العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الفرقان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الأولى 1434هـ/13-03-2013م, 11:50 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة الفرقان [ من الآية (35) إلى الآية (40) ]

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرًا (35) فقلنا اذهبا إلى القوم الّذين كذّبوا بآياتنا فدمّرناهم تدميرًا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم يتوعّد مشركي قومه على كفرهم باللّه، وتكذيبهم رسوله ويخوّفهم من حلول نقمته بهم نظير الّذي يحلّ بمن كان قبلهم من الأمم المكذّبة رسلها: {ولقد آتينا} يا محمّد {موسى الكتاب} يعني التّوراة، كالّذي آتيناك من الفرقان {وجعلنا معه أخاه هارون وزيرًا} يعني: معينًا وظهيرًا). [جامع البيان: 17/450-451]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولقد آتينا موسى
- حدّثنا أبي ثنا ابن نفيلٍ، ثنا عتّاب، عن خصيفٍ، عن زياد بن أبي مريم قوله: آتينا قال: أعطينا.
- حدّثنا أبي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سبعًا من المثاني الطّوال وأتي موسى ستًّا من المثاني.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: الكتاب قال: التّوراة. وفي قوله: وجعلنا معه أخاه هارون وزيرًا أي عونًا وعضدًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2692-2693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا * فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا * وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية واعتدنا للظالمين عذابا أليما * وعاد وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا} قال: عونا وعضدا). [الدر المنثور: 11/174]

تفسير قوله تعالى: (فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فقلنا اذهبا إلى القوم الّذين كذّبوا بآياتنا} يقول: فقلنا لهما: اذهبا إلى فرعون وقومه الّذين كذّبوا بإعلامنا وأدلّتنا، فدمّرناهم تدميرًا. وفي الكلام متروكٌ استغنى بدلالة ما ذكر من ذكره وهو: فذهبا فكذّبوهما، فدمّرناهم حينئذٍ). [جامع البيان: 17/451]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فقلنا اذهبا إلى القوم الّذين كذّبوا بآياتنا فدمّرناهم تدميرًا (36)
قوله تعالى: فقلنا اذهبا إلى القوم الّذين كذّبوا بآياتنا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: فأقبل موسى إلى أهله فسار بهم نحو مصر حتّى أتاها ليلا فتضيّف على أمّه وهو لا يعرفهم في ليلةٍ كانوا يأكلون فيها الطّفشيل فنزل في جانب الدّار فجاء هارون فلمّا أبصر ضيفه سأل عنه أمّه فأخبرته أنّه ضيفٌ فدعاه فأكل معه فلمّا قعدا تحدّثا فسأله هارون من أنت قال أنا موسى فقام كلّ واحدٍ إلى صاحبه وذكر الحديث وقد كتب غير مرّةٍ وذكر أيضًا حديث وهب بن منبّهٍ له.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا الرّبيع بن ثعلبٍ، ثنا أبو إسماعيل المؤدّب، عن عبد اللّه بن مسلمٍ، عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ قال: كان يغلق دون فرعون ثمانون بابًا فما يأتي موسى بابًا منها إلا انفتح ولا يكلّم أحدًا حتّى يقوم بين يديه
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا بابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: بآياتنا بالبيّنات.
قوله تعالى: فدمّرناهم تدميرًا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: فدمّرناهم تدميرًا يقول أهلكناهم بالعذاب- وروي عن السّدّيّ نحو ذلك.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع في قوله: فدمّرناهم تدميرًا يقول: تبّرناهم تتبيرًا، يقول: قطّع اللّه أنواع العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 8/2693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فدمرناهم تدميرا} قال: أهلكناهم بالعذاب). [الدر المنثور: 11/174]

تفسير قوله تعالى: (وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقوم نوحٍ لمّا كذّبوا الرّسل أغرقناهم وجعلناهم للنّاس آيةً وأعتدنا للظّالمين عذابًا أليمًا}.
يقول تعالى ذكره: وقوم نوحٍ من قبل قوم فرعون لمّا كذّبوا رسلنا، وردّوا عليهم ما جاءوهم به من الحقّ، أغرقناهم بالطّوفان. {وجعلناهم للنّاس آيةً} يقول: وجعلنا تغريقنا إيّاهم وإهلاكنا عظةً وعبرةً للنّاس يعتبرون بها {وأعتدنا للظّالمين عذابًا أليمًا} يقول: وأعددنا لهم من الكافرين باللّه في الآخرة عذابًا أليمًا سوى الّذي حلّ بهم من عاجل العذاب في الدّنيا). [جامع البيان: 17/451]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقوم نوحٍ لمّا كذّبوا الرّسل أغرقناهم وجعلناهم للنّاس آيةً وأعتدنا للظّالمين عذابًا أليمًا (37)
قوله تعالى: وقوم نوحٍ لمّا كذّبوا الرّسل أغرقناهم
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا أبو زهيرٍ، عن رجلٍ من أصحابه قال: بلغني أنّ قوم نوحٍ عاشوا في ذلك الغرق أربعين يومًا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا ابن سلمة، ثنا سلمة قال: حدّثني محمّد بن إسحاق قال: فلقد غرقت الأرض وما فيها وانتهى الماء إلى ما انتهى إليه وما جاوز الماء ركبته ودأب الماء حين أرسله اللّه خمسين ومائة يومٍ كما يزعم أهل التّوراة فكان بين أن أرسل اللّه الطّوفان وبين أن غاض الماء ستّة أشهرٍ وعشر ليالٍ ولمّا أراد اللّه أن يكفّ ذلك أرسل اللّه ريحًا على وجه الماء فسكت الماء واشتدّت ينابيع الأرض الغمر الأكبر وأبواب السّماء فجعل الماء ينقص ويفيض ويدبر فكان استواء الفلك على الجوديّ فيما يزعم أهل التّوراة في الشّهر السّابع لسبع عشرة ليلةً مضت منه في أوّل يومٍ من الشّهر العاشر.
زوى رؤس الجبال فلمّا مضى بعد ذلك أربعون يومًا فتح نوحٌ كوّة الفلك الّتي صنع فيها ثمّ أرسل الغراب لينظر له ما فعل الماء فلم يرجع فأرسل الحمامة فرجعت إليه فلم تجد لرجليها موضعًا فبسط يده للحمامة فأخذها فأدخلها فمكث سبعة أيّامٍ ثمّ أرسلها لتنظر له فرجعت إليه حيث أمست وفي فمها ورقة زيتونةٍ فعلم نوحٌ أنّ الماء قد قلّ، عن وجه الأرض ثمّ مكث سبعة أيّامٍ ثمّ أرسلها فلم ترجع إليه فعلم نوحٌ أنّ الأرض قد برزت.
قوله تعالى: وجعلناهم للنّاس آيةً
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ يعنى قوله: للنّاس آيةً يقول: عبرةً ومتفكّر
قوله تعالى: وأعتدنا للظّالمين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: وأعتدنا للظّالمين يقول: للكافرين: عذابًا أليمًا قال: العذاب النّكال.
قوله تعالى: أليماً
- حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصمٍ حدّثني أبي حدّثني أبي أنبأ شبيب بن بشيرٍ أنبأ عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: أليمًا قال: أليم كلّ شيءٍ موجعٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2694-2695]

