العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة القصص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 12:02 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة القصص [ من الآية (85) إلى الآية (88) ]

{ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:16 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لرادك إلى معاد قال هذه مما كان يكتم ابن عباس قال معمر وأما الحسن والزهري فقالا معاده يوم القيامة). [تفسير عبد الرزاق: 2/94]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن إبراهيم بن حيّان، عن أبي جعفرٍ، عن أبي سعيدٍ {لرادّك إلى معادٍ} قال: معاده آخرته: الجنّة). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 265]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {إنّ الّذي فرض عليك القرآن} [القصص: 85] الآية

- حدّثنا محمّد بن مقاتلٍ، أخبرنا يعلى، حدّثنا سفيان العصفريّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85] قال: «إلى مكّة»). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب إنّ الّذي فرض عليك القرآن)
سقطت التّرجمة لغير أبي ذرٍّ
- قوله أخبرنا يعلى هو بن عبيد قوله حدثنا سفيان العصفري هو بن دينارٍ التّمّار كما تقدّم تحقيقه في آخر الجنائز وليس له في البخاريّ سوى هذين الموضعين قوله لرادك إلى معاد قال إلى مكّة هكذا في هذه الرّواية وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال كان بن عبّاسٍ يكتم تفسير هذه الآية وروى الطّبريّ من وجه آخر عن بن عبّاس قال لرادك إلى معاد قال إلى الجنّة وإسناده ضعيفٌ ومن وجهٍ آخر قال إلى الموت وأخرجه بن أبي حاتمٍ وإسناده لا بأس به ومن طريق مجاهدٍ قال يحييك يوم القيامة ومن وجهٍ آخر عنه إلى مكّة وقال عبد الرّزّاق قال معمرٍ وأمّا الحسن والزّهريّ فقالا هو يوم القيامة وروى أبو يعلى من طريق أبي جعفرٍ محمّد بن عليّ قال سألت أبا سعيدٍ عن هذه الآية فقال معاده آخرته وفي إسناده جابرٌ الجعفيّ وهو ضعيف). [فتح الباري: 8/509-510]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: {إن الّذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} (القصص: 85) أي: إلى مكّة، وعن ابن عبّاس: إلى الموت. وعنه: إلى يوم القيامة، وعنه إلى بيت المقدّس، وعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه: إلى الجنّة). [عمدة القاري: 19/104]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن} (القصص: 85)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {إن الّذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} ... الآية، ولم تثبت هذه التّرجمة إلاّ لأبي ذر. قوله: (فرض عليك) ، قال الثّعلبيّ: أي: أنزله، وعن عطاء بن أبي رباح: فرض عليك العمل بالقرآن.
- حدّثنا محمّد بن مقاتلٍ أخبرنا يعلى حدثنا سفيان العصفريّ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ: {لرادّك إلى معادٍ} قال إلى مكّة.
مطابقته للتّرجمة من حيث إنّه تفسير لها. ويعلى، بفتح الياء آخر الحروف وسكون العين المهملة وبالقصر: ابن عبيد الطنافسي، وسفيان هو ابن دينار العصفري. بضم العين وسكون الصّاد المهملتين وضم الفاء وبالراء: الكوفي التمار، وقد مر في آخر الجنائز. وليس له في البخاريّ سوى هذين الموضعين. واختلفوا في قوله: (لرادك إلى معاد) فعن مجاهد: مثل قول ابن عبّاس، وعن القعنبي: معاد الرجل بلده لأنّه ينصرف ثمّ يعود إلى بلده، وعن أبي سعيد الخدريّ: الموت، وعن الحسن الزّهريّ: إلى يوم القيامة، وعن ابن صالح: إلى الجنّة). [عمدة القاري: 19/108]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {إنّ الّذي فرض عليك القرآن} [القصص: 85]
هذا (باب) بالتنوين في قوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن} [القصص: 85] أحكامه وفرائضه أو تلاوته وتبليغه وزاد الأصيلي الآية، وزاد في نسخة: ({لرادّك}) أي بعد الموت إلى معاد وتنكيره للتعظيم كأنه قال: معاد وأي معاد أي ليس لغيرك من البشر مثله وهو المقام المحمود الذي وعدك أن يبعثك فيه أو مكة كما في الحديث الآتي في الباب إن شاء الله تعالى يوم فتحها، وكان ذلك المعاد له شأن عظيم لاستيلائه عليه الصلاة والسلام عليها وقهره لأهلها وإظهاره عز الإسلام، وسقط الباب وتاليه لغير أبي ذر.
- حدّثنا محمّد بن مقاتلٍ أخبرنا يعلى حدّثنا سفيان العصفريّ. عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ {لرادّك إلى معادٍ}: إلى مكّة.
وبه قال: (حدّثنا محمد بن مقاتل) المروزي المجاور بمكة قال: (أخبرنا يعلى) بفتح التحتية واللام بينهما عين مهملة ساكنة ابن عبيد الطنافسي قال: (حدّثنا سفيان) بن دينار (العصفري) بضم العين وسكون الصاد المهملتين وضم الفاء وكسر الراء الكوفي التمار (عن عكرمة) مولى ابن عباس (عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- أنه قال: في قوله تعالى: ({لرادّك إلى معاد}) [القصص: 85] (إلى مكة). ولغير الأصيلي قال إلى مكة، وعن الحسن إلى يوم القيامة، وقيل إلى الجنة، وعند ابن أبي حاتم عن الضحاك لما خرج النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- يعني في الهجرة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله عليه: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد} إلى مكة. قال الحافظ ابن كثير: وهذا من كلام الضحاك يقتضي أن هذه الآية مدنية وإن كان مجموع السورة مكيًّا والله أعلم). [إرشاد الساري: 7/284-285]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا أبو داود، قال: حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، حدّثنا سفيان العصفريّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85]، قال: إلى مكّة "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/211]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ قل ربّي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلالٍ مبينٍ}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذي أنزل عليك يا محمّد القرآن.
- كما حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن} قال: الّذي أعطاك القرآن.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه {إنّ الّذي فرض عليك القرآن} قال: الّذي أعطاكه.
واختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {لرادّك إلى معادٍ} فقال بعضهم: معناه: لمصيّرك إلى الجنّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد، قال: حدّثنا عتّاب بن بشيرٍ، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى معدنك من الجنّة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن مهديٍّ، عن سفيان، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: إلى الجنّة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثني أبي، عن إبراهيم بن حيّان، سمعت أبا جعفرٍ، يحدّث عن أبي سعيدٍ الخدريّ، {لرادّك إلى معادٍ} قال: معاده آخرته الجنّة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ في {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى الجنّة ليسألك عن القرآن.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، قال: الجنّة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن مهديٍّ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ: {لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى الجنّة.
- حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قال: يردّك إلى الجنّة، ثمّ يسألك عن القرآن.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن عكرمة، ومجاهدٍ، قالا: إلى الجنّة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، عن عكرمة، وعطاءٍ، ومجاهدٍ، وأبي قزعة، عن الحسن، قالوا: يوم القيامة.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {لرادّك إلى معادٍ} قال: يجيء بك يوم القيامة.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن الحسن، والزّهريّ، قالا: معاده يوم القيامة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لرادّك إلى معادٍ} قال: يحييك يوم القيامة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا هوذة، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله: {لرادّك إلى معادٍ} قال: معادك من الآخرة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {لرادّك إلى معادٍ} قال: كان الحسن يقول: إي واللّه، إنّ له لمعادًا، يبعثه اللّه يوم القيامة، ويدخله الجنّة.
وقال آخرون: معنى ذلك: لرادّك إلى الموت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني إسحاق بن وهبٍ الواسطيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الزّبيريّ، قال: حدّثنا سفيان بن سعيدٍ الثّوريّ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {لرادّك إلى معادٍ} قال: الموت.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: إلى الموت.
- قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن أبي جعفرٍ، عن أبي سعيدٍ: {لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى الموت.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عمّن، سمع ابن عبّاسٍ، قال: إلى الموت.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: إلى الموت.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {لرادّك إلى معادٍ} قال: الموت.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، عن عديّ بن ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: إلى الموت، أو إلى مكّة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لرادّك إلى الموضع الّذي خرجت منه، وهو مكّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، عن سفيان العصفريّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى مكّة.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {لرادّك إلى معادٍ} قال: يقول: لرادّك إلى مكّة، كما أخرجك منها.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهدٍ، قال: مولده بمكّة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال حدّثنا أبي، عن يونس بن أبي إسحاق، قال: سمعت مجاهدًا، يقول: {لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى مولدك بمكّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا يونس بن عمرٍو وهو ابن أبي إسحاق، عن مجاهدٍ، في قوله: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى مولدك بمكّة.
- حدّثني الحسين بن عليٍّ الصّدائيّ، قال: حدّثنا أبي، عن الفضيل بن مرزوقٍ، عن مجاهدٍ أبي الحجّاج، في قوله: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى مولده بمكّة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني عيسى بن يونس، عن أبيه، عن مجاهدٍ قال: إلى مولدك، إلى مكّة.
والصّواب من القول في ذلك عندي: قول من قال: لرادّك إلى عادتك من الموت، أو إلى عادتك حيث ولدت، وذلك أنّ المعاد في هذا الموضع: المفعل من العادة، ليس من العود، إلاّ أن يوجّه موجّه تأويل قوله: {لرادّك} لمصيّرك، فيتوجّه حينئذٍ قوله {إلى معادٍ} إلى معنى العود، ويكون تأويله: إنّ الّذي فرض عليك القرآن لمصيّرك إلى أن تعود إلى مكّة مفتوحةً لك.
فإن قال قائلٌ: فهذه الوجوه الّتي وصفت في ذلك قد فهمناها، فما وجه تأويل من تأوّله بمعنى: لرادّك إلى الجنّة؟
قيل: ينبغي أن يكون وجه تأويله ذلك كذلك على هذا الوجه الآخر، وهو لمصيّرك إلى أن تعود إلى الجنّة.
فإن قال قائلٌ: أوكان أخرج من الجنّة، فيقال له: نحن نعيدك إليها؟
قيل: لذلك وجهان: أحدهما: أنّه إن كان أبوه آدم صلّى اللّه عليهما أخرج منها، فكأنّ ولده بإخراج اللّه إيّاه منها، قد أخرجوا منها، فمن دخلها فكأنّما يردّ إليها بعد الخروج. والثّاني أن يقال: إنّه كان صلّى اللّه عليه وسلّم دخلها ليلة أسري به، كما روي عنه أنّه قال: دخلت الجنّة فرأيت فيها قصرًا، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا لعمر بن الخطّاب، ونحو ذلك من الأخبار الّتي رويت عنه بذلك، ثمّ ردّ إلى الأرض، فيقال له: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك} لمصيّرك إلى الموضع الّذي خرجت منه من الجنّة إلى أن تعود إليه، فذلك إن شاء اللّه قول من قال ذلك.
وقوله: {قل ربّي أعلم من جاء بالهدى} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين: {ربّي أعلم من جاء بالهدى} الّذي من سلكه نجا، ومن هو في جورٍ عن قصد السّبيل منّا ومنكم.
وقوله: {مبينٍ} يعني أنّه يبين للمفكّر الفهم إذا تأمّله وتدبّره، أنّه ضلالٌ وجورٌ عن الهدى). [جامع البيان: 18/345-352]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ قل ربّي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلالٍ مبينٍ (85)
قوله تعالى: إنّ الّذي فرض عليك القرآن
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: إنّ الّذي فرض عليك القرآن أعطاكه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا المقدسيّ، ثنا رجلٌ سمّاه، ثنا السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ قال ابن عبّاسٍ: لرادّك إلى الجنّة ثمّ سائلك، عن القرآن. وقال السّدّيّ: قال أبو سعيدٍ الخدريّ مثلها.
قوله تعالى: لرادّك إلى معاد
[الوجه الأول]
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ لرادّك إلى معادٍ قال: الموت- وروي، عن أبي سعيدٍ الخدريّ وسعيد بن جبيرٍ وعكرمة ومجاهدٍ مثل ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، ثنا حفص ابن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: لرادّك إلى معادٍ قال: إلى يوم القيامة.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: لرادّك إلى معادٍ يحييك يوم القيامة.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ قال: كان الحسن يقول: إي واللّه إنّ له لميعادًا يبعثه اللّه يوم القيامة ثمّ يدخله الجنّة.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا النّفيليّ وعبد اللّه بن مروان، الحرّانيّان، قالا، ثنا محمد ابن سلمة، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ قال: إلى معدنك من الجنّة. وروي، عن أبي سعيدٍ الخدريّ وأبى مالكٍ ومجاهدٍ في إحدى الرّوايات، نحو ذلك.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر العدنيّ، ثنا سفيان، عن يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهدٍ في قوله: لرادّك إلى معادٍ قال: إلى مولدك بمكّة- وروي عن ابن عبّاسٍ ويحيى بن الجزّار، وسعيد بن جبيرٍ وعطيّة، والضّحّاك نحو ذلك.
- حدّثنا أبي ثنا ابن أبي عمر، قال: قال سفيان: فسمعناه من مقاتلٍ منذ سبعين سنةً، عن الضّحّاك، قال: لمّا خرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكّة، فأنزل اللّه تبارك وتعالى عليه القرآن لرادّك إلى معادٍ إلى مكّة.
الوجه الخامس:
- حدّثنا أبي، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، ثنا حريزٌ، عن نعيمٍ القارئ سمعه يقول: إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ قال: رادّك إلى بيت المقدس.
- حدّثنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: لرادّك إلى معادٍ قال: هذه ممّا كان ابن عبّاس يكتمها.
قوله تعالى: قل ربّي أعلم من جاء بالهدى
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن العلاء، ثنا عثمان بن سعيدٍ الزّيّات أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل جبريل عليه السّلام على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال له: يا محمّد قل.
قوله تعالى: ومن هو في ضلالٍ مبين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثنا عبد الله بن لهيعة حدّثنا عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: المبين البيّن). [تفسير القرآن العظيم: 9/3025-3027]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إن الذي فرض عليك القرآن يعني أعطاكه). [تفسير مجاهد: 491]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85] قال: إلى مكة. أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
(لرادّك إلى معاد) أي: لراجعك إلى مكة، كذا جاء في التفسير). [جامع الأصول: 2/296-297]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85].
- عن أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ قال: سألت أبا سعيدٍ عن قول اللّه {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85] قال: معاده آخرته.
رواه أبو يعلى، ورجاله ثقاتٌ.
- وعن ابن عبّاسٍ {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85] قال: معادك إلى الجنّة.
- وفي روايةٍ: إلى معادٍ قال: الموت.
رواه الطّبرانيّ بإسنادين رجال أحدهما رجال الصّحيح غير خصيفٍ وهو ثقةٌ وفيه ضعفٌ). [مجمع الزوائد: 7/88]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا محمّد بن يحيى، ثنا فضيل بن سليمان، ثنا كثير بن قاروندا، عن أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ قال: "سألت أبا سعيدٍ الخدريّ- رضي اللّه عنه- عن قول اللّه- عزّ وجل-: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) قال: معاده: آخرته".
...). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/251]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أبو يعلى: حدثنا محمّد بن يحيى، ثنا فضيل بن سليمان، ثنا كثير بن قاروند، عن أبي جعفر محمّد بن عليٍّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ الّذي فرض عليك القرءان لرادّك إلى معادٍ} قال: معاده: آخرته). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/101]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين * وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين * ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين.
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال: لما خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} إلى مكة). [الدر المنثور: 11/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن علي بن الحسين بن واقد رضي الله عنه قال: كل القرآن مكي أو مدني غير قوله {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} فانها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة حين خرج مهاجرا إلى المدينة، فلا هي مكية ولا مدنية وكل آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة فهي مكية، فنزلت بمكة أو بغيرها من البلدان وكل آية نزلت بالمدينة بعد الهجرة فانها مدنية، نزلت بالمدينة أو بغيرها من البلدان). [الدر المنثور: 11/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد والبخاري والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لرادك إلى معاد} قال: إلى مكة، زاد ابن مردويه (كما أخرجك منها) ). [الدر المنثور: 11/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {لرادك إلى معاد} قال: إلى مولدك، إلى مكة.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 11/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {لرادك إلى معاد} قال: الموت). [الدر المنثور: 11/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه {لرادك إلى معاد} قال: الموت). [الدر المنثور: 11/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه وأبو يعلى، وابن جرير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه {لرادك إلى معاد} قال: الآخرة). [الدر المنثور: 11/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {لرادك إلى معاد} قال: إلى يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 11/522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} قال: يحييك يوم القيامة). [الدر المنثور: 11/522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {لرادك إلى معاد} قال: ان له معاد يبعثه الله يوم القيامة ثم يدخله الجنة). [الدر المنثور: 11/522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي عن علي رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {لرادك إلى معاد} قال الجنة). [الدر المنثور: 11/522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري في تاريخه وأبو يعلى، وابن المنذر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه {لرادك إلى معاد} قال: معاده الجنة وفي لفظ (معاده) آخرته). [الدر المنثور: 11/522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {لرادك إلى معاد} قال: إلى معدنك من الجنة). [الدر المنثور: 11/522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} قال: لرادك إلى الجنة ثم سائلك عن القرآن). [الدر المنثور: 11/522-523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله {لرادك إلى معاد} قال: إلى الجنة). [الدر المنثور: 11/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لرادك إلى معاد} قال: هذه مما كان يكتم ابن عباس رضي الله عنهما). [الدر المنثور: 11/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن نعيم القاري رضي الله عنه {لرادك إلى معاد} قال: إلى بيت المقدس). [الدر المنثور: 11/523]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلاّ رحمةً من ربّك فلا تكوننّ ظهيرًا للكافرين}.
يقول تعالى ذكره: وما كنت ترجو يا محمّد أن ينزّل عليك هذا القرآن، فتعلم الأنباء والأخبار عن الماضين قبلك والحادثة بعدك، ممّا لم يكن بعد، ممّا لم تشهده ولا تشهده، ثمّ تتلو ذلك على قومك من قريشٍ، إلاّ أنّ ربّك رحمك، فأنزله عليك، فقوله: {إلاّ رحمةً من ربّك} استثناءٌ منقطعٌ.
وقوله: {فلا تكوننّ ظهيرًا للكافرين} يقول: فاحمد ربّك على ما أنعم به عليك من رحمته إيّاك، بإنزاله عليك هذا الكتاب، ولا تكوننّ عونًا لمن كفر بربّك على كفره به.
وقيل: إنّ ذلك من المؤخّر الّذي معناه التّقديم، وإنّ معنى اللاّم: إنّ الّذي فرض عليك القرآن، فأنزله عليك وما كنت ترجو أن ينزّل عليك، فتكون نبيًّا قبل ذلك، لرادّك إلى معادٍ). [جامع البيان: 18/352]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلّا رحمةً من ربّك فلا تكوننّ ظهيرًا للكافرين (86)
قوله تعالى: وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلّا رحمةً من ربك
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا أسباط بن محمّدٍ، عن الهذليّ يعني أبو بكرٍ، عن الحسن في قول اللّه: الكتاب قال: القرآن- وروي عن ابن عبّاسٍ مثل ذلك.
قوله تعالى: فلا تكوننّ ظهيرًا للكافرين
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3027]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا يصدّنّك عن آيات اللّه بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربّك ولا تكوننّ من المشركين}.
يقول تعالى ذكره: ولا يصرفنّك عن تبليغ آيات اللّه وحججه بعد أن أنزلها إليك ربّك يا محمّد، هؤلاء المشركون بقولهم: {لولا أوتي مثل ما أوتي موسى}. {وادع إلى ربّك} وبلّغ رسالته إلى من أرسلك إليه بها، {ولا تكوننّ من المشركين} يقول: ولا تتركنّ الدّعاء إلى ربّك، وتبليغ المشركين رسالته، فتكون ممّن فعل فعل المشركين بمعصيته ربّه، وخلافه أمره). [جامع البيان: 18/353]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولا يصدّنّك، عن آيات اللّه
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني عبد اللّه بن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: آيات اللّه يعني القرآن.
