التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقالوا إن نتّبع الهدى معك} [القصص: 57]، يعني: التّوحيد، وهو تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/601]
قوله: {وقالوا إن نتّبع الهدى معك نتخطّف من أرضنا} [القصص: 57] لقلّتنا في كثرة العرب وإنّما ننفي الحرب عنّا أنّا على دينهم، فإن آمنّا بك واتّبعناك خشينا أن يتخطّفنا النّاس.
قال اللّه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {أولم نمكّن لهم حرمًا آمنًا يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ رزقًا من لدنّا} [القصص: 57] {ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [القصص: 57]، أي: قد كانوا في حرمي يأكلون رزقي ويعبدون غيري وهم آمنون أفيخافون إن آمنوا أن أسلّط عليهم من يقتلهم ويسبيهم ما كنت لأفعل.
قوله عزّ وجلّ: {يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ} [القصص: 57] كقوله: {يأتيها رزقها رغدًا من كلّ مكانٍ}.
سعيدٌ عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ سيلا أتى على المقام فاقتلعه، فإذا في أسفله كتابٌ، فدعوا له رجلا من حمير فزبره لهم في جريدةٍ ثمّ قرأه عليهم، فإذا فيه: هذا بيت اللّه المحرّم جعل رزق أهله من معبره يأتيهم من ثلاثة سبلٍ، مباركٌ لأهله في الماء واللّحم، وأوّل من يحلّه أهله.
أشعث، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: وجد عند المقام كتابٌ فيه: أنّي أنا اللّه ذو بكّة، صغتها يوم خلقت الشّمس والقمر، وحرّمتها يوم خلقت السّموات والأرض، وحففتها بسبعة أملاكٍ حنفاء، يأتيها رزقها من ثلاثة سبلٍ، مباركٌ لأهلها في الماء واللّحم، أوّل من يحلّها أهلها.
قال: {رزقًا من لدنّا} [القصص: 57] من عندنا.
{ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [القصص: 57]، يعني: جماعتهم لا يعلمون، يعني: من لا يؤمن منهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/602]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أولم نمكّن لّهم حرماً آمناً...}
قالت قريش: يا محمد , ما يمنعنا أن نؤمن بك ونصدّقك إلاّ أن العرب على ديننا، فنخاف أن نصطلم إذا آمنّا بك, فأنزل الله {أولم نمكّن لّهم} : نسكنهم {حرماً آمناً}, لا يخاف من دخله أن يقام عليه حدّ ولا قصاص , فكيف يخافون أن تستحلّ العرب قتالهم فيه؟!.
وقوله: {يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ} و{تجبى}:ذكّرت يجبى، وإن كانت الثمرات مؤنثة ؛ لأنك فرقت بينهما بإليه، كما قال الشاعر:
إنّ امرءًا غرّه منكنّ واحدةٌ = بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور
وقال آخر:
لقد ولد الأخيطل أمّ سوء = على قمع استها صلب وشام).
[معاني القرآن: 2/308]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ }: مجازه يجمع كما يجئ الماء في الجابية , فيجمع للواردة.). [مجاز القرآن: 2/108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أولم نمكّن لهم حرماً آمناً} : أي : ألم نسكنهم إيّاه ونجعله مكانا لهم؟!). [تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا إن نتّبع الهدى معك نتخطّف من أرضنا أولم نمكّن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كلّ شيء رزقا من لدنّا ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}
كانوا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا نعلم أن ما أتيت به حق، ولكنا نكره إن آمنّا بك أن نقصد , ونتخطّف من أرضنا , فأعلمهم الله أنه قد تفضّل عليهم بأن آمنهم بمكة، فأعلمهم أن قد آمنهم بحرمة البيت، ومنع منهم العدو, أي : فلو آمنوا , لكان أولى بالتمكن, والأمن ,والسّلامة.). [معاني القرآن: 4/149-150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا}
قال الضحاك : هذا قول المشركين الذين بمكة .
وقال غيره : قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : نحن نعلم أن ما جئت به حق , ولكنا نكره أن نتبعك , فتُقْصَدَ، ونتخطف لمخالفتنا الناس .
قال الله جل وعز: {أو لم نمكن لهم حرما آمنا}
أي : قد كانوا آمنين قبل الإسلام, فلو أسلموا, لكانوا أوكد .
قال قتادة : كان أهل الحرم آمنين , يخرج أحدهم , فإذا عرض له , قال: أنا من أهل الحرم , فيترك , وغيرهم يقتل ويسلب .
قال مجاهد , عن ابن عباس: {يجبى إليه ثمرات كل شيء} : أي : ثمرات الأرضين.). [معاني القرآن: 5/189-190]
تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وكم أهلكنا من قريةٍ بطرت معيشتها} [القصص: 58] كقوله: {فكفرت بأنعم اللّه} [النحل: 112].
قال: فأهلكتهم: يعني: من أهلك من القرون الأولى.
{فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنّا نحن الوارثين} [القصص: 58] كقوله: {إنّا نحن نرث الأرض ومن عليها} [مريم: 40] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/603]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكم أهلكنا من قريةٍ بطرت معيشتها...}
بطرتها: كفرتها, وخسرتها , ونصبك المعيشة من جهة قوله: {إلاّ من سفه نفسه}, إنما المعنى والله أعلم : أبطرتها معيشتها؛ كما تقول: أبطرك مالك ,وبطرته، وأسفهك رأيك, فسفهته. فذكرت المعيشة ؛ لأن الفعل كان لها في الأصل، فحوّل إلى ما أضيفت إليه, وكأنّ نصبه كنصب قوله: {فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً} : ألا ترى أن الطيب كان للنفس , فلمّا حوّلته إلى صاحب النفس , خرجت النفس منصوبة لتفسّر معنى الطيب.
وكذلك {ضقنا به ذرعاً} : إنما كان المعنى: ضاق به ذرعنا.
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لم تسكن مّن بعدهم إلاّ قليلاً}, معناه: خربت من بعدهم فلم يعمر منها إلاّ القليل، وسائرها خراب, وأنت ترى اللفظ كأنها سكنت قليلاً , ثم تركت، والمعنى على ما أنبأتك به , مثله: ما أعطيتك دراهمك إلاّ قليلاً، إنما تريد: إلاّ قليلاً منها.). [معاني القرآن: 2/309]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بطرت معيشتها} , مجازها : أنها أشرت, وطغت, وبغت.). [مجاز القرآن: 2/108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بطرت معيشتها}: أي: أشرت, وكأن المعنى: أبطرتها معيشتها كما تقول: أبطرك مالك، فبطرت.). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها}
{معيشتها}: منصوبة بإسقاط في , وعمل الفعل.
وتأويله: بطرت في معيشتها , والبطر الطغيان بالنعمة.). [معاني القرآن: 4/150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها}
البطر : الطغيان بالنعمة
قال أبو إسحاق : المعنى : بطرت في معيشتها .
قال الفراء : أبطرتها معيشتها .
ثم قال جل وعز: {فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا}
قال الفراء : والمعنى : أنها خربت فلم يسكن منها إلا القليل , والباقي خراب.). [معاني القرآن: 5/190]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَطِرَتْ}: أي: أشرت , وطغت. والبطر: الأشر, وقيل: البطر: الاستعانة بنعم الله على معاصيه.
وأكثر المفسرين يقول: الأشر: البطر, والأشر: المرح.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: قال: {وما كان ربّك مهلك القرى} [القصص: 59]، يعني: معذّب القرى، يعني: هذه الأمّة.
{حتّى يبعث في أمّها} [القصص: 59]، يعني: مكّة.
{رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنّا مهلكي القرى} [القصص: 59] تفسير السّدّيّ: يعني: لم يكن يهلك، يعني: يعذّب القرى.
{إلا وأهلها ظالمون} [القصص: 59] مشركون، وأمّها مكّة، وهي أمّ القرى، والرّسول محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال في آيةٍ أخرى مدنيّةٍ في النّحل بعد هذه الآية: {وضرب اللّه مثلا قريةً كانت آمنةً مطمئنّةً يأتيها رزقها رغدًا} [النحل: 112] والرّغد لا يحاسبها أحدٌ بما رزقها اللّه، قال: {من كلّ مكانٍ فكفرت بأنعم اللّه} [النحل: 112]، يعني: كفر أهلها، وهي مكّيّةٌ{فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون {112} ولقد جاءهم رسولٌ منهم} [النحل: 112-113] محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم{فكذّبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون} [النحل: 113] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/603]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حتّى يبعث في أمّها...}
أمّ القرى : مكة, وإنما سمّيت أمّ القرى ؛ لأن الأرض - فيما ذكروا- دحيت من تحتها.). [معاني القرآن: 2/309]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وما كان ربّك مهلك القرى حتّى يبعث في أمّها رسولاً }: أم القرى : مكة , وأم الأرضين في قول العرب , وفي آية أخرى: {لتنذر أمّ القرى ومن حولها } ). [مجاز القرآن: 2/108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يبعث في أمها رسولا}: يعني أم القرى وهي مكة). [غريب القرآن وتفسيره: 293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {في أمّها رسولًا} : أي : في أعظمها.
{ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين}: أي: محضري النار.). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وما كان ربّك مهلك القرى حتّى يبعث في أمّها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنّا مهلكي القرى إلّا وأهلها ظالمون}
يعني بأمّها : مكة، ولم يكن ليهلكها إلا بظلم أهلها.). [معاني القرآن: 4/150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا}
أي : في أعظمها , وأم القرى : مكة.). [معاني القرآن: 5/191]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {في أُمِّهَا}: مكة). [العمدة في غريب القرآن: 235]
تفسير قوله تعالى:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أوتيتم من شيءٍ فمتاع الحياة الدّنيا وزينتها وما عند اللّه خيرٌ وأبقى} [القصص: 60] الجنّة.
{أفلا تعقلون} [القصص: 60] يقوله للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/603]
تفسير قوله تعالى:{أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال على الاستفهام: {أفمن وعدناه وعدًا حسنًا} [القصص: 61]، يعني: الجنّة.
وهو تفسير السّدّيّ.
قال: {فهو لاقيه} [القصص: 61] داخلٌ الجنّة.
{كمن متّعناه متاع الحياة الدّنيا ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين} [القصص: 61] في النّار، أي: أنّهما لا يستويان، لا يستوي من يدخل الجنّة ومن يدخل النّار، وبعضهم يقول: نزلت في النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وفي أبي جهل بن هشامٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/604]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من المحضرين}: أي من المشهدين.). [مجاز القرآن: 2/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الّذين حقّ عليهم القول}، أي : وجبت عليهم الحجة , فوجب العذاب). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متّعناه متاع الحياة الدّنيا ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين}
يعني : المؤمن والكافر، فالمؤمن من آمن باللّه ورسوله , وأطاعه , ووقف عند أمره , فلقيه جزاء ذلك، وهو الجنّة، والذي متّع متاع الحياة الدنيا كافر, لم يؤمن باللّه , ثم أحضر يوم القيامة العذاب , وذلك قوله عز وجل:{ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين}
وجاء في التفسير : أن هذه الآية نزلت في محمد صلى الله عليه وسلم , وأبي جهل ابن هشام , فالنبي صلى الله عليه وسلم وعد وعداًَ حسناً, فهو لاقيه في الدنيا , بأنه نصر على عدوّه في الدنيا، وهو في الآخرة في أعلى المراتب من الجنة، وأبو جهل من المحضرين). [معاني القرآن: 4/150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا}
يعني به : المؤمن , والكافر.
وقيل : نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم , وأبي جهل .
وقوله تعالى: {ثم هو يوم القيامة من المحضرين}
قال مجاهد: أي: أهل النار أحضروا.). [معاني القرآن: 5/191]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من الْمُحْضَرِينَ}: أي : من محضري النار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]