العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة القصص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 09:41 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة القصص [ من الآية (1) إلى الآية (6) ]

{طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:24 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (طسم (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى طسم قال اسم من أسماء القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/87]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {طسم (1) تلك آيات الكتاب المبين (2) نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون}.
قال أبو جعفرٍ: وقد بيّنّا قبل فيما مضى تأويل قول اللّه عزّ وجلّ {طسم} وذكرنا اختلاف أهل التّأويل في تأويله). [جامع البيان: 18/149]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (طسم (1)
قوله تعالى: طسم
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، ثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن طلحة، عن ابن عباس، قوله طسم قال: إنّه قسمٌ أقسمه اللّه وهي من أسماء اللّه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن بشّارٍ، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، ثنا شعبة قال: سألت السّدّيّ، عن قوله: الم وحم وطسم فقال ابن عبّاسٍ: هو اسم اللّه الأعظم.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: طسم قال: اسمٌ من أسماء القرآن أقسم به ربّك). [تفسير القرآن العظيم: 9/2938]

تفسير قوله تعالى: (تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا قوله: {تلك آيات الكتاب المبين} فإنّه يعني هذه آيات الكتاب الّذي أنزلته إليك يا محمّد، المبين أنّه من عند اللّه، وأنّك لم تتقوّله ولم تتخرّصه.
وكان قتادة فيما ذكر عنه يقول في ذلك ما:
- حدّثني بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {طسم (1) تلك آيات الكتاب المبين} يعني مبينٌ واللّه بركته ورشده وهداه). [جامع البيان: 18/149]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: تلك آيات الكتاب المبين
قد تقدم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/2938]

