العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الشعراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 08:48 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة الشعراء [ من الآية (18) إلى الآية (28) ]

{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) }


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ألم نربك فينا وليدا قال التقطه آل فرعون فربوه حتى كان رجلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/73]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين (18) وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين}.
وفي هذا الكلام محذوفٌ استغنى بدلالة ما ظهر عليه منه، وهو: فأتيا فرعون فأبلغاه رسالة ربّهما إليه، فقال فرعون: ألم نربّك فينا يا موسى وليدًا، ولبثت فينا من عمرك سنين؟ وذلك مكثه عنده قبل قتل القتيل الّذي قتله من القبط). [جامع البيان: 17/554-555]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال: ألم نربّك فينا وليدًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ألم نربّك فينا وليدًا قال: التقطه آل فرعون فربّي فيهم وليدًا حتّى كان رجلا
قوله تعالى: ولبثت فينا من عمرك سنين (18) وفعلت فعلتك الّتي فعلت
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وفعلت فعلتك الّتي فعلت قتل النّفس أيضًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وفعلت فعلتك الّتي فعلت يقول قتل النّفس الّتي قتلت قوله: وأنت من الكافرين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين معنا على ديننا الّذي تعيب
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني عطا، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين قال: منّ فرعون على موسى حين ربّاه يقول كفرت نعمتي
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فلمّا وقف على فرعون قال إنّي رسول ربّ العالمين فعرّفه فرعون قال: ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين أي لإحساني إليك وفضلي عليك، ولم تشكر نعمتي ولا صنيعي، ثمّ قتلت رجلا من شيعتي.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين قال: ربّيناك فينا وليدًا فهذا الّذي كافأتنا أن قتلت منّا نفسًا، وكفرت نعمتنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2753-2754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس، وفي قوله {ألم نربك فينا وليدا} قال: التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتلت النفس التي قتلت {وأنت من الكافرين} قال: فتبرأ من ذلك نبي الله قال: {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين، قال: وهي في بعض القراءة {إذا وأنا من الضالين} فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده). [الدر المنثور: 11/240-241] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وفعلت فعلتك الّتي فعلت} يعني: قتله النّفس الّتي قتل من القبط.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين (19) قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين}. قال: قتل النّفس.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وإنّما قيل {وفعلت فعلتك} لأنّها مرّةً واحدةً، ولا يجوز كسر الفاء إذا أريد بها هذا المعنى.
وذكر عن الشّعبيّ أنّه قرأ ذلك: (وفعلت فعلتك) بكسر الفاء، وهي قراءةٌ لقراءة القرّاء من أهل الأمصار مخالفةٌ.
وقوله: {وأنت من الكافرين} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: وأنت من الكافرين باللّه على ديننا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين} يعني على ديننا هذا الّذي تعيب.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأنت من الكافرين نعمتنا عليك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين} قال: ربّيناك فينا وليدًا، فهذا الّذي كافأتنا أن قتلت منّا نفسًا، وكفرت نعمتنا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {وأنت من الكافرين} يقول: كافرًا للنّعمة، لأنّ فرعون لم يكن يعلم ما الكفر.
قال أبو جعفرٍ: وهذا القول الّذي قاله ابن زيدٍ أشبه بتأويل الآية، لأنّ فرعون لم يكن مقرًّا للّه بالرّبوبيّة، وإنّما كان يزعم أنّه هو الرّبّ، فغير جائزٍ أن يقول لموسى، إن كان موسى كان عنده على دينه يوم قتل القتيل على ما قاله السّدّيّ: فعلت الفعلة وأنت من الكافرين، الإيمان عنده: هو دينه الّذي كان عليه موسى عنده، إلاّ أن يقول قائلٌ: إنّما أراد: وأنت من الكافرين يومئذٍ يا موسى، على قولك اليوم، فيكون ذلك وجهًا يتوجّه.
فتأويل الكلام إذن: وقتلت الّذي قتلت منّا وأنت من الكافرين نعمتنا عليك، وإحساننا إليك في قتلك إيّاه.
وقد قيل: معنى ذلك: وأنت الآن من الكافرين لنعمتي عليك، وتربيتي إيّاك). [جامع البيان: 17/555-557]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولبثت فينا من عمرك سنين (18) وفعلت فعلتك الّتي فعلت
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وفعلت فعلتك الّتي فعلت قتل النّفس أيضًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وفعلت فعلتك الّتي فعلت يقول قتل النّفس الّتي قتلت قوله: وأنت من الكافرين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين معنا على ديننا الّذي تعيب
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني عطا، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين قال: منّ فرعون على موسى حين ربّاه يقول كفرت نعمتي
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فلمّا وقف على فرعون قال إنّي رسول ربّ العالمين فعرّفه فرعون قال: ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين أي لإحساني إليك وفضلي عليك، ولم تشكر نعمتي ولا صنيعي، ثمّ قتلت رجلا من شيعتي.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين قال: ربّيناك فينا وليدًا فهذا الّذي كافأتنا أن قتلت منّا نفسًا، وكفرت نعمتنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2753-2754] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وفعلت فعلتك التي فعلت يعني به قتل النفس). [تفسير مجاهد: 459-460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتل النفس أيضا، وفي قوله {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين). [الدر المنثور: 11/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس، وفي قوله {ألم نربك فينا وليدا} قال: التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتلت النفس التي قتلت {وأنت من الكافرين} قال: فتبرأ من ذلك نبي الله قال: {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين، قال: وهي في بعض القراءة {إذا وأنا من الضالين} فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده). [الدر المنثور: 11/240-241] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} قال: من فرعون على موسى حين رباه، يقول: كفرت نعمتي). [الدر المنثور: 11/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} قال: للنعمة، ان فرعون لم يكن يعلم ما الكفر وفي قوله {قال فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين). [الدر المنثور: 11/241]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وأنا من الضالين قال من الجاهلين جهله نبي الله ولم يتعمده). [تفسير عبد الرزاق: 2/73]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين (20) ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكمًا وجعلني من المرسلين}.
يقول تعالى ذكره: قال موسى لفرعون: فعلت تلك الفعلة الّتي فعلت، أي قتلت تلك النّفس الّتي قتلت إذن وأنا من الضّالّين. يقول: وأنا من الجاهلين قبل أن يأتيني من اللّه وحي بتحريم قتله عليّ.
والعرب تضع من الضّلال موضع الجهل، والجهل موضع الضّلال، فتقول: قد جهل فلانٌ الطّريق وضلّ الطّريق، بمعنًى واحدٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأنا من الضّالّين} قال: من الجاهلين.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
قال ابن جريجٍ: وفي قراءة ابن مسعودٍ: (وأنا من الجاهلين).
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة: {وأنا من الضّالّين} قال: من الجاهلين.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وأنت من الكافرين} فقال موسى: لم أكفر، ولكن فعلتها وأنا من الضّالّين. وفي حرف ابن مسعودٍ: فعلتها إذًا وأنا من الجاهلين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين} قبل أن يأتيني من اللّه شيءٌ كان قتلي إيّاه ضلالةً خطأً. قال: والضّلالة ههنا الخطأ، لم يقل ضلالةً فيما بينه وبين اللّه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين} يقول: وأنا من الجاهلين). [جامع البيان: 17/557-558]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين (20)
قوله: قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وأنا من الضّالّين قال: من الجاهلين وروي، عن ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبيرٍ والثّوريّ مثل ذلك.
- أخبرنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وأنا من الضّالّين أي من الجاهلين قال وفي بعض القراءات فعلتها إذا او انا من الجاهلين فإنّما هو شيءٌ جهل فيه نبيّ اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم- ولم يتعمّده.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين أي خطأٌ لا أريد ذلك.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين قبل أن يأتيني من اللّه شيءٌ كان قتلي إيّاه ضلالةً وخطأً قال: والضّلالة هاهنا الخطأ ولم يقل ضلالةً فيما بينه وبين اللّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2754-2755]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإنا من الضالين قال يعني من الجاهلين). [تفسير مجاهد: 459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتل النفس أيضا، وفي قوله {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين). [الدر المنثور: 11/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس، وفي قوله {ألم نربك فينا وليدا} قال: التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتلت النفس التي قتلت {وأنت من الكافرين} قال: فتبرأ من ذلك نبي الله قال: {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين، قال: وهي في بعض القراءة {إذا وأنا من الضالين} فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده). [الدر المنثور: 11/240-241] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} قال: للنعمة، ان فرعون لم يكن يعلم ما الكفر وفي قوله {قال فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين). [الدر المنثور: 11/241] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج قال في قراءة ابن مسعود (فعلتها اذن وأنا من الجاهلين) ). [الدر المنثور: 11/241]

تفسير قوله تعالى: (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {ففررت منكم لمّا خفتكم} الآية يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل موسى لفرعون: {ففررت منكم} معشر الملأ من قوم فرعون {لمّا خفتكم} أن تقتلوني بقتلي القتيل منكم. {فوهب لي ربّي حكمًا} يقول: فوهب لي ربّي نبوّةً وهي الحكم.
- كما حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فوهب لي ربّي حكمًا} والحكم: النّبوّة.
وقوله: {وجعلني من المرسلين} يقول: وألحقني بعداد من أرسله إلى خلقه، مبلّغًا عنه رسالته إليهم بإرساله إيّاي إليك يا فرعون). [جامع البيان: 17/559]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكمًا وجعلني من المرسلين (21)
قوله: ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكمًا وجعلني من المرسلين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكمًا والحكم النّبوّة وجعلني من المرسلين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2755]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فوهب لي ربي حكما} قال: النبوة). [الدر المنثور: 11/241-242]

تفسير قوله تعالى: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وتلك نعمة تمنها على قال يقول موسى لفرعون أتمن علي أن اتخذت أنت بني إسرائيل عبيدا). [تفسير عبد الرزاق: 2/74]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل (22) قال فرعون وما ربّ العالمين (23) قال ربّ السّموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل نبيّه موسى صلّى اللّه عليه وسلّم لفرعون {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ}.
يعني بقوله: وتلك تربية فرعون إيّاه، يقول: وتربيتك إيّاي، وتركك استعبادي كما استعبدت بني إسرائيل نعمةٌ منك تمنّها عليّ بحقٍّ.
وفي الكلام محذوفٌ استغنى بدلالة ما ذكر عليه عنه، وهو: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل وتركتني، فلم تستعبدني، فترك ذكر وتركتني لدلالة قوله {أن عبّدت بني إسرائيل} عليه، والعرب تفعل ذلك اختصارًا للكلام، ونظير ذلك في الكلام أن يستحقّ رجلان من ذي سلطانٍ عقوبةً، فيعاقب أحدهما، ويعفو عن الآخر، فيقول المعفوّ عنه هذه نعمةٌ عليّ من الأمير أن عاقب فلانًا، وتركني، ثمّ حذف وتركني لدلالة الكلام عليه.
ولـ (أنّ) في قوله: {أن عبّدت بني إسرائيل} وجهان:
أحدهما: النّصب، لتعلّق {تمنّها} بها، وإذا كانت نصبًا كان معنى الكلام: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ لتعبّدك بني إسرائيل.
والآخر: الرّفع على أنّها ردٌّ على النّعمة. وإذا كانت رفعًا كان معنى الكلام: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ تعبيدك بني إسرائيل.
ويعني بقوله: {أن عبّدت بني إسرائيل} أن اتّخذتهم عبيدًا لك. يقال منه: عبّدت العبيد وأعبدتهم، قال الشّاعر:
علام يعبدني قومي وقد كثرت = فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} قال: قهرتهم واستعملتهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: {تمنّ عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} قال: قهرت وغلبت واستعملت بني إسرائيل.
- حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} وربّيتني قبل وليدًا.
وقال آخرون: هذا استفهامٌ كان من موسى لفرعون، كأنّه قال: أتمنّ عليّ أن اتّخذت بني إسرائيل عبيدًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} قال: يقول موسى لفرعون: أتمنّ عليّ أن اتّخذت أنت بني إسرائيل عبيدًا.
واختلف أهل العربيّة في ذلك، فقال بعض نحويّي البصرة: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ، فيقال: هذا استفهامٌ كأنّه قال: أتمنّها عليّ؟ ثمّ فسّر فقال: {أن عبّدت بني إسرائيل} وجعله بدلاً من النّعمة.
وكان بعض أهل العربيّة ينكر هذا القول، ويقول: هو غلطٌ من قائله لا يجوز أن يكون همز الاستفهام يلقى وهو يطلب، فيكون الاستفهام كالخبر، قال: وقد استقبح ومعه أم، وهي دليلٌ على الاستفهام واستقبحوا:
تروح من الحيّ أم تبتكر = وماذا يضرّك لو تنتظر؟
قال: وقال بعضهم: هو أتروح من الحيّ وحذف الاستفهام أوّلاً اكتفاءً بـ (أم). وقال أكثرهم: بل الأوّل خبرٌ، والثّاني استفهامٌ، وكأنّ أم إذا جاءت بعد الكلام فهي الألف، فأمّا وليس معه أم، فلم يقله إنسانٌ.
وقال بعض نحويّي الكوفة في ذلك ما قلنا. وقال: معنى الكلام: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين لنعمتي: أي لنعمة تربيتي لك، فأجابه فقال: نعم هي نعمةٌ عليّ أن عبّدت النّاس ولم تستعبدني). [جامع البيان: 17/559-562]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: ثمّ أقبل عليه موسى ينكر عليه ما ذكر من يده عنده فقال: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ قال: يقول موسى لفرعون أتمنّ عليّ يا فرعون بأن اتّخذت من بني إسرائيل عبيدًا وكانوا أحرارًا فقهرتهم واتّخذتهم عبيدًا قوله: أن عبّدت بني إسرائيل.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: أن عبّدت بني إسرائيل فقهرتهم واستعملتهم
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق أن عبّدت بني إسرائيل أي أن اتّخذتهم عبيدًا تنزع أبنائهم من أيديهم، فتسترقّ من شئت، وتقتل من شئت، وإنّي إنّما صيّرني إليك لأبيّن لك ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2755-2756]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أن عبدت بني إسرائيل يعني قهرتهم واستعبدتهم واستعملتهم). [تفسير مجاهد: 460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل} قال: قهرتهم واستعملتهم). [الدر المنثور: 11/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وتلك نعمة تمنها علي} قال: يقول موسى لفرعون: أتمن علي يا فرعون بان اتخذت بني إسرائيل عبيدا وكانوا أحرارا فقهرتهم واتخذتهم عبيدا). [الدر المنثور: 11/242]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقول {قال فرعون وما ربّ العالمين} يقول: وأيّ شيءٍ ربّ العالمين؟). [جامع البيان: 17/562]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال فرعون وما ربّ العالمين (23)
قوله تعالى: قال فرعون وما ربّ العالمين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قال: فرعون وما ربّ العالمين،... قال: فمن ربّكما يا موسى قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فرعون وما ربّ العالمين قال: يستوصفه اللّه الّذي أرسله إليه أي ما إلهك هذا؟ وفي قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأولين أي وخلق آبائكم الأولين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قال فرعون وما رب العالمين} إلى قوله {إن كنتم تعقلون} قال: فلم يزده إلا رغما). [الدر المنثور: 11/242]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قال} موسى: هو {ربّ السّموات والأرض} ومالكهنّ {وما بينهما} يقول: ومالك ما بين السّموات والأرض من شيءٍ {إن كنتم موقنين} يقول: إن كنتم موقنين أنّ ما تعاينونه كما تعاينونه، فكذلك فأيقنوا أنّ ربّنا هو ربّ السّموات والأرض وما بينهما). [جامع البيان: 17/562]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال رب السماوات والأرض وما بينهما الآيه.