تفسير قوله تعالى: (وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني عمارة بن عيسى، عن يونس بن يزيد، عن من حدثه، عن ابن عباس أنه قال: لكعب: أخبرني عن ست آياتٍ في القرآن لم أكن علمتهن، ولا تخبرني عنهن إلا ما تجد في كتاب الله المنزل: ما {سجين}، وما {عليون}، وما {سدرة المنتهى}، وما {جنة المأوى}، وما بال {أصحاب الرس}، ذكرهم الله في الكتاب، وما بال {طالوت}، رغب عنه قومه، وما بال إدريس ذكره الله فقال: {رفعناه مكانا عليا}؛ قال: كعب: والذي نفسي بيده، لا أخبرك عنهن إلا بما أجد في كتاب الله المنزل؛ أما سجين، فإنها شجرةٌ سوداء تحت الأرضين السبع مكتوبٌ فيها اسم كل شيطان، فإذا قبضت نفس الكافر عرج بها إلى السماء فغلقت أبواب السماء دونها، ثم ترمى إلى سجين، فذلك سجين؛ وأما عليون، فإنه إذا قبضت نفس المرء المسلم عرج بها إلى السماء وفتحت لها أبواب السماء، حتى ينتهي إلى العرش فيكتب له نزله وكرامته، فذلك عليون، أما سدرة المنتهى، فإنها شجرةٌ عن يمين العرش انتهى إليها علم العلماء، فلا يعلم العلماء ما وراء تلك السدرة؛ أما جنة المأوى، فإنها جنةٌ يأوى إليها أرواح المؤمنين؛ وأما أصحاب الرس، فإنهم كانوا قوما مؤمنين يعبدون الله في ملك جبارٍ لا يعبد الله، فخيرهم في أن يكفروا أو يقتلهم، فاختاروا القتل على الكفر، فقتلهم، ثم رمى بهم في قليب، فبذلك سموا أصحاب الرس؛ وأما طالوت، فإنه كان من غير السبط الذي الملك فيه، فبذلك رغب قومه عنه؛ وأما إدريس، فإنه كان يعرج بعمله إلى السماء فيعدل عمله جميع عمل أهل الأرض، فاستأذن فيه ملكٌ من الملائكة أن يؤاخيه، فأذن الله له أن يؤاخيه، فسأله إدريس: أي أخي، هل بينك وبين ملك الموت إخاءٌ، فقال نعم، ذلك أخي دون الملائكة وهم يتآخون كما يتآخى بنو آدم، قال: هل لك أن تسأله لي كم بقي من أجلي لكي أزداد في العمل، قال: إن شئت سألته وأنت تسمع قال: فجعله الملك تحت جناحه حتى صعد به إلى السماء فسأل ملك الموت: أي أخي، كم بقى من أجل إدريس، قال: ما أدري حتى أنظر، قال: فنظر، قال: إنك تسألني عن رجلٍ ما بقى من أجله إلا طرف عينٍ؛ قال: فنظر الملك تحت جناحه، فإذا إدريس قد قبض وهو لا يشعر). [الجامع في علوم القرآن: 1/29-30] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمرو ابن عبد الله، عن قتادة أنه قال: إن {أصحاب الأيكة}، وأيكة الشجر الملتف، و {أصحاب الرس} كانتا أمتين فبعث الله إليهما نبيا واحدا شعيبا وعذبهما الله بعذابين). [الجامع في علوم القرآن: 1/152-153] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة يقول: بعث شعيب النبي إلى أمتين: إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة، وكانت الأيكة غيضة [مو .. .. ] شجر ملتفٌ؛ فلما أراد الله أن يعذبهم بعث عليهم حرا شديدا ورفع لهم [العذاب] كأنه سحابة؛ فلما دنت منهم خرجوا إليها رجاء بردها؛ فلما كانوا [تحتها مطرت] عليهم نارا؛ قال: فذلك قول الله: {فأخذهم عذاب يوم الظّلّة إنّه [كان عذاب يومٍ] عظيمٍ}.
قال قتادة: وأما {الرس}، فإنها بقريةٍ من اليمامة يقال لها الفلج). [الجامع في علوم القرآن: 2/87] (م)

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن عبد الملك بن عميرٍ، قال للرّبيع: ألا ندعو لك طبيبًا، فقال: أنظروني، ثمّ تفكّر، فقال: {وعادًا وثمّود وأصحاب الرّسّ وقرونًا بين ذلك كثيرًا وكلاًّ ضربنا له الأمثال وكلاّ تبّرنا تتبيرًا} فذكر من حرصهم على الدّنيا ورغبتهم فيها، قال: فقد كانت مرضى وكان منهم أطبّاء، فلا المداوي بقي، ولا المداوى، هلك الناعت والمنعوت له، والله لا تدعون لي طبيبًا). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 271]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الرّسّ} [الفرقان: 38] : المعدن، جمعه رساسٌ "). [صحيح البخاري: 6/109]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الرّسّ المعدن جمعه رساسٌ قال أبو عبيدة في قوله وأصحاب الرّسّ أي المعدن وقال الخليل الرّسّ كلّ بئرٍ تكون غير مطوية ووراء ذلك أقوال أحدها أورده بن أبي حاتم من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال الرّسّ البئر ومن طريق سفيان عن رجلٍ عن عكرمة قال أصحاب الرّسّ رسّوا نبيّهم في بئرٍ ومن طريق سعيدٍ عن قتادة قال حدّثنا أنّ أصحاب الرّسّ كانوا باليمامة ومن طريق شبيب عن عكرمة عن بن عبّاسٍ في قوله وأصحاب الرّسّ قال بئرٌ بأذربيجان). [فتح الباري: 8/491]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الرّسّ المعدن جمعه رساسٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {وعاداً وثمود وأصحاب الرس قروناً بين ذلك كثيرا} (الفرقان: 38) وفسّر الرس بالمعدن، وكذا فسره أبو عبيدة، وقال الخليل: الرس كل بئر غير مطوية وقال قتادة: أصحاب الأيكة وأصحاب الرس أمتان أرسل الله إليهما شعيباً فعذبوا بعذابين، قال السّديّ: الرس بئر بأنطاكية قتلوا فيها حبيباً النجار فنسبوا إليها، رواه عكرمة عن ابن عبّاس، وروى عكرمة أيضا عن ابن عبّاس في قوله: أصحاب الرس، قال: بئر بأذربيجان). [عمدة القاري: 19/94]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الرس}) في قوله تعالى: {وعادًا وثمود وأصحاب الرس} [الفرقان: 38] أي (المعدن جمعه) بسكون الميم ولأبي ذر جميعه بكسرها ثم تحتية (رساس) بكسر الراء قاله أبو عبيدة وقيل أصحاب الرس ثمود لأن الرس البئر التي لم تطو وثمود أصحاب آبار وقيل الرس نهر بالمشرق وكانت قرى أصحاب الرس على شاطئ النهر فبعث الله إليهم نبيًّا من أولاد يهوذا بن يعقوب فكذبوه فلبث فيهم زمانًا فشكى إلى الله منهم فحفروا بئرًا وأرسلوه فيها وكانوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم وهو يقول سيدي ترى ضيق مكاني وشدة كربي وضعف ركني وقلة حيلتي فأرسل الله عليهم ريحًا عاصفة شديدة الحرّ وصارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص وقيل غير ذلك). [إرشاد الساري: 7/272]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (الرسّ) أي: في قوله تعالى: {وأصحاب الرسّ} معناه المعدن). [حاشية السندي على البخاري: 3/62]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وعادًا، وثمود، وأصحاب الرّسّ، وقرونًا بين ذلك كثيرًا (38) وكلًّا ضربنا له الأمثال، وكلًّا تبّرنا تتبيرًا}.
يقول تعالى ذكره: ودمّرنا أيضًا عادًا وثمود وأصحاب الرّسّ.
واختلف أهل التّأويل في أصحاب الرّسّ، فقال بعضهم: أصحاب الرّسّ من ثمود.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {وأصحاب الرّسّ} قال: قريةٌ من ثمود.
وقال آخرون: بل هي قريةٌ من اليمامة يقال لها الفلج.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: حدّثنا جرير بن حازمٍ، قال: قال قتادة: الرّسّ قريةٌ من اليمامة يقال لها الفلج.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ قال: قال ابن جريجٍ، قال عكرمة: أصحاب الرّسّ بفلجٍ هم أصحاب يس.
وقال آخرون: هم قومٌ رسّوا نبيّهم في بئرٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي بكرٍ، عن عكرمة، قال: كان الرّسّ بئرًا رسّوا فيها نبيّهم.
وقال آخرون: هي بئرٌ كانت تسمّى الرّسّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {وأصحاب الرّسّ} قال: هي بئرٌ كانت تسمّى الرّسّ.
- حدّثني محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأصحاب الرّسّ} قال: الرّسّ بئرٌ كان عليها قومٌ.
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القول في ذلك قول من قال: هم قومٌ كانوا على بئرٍ، وذلك أنّ الرّسّ في كلام العرب كلّ محفورٍ مثل البئر والقبر ونحو ذلك؛ ومنه قول الشّاعر:
سبقت إلى فرطٍ ناهلٍ = تنابلةً يحفرون الرّساسا
يريد أنّهم يحفرون المعادن.
ولا أعلم قومًا كانت لهم قصّةً بسبب حفرةٍ ذكرهم اللّه في كتابه إلاّ أصحاب الأخدود، فإن يكونوا هم المعنيّين بقوله {وأصحاب الرّسّ} فإنّا سنذكر خبرهم إن شاء اللّه إذا انتهينا إلى سورة البروج، وإن يكونوا غيرهم فلا نعرف لهم خبرًا، إلاّ ما جاء من جملة الخبر عنهم أنّهم قومٌ رسّوا نبيّهم في حفرةٍ إلاّ ما:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ أوّل النّاس يدخل الجنّة يوم القيامة العبد الأسود. وذلك أنّ اللّه تبارك وتعالى بعث نبيًّا إلى أهل قريةٍ فلم يؤمن من أهلها أحدٌ إلاّ ذلك الأسود، ثمّ إنّ أهل القرية عدوا على النّبيّ عليه السّلام، فحفروا له بئرًا فألقوه فيها، ثمّ أطبقوا عليه بحجرٍ ضخمٍ، قال: وكان ذلك العبد يذهب فيحتطب على ظهره، ثمّ يأتي بحطبه فيبيعه، فيشتري به طعامًا وشرابًا، ثمّ يأتي به إلى ذلك البئر، فيرفع تلك الصّخرة فيعينه اللّه عليها، فيدلّي إليه طعامه وشرابه، ثمّ يعيدها كما كانت، قال: فكان كذلك ما شاء اللّه أن يكون. ثمّ إنّه ذهب يومًا يحتطب، كما كان يصنع، فجمع حطبه وحزّم حزمته وفرغ منها؛ فلمّا أراد أن يحتملها وجد سنةً فاضطجع فنام، فضرب اللّه على أذنه سبع سنين نائمًا. ثمّ إنّه هبّ فتمطّى، فتحوّل لشقّه الآخر فاضطجع، فضرب اللّه على أذنه سبع سنين أخرى، ثمّ إنّه هبّ فاحتمل حزمته، ولا يحسب إلاّ أنّه نام ساعةً من نهارٍ، فجاء إلى القرية فباع حزمته، ثمّ اشترى طعامًا وشرابًا كما كان يصنع، ثمّ ذهب إلى الحفرة في موضعها الّتي كانت فيه فالتمسه فلم يجده، وقد كان بدا لقومه فيه بداءٌ، فاستخرجوه وآمنوا به وصدّقوه، قال: فكان النّبيّ عليه السّلام يسألهم عن ذلك الأسود ما فعل، فيقولون: ما ندري، حتّى قبض اللّه النّبيّ، فأهبّ اللّه الأسود من نومته بعد ذلك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ ذلك الأسود لأوّل من يدخل الجنّة.
غير أنّ هؤلاء في هذا الخبر يذكر محمّد بن كعبٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّهم آمنوا بنبيّهم واستخرجوه من حفرته، فلا ينبغي أن يكونوا المعنيّين بقوله: {وأصحاب الرّسّ} لأنّ اللّه أخبر عن أصحاب الرّسّ أنّه دمّرهم تدميرًا، إلاّ أن يكونوا دمّروا بأحداثٍ أحدثوها بعد نبيّهم الّذي استخرجوه من الحفرة وآمنوا به، فيكون ذلك وجهًا.
{وقرونًا بين ذلك كثيرًا} يقول: ودمّرنا بين أضعاف هذه الأمم الّتي سمّيناها لكم أممّا كثيرةً
- كما حدّثنا الحسن بن شبيبٍ، قال: حدّثنا خلف بن خليفة، عن جعفر بن عليّ بن أبي رافعٍ، مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: خلّفت بالمدينة عمّي ممّن يفتي على أنّ القرن سبعون سنةً وكان عمّه عبيد اللّه بن أبي رافعٍ كاتب عليٍّ رضي اللّه عنه.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن الحجّاج، عن الحكم، عن إبراهيم، قال: القرن أربعون سنةً). [جامع البيان: 17/451-455]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وعادًا وثمود وأصحاب الرّسّ وقرونًا بين ذلك كثيرًا (38)
قوله تعالى: وعادًا وثمود
قد تقدّم تفسيرها.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق قال: فلمّا أهلك اللّه عادًا وانقضى أمرها عمّرت ثمود بعدها فاستخلفوا في الأرض فربلوا فيها وانتشروا ثمّ عتوا على اللّه فلمّا ظهر فسادهم وعبدوا غير اللّه بعث اللّه إليهم صالحًا وكانوا قومًا عربًا وهو من أوسطهم نسبًا وأفضلهم موضعًا رسولا وكانت منازلهم الحجر إلى ترح وهو وادي القرى وبين ذلك ثمانية عشر ميلاً فيما بين الحجاز والشّام فبعث اللّه إليهم غلامًا شابًّا فدعاهم إلى اللّه حتّى شمط وكبر لا يتبعه منهم أحدٌ إلّا قليلٌ مستضعفون.
قوله تعالى: وأصحاب الرّسّ
- حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصمٍ النّبيل حدّثني أبي أنبأ شبيب بن بشيرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: وأصحاب الرّسّ بئرٌ بأذربيجان.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: وأصحاب الرّسّ قال: الرّسّ بئرٌ.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن عكرمة قال: وأصحاب الرّسّ رسّوا نبيّهم في بئرٍ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة: وأصحاب الرّسّ حدّثني أن أصحاب الرس كانوا أهل فلح وآبارٍ كانوا عليها
- وروى عن جعفر بن محمّدٍ أنّه قال: كلّ نهرٍ وبئرٍ هو رسٌّ.
قوله تعالى: وقرونًا بين ذلك كثيرًا
[الوجه الأول]
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ الحمصيّ، ثنا سلامة بن جوّاسٍ، أنبأ محمّد بن القاسم الطّائيّ أنّ عبد اللّه بن بسرٍ قال: قلت يا رسول اللّه كم القرن؟ قال: مائة سنةٍ- وروي، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي ثنا آدم بن أبي إياسٍ العسقلانيّ، ثنا حماد ابن سلمة، عن أبي محمّدٍ، عن زرارة بن أوفى قال: القرن عشرون ومائة سنةٍ بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قرنٍ كان آخرهم يزيد بن معاوية.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قال: القرن سبعون سنةً.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي ثنا أبو بشرٍ إسماعيل بن مسلمة بن قعنبٍ، ثنا أبو عبيدة النّاجيّ، عن الحسن البصريّ قال: القرن ستّون سنةً.
الوجه الخامس:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا حفصٌ، عن الحجّاج، عن الحكم، عن إبراهيم قال: القرن أربعون سنةً.
الوجه السّادس:
- حدّثنا أبي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا محمّد بن عقبة الرّافعيّ، ثنا مالك بن دينارٍ قال: سألت الحسن، عن القرن فقال: عشرون سنةً.
الوجه السّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا الربيع نافع الحبلى بطرسوس، ثنا معاوية بن سلامٍ، عن أخيه زيد بن سلامٍ أنّه سمع أبا سلامٍ قال: حدّثني أبو أمامة الباهليّ أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه: أنبيٌّ كان آدم؟ قال: نعم مكلّمٌ، قال: كم بينه وبين نوحٍ؟ قال: عشرة قرونٍ، قال كم كان بين نوحٍ وإبراهيم؟ قال: عشرة قرونٍ.
- حدّثنا أبي ثنا عبد اللّه بن عمران، ثنا أبو داود، ثنا همّامٌ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كان بين آدم وبين نوحٍ عشرة قرونٍ كلّ أمّةٍ منهم على شريعةٍ من الحقّ- وروى عن عكرمة نحوه.
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عثمان أبو الجماهر التّنوخيّ، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قال: كان بين موسى وعيسى صلّى اللّه عليهما أربعمائة سنةٍ وكان بين عيسى وبين محمّدٍ صلّى اللّه عليهما ستّمائة سنةٍ وبين نوحٍ وآدم صلّى اللّه عليهما ألف دارٍ وبين نوحٍ إبراهيم صلّى اللّه عليهما ألف دارٍ وبين إبراهيم وبين موسى صلّى اللّه عليهما وسلّم ألف دارٍ يعنى ألف دارٍ، ألف سنةٍ.
- حدّثنا أبي ثنا موسى بن أيّوب النّصيبيّ، ثنا ضمرة، عن عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه قال: بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين آدم تسعةٌ وأربعون أبًا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا إسماعيل بن سعيدٍ الغلاس، ثنا إبراهيم بن هراسة، عن سفيان، عن الأعمش قال: كان بين موسى وعيسى ألف نبيٍّ.
- قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنبأ ابن وهبٍ أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال سمعت عروة بن الزّبير يقول: ما وجدنا أحدًا يعرف ما وراء معد بن عدنان). [تفسير القرآن العظيم: 8/2695-2697]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، ثنا خالد بن مخلدٍ القطوانيّ، ثنا موسى بن يعقوب الزّمعيّ، عن عمّه الحارث، عن عبد الرّحمن، عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها، قالت: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: «معد بن عدنان بن آدد بن زند بن البراء بن أعراق الثّرى» قالت: ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أهلك عادًا وثمود وأصحاب الرّسّ وقرونًا بين ذلك كثيرًا لا يعلمهم إلّا اللّه» قالت أمّ سلمة: وأعراق الثّرى إسماعيل بن إبراهيم وزندٌ هميسعٌ وبراءٌ: نبتٌ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {وعادا وثمود} ينون ثمود). [الدر المنثور: 11/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال {الرس} قرية من ثمود). [الدر المنثور: 11/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال {الرس} بئر باذربيجان). [الدر المنثور: 11/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله {وأصحاب الرس} قال: قوم شعيب). [الدر المنثور: 11/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وأصحاب الرس} قال: حدثنا أن أصحاب الرس كانوا أهل فلج باليمامة وآبار كانوا عليها). [الدر المنثور: 11/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال {الرس} بئر كان عليها قوم يقال لهم: أصحاب الرس). [الدر المنثور: 11/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عكرمة قال {وأصحاب الرس} رسوا نبيهم في بئر). [الدر المنثور: 11/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن ابن عباس أنه سأل كعبا عن أصحاب الرس قال: صاحب البئر الذي {قال يا قوم اتبعوا المرسلين} فرسه قومه في بئر بالحجار). [الدر المنثور: 11/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال {الرس} بئر قتل به صاحب يس). [الدر المنثور: 11/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي، وابن عساكر عن جعفر بن محمد بن علي: إن امرأتين سألتاه هل تجد غشيان المرأة المرأة محرما في كتاب الله قال: نعم، هن اللواتي كن على عهد تبعن وهن صواحب الرس وكل نهر وبئر رس، قال: يقطع لهن جلباب من نار ودرع من نار ونطاق من نار وتاج من نار وخفان من نار ومن فوق ذلك ثوب غليظ جاف جلف منتن من نار قال جعفر: علموا هذا نساءكم). [الدر المنثور: 11/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن واثلة بن الاسقع رفعه قال: سحاق النساء زنا بينهن). [الدر المنثور: 11/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراكبة والمركوبة). [الدر المنثور: 11/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: أن أصحاب الايكة، وأصحاب الرس، كانتا أمتين فبعث الله إليهما نبيا واحدا شعيبا وعذبهما الله بعذابين). [الدر المنثور: 11/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول الناس يدخل الجنة يوم القيامة العبد الاسود وذلك أن الله تعالى بعث نبيا إلى أهل قريته فلم يؤمن به من أهلها أحد إلا ذلك الاسود ثم إن أهل القرية عدوا على النّبيّ فحفروا له بئر فالقوه فيها ثم أطبقوا عليه بحجر ضخم فكان ذلك العبد يذهب فيحتطب على ظهره ثم يأتي بحطبه فيبيعه فيشتري به طعاما وشرابا ثم ياتي به إلى تلك البئر فيرفع تلك الصخرة فيعينه الله عليها فيدلي طعامه وشرابه ثم يردها كما كانت ما شاء الله أن يكون، ثم إنه ذهب يحتطب كما كان يصنع فجمع حطبه وحزم حزمته وفرغ منها فلما أراد أن يحتملها وجد سنة فاضطجع فنام فضرب على أذنه سبع سنين نائما ثم إنه هب فتمطى فتحول لشقه الآخر فاضطجع فضرب الله على أذنه سبع سنين أخرى ثم إنه هب فاحتم حزمته ولا يحسب إلا أنه نام ساعة من نهار فجاء إلى القرية فباع حزمته ثم اشترى طعاما وشرابا كما كان يصنع ثم ذهب إلى الحفرة في موضعها التي كانت فيه فالتمسه فلم يجده وفد كان بدا لقومه بداء فاستخرجوه فامنوا به وصدقوه، وكان النّبيّ يسألهم عن ذلك الاسود ما فعل فيقولون له: ما ندري، حتى قبض ذلك النّبيّ فاهب الله الاسود من نومته بعد ذلك، إن ذلك لأول من يدخل الجنة). [الدر المنثور: 11/176-177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أم سلمة سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول بعد عدنان بن أدد بن زين بن البراء واعراق الثرى، قالت: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلك {وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا} {لا يعلمهم إلا الله} قالت: واعراق الثرى: اسمعيل وزيد وهميسع وبرانيت). [الدر المنثور: 11/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {وقرونا بين ذلك كثيرا} قال: كان يقال إن القرن سبعون سنة). [الدر المنثور: 11/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى قال: القرن مائة وعشرون عاما قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرن كان آخره العام الذي مات فيه يزيد بن معاوية). [الدر المنثور: 11/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون قال أبو سلمة: القرن مائة سنة). [الدر المنثور: 11/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم، وابن مردويه عن عبد الله بن بسر قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي فقال: هذا الغلام يعيش قرنا، فعاش مائة سنة). [الدر المنثور: 11/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق محمد بن القاسم الحمصي عن عبد الله بسر المازني قال: وضع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يده على رأسي وقال: سيعيش هذا الغلام قرنا قلت: يا رسول الله كم القرن قال: مائة سنة، قال محمد بن القاسم: ما زلنا نعد له حتى تمت مائة سنة، ثم مات). [الدر المنثور: 11/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي الهيثم بن دهر الاسلمى قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم القرن خمسون سنة). [الدر المنثور: 11/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتي خمس قرون القرن أربعون سنة). [الدر المنثور: 11/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن حماد بن إبراهيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن أربعون سنة). [الدر المنثور: 11/180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن أربعون سنة). [الدر المنثور: 11/180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال القرن ستون سنة). [الدر المنثور: 11/180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم في الكنى عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى معد بن عدنان أمسك، ثم يقول: كذب النسابون قال الله تعالى {وقرونا بين ذلك كثيرا} ). [الدر المنثور: 11/180]

تفسير قوله تعالى: (وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وكلا ضربنا له الأمثال قال كلا قد أعذر الله إليه ثم انتقم منه). [تفسير عبد الرزاق: 2/70]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله وكلا تبرنا تتبيرا قال تبر الله كلا بالعذاب تتبيرا). [تفسير عبد الرزاق: 2/70]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن عبد الملك بن عميرٍ، قال للرّبيع: ألا ندعو لك طبيبًا، فقال: أنظروني، ثمّ تفكّر، فقال: {وعادًا وثمّود وأصحاب الرّسّ وقرونًا بين ذلك كثيرًا وكلاًّ ضربنا له الأمثال وكلاّ تبّرنا تتبيرًا} فذكر من حرصهم على الدّنيا ورغبتهم فيها، قال: فقد كانت مرضى وكان منهم أطبّاء، فلا المداوي بقي، ولا المداوى، هلك الناعت والمنعوت له، والله لا تدعون لي طبيبًا). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 271](م)

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {وكلًّا ضربنا له الأمثال} يقول تعالى ذكره: وكلّ هذه الأمم الّتي أهلكناها الّتي سمّيناها لكم أو لم نسمّها ضربنا لها الأمثال، يقول: مثّلنا لها الأمثال ونبّهناها على حججنا عليها، وأعذرنا إليها بالعبر والمواعظ، فلم نهلك أمّةً إلاّ بعد الإبلاغ إليهم في المعذرة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وكلًّا ضربنا له الأمثال} قال: كلٌّ قد أعذر اللّه إليه، ثمّ انتقم منه.
وقوله: {وكلًّا تبّرنا تتبيرًا} يقول تعالى ذكره: وكلّ هؤلاء الّذين ذكرنا لكم أمرهم استأصلناهم، فدمّرناهم بالعذاب إبادةً، وأهلكناهم جميعًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحسن، في قوله: {وكلًّا تبّرنا تتبيرًا} قال: تبّر اللّه كلًّا بعذابٍ تتبيرًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {وكلًّا تبّرنا تتبيرًا} قال: تتبير بالنّبطيّة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ قوله: {وكلًّا تبّرنا تتبيرًا} قال: بالعذاب). [جامع البيان: 17/455-457]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وكلًّا ضربنا له الأمثال وكلًّا تبّرنا تتبيرًا (39)
قوله تعالى: وكلا ضربنا له الأمثال
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبّرنا تتبيرًا كلا قد أعذر اللّه إليه وبيّن له ثمّ انتقم منه.
قوله تعالى: وكلا تبّرنا تتبيرًا
- أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن الحسن في قوله: وكلا تبّرنا تتبيرًا قال: تبّر اللّه كلا بالعذاب تتبيرًا.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: وكلا تبّرنا تتبيرًا قال: أضللنا الذين أضلهم، لم ينتفعوا من دينهم بشيء). [تفسير القرآن العظيم: 8/2697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا * ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا * وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا * إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة {وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا} قال: كل قد أعذر الله إليه وبين له ثم انتقم منه {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} قال: قرية لوط {بل كانوا لا يرجون نشورا} قال: بعثا ولا حسابا). [الدر المنثور: 11/180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {وكلا تبرنا تتبيرا} قال: تبر الله كلا بالعذاب). [الدر المنثور: 11/180-181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال {تبرنا} بالنبطية). [الدر المنثور: 11/181]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء، أفلم يكونوا يرونها، بل كانوا لا يرجون نشورًا}.
يقول تعالى ذكره: ولقد أتى هؤلاء الّذين اتّخذوا القرآن مهجورًا على القرية الّتي أمطرها اللّه مطر السّوء وهي سدوم قرية قوم لوطٍ. ومطر السّوء هو الحجارة الّتي أمطرها اللّه عليهم فأهلكهم بها.
- كما حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ولقد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء} قال: حجارةٌ، وهي قرية قوم لوطٍ، واسمها سدوم.
قال ابن عبّاسٍ: خمس قرياتٍ فأهلك اللّه أربعةً، وبقيت الخامسة، واسمها صعوة. لم تهلك صعوة. كان أهلها لا يعملون ذلك العمل، وكانت سدوم أعظمها، وهي الّتي نزل بها لوطٌ، ومنها بعث. وكان إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم ينادي نصيحةً لهم: يا سدوم، يومٌ لك من اللّه، أنهاكم أن تعرّضوا لعقوبة اللّه، زعموا أنّ لوطًا ابن أخي إبراهيم صلوات اللّه عليهما.
وقوله: {أفلم يكونوا يرونها} يقول جلّ ثناؤه: أفلم يكن هؤلاء المشركون الّذين قد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء يرون تلك القرية وما نزل بها من عذاب اللّه بتكذيب أهلها رسلهم فيعتبروا ويتذكّروا، فيراجعوا التّوبة من كفرهم وتكذيبهم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
{بل كانوا لا يرجون نشورًا} يقول تعالى ذكره: ما كذّبوا محمّدًا فيما جاءهم به من عند اللّه، لأنّهم لم يكونوا رأوا ما حلّ بالقرية الّتي وصفت، ولكنّهم كذّبوه من أجل أنّهم قومٌ لا يخافون نشورًا بعد الممات، يعني أنّهم لا يوقنون بالعقاب والثّواب، ولا يؤمنون بقيام السّاعة فيردعهم ذلك عمّا يأتون من معاصي اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورًا} بعثًا). [جامع البيان: 17/457-458]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولقد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورًا (40)
قوله تعالى: ولقد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قراءة، أخبرني محمد ابن شعيب بن شابور أخبرني عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه: وأمّا القرية الّتي أمطرت مطر السّوء فقرية لوطٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا المقدّميّ، ثنا أبو معشرٍ البراء، ثنا أبو رجاءٍ قال: سمعت الحسن قرأ: ولقد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء قال: هي واللّه بين الشّام والمدينة.
قوله تعالى: أفلم يكونوا يرونها الآية.
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: لا يرجون أي لا يخافون.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة: لا يرجون نشورًا أي بعثًا ولا حسابًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا * ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا * وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا * إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة {وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا} قال: كل قد أعذر الله إليه وبين له ثم انتقم منه {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} قال: قرية لوط {بل كانوا لا يرجون نشورا} قال: بعثا ولا حسابا). [الدر المنثور: 11/180] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ولقد أتوا على القرية} قال: هي سدوم قرية قوم لوط {التي أمطرت مطر السوء} قال: الحجارة). [الدر المنثور: 11/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء {ولقد أتوا على القرية} قال: قرية لوط). [الدر المنثور: 11/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {ولقد أتوا على القرية} قال: هي بين الشام والمدينة). [الدر المنثور: 11/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله {لا يرجون نشورا} قال: بعثا وفي قوله {لولا أن صبرنا عليها} قال: ثبتنا). [الدر المنثور: 11/181]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 07:50 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب} [الفرقان: 35] التّوراة.
{وجعلنا معه أخاه هارون وزيرًا} [الفرقان: 35] أي عوينًا وعضدًا في تفسير قتادة.
وتفسير الحسن: شريكًا في الرّسالة.
وهو واحدٌ، وذلك قبل أن تنزّل عليهما التّوراة ثمّ نزّلت عليهما بعد فقال: {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان} [الأنبياء: 48] التّوراة.
وفرقانها حلالها وحرامها). [تفسير القرآن العظيم: 1/481]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا}

الوزير في اللّغة الذي يرجع إليه ويتحصّن برأيه، والوزر ما يلتجأ إليه ويعتصم به، ومنه قوله:{كلا لا وزر}أي لا ملجأ يوم القيامة ولا منجا إلا لمن رحم اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 4/67]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا}
روى سعيد عن قتادة قال أي عونا وعضدا). [معاني القرآن: 5/26]

تفسير قوله تعالى: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فقلنا اذهبا إلى القوم الّذين كذّبوا بآياتنا} [الفرقان: 36] يعني فرعون وقومه.
{فدمّرناهم تدميرًا} [الفرقان: 36] أي فكذّبوهما {فدمّرناهم تدميرًا} [الفرقان: 36] يعني الغرق الّذي أهلكهم به كقوله: {فكذّبوهما فكانوا من المهلكين} [المؤمنون: 48]، من المعذّبين بالغرق في الدّنيا ولهم النّار في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/481]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فقلنا اذهبا...}

وإنما أمر موسى وحده بالذهاب في المعنى، وهذا بمنزله قوله: {نسيا حوتهما}، وبمنزلة قوله: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} وإنما يخرج من أحدهما وقد فسّر شأنه). [معاني القرآن: 2/268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فقلنا اذهبا إلى القوم الّذين كذّبوا بآياتنا فدمّرناهم تدميرا}
يعني به فرعون وقومه، والذين مسخوا قردة وخنازير). [معاني القرآن: 4/67]
تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وقوم نوحٍ} [الفرقان: 37] أي: وأهلكنا قوم نوحٍ أيضًا بالغرق.
{لمّا كذّبوا الرّسل} [الفرقان: 37] يعني نوحًا.
قال: {أغرقناهم وجعلناهم للنّاس آيةً} [الفرقان: 37] لمن بعدهم.
{وأعتدنا للظّالمين} [الفرقان: 37] المشركين، يعنيهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/481]
{عذابًا أليمًا} [الفرقان: 37] موجعًا في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/482]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وقوم نوحٍ لّمّا كذّبوا الرّسل أغرقناهم...}

نصبتهم بأغرقناهم وإن شئت بالتدمير المذكور قبلهم). [معاني القرآن: 2/268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقوم نوح لمّا كذّبوا الرّسل أغرقناهم وجعلناهم للنّاس آية وأعتدنا للظّالمين عذابا أليما}
يدل هذا اللفظ أن قوم نوح قد كذبوا غير نوح أيضا لقوله {الرسل}.
ويجوز أن يكون (الرّسل) يعنى به نوح وحده، لأن من كذب بنبي فقد كذب بجميع الأنبياء، لأنه مخالف للأنبياء، لأن الأنبياء يؤمنون باللّه وبجميع رسله.
ويجوز أن يكون يعنى به الواحد.
ويذكر لفظ الجنس كما يقول الرجل للرجل ينفق الدرهم الواحد أنت ممن ينفق الدراهم، أي ممن نفقته من هذا الجنس.
وفلان يركب الدواب وإن لم يركب إلا واحدة). [معاني القرآن: 4/68-67]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم}
قيل هذا يوجب أن قوم نوح قد كذبوا غير نوح صلى الله عليه وسلم
فقيل من كذب نبيا فقد كذب جميع الأنبياء لأن الأنبياء كلهم يؤمنون بالله جل وعز وبجميع كتبه
وقيل هذا كما يقال فلان يركب الدواب وإن لم يركب إلا واحدة أي يركب هذا الجنس). [معاني القرآن: 5/26]

تفسير قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وعادًا وثمود} [الفرقان: 38] أي: وأهلكنا عادًا وثمود تبعًا للكلام الأوّل.
{وأصحاب الرّسّ} [الفرقان: 38] أي: وأهلكنا أصحاب الرّسّ، والرّسّ بئرٌ في قول كعبٍ.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: الرّسّ بئرٌ كان عليها أناسٌ.
وقال الحسن: وادٍ.
وقال قتادة: أهل فلجٍ باليمامة وآبارٍ كانوا عليها.
قال يحيى: وبلغني أنّ الّذي أرسل إليهم شعيبٌ، وأنّه أرسل إلى أهل مدين وإلى أهل الرّسّ جميعًا.
ولم يبعث نبيٌّ إلى أمّتين غيره فيما مضى، وبعث النّبيّ إلى الجنّ والإنس كلّهم.
قال: {وقرونًا بين ذلك كثيرًا} [الفرقان: 38] أي: وأهلكنا قرونًا، أممًا، أمّةً بعد أمّةٍ {بين ذلك كثيرًا} [الفرقان: 38] سعيدٌ عن قتادة قال: القرن سبعون سنةً). [تفسير القرآن العظيم: 1/482]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وعاداً وثمودا وأصحاب الرّسّ وقروناً...}

