التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)} قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {اللّه الّذي خلقكم من ضعفٍ} [الروم: 54]، يعني: ضعف نطفة الرّجل.
[تفسير القرآن العظيم: 2/666]
{ثمّ جعل من بعد ضعفٍ قوّةً} [الروم: 54]، يعني: شبابه.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: شبابه، وهذا قول مجاهدٍ.
{ثمّ جعل من بعد قوّةٍ ضعفًا وشيبةً يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} [الروم: 54] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/667]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({خلقكم من ضعفٍ}: أي : صغاراً أطفالاً, {ثمّ جعل من بعد ضعفٍ قوّةً ثمّ جعل من بعد قوّةٍ ضعفاً وشيبةً}: أي: الكبر بعد القوة).
[مجاز القرآن: 2/125]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {خلقكم من ضعفٍ}: أي : من مني.). [تفسير غريب القرآن: 343]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {اللّه الّذي خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوّة ثمّ جعل من بعد قوّة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير (54)}
تأويله : أنه خلقكم من النطف في حال ضعف , ثم قوّاكم في حال الشبيبة , ثم جعل بعد الشبيبة ضعفاً,وشيبة.
وروي في الحديث: أن ابن عمر قال: (قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم) : {اللّه الّذي خلقكم من ضعف}, قال : (فأقرأني): من ضعف.
وقرأ عطية على ابن عمر : (من ضعف) , فأقرأه : (من ضعف)، وقال له: (قرأتها على النبي صلى الله عليه وسلم) : من ضعف , (فاقرأني) : من ضعف.
فالذي روى عطية , عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : {من ضعف} بالضّم، وقد قرئت بفتح الضاد، والاختيار الضم، للرواية). [معاني القرآن: 4/191]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة}
{خلقكم من ضعف} : أي : من المني , أي : خلقكم في حال ضعف .
{ثم جعل من بعد ضعف قوة} : أي: الشباب.). [معاني القرآن: 5/271]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِّن ضَعْفٍ}: أي : من مني.) . [تفسير المشكل من غريب القرآن: 188]
تفسير قوله تعالى: {َيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون} [الروم: 55] يحلف المشركون {ما لبثوا} [الروم: 55] في الدّنيا وفي قبورهم.
{غير ساعةٍ} [الروم: 55] قال تبارك وتعالى: {كذلك كانوا يؤفكون} [الروم: 55] يصدّون في الدّنيا عن الإيمان بالبعث). [تفسير القرآن العظيم: 2/667]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعةٍ...}
يحلفون حين يخرجون: ما لبثوا في قبورهم إلاّ ساعةً.
قال الله: كذبوا في هذا كما كذبوا في الدنيا , وجحدوا, ولو كانت: ما لبثنا غير ساعةٍ كان وجهاً؛ لأنه من قولهم؛ كقولك في الكلام: حلفوا ما قاموا، وحلفوا : ما قمنا).). [معاني القرآن: 2/326]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما لبثوا غير ساعةٍ} يحلفون -إذا خرجوا من قبورهم -: أنهم ما لبثوا فيها غير ساعة, {كذلك كانوا يؤفكون} في الدنيا, أي: كذبوا في هذا الوقت، كما كانوا يكذبون من قبل, ويقال: أفك الرجل، إذا عدل به عن الصدق، وعن الخير, وأرض مأفوكة، أي : محرومة المطر.). [تفسير غريب القرآن: 343]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون (55)}
يعني : يوم القيامة، والسّاعة في القرآن على معنى الساعة التي تقوم فيها القيامة , فلذلك ترك ذكر أن يعرّف أي ساعة هي.
{يقسم المجرمون}: يحلف المجرمون.
{ما لبثوا غير ساعة}:أي: ما لبثوا في قبورهم إلا ساعة واحدة.
{كذلك كانوا يؤفكون}: أي : مثل هذا الكذب كذبهم ؛ لأنهم أقسموا على غير تحقيق.). [معاني القرآن: 4/191-192]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة}
أي : يحلفون ما لبثوا في القبور إلا ساعة واحدة.
ثم قال تعالى: {كذلك كانوا يؤفكون}
أي : كذلك كانوا يكذبون في الدنيا .
يقال : إفك الرجل إذا صرف عن الصدق , والخير , وأرض مأفوكة : ممنوعة من المطر.). [معاني القرآن: 5/272]
تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث} [الروم: 56] وهذا من مقاديم الكلام.
قال سعيدٌ، عن قتادة، يقول: وقال الّذين أوتوا العلم في كتاب اللّه والإيمان: لقد لبثتم إلى يوم البعث، لبثهم الّذي كان في الدّنيا وفي قبورهم إلى أن بعثوا.
قال: {فهذا يوم البعث ولكنّكم كنتم لا تعلمون} [الروم: 56] في الدّنيا أنّ البعث حقٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/667]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث} : أي : لبثتم في القبور - في خبر الكتاب - إلى يوم القيامة.).
[تفسير غريب القرآن: 343]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنّكم كنتم لا تعلمون (56)}
أي: في علم اللّه المثبت في اللوح المحفوظ.). [معاني القرآن: 4/192]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث}
قيل : المعنى في خبر كتاب الله : أنكم لبثتم في قبوركم إلى يوم القيامة , وقيل : في الكلام تقديم وتأخير
والمعنى : وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله : لقد لبثتم إلى يوم البعث.). [معاني القرآن: 5/272-273]
تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فيومئذٍ لا ينفع الّذين ظلموا} [الروم: 57]، يعني: أشركوا.
{معذرتهم} [الروم: 57] وإن اعتذروا.
{ولا هم يستعتبون} [الروم: 57] لا يردّون إلى الدّنيا ليعتبوا، أي: ليؤمنوا، وذلك أنّهم يسألون الرّجعة إلى الدّنيا ليؤمنوا فلا يردّون إلى الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/667]
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرءان من كلّ مثلٍ} [الروم: 58]، أي: ليذّكّروا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/667]
{ولئن جئتهم بآيةٍ ليقولنّ الّذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون} [الروم: 58] وذلك أنّهم كانوا يسألون النّبيّ عليه السّلام أن يأتيهم بآيةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/668]
تفسير قوله تعالى:{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {كذلك يطبع اللّه على قلوب الّذين لا يعلمون} [الروم: 59]، يعني: الّذين يلقون اللّه بشركهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/668]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({كذلك يطبع اللّه }, يقال للسيف إذا جرب , وصديء: قد طبع السيف , وهو أشد الصدأ.).
[مجاز القرآن: 2/125]
تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ} [الروم: 60] الّذي وعدك أنّه سينصرك على المشركين ويظهر دينك.
{ولا يستخفّنّك} [الروم: 60]، أي: ولا يستفزّنّك.
{الّذين لا يوقنون} [الروم: 60] وهم المشركون، لا تتابع المشركين إلى ما يدعونك إليه من ترك دينك). [تفسير القرآن العظيم: 2/668]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله:{فاصبر إنّ وعد اللّه حقّ ولا يستخفّنّك الّذين لا يوقنون (60)}
أي: إن ما وعدك اللّه من النصر على عدوك حقّ، وإظهار دين الإسلام حقّ.
{ولا يستخفّنّك الّذين لا يوقنون}: أي : لا يستفزنّك عن دينك الذين لا يوقنون، أي: هم ضلّال شاكّون.). [معاني القرآن: 4/192]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}
{ولا يستخفنك} : أي : لا يستفزنك الذين لا يوقنون , أي : الشاكون.). [معاني القرآن: 5/273]