تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو الّذي أنشأ لكم السّمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون}.
يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي أحدث لكم أيّها المكذّبون بالبعث بعد الممات، السّمع الّذي تسمعون به، والأبصار الّتي تبصرون بها، والأفئدة الّتي تفقهون بها، فكيف يتعذّر على من أنشأ ذلك ابتداءً إعادته بعد عدمه وفقده، وهو الّذي يوجد ذلك كلّه إذا شاء، ويفنيه إذا أراد. {قليلاً ما تشكرون} يقول: تشكرون أيّها المكذّبون خبر اللّه من عطائكم السّمع والأبصار والأفئدة قليلاً). [جامع البيان: 17/96]
تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو الّذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون}.
يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي خلقكم في الأرض وإليه تحشرون من بعد مماتكم، ثمّ تبعثون من قبوركم إلى موقف الحساب). [جامع البيان: 17/96]
تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو الّذي يحيي ويميت وله اختلاف اللّيل والنّهار أفلا تعقلون}.
يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي يحيي خلقه؛ يقول: يجعلهم أحياءً بعد أن كانوا نطفًا أمواتًا، بنفخ الرّوح فيها بعد التّارات الّتي تأتي عليها. {ويميت} يقول: ويميتهم بعد أن أحياهم {وله اختلاف اللّيل والنّهار} يقول: وهو الّذي جعل اللّيل والنّهار مختلفين، كما يقال في الكلام: لك المنّ والفضل، بمعنى: إنّك تمنّ وتفضل.
وقوله: {أفلا تعقلون} يقول: أفلا تعقلون أيّها النّاس أنّ الّذي فعل هذه الأفعال ابتداءً من غير أصلٍ لا يمتنع عليه إحياء الأموات بعد فنائهم، وإنشاء ما شاء إعدامه بعد إنشائه). [جامع البيان: 17/96]
تفسير قوله تعالى: (بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل قالوا مثل ما قال الأوّلون (81) قالوا أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون}.
يقول تعالى ذكره: ما اعتبر هؤلاء المشركون بآيات اللّه ولا تدبّروا ما احتجّ عليهم من الحجج والدلالة على قدرته على فعل كلّ ما يشاء؛ ولكن قالوا مثل ما قال أسلافهم من الأمم المكذّبة رسلها قبلهم). [جامع البيان: 17/97]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({قالوا أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا} يقول: أإذا متنا وعدنا ترابًا قد بليت أجسامنا، وبرأت عظامنا من لحومنا، {أئنّا لمبعوثون} يقول: أإنّا لمبعوثون من قبورنا أحياءً كهيئتنا قبل الممات؟ إنّ هذا لشيءٌ غير كائنٍ). [جامع البيان: 17/97]
تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلاّ أساطير الأوّلين}.
يقول تعالى ذكره: قالوا: لقد وعدنا هذا الوعد الّذي تعدنا يا محمّد، ووعد آباءنا من قبلنا قومٌ ذكروا أنّهم للّه رسلٌ من قبلك، فلم نره حقيقةً أنّ هذا يقول: ما هذا الّذي تعدنا من البعث بعد الممات؛ {إلاّ أساطير الأوّلين} يقول: ما سطّره الأوّلون في كتبهم من الأحاديث والأخبار الّتي لا صحّة لها ولا حقيقة). [جامع البيان: 17/97]