التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا} [النمل: 45] كان أخاهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{أن اعبدوا اللّه} [النمل: 45]، يعني: وحّدوا اللّه، تفسير السّدّيّ.
{فإذا هم فريقان يختصمون} [النمل: 45] قال قتادة: والقوم بين مصدّقٍ ومكذّبٍ، مصدّقٌ بالحقّ ونازلٌ عنده، ومكذّبٌ بالحقّ وتاركه، في ذلك كانت خصومة القوم، في تفسير سعيدٍ عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/550]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فريقان يختصمون...}
ومعنى {يختصمون}: مختلفون: مؤمن , ومكذّب). [معاني القرآن: 2/295]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا اللّه فإذا هم فريقان يختصمون}
أي : فإذا قوم صالح فريقان: مؤمن , وكافر يختصمون , فيقول كل فريق منهم الحق معي، وطلبت الفرقة الكافرة على تصديق صالح العذاب، فقال: {قال يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة لولا تستغفرون اللّه لعلّكم ترحمون } ). [معاني القرآن: 4/122-123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإذا هم فريقان يختصمون}
قال مجاهد : أي: مؤمن , وكافر , قال: والخصومة قولهم: {قالوا أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه}، فهذه الخصومة , وقيل : تقول كل فرقة نحن على الحق.).[معاني القرآن: 5/139-140]
تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة} [النمل: 46] والسّيّئة العذاب لقولهم: {ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين} [الأعراف: 77] والحسنة الرّحمة.
وقال مجاهدٌ: العذاب قبل العافية.
وقال السّدّيّ: {بالسّيّئة} [النمل: 46]، يعني: العذاب في الدّنيا {قبل الحسنة} [النمل: 46]، يعني: قبل العافية، وهو نحوٌ واحدٌ.
قال: {لولا} [النمل: 46] هلا.
{تستغفرون اللّه} [النمل: 46] من شرككم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/550]
{لعلّكم ترحمون {46}). [تفسير القرآن العظيم: 2/551]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة لولا تستغفرون اللّه لعلّكم ترحمون}
أي: لم قلتم إن كان ما أتيت به حقاً, فأتنا بالعذاب.
{لولا تستغفرون اللّه لعلّكم ترحمون}: أي : هلّا تستغفرون اللّه). [معاني القرآن: 4/123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة}
قال مجاهد : أي : بالعذاب قبل الرحمة .
قال أبو جعفر : وفي الكلام حذف, والمعنى : والله أعلم فاستعجلت الفرقة الكافرة بالعذاب , فقال لهم صالح: {لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله}:
أي : هلا تستغفرون الله.). [معاني القرآن: 5/140]
تفسير قوله تعالى:{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا اطّيّرنا بك وبمن معك} [النمل: 47] قالوا: ما أصابنا من سوءٍ فهو من قبلك ومن قبل من معك، في تفسير قتادة.
وقال الحسن: كان قد أصابهم جوعٌ، فقالوا: بشؤمك وبشؤم الّذين معك أصابنا هذا، وهي الطّيرة.
{قال طائركم عند اللّه} [النمل: 47] قال قتادة: عملكم عند اللّه.
{بل أنتم قومٌ تفتنون} [النمل: 47]، أي: تبتلون، تختبرون بطاعة اللّه ومعصيته في تفسير قتادة.
وقال الحسن: {بل أنتم قومٌ تفتنون} [النمل: 47] عن دينكم، أي: تصرفون عن دينكم الّذي أمركم اللّه به، يعني: الإسلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/551]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال طائركم عند اللّه...}
يقول: في اللوح المحفوظ عند الله، تشاءمون بي، وتطيّرون بي، وذلك كلّه من عند الله، وهو بمنزلة قوله: {قالوا طائركم معكم}أي: لازم لكم ما كان من خيرٍ أو شرٍّ، فهو في رقابكم لازم,وقد بيّنه في قوله: {وكلّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه} ). [معاني القرآن: 2/295]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا اطّيّرنا بك وبمن مّعك قال طائركم عند اللّه بل أنتم قومٌ تفتنون}
وقال: {قالوا اطّيّرنا بك}، فادغم التاء في الطاء، لأنها من مخرجها، وإذا استأنفت قلت: "اطّيّرنا".). [معاني القرآن: 3/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (قالوا: {اطّيّرنا بك وبمن معك}: أي: تطيّرنا، وتشاءمنا بك، فأدغم التاء في الطاء، وأثبت الألف: ليسلم السكون لما بعدها.
قال: {طائركم عند اللّه}: أي : ليس ذلك مني، وإنّما هو من اللّه.
{بل أنتم قومٌ تفتنون}: أي: تبتلون.). [تفسير غريب القرآن: 325-326]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قالوا اطّيّرنا بك وبمن معك قال طائركم عند اللّه بل أنتم قوم تفتنون}
الأصل : تطيرنا، فأدغمت التاء في الطاء، واجتلبت الألف لسكون الطاء، فإذا ابتدأت، قلت: اطيرنا بك، وإذا وصلت لم تذكر الألف, وتسقط لأنها ألف وصل.
{قال طائركم عند اللّه}:أي: ما أصابكم من خير أو شرّ فمن اللّه.
{بل أنتم قوم تفتنون}:أي: تختبرون، ويجوز تفتنون من الفتنة، أي: تطيركم فتنة.). [معاني القرآن: 4/123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا اطيرنا بك وبمن معك}
قال مجاهد : اطيرنا : أي : تشاءمنا , وقوله جل وعز: {قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون}
قال الضحاك: أي : الأمر الذي أصابكم عند الله , أي : الأمر لله أصابكم به بما قدمت أيديكم .
وقيل : ما تطيرتم به : عقوبته عند الله تلحقكم .
وقيل: طائركم : ما يطير لكم , بل أنتم قوم تفتنون , أي: تختبرون.). [معاني القرآن: 5/140-141]
تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون}
وقال: {تسعة رهطٍ}, فجمع,وليس لهم واحد من لفظهم مثل "ذودٍ".). [معاني القرآن: 3/21]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون }: هؤلاء عتاة قوم صالح). [معاني القرآن: 4/123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}
قال جعفر بن سليمان : تلا مالك بن دينار هذه الآية , فقال : كم في كل حي وقبيلة ممن يفسد !.
وقال عطاء بن أبي رباح : بلغني أنهم كانوا يقرضون الدراهم.). [معاني القرآن: 5/141]
تفسير قوله تعالى:{قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا تقاسموا باللّه} [النمل: 49] تحالفوا باللّه، تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه، يقوله بعضهم لبعضٍ.
{لنبيّتنّه وأهله} [النمل: 49] عن أبيه، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: تسعة رهطٍ من قوم صالحٍ تقاسموا باللّه لنبيّتنّ صالحًا وأهله.
قال الحسن: أهله، أمّته الّذين على دينه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/551]
قال قتادة: تواثقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه.
قال قتادة: ذكر لنا أنّهم بينما هم معاينون إلى صالحٍ ليفتكوا به، إذ بعث اللّه عليهم صخرةً فأهمدتهم.
قوله عزّ وجلّ: {ثمّ لنقولنّ لوليّه} [النمل: 49] قال قتادة: أي: لرهطه.
{ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون} [النمل: 49] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/552]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالوا تقاسموا باللّه...}
وهي في قراءة عبد الله:{تقاسموا بالله} ليس فيها {قالوا}، وقوله: {لنبيّتنّه} التاء , والنون , والياء كلّ قد قرئ به، فمن قال: {تقاسموا}، فجعل {تقاسموا} خبراً فكأنه قال: متقاسمين {لنبيّتنّه} بالنون، ثم يجوز الياء على هذا المعنى فتقول: قالوا {ليبيتنّه} بالياء، كما تقول: لنقومنّ وليقومنّ وليقومن, ومن قال: تقاسموا، فجعلها في موضع جزمٍ، فكأنه قال: تحالفوا، وأقسموا لتبيّتنه بالتاء، والنون، تجوز من هذا الوجه ؛ لأن الذي قال لهم تقاسموا معهم في الفعل داخل، وإن كان قد أمرهم؛ ألا ترى أنك تقول: قوموا نذهب إلى فلان، لأنه أمرهم، وهو معهم في الفعل، فالنون أعجب الوجوه إليّ، وإنّ الكسائيّ يقرأ بالتاء، والعوامّ على النون، وهي في قراءة عبد الله: {تقاسموا} ثم {لنقسمن ما شهدنا مهلك أهله}، وقد قال الله : {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} لأنهم دعوهم ليفعلوا جميعاً ما دعوا إليه, وقرأها أهل المدينة,وعاصم,والحسن بالنون، وأصحاب عبد الله بالتّاء.
...حدثني سفيان ابن عيينة,عن حميد الأعرج, عن مجاهد أنه قرأ {ليبيّتنّه}بالياء). [معاني القرآن: 2/296]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { قالوا تقاسموا بالله}:أي تحالفوا ,هو من القسم.). [مجاز القرآن: 2/95]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({تقاسموا باللّه} : أي تحالفوا باللّه: {لنبيّتنّه وأهله} أي: لنهلكنهم ليلا، {ثمّ لنقولنّ لوليّه ما شهدنا مهلك أهله}: مهلكهم،{وإنّا لصادقون}أي: لنقولن له ذلك، وإنا لصادقون.).[تفسير غريب القرآن: 326]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({قالوا تقاسموا باللّه لنبيّتنّه وأهله ثمّ لنقولنّ لوليّه ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون}
وتجوز لتبيّتنّه، ويجوز ليبيّتنّه وأهله بالياء، فيها ثلاثة أوجه:فمن قرأ بالنون قرأ {ثم لنقولنّ} لوليّه، ممن قرأ (لتبيّتنّه) بالتاء قرأ " ثمّ لتقولن " ومن قرأ " ليبيّتنّه " بالياء قرأ " ثم ليقولنّ " لوليّه.
من قرأ بالنون فكأنهم قالوا: احلفوا لنبيتنه وأهله، ومن قرأ بالتاء فكأنّهم قالوا احلفوا لتبيتنه، فكأنه أخرج نفسه في اللفظ.
والنون أجود في القراءة، ويجوز أن يكون قد أدخل نفسه في التاء لأنه إذا قال تقاسموا، فقد قال تحالفوا ولا يخرج نفسه من التحالف، ومن قرأ :قالوا تقاسموا باللّه ليبيتنّه، فالمعنى :قالوا
ليبيتنه متقاسمين، فكان هؤلاء النفر تحالفوا أن يبيتوا صالحا ويقتلوه وأهله في بياتهم، ثم ينكرون عند أولياء صالح أنهم شهدوا مهلكه ومهلك أهله، ويحلفون أنهم لصادقون, فهذا مكر عزموا عليه). [معاني القرآن: 4/123-124]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله}
قال قتادة : تحالفوا على أن يفتكوا بصالح ليلاً, فمروا يتعانقون , أي: يسرعون , فأرسل الله عليهم صخرة , فأهلكتهم .
قال مجاهد: تقاسموا على أن يأتوا صالحاً ليلاً, فأهلكوا وهلك قومهم أجمعون.). [معاني القرآن: 5/141-142]
تفسير قوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه عزّ وجلّ: {ومكروا مكرًا} [النمل: 50] قال قتادة: الّذي أرادوا بصالحٍ.
{ومكرنا مكرًا} [النمل: 50]، أي: أن رماهم بالصّخرة فأهمدتهم.
قال: {وهم لا يشعرون} [النمل: 50] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/552]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قال اللّه - عزّ وجلّ: {ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون}
فمضوا لبغيتهم , فأرسل اللّه عليهم صخرة فدمغتهم، وأرسل على باقي قومهم ما قتلهم به.). [معاني القرآن: 4/124]
تفسير قوله تعالى:{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم} [النمل: 51] بالصّخرة.
{وقومهم أجمعين} [النمل: 51] بعد ذلك بالصّيحة). [تفسير القرآن العظيم: 2/552]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم...}
تقرأ بالكسر على الاستئناف مثل قوله: {فلينظر الإنسان إلى طعامه أنّا صببنا الماء} يستأنف , وهو يفسّر به ما قبله , وإن ردّه على إعراب ما قبله , قال: (أنّا) بالفتح , فتكون (أنّا) في موضع رفع، تجعلها تابعة للعاقبة, وإن شئت جعلتها نصباً من جهتين: إحداهما أن تردّها في موضع (كيف) , والأخرى أن تكرّ (كان) كأنّك قلت: كان عاقبة مكرهم تدميرنا إيّاهم, وإن شئت جعلتها كلمةً واحدةً , فجعلت (أنّا) في موضع نصبٍ , كأنك قلت: فانظر كيف كان عاقبة مكرهم , تدميرنا إياهم.). [معاني القرآن: 2/296]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم وقومهم أجمعين}
يقرأ : {إنّا دمّرناهم}- بكسر إن وبفتحها - , فمن قرأ بالكسر رفع العاقبة لا غير، المعنى: فانظر , أي شيء كان عاقبة مكرهم، ثم فسّرها فقال: إنّا دمّرناهم، فدل على أن العاقبة الدمار.
ومن قرأ : {أنّا دمّرناهم}- بالفتح - رفع العاقبة وإن شاء نصبها، والرفع أجود على معنى : فانظر كيف كان عاقبة أمرهم، وأضمر العاقبة,
{أنا دمرناهم}: فيكون (أنّا) في موضع رفع على هذا التفسير، ويجوز أن تكون أنا في موضع نصب، على معنى : فانظر كيف كان عاقبة مكرهم لأنّا دمّرناهم، ويجوز أن تكون
{أنّا دمّرناهم} خبر , كان المعنى: فانظر كيف كان عاقبة مكرهم الدّمار، ويجوز أن يكون اسم كان , {أنّا دمّرناهم} و{عاقبة أمرهم} منصوبة.
المعنى : فانظر كيف كان الدمار عاقبة مكرهم، وكيف في موضع نصب في جميع هذه الأقوال - ونصبها - إذا جعلت العاقبة اسم كان. وكيف الخبر لأنها في موضع خبر كان، فإذا جعلت اسم كان , وخبرها ما بعدها , فهي منصوبة على الظرف، وعمل فيها جملة الكلام كما تقول: كيف كان زيد، وكيف كان زيد قائماً.). [معاني القرآن: 4/124-125]
تفسير قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فتلك بيوتهم} [النمل: 52]، يعني: بالحجر.
{خاويةً} [النمل: 52] ليس فيها أحدٌ.
{بما ظلموا إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يعلمون} [النمل: 52] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/552]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إنّ في ذلك لآية لقوم يعلمون}
أكثر القراء نصب {خاوية} على الحال، المعنى : فانظر إلى بيوتهم خاوية بما ظلموا, ورفعها من أربعة أوجه قد بيّنّاها فيمن قرأ : {وهذا بعلي شيخ} ). [معاني القرآن: 4/125]
تفسير قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأنجينا الّذين آمنوا} [النمل: 53] صالحًا والّذين آمنوا معه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/552]
{وكانوا يتّقون} [النمل: 53]
- عن أبيه، قال: وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن عبد اللّه بن دينارٍ، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذّبين، يعني: أصحاب الحجر، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين، فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم ".
قال يحيى: أي: لا يصيبكم مثل ما أصابهم.
- قال: وحدّثني أبو الأشهب عن أبي نضرة، قال: كان رسول اللّه عليه السّلام في غزوة تبوك، فأتى على وادي ثمود وهو على فرسٍ شقراء، فقال: «أسرعوا السّير فإنّكم في وادٍ ملعونٍ»). [تفسير القرآن العظيم: 2/553]