنى.
وتقول: زيد قائم، ثم تقول: ليت زيدا قائم، فتحدث في الكلام معنى الشك.
وتقول: زيد قائم، ثم تقول: ليت زيدا قائم، فتحدث في الكلام معنى التمني.
ويدلّك على ذلك قولهم: إن عبد الله قائم وزيد، فترفع زيداً، كأنك قلت: عبد الله قائم وزيد.
وتقول: لعل عبد الله قائم وزيداً، فتنصب مع (لعلّ) وترفع مع (إنَّ) لما أحدثته (لعلّ) من معنى الشك في الكلام، ولأنّ (إنَّ) لم تُحدث شيئا.
وكان الكسائي يجيز: إنَّ عبد الله وزيدٌ قائمان، وإنَّ عبد الله وزيدٌ قائم. والبصريون يجيزونه، ويحكون: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} وينشدون:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله = فإنّي وقيّارٌ بها لغريب ). [تأويل مشكل القرآن: 52] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والصّلاة من الله: الرحمة والمغفرة. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}. وقال: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} وقال: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} أي: مغفرة.
وقال النبي، صلّى الله عليه وسلم: ((اللهم صلّ على آل أبي أوفى))
يريد: ارحمهم واغفر لهم). [تأويل مشكل القرآن: 460-461]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إن الله وملائكته يصلون على النبي}
قال أبو مسعود الأنصاري : (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة , فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله جل وعز أن نصلي عليك يا رسول الله , فكيف نصلي عليك ؟.
قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((قولوا : اللهم صل على محمد , وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد, والسلام كما علمتم .))).
وروى المسعودي , عن عون بن عبد الله , عن أبي فاختة, عن الأسود , عن عبد الله أنه قال : ( إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم , فأحسنوا الصلاة عليه , فإنكم لا تدرون لعل الله يعرض ذلك عليه).
قالوا : فعلمنا .
قال : (قولوا : اللهم اجعل صلواتك , ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين , وإمام المتقين , وخاتم النبيين محمد عبدك , ورسولك, إمام الخير , وقائد الخير , ورسول الرحمة .
اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون , اللهم صل على محمد , وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم , وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد , وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم , وآل إبراهيم إنك حميد مجيد)). [معاني القرآن: 5/374-376]

تفسير قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه في الدّنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابًا مهينًا} [الأحزاب: 57] هؤلاء المنافقون كانوا يؤذون رسول اللّه عليه السّلام ويستخفّون بحقّه، ويرفعون أصواتهم عنده استخفافًا بحقّه، ويكذبون عليه ويبهتونه). [تفسير القرآن العظيم: 2/737]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة}
قيل المعنى : يؤذون أولياء الله , وروى همام, عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل: ((شتمني عبدي ولم يكن له أن يشتمني، وكذبني ولم يكن ينبغي له أن يكذبني , فأما شتمه إياي فقوله: إني اتخذت ولدا , وأنا الأحد الصمد , وأما تكذيبه إياي , فإنه زعم أن لن يبعث. يعني : بعد الموت.)).) [معاني القرآن: 5/377]

تفسير قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا} [الأحزاب: 58] بغير ما جنوا، هم المنافقون.
{فقد احتملوا بهتانًا} [الأحزاب: 58] كذبًا.
{وإثمًا مبينًا} [الأحزاب: 58] بيّنًا.
- حدّثني النّضر بن بلالٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن أنس بن مالكٍ، أنّ
[تفسير القرآن العظيم: 2/737]
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج يومًا، فنادى بصوتٍ أسمع العواتق في الخدور: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه، ألا لا تؤذوا المؤمنين ولا تغتابوهم، ولا تتبعّوا عوراتهم، فإنّه من تتبّع عورة أخيه المسلم تتبّع اللّه عورته، ومن يتّبع اللّه عورته فضحه في بيته».
وحدّثني همّامٌ، عن قتادة، عن الحسن، قال: بلغنا أنّه من استحمد إلى النّاس في الدّنيا بشيءٍ لم يستحمد فيه إلى اللّه نادى منادٍ يوم القيامة: ألا إنّ فلانًا استحمد إلى النّاس في الدّنيا بشيءٍ لم يستحمد فيه إلى اللّه، ومن ذمّه النّاس بشيءٍ في الدّنيا لم يستذمّ فيه إلى اللّه نادى منادٍ يوم القيامة، ألا إنّ فلانًا ذمّه النّاس في الدّنيا بشيءٍ لم يستذمّ فيه إلى اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/738]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا...}
نزلت في أهل الفسق والفجور، وكانوا يتّبعون الإماء بالمدينة, فيفجرون بهنّ، فكان المسلمون في الأخبية , لم يبنوا , ولم يستقرّوا, وكانت المرأة من نساء المسلمين تتبرّز للحاجة، فيعرض لها بعض الفجّار يرى أنها أمة، فتصيح به، فيذهب, وكان الزّي واحداً, فأمر النبي عليه السلام {قل لأزواجك وبنانك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين }, والجلباب: الرداء...
- حدثني يحيى بن المهلّب أبو كدينة , عن ابن عون , عن ابن سيرين في قوله: {يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ} .). [معاني القرآن: 2/349]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : يقعون في المؤمنين , والمؤمنات بغير ما عملوا.). [معاني القرآن: 5/377]

تفسير قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رحِيمًا (59)}َ
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ} [الأحزاب: 59] والجلباب الرّداء تقنّع به، وتغطّي به شقّ وجهها الأيمن، تغطّي عينها اليمنى وأنفها.
{ذلك أدنى أن يعرفن} [الأحزاب: 59] أنّهنّ حرائر، مسلماتٌ عفائف.
{فلا يؤذين} [الأحزاب: 59]، أي: فلا يعرض لهنّ بالأذى، وكان المنافقون هم الّذين كانوا يتعرّضون للنّساء.
وقال الكلبيّ: كانوا يلتمسون الإماء، ولم تكن تعرف الحرّة من الأمة باللّيل فلقي نساء المسلمين منهم أذًى شديدًا، فذكرن ذلك لأزواجهنّ، فرفع ذلك إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت هذه الآية.
[تفسير القرآن العظيم: 2/738]
وقال الحسن: كان أكثر من يصيب الحدود يومئذٍ المنافقون.
- وحدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ أنّ عمر بن الخطّاب رأى أمةً عليها قناعٌ فعلاها بالدّرّة وقال: اكشفي رأسك ولا تشبّهي بالحرائر.
- وحدّثنا حمّاد بن سلمة، ونصر بن طريفٍ، عن ثمامة بن أنسٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: كنّ جواري عمر يخدمننا كاشفات الرّءوس تضطرب ثديّهنّ باديةً أخدامهنّ.
قال: {وكان اللّه غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/739]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا...}

نزلت في أهل الفسق والفجور، وكانوا يتّبعون الإماء بالمدينة , فيفجرون بهنّ، فكان المسلمون في الأخبية , لم يبنوا , ولم يستقرّوا, وكانت المرأة من نساء المسلمين تتبرّز للحاجة، فيعرض لها بعض الفجّار يرى أنها أمة، فتصيح به، فيذهب, وكان الزّي واحداً , فأمر النبي عليه السلام : {قل لأزواجك وبنانك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فيؤذين }لا , والجلباب: الرداء...
- حدثني يحيى بن المهلّب أبو كدينة , عن ابن عون, عن ابن سيرين في قوله: {يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ} ). [معاني القرآن: 2/349] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ...}
هكذا: قال تغطّي إحدى عينيها , وجبهتها , والشّقّ الآخر، إلاّ العين.). [معاني القرآن: 2/349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((الجلابيب): الخمر واحدها جلباب). [غريب القرآن وتفسيره: 304]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ}:أي : يلبسن الأردية.). [تفسير غريب القرآن: 352]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}

قال أبو مالك , والحسن : كان النساء يخرجن بالليل في حاجاتهن , فيؤذيهن المنافقون , ويتوهمون إنهن إماء , فأنزل الله جل وعز:
{يا أيها النبي قل لأزواجك} إلى آخر الآية
قال الحسن : (ذلك أدني أن يعرف أنهن حرائر , فلا يؤذين) .
قال الحسن : (تغطي نصف وجهها , وكان عمر إذا رأى أمة قد تقنعت , علاها بالدرة) .
قال محمد بن سيرين , سألت عبيدة عن قوله تعالى: {يدنين عليهن من جلابيبهن} , فقال : (تغطي حاجبها بالرداء , ثم ترده على أنفها حتى تغطي رأسها , ووجهها , وإحدى عينيها).
قال مجاهد : (يتجلببن حتى يعرفن , فلا يؤذين بالقول).). [معاني القرآن: 5/377-379]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الجَلَابِيبِ): الخمر , والملاحف.). [العمدة في غريب القرآن: 244]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 01:23 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرا فليأكل، وإن كان صائما فليصل)).
قال: حدثناه ابن علية ويزيد كلاهما عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قالا: قوله: ((فليصل)) يعني يدعو لهم بالبركة والخير.
وكذلك كل داع فهو مصل وكذلك هذه الأحاديث التي جاء فيها ذكر صلاة الملائكة كقوله: ((الصائم إذا أكل عنده الطعام صلت عليه الملائكة حتى يمسي))، وحديثه: من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة صلت عليه الملائكة عشرا.
وهذا في حديث كثير فهو كله عندي الدعاء ومثله في الشعر في غير موضع قال الأعشى:

وصهباء طاف يهوديها = وأبرزها وعليها ختم
وقابلها الريح في دنها = وصلى على دنها وارتسم
يقول: دعا لها بالسلامة والبركة يصف الخمر، وقال أيضا:

تقول بنتي وقد قربت مرتحلا = يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي = نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
يقول: ليكن لك مثل الذي دعوت لي.
وأما حديث ابن أبي أوفى أنه قال: أعطاني أبي صدقة ماله فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اللهم صل على آل أبي أوفى)) فإن هذه الصلاة عندي الرحمة.
ومنه قول الله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فهو من الله رحمة ومن الملائكة دعاء.
ومنه قولهم: ((اللهم صل على محمد)).
قال: فالصلاة ثلاثة أشياء: الرحمة والدعاء والصلاة). [غريب الحديث: 3/234-238]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله تعالى: {وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ} قال: هو الزيت يصطبع به. وقال في قوله: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}: لا تعد لذكراها. وقال في قوله تعالى: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. قولوا: السلام عليك يا رسول الله). [مجالس ثعلب: 230] (م)

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} قال: يجوز ولم نسمع من قرأ به. ويقال إن زيدًا وعمرو قائمان، وإن زيدًا وعمرًا قائمان. قال: مثل قوله:
فإني وقيار بها لغريب). [مجالس ثعلب: 262]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) }

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): («الزوج» يقع على المرأة والرجل. هذا قول أهل الحجاز؛ قال الله عز وجل: {أمسك عليك زوجك}. وأهل نجد يقولون: «زوجة» وهو أكثر من «زوج»، والأول أفصح عند العلماء. قال الشاعر:
وإن الذي يمشي يحرش زوجتي = كماش إلى أسد الشرى يستشيرها
روى أبو عبد الله: «إلى أسد الشرى يستبيلها»؛ فمن قال: «زوجة» قال في الجمع: «زوجات»، ومن قال: «زوج» قال في الجمع: «أزواج»؛ قال الله عز وجل: {قل لأزواجك وبناتك}.
قال: أنشدني أبو الجراح:
يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم = أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب).
[المذكور والمؤنث: 85] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما * إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا * والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}
هذه الآية شرف الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم، وذكر منزلته منه، وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء في أمر زوجاته، ونحو ذلك.
وقوله: "يصلون"، قالت فرقة: الضمير فيه لله وللملائكة، وهذا قول من الله تعالى شرف به ملائكته، فلا يصحبه الاعتراض الذي جاء في قول الخطيب عند النبي صلى الله عليه وسلم: "من أطاع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد ضل"، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيب أنت"، قالوا: لأنه ليس لأحد من البشر أن يجمع ذكر الله تعالى مع غيره في ضمير واحد، ولله أن يفعل من ذلك ما شاء. وقالت فرقة: في الكلام حذف تقديره: إن الله يصلي على النبي وملائكته يصلون، ودل الظاهر من القول على ما ترك، وليس في الآية اجتماع في ضمير، وذلك جائز للبشر فعله، ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيب أنت" لهذا المعنى، وإنما قاله لأن الخطيب وقف على "ومن يعصهما" وسكت سكتة، ومما يؤيد هذا أن في كلام النبي صلى الله عليه وسلم في مصنف أبي داود: "فجمع ذكر الله تعالى مع رسوله في ضمير"، ومما يؤيد القول الأول أن في كتاب مسلم: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله"، وهذا يحتمل أن يكون لما خطأه في وقفه وقال له: "بئس الخطيب أنت" أصلح له بعد ذلك جميع كلامه; لأن فصل ضمير اسم الله تعالى من ضمير غيره أولى لا محالة، فقال له. "بئس الخطيب أنت" لموضع خطأه في الوقف، وحمله على الأولى في فصل الضميرين. وإن كان جمعهما جائزا.
وقراءة الجمهور: "وملائكته" بنصب التاء عطفا على المكنون، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما بالرفع عطفا على الموضع قبل دخول "إن"، وفي هذا نظر.
وصلاة الله تعالى رحمة منه وبركة، وصلاة الملائكة دعاء وتعظيم، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي لا يصح تركها، ولا يغفلها إلا من لا خير فيه، وقال عليه الصلاة والسلام: "أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة فإنه يوم مشهود".
وصفتها ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام في كتاب الطبري، ومن طريق ابن عباس رضي الله عنهما، أنه لما نزلت هذه الآية قال له قوم من الصحابة; هذا السلام عليك يا رسول الله قد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وارحم محمدا وآل محمد كما رحمت إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد"، وفي بعض الروايات زيادة ونقص، هذا معناه.
وقرأ الحسن: "يا أيها الذين آمنوا فصلوا عليه"، وهذه الفاء تقوي معنى الشرط، أي: صلى الله فصلوا أنتم، كما تقول: أعطيتك فخذ، وفي حرف عبد الله: "صلوا عليه كما صلى الله عليه وسلموا تسليما"). [المحرر الوجيز: 7/ 144-145]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله} الآية، قال الجمهور معناه: بالكفر ونسبة الصاحب والولد والشريك إليه، ووصفه بما لا يليق به، وفي الحديث (قال الله: شتمني عبدي فقال: إن لي ولدا، وكذبني فقال: إنه لن يبعث)، وقال عكرمة: معناه بالتصوير والتعريض لفعل ما لا يفعله إلا الله بنحت الصور وخلقها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المصورين"، وقالت فرقة: ذلك على حذف مضاف، تقديره: يؤذون أولياء الله.
وإذاية الرسول صلى الله عليه وسلم هي بما يؤذيه من الأقوال في غير معنى واحد، من الأفعال أيضا، قال ابن عباس رضي الله عنهما: نزلت في الذين طعنوا عليه حين اتخذ صفية بنت حيي.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والطعن في تأمير أسامة إذاية له أيضا.
وقوله: [لعنوا] معناه: أبعدوا من كل خير). [المحرر الوجيز: 7/ 145-146]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وإذاية المؤمنين والمؤمنات هي أيضا بالأفعال والأقوال القبيحة والبهتان والكذب الفاحش المختلق، وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوما لأبي بن كعب: إني قرأت البارحة هذه الآية ففزعت منها والذين يؤذون المؤمنين الآية، والله إني لأضربهم وأنهرهم، فقال له أبي: لست منهم يا أمير المؤمنين، إنما أنت معلم ومقوم، وذكر أبو حاتم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ: "إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات"، ثم قال لأبي رضي الله عنه: كيف تقرأ هذه الآية؟ فقرأها كما قرأها عمر رضي الله عنه). [المحرر الوجيز: 7/ 147]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}
لما كانت عادة العربيات التبذل في معنى الحجبة، وكن يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء، وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكر فيهن، أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأمرهن بإدناء الجلابيب ليقع تسترهن، فيكف عن معارضتهن من كان غزلا أو شابا.
وروي أنه كان في المدينة قوم يجلسون على الصعدات لرؤية النساء ومعارضتهن ومراودتهن، ونزلت الآية بسبب ذلك.
و"الجلباب": ثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وابن مسعود رضي الله عنه أنه الرداء. واختلف الناس في صورة إدنائه، فقال ابن عباس، وعبيدة السلماني: ذلك أن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها، وقال ابن عباس أيضا، وقتادة: وذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على الأنف وإن ظهرت عيناها، لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه.
وقوله تعالى: {ذلك أدنى أن يعرفن}، أي: على الجملة بالفرق حتى لا يختلطن بالإماء، فإذا عرفن لم يقابلن بأذى من المعارضة مراقبة لرتبة الحرية، وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى تعلم من هي، وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى أمة قد تقنعت قنعها الدرة محافظة على زي الحرائر.
وباقي الآية ترجية ولطف وحظ على التوبة وتطميع في رحمة الله، وفيها تأنيس للنساء في ترك الجلابيب قبل هذا الأمر المشروع).[المحرر الوجيز: 7/ 147-148]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 09:01 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 09:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا (56)}
قال البخاريّ: قال أبو العالية: صلاة اللّه: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدّعاء. وقال ابن عبّاسٍ: يصلّون: يبرّكون. هكذا علّقه البخاريّ عنهما.
وقد رواه أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية كذلك. وروي مثله عن الرّبيع أيضًا. وروى عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ كما قاله سواءً، رواهما ابن أبي حاتمٍ.
وقال أبو عيسى التّرمذيّ: وروي عن سفيان الثّوريّ وغير واحدٍ من أهل العلم قالوا: صلاة الرّبّ: الرّحمة، وصلاة الملائكة: الاستغفار.
ثمّ قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عمرٌو الأوديّ، حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، قال الأعمش عن عطاء بن أبي رباحٍ {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ} قال: صلاته تبارك وتعالى: سبّوح قدّوسٌ، سبقت رحمتي غضبي.
والمقصود من هذه الآية: أنّ اللّه سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيّه عنده في الملأ الأعلى، بأنّه يثني عليه عند الملائكة المقرّبين، وأنّ الملائكة تصلّي عليه. ثمّ أمر تعالى أهل العالم السّفليّ بالصّلاة والتّسليم عليه، ليجتمع الثّناء عليه من أهل العالمين العلويّ والسّفليّ جميعًا.
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن، حدّثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفرٍ - يعني: ابن المغيرة -عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: أنّ بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السّلام: هل يصلّي ربّك؟ فناداه ربّه: يا موسى، سألوك: "هل يصلّي ربّك؟ " فقل: نعم، إنّما أصلّي أنا وملائكتي على أنبيائي ورسلي. فأنزل اللّه عزّ وجلّ، على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا}.
وقد أخبر أنّه سبحانه وتعالى، يصلّي على عباده المؤمنين في قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا وسبّحوه بكرةً وأصيلا. هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحزاب:41-43]. وقال تعالى: {وبشّر الصّابرين. الّذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنّا للّه وإنّا إليه راجعون. أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157]. وفي الحديث: "إنّ اللّه وملائكته يصلون على ميامن الصفوف". وفي الحديث الآخر: "اللّهمّ، صلّ على آل أبي أوفى". وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لامرأة جابرٍ -وقد سألته أن يصلّي عليها وعلى زوجها -"صلّى اللّه عليك، وعلى زوجك .
وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالأمر بالصّلاة عليه، وكيفيّة الصّلاة عليه، ونحن نذكر منها إن شاء اللّه تعالى ما تيسّر، واللّه المستعان.
قال البخاريّ -عند تفسير هذه الآية -: حدّثنا سعيد بن يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا أبي، عن مسعر، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: قيل: يا رسول اللّه، أمّا السّلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصّلاة؟ فقال: "قولوا: اللّهمّ، صلّ على محمّدٍ، وعلى آل محمّدٍ، [كما صلّيت على آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ. اللّهمّ، بارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ] كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هديّةً؟ خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلنا: يا رسول اللّه، قد علمنا -أو: عرفنا -كيف السّلام، عليك، فكيف الصّلاة؟ قال: "قولوا: اللّهمّ، صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على [آل] إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ. اللّهمّ، بارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ".
وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة في كتبهم، من طرقٍ متعدّدةٍ، عن الحكم -وهو ابن عتبة زاد البخاريّ: وعبد اللّه بن عيسى، كلاهما عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، فذكره.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا هشيم بن بشير، عن يزيد بن أبي زيادٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: لمّا نزلت: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا}. قال: قلنا: يا رسول اللّه، قد علمنا السّلام فكيف الصّلاة عليك؟ قال: "قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ. وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. إنّك حميدٌ مجيدٌ". وكان عبد الرّحمن بن أبي ليلى يقول: وعلينا معهم.
ورواه التّرمذيّ بهذه الزّيادة.
ومعنى قولهم: "أمّا السّلام عليك فقد عرفناه": هو الّذي في التّشهّد الّذي كان يعلّمهم إيّاه، كما كان يعلّمهم السّورة من القرآن، وفيه: "السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة اللّه وبركاته".
حديثٌ آخر: قال البخاريّ: حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا اللّيث، عن ابن الهاد، عن عبد اللّه بن خبّابٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: قلنا: يا رسول اللّه، هذا السّلام فكيف نصلّي عليك: قال: "قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ عبدك ورسولك، كما صلّيت على آل إبراهيم. وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على آل إبراهيم". [وفي روايةٍ]: قال أبو صالحٍ، عن اللّيث: "على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على آل إبراهيم".
حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حدّثنا ابن أبي حازمٍ والدّراوردي، عن يزيد -يعني: ابن الهاد -قال: "كما صلّيت على إبراهيم، وبارك على محمّدٍ وآل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم".
وأخرجه النّسائيّ وابن ماجه، من حديث ابن الهاد، به.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: قرأت على عبد الرّحمن: مالكٌ، عن عبد اللّه بن أبي بكرٍ، عن أبيه، عن عمرو بن سليم أنّه قال: أخبرني أبو حميدٍ السّاعديّ أنّهم قالوا: يا رسول اللّه، كيف نصلّي عليك؟ قال: "قولوا: اللّهمّ" صلّ على محمّدٍ وأزواجه وذرّيّته، كما صلّيت على [آل] إبراهيم، وبارك على محمّدٍ وأزواجه وذرّيّته، كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ".
وقد أخرجه بقيّة الجماعة، سوى التّرمذيّ، من حديث مالكٍ، به.
حديثٌ آخر: قال مسلمٌ: حدّثنا يحيى التّميميّ قال: قرأت على مالكٍ، عن نعيم بن عبد اللّه المجمّر، أخبرني محمّد بن عبد اللّه بن زيدٍ الأنصاريّ -قال: وعبد اللّه بن زيدٍ هو الّذي كان أري النّداء بالصّلاة -أخبره عن أبي مسعودٍ الأنصاريّ -قال: أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعدٍ: أمرنا اللّه أن نصلّي عليك [يا رسول اللّه]، فكيف نصلّي عليك؟ قال: فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى تمنّينا أنّه لم يسأله، ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ، وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنّك حميدٌ مجيدٌ، والسّلام كما قد علمتم".
وقد رواه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ من حديث مالك، به. وقال الترمذي: حسن صحيحٌ.
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن خزيمة، وابن حبّان، والحاكم في مستدركه، من حديث محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم التّيميّ، عن محمّد بن عبد اللّه بن زيد بن عبد ربّه، عن أبي مسعودٍ البدريّ أنّهم قالوا: يا رسول اللّه، أمّا السّلام فقد عرفناه، فكيف نصلّي عليك إذا نحن صلّينا في صلاتنا؟ فقال: "قولوا: اللّهمّ، صل على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ = " وذكره.
ورواه الشّافعيّ، رحمه اللّه، في مسنده، عن أبي هريرة، بمثله. ومن هاهنا ذهب الشّافعيّ، رحمه اللّه، إلى أنّه يجب على المصلّي أن يصلّي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في التّشهّد الأخير، فإن تركه لم تصحّ صلاته. وقد شرع بعض المتأخّرين من المالكيّة وغيرهم يشنع على الإمام الشّافعيّ في اشتراطه ذلك في الصّلاة، ويزعم أنّه قد تفرّد بذلك، وحكى الإجماع على خلافه أبو جعفرٍ الطّبريّ والطّحاويّ والخطّابيّ وغيرهم، فيما نقله القاضي عياضٌ. وقد تعسّف القائل في ردّه على الشّافعيّ، وتكلّف في دعواه الإجماع في ذلك، [وقال ما لم يحط به علمًا]، فإنّه قد روينا وجوب ذلك والأمر بالصّلاة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الصّلاة كما هو ظاهر الآية، ومفسّرٌ بهذا الحديث عن جماعةٍ من الصّحابة، منهم: ابن مسعودٍ، وأبو مسعودٍ البدريّ، وجابر بن عبد اللّه، ومن التّابعين: الشّعبيّ، وأبو جعفرٍ الباقر، ومقاتل بن حيّان. وإليه ذهب الشّافعيّ، لا خلاف عنه في ذلك ولا بين أصحابه أيضًا، وإليه ذهب [الإمام] أحمد أخيرًا فيما حكاه عنه أبو زرعة الدمشقي، به. وبه قال إسحاق بن راهويه، والفقيه الإمام محمّد بن إبراهيم المعروف بابن الموّاز المالكيّ، رحمهم اللّه، حتّى إنّ بعض أئمّة الحنابلة أوجب أن يقال في الصّلاة عليه صلّى اللّه عليه وسلّم كما علّمهم أن يقولوا لمّا سألوه، وحتّى إنّ بعض أصحابنا أوجب الصّلاة على الآل ممّن حكاه البندنيجيّ، وسليم الرّازّيّ، وصاحبه نصر بن إبراهيم المقدسيّ، ونقله إمام الحرمين وصاحبه الغزاليّ قولًا عن الشّافعيّ. والصّحيح أنّه وجهٌ، على أنّ الجمهور على خلافه، وحكوا الإجماع على خلافه، وللقول بوجوبه ظواهر الحديث، واللّه أعلم.
والغرض أنّ الشّافعيّ، رحمه اللّه، لقوله بوجوب الصلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الصّلاة -سلفٌ وخلفٌ كما تقدّم، للّه الحمد والمنّة، فلا إجماع على خلافه في هذه المسألة لا قديمًا ولا حديثًا، واللّه أعلم.
وممّا يؤيّد ذلك: الحديث الآخر الّذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والتّرمذيّ -وصحّحه -والنّسائيّ وابن خزيمة، وابن حبّان في صحيحيهما، من رواية حيوة بن شريح المصريّ، عن أبي هانئ حميد بن هانئٍ، عن عمرو بن مالكٍ أبي عليٍّ الجنبي، عن فضالة بن عبيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلًا يدعو في صلاته، لم يمجّد اللّه ولم يصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "عجل هذا". ثمّ دعاه فقال له ولغيره: "إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد اللّه، عزّ وجلّ، والثّناء عليه، ثمّ ليصلّ على النّبيّ ثمّ ليدع [بعد] بما شاء".
وكذا الحديث الّذي رواه ابن ماجه، من رواية عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل بن سعدٍ السّاعديّ، عن أبيه، عن جدّه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه، ولا صلاة لمن لم يصلّ على النّبيّ، ولا صلاة لمن لم يحبّ الأنصار.
ولكن عبد المهيمن هذا متروكٌ. وقد رواه الطّبرانيّ من رواية أخيه "أبيّ بن عبّاسٍ"، ولكن في ذلك نظرٌ. وإنّما يعرف من رواية "عبد المهيمن"، واللّه أعلم.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل، عن أبي داود الأعمى، عن بريدة قال: قلنا: يا رسول اللّه، قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: "قولوا: اللّهمّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما جعلتها على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ".
أبو داود الأعمى اسمه: نفيع بن الحارث، متروكٌ.
حديثٌ آخر موقوفٌ: رويناه من طريق سعيد بن منصورٍ وزيد بن الحباب ويزيد بن هارون، ثلاثتهم عن نوح بن قيسٍ: حدّثنا سلامة الكنديّ: أنّ عليًّا، رضي اللّه عنه، كان يعلّم النّاس هذا الدّعاء: اللّهمّ داحي المدحوّات، وبارئ المسموكات، وجبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها. اجعل شرائف صلواتك، ونوامي بركاتك، ورأفة تحنّنك، على محمّدٍ عبدك ورسولك، الخاتم لما سبق، والفاتح لما أغلق، والمعلن الحقّ بالحقّ، والدّامغ جيشات الأباطيل، كما حمّل فاضطلع بأمرك لطاعتك، مستوفزًا في مرضاتك، غير نكل في قدم، ولا وهنٍ في عزمٍ، واعيًا لوحيك، حافظًا لعهدك، ماضيًا على نفاذ أمرك، حتّى أورى قبسًا لقابسٍ، آلاء اللّه تصل بأهله أسبابه، به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم، [وأقام] موضحات الأعلام، ومنيرات الإسلام ونائرات الأحكام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدّين، وبعيثك نعمةً، ورسولك بالحقّ رحمةً. اللّهمّ افسح له مفسحات في عدلك، واجزه مضاعفات الخير من فضلك. مهنّآت له غير مكدّراتٍ، من فوز ثوابك المعلول، وجزيل عطائك المجمول. اللّهمّ، أعل على بناء البانين بنيانه وأكرم مثواه لديك ونزله. وأتمم له نوره، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشّهادة، مرضيّ المقالة، ذا منطقٍ عدلٍ، وخطّة فصلٍ، وحجّةٍ وبرهانٍ عظيمٍ.
هذا مشهورٌ من كلام عليٍّ، رضي اللّه عنه، وقد تكلّم عليه ابن قتيبة في مشكل الحديث، وكذا أبو الحسين أحمد بن فارسٍ اللّغويّ في جزءٍ جمعه في فضل الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، إلّا أنّ في إسناده نظرًا.