قوله تعالى: وادع إلى ربّك ولا تكونن من المشركين
....... ). [تفسير القرآن العظيم: 9/3027]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {كل شيء هالك إلا وجهه} قال: ما أريد به وجهه [الآية: 88]). [تفسير الثوري: 234]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {كلّ شيءٍ هالكٌ إلّا وجهه} [القصص: 88] : " إلّا ملكه، ويقال: إلّا ما أريد به وجه اللّه "). [صحيح البخاري: 6/112]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله إلّا وجهه إلّا ملكه في رواية النّسفيّ وقال معمرٌ فذكره ومعمرٌ هذا هو أبو عبيدة بن المثنّى وهذا كلامه في كتابه مجاز القرآن لكن بلفظ إلّا هو وكذا نقله الطّبريّ عن بعض أهل العربيّة وكذا ذكره الفراء وقال بن التّين قال أبو عبيدة إلّا وجهه أي جلاله وقيل إلّا إيّاه تقول أكرم اللّه وجهك أي أكرمك اللّه قوله ويقال إلّا ما أريد به وجهه نقله الطّبريّ أيضًا عن بعض أهل العربيّة ووصله بن أبي حاتمٍ من طريق خصيفٍ عن مجاهدٍ مثله ومن طريق سفيان الثّوريّ قال إلّا ما ابتغي به وجه اللّه من الأعمال الصّالحة انتهى ويتخرّج هذان القولان على الخلاف في جواز إطلاق شيءٍ على اللّه فمن أجازه قال الاستثناء متّصلٌ والمراد بالوجه الذّات والعرب تعبّر بالأشرف عن الجملة ومن لم يجز إطلاق شيءٍ على اللّه قال هو منقطعٌ أي لكن هو تعالى لم يهلك أو متّصلٌ والمراد بالوجه ما عمل لأجله). [فتح الباري: 8/505]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يقال: كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهه، إلاّ ملكه، ويقال: إلاّ ما أريد به وجه الله
أشار به إلى قوله تعالى في آخر سورة القصص: {ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلاّ هو كل شيء هالك إلاّ وجهه له الحكم وإليه ترجعون} (القصص: 88) وفسّر الوجه بالملك، وكذا نقل الطّبريّ عن بعض أهل العربيّة، وكذا ذكره الفراء، وعن أبي عبيد إلاّ وجهه: إلاّ جلالة. قوله: (ويقال)
إلى آخره، قال سفيان: معناه إلاّ ما أريد به رضاء الله والتقرب لا الرّياء ووجه النّاس). [عمدة القاري: 19/104]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({كل شيء هالك إلا وجهه}) [القصص: 88]. أي (إلا ملكه) وقيل إلا جلاله أو إلا ذاته فالاستثناء متصل إذ يطلق على الباري تعالى شيء (ويقال) على مذهب من يمنع (إلا ما أريد به وجه الله) فيكون الاستثناء متصلًا أو المعنى لكن هو تعالى لم يهلك فيكون منقطعًا). [إرشاد الساري: 7/281]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (إلا ملكه) وقال بعضهم: إلا إياه، وبعضهم: إلا ذاته، والكل صحيح). [حاشية السندي على البخاري: 3/63]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تدع مع اللّه إلهًا آخر لا إله إلاّ هو كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهه له الحكم وإليه ترجعون}.
يقول تعالى ذكره: ولا تعبد يا محمّد مع معبودك الّذي له عبادة كلّ شيءٍ معبودًا آخر سواه.
وقوله: {لا إله إلاّ هو} يقول: لا معبود تصلح له العبادة إلاّ اللّه الّذي كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهه.
واختلف في معنى قوله: {إلاّ وجهه} فقال بعضهم: معناه: كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ هو.
وقال آخرون: معنى ذلك: إلاّ ما أريد به وجهه، واستشهدوا لتأويلهم ذلك كذلك بقول الشّاعر:
أستغفر اللّه ذنبًا لست محصيه = ربّ العباد إليه الوجه والعمل
وقوله: {له الحكم} يقول: له الحكم بين خلقه دون غيره، ليس لأحدٍ غيره معه فيهم حكمٌ، {وإليه ترجعون} يقول: وإليه تردّون من بعد مماتكم، فيقضي بينكم بالعدل، فيجازي مؤمنيكم جزاءهم، وكفّاركم ما وعدهم). [جامع البيان: 18/353-354]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولا تدع مع اللّه إلهًا آخر
- حدّثنا أبي، ثنا آدم العسقلانيّ، ثنا شعبة، ثنا يزيد الرّشك، عن أبي مجلزٍ، قال: كنت، عند عبد اللّه بن عمر فسأله رجلٌ، عن الشّرك فقال: أن تجعل مع اللّه إلهًا آخر.
قوله تعالى: لا إله إلا هو
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ لا إله إلا هو قال: توحيدٌ، تقدّم تفسيره، عن ابن إسحاق أيضًا.
قوله تعالى: كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه
- حدّثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمّار بن محمّدٍ، عن أبي سعيدٍ، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ في قول اللّه: كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه قال: إلا ما أريد به وجهه.
- حدّثنا أبي، ثنا محمود بن خالدٍ، ثنا الوليد، عن عطاء بن مسلمٍ الحلبيّ، عن سفيان الثّوريّ في قول اللّه: كلّ شيءٍ هالكً إلا وجهه قال: كلّ شيءٍ هالكٌ إلا ما ابتغي به وجهه من الأعمال الصّالحة.
- حدّثنا الحسين بن السّكن البصريّ، ثنا أبو زيدٍ النّحويّ، ثنا قيسٌ، عن عاصمٍ، عن عيسى المدينيّ، قال: سمعت عليّ بن الحسين. سأل كعب الأحبار، عن قوله: فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه من الّذين استثنى؟ قال: هم ثلاثة عشر، جبريل وميكائيل، وإسرافيل، وحملة العرش الثّمانية، وملك الموت، وربّ العزّة، فيأمر ملك الموت فيقبض فلانًا وفلانًا وحملة العرش حتّى لا يبقى غيره، فيقول ربّ العزّة، مت يا ملك الموت فيموت، فذلك قوله: كلّ من عليها فانٍ ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام وذلك قوله: كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون
- حدّثنا عبّاد بن عثمان المروزيّ، ثنا سلمة بن سليمان أنبأ منصور بن عبد الحميد، عن مقاتلٍ في تفسير هذه الآية من قول اللّه: كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه يعني الحيوان خاصّةً من أهل السموات والملائكة ومن في الأرض وجميع الحيوان، ثمّ تهلك السّماء والأرض بعد ذلك لا تهلك الجنّة والنّار وما فيها ولا العرش ولا الكرسيّ.
قوله تعالى: له الحكم وإليه ترجعون
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم بن أبيٍّ ثنا أبو جعفرٍ يعني الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية وإليه ترجعون قال: يرجعون إليه بعد الحياة). [تفسير القرآن العظيم: 9/3027-3028]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال: لما نزلت {كل من عليها فان} الرحمن الآية 26 قالت الملائكة: هلك أهل الأرض فلما نزلت {كل نفس ذائقة الموت} آل عمران الآية 18 قالت الملائكة: هلك كل نفس فلما نزلت {كل شيء هالك إلا وجهه} قالت الملائكة: هلك أهل السماء وأهل الأرض). [الدر المنثور: 11/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {كل نفس ذائقة الموت} قال: لما نزلت قيل: يا رسول الله فما بال الملائكة فنزلت {كل شيء هالك إلا وجهه} فبين في هذه الآية فناء الملائكة والثقلين من الجن والانس وسائر عالم الله وبريته من الطير والوحش والسباع والانعام وكل ذي روح أنه هالك ميت). [الدر المنثور: 11/523-524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه {كل شيء هالك إلا وجهه} يعني الحيوان خاصة من أهل السموات والملائكة ومن في الأرض وجميع الحيوان ثم تهلك السماء والارض بعد ذلك ولا تهلك الجنة والنار وما فيها ولا العرش ولا الكرسي). [الدر المنثور: 11/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما {كل شيء هالك إلا وجهه} إلا ما يريد به وجهه). [الدر المنثور: 11/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {كل شيء هالك إلا وجهه} قال: إلا ما أريد به وجهه). [الدر المنثور: 11/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن سفيان قال {كل شيء هالك إلا وجهه} قال: إلا ما أريد به وجهه من الاعمال الصالحة). [الدر المنثور: 11/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان اذا أراد ان يتعاهد قلبه يأتي الخربة يقف على بابها فينادي بصوت حزين: أين أهلك ثم يرجع إلى نفسه فيقول {كل شيء هالك إلا وجهه} ). [الدر المنثور: 11/524-525]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضي الله عنه قال: لما مات موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام جالت الملائكة عليهم السلام في السموات يقولون: مات موسى عليه السلام فأي نفس لا تموت). [الدر المنثور: 11/525]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 09:42 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذي فرض عليك} [القصص: 85]، يعني: أنزل عليك.
{القرءان} وقال مجاهدٌ: أعطاكه.
{لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85]، يعني: إلى مكّة، تفسير السّدّيّ، وقال: ليس في القرآن آيةٌ إلا وهي مكّيّةٌ أو مدنيّةٌ إلا هذه الآية فإنّها ليست بمكّيّةٍ ولا مدنيّةٍ، وذلك أنّها نزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالجحفة في هجرته إلى المدينة قبل بلوغه.
يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهدٍ، قال: لرادّك إلى مولدك، إلى مكّة.
قال يحيى: بلغني أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو موجّهٌ من مكّة إلى المدينة حين هاجر نزل عليه جبريل وهو بالجحفة فقال: أتشتاق يا محمّد إلى بلادك الّتي ولدت بها؟ فقال: نعم، فقال: {إنّ الّذي فرض عليك القرءان لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85] إلى مولدك الّذي خرجت منه ظاهرًا على أهله.
- وفي حديث عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ {لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85] إلى الجنّة.
قوله عزّ وجلّ: {قل ربّي أعلم} [القصص: 85] قال اللّه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {قل ربّي أعلم من جاء بالهدى} [القصص: 85]، أي: أنّ محمّدًا جاء بالهدى، فآمن به المؤمنون، فعلموا أنّ محمّدًا هو الّذي جاء بالهدى، وأنّه على الهدى.
{ومن هو} [القصص: 85]، أي: وأعلم من هو.
[تفسير القرآن العظيم: 2/613]
{في ضلالٍ مبينٍ} [القصص: 85] المشركون). [تفسير القرآن العظيم: 2/614]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّ الّذي فرض عليك...}

يقول:الذي أنزل عليك القرآن {لرادّك إلى معاد} .ذكروا أن جبريل قال : يا محمّد اشتقت إلى مولدك ووطنك؟ .
قال: نعم, قال : فقال له : ما أنزل عليه :{إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ}, يعني: إلى مكّة, والمعاد ها هنا : إنما أراد به حيث ولدت , وليس من العود, وقد يكون أن يجعل قوله: {لرادّك} لمصيرك إلى أن تعود إلى مكّة مفتوحةً لك , فيكون المعاد تعجّباً , {إلى معادٍ}: أيّما معادٍ! لما وعده من فتح مكّة). [معاني القرآن: 2/313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّ الّذي فرض عليك القرآن}: أي : أوجب عليك العمل به, وقال بعض المفسرين: أنزله عليك.
{لرادّك إلى معادٍ} : قال مجاهد: يعني مكة, وفي تفسير أبي صالح: «أنّ جبريل - عليه السّلام - أتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتشتاق إلى مولدك ووطنك، يعني: مكة؟ , قال: نعم , فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية: وهو فيما بين مكة والمدينة».
وقال الحسن والزّهريّ - أحدهما -: «معاده: يوم القيامة»، والآخر: «معاده: الجنة», وقال قتادة: هذا مما كان ابن عباس , يكتمه.). [تفسير غريب القرآن: 336]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}.
معاد الرّجل: بلده، لأنه يتصرّف في البلاد، ويضرب في الأرض ثم يعود إلى بلده. يقال: ردّ فلان إلى معاده، أي ردّ إلى بلده. ومثله قولهم لمنزل الرجل: مثاب ومثابة، لأنّه يتصرّف في حوائجه ثم يثوب إليه.
وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، حين خرج من مكة إلى المدينة اغتم بمفارقة مكة، لأنّها مولده وموطنه ومنشؤه، وبها أهله وعشيرته، واستوحش. فأخبره الله سبحانه في طريقه أنّه سيردّه إلى مكة، وبشّره بالظهور والغلبة.
وفي الآية تقديم وتأخير، والمعنى: إنّ الذي فرض عليك القرآن، أي جعلك نبيّا ينزل عليك القرآن وما كنت ترجو قبل ذلك أن تكون نبيّا يوحى إليك الكتاب- لرادّك إلى مكة ظاهرا قاهرا. وهو معنى تفسير أبي صالح ومجاهد.
وقال الحسن: معاده: يوم القيامة ووافقه على ذلك الزّهري وروى عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة، قال: هذا مما كان ابن عباس يكتمه). [تأويل مشكل القرآن: 425]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}.
قال المفسرون: فيه أنزل عليك القرآن.
وقد يجوز في اللغة أن يكون أوجب عليك العمل بما فيه). [تأويل مشكل القرآن: 476-475]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله تعالى:{إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد قل ربّي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين}
معنى :{فرض عليك القرآن }:أنزله عليك , وألزمك، وفرض عليك العمل بما يوجبه القرآن.
{لرادّك إلى معاد}: جاء في التفسير: لرادّك إلى مكانك بمكة.
وقيل : إلى معاد إلى مكانك في الجنة، وأكثر التفسير : لباعثك، وعلى هذا كلام الناس: اذكر المعاد, أي: اذكر مبعثك في الآخرة.). [معاني القرآن: 4/157-158]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}: أي: أوجبه , وقيل: أنزله, {إِلَى مَعَادٍ}: أي إلى مكة، وقيل: يوم القيامة, وقيل: الجنة.).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 183]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما كنت ترجو} [القصص: 86] يقوله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
{أن يلقى إليك} [القصص: 86] أن ينزّل إليك.
{الكتاب} القرآن.
{إلا رحمةً من ربّك} [القصص: 86]، أي: ولكن أنزل عليك الكتاب رحمةً من ربّك.
{فلا تكوننّ ظهيرًا} [القصص: 86]، أي: عوينًا.
{للكافرين {86}). [تفسير القرآن العظيم: 2/614]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلاّ رحمةً مّن رّبّك...}: إلاّ أن ربّك رحمك {فأنزل عليك} , فهو استثناء منقطع. ومعناه: وما كنت ترجو أن تعلم كتب الأولين وقصصهم تتلوها على أهل مكّة , ولم تحضرها , ولم تشهدها, والشاهد على ذلك قوله في هذه السّورة : {وما كنت ثاوياً في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا} : أي: إنك تتلو على أهل مكّة قصص مدين , وموسى , ولم تكن هنالك ثاوياً : مقيماً , فنراه , تسمعه, وكذلك قوله: {وما كنت بجانب الغربي} , وهأنت ذا تتلو قصصهم وأمرهم, فهذه الرّحمة من ربّه.).
[معاني القرآن: 2/313]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلاّ رحمةً مّن رّبّك فلا تكوننّ ظهيراً لّلكافرين}
وقال: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلاّ رحمةً}: استثناء خارج من أول الكلام في معنى "لكن".). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلّا رحمة من ربّك فلا تكوننّ ظهيرا للكافرين}
{فلا تكوننّ ظهيرا للكافرين}:أي : معينا ًللكافرين، ويجوز فلا تكونن ظهيرا، ولكني أكرهها ؛ لأنها تخالف المصحف، ويجب أن تكتب بالتخفيف بالألف.). [معاني القرآن: 4/158]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا يصدّنّك عن آيات اللّه بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربّك} [القصص: 87] إلى عبادة ربّك.
{ولا تكوننّ من المشركين {87}). [تفسير القرآن العظيم: 2/614]

تفسير قوله تعالى:{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا تدع مع اللّه إلهًا آخر لا إله إلا هو كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه} [القصص: 88] هو كقوله: {ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27].
وقال السّدّيّ: {كلّ شيءٍ هالكٌ} [القصص: 88]، يعني: كلّ شيءٍ من الحيوان ميّتٌ.
قال: {إلا وجهه} [القصص: 88] إلا اللّه فإنّه لا يموت تبارك وتعالى.
قال: {له الحكم} [القصص: 88] القضاء.
{وإليه ترجعون} [القصص: 88] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/614]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهه...}

إلاّ هو, وقال الشاعر:
أستغفر الله ذنباً لست محصيه = ربّ العباد إليه الوجه والعمل
أي إليه أوجّه عملي ). [معاني القرآن: 2/314]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهه}: مجازه: إلا هو ما استثنوه من جميع , فهو منصوب , وهذا المعنى بين النفختين، فإذا هلك كل شيء من جنةٍ , ونار, وملك , وسماء , وأرض , وملك الموت , فإذا بقي وحده , نفخ في الصور النفخة الآخرة ’ وأعاد كل جنة , ونار , وملك , وما أراد، فتم خلود أهل الجنة في الجنة , وأهل النار في النار.). [مجاز القرآن: 2/112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومما يزاد في الكلام: (الوجه)، يقول الله عز وجل: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}. أي: يريدونه بالدعاء.
و{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} أي: إلا هو.
و{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي: فثمّ الله.
و{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} أي: لله). [تأويل مشكل القرآن: 254] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الإسلام: هو الدخول في السّلم، أي: في الانقياد والمتابعة.
قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} أي: انقاد لكم وتابعكم.
والاستسلام مثله. يقال: سلّم فلان لأمرك واستسلم وأسلم. أي دخل في السّلم.
كما تقول: أشتى الرجل: إذا دخل في الشتاء، وأربع: دخل في الربيع، وأقحط: دخل في القحط.
فمن الإسلام متابعة وانقياد باللّسان دون القلب.
ومنه قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} أي: أنقذنا من خوف السيف.
وكذلك قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}، أي: انقاد له وأقرّ به المؤمن والكافر.
ومن الإسلام: متابعة وانقياد باللسان والقلب، ومنه قوله حكاية عن إبراهيم: {قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وقوله: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} أي: انقدت لله بلساني وعقدي.[تأويل مشكل القرآن: 479]
والوجه زيادة. كما قال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، يريد: إلا هو. وقوله: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}، أي لله. قال زيد بن عمرو بن نفيل في الجاهلية:
أسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
أي: انقادت له المزن). [تأويل مشكل القرآن: 480] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {ولا تدع مع اللّه إلها آخر لا إله إلّا هو كلّ شيء هالك إلّا وجهه له الحكم وإليه ترجعون}
{كلّ شيء هالك إلّا وجهه}:{وجهه} منصوب بالاستثناء، ومعنى{إلّا وجهه} إلا إياه، ويجوز{إلّا وجهه}بالرفع، ولكن لا ينبغي أن يقرأ بها، ويكون المعنى كل شيء غير وجهه هالك.
وهو مثل قول الشاعر:
وكل أخ مفارقه أخوه= لعمر أبيك إلا الفرقدان
المعنى : وكل أخ غير الفرقدين مفارقه أخوه.). [معاني القرآن: 4/158]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {كل شيء هالك إلا وجهه}
قال سفيان : أي إلا ما أريد به وجهه .
قال محمد بن يزيد : حدثني الثوري , قال: سألت أبا عبيدة عن قوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} , فقال: إلا جاهه , كما تقول لفلان وجه في الناس , أي:جاه.
وقيل :{إلا وجهه }:أي: إلا إياه جل وعز .
وتقول : أكرم الله وجهه , وفلان وجه القوم .
وقول سفيان : معروف في اللغة : أي : كل ما فعله العباد يهلك إلا الوجه الذي يتوجهون به إلى الله جل وعز). [معاني القرآن: 5/207-208]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 09:48 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ({لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قال الفراء: إلى معادٍ ، وأي معادٍ، الجنة قال: ويقال: إلى بلدك ووطنك). [مجالس ثعلب: 589]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 04:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك}، معناه: أنزله عليك وأثبته، والفرض أصله عمل فرضه في عود أو نحوه، فكأن الأشياء التي تثبت وتمكن وتبقى تشبه ذلك الفرض. وقال مجاهد: معناه: أعطاك القرآن، وقالت فرقة: في هذا القول حذف مضاف، والمعنى: فرض عليك أحكام القرآن.
واختلف المتأولون في معنى قوله تعالى: {لرادك إلى معاد}، فقال جمهور المتأولين: أراد: إلى الآخرة، أي: باعثك بعد الموت، فالآية -على هذا- مقصدها إثبات الحشر، والإعلام بوقوعه. وقال ابن عباس، وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم: وغيرهما: المعاد: الجنة، وقال ابن عباس أيضا وجماعة: المعاد: الموت.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فكأن الآية -على هذا- واعظة ومذكرة.
وقال ابن عباس أيضا ومجاهد: المعاد مكة، وهذه الآية نزلت بالجحفة، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فالآية -على هذا- معلمة بغيب قد ظهر للأمة، ومؤنسة بفتح، و"المعاد": الموضع الذي يعاد إليه، وقد اشتهر به يوم القيامة لأنه معاد للكل.
وقوله تعالى: {قل ربي أعلم} الآية، آية متاركة للكفار وتوبيخ. وأسند الطبري في تفسير قوله تعالى: {لرادك إلى معاد} قال: الجنة، وسماها معادا إما من حيث قد دخلها النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج وغيره، وإما من حيث قد كان فيها آدم عليه السلام، فهي معاد لذريته.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإنما قال هذا من حيث تعطي لفظة "المعاد" أن المخاطب قد كان في حال يعود إليها، وهذا وإن كان مما يظهر في اللفظة فيتوجه أن يسمى معادا ما لم يكن المرء فيه مجوزا; ولأنها أحوال تابعة للمعاد الذي هو النشور من القبور). [المحرر الوجيز: 6/ 619-620]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما كنت ترجو} الآية. قال بعض المفسرين: هذا ابتداء كلام مضمنه تقدير النعمة على محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الله تبارك وتعالى رحمه رحمة لم يحتسبها ولا بلغها أمله، وقال بعضهم: بل قوله تعالى: {وما كنت ترجو} الآية كلام معلق بقوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن} أي: وأنت بحال من لا يرجو ذلك. وقوله تعالى: {يلقى إليك} عبارة عن إعلان النبوة وتبليغ القرآن، كما تقول: ألقى فلان إلى فلان بالرياسة، ونحو هذا، وقوله تعالى: {إلا رحمة من ربك} نصب على استثناء منقطع، و"الظهير": المعين، أي: اشتد يا محمد في تبليغك، ولا تلن، ولا تفشل، فتكون معونته للكافرين بهذا الوجه، أي: بالفتور عنهم). [المحرر الوجيز: 6/ 620]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون}
وقوله تعالى: "ولا يصدنك" أي: بأقوالهم وكذبهم وأذاهم، ولا تلتفت نحوه وامض لشأنك. وقرأ يعقوب: "ولا يصدنك" بجزم النون. وقوله: {وادع إلى ربك} وجميع الآية يتضمن المهادنة والموادعة، وهذا كله منسوخ بآية السيف.
وسبب هذه الآية ما كانت قريش تدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه من تعظيم أوثانهم، وعند ذلك ألقى الشيطان في أمنيته أمر الغرانيق).[المحرر الوجيز: 6/ 620-621]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولا تدع مع الله إلها آخر} نهي عما هم بسبيله، فهم المراد وإن عري اللفظ من ذكرهم، وقوله سبحانه: {إلا وجهه} قالت فرقة: هي عبارة عن الذات، والمعنى: هالك إلا هو، قاله الطبري وجماعة منهم أبو المعالي رحمه الله، وقال الزجاج: إلا إياه، وقال سفيان الثوري: المراد: إلا ما أدي لوجهه، أي: ما عمل لذاته من طاعة، وتوجه به نحوه، ومن هذا قول الشاعر:
.... رب العباد إليه الوجه والعمل
ومنه قول القائل: "أردت بفعلي وجه الله تعالى". ومنه قوله عز وجل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}.
وقوله تعالى: {له الحكم} أي فصل القضاء وإنفاذه في الدنيا والآخرة، وقوله: {وإليه ترجعون} إخبار بالحشر والعودة من القبور. وقرأ الجمهور: "ترجعون" بالتاء وفتح الجيم، وقرأ عيسى: "يرجعون" بفتح التاء وكسر الجيم، وقرأ أبو عمرو بالوجهين.
كمل تفسير سورة القصص والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين). [المحرر الوجيز: 6/ 621]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ قل ربّي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلالٍ مبينٍ (85) وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمةً من ربّك فلا تكوننّ ظهيرًا للكافرين (86) ولا يصدّنّك عن آيات اللّه بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربّك ولا تكوننّ من المشركين (87) ولا تدع مع اللّه إلهًا آخر لا إله إلا هو كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون (88)}.
يقول تعالى آمرًا رسوله، صلوات اللّه وسلامه عليه، ببلاغ الرّسالة وتلاوة القرآن على النّاس، ومخبرًا له بأنّه سيردّه إلى معادٍ، وهو يوم القيامة، فيسأله عمّا استرعاه من أعباء النّبوّة؛ ولهذا قال: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} أي: افترض عليك أداءه إلى النّاس، {لرادّك إلى معادٍ} أي: إلى يوم القيامة فيسألك عن ذلك، كما قال تعالى: {فلنسألنّ الّذين أرسل إليهم ولنسألنّ المرسلين} [الأعراف: 6]، وقال {يوم يجمع اللّه الرّسل فيقول ماذا أجبتم [قالوا لا علم لنا إنّك أنت علام الغيوب]} [المائدة: 109] [وقال]: {وجيء بالنّبيّين والشّهداء} [الزّمر: 69].
وقال السّدّيّ عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ}، يقول: لرادّك إلى الجنّة، ثمّ سائلك عن القرآن. قال السّدّيّ: وقال أبو سعيدٍ مثلها.
وقال الحكم بن أبان، عن عكرمة، [و] عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما: {لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى يوم القيامة. ورواه مالكٌ، عن الزّهريّ.
وقال الثّوريّ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ: {لرادّك إلى معادٍ}: إلى الموت.
ولهذا طرقٌ عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، وفي بعضها: لرادّك إلى معدنك من الجنّة.
وقال مجاهدٌ: يحييك يوم القيامة. وكذا روي عن عكرمة، وعطاءٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي قزعة، وأبي مالكٍ، وأبي صالحٍ.
وقال الحسن البصريّ: أي واللّه، إنّ له لمعادًا، يبعثه اللّه يوم القيامة ثمّ يدخله الجنّة.
وقد روي عن ابن عبّاسٍ غير ذلك، كما قال البخاريّ في التّفسير من صحيحه:
حدّثنا محمّد بن مقاتلٍ، أنبأنا يعلى، حدّثنا سفيان العصفريّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى مكّة.
وهكذا رواه النّسائيّ في تفسير سننه، وابن جريرٍ من حديث يعلى -وهو ابن عبيدٍ الطّنافسيّ -به. وهكذا روى العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {لرادّك إلى معادٍ} أي: لرادّك إلى مكّة كما أخرجك منها.
وقال محمّد بن إسحاق، عن مجاهدٍ في قوله: {لرادّك إلى معادٍ}: إلى مولدك بمكّة.
قال ابن أبي حاتمٍ: وقد روي عن ابن عبّاسٍ، ويحيى بن الجزّار، وسعيد بن جبيرٍ، وعطيّة، والضّحّاك، نحو ذلك.
[وحدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: فسمعناه من مقاتلٍ منذ سبعين سنةً، عن الضّحّاك] قال: لمّا خرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة، فبلغ الجحفة، اشتاق إلى مكّة، فأنزل اللّه عليه: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} إلى مكّة.
وهذا من كلام الضّحّاك يقتضي أنّ هذه الآية مدنيّةٌ، وإن كان مجموع السّورة مكّيًّا، واللّه أعلم.
وقد قال عبد الرّزّاق: حدّثنا معمر، عن قتادة في قوله: {لرادّك إلى معادٍ} قال: هذه ممّا كان ابن عبّاسٍ يكتمها، وقد روى ابن أبي حاتمٍ بسنده عن نعيمٍ القارئ أنّه قال في قوله: {لرادّك إلى معادٍ} قال: إلى بيت المقدس.
وهذا -واللّه أعلم- يرجع إلى قول من فسّر ذلك بيوم القيامة؛ لأنّ بيت المقدس هو أرض المحشر والمنشر، واللّه الموفّق للصّواب.
ووجه الجمع بين هذه الأقوال أنّ ابن عبّاسٍ فسّر ذلك تارةً برجوعه إلى مكّة، وهو الفتح الّذي هو عند ابن عبّاسٍ أمارةٌ على اقتراب أجله، صلوات اللّه وسلامه عليه، كما فسره ابن عباس بسورة {إذا جاء نصر اللّه والفتح ورأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجًا. فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنّه كان توّابًا} أنّه أجل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نعي إليه، وكان ذلك بحضرة عمر بن الخطّاب، ووافقه عمر على ذلك، وقال: لا أعلم منها غير الّذي تعلم. ولهذا فسّر ابن عبّاسٍ تارةً أخرى قوله: {لرادّك إلى معادٍ} بالموت، وتارةً بيوم القيامة الّذي هو بعد الموت، وتارةً بالجنّة الّتي هي جزاؤه ومصيره على أداء رسالة اللّه وإبلاغها إلى الثّقلين: الجنّ والإنس، ولأنّه أكمل خلق اللّه، وأفصح خلق اللّه، وأشرف خلق اللّه على الإطلاق.
وقوله: {قل ربّي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلالٍ مبينٍ} أي: قل -لمن خالفك وكذّبك يا محمّد من قومك من المشركين ومن تبعهم على كفرهم -قل: ربّي أعلم بالمهتدي منكم ومنّي، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدّار، ولمن تكون العاقبة والنّصرة في الدّنيا والآخرة). [تفسير ابن كثير: 6/ 259-261]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى مذكّرًا لنبيّه نعمته العظيمة عليه وعلى العباد إذ أرسله إليهم: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب} أي: ما كنت تظنّ قبل إنزال الوحي إليك أنّ الوحي ينزل عليك، {إلا رحمةً من ربّك} أي: إنّما نزل الوحي عليك من اللّه من رحمته بك وبالعباد بسببك، فإذا منحك بهذه النّعمة العظيمة {فلا تكوننّ ظهيرًا} أي: معينًا {للكافرين} [أي]: ولكن فارقهم ونابذهم وخالفهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 261]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ولا يصدّنّك عن آيات اللّه بعد إذ أنزلت إليك} أي: لا تتأثّر لمخالفتهم لك وصدّهم النّاس عن طريقك لا تلوي على ذلك ولا تباله؛ فإنّ اللّه معلٍ كلمتك، ومؤيدٌ دينك، ومظهرٌ ما أرسلت به على سائر الأديان؛ ولهذا قال: {وادع إلى ربّك} أي: إلى عبادة ربّك وحده لا شريك له، {ولا تكوننّ من المشركين}). [تفسير ابن كثير: 6/ 261]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {ولا تدع مع اللّه إلهًا آخر لا إله إلا هو} أي: لا تليق العبادة إلّا له ولا تنبغي الإلهيّة إلّا لعظمته.
وقوله: {كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه}: إخبارٌ بأنّه الدّائم الباقي الحيّ القيّوم، الّذي تموت الخلائق ولا يموت، كما قال تعالى: {كلّ من عليها فانٍ * ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام} [الرّحمن: 26، 27]، فعبر بالوجه عن الذات، وهكذا قوله ها هنا: {كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه} أي: إلّا إيّاه.
وقد ثبت في الصّحيح، من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أصدق كلمةٍ قالها شاعرٌ [كلمة] لبيدٍ:
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل
وقال مجاهدٌ والثّوريّ في قوله: {كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه} أي: إلّا ما أريد به وجهه، وحكاه البخاريّ في صحيحه كالمقرّر له.
قال ابن جريرٍ: ويستشهد من قال ذلك بقول الشّاعر:
أستغفر الله ذنبًا لست محصيه = ربّ العباد، إليه الوجه والعمل...
وهذا القول لا ينافي القول الأوّل، فإنّ هذا إخبارٌ عن كلّ الأعمال بأنّها باطلةٌ إلّا ما أريد بها وجه اللّه عزّ وجلّ من الأعمال الصّالحة المطابقة للشّريعة. والقول الأوّل مقتضاه أنّ كلّ الذّوات فانيةٌ وهالكةٌ وزائلةٌ إلّا ذاته تعالى، فإنّه الأوّل الآخر الّذي هو قبل كلّ شيءٍ وبعد كلّ شيءٍ.
قال أبو بكرٍ عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدّنيا في كتاب "التّفكّر والاعتبار": حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا عمر بن سليمٍ الباهليّ، حدّثنا أبو الوليد قال: كان ابن عمر إذا أراد أن يتعاهد قلبه، يأتي الخربة فيقف على بابها، فينادي بصوتٍ حزينٍ فيقول: أين أهلك؟ ثمّ يرجع إلى نفسه فيقول: {كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه}.
وقوله: {له الحكم} أي: الملك والتّصرّف، ولا معقّب لحكمه، {وإليه ترجعون} أي: يوم معادكم، فيجزيكم بأعمالكم، إن كان خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ.
[واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 261-262]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة