تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلناك إلاّ مبشّرًا ونذيرًا (56) قل ما أسألكم عليه من أجرٍ إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وما أرسلناك} يا محمّد إلى من أرسلناك إليه {إلاّ مبشّرًا} بالثّواب الجزيل من آمن بك وصدّقك، وآمن بالّذي جئتهم به من عندي، وعملوا به {ونذيرًا} من كذّبك وكذّب ما جئتهم به من عندي، فلم يصّدّقوا به، ولم يعملوا). [جامع البيان: 17/479]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وما أرسلناك إلّا مبشّرًا ونذيرًا (56)
قوله تعالى: وما أرسلناك إلا مبشّرًا
- حدّثنا أبي، ثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الفزاريّ، عن شيبان النّحويّ، أخبرني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت: وما أرسلناك إلا مبشّرًا قد كان أمر عليًّا ومعاذًا أن يسيرا إلى اليمن فقال: انطلقا فبشّرا ولا تنفّرا ويسّرا ولا تعسّرا إنّه قد نزلت عليّ: يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا.
قوله تعالى: إلا مبشّرًا ونذيرًا
- حدّثنا أبي ثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه الفزاريّ، عن شيبان النّحويّ أخبرني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قوله: مبشّرًا قال: يبشر بالجنة: ونذيرا قال: ونذيرًا من النّار- وروي عن قتادة مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2712]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا} قال: مبشرا بالجنة ونذيرا من النار، وفي قوله {إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا} قال: بطاعته). [الدر المنثور: 11/196]
تفسير قوله تعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قل ما أسألكم عليه من أجرٍ} يقول له: قل لهؤلاء الّذين أرسلتك إليهم، ما أسألكم يا قوم على ما جئتكم به من عند ربّي أجرًا، فتقولون: إنّما يطلب محمّدٌ أموالنا بما يدعونا إليه، فلا نتّبعه فيه، ولا نعطيه من أموالنا شيئًا.
{إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلاً} يقول: لكن من شاء منكم اتّخذ إلى ربّه سبيلاً، طريقًا بإنفاقه من ماله في سبيله، وفيما يقرّبه إليه من الصّدقة والنّفقة في جهاد عدوّه، وغير ذلك من سبل الخير). [جامع البيان: 17/479]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قل ما أسئلكم عليه من أجرٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: قل ما أسئلكم عليه من أجرٍ قال: قل لهم يا محمّد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجرٍ.
- قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنبأ ابن وهبٍ أخبرني سعيد بن أبي أيّوب، عن عطاء بن دينارٍ في قول اللّه: قل ما أسئلكم عليه من أجرٍ يقول: لا أسألكم على ما جئتكم به أجرًا.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ يقول في قول اللّه: قل ما أسئلكم عليه من أجرٍ يقول لا أسألكم على القرآن أجرًا.
قوله تعالى: من أجرٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عباس في قوله: من أجرٍ يقول: عرضًا من عرض الدنيا.
قوله تعالى: إلا من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ما أسئلكم عليه من أجرٍ إلا من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا أي: بطاعة اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2712-2713]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا} قال: مبشرا بالجنة ونذيرا من النار، وفي قوله {إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا} قال: بطاعته). [الدر المنثور: 11/196] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {قل ما أسألكم عليه من أجر} قال: قل لهم يا محمد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر يقول: عرض من عرض الدنيا). [الدر المنثور: 11/196]
تفسير قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت وسبّح بحمده، وكفى به بذنوب عباده خبيرًا}.
يقول تعالى ذكره: وتوكّل يا محمّد على الّذي له الحياة الدّائمة الّتي لا موت معها. فثق به في أمر ربّك، وفوّض إليه، واستسلم له، واصبر على ما نابك فيه.
وقوله: {وسبّح بحمده} يقول: واعبده شكرًا منك له على ما أنعم به عليك.
وقوله: {وكفى به بذنوب عباده خبيرًا} يقول: وحسبك بالحيّ الّذي لا يموت مخابرًا بذنوب خلقه، فإنّه لا يخفى عليه شيءٌ منها، وهو محصٍ جميعها عليهم حتّى يجازيهم بها يوم القيامة). [جامع البيان: 17/479-480]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت وسبّح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرًا (58)
قوله تعالى: وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة قال محمّد بن إسحاق: قوله: وتوكّل على الحيّ أي أرضى به من العباد
قوله تعالى: على الحيّ الذي لا يموت
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن نفيلٍ قال: قرأت على معقلٍ يعنى ابن عبيد اللّه، عن عبد اله بن أبي حسينٍ، عن شهر بن حوشبٍ قال: لقي سلمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بعض فجاج المدينة فسجد له فقال: لا تسجد لي يا سلمان وأسجد للحيّ الّذي لا يموت.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى الدّامغانيّ، ثنا عمرو بن حمران، عن سعيدٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: الحيّ قال: الحيّ الّذي لا يموت
قوله تعالى: وسبّح بحمده
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ سعيدٌ، عن قتادة يعنى قوله: وسبّح بحمده أي بمعرفته وطاعته.
قوله تعالى: وكفى به بذنوب عباده خبيرًا
- به عن قتادة: خبيرًا قال: خبيرٌ بخلقه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2713]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا.
أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن عتبة بن أبي ثبيت قال: مكتوب في التوراة لا تتوكل على ابن آدم فإن ابن آدم ليس له قوام ولكن توكل على الحي الذي لا يموت). [الدر المنثور: 11/197]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش، الرّحمن فاسأل به خبيرًا}.
يقول تعالى ذكره: {وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت}، {الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ} فقال: {وما بينهما} وقد ذكر السّموات والأرض، والسّموات جماعٌ لأنّه وجّه ذلك إلى الصّنفين والشّيئين، كما قال القطاميّ:
ألم يحزنك أنّ حبال قيسٍ = وتغلب قد تباينتا انقطاعا
يريد: وحبال تغلب فثنّى، والحبال جمعٌ، لأنّه أراد الشّيئين والنّوعين.
وقوله: {في ستّة أيّامٍ} قيل: كان ابتداء ذلك يوم الأحد، والفراغ يوم الجمعة. {ثمّ استوى على العرش الرّحمن} يقول: ثم ارتفع على العرش الرّحمن وعلا عليه، وذلك يوم السّبت فيما قيل.
وقوله: {فاسأل به خبيرًا} يقول: فاسأل يا محمّد خبيرًا بالرّحمن، خبيرًا بخلقه، فإنّه خالق كلّ شيءٍ، ولا يخفى عليه ما خلق.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {فاسأل به خبيرًا} قال: يقول لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا أخبرتك شيئًا، فاعلم أنّه كما أخبرتك، أنا الخبير.
و(الخبير) في قوله: {فاسأل به خبيرًا} منصوبٌ على الحال من الهاء الّتي في قوله {به} ). [جامع البيان: 17/480-481]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: الّذي خلق السماوات والأرض وما بينهما
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة بن الفضل الرّازيّ، ثنا ابن إسحاق قوله: الّذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ قال: ابتدع السّماوات والأرض ولم يكونا إلا بقدرته، لم يستعن على ذلك بأحدٍ من خلقه ولم يشركه في شيءٍ من أمره بسلطانه القاهر وقوله النّافذ الّذي يقول به لما أراد أن يكون له كن فيكون ففرغ من خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ.
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ فيما كتب إليّ أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم أخبرنا عبد الصّمد بن معقلٍ أنّه سمع عمّه وهب بن منبه يقول: قال عزيرٌ: أمرت الماء فجمد في وسط الهواء فجعلت منه سبعًا وسمّيتها السّماوات ثمّ أمرت الماء ينبثق من التّراب وأمرت التّراب أن يتميّز من الماء فكان كذلك فسمّيت جميع ذلك الأرضين وجميع الماء البحار.
قوله تعالى: في ستّة أيّامٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ قال يومٌ مقداره ألف سنةٍ.
قوله تعالى: ثمّ استوى على العرش
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة قوله: ثمّ استوى على العرش قال: اليوم السّابع.
- حدّثنا يزيد بن سنانٍ البصريّ نزيل مصر، ثنا يزيد بن أبي حكيمٍ، حدّثني الحكم بن أبان قال سمعت عكرمة يقول: إنّ اللّه بدأ خلق السّموات والأرض وما بينهما يوم الأحد ثمّ استوى على العرش يوم الجمعة في ثلاث ساعاتٍ فخلق في ساعةٍ منها الشّموس كي يرغّب النّاس إلى ربّهم في الدّعاء والمسألة وخلق في ساعةٍ النّتن الّذي يسقط على ابن آدم إذا مات لكي يقبر.
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: ثمّ استوى يقول: ارتفع- وروي عن الحسن والرّبيع بن أنسٍ مثل قول أبي العالية.
قوله تعالى: العرش
تقدم تفسيره.
قوله تعالى: الرّحمن
تقدّم تفسيره.
- حدّثنا أبي ثنا جعفر بن مسافرٍ، ثنا زيد بن المبارك الصّنعانيّ، ثنا سلام بن وهبٍ الجنديّ، ثنا أبي، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّ عثمان بن عفّان سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن الرّحمن فقال هو اسمٌ من أسماء اللّه وما بينه وبين اسم اللّه الأكبر إلا كما بين سواد العينين وبياضهما من القرب.
قوله تعالى: فسئل به خبيرًا
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا زكريّا بن عدي أنبأ ابن عينيه، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول الله: فسئل به خبيرًا قال: ما أخبرتك من شيءٍ فهو كما أخبرتك.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعثمان وأبو عامر بن مرّادٍ قالوا أنا إسحاق بن منصورٍ، ثنا يعقوب القمّيّ، عن أبي عبيدة قال: أبو محمّدٍ كذا قال وإنّما هو عبيد بن حميدٍ، عن شمر بن عطيّة: الرّحمن فسئل به خبيرا قال: هذا القرآن خبيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2713-2715]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا * وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا.
أخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فاسأل به خبيرا} قال: ما أخبرتك من شيء فهو ما أخبرتك به). [الدر المنثور: 11/197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن شمر بن عطية في قوله {الرحمن فاسأل به خبيرا} قال: هذا القرآن خبير به). [الدر المنثور: 11/197]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن، أنسجد لما تأمرنا، وزادهم نفورًا}.
يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء الّذين يعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم: {اسجدوا للرّحمن} أي اجعلوا سجودكم للّه خالصًا دون الآلهة والأوثان، قالوا: {أنسجد لما تأمرنا}.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة: {لما تأمرنا} بمعنى: أنسجد نحن يا محمّد لما تأمرنا أنت أن نسجد له؟ وقرأته عامّة قرّاء الكوفة: (لما يأمرنا)، بالياء، بمعنى: أنسجد لما يأمر الرّحمن؟ وذكر بعضهم أنّ مسيلمة كان يدعى الرّحمن، فلمّا قال لهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: اسجدوا للرّحمن، قالوا: أنسجد لمّا يأمرنا رحمن اليمامة؟ يعنون مسيلمة بالسّجود له.
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القول في ذلك، أنّهما قراءتان مستفيضتان مشهورتان، قد قرأ بكلّ واحدٍ منهما علماء من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {وزادهم نفورًا} يقول: وزاد هؤلاء المشركين قول القائل لهم اسجدوا للرّحمن من إخلاص السّجود للّه، وإفراد اللّه بالعبادة بعدًا ممّا دعوا إليه من ذلك فرارًا). [جامع البيان: 17/481-482]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورًا (60)
قوله تعالى: وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن
- حدّثنا الفضل بن شاذان، ثنا إبراهيم بن موسى أنبأ ابن أبي زائدة أخبرني إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: ليس أحدٌ يسمّى الرّحمن غيره.
- حدّثنا الفضل بن شاذان، ثنا سهل بن عثمان العسكريّ، ثنا محبوبٌ يعنى ابن محمّدٍ القواريريّ، عن طلحة، عن عطاءٍ: وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن ما نعرف الرّحمن إلا رحمن اليمامة فأنزل اللّه عزّ وجلّ: وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرّحمن الرّحيم.
- حدّثنا الفضل بن شاذان، ثنا أحمد بن يزيد الحلوانيّ، ثنا هارون بن حاتمٍ قال: سمعت حسين الجعفي يقول: إذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن قال: جوابها: الرّحمن علّم القرآن
قوله تعالى: أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورًا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: وأنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في قولهم إنّه قد بلغنا أنّه إنّما يعلّمك هذا الّذي تأتي به رجلٌ من أهل اليمامة يقال له الرّحمن وإنّا واللّه لن نؤمن به أبدًا وأنزل عليه فيما قالوا من ذلك: وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2715-2716]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} قال: قالوا ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، فأنزل الله: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} البقرة الآية 163). [الدر المنثور: 11/197-198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن حسين الجحفي في قوله {قالوا وما الرحمن} قال: جوابها {الرحمن علم القرآن} الرحمن الآيتان 1 - 2). [الدر المنثور: 11/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن إبراهيم قال: قرأ الاسود {أنسجد لما تأمرنا} فسجد فيها قال: وقرأها يحيى {أنسجد لما تأمرنا} ). [الدر المنثور: 11/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سليمان قال: قرأ إبراهيم في الفرقان (أنسجد لما يأمرنا) بالياء، وقرأ سليمان كذلك). [الدر المنثور: 11/198]