تفسير قوله تعالى: (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {نتلوا عليك} يقول: نقرأ عليك ونقصّ في هذا القرآن من خبر موسى {وفرعون بالحقّ}.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون} يقول: في هذا القرآن نبؤهم.
وقوله: {لقومٍ يؤمنون} يقول: لقومٍ يصدّقون بهذا الكتاب، ليعلموا أنّ ما نتلوا عليك من نبئهم فيه نبؤهم، وتطمئنّ نفوسهم، بأنّ سنّتنا فيمن خالفك وعاداك من المشركين سنّتنا فيمن عادى موسى ومن آمن به من بني إسرائيل من فرعون وقومه، أن نهلكهم كما أهلكناهم، وننجيهم منهم كما أنجيناهم). [جامع البيان: 18/149-150]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ
- به عن قتادة، قوله: نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون قال: في القرآن نبأهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/2938]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون} يقول: في هذا القرآن نبؤهم {إن فرعون علا في الأرض} أي بغى في الأرض {وجعل أهلها شيعا} أي فرقا). [الدر المنثور: 11/424-425]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وجعل أهلها شيعا قال يستعبد طائفة منهم ويذبح طائفة ويقتل طائفة ويستحي طائفة). [تفسير عبد الرزاق: 2/87]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفةً مّنهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنّه كان من المفسدين}.
يقول تعالى ذكره: إنّ فرعون تجبّر في أرض مصر وتكبّر، وعلا أهلها وقهرهم، حتّى أقرّوا له بالعبودة.
- كما حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {إنّ فرعون علا في الأرض} يقول: تجبّر في الأرض.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ فرعون علا في الأرض} أي بغى في الأرض.
وقوله: {وجعل أهلها شيعًا} يعني بالشّيع: الفرق، يقول: وجعل أهلها فرقًا متفرّقين.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وجعل أهلها شيعًا}: أي فرقًا يذبّح طائفةً منهم، ويستحيي طائفةً، ويعذّب طائفةً، ويستعبد طائفةً. قال اللّه عزّ وجلّ: {يذبّح أبناءهم، ويستحيي نساءهم، إنّه كان من المفسدين}.
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: كان من شأن فرعون أنّه رأى رؤيا في منامه، أنّ نارًا أقبلت من بيت المقدس حتّى اشتملت على بيوت مصر، فأحرقت القبط، وتركت بني إسرائيل، وأحرقت بيوت مصر، فدعا السّحرة والكهنة والقافّة والحازّة، فسألهم عن رؤياه، فقالوا له: يخرج من هذا البلد الّذي جاء بنو إسرائيل منه، يعنون بيت المقدس، رجلٌ يكون على وجهه هلاك مصر، فأمر ببني إسرائيل أن لا يولد لهم غلامٌ إلاّ ذبحوه، ولا تولد لهم جاريةٌ إلاّ تركت، وقال للقبط: انظروا مملوكيكم الّذين يعملون خارجًا، فأدخلوهم، واجعلوا بني إسرائيل يلون تلك الأعمال القذرة، فجعل بني إسرائيل في أعمال غلمانهم، وأدخلوا غلمانهم، فذلك حين يقول: {إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا} يعني بني إسرائيل حين جعلهم في الأعمال القذرة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وجعل أهلها شيعًا} قال: فرّق بينهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وجعل أهلها شيعًا} قال: فرقًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل أهلها شيعًا} قال: الشّيع: الفرق.
وقوله: {يستضعف طائفةً منهم} ذكر أنّ استضعافه إيّاها كان استعباده.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة: يستعبد طائفةً منهم، ويذبّح طائفةً، ويقتل طائفةً، ويستحيي طائفةً.
وقوله: {إنّه كان من المفسدين} يقول: إنّه كان ممّن يفسد في الأرض بقتله من لا يستحقّ منه القتل، واستعباده من ليس له استعباده، وتجبّره في الأرض على أهلها، وتكبّره على عبادة ربّه). [جامع البيان: 18/150-152]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: إنّ فرعون علا في الأرض
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: كان من شأن فرعون أنّه رأى رؤيا في منامه أنّ نارًا أقبلت من بيت المقدس حتّى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها وتركت بني إسرائيل، وأحرقت بيوت مصر، فدعى السّحرة والكهنة والقافة والحازة فأمّا القافة فهم العافة. وأمّا العافة فهم الّذين يزجرون الطّير فسألهم عن رؤياه فقالوا: يخرج من هذا البلد الّذي جاء بنو إسرائيل منه يعنون بيت المقدس رجلٌ يكون على وجهه هلاك مصر فأمر بني إسرائيل أن لا يولد لهم غلامٌ إلا ذبحوه، ولا تولد لهم جاريةٌ إلا تركت وقال للقبط: انظروا مملوكيكم الّذين يعملون خارجًا فأدخلوهم، واجعلوا بني إسرائيل يلون تلك الأعمال القذرة، فجعل بني إسرائيل في أعمال غلمانهم، وأدخلوا غلمانهم، فذلك حين يقول اللّه: إنّ فرعون علا في الأرض يقول: تجبّر في الأرض.
وروي، عن عكرمة مثل ذلك.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: إنّ فرعون علا في الأرض أي بغى في الأرض.
قوله تعالى: وجعل أهلها شيعًا
- حدّثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حمّادٍ ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ في قوله: وجعل أهلها شيعًا يعني بني إسرائيل حين جعلهم في الأعمال القذرة.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: وجعل أهلها شيعًا فرّق بينهم.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الويد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة يعني في قوله: وجعل أهلها شيعًا قال: فرّق بين القبط وبني إسرائيل. وروي، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم نحو ذلك.
قوله تعالى: يستضعف طائفةً منهم
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ يستضعف طائفةً منهم يقول: جعلهم في الأعمال القذرة.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق قال: لم يكن من الفراعنة فرعون أشدّ غلظةً، ولا أقسى قلبًا ولا أسوأ ملكةً لبني إسرائيل منه تعبّدهم فجعلهم خولا وخدمًا، وصنّفهم في أعماله فصنفٌ يبنون، وصنفٌ يحرثون وصنفٌ يرعون له، قال: فهم في أعماله ومن لم يكن منهم في ضيعةٍ له من عمله فعليه الجزاء، فسامهم كما قال اللّه عزّ وجلّ.
قوله تعالى: يذبّح أبناءهم
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: يذبّح أبناءهم وجعل لا يولد لبني إسرائيل مولودٌ إلا ذبح فلا يكبر الصّغير، وقذف اللّه عزّ وجلّ في مشيخة بني إسرائيل الموت فأسرع فيهم، فدخل رءوس القبط على فرعون، فكلّموه فقالوا: إنّ هؤلاء القوم قد وقع فيهم الموت، فيوشك أن يقع العمل على غلماننا، نذبح أبناءهم، فلا يبلغ الصّغار، فيعينون الكبار فلو أنّك تبقي من أولادهم لأمر أن يذبحوا سنةً، ويتركوا سنةً، فلمّا كان في السّنة الّتي يذبحون فيها حملت موسى فلمّا أرادت وضعه حزنت من شأنه.
قوله تعالى: ويستحيي نساءهم
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم ذكر لنا أنّ حازيًا حزى لفرعون قال ابن عبّاسٍ: الحازي: المنجّم، فقال له: إنّه يولد في هذا العام غلامٌ من بني إسرائيل يسلبك ملكك فتتبّع أبناءهم ذلك العام، فيقتّل أبناءهم، ويستحيي نساءهم حذرًا ممّا قال له الحازي.
قوله تعالى: إنّه كان من المفسدين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: لقد ذكر لي أنّه كان ليأمر بالقصب فيشقّ حتّى يجعل أمثال الشّفار، ثمّ يصفّ بعضه إلى بعضٍ، ثمّ يؤتي بحبالى من بني إسرائيل، فيوقفن عليه، فيجزّ أقدامهنّ، حتّى إنّ المرأة منهنّ لتمصع بولدها فيقع بين رجليها، فتظلّ تطؤه وتتّقي به حدّ القصب، عن رجليها لما بلغ من جهدها، حتّى أسرف في ذلك وكاد يفنيهم، فقيل له: أفنيت النّاس وقطعت النّسل، وإنّما هو خولك وعمّالك فتأمر بأن يقتل الغلمان عامًا، ويستحيوا عامًا فولد هارون عليه السّلام في السّنة الّتي يستحي فيها الغلمان، وولد موسى عليه السّلام في السّنة الّتي فيها يذبحون وكان هارون أكبر منه بسنة). [تفسير القرآن العظيم: 9/2938-2940]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وجعل أهلها شيعا قال يعني فرق بينهم). [تفسير مجاهد: 477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (طسم * تلك آيات الكتاب المبين * نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون * إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي قال: كان من شأن فرعون انه رأى رؤيا في منامه: أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اذا اشتملت على بيوت مصر أحرقت القبط وتركت بني اسرائيل فدعا السحرة والكهنة والعافة والزجرة، وهم العافة الذين يزجرون الطير فسألهم عن رؤياه فقالوا له: يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو اسرائيل منه - يعنون بيت المقدس - رجل يكون على وجهه هلاك مصر، فأمر بني اسرائيل ان لا يولد لهم ولد إلا ذبحوه ولا يولد لهم جارية إلا تركت وقال للقبط: انظروا مملوكيكم الذين يعملون خارجا فادخلوهم واجعلوا بني اسرائيل يلون تلك الاعمال القذرة فجعلوا بني اسرائيل في أعمال غلمانهم، فذلك حين يقول {إن فرعون علا في الأرض} يقول: تجبر في الأرض {وجعل أهلها شيعا} يعني بني اسرائيل {يستضعف طائفة منهم} حين جعلهم في الاعمال القذرة وجعل لا يولد لبني اسرائيل مولود إلا ذبح فلا يكبر صغير، وقذف الله في مشيخة بني اسرائيل الموت فأسرع فيهم، فدخل رؤوس القبط على فرعون فكلموه فقالوا: ان هؤلاء القوم قد وقع فيهم الموت فيوشك ان يقع العمل على غلماننا تذبح أبناءهم فلا يبلغ الصغار فيعينون الكبار فلو انك كنت تبقى من أولادهم، فأمر ان يذبحوا سنة ويتركوا سنة فلما كان في السنة التي لا يذبحون فيها ولد هرون عليه السلام، فترك فلما كان في السنة التي يذبحون فيها حملت أم موسى بموسى عليه الصلاة والسلام فلما أرادت وضعه حزنت من شأنه فلما وضعته أرضعته ثم دعت له نجارا وجعلت له تابوتا وجعلت مفتاح التابوت من داخل وجعلته فيه وألقته في اليم بين أحجار عند بيت فرعون فخرجن جواري آسية امرأة فرعون يغتسلن فوجدن التابوت فادخلنه إلى آسية وظنن ان فيه مالا، فلما تحرك الغلام رأته آسية صبيا فلما نظرته آسية وقعت عليه رحمتها وأحبته، فلما أخبرت به فرعون أراد أن يذبحه فلم تزل آسية تكلمه حتى تركه لها وقال: اني أخاف ان يكون هذا من بني اسرائيل وان يكون هذا الذي على يديه هلاكنا، فبينما هي ترقصه وتلعب به اذ ناولته فرعون وقالت: خذه {قرة عين لي ولك} القصص الآية 9 قال فرعون: هو قرة عين لك - قال عبد الله بن عباس: ولو قال هو قرة عين لي اذا لآمن به ولكنه ابى - فلما أخذه اليه أخذ موسى عليه السلام بلحيته فنتفها فقال فرعون: علي بالذباحين هو ذا، قالت آسية: لا تقتله {عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} القصص الآية 9 إنما هو صبي لا يعقل وانما صنع هذا من صباه أنا أضع له حليا من الياقوت وأضع له جمرا فإن أخذ الياقوت فهو يعقل اذبحه وان أخذ الجمر فانما هو صبي فاخرجت له ياقوتا ووضعت له طستا من جمر فجاء جبريل عليه السلام فطرح في يده جمرة فطرحها موسى عليه السلام في فيه فاحرقت لسانه فارادوا له المرضعات فلم يأخذ من أحد من النساء وجعلن النساء يطلبن ذلك لينزلن عند فرعون في الرضاع فأبى ان يأخذ، فجاءت أخته فقالت: {هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون} فأخذوها فقالوا: انك قد عرفت هذا الغلام فدلينا على أهله فقالت: ما أعرفه ولكن إنما هم للملك ناصحون، فلما جاءته أمه أخذ منها، وكادت تقول: هو ابني، فعصمها الله فذلك قوله {إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين} قال: قد كانت من المؤمنين ولكن بقول: {إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} قال السدي: وانما سمى موسى لأنهم وجدوه في ماء وشجر والماء بالنبطية مو الشجر سى). [الدر المنثور: 11/421-424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون} يقول: في هذا القرآن نبؤهم {إن فرعون علا في الأرض} أي بغى في الأرض {وجعل أهلها شيعا} أي فرقا). [الدر المنثور: 11/424-425] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وجعل أهلها شيعا} قال: فرق بينهم). [الدر المنثور: 11/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وجعل أهلها شيعا} قال: يتعبد طائفة ويقتل طائفة ويستحي طائفة). [الدر المنثور: 11/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى {إنه كان من المفسدين}
أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: لقد ذكر لنا انه كان يأمر بالقصب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار ثم يصف بعضه إلى بعض ثم يؤتى بحبالى من بني اسرائيل فيوقفن عليه فيجز أقدامهن حتى ان المرأة منهم لتضع بولدها فيقع بين رجليها فتظل تطؤه وتتقي به حد القصب عن رجليها لما بلغ من جهدها، حتى أسرف في ذلك وكان يفنيهم قيل له: أفنيت الناس وقطعت النسل وانما هم خولك وعمالك فتأمر أن يقتلوا الغلمان وولد موسى عليه السلام في السنة التي فيها يقتلون وكان هرون عليه السلام أكبر منه بسنة فلما أراد بموسى عليه السلام ما أراد واستنقاذ بني اسرائيل مما هم فيه من البلاء أوحى الله إلى أم موسى حين تقارب ولادها {أن أرضعيه} القصص الآية 7). [الدر المنثور: 11/425-426]