قال شيخنا الحافظ أبو الحجّاج المزّيّ: سلامة الكنديّ هذا ليس بمعروفٍ، ولم يدرك عليًّا. كذا قال. وقد روى الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ هذا الأثر عن محمّد بن عليٍّ الصّائغ، عن سعيد بن منصورٍ، حدّثنا نوح بن قيسٍ، عن سلامة الكنديّ قال: كان عليٌّ، رضي اللّه عنه، يعلّمنا الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيقول: "اللّهمّ، داحي المدحوّات" وذكره.
حديثٌ آخر موقوفٌ: قال ابن ماجه: [حدّثنا الحسين بن بيان]، حدّثنا زياد بن عبد اللّه، حدّثنا المسعوديّ، عن عون بن عبد اللّه، عن أبي فاختة، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: إذا صلّيتم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأحسنوا الصّلاة عليه؛ فإنّكم لا تدرون لعلّ ذلك يعرض عليه. قال: فقالوا له: فعلّمنا. قال: قولوا: اللّهمّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيّد المرسلين، وإمام المتّقين، وخاتم النّبيّين، محمّدٍ عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير، ورسول الرّحمة. اللّهمّ ابعثه مقامًا محمودًا يغبطه به الأوّلون والآخرون، اللّهمّ صلّ على محمّدٍ [وعلى آل محمّدٍ]، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ، اللّهمّ بارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ.
وهذا موقوفٌ، وقد روى إسماعيل القاضي عن عبد اللّه بن عمرٍو -أو: عمر -على الشّكّ من الرّاوي قريبًا من هذا.
حديثٌ آخر: قال: قال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا أبو إسرائيل، عن يونس بن خبّاب قال: خطبنا بفارس فقال: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا}، فقال: أنبأني من سمع ابن عبّاسٍ يقول: هكذا أنزل. فقلنا -أو: قالوا -يا رسول اللّه، علمنا السّلام عليك، فكيف الصّلاة عليك؟ فقال: "اللّهمّ، صلّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ، وارحم محمّدًا وآل محمّدٍ، كما رحمت آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ، [وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ] .
فيستدلّ بهذا الحديث من ذهب إلى جواز التّرحّم على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، كما هو قول الجمهور: ويعضّده حديث الأعرابيّ الّذي قال: اللّهمّ، ارحمني ومحمّدًا، ولا ترحم معنا أحدًا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لقد حجرت واسعًا".
وحكى القاضي عياضٌ عن جمهور المالكيّة منعه، قال: وأجازه أبو محمّد بن أبي زيدٍ.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، أخبرنا شعبة، عن عاصم بن عبيد اللّه قال: سمعت عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يحدّث عن أبيه قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "من صلّى عليّ صلاةً لم تزل الملائكة تصلّي عليه ما صلّى عليّ، فليقلّ عبدٌ من ذلك أو ليكثر".
ورواه ابن ماجه، من حديث شعبة، به.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعيّ، ويونس -هو ابن محمّدٍ -قالا حدّثنا ليثٌ، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرٍو، عن أبي الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن عبد الرّحمن بن عوفٍ قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فاتّبعته حتّى دخل نخلًا فسجد فأطال السّجود، حتّى خفت -أو: خشيت -أن يكون اللّه قد توفّاه أو قبضه. قال: فجئت أنظر، فرفع رأسه فقال: "ما لك يا عبد الرّحمن؟ " قال: فذكرت ذلك له فقال: "إنّ جبريل، عليه السّلام، قال لي: ألا أبشّرك؟ إنّ اللّه، عزّ وجلّ، يقول: من صلّى عليك صليت عليه، ومن سلّم عليك سلمت عليه".
طريقٌ أخرى: قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حدّثنا سليمان بن بلالٍ، حدّثنا عمرو بن أبي عمرو، من عبد الواحد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عوفٍ، عن عبد الرّحمن بن عوفٍ قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتوجّه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجدا، فأطال السّجود، حتّى ظننت أنّ اللّه قد قبض نفسه فيها، فدنوت منه ثمّ جلست، فرفع رأسه فقال: "من هذا؟ " فقلت: عبد الرّحمن. قال: "ما شأنك؟ " قلت: يا رسول اللّه، سجدت سجدةً خشيت أن [يكون] اللّه، عزّ وجلّ، قبض نفسك فيها. فقال: "إنّ جبريل أتاني فبشّرني أنّ اللّه، عزّ وجلّ، يقول لك: من صلّى عليك صلّيت عليه، ومن سلّم عليك سلّمت عليه -فسجدت للّه عزّ وجلّ، شكرًا".
حديثٌ آخر: قال [الحافظ] أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم بن بحير بن عبد اللّه بن معاوية بن بحير بن ريسان، [حدّثنا عمرو بن الرّبيع بن طارقة]، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حدّثنا عبد اللّه بن عمر، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم النّخعي، عن الأسود بن يزيد، عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لحاجةٍ فلم يجد أحدًا يتبعه، ففزع عمر، فأتاه بمطهرة من خلفه، فوجد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ساجدًا في مشربة، فتنحّى عنه من خلفه حتّى رفع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رأسه، فقال: "أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدًا فتنحّيت عنّي، إن جبريل أتاني فقال: من صلّى عليك من أمّتك واحدةً، صلّى اللّه عليه عشر صلواتٍ، ورفعه عشر درجاتٍ".
وقد اختار هذا الحديث الحافظ الضّياء المقدسيّ في كتابه "المستخرج على الصّحيحين".
وقد رواه إسماعيل القاضي، عن القعنبيّ، عن سلمة بن وردان، عن أنسٍ، عن عمر بنحوه.
ورواه أيضًا عن يعقوب بن حميدٍ، عن أنس بن عياضٍ، عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر بن الخطّاب، بنحوه.
حديثٌ آخر: قال أبو عيسى التّرمذيّ: حدّثنا بندار، حدّثنا محمّد بن خالد بن عثمة، حدّثني موسى بن يعقوب الزّمعيّ، حدّثني عبد اللّه بن كيسان؛ أنّ عبد اللّه بن شدّادٍ أخبره، عن عبد اللّه بن مسعودٍ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أولى النّاس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاةً".
تفرّد بروايته التّرمذيّ، رحمه اللّه، ثمّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
حديثٌ آخر: قال إسماعيل القاضي: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن يعقوب بن زيد بن طلحة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أتاني آتٍ من ربّي فقال لي: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلّى اللّه عليه بها عشرًا". فقام رجلٌ فقال: يا رسول اللّه، ألا أجعل نصف دعائي لك؟ قال: "إن شئت". قال: ألا أجعل ثلثي دعائي لك؟ قال: "إن شئت". قال: ألا أجعل دعائي لك كلّه؟ قال: "إذن يكفيك اللّه همّ الدّينا وهمّ الآخرة". فقال شيخٌ -كان بمكّة، يقال له: منيع -لسفيان: عمّن أسنده؟ قال: لا أدري.
حديثٌ آخر: قال إسماعيل القاضي: حدّثنا سعيد بن سلام العطّار، حدّثنا سفيان -يعني: الثّوريّ -عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخرج في جوف اللّيل فيقول: "جاءت الرّاجفة، تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه". قال أبيٌّ: يا رسول اللّه، إنّي أصلّي من اللّيل، أفأجعل لك ثلث صلاتي؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الشّطر". قال: أفأجعل لك شطر صلاتي؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الثّلثان". قال أفأجعل لك صلاتي كلّها؟ قال: "إذن يغفر اللّه ذنبك كلّه".
وقد رواه التّرمذيّ بنحوه فقال: حدّثنا هنّاد، حدّثنا قبيصة، حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا ذهب ثلثا اللّيل قام فقال: "يا أيّها النّاس، اذكروا اللّه، اذكروا اللّه، جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه". قال أبيٌّ: قلت: يا رسول اللّه، إنّي أكثر الصّلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت". قلت: الرّبع؟ قال: "ما شئت، فإن زدت فهو خيرٌ لك". قلت: فالنّصف؟ قال: "ما شئت، فإن زدت فهو خيرٌ لك". قلت: فالثّلثين؟ قال: "ما شئت، فإن زدت فهو خيرٌ لك". قلت: أجعل لك صلاتي كلّها؟ قال: "إذن تكفى همّك، ويغفر لك ذنبك".
ثمّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن الطّفيل بن أبيٍّ، عن أبيه قال: قال رجلٌ: يا رسول اللّه، أرأيت إن جعلت صلاتي كلّها عليك؟ قال: "إذن يكفيك اللّه ما أهمّك من دنياك وآخرتك".
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو كاملٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن سليمان مولى الحسن بن عليٍّ، عن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أبيه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم جاء ذات يومٍ، والسّرور يرى في وجهه، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّا لنرى السّرور في وجهك. فقال: "إنّه أتاني الملك فقال: يا محمّد، أما يرضيك أنّ ربّك، عزّ وجلّ، يقول: إنّه لا يصلّي عليك أحدٌ من أمتك إلّا صلّيت عليه عشرًا، ولا يسلّم عليك أحدٌ من أمّتك إلّا سلّمت عليه عشرًا؟ قال: بلى".
ورواه النّسائيّ من حديث حمّاد بن سلمة، به. وقد رواه إسماعيل القاضي، عن إسماعيل ابن أبي أويسٍ، عن أخيه، عن سليمان بن بلالٍ، عن عبيد اللّه بن عمر، عن ثابتٍ، عن أبي طلحة، بنحوه،.
طريقٌ أخرى: قال [الإمام] أحمد: حدّثنا سريج، حدّثنا أبو معشر، عن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبي طلحة الأنصاريّ قال: أصبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومًا طيّب النّفس، يرى في وجهه البشر، قالوا: يا رسول اللّه، أصبحت اليوم طيّب النّفس، يرى في وجهك البشر؟ قال: "أجل، أتاني آتٍ من ربّي، عزّ وجلّ، فقال: من صلّى عليك من أمّتك صلاةً، كتب اللّه له بها عشر حسناتٍ، ومحا عنه عشر سيّئاتٍ، ورفع له عشر درجاتٍ، وردّ عليه مثلها".
وهذا أيضًا إسنادٌ جيّدٌ، ولم يخرّجوه.
حديثٌ آخر: روى مسلمٌ وأبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ، من حديث إسماعيل بن جعفرٍ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه؛ عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من صلّى عليّ واحدةً، صلّى اللّه عليه بها عشرًا".
قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وفي الباب عن عبد الرّحمن بن عوفٍ، وعامر بن ربيعة، وعمّارٍ، وأبي طلحة، وأنسٍ، وأبيّ بن كعبٍ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا شريكٌ، عن ليثٍ، عن كعبٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "صلّوا عليّ؛ فإنّها زكاةٌ لكم. وسلوا اللّه لي الوسيلة؛ فإنّها درجةٌ في أعلى الجنّة، لا ينالها إلّا رجلٌ، وأرجو أن أكون أنا هو". تفرّد به أحمد، وقد رواه البزّار من طريق مجاهدٍ، عن أبي هريرة، بنحوه فقال: حدّثنا محمّد بن إسحاق البكّالي، حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، حدّثنا داود بن عليّة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "صلّوا عليّ؛ فإنّها زكاةٌ لكم، وسلوا اللّه لي الدّرجة الوسيلة من الجنّة" فسألناه -أو: أخبرنا -فقال: "هي درجةٌ في أعلى الجنّة، وهي لرجلٍ، وأنا أرجو أن أكون ذلك الرّجل".
في إسناده بعض من تكلّم فيه.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا ابن لهيعة، [عن عبد اللّه بن هبيرة]، عن عبد الرّحمن بن مريجٍ الخولانيّ، سمعت أبا قيسٍ -مولى عمرو بن العاص -سمعت عبد اللّه بن عمرٍو يقول: من صلّى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صلاةً، صلّى اللّه عليه وملائكته بها سبعين صلاةً، فليقلّ عبدٌ من ذلك أو ليكثر. وسمعت عبد اللّه بن عمرٍو يقول: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومًا كالمودّع فقال: "أنا محمّدٌ النّبيّ الأمّيّ -قاله ثلاث مرّاتٍ -ولا نبيّ بعدي، أوتيت فواتح الكلام وخواتمه وجوامعه، وعلمت كم خزنة النّار وحملة العرش، وتجوّز بي، عوفيت وعوفيت أمّتي، فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب اللّه، أحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه".
حديثٌ آخر: قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا أبو سلمة الخراسانيّ، حدّثنا أبو إسحاق، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: "من ذكرت عنده فليصلّ عليّ، ومن صلّى عليّ مرّةً واحدةً صلّى اللّه عليه عشرًا".
ورواه النّسائيّ في "اليوم واللّيلة"، من حديث أبي داود الطّيالسيّ، عن أبي سلمة -وهو المغيرة بن مسلمٍ الخراسانيّ -عن أبي إسحاق عمرو بن عبد اللّه السّبيعي، عن أنسٍ، به.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، حدّثنا يونس بن عمرٍو -يعني: يونس بن أبي إسحاق -عن بريد بن أبي مريم، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من صلّى عليّ صلاةً واحدةً، صلّى اللّه عليه عشر صلواتٍ، وحطّ عنه عشر خطيئاتٍ".
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الملك بن عمرٍو وأبو سعيدٍ [قالا]: حدّثنا سليمان بن بلالٍ، عن عمارة بن غزيّة، عن عبد اللّه بن الحسين، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "البخيل من ذكرت عنده، ثمّ لم يصلّ عليّ". وقال أبو سعيدٍ: "فلم يصلّ عليّ".
ورواه التّرمذيّ من حديث سليمان بن بلالٍ، ثمّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ.
ومن الرّواة من جعله من مسند "الحسين بن عليٍّ"، ومنهم من جعله من مسند "علي" نفسه.
حديثٌ آخر: قال إسماعيل القاضي: حدّثنا حجّاج بن منهال، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن معبد بن هلالٍ العنزي، حدّثنا رجلٌ من أهل دمشق، عن عوف بن مالكٍ، عن أبي ذر، رضي اللّه عنه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ أبخل النّاس من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ".
حديثٌ آخر مرسلٌ: قال إسماعيل: وحدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا جرير بن حازمٍ، سمعت الحسن يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "بحسب امرئٍ من البخل أن أذكر عنده فلا يصلّي عليّ"، صلوات اللّه عليه.
حديثٌ آخر: قال التّرمذيّ: حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، حدّثنا ربعي بن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "رغم أنف رجلٍ ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ. [ورغم أنف رجلٍ دخل عليه شهر رمضان، ثمّ انسلخ قبل أن يغفر له]، ورغم أنف رجلٍ أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنّة". ثمّ قال: حسنٌ غريبٌ.
قلت: وقد رواه البخاريّ في الأدب، عن محمّد بن عبيد اللّه، حدّثنا ابن أبي حازمٍ، عن كثير بن زيدٍ، عن الوليد بن رباحٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا، بنحوه. ورويناه من حديث محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به. قال التّرمذيّ: وفي الباب عن جابرٍ وأنسٍ.
قلت: وابن عبّاسٍ، وكعب بن عجرة، وقد ذكرت طرق هذا الحديث في أوّل كتاب الصّيام وعند قوله تعالى: {إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} [الإسراء: 23].
وهذا الحديث والّذي قبله دليلٌ على وجوب الصّلاة عليه صلّى اللّه عليه وسلّم كلّما ذكر، وهو مذهب طائفةٍ من العلماء [منهم الطّحاويّ والحليميّ]، ويتقوّى بالحديث الآخر الّذي رواه ابن ماجه:
حدّثنا جبارة بن المغلّس، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، حدّثنا عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن زيدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "من نسي الصّلاة عليّ خطئ طريق الجنّة".
جبارة ضعيفٌ. ولكن رواه إسماعيل القاضي من غير وجهٍ، عن أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ الباقر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من نسي الصّلاة عليّ خطئ طريق الجنّة". وهذا مرسلٌ يتقوّى بالّذي قبله [واللّه أعلم].
وذهب آخرون إلى أنّه تجب الصّلاة في المجلس مرّةً واحدةً، ثمّ لا تجب في بقيّة ذلك المجلس، بل تستحبّ. نقله التّرمذيّ عن بعضهم، ويتأيّد بالحديث الّذي رواه التّرمذيّ:
حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا سفيان، عن صالحٍ -مولى التّوءمة -عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما جلس قومٌ مجلسًا لم يذكروا اللّه فيه، ولم يصلّوا على نبيّهم إلّا كان عليهم ترةٌ، فإن شاء عذّبهم، وإن شاء غفر لهم".
تفرّد به التّرمذيّ من هذا الوجه. ورواه الإمام أحمد عن حجّاجٍ ويزيد بن هارون، كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن صالح -مولى التوءمة -عن أبي هريرة، مرفوعًا مثله. ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ.
وقد روي عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، من غير وجهٍ، وقد رواه إسماعيل القاضي من حديث شعبة، عن سليمان، عن ذكوان، عن أبي سعيدٍ قال: "ما من قومٍ يقعدون ثمّ يقومون ولا يصلّون على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، إلّا كان عليهم حسرةً، وإن دخلوا الجنّة لما يرون [من] الثّواب".
وحكي عن بعضهم أنّه إنّما تجب الصّلاة عليه، عليه السّلام، في العمر مرّةً واحدةً، امتثالًا لأمر الآية، ثمّ هي مستحبّةٌ في كلّ حالٍ، وهذا هو الّذي نصره القاضي عياضٌ بعدما حكى الإجماع على وجوب الصّلاة عليه صلّى اللّه عليه وسلّم في الجملة. قال: وقد حكى الطّبرانيّ أنّ محمل الآية على النّدب، وادّعى فيه الإجماع. قال: ولعلّه فيما زاد على المرّة، والواجب منه مرّةٌ كالشّهادة له بالنّبوّة، وما زاد على ذلك فمندوبٌ مرغّب فيه من سنن الإسلام، وشعار أهله.
قلت: وهذا قولٌ غريبٌ، فإنّه قد ورد الأمر بالصّلاة عليه في أوقاتٍ كثيرةٍ، فمنها واجبٌ، ومنها مستحبٌّ على ما نبيّنه.
فمنه: بعد النّداء للصّلاة؛ للحديث الّذي رواه الإمام أحمد:
حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا حيوة، حدّثنا كعب بن علقمة، أنّه سمع عبد الرّحمن بن جبيرٍ يقول: أنّه سمع عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إذا سمعتم مؤذّنًا فقولوا مثل ما يقول ثمّ صلّوا عليّ؛ فإنّه من صلّى عليّ صلاةً صلّى اللّه عليه بها عشرًا، ثمّ سلوا لي الوسيلة، فإنّها منزلةٌ في الجنّة لا تنبغي إلّا لعبدٍ من عباد اللّه، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلّت عليه الشّفاعة".
وأخرجه مسلمٌ وأبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ، من حديث كعب بن علقمة
طريقٌ أخرى: قال إسماعيل القاضي: حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا عمرو بن عليٍّ، عن أبي بكرٍ الجشمي، عن صفوان بن سليمٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من سأل اللّه لي الوسيلة، حقّت عليه شفاعتي يوم القيامة".
حديثٌ آخر: قال إسماعيل القاضي: حدّثنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا سعيد بن زيدٍ، عن ليثٍ، عن كعبٍ -هو كعب الأحبار -عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "صلّوا عليّ، فإنّ صلاتكم عليّ زكاةٌ لكم، وسلوا اللّه لي الوسيلة". قال: فإمّا حدّثنا وإمّا سألناه، فقال: "الوسيلة أعلى درجةٍ في الجنّة، لا ينالها إلّا رجلٌ، وأرجو أن أكون ذلك الرّجل".
ثمّ رواه عن محمّد بن أبي بكرٍ، عن معتمرٍ، عن ليثٍ -وهو ابن أبي سليمٍ -به. وكذا الحديث الآخر:
قال الإمام أحمد: حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيمٍ، عن وفاء الحضرميّ، عن رويفع بن ثابتٍ الأنصاريّ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: "من صلّى على محمّدٍ وقال: اللّهمّ، أنزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة، وجبت له شفاعتي".
وهذا إسنادٌ لا بأس به، ولم يخرجوه.
أثرٌ آخر قال إسماعيل القاضي: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، حدّثني معمر، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه، سمعت ابن عبّاسٍ يقول: اللّهمّ تقبّل شفاعة محمّدٍ الكبرى، وارفع درجته العليا، وأعطه سؤله في الآخرة والأولى، كما آتيت إبراهيم وموسى، عليهما السّلام. إسنادٌ جيّد قويٌّ صحيحٌ.
ومن ذلك: عند دخول المسجد والخروج منه: للحديث الّذي رواه الإمام أحمد:
حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد اللّه بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين، عن جدّته [فاطمة] بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا دخل المسجد صلّى على محمّدٍ وسلّم وقال: "اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك". وإذا خرج صلّى على محمّدٍ وسلّم، ثمّ قال: "اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك".
وقال إسماعيل القاضي: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا سفيان بن عمر التميمي، عن سليمان الضّبّيّ، عن عليّ بن الحسين قال: قال عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه: إذا مررتم بالمساجد فصلّوا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وأمّا الصّلاة عليه صلّى اللّه عليه وسلّم في الصّلاة، فقد قدّمنا الكلام عليها في التّشهّد الأخير، ومن ذهب إلى ذلك من العلماء مع الشّافعيّ، رحمه اللّه. وأمّا التّشهّد الأوّل فلا تجب فيه قولًا واحدًا، وهل تستحبّ؟ على قولين للشّافعيّ.
ومن ذلك الصّلاة عليه صلّى اللّه عليه وسلّم في صلاة الجنازة: فإنّ السّنّة أن يقرأ في التّكبيرة الأولى فاتحة الكتاب، وفي الثّانية أن يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وفي الثّالثة يدعو للميّت، وفي الرّابعة يقول: اللّهمّ لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده.
قال الشّافعيّ، رحمه اللّه: حدّثنا مطرّف بن مازنٍ، عن معمر، عن الزّهريّ: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف أنّه أخبره رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّ السّنّة في الصّلاة على الجنازة أن يكبّر الإمام، ثمّ يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التّكبيرة الأولى سرًّا في نفسه ثمّ يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ويخلص الدّعاء للجنازة، وفي التّكبيرات لا يقرأ في شيءٍ منها، ثمّ يسلّم سرًّا في نفسه
ورواه النّسائيّ، عن أبي أمامة نفسه أنّه قال: من السّنّة، فذكره.
وهذا من الصّحابيّ في حكم المرفوع على الصّحيح.
ورواه إسماعيل القاضي، عن محمّد بن المثنّى، عن عبد الأعلى، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن أبي أمامة بن سهلٍ، عن سعيد بن المسيّب أنّه قال: السّنّة في الصّلاة على الجنازة = فذكره.
وهكذا روي عن أبي هريرة، وابن عمر، والشّعبيّ.
ومن ذلك: في صلاة العيد: قال إسماعيل القاضي: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا هشامٌ الدّستوائي، حدّثنا حمّاد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة: أنّ ابن مسعودٍ وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة يومًا قبل العيد، فقال لهم: إنّ هذا العيد قد دنا، فكيف التّكبير فيه؟ قال عبد اللّه: تبدأ فتكبّر تكبيرةً تفتتح بها الصّلاة، وتحمد ربك وتصلي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تدعو، وتكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تقرأ، ثمّ تكبّر وتركع، ثمّ تقوم فتقرأ وتحمد ربّك وتصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تدعو وتكبّر، وتفعل مثل ذلك، ثمّ تركع. فقال حذيفة وأبو موسى: صدق أبو عبد الرّحمن. إسنادٌ صحيحٌ
ومن ذلك: أنّه يستحبّ ختم الدّعاء بالصّلاة عليه صلّى اللّه عليه وسلّم قال التّرمذيّ:
حدّثنا أبو داود، أخبرنا النّضر بن شميلٍ، عن أبي قرّة الأسديّ، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر بن الخطّاب قال: الدّعاء موقوفٌ بين السّماء والأرض، لا يصعد حتّى تصلّي على نبيّك.
وهكذا رواه أيّوب بن موسى، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر بن الخطّاب، قوله. ورواه معاذ بن الحارث، عن أبي قرّة، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر مرفوعًا. وكذا رواه رزين بن معاوية في كتابه مرفوعًا، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "الدّعاء موقوفٌ بين السّماء والأرض، لا يصعد حتّى يصلّى عليّ، فلا تجعلوني كغمر الرّاكب، صلّوا عليّ أوّل الدّعاء وأوسطه وآخره".
وهذه الزّيادة إنّما تروى من رواية جابر بن عبد اللّه في مسند الإمام عبد بن حميد الكشي [حيث] قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ، أخبرنا موسى بن عبيدة، عن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه قال: قال جابرٌ: قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا تجعلوني كقدح الرّاكب، إذا علّق تعاليقه أخذ قدحه فملأه من الماء، فإن كان له حاجةً في الوضوء توضّأ، وإن كان له حاجةً في الشّرب شرب وإلّا أهراق ما فيه، اجعلوني في أوّل الدّعاء، وفي، وسط الدّعاء، وفي آخر الدّعاء". فهذا حديثٌ غريبٌ، وموسى بن عبيدة ضعيف الحديث.
ومن [آكد] ذلك: دعاء القنوت: لما رواه الإمام أحمد وأهل السّنن، وابن خزيمة، وابن حبّان، والحاكم، من حديث أبي الحوراء، عن الحسن بن عليٍّ، رضي اللّه عنهما، قال: علّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كلماتٍ أقولهنّ في الوتر: "اللّهمّ اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولّني فيمن تولّيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقنّي شرّ ما قضيت، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك، وإنّه لا يذلّ من واليت تباركت [ربّنا] وتعاليت".
وزاد النّسائيّ في سننه بعد هذا: وصلّى اللّه على النّبيّ محمّدٍ.
ومن ذلك: أنّه يستحبّ الإكثار من الصّلاة عليه [في] يوم الجمعة وليلة الجمعة: قال الإمام أحمد: حدّثنا حسين بن عليٍّ الجعفي، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، عن أبي الأشعث الصّنعانيّ، عن أوس بن أوسٍ الثّقفيّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من أفضل أيّامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النّفخة، وفيه الصّعقة، فأكثروا عليّ من الصّلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضةٌ عليّ". قالوا: يا رسول اللّه، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ -يعني: وقد بليت -قال: "إنّ اللّه حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".
ورواه أبو داود والنّسائيّ وابن ماجه، من حديث حسين بن عليٍّ الجعفيّ. وقد صحّح هذا الحديث ابن خزيمة وابن حبّان والدّارقطنيّ، والنّوويّ في الأذكار.
حديثٌ آخر: قال أبو عبد اللّه بن ماجه: حدّثنا عمرو بن سوّاد المصريّ، حدّثنا عبد اللّه بن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن زيد بن أيمن، عن عبادة بن نسيّ، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أكثروا الصّلاة عليّ يوم الجمعة؛ فإنّه مشهودٌ تشهده الملائكة. وإنّ أحدًا لا يصلّي عليّ إلّا عرضت عليّ صلاته حتّى يفرغ منها". قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: " [وبعد الموت]، إن اللّه حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" [فنبيّ اللّه حيٌّ يرزق].
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه، وفيه انقطاعٌ بين عبادة بن نسي وأبي الدّرداء، فإنّه لم يدركه، واللّه أعلم.
وقد روى البيهقيّ من حديث أبي أمامة وأبي مسعودٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الأمر بالإكثار من الصّلاة عليه ليلة الجمعة ويوم الجمعة، ولكن في إسنادهما ضعفٌ، واللّه أعلم. وروي مرسلًا عن الحسن البصريّ، فقال إسماعيل القاضي:
حدّثنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا جرير بن حازمٍ، سمعت الحسن -هو البصريّ -يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا تأكل الأرض جسد من كلّمه روح القدس". مرسلٌ حسنٌ.
وقال الشّافعيّ: أخبرنا إبراهيم بن محمّدٍ، أخبرنا صفوان بن سليمٍ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة، فأكثروا الصّلاة عليّ". هذا مرسلٌ.
وهكذا يجب على الخطيب أن يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الجمعة على المنبر في الخطبتين، ولا تصحّ الخطبتان إلّا بذلك؛ لأنّها عبادةٌ، وذكر اللّه فيها شرطٌ، فوجب ذكر الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم فيها كالأذان والصّلاة. هذا مذهب الشّافعيّ وأحمد، رحمهما اللّه.
ومن ذلك: أنّه يستحبّ الصّلاة والسّلام عليه عند زيارة قبره، صلوات اللّه وسلامه عليه: قال أبو داود:
حدّثنا ابن عوفٍ -هو محمّدٌ -حدّثنا المقريّ، حدّثنا حيوة، عن أبي صخرٍ حميد بن زيادٍ، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيطٍ، عن أبي هريرة؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من أحدٍ يسلّم عليّ إلّا ردّ اللّه عليّ روحي، حتّى أردّ عليه السّلام".
تفرّد به أبو داود، وصحّحه النّوويّ في الأذكار. ثمّ قال أبو داود:
حدّثنا أحمد بن صالحٍ قال: قرأت على عبد اللّه بن نافعٍ، أخبرني ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلّوا عليّ، فإنّ صلاتكم تبلغني حيثما كنتم".
تفرّد به أبو داود أيضًا. وقد رواه الإمام أحمد عن سريج، عن عبد اللّه بن نافعٍ -وهو الصّائغ -به. وصحّحه النّوويّ أيضًا. وقد روي من وجهٍ آخر عن عليٍّ، رضي اللّه عنه. قال القاضي إسماعيل بن إسحاق في كتابه "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم":
حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالبٍ [عمّن أخبره] من أهل بيته، عن عليّ بن الحسين بن عليٍّ: أنّ رجلًا كان يأتي كل غداةٍ فيزور قبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ويصلّي عليه، ويصنع من ذلك ما اشتهر عليه عليّ بن الحسين، فقال له عليّ بن الحسين: ما يحملك على هذا؟ قال: أحبّ السّلام على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال له عليّ بن الحسين: هل لك أن أحدّثك حديثًا عن أبي؟ قال: نعم. فقال له عليّ بن الحسين: أخبرني أبي، عن جدّي أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليّ وسلّموا حيثما كنتم فتبلغني صلاتكم وسلامكم".
في إسناده رجلٌ مبهمٌ لم يسمّ وقد روي من وجهٍ آخر مرسلًا قال عبد الرّزّاق في مصنّفه، عن الثّوريّ، عن ابن عجلان، عن رجلٍ -يقال له: سهيلٌ -عن الحسن بن الحسن بن عليٍّ؛ أنّه رأى قومًا عند القبر فنهاهم، وقال: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا تتّخذوا قبري عيدًا، ولا تتّخذوا بيوتكم قبورًا، وصلّوا عليّ حيثما كنتم؛ فإنّ صلاتكم تبلغني". فلعلّه رآهم يسيئون الأدب برفع أصواتهم [فوق الحاجة]، فنهاهم.
وقد روي أنّه رأى رجلًا ينتاب القبر فقال: يا هذا، ما أنت ورجلٌ بالأندلس منه إلّا سواءٌ، أي: الجميع يبلغه، صلوات اللّه وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدّين.
وقال الطّبرانيّ في معجمه الكبير: حدّثنا أحمد بن رشدين المصريّ، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، أخبرني حميد بن أبي زينب، عن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنهم، عن أبيه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "صلّوا عليّ حيثما كنتم، فإنّ صلاتكم تبلغني".
ثمّ قال الطّبرانيّ: حدّثنا العبّاس بن حمدان الأصبهانيّ، حدّثنا شعيب بن عبد الحميد الطّحّان، أخبرنا يزيد بن هارون عن شيبان، عن الحكم بن عبد اللّه بن خطّافٍ، عن أمّ أنيسٍ بنت الحسن بن عليٍّ، عن أبيها قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أرأيت قول اللّه، عزّ وجلّ: {إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبي}؟ " فقال: "إنّ هذا هو المكتوم، ولولا أنّكم سألتموني عنه لما أخبرتكم، إن اللّه وكّل بي ملكين لا أذكر عند عبدٍ مسلمٍ فيصلّي عليّ إلا قال ذانك الملكان: "غفر الله لك". وقال اللّه وملائكته جوابًا لذينك الملكين: "آمين". ولا يصلّي أحدٌ إلّا قال ذانك الملكان: "غفر اللّه لك". ويقول اللّه وملائكته جوابًا لذينك الملكين: "آمين".
غريبٌ جدًّا، وإسناده فيه ضعف شديد
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد اللّه بن السّائب، عن زاذان، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ للّه ملائكةً سيّاحين في الأرض، يبلّغوني من أمّتي السّلام".
وهكذا رواه النّسائيّ من حديث سفيان الثّوريّ وسليمان بن مهران الأعمش، كلاهما عن عبد اللّه بن السّائب، به
فأمّا الحديث الآخر: "من صلّى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلّى عليّ من بعيدٍ بلغته" -ففي إسناده نظرٌ، تفرّد به محمّد بن مروان السّدّيّ الصّغير، وهو متروكٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا.
قال أصحابنا: ويستحبّ للمحرم إذا لبّى وفرغ من تلبيته أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم: لما روي عن الشّافعيّ والدّارقطنيّ من رواية صالح بن محمّد بن زائدة، عن القاسم بن محمّد بن أبي بكرٍ الصّدّيق قال: كان يؤمر الرّجل إذا فرغ من تلبيته أن يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على كلّ حالٍ.
وقال إسماعيل القاضي: حدّثنا عارم بن الفضل، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، حدّثنا زكريّا، عن الشّعبيّ، عن وهب بن الأجدع قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعًا، وصلّوا عند المقام ركعتين، ثمّ ائتوا الصّفا فقوموا عليه من حيث ترون البيت، فكبّروا سبع تكبيراتٍ، تكبيرًا بين حمدٍ للّه وثناءٍ عليه، وصلاةٍ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومسألةٍ لنفسك، وعلى المروة مثل ذلك.
إسنادٌ جيّدٌ حسنٌ قويٌّ.
وقالوا: ويستحبّ الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مع ذكر اللّه عند الذّبح: واستأنسوا بقوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك} [الشّرح: 4]، قال بعض المفسّرين: يقول اللّه تعالى: "لا أذكر إلّا ذكرت معي". وخالفهم في ذلك الجمهور، وقالوا: هذا موطنٌ يفرد فيه ذكر الرّبّ تعالى، كما عند الأكل، والدّخول، والوقاع وغير ذلك، ممّا لم ترد فيه السّنّة بالصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
حديثٌ آخر: قال إسماعيل القاضي: حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدّميّ، حدّثنا عمر بن هارون، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن ثابتٍ، عن أبي هريرة؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "صلّوا على أنبياء اللّه ورسله؛ فإنّ اللّه بعثهم كما بعثني".
في إسناده ضعيفان، وهما عمر بن هارون وشيخه، واللّه أعلم. وقد رواه عبد الرّزّاق، عن الثّوريّ، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ، به.
ومن ذلك: أنّه يستحبّ الصّلاة عليه عند طنين الأذن، إن صحّ الخبر في ذلك، على أنّ الإمام أبا بكرٍ محمّد بن إسحاق بن خزيمة قد رواه في صحيحه فقال: حدّثنا زياد بن يحيى، حدّثنا معمر بن محمّد بن عبيد اللّه، عن أبيه محمّدٍ، عن أبيه أبي رافعٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "إذا طنّت أذن أحدكم فليذكرني وليصلّ عليّ، وليقل: ذكر اللّه من ذكرني بخيرٍ". إسناده غريبٌ، وفي ثبوته نظرٌ واللّه أعلم.
[وهاهنا مسألةٌ]:
وقد استحبّ أهل الكتابة أن يكرّر الكاتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلّما كتبه، وقد ورد في الحديث من طريق كادح بن رحمة، عن نهشل، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من صلّى عليّ في كتابٍ، لم تزل الصّلاة جاريةً له ما دام اسمي في ذلك الكتاب".
وليس هذا الحديث بصحيحٍ من وجوهٍ كثيرةٍ، وقد روي من حديث أبي هريرة، ولا يصحّ أيضًا، قال الحافظ أبو عبد اللّه الذّهبيّ شيخنا: أحسبه موضوعًا. وقد روي نحوه عن أبي بكرٍ، وابن عبّاسٍ. ولا يصحّ من ذلك شيءٌ، واللّه أعلم. وقد ذكر الخطيب البغداديّ في كتابه: "الجامع لآداب الرّاوي والسّامع، قال: رأيت بخطّ الإمام أحمد بن حنبلٍ، رحمه اللّه: كثيرًا ما يكتب اسم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من غير ذكر الصّلاة عليه كتابةً، قال: وبلغني أنّه كان يصلّي عليه لفظًا.
[فصلٌ]
وأمّا الصّلاة على غير الأنبياء، فإن كانت على سبيل التّبعيّة كما تقدّم في الحديث: "اللّهمّ، صلّ على محمّدٍ وآله وأزواجه وذرّيّته"، فهذا جائزٌ بالإجماع، وإنّما وقع النّزاع فيما إذا أفرد غير الأنبياء بالصلاة عليهم:
فقال قائلون: يجوز ذلك، واحتجّوا بقوله: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته}، وبقوله {أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم ورحمةٌ} [البقرة: 157]، وبقوله تعالى {خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم إنّ صلاتك سكنٌ لهم} [التّوبة: 103]، وبحديث عبد اللّه بن أبي أوفى قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا أتاه قومٌ بصدقتهم قال: "اللّهمّ صلّ عليهم". وأتاه أبي بصدقته فقال: "اللّهمّ صلّ على آل أبي أوفى". أخرجاه في الصّحيحين. وبحديث جابرٍ: أنّ امرأته قالت: يا رسول اللّه، صلّ عليّ وعلى زوجي. فقال: "صلّى اللّه عليك وعلى زوجك".
وقال الجمهور من العلماء: لا يجوز إفراد غير الأنبياء بالصّلاة؛ لأنّ هذا قد صار شعارًا للأنبياء إذا ذكروا، فلا يلحق بهم غيرهم، فلا يقال: "قال أبو بكرٍ صلّى اللّه عليه". أو: "قال عليٌّ صلّى اللّه عليه". وإن كان المعنى صحيحًا، كما لا يقال: "قال محمّدٌ، عزّ وجلّ"، وإن كان عزيزًا جليلًا؛ لأنّ هذا من شعار ذكر اللّه، عزّ وجلّ. وحملوا ما ورد في ذلك من الكتاب والسّنّة على الدّعاء لهم؛ ولهذا لم يثبت شعارًا لآل أبي أوفى، ولا لجابرٍ وامرأته. وهذا مسلكٌ حسنٌ.
وقال آخرون: لا يجوز ذلك؛ لأنّ الصّلاة على غير الأنبياء قد صارت من شعار أهل الأهواء، يصلّون على من يعتقدون فيهم، فلا يقتدى بهم في ذلك، واللّه أعلم.
ثمّ اختلف المانعون من ذلك: هل هو من باب التّحريم، أو الكراهة التّنزيهيّة، أو خلاف الأولى؟ على ثلاثة أقوالٍ، حكاه الشّيخ أبو زكريّا النّوويّ في كتاب الأذكار. ثمّ قال: والصّحيح الّذي عليه الأكثرون أنّه مكروهٌ كراهة تنزيهٍ؛ لأنّه شعار أهل البدع، وقد نهينا عن شعارهم، والمكروه هو ما ورد فيه نهيٌ مقصودٌ. قال أصحابنا: والمعتمد في ذلك أنّ الصّلاة صارت مخصوصةً في اللّسان بالأنبياء، صلوات اللّه وسلامه عليهم، كما أنّ قولنا: "عزّ وجلّ"، مخصوصٌ باللّه سبحانه وتعالى، فكما لا يقال: "محمّدٌ عزّ وجلّ"، وإن كان عزيزًا جليلًا لا يقال: "أبو بكرٍ -أو: عليٌّ -صلّى اللّه عليه". هذا لفظه بحروفه. قال: وأمّا السّلام فقال الشّيخ أبو محمّدٍ الجويني من أصحابنا: هو في معنى الصّلاة، فلا يستعمل في الغائب، ولا يفرد به غير الأنبياء، فلا يقال: "عليٌّ عليه السّلام"، وسواءٌ في هذا الأحياء والأموات، وأمّا الحاضر فيخاطب به، فيقال: سلامٌ عليكم، أو سلامٌ عليك، أو السّلام عليك أو عليكم. وهذا مجمعٌ عليه. انتهى ما ذكره.
قلت: وقد غلب هذا في عبارة كثيرٍ من النّسّاخ للكتب، أن يفرد عليٌّ، رضي اللّه عنه، بأن يقال: "عليه السّلام"، من دون سائر الصّحابة، أو: "كرّم الله وجهه" وهذا وإن كان معناه صحيحًا، لكن ينبغي أن يساوى بين الصّحابة في ذلك؛ فإنّ هذا من باب التّعظيم والتّكريم، فالشّيخان وأمير المؤمنين عثمان [بن عفّان] أولى بذلك منه، رضي اللّه عنهم أجمعين.
قال إسماعيل القاضي: حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهّاب، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثني عثمان بن حكيم بن عبّاد بن حنيف، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: لا تصحّ الصّلاة على أحدٍ إلّا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولكن يدعى للمسلمين والمسلّمات بالمغفرة .
وقال أيضًا: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن جعفر بن برقان قال: كتب عمر بن عبد العزيز، رحمه اللّه: أمّا بعد، فإنّ أناسًا من النّاس قد التمسوا الدّنيا بعمل الآخرة، وإنّ ناسًا من القصّاص قد أحدثوا في الصّلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا جاءك كتابي هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النّبيّين ودعاؤهم للمسلمين عامّةً، ويدعوا ما سوى ذلك. أثرٌ حسنٌ.
قال إسماعيل القاضي: حدّثنا معاذ بن أسدٍ، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن نبيه بن وهبٍ؛ أنّ كعبًا دخل على عائشة، رضي اللّه عنها، فذكروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال كعبٌ: ما من فجرٍ يطلع إلّا نزل سبعون ألفًا من الملائكة حتّى يحفّوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلّون على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، سبعون ألفًا باللّيل، وسبعون ألفًا بالنّهار، حتّى إذا انشقّت عنه الأرض خرج في سبعين ألفًا من الملائكة يزفّونه.
[فرعٌ]:
قال النّوويّ: إذا صلّى على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فليجمع بين الصّلاة والتّسليم، فلا يقتصر على أحدهما فلا يقول: "صلّى اللّه عليه فقط"، ولا "عليه السّلام" فقط، وهذا الّذي قاله منتزعٌ من هذه الآية الكريمة، وهي قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا}، فالأولى أن يقال: صلّى اللّه عليه وسلّم تسليمًا). [تفسير ابن كثير: 6/ 457-479]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه في الدّنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابًا مهينًا (57) والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا (58)}
يقول تعالى: متهدّدًا ومتوعّدًا من آذاه، بمخالفة أوامره وارتكاب زواجره وإصراره على ذلك، وأذى رسوله بعيبٍ أو تنقّصٍ، عياذًا باللّه من ذلك.
قال عكرمة في قوله: {إنّ الّذين يؤذون اللّه ورسوله}: نزلت في المصوّرين.
وفي الصّحيحين، من حديث سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يقول اللّه، عزّ وجلّ: يؤذيني ابن آدم، يسبّ الدّهر، وأنا الدّهر، أقلّب ليله ونهاره".
ومعنى هذا: أنّ الجاهليّة كانوا يقولون: يا خيبة الدّهر، فعل بنا كذا وكذا. فيسندون أفعال اللّه تعالى إلى الدّهر، ويسبّونه، وإنّما الفاعل لذلك هو اللّه، عزّ وجلّ، فنهى عن ذلك. هكذا قرّره الشّافعيّ وأبو عبيدٍ وغيرهما من العلماء، رحمهم اللّه.
وقال العوفي، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يؤذون اللّه ورسوله}: نزلت في الّذين طعنوا [على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم] في تزويجه صفيّة بنت حيي بن أخطب.
والظّاهر أنّ الآية عامّةٌ في كلّ من آذاه بشيءٍ، ومن آذاه فقد آذى اللّه، ومن أطاعه فقد أطاع اللّه، كما قال الإمام أحمد:
حدّثنا يونس، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن عبيدة بن أبي رائطة الحذّاء التّميميّ، عن عبد الرّحمن [بن زيادٍ]، عن عبد اللّه بن المغفّل المزنيّ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّه اللّه في أصحابي، لا تتّخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللّه، ومن آذى اللّه يوشك أن يأخذه".
وقد رواه التّرمذيّ من حديث عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن عبد اللّه بن المغفّل، به. ثمّ قال: وهذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه). [تفسير ابن كثير: 6/ 480]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا} أي: ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، {فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا} وهذا هو البهت البيّن أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه، على سبيل العيب والتّنقّص لهم، ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة باللّه ورسوله، ثمّ الرّافضة الّذين يتنقّصون الصّحابة ويعيبونهم بما قد برّأهم اللّه منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر اللّه عنهم؛ فإنّ اللّه، عزّ وجلّ، قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم، وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبّونهم ويتنقّصونهم، ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبدًا، فهم في الحقيقة منكوسو القلوب يذمّون الممدوحين، ويمدحون المذمومين.
وقال أبو داود: حدّثنا القعنبيّ، حدّثنا عبد العزيز -يعني: ابن محمّدٍ -عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّه قيل: يا رسول اللّه، ما الغيبة؟ قال: "ذكرك أخاك بما يكره". قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه".
وهكذا رواه التّرمذيّ، عن قتيبة، عن الدّراورديّ، به. قال: حسنٌ صحيحٌ.
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سلمة، حدّثنا أبو كريب، حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن عمّار بن أنسٍ، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأصحابه: "أيّ الرّبا أربى عند اللّه؟ " قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: "أربى الرّبا عند اللّه استحلال عرض امرئٍ مسلمٍ"، ثمّ قرأ: {والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا}). [تفسير ابن كثير: 6/ 480-481]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان اللّه غفورًا رحيمًا (59) لئن لم ينته المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون في المدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيها إلا قليلا (60) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتّلوا تقتيلا (61) سنّة اللّه في الّذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة اللّه تبديلا (62)}.
يقول تعالى آمرًا رسوله، صلّى اللّه عليه وسلّم تسليمًا، أن يأمر النّساء المؤمنات -خاصّةً أزواجه وبناته لشرفهنّ- بأن يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ، ليتميّزن عن سمات نساء الجاهليّة وسمات الإماء. والجلباب هو: الرّداء فوق الخمار. قاله ابن مسعودٍ، وعبيدة، وقتادة، والحسن البصريّ، وسعيد بن جبيرٍ، وإبراهيم النّخعيّ، وعطاءٌ الخراسانيّ، وغير واحدٍ. وهو بمنزلة الإزار اليوم.
قاله الجوهريّ: الجلباب: الملحفة، قالت امرأةٌ من هذيلٍ ترثي قتيلًا لها:
تمشي النّسور إليه وهي لاهيةٌ = مشي العذارى عليهنّ الجلابيب
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: أمر اللّه نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجةٍ أن يغطّين وجوههنّ من فوق رؤوسهنّ بالجلابيب، ويبدين عينًا واحدةً.
وقال محمّد بن سيرين: سألت عبيدة السّلمانيّ عن قول اللّه تعالى: {يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ}، فغطّى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى.
وقال عكرمة: تغطّي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها.
وقال ابن أبي حاتمٍ: أخبرنا أبو عبد اللّه الظّهراني فيما كتب إليّ، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر، عن ابن خثيم، عن صفيّة بنت شيبة، عن أمّ سلمة قالت: لـمّا نزلت هذه الآية: {يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ}، خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السّكينة، وعليهنّ أكسيةٌ سودٌ يلبسنها.
وقال ابن أبي حاتمٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو صالحٍ، حدّثني اللّيث، حدّثنا يونس بن يزيد قال: وسألناه يعني: الزّهريّ -: هل على الوليدة خمارٌ متزوّجةٌ أو غير متزوّجةٍ؟ قال: عليها الخمار إن كانت متزوّجةً، وتنهى عن الجلباب لأنّه يكره لهنّ أن يتشبّهن بالحرائر إلّا محصّناتٍ. وقد قال اللّه تعالى: {يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ}.
وروي عن سفيان الثّوريّ أنّه قال: لا بأس بالنّظر إلى زينة نساء أهل الذّمّة، إنّما ينهى عن ذلك لخوف الفتنة؛ لا لحرمتهنّ، واستدلّ بقوله تعالى: {ونساء المؤمنين}.
وقوله: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} أي: إذا فعلن ذلك عرفن أنّهن حرائر، لسن بإماءٍ ولا عواهر، قال السّدّيّ في قوله تعالى: {[يا أيّها النّبيّ] قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} قال: كان ناسٌ من فسّاق أهل المدينة يخرجون باللّيل حين يختلط الظّلام إلى طرق المدينة، يتعرّضون للنّساء، وكانت مساكن أهل المدينة ضيّقة، فإذا كان اللّيل خرج النّساء إلى الطّرق يقضين حاجتهنّ، فكان أولئك الفسّاق يبتغون ذلك منهنّ، فإذا رأوا امرأةً عليها جلبابٌ قالوا: هذه حرّةٌ، كفّوا عنها. وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلبابٌ، قالوا: هذه أمةٌ. فوثبوا إليها.
وقال مجاهدٌ: يتجلببن فيعلم أنّهنّ حرائر، فلا يتعرّض لهنّ فاسقٌ بأذًى ولا ريبةٍ.
وقوله: {وكان اللّه غفورًا رحيمًا} أي: لما سلف في أيّام الجاهليّة حيث لم يكن عندهنّ علمٌ بذلك).[تفسير ابن كثير: 6/ 481-482]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة