التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال عزّ وجلّ: {وإذ قالت طائفةٌ منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا} [الأحزاب: 13] يقوله المنافقون بعضهم لبعضٍ، اتركوا دين محمّدٍ وارجعوا إلى دين مشركي العرب في تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: لمّا رأى المنافقون الأحزاب جبنوا، فقال بعضهم لبعضٍ: لا واللّه ما لكم مقامٌ مع هؤلاء فارجعوا إلى قومكم، يعنون المشركين فاستأمنوهم.
وقال السّدّيّ: {يا أهل يثرب لا مقام لكم} [الأحزاب: 13]، يعني: لا مكث لكم مع الأحزاب، لا تقومون لهم.
قال عزّ وجلّ: {ويستأذن فريقٌ منهم النّبيّ يقولون إنّ بيوتنا عورةٌ} [الأحزاب: 13] قال مجاهدٌ: يخشى عليها السّرق.
وقال الكلبيّ: خاليةٌ نخاف عليها السّرق.
وقال الحسن: ضائعةٌ وهو واحدٌ، يقولون: إذا خلّيناهم ضاعت.
قال اللّه: {وما هي بعورةٍ} [الأحزاب: 13] يقول: {إن يريدون إلا فرارًا {13}). [تفسير القرآن العظيم: 2/706]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لا مقام لكم...}
قراءة العوامّ بفتح الميم؛ إلا أبا عبد الرحمن فإنه ضمّ الميم فقال :{لا مقام لكم}.
فمن قال:{لا مقام}, فكأنه أراد: لا موضع قيام, ومن قرأ : {لا مقام} , كأنه أراد: لا إقامة لكم {فارجعوا}.
كلّ القراء الذين نعرف على تسكين الواو {عورةٌ}, و ذكر عن بعض القراء أنه قرأ : {عورة} على ميزان فعلة , وهو وجه, والعرب تقول: قد أعور منزلك إذا بدت منه عورة، وأعور الفارس إذا كان فيه موضع خلل للضرب., وأنشدني أبو ثروان.:
= له الشّدّة الأولى إذا القرن أعورا =
يعني : الأسد.
وإنما أرادوا بقولهم: إن بيوتنا عورة , أي : ممكنة للسرّاق لخلوتها من الرجال, فأكذبهم الله، فقال: ليست بعورة.). [معاني القرآن: 2/337]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يثرب}: اسم أرض , ومدينة النبي صلى الله عليه في ناحية من يثرب .
قال حسان في الجاهلية:
سأهدي لها في كل عامٍ قصيدةً= وأقعد مكفياً بيثرب مكرما.
{ لا مقام لكم }: مفتوحة الأول , ومجازها: لا مكان لكم تقومون فيه , ومنه قوله:
فايٌّ ما وأيّك كان شرا= فقيد إلى المقامة لا يراها.).[مجاز القرآن: 2/134]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا مقام لكم}: أي لا مكان لكم تقومون فيه. والمقام الإقامة). [غريب القرآن وتفسيره: 302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّ بيوتنا عورةٌ}:أي : خالية، فقد أمكن من أراد دخولها , وأصل «العورة»: ما ذهب عنه السّتر والحفظ، فكأن الرجال ستر , وحفظ للبيوت، فإذا ذهبوا , أعورت البيوت, تقول العرب: أعور منزلك، إذا ذهب ستره، أو سقط جداره, وأعور الفارس: إذا بدا فيه موضع خلل للضرب بالسيف, أو الطعن.
يقول اللّه: {وما هي بعورةٍ}؛ لأن اللّه يحفظها, ولكن يريدون الفرار.). [تفسير غريب القرآن: 348-349]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل : {وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النّبيّ يقولون إنّ بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلّا فرارا (13)}
ويقرأ { لا مقام لكم } بفتح الميم، فمن ضم الميم , فالمعنى لا إقامة لكم، تقول: أقمت في البلد إقامة , ومقاماً.
ومن قرأ :{لا مقام لكم } بفتح الميم، فالمعنى : لا مكان لكم تقيمون فيه، وهؤلاء كانوا يثبّطون المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وسلم .
{ويستأذن فريق منهم النّبيّ يقولون إنّ بيوتنا عورة}:أي : معوّرة, وذلك أنهم قالوا : إنّ بيوتنا ممّا يلي العدو، ونحن نسرق منها، فكذبهم اللّه تعالى , وأعلم أن قصدهم الهرب والفرار.
فقال: {وما هي بعورة}, ويقرأ: وما هي بعورة.
يقال : عور المكان , يعور عورا، وهو عور وبيوت عورة، وبيوت عورة على ضربين، على تسكين عورة، وعلى معنى : ذات عورة.
{إن يريدون إلّا فراراً}:أي : ما يريدون تحرزا من سرق، ولكن المنافقين يريدون الفرار عن نصرة النبي عليه السلام.). [معاني القرآن: 4/220]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة}
قال ابن إسحاق : (هو أوس بن قيظي الذي قال : إن بيوتنا عورة عن ملأ من قومه) .