- حدثنا أبي عمر العدنيّ، ثنا سفيان، عن أبي سعيدٍ، عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ قوله: قال: فرعون وما ربّ العالمين قال ربّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين فلم يزده إلا رغمًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال لمن حوله ألا تستمعون (25) قال ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (26) قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ (27) قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون (28) قال لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين}.
يعني تعالى ذكره بقوله {قال لمن حوله ألا تستمعون} قال فرعون لمن حوله من قومه: ألا تستمعون لما يقول موسى، فأخبر موسى عليه السّلام القوم بالجواب عن مسألة فرعون إيّاه وقيله له {وما ربّ العالمين} ليفهم بذلك قوم فرعون مقالته لفرعون وجوابه إيّاه عمّا سأله، إذ قال لهم فرعون {ألا تستمعون} إلى قول موسى). [جامع البيان: 17/563]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال لمن حوله
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: لمن حوله من ملائه ألا تستمعون أي إنكارا لما قال أن ليس إلهًا غيري.
- وبه في قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين: أي وخلق آبائكم الأوّلين وخلقكم، من آبائكم.
- وبه في قوله: قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٍ قال فرعون: إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ أي ما هذا الكلام صحيحٌ أن يزعم أن لكم إليها غيري.
- وبه في قوله: قال: ربّ المشرق والمغرب: أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما أي خالق ما بينهما من الخلق قوله: إن كنتم تعقلون: أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: تعقلون يتفكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756-2757]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقال لهم: الّذي دعوته إليه وإلى عبادته {ربّكم} الّذي خلقكم {وربّ آبائكم الأوّلين} ). [جامع البيان: 17/563]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال لمن حوله
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: لمن حوله من ملائه ألا تستمعون أي إنكارا لما قال أن ليس إلهًا غيري.
- وبه في قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين: أي وخلق آبائكم الأوّلين وخلقكم، من آبائكم.
- وبه في قوله: قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٍ قال فرعون: إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ أي ما هذا الكلام صحيحٌ أن يزعم أن لكم إليها غيري.
- وبه في قوله: قال: ربّ المشرق والمغرب: أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما أي خالق ما بينهما من الخلق قوله: إن كنتم تعقلون: أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: تعقلون يتفكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756-2757] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقال فرعون لمّا قال لهم موسى ذلك، وأخبرهم عمّا يدعو إليه فرعون وقومه: {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ} يقول: إنّ رسولكم هذا الّذي يزعم أنّه أرسل إليكم لمغلوبٌ على عقله، لأنّه يقول قولاً لا نعرفه ولا نفهمه، وإنّما قال ذلك ونسب موسى عدوّ اللّه إلى الجنّة، لأنّه كان عنده وعند قومه أنّه لا ربّ غيره يعبد، وأنّ الّذي يدعوه إليه موسى باطلٌ ليست له حقيقةٌ، فقال موسى عند ذلك محتجًا عليهم، ومعرّفهم ربّهم بصفته وأدلّته، إذ كان عند قوم فرعون أنّ الّذي يعرفونه ربًّا لهم في ذلك الوقت هو فرعون، وأنّ الّذي يعرفونه لآبائهم أربابًا ملوكٌ أخر، كانوا قبل فرعون قد مضوا، فلم يكن عندهم أنّ موسى أخبرهم بشيءٍ له معنًى يفهمونه ولا يعقلونه، ولذلك قال لهم فرعون: إنّه مجنونٌ، لأنّ كلامه كان عندهم كلامًا لا يعقلون معناه: الّذي أدعوكم وفرعون إلى عبادته ربّ المشرق والمغرب {وما بينهما} ). [جامع البيان: 17/563-564]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال لمن حوله
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: لمن حوله من ملائه ألا تستمعون أي إنكارا لما قال أن ليس إلهًا غيري.
- وبه في قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين: أي وخلق آبائكم الأوّلين وخلقكم، من آبائكم.
- وبه في قوله: قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٍ قال فرعون: إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ أي ما هذا الكلام صحيحٌ أن يزعم أن لكم إليها غيري.
- وبه في قوله: قال: ربّ المشرق والمغرب: أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما أي خالق ما بينهما من الخلق قوله: إن كنتم تعقلون: أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: تعقلون يتفكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756-2757] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ربّ المشرق والمغرب {وما بينهما} يعني: ملك مشرق الشّمس ومغربها، وما بينهما من شيءٍ، لا إلى عبادة ملوك مصر الّذين كانوا ملوكها قبل فرعون لآبائكم فمضوا، ولا إلى عبادة فرعون الّذي هو اليوم ملكها. {إن كنتم تعقلون} يقول: إن كان لكم عقولٌ تعقلون بها ما يقال لكم، وتفهمون بها ما تسمعون ممّا تبيّن لكم. فلمّا أخبرهم عليه السّلام بالأمر الّذي علموا أنّه الحقّ الواضح، إذ كان فرعون ومن قبله من ملوك مصر لم يجاوز ملكهم عريش مصر، وتبيّن لفرعون ومن حوله من قومه أنّ الّذي يدعوهم موسى إلى عبادته، هو الملك الّذي يملك الملوك). [جامع البيان: 17/564]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال لمن حوله
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: لمن حوله من ملائه ألا تستمعون أي إنكارا لما قال أن ليس إلهًا غيري.
- وبه في قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين: أي وخلق آبائكم الأوّلين وخلقكم، من آبائكم.
- وبه في قوله: قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٍ قال فرعون: إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ أي ما هذا الكلام صحيحٌ أن يزعم أن لكم إليها غيري.
- وبه في قوله: قال: ربّ المشرق والمغرب: أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما أي خالق ما بينهما من الخلق قوله: إن كنتم تعقلون: أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: تعقلون يتفكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756-2757] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قال فرعون وما رب العالمين} إلى قوله {إن كنتم تعقلون} قال: فلم يزده إلا رغما). [الدر المنثور: 11/242] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 09:02 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

ضل إحداهما} ). [معاني القرآن: 5/71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}: أي من الناسين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]

تفسير قوله تعالى: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ففررت منكم} [الشعراء: 21] تفسير السّدّيّ، يعني: فهربت منكم.
{لمّا خفتكم} [الشعراء: 21]، يعني: حيث توجّه تلقاء مدين.
{فوهب لي ربّي حكمًا} [الشعراء: 21] النّبوّة.
{وجعلني من المرسلين} [الشعراء: 21] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فوهب لي ربّي حكماً...}
التوراة). [معاني القرآن: 2/279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكما وجعلني من المرسلين}
{فوهب لي ربّي حكما} يعنى : التوراة التي فيها حكم اللّه). [معاني القرآن: 4/86]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فوهب لي ربي حكما} قال السدي يعني : النبوة). [معاني القرآن: 5/71]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} [الشعراء: 22] لقول فرعون له: {وأنت من الكافرين} [الشعراء: 19] لنعمتنا.
{أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] موسى بقوله لفرعون، أراد إلا يسوّغ عدوّ اللّه ما
[تفسير القرآن العظيم: 2/499]
امتنّ به عليه، فقال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] فاتّخذت قومي عبيدًا وكانوا أحرارًا، وأخذت أموالهم، فأنفقت عليّ من أموالهم وربّيتني بها، فأنا أحقّ بأموال قومي منك.
وتفسير مجاهدٍ: {أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] قهرت، وعذّبت، واستعملت بني إسرائيل.
وقال قتادة: قال موسى لفرعون: أتمنّ عليّ يا فرعون بأن اتّخذت قومي عبيدًا وكانوا أحرارًا فقهرتهم؟ وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: قهرتهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدتّ...}

يقول: هي - لعمري - نعمة إذ ربّيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل. فأن تدلّ على ذلك. ومثله في الكلام أن تترك أحد عبديك أن تضربه وتضرب الآخر، فيقول المتروك هذه نعمة عليّ أن ضربت فلانا وتركتني. ثم يحذف (وتركتني) والمعنى قائم معروف. والعرب تقول: عبّدت العبيد وأعبدتهم.
أنشدني بعض العرب:
علام يعبدني قومي وقد كثرت= فيهم أبا عرما شاءوا وعبدان
وقد تكون (أن) رفعاً ونصباً. أمّا الرفع فعلى قولك وتلك نعمة تمنّها عليّ: تعبيدك بني إسرائيل والنصب: تمنّها عليّ لتعبيدك بني إسرائيل). [معاني القرآن: 2/279]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن عبّدت بني إسرائيل} أي اتخذتم عبيداً). [مجاز القرآن: 2/85]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدتّ بني إسرائيل} [معاني القرآن: 3/17]
وقال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} فيقال هذا استفهام كأنّه قال " أو تلك نعمةٌ تمنّها " ثم فسر فقال: {أن عبّدتّ بني إسرائيل} وجعله بدلاً من النعمة). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عبدت بني إسرائيل}: اتخذتهم عبيدا). [غريب القرآن وتفسيره: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {عبّدت بني إسرائيل}: اتّخذتهم عبيدا). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وتلك نعمة تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل}
أخرجه المفسرون على جهة الإنكار أن تكون تلك نعمة، كأنّه قال فأيّة نعمة لك عليّ في أن عبّدت بني إسرائيل.
واللفظ لفظ خبر، والمعنى يخرج على ما قالوا على أن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت للمخاطب كأنّه قال له: هذه نعمة أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا على جهة التبكيت لفرعون،
واللفظ يوجب أن موسى - صلى الله عليه وسلم - قال: هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولم تتخذني عبدا.
ويقال: عبّدت الرجل، وأعبدته، اتخذته عبدا.
وموضع (أن) رفع على البدل من نعمة، كأنّه قال: وتلك نعمة تعبّدك بني إسرائيل وتركك إياي غير عبد.
ويجوز أن يكون " أن " في موضع نصب، المعنى إنما صارت نعمة على لأن عبّدت بني إسرائيل. أي لو لم تفعل ما فعلت لكفلني أهلي ولم يلقوني في اليمّ،
فإنما صارت نعمة بما فعلت من البلاء.
وقال الشاعر في أعبدت اتخذت عبدا:
علام يعبدني قومي وقد كثرت=فيهم أباعر ما شاؤوا وعبدان؟).
[معاني القرآن: 4/86-87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل}
في هذه الآية أقوال:
قيل ألف الاستفهام محذوفة والمعنى أو تلك نعمة كما قال:
تروح من الحي أم تبتكر = وماذا يضرك لو تنتظر
وهذا لا يجوز لأن الاستفهام إذا حذفت منه الألف زال المعنى إلا أن يكون في الكلام أم أو ما أشبهها
وقيل المعنى وتلك نعمة تمنها علي أن عبدتني وأنا من بني إسرائيل
لأنه يروى أنه كان رباه على أن يستعبده
وقيل وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل وتركتني
وهذا أحسن الأقوال لأن اللفظ يدل عليه أي إنما صارت هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولو لم تتخذهم عبيدا لم تكن نعمة ف أن بدل من نعمة
ويجوز أن يكون المعنى لأن عبدت بني إسرائيل). [معاني القرآن: 5/73-71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَبَّدتَّ}: جعلتهم عبيداً). [العمدة في غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال فرعون وما ربّ العالمين}
فأجابه موسى - صلى الله عليه وسلم - بما هو دليل على اللّه - جلّ وعزّ - بما خلق مما يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله فقال:
{ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين } ). [معاني القرآن: 4/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}).
[معاني القرآن: 5/73] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال فرعون وما ربّ العالمين {23} قال} [الشعراء: 23-24] موسى.
{ربّ السّموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين {24}). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}

فتحيّر فرعون ولم يردد جوابا ينقض به هذا القول، فقال لمن حوله: {ألا تستمعون}.
فزاده موسى في البيان فقال: (ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين ). [معاني القرآن: 4/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}). [معاني القرآن: 5/73] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال} [الشعراء: 25] فرعون.
{لمن حوله ألا تستمعون} [الشعراء: 25]، أي: إلى ما يقول). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(ويقول القائل: أين جواب قوله: {قال لمن حوله ألا تستمعون...}

فيقال: إنه إنما أراد بقوله: {ألا تستمعون} إلى قول موسى. فردّ موسى لأنه المراد بالجواب فقال: الذي أدعوكم إلى عبادته). [معاني القرآن: 2/279]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال موسى.
{ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} [الشعراء: 26] جوابًا لقوله في أوّل الكلام: {وما ربّ العالمين} [الشعراء: 23] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين...}

وكذلك قوله: {قال ربّ المشرق والمغرب...}
يقول: أدعوكم إلى عبادة ربّ المشرق والمغرب وما بينهما). [معاني القرآن: 2/279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين}
فلم يجبه أيضا، فقال: {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون} ). [معاني القرآن: 4/88-87]
تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال فرعون.
{إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم} [الشعراء: 27] في ما يدّعي.
{لمجنونٌ {27}). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 28] موسى.
{ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} [الشعراء: 28]، وهذا تبعٌ للكلام الأوّل: {وما ربّ العالمين} [الشعراء: 23] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون (27)}
فقال موسى زيادة في الإبانة:
{قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}
فلم يجبه في هذه الأشياء بنقض لحجته.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 09:04 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) }

تفسير قوله تعالى: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) }

تفسير قوله تعالى: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) }

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (قال أبو العباس في قوله عز وجل: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} قال: أي اتخذت الناس عبيدًا واتخذتني ولدًا، كأنه اعترف بالنعمة). [مجالس ثعلب: 142]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 12:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 12:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 12:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقول فرعون لموسى: {ألم نربك} هذا على جهة المن عليه والاحتقار، أي: ربيناك صغيرا، أو لم نقتلك في جملة من قتلنا فلبثت فينا سنين، فمتى كان هذا الذي تدعيه؟ وقرأ جمهور القراء: "من عمرك" بضم الميم، وقرأ أبو عمرو: "عمرك" بسكونها). [المحرر الوجيز: 6/474]

تفسير قوله تعالى: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قرره على قتل القبطي بقوله: {وفعلت فعلتك التي فعلت} والفعلة -بفتح الفاء- المرة من الفعل، وقرأ الشعبي: "فعلتك" بكسر الفاء، وهي هيئة الفعل، وقوله: {وأنت من الكافرين}، يحتمل ثلاثة أوجه: أحدهما أن يريد: وقتلت القبطي وأنت في قتلك إياه من الكافرين؛ إذ هو نفس ولا يحل قتله، قاله الضحاك. أو يريد: وأنت من الكافرين بنعمتي في قتلك إياه، قال ابن زيد: وهذان بمعنى واحد في حق اللفظ، وإنما اختلفا باشتراك لفظ الكفر، والثاني أن يكون بمعنى الهزؤ، أي: وأنت على هذا الدين وأنت من الكافرين بزعمك. قاله السدي. والثالث -هو قول الحسن - أن يريد: وأنت
[المحرر الوجيز: 6/474]
من الكافرين الآن، يعني فرعون: بالعقيدة التي كان بينها، فيكون الكلام مقطوعا من قوله: {وفعلت فعلتك}، وإنما هو إخبار مبتدأ أنه كان من الكافرين، وهذا التأويل أيضا يحتمل أن يريد به كفر النعمة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وكان بين خروج موسى عليه السلام حين قتل القبطي وبين رجوعه إلى فرعون نبيا، أحد عشر عاما غير أشهر). [المحرر الوجيز: 6/475]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الأولين قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}
القائل هنا هو موسى عليه السلام، والضمير في قوله: {فعلتها} لقتله القبطي، وقوله: "إذا" صلة في الكلام، وكأنها بمعنى: حينئذ، وقوله: {وأنا من الضالين} قال ابن زيد: معناه: من الجاهلين بأن وكزتي إياه تأتي على نفسه، وقال أبو عبيدة: معناه: من الناسين لذلك، ونزع لقوله تعالى: {أن تضل إحداهما}، وفي قراءة ابن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهم: "وأنا من الجاهلين"، ويشبه أن تكون هذه القراءة على جهة التفسير). [المحرر الوجيز: 6/475]

تفسير قوله تعالى: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "حكما" يريد النبوة وحكمتها، وقرأ عيسى: "حكما" بضم الحاء والكاف، وقوله: {وجعلني من المرسلين} درجة ثانية للنبوة، فرب نبي ليس برسول). [المحرر الوجيز: 6/475]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم حاجه عليه السلام في منه عليه بالتربية وترك القتل بقوله: {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل}، واختلف الناس في تأويل هذا الكلام، فقال قتادة: هذا منه على جهة الإنكار عليه أن تكون نعمة، كأنه قال: أو يصح لك أن تعد على نعمة ترك قتلي من أجل أنك ظلمت بني إسرائيل وقتلتهم؟ أي: ليست نعمة؛ لأن الواجب كان ألا تقتلني وألا تقتلهم، وألا تستعبدني ولا تستعبدهم بالقتل ولا بالخدمة وغير ذلك. وقرأ الضحاك: "وتلك نعمة ما لك أن تمنها"، وهذه قراءة تؤيد هذا التأويل، وقال الأخفش: قيل: الواو، ألف الاستفهام محذوفة، والمعنى: أو تلك؟ وهذا لا يجوز إلا إذا عادلتها "أم" كما قال:
... ... تروح من الحي أم تبتكر؟
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي هذا القول تكلف، وقول موسى عليه السلام تقرير بغير ألف، وهو صحيح كما قال قتادة، والله المعين.
[المحرر الوجيز: 6/476]
وقال السدي، والطبري: هذا الكلام من موسى عليه السلام على جهة الإقرار بالنعمة، كأنه يقول: "نعم، وتربيتك نعمة علي من حيث عبدت غيري وتركتني، ولكن ذلك لا يدفع رسالتي".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولكل وجه ناحية من الاحتجاج، فالأول ماض في طريق المخالفة لفرعون ونقض كلامه، والثاني مبد من موسى عليه السلام أنه منتصف من نفسه معترف بالحق، ومتى حصل أحد المتجادلين في هذه الرتبة، وكان حجيجه في ضدها غلب المتصف بذلك، وكان قوله أوقع في النفوس). [المحرر الوجيز: 6/477]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما لم يجد فرعون لعنه الله- هذا الطريق من تقريره على التنزيه وغير ذلك، رجع إلى معارضة موسى عليه السلام في قوله: {وما رب العالمين} فاستفهمه استفهاما عن مجهول من الأشياء، قال مكي: كما يستفهم عن الأجناس، فلذلك استفهم بـ "ما"، وقد ورد له استفهام بـ "من" في موضع آخر، ويشبه أنها مواطن). [المحرر الوجيز: 6/477]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فأجابه موسى عليه السلام بالصفات التي يتبين السامع منها أنه لا مشاركة لفرعون فيها، وأنها ربوبية السماوات والأرض، وهذه المجادلة من فرعون تدل على أن موسى عليه السلام دعاه إلى التوحيد). [المحرر الوجيز: 6/477]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فقال فرعون عند ذلك: "ألا تستمعون" على معنى الإغراء أو التعجب من شنعة المقالة؛ إذ كانت عقيدة القوم أن فرعون ربهم ومعبودهم، والفراعنة قبله كذلك، وهذه ضلالة منها في مصر وديارها إلى اليوم بقية، فزاد موسى عليه السلام في البيان بقوله: {ربكم ورب آبائكم الأولين} ). [المحرر الوجيز: 6/477]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فقال فرعون حينئذ -على جهة الاستخفاف-: {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون}. وقرأ جمهور الناس: "أرسل" على بناء الفعل للفاعل). [المحرر الوجيز: 6/477]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فزاد موسى عليه السلام في بيان الصفات التي تظهر نقص فرعون، وتبين أنه في غاية البعد عن القدرة عليها، وهي ربوبية المشرق والمغرب، ولم يكن لفرعون إلا
[المحرر الوجيز: 6/477]
ملك مصر من البحر إلى أسوان وأرض الإسكندرية، وفي قراءة ابن مسعود وأصحابه: "رب المشارق والمغارب وما بينهما"). [المحرر الوجيز: 6/478]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 محرم 1440هـ/27-09-2018م, 04:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 محرم 1440هـ/27-09-2018م, 04:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين}، وقال في الآية الأخرى: {إنّا رسولا ربّك} [طه:47] أي: كلٌّ منّا رسول اللّه إليك، {أن أرسل معنا بني إسرائيل} أي: أطلقهم من إسارك وقبضتك وقهرك وتعذيبك، فإنّهم عباد اللّه المؤمنون، وحزبه المخلصون، وهم معك في العذاب المهين.
فلمّا قال له موسى ذلك أعرض فرعون عمّا هنالك بالكلّيّة، ونظر بعين الازدراء والغمص فقال: {ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين. [وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين]} [أي: أما أنت الّذي ربّيناه فينا]، وفي بيتنا وعلى فراشنا [وغذّيناه]، وأنعمنا عليه مدّةً من السّنين، ثمّ بعد هذا قابلت ذلك الإحسان بتلك الفعلة، أن قتلت منّا رجلًا وجحدت نعمتنا عليك؛ ولهذا قال: {وأنت من الكافرين} أي: الجاحدين. قاله ابن عبّاسٍ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، واختاره ابن جريرٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 137]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال فعلتها إذًا} أي: في تلك الحال، {وأنا من الضّالّين} أي: قبل أن يوحى إليّ وينعم اللّه عليّ بالرّسالة والنّبوّة.
قال ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، ومجاهدٌ، وقتادة، والضّحّاك، وغيرهم: {وأنا من الضّالّين} أي: الجاهلين.
قال ابن جريج: وهي كذلك في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه). [تفسير ابن كثير: 6/ 137]

تفسير قوله تعالى: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ففررت منكم لـمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكمًا وجعلني من المرسلين} أي: الحال الأول انفصل وجاء أمرٌ آخر، فقد أرسلني اللّه إليك، فإن أطعته سلمت، وإن خالفته عطبت). [تفسير ابن كثير: 6/ 137-138]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال موسى: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} أي: وما أحسنت إليّ وربّيتني مقابل ما أسأت إلى بني إسرائيل، فجعلتهم عبيدًا وخدمًا، تصرّفهم في أعمالك ومشاقّ رعيّتك، أفيفي إحسانك إلى رجلٍ واحدٍ منهم بما أسأت إلى مجموعهم؟ أي: ليس ما ذكرته شيئًا بالنّسبة إلى ما فعلت بهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 138]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {قال فرعون وما ربّ العالمين (23) قال ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (24) قال لمن حوله ألا تستمعون (25) قال ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (26) قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ (27) قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون (28) }
يقول تعالى مخبرًا عن كفر فرعون، وتمرّده وطغيانه وجحوده، في قوله: {وما ربّ العالمين}؟ وذلك أنّه كان يقول لقومه: {ما علمت لكم من إلهٍ غيري} [القصص:38]، {فاستخفّ قومه فأطاعوه} [الزّخرف:54]، وكانوا يجحدون الصّانع -تعالى-ويعتقدون أنّه لا ربّ لهم سوى فرعون، فلمّا قال له موسى: {إنّي رسول ربّ العالمين} [الزّخرف:46]، قال له: ومن هذا الّذي تزعم أنّه ربّ العالمين غيري؟ هكذا فسّره علماء السّلف وأئمّة الخلف، حتّى قال السّدّيّ: هذه الآية كقوله تعالى: {قال فمن ربّكما يا موسى * قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى} [طه:49، 50].
ومن زعم من أهل المنطق وغيرهم؛ أنّ هذا سؤالٌ عن الماهيّة، فقد غلط؛ فإنّه لم يكن مقرًّا بالصّانع حتّى يسأل عن الماهيّة، بل كان جاحدًا له بالكلّيّة فيما يظهر، وإن كانت الحجج والبراهين قد قامت عليه،
فعند ذلك قال موسى لـمّا سأله عن رب العالمين: {قال ربّ السّموات والأرض وما بينهما} أي: خالق جميع ذلك ومالكه، والمتصرّف فيه وإلهه، لا شريك له، هو اللّه الّذي خلق الأشياء كلّها، العالم العلويّ وما فيه من الكواكب الثّوابت والسّيّارات النّيّرات، والعالم السّفليّ وما فيه من بحارٍ وقفارٍ، وجبالٍ وأشجارٍ، وحيوانٍ ونباتٍ وثمارٍ، وما بين ذلك من الهواء والطّيور، وما يحتوي عليه الجوّ، الجميع عبيدٌ له خاضعون ذليلون.
{إن كنتم موقنين} أي: إن كانت لكم قلوبٌ موقنةٌ، وأبصارٌ نافذةٌ.
فعند ذلك التفت فرعون إلى من حوله من ملئه ورؤساء دولته قائلًا لهم، على سبيل التّهكّم والاستهزاء والتّكذيب لموسى فيما قاله: {ألا تستمعون} أي: ألا تعجبون ممّا يقول هذا في زعمه: أنّ لكم إلهًا غيري؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 138]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فقال لهم موسى: {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} أي: خالقكم وخالق آبائكم الأوّلين، الّذي كانوا قبل فرعون وزمانه). [تفسير ابن كثير: 6/ 138]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال} أي: فرعون لقومه: {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ} أي: ليس له عقلٌ في دعواه أنّ ثمّ ربًّا غيري). [تفسير ابن كثير: 6/ 138-139]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال} أي: موسى لأولئك الّذين أوعز إليهم فرعون ما أوعز من الشّبهة، فأجاب موسى بقوله: {ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} أي: هو الّذي جعل المشرق مشرقًا تطلع منه الكواكب، والمغرب مغربًا تغرب فيه الكواكب، ثوابتها وسيّاراتها، مع هذا النّظام الّذي سخّرها فيه وقدّرها، فإن كان هذا الّذي يزعم أنّه ربّكم وإلهكم صادقًا فليعكس الأمر، وليجعل المشرق مغربًا، والمغرب مشرقًا، كما أخبر تعالى عن {الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه أن آتاه اللّه الملك إذ قال إبراهيم ربّي الّذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإنّ اللّه يأتي بالشّمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الّذي كفر واللّه لا يهدي القوم الظّالمين} [البقرة:258]؛ ولهذا لـمّا غلب فرعون وانقطعت حجّته، عدل إلى استعمال جاهه وقوّته وسلطانه، واعتقد أنّ ذلك نافعٌ له ونافذٌ في موسى، عليه السّلام، فقال ما أخبر اللّه تعالى عنه: {قال لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين (29) }). [تفسير ابن كثير: 6/ 139]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة