التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى:{طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {طس تلك آيات القرءان وكتابٍ مبينٍ} [النمل: 1] قد فسّرناه في السّورة الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/532]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {تلك آيات القرآن وكتابٍ مّبينٍ...}: خفض، {وكتابٍ مبين} يريد: وآيات كتاب مبين، ولو قرئ : {وكتابٌ مبينٌ} بالردّ على الآيات يريد: وذلك كتاب مبين، ولو كان نصباً على المدح، كما يقال: مررت على رجل جميلٍ وطويلاً شرمحاً، فهذا وجه، والمدح مثل قوله:
إلى الملك القرم وابن الهمام = وليث الكتيبة في المزدحم
والمدح تنصب معرفته ونكرته ). [معاني القرآن: 2/285-286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار المعنى بلفظين مختلفين، فلإشباع المعنى والاتساع في الألفاظ.
وذلك كقول القائل: آمرك بالوفاء، وأنهاك عن الغدر. والأمر بالوفاء هو النّهي عن الغدر. و: آمركم بالتّواصل، وأنهاكم عن التّقاطع. والأمر بالتواصل هو النهي عن التّقاطع.
وكقوله سبحانه: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}. والنخل والرّمان من الفاكهة، فأفردهما عن الجملة التي أدخلهما فيها، لفضلهما وحسن موقعهما.
وقوله سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وهي منها، فأفردها بالذّكر ترغيبا فيها، وتشديدا لأمرها، كما تقول: إيتني كل يوم، ويوم الجمعة خاصّة).
[تأويل مشكل القرآن: 240] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين}
قال ابن عباس : {طس} : اسم من أسماء الله تعالى أقسم به.
وقال قتادة : إنه اسم من أسماء القرآن.). [معاني القرآن: 4/107]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تلك آيات القرآن وكتاب مبين}
معنى {تلك}: أنهم كانوا وعدوا بالقرآن في كتبهم، فقيل لهم هذه {تلك } لآيات، التي وعدتم بها، وقد فسرنا ما في هذا في أول سورة البقرة
و {كتاب} مخفوض على معنى : تلك آيات القرآن آيات كتاب مبين.
ويجوز : {وكتاب مبين}: ولا أعلم أحدا قرأ بها، ويكون المعنى: تلك آيات القرآن , وذلك كتاب مبين.). [معاني القرآن: 4/107]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين}
تلك: أي: هذه آيات القرآن الذي كنتم توعدون به .
{وكتاب مبين}:أي :وآيات كتاب مبين.). [معاني القرآن: 5/113]
تفسير قوله تعالى: {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هدًى} [النمل: 2] يهتدون به، بالقرآن إلى الجنّة.
{وبشرى للمؤمنين} [النمل: 2] بالجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/532]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هدًى وبشرى...}
رفع، وإن شئت نصبت, النّصب على القطع، والرفع على الاستئناف, ومثله في البقرة: {هدًى للمتّقين} .
في لقمان: {هدىً ورحمةً للمحسنين} مثله ).[معاني القرآن: 2/286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هدى وبشرى للمؤمنين}
يجوز أن يكون {هدى}في موضع نصب على الحال، المعنى: تلك آيات الكتاب هادية، ومبشرة.
ويجوز أن يكون في موضع رفع من جهتين: إحداهما : على إضمار : هو هدى وبشرى، وإن شئت على البدل من آيات على معنى : تلك هدى وبشرى، وإن شئت على البدل من آيات، على معنى : تلك هدى وبشرى.
وفي الرفع وجه ثالث حسن، على أن يكون خبرا بعد خبر، وهما جميعا خبر لـ تلك : على معنى قولهم: هو حلو حامض، أي: قد جمع الطعمين، فيكون خبر تلك آيات، وخبرها هدى وبشرى، فتجمع أنها آيات، وأنها هادية مبشّرة ). [معاني القرآن: 4/107-108]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الّذين يقيمون الصّلاة} [النمل: 3] الصّلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها، وركوعها، وسجودها.
قوله عزّ وجلّ {ويؤتون الزّكاة} [النمل: 3] المفروضة.
{وهم بالآخرة هم يوقنون} [النمل: 3] يصدّقون). [تفسير القرآن العظيم: 2/532]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة زيّنّا لهم أعمالهم فهم يعمهون} [النمل: 4] قال قتادة: في ضلالتهم يلعبون.
[تفسير القرآن العظيم: 2/532]
وقال السّدّيّ: في ضلالتهم يعمهون، يتردّدون.
وقال الحسن: يتمادون). [تفسير القرآن العظيم: 2/533]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ جل:{إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة زيّنّا لهم أعمالهم فهم يعمهون}
أي : جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زيّنا لهم ما هم فيه.
{فهم يعمهون}: أي: يتحيرون، قال العجاج:
= أعمى الهدى بالجاهلين العمّه). [معاني القرآن: 4/108]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم}
قال أبو إسحاق : أي: جعلنا جزاءهم على الكفر هذا .
وقيل: أي: زينا لهم الطاعة والإيمان ؛ لأنهما من أعمال الخلق.
ثم قال جل وعز: {فهم يعمهون}روى ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال : فهم يترددون في الضلالة.). [معاني القرآن: 5/113-114]
تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولئك الّذين لهم سوء العذاب} [النمل: 5] شدّة العذاب.
{وهم في الآخرة هم الأخسرون} [النمل: 5] خسروا أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النّار وخسروا الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: