تفسير قوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) )}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا نساء النّبيّ لستنّ كأحدٍ من النّساء إن اتّقيتنّ} [الأحزاب: 32] ثمّ استأنف الكلام، فقال: {فلا تخضعن بالقول} [الأحزاب: 32] قال الكلبيّ: هو الكلام الّذي فيه ما يهوى المريب.
وقال الحسن: فلا تكلّمن بالرّفث، قال وكان أكثر من يصيب الحدود في زمان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المنافقون.
قال: {فيطمع الّذي في قلبه مرضٌ} [الأحزاب: 32] سعيدٌ، عن قتادة، قال بعضهم: المرض هاهنا الزّنا.
وقال بعضهم: النّفاق.
[تفسير القرآن العظيم: 2/715]
وقال السّدّيّ: يعني: فجورٌ.
قال: {وقلن قولا معروفًا} [الأحزاب: 32] وهذا تبعٌ للكلام الأوّل {فلا تخضعن بالقول} [الأحزاب: 32]...........
{وقلن قولا معروفًا} [الأحزاب: 32].
تفسير الكلبيّ: هو الكلام الّذي فيه ما يهوى المريب.
وقال الحسن: فلا تكلّمن بالرّفث). [تفسير القرآن العظيم: 2/716]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {فلا تخضعن بالقول...}
يقول: لا تليّن القول , {فيطمع الّذي في قلبه مرضٌ}: أي: الفجور , {وقلن قولاً مّعروفاً}: صحيحاً , لا يطمع فاجرا.). [معاني القرآن: 2/342]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ لستنّ كأحدٍ من النّساء }: أحد يقع على الذكر والأنثى بلفظ واحد يقع على ما ليس في الآدميين، يقال: لم أجد فيها أحداً شاة , ولا بعيراً.). [مجاز القرآن: 2/137]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فلا تخضعن بالقول}: أي : فلا تلنّ القول، {فيطمع الّذي في قلبه مرضٌ}: أي : فجور، {وقلن قولًا معروفاً} أي : صحيحاً, لا يطمع فاجرا.). [تفسير غريب القرآن: 350]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا نساء النّبيّ لستنّ كأحد من النّساء إن اتّقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الّذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا (32)}
ولم يقل كواحدة من النساء؛ لأن أحدا نفي عام للمذكر , والمؤنث, والواحد , والجماعة.
وقوله: {إن اتّقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الّذي في قلبه مرض}: أي : لا تقلن قولا يجد به منافق سبيلا إلى أن يطمع في موافقتكنّ له.
{وقلن قولا معروفاً}: أي : قلن ما يوجبه الدّين والإسلام بغير خضوع فيه، بل بتصريح وبيان.
{فيطمع}بالنصب وهي القراءة، وجواب {فلا تخضع} , {فيطمع}, ويقرأ : {فيطمع)}: الذي في قلبه مرض، بتسكين العين، نسق على فلا تخضعن , فيطمع.). [معاني القرآن: 4/224]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}
يقال : خضع في قوله إذا لان , ولم يبين .
ويبينه قوله تعالى: {وقلن قولا معروفا} : أي : بينا ظاهرا
قال قتادة , والسدي : (فيطمع الذي في قلبه مرض , أي : شك , ونفاق) .
قال عكرمة : (هو شهوة الزنى)). [معاني القرآن: 5/345]
تفسير قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال عزّ وجلّ: {وقرن في بيوتكنّ} [الأحزاب: 33] وهي تقرأ على وجهين: قرن، {وقرن} [الأحزاب: 33] فمن قرأها: {وقرن} [الأحزاب: 33] فمن قبل القرار، ومن قرأها: وقرن فمن قبل الوقار.
قال: {ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى} [الأحزاب: 33] قبلكم في تفسير الحسن، ليس يعني: أنّها كانت جاهليّةً قبلها كقوله: {عادًا الأولى} [النجم: 50]، أي: قبلكم.
وبعضهم يقول: الجاهليّة الّتي ولد فيها إبراهيم قبل الجاهليّة الّتي ولد فيها محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وحدّثني الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، قال: قال ابن عبّاسٍ في تفسيرها: تكون جاهليّةً أخرى.
وحدّثني الحسن بن دينارٍ، عن محمّد بن سيرين، قال: لا تقوم السّاعة حتّى يعبد ذو الخلصة، فإنّه كان سيّد الأوثان في الجاهليّة.
- وحدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن عوفٍ، عن أبي المغيرة، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: تنفخ النّفخة الأولى، وما يعبد اللّه يومئذٍ في الأرض.
قال: {وأقمن الصّلاة} [الأحزاب: 33] المفروضة، الصّلوات الخمس على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها.
{وآتين الزّكاة} [الأحزاب: 33] المفروضة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/716]
{وأطعن اللّه ورسوله} [الأحزاب: 33] في ما أمركنّ به.
{إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس} [الأحزاب: 33] الشّيطان الّذي يدعو إلى المعاصي.
وقال بعضهم: الرّجس، يعني: الإثم الّذي ذكر في هذه الآيات.
{ويطهّركم تطهيرًا} [الأحزاب: 33] من الذّنوب، في تفسير السّدّيّ، وقال: كلّ رجسٍ في القرآن، فإنّما هو إثمٌ، والرّجز كلّه العذاب، والرّجز مرفوعةٌ: الأوثان.
- وحدّثني حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقوم على باب عليٍّ وفاطمة صلاة الفجر ستّة أشهرٍ، فيقول: الصّلاة الصّلاة يا أهل البيت {إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرًا} [الأحزاب: 33].
- وحدّثني يونس بن أبي إسحاق، عن أبي داود، عن أبي الحمراء، قال: رابطت المدينة سبعة أشهرٍ مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كيومٍ واحدٍ فسمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا طلع الفجر جاء إلى باب عليٍّ وفاطمة، فقال: الصّلاة، ثلاثًا: {إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرًا} [الأحزاب: 33].
قال يحيى: وبلغني أنّ هذه الآية نزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في بيت أمّ سلمة). [تفسير القرآن العظيم: 2/717]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: ( قوله: {وقرن في بيوتكنّ...}
من الوقار, تقول للرّجل: قد وقر في منزله , يقر وقوراً.
وقرأ عاصم وأهل المدينة : {وقرن}بالفتح, ولا يكون ذلك من الوقار، ولكنا نرى أنهم أرادوا: واقررن في بيوتكنّ , فحذفوا الرّاء الأولى، فحوّلت فتحها في القاف؛ كما قالوا: هل أحست صاحبك؟, وكما قال: {فظلتم} , يريد: فظللتم.
ومن العرب من يقول: واقررن في بيوتكنّ، فلو قال قائل: وقرن بكسر القاف يريد , واقررن بكسر الراء فيحوّل كسرة الراء -إذا سقطت- إلى القاف كان وجهاً.
ولم نجد ذلك في الوجهين جميعاً مستعملاً في كلام العرب إلاّ في فعلت وفعلتم وفعلن , فأمّا في الأمر والنهي المستقبل فلا؛ إلا أنا جوّزنا ذلك لأنّ اللام في النسوة ساكنة في فعلن , ويفعلن فجاز ذلك, وقد قال أعرابيّ من بني نمير: ينحطن من الجبل , يريد: ينحططن, فهذا يقوّي ذلك.
وقوله: {ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى}: قال: ذلك في زمنٍ ولد فيه إبراهيم النبي عليه السلام, كانت المرأة إذ ذاك تلبس الدّرع من اللؤلؤ غير مخيط الجانبين, ويقال: كانت تلبس الثياب تبلغ المال لا تواري جسدها، فأمرن ألاّ يفعلن مثل ذلك). [معاني القرآن: 2/342-343]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وقرن في بيوتكنّ}: القاف مكسورة لأنها من وقرت تقر، تقديره: وزنت تزن , ومعناه من الوقار , ومن فتح القاف , فإن مجازها من " قرّت تقر " تقديره: قررت تقر , فحذف الراء الثانية فخففها , وقد تفعل العرب ذلك , وقال الشاعر:
خلا أنّ العتاق من المطاي= أحسن به فهنّ إليه شوس
أراد : أحسن.
{ولا تبرّجن}: وهو من التبرج , وهو أن يبرزن محاسنهن , فيظهرونها.). [مجاز القرآن: 2/138]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وقرن في بيوتكم}: من الوقار، ومن فتح القاف فهي مخففة، قررت كما خففت ظللت فقيل: ظلت عليه عاكفا). [غريب القرآن وتفسيره: 303]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقرن في بيوتكنّ} من الوقار، يقال: وقر في منزله , يقر وقورا.
ومن قرأ: {وقرن في بيوتكنّ} بنصب القاف، جعله من «القرار», وكأنه من «قرّ يقرّ» بفتح القاف, أراد: «أقررن في بيوتكن»، فحذف الراء الأولى، وحول فتحتها إلى القاف. كما يقال: ظللن في موضع كذا، من «أظللن».
قال اللّه تعالى: {فظلتم تفكّهون} ولم نسمع بـ «قرّ يقرّ» إلا في قرة العين, فأمّا في الاستقرار , فإنما هو «قرّ يقرّ» بالقاف مكسورة, ولعلها لغة.).[تفسير غريب القرآن: 350-351]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ {وقرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى وأقمن الصّلاة وآتين الزّكاة وأطعن اللّه ورسوله إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا (33)}
ويقرأ " وقرن " بكسر القاف , فمن قرأ بالفتح , فهو من قررت بالمكان أقرّ. فالمعننى: واقررن , فإذا خففت صارت : وقرن , حذفت الألف لثقل التضعيف في الراء، وألقيت حركتها على القاف.
والأجود:{ وقرن في بيوتكن } بكسر القاف , وهو من الوقار، تقول: وقر يقر في المكان.
ويصلح أن يكون من قررت في المكان أ, قره فيحذف على أنه من {واقررن} بكسر الراء الأولى، والكسر من جهتين، من أنه من الوقار، ومن أنه من القرار جميعا.
وقوله تعالى:{ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى}
التبرّج : إظهار الزينة، وما تستدعى به شهوة الرجل.
وقيل : إنهن كن يتكسّرن في مشيتهنّ، ويتبخترن، وقيل إن الجاهلية الأولى من كان من لدن آدم إلى زمن نوح، وقيل : من زمن نوح إلى زمن إدريس.
وقيل : منذ زمن عيسى إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
والأشبه أن تكون منذ زمن عيسى إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛لأنهم هم الجاهلية المعروفون , لأنه روى أنهم كانوا يتخذون البغايا - وهن الفواجر - يغللن لهم.
فإن قيل: لم قيل الأولى؟, قيل : يقال لكل متقدّم , ومتقدّمة أولى وأول، فتأويله : أنهم تقدّموا أمّة محمد صلى الله عليه وسلم , فهم أولى , وهم أول من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
وقوله عزّ وجلّ: {من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة}
وتقرأ: {مبينة}
{يضاعف لها العذاب ضعفين}
القراءة يضاعف بألف، وقرأ أبو عمرو وحده يضعّف، وكلاهما جيّد.
وقال أبو عبيدة: يعذب ثلاثة أعذبة، قال: كان عليها أن يعذب مرة واحدة، فإذا ضوعفت المرة ضعفين، صار العذاب ثلاثة أعذبة.
وهذا القول ليس بشيء ؛ لأنّ معنى : يضاعف لها العذاب ضعفين : يجعل عذاب جرمها -كعذابي جرمين.
والدليل عليه {نؤتها أجرها مرّتين}: فلا يكون أن تعطى على الطاعة أجرين , وعلى المعصية ثلاثة أعذبة , ومعنى ضعف الشيء مثله، لأن ضعف الشيء الذي يضعفه بمنزلة مثقال الشيء.
ومعنى : {يقنت}: يقيم على الطاعة.
{وأعتدنا لها رزقا كريما}: جاء في التفسير : أنه الجنّة.
وقوله: {إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت}
{أهل البيت} منصوب على المدح، ولو قرئت أهل البيت - بالخفض - أو قرئت, أهل البيت بالرفع لجاز ذلك , ولكنّ القراءة النصب.
وهو على وجهين:
على معنى : أعني : أهل البيت, وعلى النداء: على معنى : يا أهل البيت.
والرجس في اللغة : كل مستنكر , مستقذر من مأكول , أو عمل , أو فاحشة.
وقيل : إن أهل البيت ههنا : يعنى به نساء النبي صلى الله عليه وسلم , وقيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم , والرجال الذين هم آله.
واللغة : تدل على أنه للنساء والرجال جميعا ؛ لقوله {عنكم}بالميم، ويطهّركم, ولو كان للنساء لم يجز إلا عنكن , ويطهّركنّ.
والدليل على هذا قوله: {واذكرن ما يتلى في بيوتكنّ} حيث أفرد النساء بالخطاب.). [معاني القرآن: 4/224-227]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}
هو من وقر يقر وقارا في المكان, إذا ثبت فيه .
وفيه قول آخر : قال محمد بن يزيد : هو من قررت في المكان أقر , والأصل :{واقررن }, جاء على لغة من قال : في مسست , مست حذفت , الراء الأولى , وألقيت حركتها على القاف , فصار : (وقرن) .
قال : ومن قرأ: (وقرن) , فقد لحن .
قال أبو جعفر : يجوز أن يكون {وقرن} من قررت به عينا , أقر , فيكون المعنى : واقررن به عينا في بيوتكن .
ثم قال جل وعز: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}
روى علي بن أحمر , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (الجاهلية الأولى ما بين إدريس ونوح صلى الله عليهما و سلم) .
وروى عبد الله بن عمرو , عن عبد الكريم , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (ستكون جاهلية أخرى) .
وروى هشيم , عن زكريا , عن الشعبي قال : (الجاهلية الأولى ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم).
قال مجاهد : (كان النساء يتمشين بين الرجال , فذلك التبرج) .
وقال ابن أبي نجيح: هو التبختر
قال أبو جعفر : التبرج في اللغة : هو إظهار الزينة , وما تستدعى به الشهوة , وكان هذا ظاهرا بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم , وكان ثم بغايا يقصدن , وقوله جل وعز: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}
قال عطية : حدثني أبو سعيد الخدري , قال: (حدثتني أم سلمة , قالت : نزلت هذه الآية في بيت , وكنت جالسة على الباب , فقلت : يا رسول الله , ألست من أهل البيت , قال : ((إنك إلى خير , وأنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم)) , وكان في البيت النبي صلى الله عليه وسلم , وعلي , وفاطمة , والحسن , والحسين صلوات الله عليهم وسلامه)). [معاني القرآن: 5/347-348]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَقَرْنَ}: من الاستقرار). [العمدة في غريب القرآن: 243]
تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقيل: إن أهل البيت ههنا , يعنى به نساء النبي صلى الله عليه وسلم , وقيل: نساء النبي صلى الله عليه وسلم , والرجال الذين هم آله.
واللغة : تدل على أنه للنساء والرجال جميعا لقوله (عنكم) بالميم، ويطهّركم.
ولو كان للنساء لم يجز إلا عنكن , ويطهّركنّ.
والدليل على هذا قوله: {واذكرن ما يتلى في بيوتكنّ}:حيث أفرد النساء بالخطاب.). [معاني القرآن: 4/227] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة}
قال قتادة : أي : القرآن , والسنة .
وروى محمد بن عمرو , عن أبي سلمة , عن أم سلمة قالت: (قلت: يا رسول الله أرى الله جل وعز يذكر الرجال , ولا يذكر النساء , فنزلت: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات})). [معاني القرآن: 5/349]