تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدّنيا والآخرة، واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (19) ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته وأنّ اللّه رءوفٌ رحيمٌ} {تشيع} [النور: 19] : «تظهر»). [صحيح البخاري: 6/106]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا الآية)
إلى قوله رءوف رحيم كذا لأبي ذر وساق غيره إلى رءوف رحيم قوله تشيع تظهر ثبت هذا لأبي ذرٍّ وحده وقد وصله بن أبي حاتم من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله تشيع الفاحشة تظهر يتحدّث به ومن طريق سعيد بن جبير في قوله أن تشيع الفاحشة يعني أن تفشو وتظهر والفاحشة الزّنى). [فتح الباري: 8/489]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ قوله تعالى: {إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدّنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون (19) ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنّ الله رؤوفٌ رحيمٌ} (النّور: 19 20)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {إن الّذين يحبون} إلى آخر {رؤوف رحيم} . كذا عند الأكثرين، وعند أبي ذر. {إن الّذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا} الآية، إلى قوله: {رؤوف رحيم} . قوله: {إن الّذين يحبون} تهديد للقاذفين. قوله: {أن تشيع} أي: أن تفشو وتذيع الفاحشة {لهم عذاب أليم في الدّنيا} بالحدّ، وفي: (تفسير النّسفيّ) : وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن أبي وحساناً ومسطحًا، وقد ذكر أبو داود أن حسانا حد زاد الطّحاويّ: ثمانين، وكذا حمنة ومسطح ليكفر الله عنهم بذلك إثم ما صدر منهم حتّى لا يبقى عليهم تبعة في الآخرة، وأما ابن أبي فإنّه لم يحد لئلّا ينقص من عذابه شيء، أو إطفاء للفتنة وتألفاً لقومه، وقد روى القشيري في: (تفسيره) : أنه حد ثمانين، وقال القشيري ومسطح: لم يثبت منه قذف صريح فلم يذكر فيمن حد، وأغرب الماورديّ، فقال: إنّه لم يحد أحد من أهل الإفك. قوله: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) هذا إظهار المنّة بترك المعاجلة بالعقاب، وجواب: لولا، محذوف تقديره: لعاجلكم بالعذاب.
تشيع تظهر
لم يثبت هذا إلاّ لأبي ذر وحده، وقد فسر قوله: {أن تشيع الفاحشة} بقوله: (تظهر) ، وكذا فسره مجاهد، وزاد: ويتحدث به، والفاحشة: الزّنا). [عمدة القاري: 19/89]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب [قوله تعالى]: {إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدّنيا والآخرة واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون * ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته وأنّ اللّه رءوفٌ رحيمٌ}. [النور: 19، 20] تشيع: تظهر. {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسّعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل اللّه وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّون أن يغفر اللّه لكم واللّه غفورٌ رحيمٌ} [النور: 22]
هذا (باب) بالتنوين في قوله: ({إن الذين يحبون}) يريدون ({أن تشيع}) أن تنتشر ({الفاحشة}) الزنا ({في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا}) الحد ({والآخرة}) النار وظاهر الآية يتناول كل من كان بهذه الصفة وإنما نزلت في قذف عائشة إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ({والله يعلم}) ما في الضمائر ({وأنتم لا تعلمون}) وهذا نهاية في الزجر لأن من أحب إشاعة الفاحشة وإن بالغ في إخفاء تلك المحبة فهو يعلم أن الله تعالى يعلم ذلك منه ويعلم قدر الجزاء عليه ({ولولا فضل الله عليكم ورحمته}) لعاجلكم بالعقوبة فجواب لولا محذوف ({وأن الله رؤوف}) بعباده ({رحيم}) [النور: 19، 20] بهم فتاب على من تاب وطهر من طهر مهم بالحد وسقط لأبي ذر قوله: ({في الذين آمنوا}) الخ وقال بعد قوله الفاحشة الآية إلى قوله: ({رؤوف رحيم}).
(تشيع) أي (تظهر) قاله مجاهد وسقط هذا لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/267]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (باب {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤفٌ رحيمٌ}
قوله: (فبقرت لي الحديث) أي: فتحته لي. قوله: (في السفل) أي: سفل البيت. قوله: (واستعبرت) أي: من العبرة، أي: تجلبت الدم. قوله: (خادمتي) هي بريرة. قوله: (حتى أسقطوا لها به) أي: صرحوا لبريرة بالأمر. قوله: (إلى ذلك الرجل) هو صفوان. وقوله: قيل له، أي: عنه. قوله: (أقول: ماذا) منصوب بمقدر بعده يفسره ما قبله لأن للاستفهام صدر الكلام. قوله: (قد باءت) أي: أقرت اهـ شيخ الإسلام). [حاشية السندي على البخاري: 3/62]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدّنيا والآخرة واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين يحبّون أن يذيع الزّنا في الّذين صدّقوا باللّه ورسوله، ويظهر ذلك فيهم، {لهم عذابٌ أليمٌ} يقول: لهم عذابٌ وجيعٌ في الدّنيا، بالحدّ الّذي جعله اللّه حدًّا لرامي المحصنات والمحصنين إذا رموهم بذلك، وفي الآخرة عذاب جهنّم إن مات مصرًّا على ذلك غير تائبٍ.
- كما حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يحبّون أن تشيع الفاحشة} قال: تظهر في شأن عائشة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ} قال: الخبيث عبد اللّه بن أبيّ ابن سلول، المنافق، الّذي أشاع على عائشة ما أشاع عليها من الفرية، {لهم عذابٌ أليمٌ}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أن تشيع الفاحشة} قال: تظهر؛ يتحدّث عن شأن عائشة.
وقوله: {واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون} يقول تعالى ذكره: واللّه يعلم كذب الّذين جاءوا بالإفك من صدقهم، وأنتم أيّها النّاس لا تعلمون ذلك؛ لأنّكم لا تعلمون الغيب، وإنّما يعلم ذلك علاّم الغيوب. يقول: فلا ترووا ما لا علم لكم به من الإفك على أهل الإيمان باللّه، ولا سيّما على حلائل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فتهلكوا). [جامع البيان: 17/219-220]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: إنّ الّذين يحبّون.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاء، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: إنّ الّذين يحبّون يًعنى قذف عائشة رضي اللّه عنها.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنبأ أصبغ بن الفرج قال سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه: إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة قال الخبيث عبد اللّه بن أبيٍّ المنافق، الّذي أشاع على عائشة ما أشاع عليها من الفرية.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدّمشقيّ، ثنا الوليد بن مسلمٍ، عن ثورٍ، عن خالد بن معدان، قال: من حدّث ما أبصرته عيناه وسمعته أذناه، فهو من الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا.
قوله: أن تشيع الفاحشة.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: تشيع الفاحشة تظهر، يتحدّث به، عن شأن عائشة.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: أن تشيع الفاحشة يًعنى أن تفشو وتظهر، والفاحشة: الزّنا، في الّذين آمنوا يًعنى: صفوان وعائشة.
- حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا بقيّة، عن عمر بن خثعم، عن عثمان ابن معدان، عن عبد اللّه بن أبي زكريّا قال: سأله رجلٌ، عن هذه الآية: إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا قال: هو الرّجل الّذي يحلّ في أخيه وغيره من يشتهي ذلك، فلا ينكر عليه، قال يحيى: كأنّه يغتابه.
- أخبرنا عليّ بن سهلٍ الرّمليّ فيما كتب إليّ، ثنا حجّاج بن محمّدٍ الأعور، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ قال: من أشاع الفاحشة، فعليه النّكال، وإن كان صادقًا.
قوله تعالى: لهم عذابٌ أليمٌ في الدّنيا والآخرة.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا ابن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاء ابن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قوله: في الدّنيا والآخرة فكان عذاب عبد اللّه بن أبيٍّ في الدّنيا الحدّ، وفي الآخرة عذاب النار.
قوله: واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا موسى بن هارون الدّولابيّ، ثنا مروان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قول اللّه: واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون قال: يعلم وجد كلّ واجدٍ بصاحبه ما لا تعلمون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2549-2551]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن سعيد بن جبيرٍ {لولا إذ سمعتموه} [النور: 12] يعني القذف [ألا " قلتم ما يكون لنا "] قلتم ما ينبغي لنا أن نتكلّم بهذا يعني القذف ولم تر أعيننا سبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ يعني ألا قلتم مثل ما قال سعد بن معاذٍ الأنصاريّ، وذلك أنّ سعدًا لمّا سمع قول من قال في أمر عائشة قال: سبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ، والبهتان: الّذي يبهت فيقول ما لم يكن.
رواه الطّبرانيّ، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعفٌ.
- وبسنده عن سعيد بن جبيرٍ {يعظكم اللّه أن تعودوا لمثله أبدًا} [النور: 17] يعني القذف.
- وبسنده عنه إنّ الّذين يعني بين قذف عائشة {يحبّون أن تشيع الفاحشة} [النور: 19] يعني أن تفشو ويظهر الزّنا في الّذين آمنوا يعني صفوان وعائشة لهم عذابٌ أليمٌ يعني وجيعٌ في الدّنيا والآخرة فكان عذاب عبد اللّه بن أبيٍّ في الدّنيا الجلد وفي الآخرة عذاب النّار واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون. وروى نحو هذا عن قتادة بإسنادٍ جيّدٍ، وروى بعضه عن مجاهدٍ بإسنادين رجال أحدهما ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/78-79] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخره والله يعلم وأنتم لا تعلمون * ولولا فضل الله عليكم ورحمته أن الله رؤوف رحيم، اخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني عن مجاهد {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة} قال: تظهر، يحدث عن شأن عائشة). [الدر المنثور: 10/686-687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة} قال: يحبون أن يظهر الزنا). [الدر المنثور: 10/687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن معدان قال: من حدث بما أبصرت عيناه وسمعت أذناه فهو من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا). [الدر المنثور: 10/687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال: من أشاع الفاحشة فعليه النكال وان كان صادقا). [الدر المنثور: 10/687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في الشعب عن علي بن أبي طالب قال: العامل الفاحشة والذي يشيع بها في الاثم سواء). [الدر المنثور: 10/687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب عن شبل بن عون قال: كان يقال من سمع بفاحشة فافشاها فهو فيها كالذي أبداها). [الدر المنثور: 10/687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن ثوبان عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فانه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته). [الدر المنثور: 10/687-688]
تفسير قوله تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته وأنّ اللّه رءوفٌ رحيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولولا أن تفضّل اللّه عليكم أيّها النّاس ورحمكم، وأنّ اللّه ذو رأفةٍ ورحمةٍ بخلقه، لهلكتم فيما أفضتم فيه، وعاجلتكم من اللّه العقوبة. وترك ذكر الجواب لمعرفة السّامع بالمراد من الكلام بعده، وهو قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّبعوا خطوات الشّيطان} الآية). [جامع البيان: 17/220]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته وأنّ اللّه رءوفٌ رحيمٌ (20)
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا ابن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاءٌ، عن سعيدٍ في قول اللّه تعالى: ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لعاقبكم فيما قلتم لعائشة، وأن الله رؤف يًعنى: يرأف بكم، رحيمٌ حين عفا فلم يعاقبكم فيما قلتم من القذف). [تفسير القرآن العظيم: 8/2551]