منصوبون بالتدمير ... يقال: إن الرسّ بئر). [معاني القرآن: 2/268]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" أصحاب الرّسّ " أي المعدن قال النابغة الجعدي:
سبقت إلى فرطٍ ناهل=تنابلةً يحفرون الرّساسا
والرساس المعادن). [مجاز القرآن: 2/75]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الرس} والرساس: المعادن. وقال بعض المفسرين إنما سموا أصحاب الرس لأنهم حفروا بئرا فرسوا نبيهم فيها أي أثبتوه).
[غريب القرآن وتفسيره: 277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأصحاب الرّسّ} والرسّ: المعدن. قال الجعدي:
تنابلة يحفرون الرّساسا أي: آبار المعدن. وكلّ ركيّة تطوي فهي: رسّ). [تفسير غريب القرآن: 313]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وعادا وثمود وأصحاب الرّسّ وقرونا بين ذلك كثيرا}
قوم نوح " منصوبون " على معنى - وأغرقنا قوم نوح، {وعادا وثمود وأصحاب الرّسّ} نصب عطف على الهاء والميم، التي في قوله جعلناهم للناس آية.
ويجوز أن يكون معطوفا على معنى {وأعتدنا للظّالمين عذابا أليما}
ويكون التأويل: وعدنا الظالمين بالعذاب، ووعدنا عادا وثمودا وأصحاب الرسّ.
قال أبو إسحاق: والدليل على ذلك قوله: {وأعتدنا للظّالمين عذابا أليما}.
والرس: بئر، يروى أنهم قوم كذبوا بنبيهم ورموه في بئر، أي دسّوه فيها.
ويروى أن الرسّ قرية باليمامة يقال لها ملح، ويروى أن الرسّ ديار لطائفة من ثمود.
وقوله: {وقرونا بين ذلك كثيرا}.
يروى أن القرن مدّته سبعون سنة). [معاني القرآن: 4/68]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وعادا وثمود وأصحاب الرس}
قال قتادة كانوا أصحاب فلج باليمامة وآبار
قال مجاهد أصحاب الرس كانوا على بئر لهم وكان اسمها الرس فنسبوا إليها
قال أبو جعفر الرس عند أهل اللغة كل بئر غير مطوية ومنه قول الشاعر:
تنابلة يحفرون الرساسا
يعني : آبار المعادن
ويروى أنهم قتلوا نبيهم ورسوه في بئر أي دسوه فيها إلا أن قتادة قال إن أصحاب الأيكة وأصحاب الرس أمتان أرسل إليهم جميعا شعيب صلى الله عليه وسلم فعذبتا بعذابين
ثم قال جل وعز: {وقرونا بين ذلك كثيرا}
قال قتادة بلغنا أن القرن سبعون سنة
ومعنى تبرنا أهلكنا ودمرنا). [معاني القرآن: 5/28-27]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَصْحَابَ الرَّسِّ}: الرس: المعدن، وكل ركية لم تطو فهي رس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 172]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الرَّسِّ}: البير). [العمدة في غريب القرآن: 223]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وكلًّا} [الفرقان: 39] يعني من ذكر ممّن مضى.
{ضربنا له الأمثال} [الفرقان: 39] أي خوّفناهم.
{وكلًّا تبّرنا تتبيرًا} [الفرقان: 39] أفسدنا فسادًا، يعني إهلاكه الأمم السّالفة بتكذيبها رسلها). [تفسير القرآن العظيم: 1/482]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وكلاًّ تبّرنا تتبيراً...}

أهلكناهم وأبدناهم إبادةً). [معاني القرآن: 2/268]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وكلاً تبّرنا تتبيراً} أي أهلكنا واستأصلنا). [مجاز القرآن: 2/75]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تبّرنا تتبيراً} أي أهلكنا ودمّرنا). [تفسير غريب القرآن: 313]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وكلّا ضربنا له الأمثال وكلّا تبّرنا تتبيرا}
{كلّا} منصوب بفعل مضمر الذي ظهر تفسيره، المعنى وأنذرنا كلّا ضربنا له الأمثال.
{وكلّا تبّرنا تتبيرا} التتبير التدمير والهلاك، وكل شيء كسّرته وفتّتّه فقد تبّرته، ومن هذا قيل لمكسّر الزجاج التبر، وكذلك تبر الذهب). [معاني القرآن: 4/69-68]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا}: أي أهلكنا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد أتوا} [الفرقان: 40] يعني مشركي العرب.
{على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء} [الفرقان: 40] قال قتادة: يعني قرية لوطٍ.
ومطر السّوء الحجارة الّتي رموا بها من السّماء.
رمي بها من كان خارجًا من المدينة وأهل السّفر منهم.
قال: {أفلم يكونوا يرونها} [الفرقان: 40] فيتفكّروا ويحذروا أن ينزل بهم ما نزل
[تفسير القرآن العظيم: 1/482]
بهم، أي بلى قد أتوا عليها ورأوها، مثل قوله: {وإنّكم لتمرّون عليهم مصبحين {137} وباللّيل أفلا تعقلون {138}} [الصافات: 137-138] قال: {بل كانوا لا يرجون نشورًا} [الفرقان: 40] وقال قتادة: بعثًا ولا حسابًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/483]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
({ولقد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشوراً}

وقال: {الّتي أمطرت مطر السّوء} لغتان يقال "مطرنا" و"أمطرنا" وقال: {وأمطرنا عليهم حجارةً} وهما لغتان). [معاني القرآن: 3/15]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لا يرجون نشورا}: لا يخافون وهذه لهذيل من بين العرب، وأهل تهامة. يقولون: فلان لا يرجو ربه أي لا يخافه.
ومثله {مالكم لا ترجون لله وقارا} يفعلون ذلك إذا كان معها جحد فإذا لم يكن معها جحد ذهبوا إلى الرجاء بعينه.
{النشور} الحياة بعد الموت، يقال نشر الله الموتى فنشروا أي أحياهم فحيوا). [غريب القرآن وتفسيره: 277-278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا}
{أتوا} أي مشركو مكّة، يعنى به قرية قوم لوط التي أمر اللّه عليها الحجارة، فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن الذي جرأهم على التكذيب، وأنهم لم يبالوا بما شاهدوا من التعذيب في الدنيا أنهم كانوا لا يصدقون بالبعث فقال: {أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا}
قيل لا يخافون ما وعدوا به من العذاب بعد البعث.
والذي عند أهل اللغة أن الرجاء ليس على معنى الخوف، هذا مذهب من يرفع الأضداد، وهو عندي الحق، المعنى بل كانوا لا يرجون ثواب من عمل خيرا بعد البعث فركبوا المعاصي). [معاني القرآن: 4/69]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء}
قال قتادة يعني مدينة قوم لوط
وقوله جل وعز: {بل كانوا لا يرجون نشورا}
قال قتادة أي حسابا وبعثا
قيل يرجون ههنا بمعنى يخافون
وقال من ينكر الأضداد يرجون على بابه؛ أي لا يرجون ثواب الآخرة فيتقوا المعاصي). [معاني القرآن: 5/28]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا يَرْجُونَ}: لا يخافون). [العمدة في غريب القرآن: 223]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 07:52 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) }

تفسير قوله تعالى: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) }

تفسير قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما يختار فيه إعمال الفعل
مما يكون في المبتدأ مبنياً عليه الفعل
وذلك قولك رأيت زيدا وعمراً كلّمته ورأيت عبد الله وزيداً مررت به ولقيت قيسا وبكراً أخذت أباه ولقيت خالدا وزيدا اشتريت له ثوبا.
وإنّما اختير النصب ههنا لأنّ الاسم الأوّل مبنىٌّ على الفعل فكان بناء الآخر على الفعل أحسن عندهم إذ كان يبنى على الفعل وليس قبله اسمٌ مبنىٌّ على الفعل ليجرى الآخر على ما جرى عليه الذي يليه قبله إذ كان
لا ينقص المعنى لو بنيته على الفعل. وهذا أولى أن يحمل عليه ما قرب جواره منه إذ كانوا يقولون ضربوني وضربت قومك لأنّه يليه فكان أن يكون الكلام على وجهٍ واحدٍ إذا كان لا يمتنع الآخر من أن يكون مبنياً على ما بني عليه الأول أقرب في المأخذ.
ومثل ذلك قوله عزّ وجل: {يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما}. وقوله عزّ وجلّ: {وعاداً وثموداً وأصحاب الرّس وقروناً بين ذلك كثيراً وكلاّ ضربنا له الأمثال}. ومثله: {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة}. وهذا في القرآن كثير.
ومثل ذلك كنت أخاك وزيدا كنت له أخاً لأنّ كنت أخاك بمنزلة ضربت أخاك. وتقول لست أخاك وزيدا أعنتك عليه لأنها فعلّ وتصرّف في معناها كتصرّف كان. وقال الشاعر وهو الربيع بن ضبعٍ الفزاريّ:

أصبحت لا أحمل السّلاح ولا = أملك رأس البعير إن نفرا
والذّئب أخشاه إن مررت به = وحدي وأخشى الرياح والمطرا
وقد يبتدأ فيحمل على مثل ما يحمل عليه وليس قبله منصوب وهو عربي جيد. وذلك قولك لقيت زيدا وعمروٌ كلّمته كأنّك قلت لقيت زيدا وعمروٌ أفضل منه. فهذا لا يكون فيه إلاّ الرفع لأنّك لم تذكر فعلا. فإذا جاز أن يكون في المبتدأ بهذه المنزلة جاز أن يكون بين الكلامين. وأقرب منه إلى الرفع عبد الله لقيت وعمرٌ ولقيت أخاه وخالدا رأيت وزيدٌ كلّمت أباه. هو ها هنا إلى الرفع أقرب كما كان في الابتداء من النصب أبعد. وأما قوله عزّ وجلّ: {يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم} فإنما وجّهوه على أنه يغشى طائفةً منكم وطائفةٌ في هذه الحال كأنه قال إذ طائفةٌ في هذه الحال فإنّما جعله وقتاً ولم يرد أن يجعلها واو عطفٍ وإنما هي واو الابتداء). [الكتاب: 1/88-90] (م)
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما ثمود وسبأ فهما مرةً للقبيلتين ومرةً للحيين وكثرتهما سواءٌ وقال تعالى: {وعاداً وثموداً} وقال تعالى: {ألا
إن ثموداً كفروا ربهم} وقال: {وآتينا ثمود الناقة مبصرةً} وقال: {وأما ثمود فهديناهم} وقال: {لقد كان لسبأٍ في مساكنهم} وقال: {من سبأٍ بنبأٍ يقينٍ}.
وكان أبو عمرو لا يصرف سبأ يجعله اسماً للقبيلة وقال الشاعر:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ = يبنون من دون سيله العرما
وقال في الصرف للنابغة الجعدي:
أضحت ينفّرها الولدان من سبأٍ = كأنّهم تحت دفّيها دحاريج).
[الكتاب: 3/252-253]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المحاربيّ عن عبد الملك بن عُمَير قال: قيل للربيع بن خيْثم في مرضه: ألا ندعو لك طبيبًا؟ قال: أنظِروني؛ ثم فكر فقال: {وعادٍ وثَمُودَ وأصحابَ الرَسَ وقُرُونًا بينَ ذلكَ كثيرًا} قد كانت فيهمِ أطباءُ، فما أرى المداوى بَقِي ولا المداوَى؛ هلك الناعتُ والمنعوتُ له، لا تدعوا لي طبيبًا). [عيون الأخبار: 6/308-309]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والأعجمي المذكر يجري مجرى العربي المؤنث في جميع ما صرف فيه.
ألا ترى أن نوحا ولوطا اسمان أعجميان وهما مصروفان في كتاب الله عز وجل! فأما قوله عز وجل: {وعاداً وثمود وأصحاب الرس} وقوله: {ألا إن ثمود كفروا ربهم} {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} فإن ثمود اسم عربيٌّ، وإنما هو فعول من الثمد، فمن جعله اسماً لأب أوحىٍّ صرفه، ومن جعله اسماً لقبيلة أو جماعة لم يصرفه. ومكانهم من العرب معروف؛ فلذل كان لهم هذا الاسم. وعلى ذلك اسم صالح. فأما الأسماء المشتقة غير المغيرة فهي تبين لك عن أنفسها). [المقتضب: 3/353-354]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومن الحروف أيضا. {وقرونا بين ذلك كثيرا} تحت (قرون) تحصيل عدد لم يطلع الله عليه أحدا فهو من التأويل الذي استأثر الله بعلمه). [كتاب الأضداد: 425]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:44 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا}
هذه الآيات التي ذكر فيها الأمم هي تمثيل لهم وتوعد بأن يحل بهم ما حل بهؤلاء المعذبين، و"الكتاب": التوراة، و"الوزير": المعين، وهو من تحمل الوزر، أي ثقل الحال، ومن الوزر الذي هو الملجأ). [المحرر الوجيز: 6/438]

تفسير قوله تعالى: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والقوم الذين كذبوا هم فرعون وملؤه من القبط، ثم حذف من الكلام كثير دل عليه ما بقي، وتقدير المحذوف: فذهبا فأديا الرسالة فكذبوهما فدمرناهم. وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومسلمة بن محارب: "فدمرانهم"، أي: كونا سبب ذلك، قال أبو الفتح: ألحق نون التوكيد ألف التثنية، كما تقول لرجل: اضربان زيدا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "فدمراهم"، وحكى عنهم أبو عمرو الداني: "فدمرناهم" بكسر الميم خفيفة، قال: وروي عنهم: "فدمروا بهم" على الأمر لجماعة وبزيادة باء، والذي فسر أبو الفتح وهم، وإنما القراءة: "فدمروا بهم" بالباء، وكذا ذكرها المهدوي). [المحرر الوجيز: 6/438]

تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ونصب قوله: "قوم" بفعل مضمر يدل عليه "أغرقناهم"، وقوله تعالى: "الرسل" وهم إنما كذبوا نوحا فقط، معناه أن الأمة التي تكذب نبيا واحدا ففي ضمن ذلك تكذيب جميع الأنبياء، فجاءت العبارة بما تضمنه فعلهم تعبيرا في القول عليهم، وقوله تعالى: "آية" أي علامة على سطوة الله تبارك وتعالى بكل كافر بأنبيائه). [المحرر الوجيز: 6/439]

تفسير قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : ("وعادا وثمودا" يصرف ولا يصرف، وجاء ها هنا مصروفا، وقرأ ابن مسعود، وعمرو بن ميمون، والحسن، وعيسى: " وعادا " مصروفا. وثمود غير مصروف.
واختلف الناس في " أصحاب الرس "، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هم قوم من ثمود، وقال قتادة: أهل قرية من اليمامة يقال لها: الرس، وقال كعب، ومقاتل، والسدي: الرس: بئر بأنطاكية الشام، قتل فيها صاحب ياسين، وقال الكلبي: أصحاب الرس قوم بعث إليهم نبي فقتلوه، وقال قتادة: أصحاب الرس وأصحاب الأيكة قومان أرسل إليهم شعيب عليه السلام، وقاله وهب بن منبه، وقال علي -في كتاب الثعلبي -: أصحاب الرس قوم عبدوا شجرة صنوبر يقال لها: "شاه درخت" رسوا نبيهم في بئر أو قبر أو معدن، ومنه قول الشاعر:
سبقت إلى فرط باهل تنابلة يحفرون الرساسا
[المحرر الوجيز: 6/439]
وروى عكرمة، ومحمد بن كعب القرظي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الرس المشار إليهم في هذه الآية: قوم أخذوا نبيهم فرموه في بئر وأطبقوا عليه صخرة، فكان عبد أسود قد آمن به، يجيء بطعام إلى تلك البئر فيعينه الله على تلك الصخرة فيقلعها، وهو مؤمن بذلك النبي، فيعطيه ما يغذيه، ثم يرد تلك الصخرة، إلى أن ضرب الله على أذن ذلك الأسود بالنوم أربع عشرة سنة، وأخرج أهل القرية نبيهم فآمنوا به ... في حديث طويل. قال الطبري: فيمكن أنهم كفروا به بعد ذلك فذكرهم الله تعالى في هذه الآية.
وقوله تعالى: {وقرونا بين ذلك كثيرا} إيهام لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى، وقد تقدم شرح "القرن"، وكم هو، ومن هذا اللفظ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروى -ويروى أن ابن عباس رضي الله عنهما قاله-: كذب النسابون من فوق عدنان؛ لأن الله تبارك وتعالى أخبر عن كثير من الأمم والخلق ولم يخبر عن غيرهم). [المحرر الوجيز: 6/440]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال الله تعالى: إن كل هؤلاء ضرب له الأمثال ليهتدي فلم يهتد، فتبره الله، أي أهلكه، والتبار: الهلاك، والتبر: الذهب، أي: المكسر المفتت، ولذلك يقال لفتات الرخام والزجاج: تبر، وقال ابن جبير: إن أصل الكلمة نبطي، ولكن العرب قد استعملته). [المحرر الوجيز: 6/440]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا}
قال ابن عباس، وابن جريج، والجماعة: الإشارة إلى مدينة قوم لوط، وهي
[المحرر الوجيز: 6/440]
(سدوم) بالشام. و"مطر السوء" حجارة السجيل، وقرأ أبو السمال: "السوء" بضم السين المشددة. ثم وقفهم على إعراضهم وتعرضهم لسخط الله تبارك وتعالى بعد رؤيتهم العبرة من تلك القرية، ثم حكم عليهم بأن كفرهم إنما أوجبه فساد معتقدهم في أمر الآخرة، وأنهم لا يرجون البعث، وكذلك لا يخافونه). [المحرر الوجيز: 6/441]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرًا (35) فقلنا اذهبا إلى القوم الّذين كذّبوا بآياتنا فدمّرناهم تدميرًا (36) وقوم نوحٍ لـمّا كذّبوا الرّسل أغرقناهم وجعلناهم للنّاس آيةً وأعتدنا للظّالمين عذابًا أليمًا (37) وعادًا وثمود وأصحاب الرّسّ وقرونًا بين ذلك كثيرًا (38) وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبّرنا تتبيرًا (39) ولقد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورًا (40)}
يقول تعالى متوعّدًا من كذّب رسوله محمّدًا، صلوات اللّه وسلامه عليه، من مشركي قومه ومن خالفه، ومحذّرهم من عقابه وأليم عذابه، ممّا أحلّه بالأمم الماضية المكذّبين لرسله، فبدأ بذكر موسى، عليه السّلام، وأنّه ابتعثه وجعل معه أخاه هارون وزيرًا، أي: نبيًّا موازرا ومؤيّدًا وناصرًا، فكذّبهما فرعون وجنوده، فـ {دمّر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها} [محمّدٍ: 10].، وكذلك فعل بقوم نوحٍ حين كذّبوا رسوله نوحًا، عليه السّلام، ومن كذّب برسولٍ فقد كذّب بجميع الرّسل؛ إذ لا فرق بين رسولٍ ورسولٍ، ولو فرض أنّ اللّه بعث إليهم كلّ رسولٍ فإنّهم كانوا يكذّبونه؛ ولهذا قال: {وقوم نوحٍ لـمّا كذّبوا الرّسل}، ولم يبعث إليهم إلّا نوحٌ فقط، وقد لبث فيهم ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا، يدعوهم إلى اللّه، ويحذّرهم نقمه، فما آمن معه إلّا قليلٌ. ولهذا أغرقهم الله جميعًا، ولم يبق منهم أحدٌ، ولم يبق على وجه الأرض من بني آدم سوى أصحاب السّفينة فقط.
{وجعلناهم للنّاس آيةً} أي: عبرةٌ يعتبرون بها، كما قال تعالى: {إنّا لـمّا طغى الماء حملناكم في الجارية * لنجعلها لكم تذكرةً وتعيها أذنٌ واعيةٌ} [الحاقّة: 11 -12]. أي: وأبقينا لكم من السّفن ما تركبون في لجج البحار، لتذكروا نعمة اللّه عليكم في إنجائكم من الغرق، وجعلكم من ذرّيّة من آمن به وصدّق أمره). [تفسير ابن كثير: 6/ 110-111]

تفسير قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وعادًا وثمود} قد تقدّم الكلام على قصّتيهما في غير ما سورةٍ، منها في سورة "الأعراف" بما أغنى عن الإعادة.
وأمّا أصحاب الرّسّ فقال ابن جريج، عن ابن عبّاسٍ: هم أهل قريةٍ من قرى ثمود.
وقال ابن جريجٍ: قال عكرمة: أصحاب الرسّ بفلج وهم أصحاب يس. وقال قتادة: فلج من قرى اليمامة.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصمٍ [النّبيل]، حدّثنا الضّحّاك بن مخلد أبو عاصمٍ، حدّثنا شبيب بن بشرٍ، حدّثنا عكرمة عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وأصحاب الرّسّ} قال: بئرٌ بأذربيجان.
وقال سفيان الثّوريّ عن أبي بكير، عن عكرمة: الرّسّ بئرٌ رسوا فيها نبيّهم. أي: دفنوه بها.
وقال محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن كعبٍ [القرظيّ] قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أوّل النّاس يدخل الجنّة يوم القيامة العبد الأسود، وذلك أنّ اللّه -تعالى وتبارك- بعث نبيًّا إلى أهل قريةٍ، فلم يؤمن به من أهلها إلّا ذلك العبد الأسود، ثمّ إنّ أهل القرية عدوا على النّبيّ، فحفروا له بئرًا فألقوه فيها، ثمّ أطبقوا عليه بحجرٍ ضخمٍ قال: "فكان ذلك العبد يذهب فيحتطب على ظهره، ثمّ يأتي بحطبه فيبيعه، ويشتري به طعامًا وشرابًا، ثمّ يأتي به إلى تلك البئر، فيرفع تلك الصّخرة، ويعينه اللّه عليها، فيدلي إليه طعامه وشرابه، ثمّ يردّها كما كانت". قال: "فكان ذلك ما شاء اللّه أن يكون، ثمّ إنّه ذهب يوماً يحتطب كما كان يصنع، فجمع حطبه وحزم وفرغ منها فلمّا أراد أن يحتملها وجد سنةً، فاضطجع فنام، فضرب اللّه على أذنه سبع سنين نائمًا، ثمّ إنّه هبّ فتمطّى، فتحوّل لشقّه الآخر فاضطجع، فضرب اللّه على أذنه سبع سنين أخرى، ثمّ إنّه هبّ واحتمل حزمته ولا يحسب إلّا أنّه نام ساعةً من نهارٍ فجاء إلى القرية فباع حزمته، ثمّ اشترى طعامًا وشرابًا كما كان يصنع. ثمّ ذهب إلى الحفيرة في موضعها الّذي كانت فيه، فالتمسه فلم يجده. وكان قد بدا لقومه فيه بداء، فاستخرجوه وآمنوا به وصدقوه". قال: فكان نبيّهم يسألهم عن ذلك الأسود: ما فعل؟ فيقولون له: لا ندري. حتّى قبض اللّه النّبيّ، وأهبّ الأسود من نومته بعد ذلك". فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ ذلك الأسود لأول من يدخل الجنّة".
وهكذا رواه ابن جريرٍ عن ابن حميدٍ، عن سلمة عن ابن إسحاق، عن محمّد بن كعبٍ مرسلًا. وفيه غرابةٌ ونكارةٌ، ولعلّ فيه إدراجاً، واللّه أعلم. وأمّا ابن جريرٍ فقال: لا يجوز أن يحمل هؤلاء على أنّهم أصحاب الرّسّ الّذين ذكروا في القرآن؛ لأنّ اللّه أخبر عنهم أنّه أهلكهم، وهؤلاء قد بدا لهم فآمنوا بنبيّهم، اللّهمّ إلّا أن يكون حدث لهم أحداثٌ، آمنوا بالنّبيّ بعد هلاك آبائهم، واللّه أعلم.
واختار ابن جريرٍ أنّ المراد بأصحاب الرّسّ هم أصحاب الأخدود، الّذين ذكروا في سورة البروج، فاللّه أعلم.
وقوله: {وقرونًا بين ذلك كثيرًا} أي: وأممًا بين أضعاف من ذكر أهلكناهم كثيرةً؛ ولهذا قال: {وكلا ضربنا له الأمثال} أي: بيّنّا لهم الحجج، ووضّحنا لهم الأدلّة -كما قال قتادة: أزحنا عنهم الأعذار - {وكلا تبّرنا تتبيرًا} أي: أهلكنا إهلاكًا، كقوله: {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوحٍ} [الإسراء: 17].
والقرن: هو الأمّة من النّاس، كقوله: {ثمّ أنشأنا من بعدهم قرونًا آخرين} [المؤمنون: 31] وحدّه بعضهم بمائةٍ وعشرين سنةً. وقيل: بمائة سنةٍ. وقيل: بثمانين سنةً. وقيل: أربعين. وقيل غير ذلك. والأظهر: أنّ القرن هم الأمّة المتعاصرون في الزّمن الواحد؛ فإذا ذهبوا وخلفهم جيلٌ آخر فهم قرنٌ ثانٍ، كما ثبت في الصّحيحين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "خير القرون قرني، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم" الحديث). [تفسير ابن كثير: 6/ 111-112]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد أتوا على القرية الّتي أمطرت مطر السّوء} يعني: قوم لوطٍ، وهي سدوم ومعاملتها الّتي أهلكها اللّه بالقلب، وبالمطر الحجارة من سجّيلٍ، كما قال تعالى: {وأمطرنا عليهم مطرًا فساء مطر المنذرين} [الشّعراء: 173] وقال {وإنّكم لتمرّون عليهم مصبحين * وباللّيل أفلا تعقلون} [الصافات: 137 -138] وقال تعالى: {وإنّها لبسبيلٍ مقيمٍ} [الحجر:76] وقال {وإنّهما لبإمامٍ مبينٍ} [الحجر: 79]؛ ولهذا قال: {أفلم يكونوا يرونها} أي: فيعتبروا بما حلّ بأهلها من العذاب والنّكال بسبب تكذيبهم بالرّسول ومخالفتهم أوامر اللّه.
وقوله: {بل كانوا لا يرجون نشورًا} يعني: المارّين بها من الكفّار لا يعتبرون لأنّهم لا يرجون نشورًا، أي: معادًا يوم القيامة). [تفسير ابن كثير: 6/ 112]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة