التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خبِيرٌ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا بنيّ} [لقمان: 16] رجع إلى كلام لقمان، يعني: الكلام الأوّل: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه} [لقمان: 13].
وقوله: {إنّها إن تك مثقال حبّةٍ من خردلٍ} [لقمان: 16]، أي: وزن حبّةٍ
[تفسير القرآن العظيم: 2/675]
من خردلٍ.
{فتكن في صخرةٍ} [لقمان: 16] بلغنا أنّها الصّخرة الّتي عليها الحوت، الّتي عليها قرار الأرضين.
قال: {أو في السّموات أو في الأرض يأت بها اللّه} [لقمان: 16]، أي: احذر، فإنّه سيحصي عليك عملك، ويعلمه كما علم هذه الحبّة من الخردل، لقمان يقوله لابنه.
قال: {إنّ اللّه لطيفٌ خبيرٌ} قال: {لطيفٌ} باستخراجها {خبيرٌ} بمكانها). [تفسير القرآن العظيم: 2/676]
قَالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبّةٍ مّن خردلٍ...} يجوز نصب المثقال , ورفعه, فمن رفع رفعه بتكن , واحتملت النكرة ألاّ يكون لها فعل في كان , وليس وأخواتها, ومن نصب جعل في (تكن) اسماً مضمرا مجهولاً مثل الهاء التي في قوله: {إنّها إن تك} , ومثل قوله: {فإنّها لا تعمى الأبصار} , وجاز تأنيث (تك) والمثقال ذكر لأنه مضاف إلى الحبّة والمعنى للحبّة، فذهب التأنيث إليها كما قال:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته = كما شرقت صدر القناة من الدم
ولو كان: {إن يك مثقال حبّةٍ}, كان صواباً , وجاز فيه الوجهان.
وقوله: {فتكن في صخرةٍ} , يقال: إنّها الصّخرة التي تحت الأرض: وهي سجّي, وتكتب فيها أعمال الكفّار.
وقوله: {يأت بها اللّه}: فيجازى بها.). [معاني القرآن: 2/328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (ثم رجع الخبر إلى لقمان فقال :{ يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبةّ من خردلٍ }, أي: زنة حبة.). [مجاز القرآن: 2/127]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبّةٍ مّن خردلٍ فتكن في صخرةٍ أو في السّماوات أو في الأرض يأت بها اللّه إنّ اللّه لطيفٌ خبيرٌ}
وقال: {إن تك مثقال حبّةٍ} , بلغت : أي: "إن تكن خطيئةٌ مثقال حبّةٍ" , ورفع بعضهم فجعلها "كان" الذي لا يحتاج إلى خبر كأنه "بلغ مثقال حبّةٍ". وقال: {إنّها إن تك مثقال حبّةٍ مّن خردلٍ}, يقول : "إن تكن المعصية مثقال حبّةٍ من خردل".). [معاني القرآن: 3/28-29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يأت بها اللّه} , أي : يظهرها اللّه، ولا تخف عليه.). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبّة من خردل فتكن في صخرة أو في السّماوات أو في الأرض يأت بها اللّه إنّ اللّه لطيف خبير (16)}
{إن تك مثقال حبة}: وتقرأ :{مثقال حبّة}, الآية : إلى قوله :{لطيف خبير}
أي: لطيف في استخراجها خبير بمكانها, ويقال : في صخرة، أي : في الصخرة التي تحت الأرض.
ويروى أن ابن لقمان سأل لقمان , فقال: أرأيت الحبّة تكون في مقل البحر، أي: في مغاص البحر , أيعلمها اللّه؟.
يقال : مقل يمقل ؛ إذا غاص، فأعلمه أن اللّه عزّ وجلّ يعلم الحبّة حيث كانت، وفي أخفى المواضع؛ لأن الحبّة في الصخرة أخفى من الماء، , ثم أعلمه أنها حيث كانت يعلمها بلطفه عزّ وجلّ , وخبرته, وهذا مثل لأعمال العباد أن الله يأتي بأعمالهم يوم القيامة .
{فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره (8)}: فأمّا رفع " مثقال " مع تأنيث " تك " ؛ فلأن مثقال حبة من خردل راجع إلى معنى خردلة، فهو بمنزلة إن تك حبة من خردل.
ومن قرأ: {إنّها إن تك مثقال حبّة} بالنصب, فعلى معنى : أن التي سألتني عنها إن تك مثقال حبة، وعلى معنى : أن فعلة الإنسان - وإن صغرت - يأت الله بها.
ويجوز أنها إن تك بالتاء مثقال حبة من خردل، على معنى : أن القصة كما تقول: أنّها هند قائمة، ولو قلت : أنّها زيد قائم لجاز، إلا أن النحويين يختارون ذلك مع المذكر، ويجيزون مع المؤنث التأنيث والتذكير، يقولون: إنه هند قائمة، وإنها أمة اللّه قائمة, فيجيزون الوجهين.
فأمّا أنّها إن تك مثقال حبة من خردل عند من لا يجيز إنها زيد قائم "، فيجوز عنده هذا لأن معناه التأنيث بردّ (ما) إلى الحبّة من الخردل.). [معاني القرآن: 4/197-198]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {إن الله لطيف خبير}
قال أبو العالية : (أي: لطيف باستخراجها , خبير بمكانها)). [معاني القرآن: 5/287]
تفسير قوله تعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يا بنيّ أقم الصّلاة وأمر بالمعروف} [لقمان: 17]، يعني: بالتّوحيد، تفسير السّدّيّ.
{وانه عن المنكر} [لقمان: 17]، يعني: الشّرك باللّه.
قال: وبلغنا عن أبي العالية الرّياحيّ قال: من أمر بعبادة اللّه، ونهى عن عبادة الأوثان، فقد أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
قال: {واصبر على ما أصابك إنّ ذلك من عزم الأمور {17}} [لقمان: 17] العزم أن تصرم). [تفسير القرآن العظيم: 2/676]
تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ولا تصعّر خدّك للنّاس} [لقمان: 18] قال مجاهدٌ: الصّدود والإعراض بالوجه عن النّاس.
عاصم بن حكيمٍ قال: {ولا تمش في الأرض مرحًا} [لقمان: 18] بالعظمة.
{إنّ اللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ} [لقمان: 18] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه قال: متكبّرٌ.
{فخورٍ} [لقمان: 18] يعدّ ما أعطي زهوًا، لا يشكر اللّه.
- وحدّثني فطر بن خليفة، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن يحيى بن جعدة
[تفسير القرآن العظيم: 2/676]
قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يدخل الجنّة أحدٌ في قلبه مثقال حبّةٍ من خردلٍ من كبرٍ».
قال: فقال رجلٌ من القوم: يا رسول اللّه، إنّ الرّجل منّا ليكون نقيّ الثّوب جديد الشّراك، فيعجبه ذلك، فقال: «ليس ذلك بالكبر، ولكن الكبر أن تسفّه بالحقّ وتغمص النّاس».
قال يحيى: وبلغني عن يحيى بن جعدة أنّه قال: من وضع جبهته ساجدًا للّه فقد برئ من الكبر.
- أبو الجارود الكوفيّ عن أبي داود حنش بن المعتمر قال: سمعت عليًّا يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من صنع شيئًا فخرًا لقي اللّه يوم القيامة أسود»، قال قلنا: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ولكنّا وربّ الكعبة، فواللّه إنّ الرّجل منّا ليعجبه حسن ثوبه وحسن مركبه حتّى إنّه لينظر في شعره ونعله، قال: قد شكونا الّذي تشكون إلى النّبيّ عليه
السّلام فقال: «ليس ذلك بالفخر ولكنّ الفخر إبطال الحقّ، وغمص النّاس، والاستطالة عليهم».
- وحدّثني إسماعيل بن مسلمٍ، عن أبي المتوكّل النّاجيّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الكبر رداء اللّه فمن نازع اللّه رداءه قصمه»). [تفسير القرآن العظيم: 2/677]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تصاعر...} قرأها أهل المدينة , وعاصم بن أبي النجود , والحسن: {تصعّر} بالتشديد, وقرأها يحيى , وأصحابه بالألف {ولا تصاعر} يقول: لا تمّيل خدّك عن الناس من قولك: رجل أصعر, ويجوز : ولا تصعر , ولم أسمع به.). [معاني القرآن: 2/328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ولا تصعّر خدّك للنّاس } : مجازه: ولا تقلب وجهك , ولا تعرض بوجهك في ناحية من الكبر , ومنه الصعر الذي يأخذ الإبل في رؤوسها حتى يلفت أعناقها عن رؤوسها .
قال عمرو بن حنة التغلبي :
وكنا إذا الجبار صعّر خدّه= أقمنا له من ميله فتقوّما
والصعر : داء يأخذ البعير في عنقه , أو رأسه , فيشبه به الرجل الذي يتكبر على الناس. { ولا تمش في الأرض مرحاً }: أي : لا تمرح في مشيك من الكبر.). [مجاز القرآن: 2/127]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا تصاعر خدك للناس}: أي لا تعرض وجهك وأصل هذا من الصعر الذي يأخذ الإبل في رؤوسها وأعناقها فتكوى.
وقال بعضهم هو التشدق). [غريب القرآن وتفسيره: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولا تصعّر خدّك للنّاس}: أي : تعرض بوجهك وتتكبر, و«الأصعر» من الرجال: العرض بوجهه كبرا .). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ولا تصعّر خدّك للنّاس ولا تمش في الأرض مرحا إنّ اللّه لا يحبّ كلّ مختال فخور (18)} ويقرأ : تصاعر , ويجوز في العربية: ولا تصعر، ولا أعلم أحدا قرأ بها، فإذا لم ترو فلا تقرأ بها، ومعناه : لا تعرض عن الناس تكبّرا، يقال: أصاب البعير صعر , وصيد إذا أصابه داء فلوى منه عنقه، فيقال للمتكبر فيه صعر، وفيه صيد، فأما (تصعّر) فعلى وجه المبالغة، و(يصاعر) جاء على معنى : يفاعل، كأنك تعارضهم بوجهك. ومعنى {تصعر} تلزم خدّك الصّعر؛ لأنه لا داء بالإنسان أدوأ من الكبر. والمعنى في الثلاثة هذا, المعنى: إلا أن (تصعّر) , و(تصاعر ) أبلغ من (تصعر).
وقوله: {ولا تمش في الأرض مرحا}: أي: لا تمش متبخترا مختالا.). [معاني القرآن: 4/198]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تصعر خدك للناس}
وقرأ الجحدري : ولا تصعر , ويقرأ : ولا تصاعر .
قال الحسن , وقتادة , والضحاك في قوله تعالى: {ولا تصعر} : (لإعراض عن الناس) .
قال قتادة : (لا تتكبر , فتعرض) .
وقال إبراهيم : (هو التشدق) .
قال أبو الجوزاء : (يقول بوجهه هكذا ازدراء بالناس) .
قال أبو جعفر : أصل هذا من الصعر , وهو داء يأخذ الإبل تلوي منها أعناقها , فقيل هذا للمتكبر ؛ لأنه يلوي عنقه تكبرا , و(تصعر) على التكثير , وتصعر تلزم نفسك بهذا لأنه يفعله , ولا داء به .
و(تصاعر) : أي : تعارض بوجهك.
ثم قال جل وعز: {ولا تمش في الأرض مرحا} : أي : متبخترا متكبراً.). [معاني القرآن: 5/287-288]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا تصعر خدك للناس}: أي: لا تكبر على الناس.). [ياقوتة الصراط: 405]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلَا تُصَعِّرْ}: أي : لا تعرض بوجهك وتتكبر, ورجل أصعر: أذا أعرض بوجهه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 189]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا تُصَعِّرْ}: تكبر.). [العمدة في غريب القرآن: 240]
تفسير قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واقصد في مشيك} [لقمان: 19] وقال في آيةٍ أخرى: {ولا تمش في الأرض مرحًا إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا} [الإسراء: 37] قال: {واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات} [لقمان: 19]، يعني: أقبح الأصوات.
{لصوت الحمير} [لقمان: 19] وإنّما كانت صوت الحمير ولم يكن
[تفسير القرآن العظيم: 2/677]
لأصوات الحمير لأنّه عنى صوتها الّذي هو صوتها). [تفسير القرآن العظيم: 2/678]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير...} يقول: إن أقبح الأصوات لصوت الحمير, وأنت تقول: له وجه منكر إذا كان قبيحاً, وقال: {لصوت الحمير} , ولو قيل: أصوات الحمير لكان صواباً, ولكن الصّوت وإن كان أسند إلى جمع , فإن الجمع هذا الموضع كالواحد.). [معاني القرآن: 2/328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّ أنكر الأصوات }: أي : أشد الأصوات.). [مجاز القرآن: 2/127]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أنكر الأصوات}: أشدها). [غريب القرآن وتفسيره: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّ أنكر الأصوات}: أي: أقبحها, عرّفه قبح رفع الصوت في المخاطبة , وفي الملاحاة، بقبح أصوات الحمير: لأنها عالية.). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير (19)} {واغضض من صوتك}: معنى : اغضض انقص، ومن ذلك غضضت بصري، وفلان يغضّ بصره من فلان , أي: يتنقصه. ومعنى: {أنكر الأصوات}: أقبح الأصوات، يقال: أتانا فلان بوجه منكر الخلقة، أي: قبيح.). [معاني القرآن: 4/198-199]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك} {واقصد في مشيك }: أي : يكون متوسطا .
روى حيوة بن شريح , عن يزيد بن أبي حبيب : {واقصد في مشيك}, قال: (من السرعة).
ثم قال: {واغضض من صوتك}
أي: انقص منه , وقد غض بصره , ومنه فلان يغض من الناس .
ثم قال تعالى: {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}
أي: أقبحها , ومنه أتانا بوجه منكر.). [معاني القرآن: 5/289]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إن أنكر الأصوات}: أي: أقبح الأصوات.). [ياقوتة الصراط: 405]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَنكَرَ}: أشد.). [العمدة في غريب القرآن: 240]