التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)} قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ألم تروا أنّ اللّه سخّر لكم ما في السّموات وما في الأرض} [لقمان: 20] قال: من شمسها، وقمرها، ونجومها، وما ينزل من السّماء من ماءٍ، وما فيها من جبال البرد، وما في الأرض من شجرها، وجبالها، وأنهارها، وبحارها وبهائمها.
قال: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً} [لقمان: 20]، أي: في باطن أمركم وظاهره.
وبعضهم يقرأها منوّنةً: نعمةً ظاهرةً وباطنةً الظّاهرة: الإسلام والقرآن، والباطن ما يستر من العيوب والذّنوب.
قوله: {ومن النّاس من يجادل في اللّه} [لقمان: 20] فيعبد الأوثان دونه.
{بغير علمٍ} [لقمان: 20] من اللّه.
{ولا هدًى} أتاه من اللّه.
{ولا كتابٍ منيرٍ} [لقمان: 20] مضيءٍ، أي: بيّنٌ بما هو عليه من الشّرك.
وتفسير الكلبيّ أنّها أنزلت في النّضر بن الحارث أخي بني عبد الدّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/678]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً...}
...
- حدثني شريك بن عبد الله , عن خصيف الجزريّ , عن عكرمة , عن ابن عبّاس أنه قرأ {نعمةً} واحدة. , قال ابن عباسٍ: (ولو كانت: {نعمه}, لكانت نعمة دون نعمةً , أو قال : نعمة فوق نعمةٍ)، الشكّ من الفراء, وقد قرأ قوم {نعمه} على الجمع. وهو وجه جيّد؛ لأنه قال : {شاكراً لأنعمه اجتباه}, فهذا جمع النعم , وهو دليل على أنّ {نعمه} جائز). [معاني القرآن: 2/328-329]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم تروا أنّ اللّه سخّر لكم ما في السّماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن النّاس من يجادل في اللّه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير (20)} تسخير ما في السّماوات : الشمس, والقمر, والنجوم، ومعنى تسخيرها للآدميين الانتفاع بها في بلوغ منابتهم، والاهتداء بالنجوم في مسالكهم، وتسخير ما في الأرض : تسخير بحارها وأنهارها , ودوابها, وجميع منافعها. {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة}: {نعمة}, ويقرأ : {نعمه}على الجمع. فمن قرأ : {نعمة}, فعلى معنى : ما أعطاهم من توحيده عزّ وجلّ. ومن قرأ : {نعمه}, فعلى جميع ما أنعم به عليهم.). [معاني القرآن: 4/199]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض}
{ما في السموات } : يعني : الشمس , والقمر , والنجوم, {وما في الأرض }: من البحار , والدواب , وغيرها .
ثم قال جل وعز: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة}
وقرأ ابن عباس : (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة على التوحيد).
وقال هو , ومجاهد : (هي الإسلام) .
ويجوز أن تكون نعمة : بمعنى : نعم , كما قال سبحانه: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} ). [معاني القرآن: 5/290]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل اللّه قالوا بل نتّبع ما وجدنا عليه آباءنا} [لقمان: 21] يعنون عبادة الأوثان.
قال اللّه تبارك وتعالى: {أولو كان الشّيطان يدعوهم إلى عذاب السّعير} [لقمان: 21] يعني أيتّبعون ما وجدوا عليه آباءهم؟ على الاستفهام.
[تفسير القرآن العظيم: 2/678]
{أولو كان الشّيطان يدعوهم إلى عذاب السّعير} [لقمان: 21]، أي: قد فعلوا.
ودعاؤه إيّاهم إلى عذاب السّعير دعاؤه إيّاهم إلى عبادة الأوثان بالوسوسة). [تفسير القرآن العظيم: 2/679]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ({وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل اللّه قالوا بل نتّبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشّيطان يدعوهم إلى عذاب السّعير}
وقال: {أولو كان الشّيطان يدعوهم} , هنا ألف استفهام ادخلها على واو العطف.). [معاني القرآن: 3/29]
تفسير قوله تعالى:{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ومن يسلم وجهه إلى اللّه} [لقمان: 22]، أي: وجهته في الدّين.
وقال السّدّيّ: يخلص دينه.
{وهو محسنٌ فقد استمسك بالعروة الوثقى} [لقمان: 22] لا إله إلا اللّه.
ثمّ قال: {وإلى اللّه عاقبة الأمور} [لقمان: 22] مصيرها في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/679]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ومن يسلم وجهه إلى اللّه...}
قرأها القرّاء بالتخفيف، إلا أبا عبد الرحمن فإنه قرأها {ومن يسلّم}, وهو كقولك للرجل أسلم أمرك إلى الله , وسلّم.). [معاني القرآن: 2/329]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {ومن يسلم وجهه إلى اللّه وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى اللّه عاقبة الأمور (22)}
أي : من أسلم , فقد استمسك بقول: لا إله إلا اللّه، وهي: العروة الوثقى.). [معاني القرآن: 4/199]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ومن سلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى}
روى سعيد بن جبير , عن ابن عباس : {فقد استمسك بالعروة الوثقى }, قال: (لا إله إلا الله)). [معاني القرآن: 5/290]
تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ومن كفر فلا يحزنك كفره} [لقمان: 23] كقوله: {ولا تحزن عليهم} [النمل: 70].
{إلينا مرجعهم} [لقمان: 23] يوم القيامة.
{فننبّئهم بما عملوا إنّ اللّه عليمٌ بذات الصّدور} [لقمان: 23] ما يسرّون في صدورهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/679]
تفسير قوله تعالى: (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {نمتّعهم قليلا} [لقمان: 24] في الدّنيا إلى موتهم.
{ثمّ نضطرّهم إلى عذابٍ غليظٍ} [لقمان: 24]، يعني: جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/679]