وقرأ يحيى بن يعمر , وأبو رجاء عورة بكسر الواو
يقال: أعور المنزل إذا ضاع , أو لم يكن له ما يستره , أو سقط جداره.
فالمعنى : إن بيوتنا ضائعة متهتكة , ليس لها من يحفظها , فأعلم الله جل وعز أنها ليست كذلك , وأن العدو لا يصل إليها لأن الله جل وعز يحفظها
قال مجاهد : (أي : نخاف أن تسرق).
ويقال للمرأة عورة , فيجوز أن يكون المعنى : إن بيوتنا ذات عورة , فأكذبهم الله جل وعز .
قال قتادة : (قال قوم من المنافقين : إن بيوتنا عورة , وإنا نخاف على أهلينا , فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليها : فلم يوجد فيها أحد) .
ويجوز أن يكون عورة : مسكنا من عورة , ثم قال جل وعز: {إن يريدون إلا فرارا}
أي : عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.). [معاني القرآن: 5/332-333]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ}: أي: خالية , وقد أمكن منها من أراد دخولها.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 193]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا مُقَامَ}: لا إقامة.). [العمدة في غريب القرآن: 242]
تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولو دخلت عليهم} [الأحزاب: 14] لو دخل عليهم أبو سفيان ومن معه.
{من أقطارها} [الأحزاب: 14] من نواحيها، يعني: المدينة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/706]
{ثمّ سئلوا} [الأحزاب: 14] طلبت منهم.
{الفتنة} [الأحزاب: 14] الشّرك.
{لآتوها} [الأحزاب: 14] لجاءوها، رجع إلى الفتنة وهي الشّرك على تفسير من قرأها خفيفةً ومن قرأها مثقّلةً: {لآتوها} لأعطوها، يعني: الفتنة وهي الشّرك، لأعطوهم إيّاها.
{وما تلبّثوا بها إلا يسيرًا} [الأحزاب: 14] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/707]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولو دخلت عليهم مّن أقطارها...}
يعني : واحي المدينة , {ثمّ سئلوا الفتنة} , يقول: الرجوع إلى الكفر {لآتوها}, يقول: لأعطوا الفتنة.
فقرأ عاصم , والأعمش بتطويل الألف, وقصرها أهل المدينة{لأتوها}: يريد: لفعلوها, والذين طوّلوا يقولون: لمّا وقع عليها السؤال وقع عليها الإعطاء؛ كما تقول: سألتني حاجةً , فأعطيتك , وآتيتكها.
وقد يكون التأنيث في قوله: {لآتوها} للفعلة، ويكون التذكير فيه جائزاً لو أتى كما تقول عند الأمر يفعله الرجل: قد فعلتها، أما والله لا تذهب بها، , تريد : الفعلة.
وقوله: {وما تلبّثوا بها إلاّ يسيراً}: يقول: لم يكونوا ليلبثوا بالمدينة إلا قليلاً بعد إعطاء الكفر حتى يهلكوا.). [معاني القرآن: 2/337]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من أقطارها}:أي: من جوانبها , ونواحيها , وأحدها: قطر.
{سئلوا الفتنة لأتوها}:أي : لأعطوها.). [مجاز القرآن: 2/135]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من أقطارها}: من جوانبها قطر). [غريب القرآن وتفسيره: 302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولو دخلت عليهم من أقطارها}: أي: من جوانبها، {ثمّ سئلوا الفتنة}: أي: الكفر :{لآتوها}, أي : أعطوا ذلك من أراده، {وما تلبّثوا بها} :أي, بالمدينة.
ومن قرأ: {لأتوها} بقصر الألف، أراد: لصاروا إليها.). [تفسير غريب القرآن: 349]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ولو دخلت عليهم من أقطارها ثمّ سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبّثوا بها إلّا يسيرا (14)}
أي: ولو دخلت البيوت من نواحيها.
{ثمّ سئلوا الفتنة لآتوها}: ويقرأ بالقصر : {لأتوها}, فمن قرأ : {لآتوها}بالمدّ , فالمعنى لأعطوها، أي: لو قيل لهم كونوا على المسلمين , مظهرين الفتنة , لفعلوا ذلك،{وما تلبّثوا بها إلّا يسيرا},
ومن قرأ : {لأتوها} بالقصر، فالمعنى : لقصدوها.). [معاني القرآن: 4/220]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سألوا الفتنة لأتوها}
قال الحسن :{من أقطارها }: (أي: من نواحيها) .
قال غيره : نواحي البيوت.
{ثم سئلوا الفتنة لأتوها }: أي : لقصدوها , وجاءوها.
قال الحسن : (الفتنة ههنا : الشرك).
وقرئ : {لآتوها}, قال الحسن : (أي: لأعطوها من أنفسهم).
قال غيره : كما روي في الذين عذبوا , أنهم أعطوا ما سئلوا في النبي صلى الله عليه وسلم إلا بلالا .
ثم قال جل وعز: {وما تلبثوا بها إلا يسيرا} , قال القتبي : (أي : بالمدينة)). [معاني القرآن: 5/333-334]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِّنْ أَقْطَارِهَا}: أي : من جوانبها, {سُئِلُوا الْفِتْنَةَ}: أي:الكفر.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 193]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَقْطَارِهَا}: جوانبها.). [العمدة في غريب القرآن: 242]
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال عزّ وجلّ: {ولقد كانوا عاهدوا اللّه من قبل لا يولّون الأدبار} [الأحزاب: 15] منهزمين، وهو تفسير السّدّيّ.
- ابن لهيعة عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه، قال: سئل جابر بن عبد اللّه كيف بايعتموه؟ قال: بايعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على أن لا نفرّ، ولم نبايعه على الموت.
قال: {وكان عهد اللّه مسئولا} [الأحزاب: 15] لا يسألهم اللّه عن ذلك العهد الّذي لم يوفوا به، يعني: المنافقين). [تفسير القرآن العظيم: 2/707]
تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {قل لن ينفعكم الفرار} [الأحزاب: 16]، يعني: الهرب.
{إن فررتم من الموت} [الأحزاب: 16]، يعني: إن هربتم من الموت.
{أو القتل وإذًا لا تمتّعون إلا قليلا} [الأحزاب: 16] في الدّنيا.
{إلا قليلا} إلى آجالكم، وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/707]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإذاً لاّ تمتّعون...}
مرفوعة؛ لأنّ فيها الواو , وإذا كانت الواو , كان في الواو فعل مضمر، وكان معنى : (إذاً) التأخير، أي : ولو فعلوا ذلك لا يلبثون خلافك إلا قليلاً إذاً, وهي في إحدى القراءتين :{وإذاً لا يلبثوا} بطرح النون يراد بها النصب, وذلك جائز؛ لأنّ الفعل متروك , فصارت كأنها لأوّل الكلام، وإن كانت فيها الواو. والعرب تقول: إذاً أكسر أنفك، إذاً أضربك، إذاً أغمّك إذا أجابوا بها متكلّماً, فإذا قالوا: أنا إذاً أضربك رفعوا، وجعلوا الفعل أولى باسمه من إذاً؛ كأنّهم قالوا أضربك إذاً؛ ألا ترى أنهم يقولون: أظنّك قائماً، فيعملون الظنّ إذا بدءوا به , وإذا وقع بين الاسم وخبره أبطلوه، وإذا تأخّر بعد الاسم , وخبره أبطلوه, وكذلك اليمين يكون لها جواب إذا بدئ بها , فيقال: والله إنك لعاقل، فإذا وقعت بين الاسم وخبره قالوا: أنت والله عاقل, وكذلك إذا تأخّرت لم يكن لها جواب؛ لأنّ الابتداء بغيرها, وقد تنصب العرب بإذاً , وهي بين الاسم وخبره في إنّ وحدها، فيقولون: إني إذاً أضربك، قال الشاعر:
لا تتركنّي فيهم شطيراً = إني إذاً أهلك أو أطيرا
والرفع جائز, وإنما جاز في (إنّ) ولم يجز في المبتدأ بغير (إنّ) لأن الفعل لا يكون مقدّماً في إنّ، وقد يكون مقدّماً لو أسقطت.). [معاني القرآن: 2/338]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قل لّن ينفعكم الفرار إن فررتم مّن الموت أو القتل وإذاً لاّ تمتّعون إلاّ قليلاً}
وقال: {وإذاً لاّ تمتّعون إلاّ قليلاً} : فرفعت ما بعد "إذاً" لمكان الواو وكذلك الفاء , وقال: {فإذاً لا يؤتون النّاس نقيرا} , وهي في بعض القراءة نصب , اعملوها كما يعملونها بغير فاء , ولا واو.). [معاني القرآن: 3/30-31]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا لا تمتعون إلا قليلا}
قال مجاهد , والربيع بن خيثم في قوله: {وإذا لا تمتعون إلا قليلا}: (ما بينهم وبين الأجل).). [معاني القرآن: 5/334]
تفسير قوله تعالى:{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قل من ذا الّذي يعصمكم من اللّه} [الأحزاب: 17] يمنعكم من اللّه.
{إن أراد بكم سوءًا} [الأحزاب: 17] عذابًا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/707]
وقال السّدّيّ: يعني: القتل والهزيمة.
{أو أراد بكم رحمةً} [الأحزاب: 17] توبةً، يعني: المنافقين، كقوله: {ويعذّب المنافقين إن شاء} [الأحزاب: 24] يموتون على نفاقهم فيعذّبهم {أو يتوب عليهم} [الأحزاب: 24] فيرجعون عن نفاقهم.
وقال السّدّيّ: يعني: النّصر والفتح.
قال: {ولا يجدون لهم من دون اللّه وليًّا ولا نصيرًا {17}). [تفسير القرآن العظيم: 2/708]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :
( {يعصمكم من الله}: أي: يمنعكم.).
[ياقوتة الصراط: 409]