تفسير قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ونجعلهم الوارثين قال يرثون الأرض بعد آل فرعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/87]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين (5) ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}.
وقوله: {ونريد} عطفٌ على قوله {يستضعف طائفةً منهم} ومعنى الكلام: أنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها من بني إسرائيل فرقًا يستضعف طائفةً منهم ونحن {نريد أن نمنّ على الّذين} استضعفهم فرعون من بني إسرائيل {ونجعلهم أئمّةً}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض} قال: بنو إسرائيل.
وقوله: {ونجعلهم أئمّةً} أي: ولاةً وملوكًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ونجعلهم أئمّةً} أي ولاة الأمر.
وقوله: {ونجعلهم الوارثين} يقول: ونجعلهم ورّاث آل فرعون يرثون الأرض من بلد مهلكهم.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ونجعلهم الوارثين}: أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة: {ونجعلهم الوارثين} يقول: يرثون الأرض بعد فرعون). [جامع البيان: 18/152-154]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين (5)
قوله تعالى: ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض
- حدّثنا أحمد بن عصامٍ، ثنا مؤمّلٌ، ثنا أبو هلالٍ، عن الحسن قال: قال عمر إنّي استعملت عمّارًا لقول اللّه: ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض.
- ذكر، عن محمّد بن أبي بكرٍ عن شريكٍ، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي صادقٍ، حدّثني من سمع عليًّا في قوله: ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض قال: يوسف وولده.
قوله تعالى: ونجعلهم أئمّةً
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس ثنا يزيد ثنا سعيدٌ عن قتادة ونجعلهم أئمّةً أي ولاة الأمر.
- وبه في قوله: ونجعلهم الوارثين أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه). [تفسير القرآن العظيم: 9/2941]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون.
أخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} قال: يوسف وولده). [الدر المنثور: 11/426]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} قال: هم بنو اسرائيل {ونجعلهم أئمة} أي هم ولاة الامر {ونجعلهم الوارثين} أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} قال: ما كان القوم حذروه). [الدر المنثور: 11/426-427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ونجعلهم الوارثين} قال: يرثون الأرض بعد آل فرعون وفي قوله {ونري فرعون} الآية قال: كان حاز يحزي لفرعون فقال: انه يولد في هذا العام غلام يذهب بملككم وكان فرعون {يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم} حذرا لقول الحازي فذلك قوله {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} ). [الدر المنثور: 11/427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله قال: قال عمر رضي الله عنه: اني استعملت عمالا لقول الله {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} ). [الدر المنثور: 11/427]

تفسير قوله تعالى: (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال كان حاز يجزي لفرعون فقال إنه يولد في هذا العام غلام يذهب بملككم فكان فرعون يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم حذرا من قول الحازي وذلك قوله ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون). [تفسير عبد الرزاق: 2/87]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونمكّن لهم في الأرض} يقول: ونوطّئ لهم في أرض الشّام ومصر {ونري فرعون وهامان وجنودهما} كانوا قد أخبروا أنّ هلاكهم على يد رجلٍ من بني إسرائيل، فكانوا من ذلك على وجلٍ منهم، ولذلك كان فرعون يذبّح أبناءهم، ويستحيي نساءهم، فأرى اللّه فرعون وهامان وجنودهما من بني إسرائيل على يد موسى بن عمران نبيّه ما كانوا يحذرونه منهم من هلاكهم وخراب منازلهم ودورهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} شيئًا ما حذر القوم، قال: وذكر لنا أنّ حازيًا حزا لعدوّ اللّه فرعون، فقال: يولد في هذا العام غلامٌ من بني إسرائيل يسلبك ملكك، فتتبّع أبناءهم ذلك العام، يقتل أبناءهم، ويستحيي نساءهم حذرًا ممّا قال له الحازي.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: كان لفرعون رجلٌ ينظر له ويخبره، كأنّه يعني أنّه كاهنٌ، فقال له: إنّه يولد في هذا العام غلامٌ يذهب بملككم، فكان فرعون يذبّح أبناءهم، ويستحيي نساءهم حذرًا، فذلك قوله {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ونري فرعون وهامان} فقرأ ذلك عامّة قرّاء الحجاز والبصرة وبعض الكوفيّين: {ونري فرعون وهامان} بمعنى: ونري نحن بالنّون عطفًا بذلك على قوله: {ونمكّن لهم}.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: (ويرى فرعون) على أنّ الفعل لفرعون، بمعنى: ويعاين فرعون، بالياء من يرى، ورفع فرعون وهامان والجنود.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان في قرّاء الأمصار، متقاربتا المعنى، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فهو مصيبٌ، لأنّه معلومٌ أنّ فرعون لم يكن ليرى من موسى ما رأى، إلاّ بأن يريه اللّه عزّ وجلّ منه، ولم يكن ليريه اللّه تعالى ذكره ذلك منه إلاّ رآه). [جامع البيان: 18/154-155]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ونمكّن لهم في الأرض
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ، ثنا محمّد بن الحسن ويزيد بن هارون، عن أصبغ ابن زيدٍ، عن القاسم بن أبي أيّوب ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون قال: ما كان القوم حذروه). [تفسير القرآن العظيم: 9/2941]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم حدثنا آدم ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية الرياحي في قوله ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون قال إن فرعون ملكهم أربع مائة سنة فقالت له الكهنة إنه يولد العام في مصر غلاما يفسد عليك ملكك ويكون هلاكك على يديه فبعث فرعون في مصر نساء قوابل ينظرون فإذا ولدت امرأة غلاما أتي به فرعون فقتله فكان يستحيي الجواري فلما ولد موسى أوحى الله إلى أمه أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم وهو البحر فقيل لها اتخذي تابوتا واجعليه فيه ثم اقذفيه في البحر ففعلت ذلك وكان لفرعون قوم سيارة يغوصون في البحر فلما رأوا التابوت في البحر قالوا هذه هدية جاءت من السماء لربنا يعنون فرعون فأخذوا التابوت فانطلقوا به إلى فرعون فنظر فرعون فإذا هو غلام فقال فرعون إني أراه من الأعداء أي من مولودي مصر فأراد قتله فقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا قال وكان فرعون لا يولد له إلا البنات فتركه فقالت أم موسى لأخته قصية يعني قصي الأثر فقصت الأثر حتى رأته عند فرعون فبصرت به عن جنب يعني مجانبة تخاف وتتقي فدعى له المراضع فلم يقبل ثدي امرأة منهن فذهبت أخت موسى فأخبرت أمها وقالت اذهبي فقولي لهم هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فانطلقت أخت موسى فقالت لهم ذلك فقالوا لها نعم فقبل موسى ثديها فلم يزل عندهم ترضعه وهم لا يعلمون أنها أمه حتى أتمت الرضاع ثم ذهبت فتركته عندهم فبينما موسى ذات يوم عند فرعون إذ لطم فرعون فقال فرعون قد قلت لكم إنه من الأعداء وأراد قتله فقالت امرأة فرعون إنه صبي لا يعقل فجربه إن شئت اجعل في الطست ذهبا وجمرة فانظر على أيهما يقبض ففعل فرعون ذلك فأراد موسى أن يقبض على الذهب فضرب الملك الذي وكل به يده فصرفها إلى الجمرة فقبض عليها موسى فألقاها في فيه فقالت امرأة فرعون ألم أقل لك إنه لا يعقل قال وكان إيمان امرأة فرعون من قبل امرأة خازن فرعون وكان إيمان خازن فرعون من أثر يوسف وأن امرأة خازن فرعون مشطت ابنة فرعون يوما فوقع منها المشط فقالت تعس من كفر بالله فقالت لها بنت فرعون ألك رب غير أبي فقالت ربي ورب أبيك وربك ورب كل شيء الله فلطمتها ابنة فرعون وضربتها وأخبرت أباها فأرسل إليها فرعون فقال لها أتعبدين ربا غيري فقالت ربي وربك ورب كل شيء الله وإياه أعبد فكذبها فرعون وأوتد لها أوتادا فشد يديها ورجليها وأرسل عليها الحيات وكانت كذلك فأتى عليها يوما فقال لها أما أنت منتهية فقالت له ربي وربك ورب كل شيء الله فقال لها فإني ذابح ابنك في فيك إن لم ترجعي فقالت له اقض ما أنت قاض فذبح ابنها في فيها وأن روح ابنها بشرها فقال لها اصبري يا أمه فان لك عند الله من الثواب كذا وكذا فصبرت ثم أتى عليها فرعون يوما آخر فقال لها مثل ذلك فقالت له مثل ذلك فذبح ابنها الأصغر في فيها فبشرها روحه أيضا وقال بها اصبري يا أمه فإن لك عند الله من الثواب كذا وكذا وذلك كله بعين امرأة فرعون وسمعت كلام روح ابنها الأكبر ثم الأصغر فآمنت امرأة فرعون وقبض روح امرأة خازن فرعون وكشف الغطاء عن ثوابها ومنزلتها وكرامتها في الجنة لامرأة فرعون حتى رأته فازدادت إيمانا ويقينا وتصديقا واطلع فرعون على إيمانها فخرج إلى الملأ فقال لهم ما تعلمون من آسية بنت مزاحم فأثنوا عليها فقال لهم فإنها تعبد ربا غيري فقالوا له اقتلها فأوتد لها أوتادا وشد يديها ورجليها فدعت آسية ربها فقالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين فكشف لها الغطاء فنظرت إلى بيتها بينا في الجنة ووافق ذلك أن حضرها فرعون فضحكت حين رأت بيتها بينا في الجنة فقال فرعون ألا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك فقبض روحها وأن مؤمنا من آل فرعون كان يتعبد في جبل فرآه رجل فأتي فرعون فأخبره فدعاه فرعون فقال له ما هذا الذي بلغني عنك فقال لهم المؤمن يا أيها الملأ من ربكم فقالوا فرعون قال فإني اشهد أن ربي وربكم واحد فكذب فرعون الرجل الذي أتاه فأخبره عنه بإيمانه فقتله). [تفسير مجاهد: 477-480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} قال: هم بنو اسرائيل {ونجعلهم أئمة} أي هم ولاة الامر {ونجعلهم الوارثين} أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} قال: ما كان القوم حذروه). [الدر المنثور: 11/426-427] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ونجعلهم الوارثين} قال: يرثون الأرض بعد آل فرعون وفي قوله {ونري فرعون} الآية قال: كان حاز يحزي لفرعون فقال: انه يولد في هذا العام غلام يذهب بملككم وكان فرعون {يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم} حذرا لقول الحازي فذلك قوله {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} ). [الدر المنثور: 11/427] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:30 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {طسم (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله تعالى: {طسم {1} تلك آيات الكتاب المبين {2}} [القصص: 1-2] وقد فسّرناه في طسم الشّعراء). [تفسير القرآن العظيم: 2/577]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" ط " ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن : مجاز حروف التهجي، ومجاز موضعه في المعنى :

مجاز ابتداء فواتح سائر السور.). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {طسم}
قد تقدم ما ذكر في هذا ). [معاني القرآن: 4/131]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {طسم}
قال قتادة : طسم : اسم من أسماء القرآن). [معاني القرآن: 5/155]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ تلك آيات الكتاب }: مجازها: هذه آيات القرآن بمنزلة قوله:{ ألم ذلك الكتاب } مجازه: هذا القرآن،
وقد فرغنا من تلخيصه في موضعه، وفي غير موضعٍ). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {تلك آيات الكتاب المبين}
يقال: بأن الشيء، وأبان في معنى واحد، ويقال: بان الشيء وأبنته أنا.
فمعنى مبين : مبين خبره، وبركته، ومبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام.
ومبين أن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم حق ؛ لأنه لا يقدر أحد بمثله، ومبين قصص الأنبياء ). [معاني القرآن: 4/131]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {تلك آيات الكتاب المبين}
أي : المبين بركته وخيره , والمبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام، وقصص الأنبياء صلوات الله عليهم، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم
ويقال : أبان الشيء، وبان وأبان: اتضح ). [معاني القرآن: 5/155]

تفسير قوله تعالى:{نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {نتلوا عليك من نبإ موسى} [القصص: 3] من خبر موسى.
{وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون} [القصص: 3] لقومٍ يصدّقون). [تفسير القرآن العظيم: 2/577]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({من نبأ موسى }: أي : من خبر موسى , قال الربيع بن زياد العبسي:

إنّي أرقت فلم أغمّض حار= جزعاً من النباء الجليل السّاري
جزعاً: أي : فزعاً.). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {من نبأ موسى}: من خبر موسى). [غريب القرآن وتفسيره: 289]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {من نبأ موسى}: أي: من خبره.
{وجعل أهلها شيعاً} أي : فرقا وأصنافا في الخدمة.
{يستضعف طائفةً منهم} يعني: بني إسرائيل.). [تفسير غريب القرآن: 328]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ لقوم يؤمنون}
أي: من خبر موسى، وخبر فرعون.
قوله: {لقوم يؤمنون} معناه : يصدقون.). [معاني القرآن: 4/131]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق}
النبأ : الخبر.). [معاني القرآن: 5/155]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({مِن نَّبَأِ}: خبر ). [العمدة في غريب القرآن: 232]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ فرعون علا في الأرض} [القصص: 4] قال قتادة: بغى في الأرض.
قال السّدّيّ: يعني: أرض مصر.
قال: {وجعل أهلها شيعًا} [القصص: 4] قال قتادة: أي: فرقًا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/577]
وقال السّدّيّ: يقول: أحزابًا فرقًا القبط، وفرقًا بني إسرائيل، يقهرهم.
وقال قتادة: يستضعفهم فيذبّح طائفةً، ويستحيي طائفةً، ويعذّب طائفةً، ويستعبد طائفةً، يعني: بني إسرائيل الّذي كانوا بمصر في يدي فرعون، والطّائفة الّتي يذبّح الأبناء، والطّائفة الّتي يستحيي النّساء فلا يقتلهنّ.
وقال السّدّيّ: {وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفةً منهم} [القصص: 4] يعني يقهر طائفةً منهم وهم بنو إسرائيل فيستعبدهم.
{إنّه كان من المفسدين} [القصص: 4] في الأرض بشركه وعمله السّوء). [تفسير القرآن العظيم: 2/578]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّ فرعون علا في الأرض }:أي: عظم، وشرف، وغلب عليها، وطغى.
{وجعل أهلها شيعاً }: أي : فرقاً متفرقين، قال الأعشى:
وبلدةٍ يكره الجوّاب دلجتها= حتى تراه عليها يبتغي الشّيعا
أي: الأصحاب، والجماعات في تفرقة.). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {علا في الأرض}: ظهر وغلب.
{شيعا}: فرقا). [غريب القرآن وتفسيره: 289]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله:{إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنّه كان من المفسدين}
{إنّ فرعون علا في الأرض} معناه: طغى.
{وجعل أهلها شيعاً} معنى شيع : فرق، أي: جعل كل فرقة يشيع بعضها بعضا في فعلها.
وقوله عزّ وجلّ: {يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم}
معنى نسائهم ههنا : أنه كان يستحيي بناتهم، وإنما كان يعمل ذلك ؛ لأنه قال له بعض الكهنة إن مولودا يولد في ذلك الحين يكون سبب ذهاب ملكك، فالعجب من حمق فرعون، إن كان الكاهن عنده صادقا فما ينفع القتل، وإن كان كاذباً، فما معنى القتل؟! ). [معاني القرآن: 4/131-132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن فرعون علا في الأرض}
قال السدي : أي تجبر .
ثم قال جل وعز: {وجعل أهلها شيعا}
قال مجاهد : أي: فرقهم.
قال السدي :أي : فرقهم في الأعمال القذرة .
وقال قتادة :{شيعاً}: أي : ذبح بعضهم، واستحيا بعضهم، وقتل بعضهم .
والشيع عند أهل اللغة : جمع شيعة، والشيعة الفرقة التي بعضها مساعد لبعض، ومؤازر). [معاني القرآن: 5/156]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({عَلَا}: ظهر، {شِيَعًا}: فرقاً ). [العمدة في غريب القرآن: 232]

تفسير قوله تعالى:{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ونريد} [القصص: 5]، أي: كان يفعل هذا فرعون يومئذٍ، ونحن نريد.
{أن نمنّ على الّذين استضعفوا} [القصص: 5]، يعني: قهروا.
{في الأرض} [النمل: 87] أي أرض مصر في تفسير قتادة والسّدّيّ، يعني: بني إسرائيل.
{ونجعلهم أئمّةً} [القصص: 5] يهتدى بهم، أي: أئمّةً في الدّين.
وقال قتادة: {ونجعلهم أئمّةً} [القصص: 5]، أي: ولاة الأمر.
قال: {ونجعلهم الوارثين} [القصص: 5]، أي: يرثون الأرض بعد فرعون وقومه، ففعل اللّه ذلك بهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/578]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ( {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين}

وقال: {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض} على قوله: {يستضعف طائفةً مّنهم يذبّح أبناءهم}، ونحن : {نريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض}:
أي: فعل هذا فرعون، ونحن {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا} ). [معاني القرآن: 3/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونجعلهم الوارثين}: للأرض ). [تفسير غريب القرآن: 328]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين}
يعني : بني إسرائيل الذين استضعفهم فرعون.
{ونجعلهم أئمّة} أي : نجعلهم ولاة يؤتمّ بهم.
{ونجعلهم الوارثين} أي: يرثون فرعون وملكه ). [معاني القرآن: 4/132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض}: يعني : بني إسرائيل صلى الله عليه،
{ونجعلهم أئمة}: أي : ولاة، ونجعلهم الوارثين، أي: الوارثين فرعون، وملأه.). [معاني القرآن: 5/156-157]

تفسير قوله تعالى: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ونمكّن لهم في الأرض} [القصص: 6] أرض مصر، وهو تبعٌ للكلام الأوّل: {ونريد أن نمنّ} [القصص: 5].
قال: {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم} [القصص: 6] من بني إسرائيل.
{ما كانوا يحذرون} [القصص: 6]
[تفسير القرآن العظيم: 2/578]
وقال قتادة: ذكر لنا أنّ حازرًا حزر لفرعون فقال له: إنّه يولد في هذا العام غلامٌ يسلبك ملكك، فتتبّع أبناءهم يقتلهم ويستحيي نساءهم، فلا يقتلهنّ حذرًا ممّا قيل له). [تفسير القرآن العظيم: 2/579]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ويري فرعون وهامان وجنودهما...}
هكذا قراءة أصحاب عبد الله بالياء والرفع
والناس بعد يقرءونها بالنّون: {ونري فرعون وهامان وجنودهما} بالنصب. ولو قرئت بالياء ونصب فرعون، يريد:{ويري الله فرعون} كان الفعل لله، ولم أسمع أحداً قرأ بها ).
[معاني القرآن: 2/302]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}القراءة النصب، نمكن , ونري, ويجوز الرفع. ونمكن لهم في الأرض، ونري - بإسكان الياء، فمن نصب عطف على نمنّ، فكان المعنى : وأن نمكن، وأن نري، ومن رفع فعلى معنى: ونحن نمكن.
وقرئت: {ويرى فرعون وهامان وجنودهما}, فيرى يكون في موضع نصب على العطف : على نمكن، ويجوز أن يكون في موضع رفع على : وسيرى فرعون وهامان وجنودهما).
[معاني القرآن: 4/132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}
قال قتادة : كان حاز لفرعون، والحازي : المنجم، قال له : إنه يولد في هذه السنة مولود يذهب بملكك، فأمر فرعون بقتل الولدان في تلك السنة .
قال : فذلك قول الله جل وعز: {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} ). [معاني القرآن: 5/157]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:32 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {طسم (1) }

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) }

تفسير قوله تعالى: {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم)).
قال: حدثناه أبو معاوية عن حجاج بن أرطاة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
...
وقوله: ((استحيوا))، إنما هو استفعلوا من الحياة، أي دعوهم أحياء لا تقتلوهم.
ومنه قول الله تبارك وتعالى فيما يروى في التفسير: {يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم} ). [غريب الحديث: 2/290-293]

تفسير قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) }

تفسير قوله تعالى: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 03:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين}
تقدم القول في الحروف التي في أوائل السور بما أغنى عن الإعادة، فمن قال: إن هذه الحروف من أسماء الله تبارك وتعالى قال: إن الطاء من الطول الذي لله سبحانه، والسين من السلام، والميم من المنعم، أو من الرحيم، ونحو هذا.
وقوله: تلك يتقدر موضعها بحسب كل قول من الأقوال في الحروف، فمن جعل "طسم" مثالا لحروف المعجم جاءت الإشارة بـ "تلك" إلى حروف المعجم، ومن قطعها قال: "تلك" في مواضع هذه، وساغ هذا من حيث لم تكن حاضرة عتيدة، بل هي أقوال تقتضي بعضها شيئا فشيئا، فسائغ أن يقال في الإشارة إليها: "تلك".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأصل أن "تلك" إشارة إلى ما غاب، و"هذه" إشارة إلى ما حضر، وقد تتداخل متى كان في الغيبة حصول وثقة به تقوم مقام الحضور، ومتى كان في الحضور بعد ما يقوم مقام الغيبة، فمن ذلك قوله تعالى: {وما تلك بيمينك يا موسى} لما كان موسى لا يرى ربه تعالى، فهو وعصاه في منزل غيب، فساغ ذلك. ومن النقيض قول المؤلف لكتاب: هذا كتاب، وما جرى هذا المجرى فتتبعه، ويشبه في آياتنا هذه أن تكون "تلك" بمنزلة: هذه آيات الكتاب المبين، ويشبه أن تكون متمكنة من حيث الآيات كلها وقت هذه المخاطبة لم تكن عتيدة). [المحرر الوجيز: 6/ 568-569]

تفسير قوله تعالى: {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"نتلوا" معناه: نقص ونتابع القصص، وخص المؤمنين في قوله تعالى: {لقوم يؤمنون} من حيث هم المنتفعون بذلك دون غيرهم). [المحرر الوجيز: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و علا في الأرض من علو الطغيان والتغلب. وقوله تعالى: {في الأرض} يريد أرض مصر وموضع ملكه، ومتى جاءت الأرض هكذا عامة فإنما يراد بها الأرض التي تشبه قصة القول المسوق; لأن الأنباء التي تعم الأرض كلها قليلة، والأكثر ما ذكرناه، و"الشيع": الفرق، وكان هذا القول من فرعون بأن جعل القبط ملوكا، وبني إسرائيل مستخدمين، وهم كانوا الطائفة المستضعفة، و"يذبح" مضعف للمبالغة والعبارة عن تكرار الفعل، وقال قتادة: كان هذا الفعل من فرعون لأنه قال له كهنته وعلماؤه: إن غلاما لبني إسرائيل يفسد ملكك، وقال السدي: رأى في ذلك رؤيا فأخذ بني إسرائيل بذبح الأطفال سنين، فرأى أنه يقطع نسلهم، فعاد يذبح عاما ويستحيي عاما، فولد هارون عليه السلام في عام الاستحياء، وولد موسى عليه السلام في عام الذبح، وقرأ جمهور القراء: "يذبح" بضم الياء وكسر الباء على التكثير، وقرأ أبو حيوة، وابن محيصن بفتح الياء والباء وسكون الذال. قال وهب بن منبه: بلغني أن فرعون ذبح في هذه المحاولة سبعين ألفا من الأطفال، وقال النقاش: جميع ما قتل ستة عشر طفلا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
طمع بجهله أن يرد القدر، وأين هذا المنزع من قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: إن يكنه فلن تقدر عليه يعني ابن صياد. وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 6/ 569-570]

تفسير قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين}.
المعنى: يستضعف فرعون، ونحن نريد أن ننعم ونعظم المنة على المستضعفين. و"الأئمة": ولاة الأمور. قال قتادة: ونجعلهم الوارثين يريد: أرض مصر والشام). [المحرر الوجيز: 6/ 570]

تفسير قوله تعالى: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الأعمش: "ولنمكن" بلام، وقرأ الجمهور: "ونري فرعون" بضم النون وكسر الراء وفتح الياء ونصب "فرعون"، وقرأ حمزة، والكسائي، وابن مسعود: "ويرى" بالياء وفتح الراء وسكون الياء على الفعل الماضي وإسناد الفعل إلى فرعون ومن بعده، والمعنى: ويقع فرعون وقومه وجنوده فيما خافوه وحذروه من جهة بني إسرائيل وظهورهم. وهامان هو وزير فرعون وأكبر رجاله، فذكر لمحله من الكفر ولنباهته في قومه، فله في هذا الموضع صغار ولعنة لا شرف). [المحرر الوجيز: 6/ 570]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 06:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 06:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {طسم (1) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {طسم (1) تلك آيات الكتاب المبين (2) نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون (3) إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفةً منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنّه كان من المفسدين (4) ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين (5) ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون (6) }
قد تقدّم الكلام على الحروف المقطّعة). [تفسير ابن كثير: 6/ 220]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تلك} أي: هذه {آيات الكتاب المبين} أي: الواضح الجليّ الكاشف عن حقائق الأمور، وعلم ما قد كان وما هو كائنٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 220]

تفسير قوله تعالى: {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون} كما قال تعالى: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} [يوسف: 3] أي: نذكر لك الأمر على ما كان عليه، كأنّك تشاهد وكأنّك حاضرٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 220]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {إنّ فرعون علا في الأرض} أي: تكبّر وتجبّر وطغى. {وجعل أهلها شيعًا} أي: أصنافًا، قد صرّف كلّ صنفٍ فيما يريد من أمور دولته.
وقوله: {يستضعف طائفةً منهم} يعني: بني إسرائيل. وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم. هذا وقد سلّط عليهم هذا الملك الجبّار العنيد يستعملهم في أخسّ الأعمال، ويكدّهم ليلًا ونهارًا في أشغاله وأشغال رعيّته، ويقتل مع هذا أبناءهم، ويستحيي نساءهم، إهانةً لهم واحتقارًا، وخوفًا من أن يوجد منهم الغلام الّذي كان قد تخوّف هو وأهل مملكته من أن يوجد منهم غلام، يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه. وكانت القبط قد تلقّوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل، حين ورد الدّيار المصريّة، وجرى له مع جبّارها ما جرى، حين أخذ سارّة ليتّخذها جاريةً، فصانها اللّه منه، ومنعه منها بقدرته وسلطانه. فبشّر إبراهيم عليه السّلام ولده أنّه سيولد من صلبه وذرّيّته من يكون هلاك ملك مصر على يديه، فكانت القبط تتحدّث بهذا عند فرعون، فاحترز فرعون من ذلك، وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل، ولن ينفع حذرٌ من قدرٍ؛ لأنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر، ولكلّ أجلٍ كتابٌ؛ ولهذا قال: {ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين. ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}. وقد فعل تعالى ذلك بهم، كما قال: {وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها وتمّت كلمة ربّك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} [الأعراف: 137] وقال: {كذلك وأورثناها بني إسرائيل} [الشّعراء: 59]، أراد فرعون بحوله وقوّته أن ينجو من موسى، فما نفعه ذلك مع قدر الملك العظيم الّذي لا يخالف أمره القدريّ، بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بأن يكون إهلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الّذي احترزت من وجوده، وقتلت بسببه ألوفًا من الولدان إنّما منشؤه ومربّاه على فراشك، وفي دارك، وغذاؤه من طعامك، وأنت تربّيه وتدلّله وتتفدّاه، وحتفك، وهلاكك وهلاك جنودك على يديه، لتعلم أنّ ربّ السّموات العلا هو القادر الغالب العظيم، العزيز القويّ الشّديد المحال، الّذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن). [تفسير ابن كثير: 6/ 220-221]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة