العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:23 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الحج [من الآية (71) إلى الآية (72) ]

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:27 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويعبدون من دون اللّه ما لم ينزّل به سلطانًا وما ليس لهم به علمٌ وما للظّالمين من نصيرٍ}.
يقول تعالى ذكره: ويعبد هؤلاء المشركون باللّه من دونه ما لم ينزّل به جلّ ثناؤه لهم حجّةً من السّماء في كتابٍ من كتبه الّتي أنزلها إلى رسله، بأنّها آلهةٌ تصلح عبادتها فيعبدوها، بأنّ اللّه أذن لهم في عبادتها، وما ليس لهم به علمٌ يقول: ويعبدون من دون الله ما ليس لهم به علم أنّها آلهةٌ. {وما للظّالمين من نصيرٍ} يقول: وما للكافرين باللّه الّذين يعبدون هذه الأوثان من دون الله من ناصرٍ ينصرهم يوم القيامة، فينقذهم من عذاب اللّه، ويدفع عنهم عقابه إذا أراد عقابهم). [جامع البيان: 16/631-632]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال غيره: {يسطون} [الحج: 72] : «يفرطون، من السّطوة»، ويقال: {يسطون} [الحج: 72] : «يبطشون»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره يسطون يفرطون من السّطوة ويقال يسطون يبطشون قال أبو عبيدة في قوله يكادون يسطون أي يفرطون عليه من السّطوة وقال الفرّاء كان مشركو قريشٍ إذا سمعوا المسلم يتلو القرآن كادوا يبطشون به وتقدّم في تفسير طه وقال عبد بن حميدٍ أخبرني شبابة عن ورقاء عن بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله يكادون أي كفّار قريشٍ يسطون أي يبطشون بالّذين يتلون القرآن وروى بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله يسطون فقال يبطشون). [فتح الباري: 8/440-441]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره يسطون يفرطون من السّطوة ويقال يسطون يبطشون
أي: قال غير مجاهد في قوله عز وجل: {يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم} (الحج: 72) إن معنى قوله: (يسطون: يفرطون) وكذا فسره أبو عبيدة من فرط يفرط فرطا من باب نصر ينصر، أي: قصر وضيع حتّى مات وفرط عليه إذا عجل وعدا، وفرط إذا سبق. قوله: (من السطوة) أي: اشتقاقه من السطوة، يقال: سطا ععليه وسطا به إذا تناوله بالبطش والعنف والشدة، أي: يكادون يقعون بمحمد وأصحابه من شدّة الغيظ ويبسطون إليهم أيديهم بالسوء. قوله: (ويقال) ، هو قول الفراء فإنّه كان مشركو قريش إذا سمعوا المسلم يتلو القرآن كادوا يبطشون به، وكذا روى ابن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله: يسطون، فقال: يبطشون). [عمدة القاري: 19/67]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) أي غير مجاهد في قوله تعالى: {يكادون} ({يسطون}) أي (يفرطون) بفتح التحتية وسكون الفاء وضم الراء المهملة من باب نصر ينصر مشتق (من السطوة) وهي القهر والغلبة وقيل إظهار ما يهول للإخافة (ويقال) هو قول الفراء والزجاج (يسطون) أي (يبطشون) بكسر الطاء وضمها والأول لأبي ذر والمعنى أنهم يهمون بالبطش والوثوب تعظيمًا لإنكار ما خوطبوا به أي يكادون يبطشون بالذين يتلون عليهم آياتنا بمحمد -صلّى اللّه عليه وسلّم- وأصحابه من شدّة الغيظ ويسطون ضمن معنى يبطشون فتعدى تعديته وإلاّ فهو متعد بعلى يقال سطا عليه). [إرشاد الساري: 7/244]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ تعرف في وجوه الّذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبّئكم بشرٍّ من ذلكم النّار وعدها اللّه الّذين كفروا وبئس المصير}.
يقول تعالى ذكره: وإذا تتلى على مشركي قريشٍ العابدين من دون اللّه ما لم ينزّل به سلطانًا {آياتنا} يعني: آيات القرآن، {بيّناتٍ} يقول: واضحاتٍ حججها وأدلّتها فيما أنزلت فيه. {تعرف في وجوه الّذين كفروا المنكر} يقول: تتبيّن في وجوههم ما ينكره أهل الإيمان باللّه من تغيّرها، لسماعهم القرآن.
وقوله: {يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا} يقول: يكادون يبطشون بالّذين يتلون عليهم آيات كتاب اللّه من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، لشدّة تكرّههم أن يسمعوا القرآن، ويتلى عليهم.
وبنحو ما قلنا في تأويل قوله {يسطون} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {يكادون يسطون} يقول: يبطشون ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يكادون يسطون} يقول: " يقعون بمن ذكّرهم ".
- حدّثنا محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: {يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا} قال: " يكادون يقعون بهم ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يكادون يسطون} قال: " يبطشون كفّار قريشٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا} يقول: " يكادون يأخذونهم بأيديهم أخذًا ".
وقوله: {قل أفأنبّئكم بشرٍّ من ذلكم} يقول: أفأنبّئكم أيّها المشركون بأكره إليكم من هؤلاء الّذين تتكرّهون قراءتهم القرآن عليكم، هي {النّار} وعدها اللّه الّذين كفروا.
وقد ذكر عن بعضهم أنّه كان يقول: إنّ المشركين قالوا: واللّه إنّ محمّدًا وأصحابه لشرّ خلق اللّه فقال اللّه لهم: قل أفأنبّئكم أيّها القائلون هذا القول بشرٍّ من محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم؟ وأصحابه أنتم أيّها المشركون الّذين وعدهم اللّه النّار.
ورفعت ( النّار ) على الابتداء، ولأنّها معرفةٌ، لا تصلح أن ينعت بها الشّرّ وهو نكرةٌ، كما يقال: مررت برجلين: أخوك وأبوك، ولو كانت مخفوضةً كان جائزًا؛ وكذلك لو كان نصبًا للعائد من ذكرها في {وعدها} وأنت تنوي بها الاتّصال بما قبلها. يقول تعالى ذكره: فهؤلاء هم شرار الخلق لا محمّدٌ وأصحابه.
وقوله: {وبئس المصير} يقول: وبئس المكان الّذي يصير إليه هؤلاء المشركون باللّه يوم القيامة). [جامع البيان: 16/632-634]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يكادون يسطون يعني يبطشون يعني به كفار قريش). [تفسير مجاهد: 428]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يكادون يسطون} قال: يبطشون). [الدر المنثور: 10/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {يكادون يسطون} قال: يبطشون، كفار قريش والله أعلم). [الدر المنثور: 10/524]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:29 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويعبدون من دون اللّه ما لم ينزّل به سلطانًا} [الحج: 71] حجّةً بعبادتهم.
{وما ليس لهم به علمٌ} [الحج: 71] أنّ الأوثان خلقت مع اللّه شيئًا ولا رزقت معه شيئًا.
{وما للظّالمين} [الحج: 71] للمشركين.
{من نصيرٍ} [الحج: 71] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ما لم ينزّل به سلطاناً} أي برهانا ولا حجّة). [تفسير غريب القرآن: 294]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم ذكر جهل المشركين في عبادتهم الأصنام فقال عزّ وجل:
{ويعبدون من دون اللّه ما لم ينزّل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظّالمين من نصير}أي ما لم ينزل به حجة وما ليس لهم به علم.
ثم ضرب لهم مثل ما يعبدون، وأنه لا ينفع ولا يضر.
وأما القراءة: (فتصبح الأرض مخضرّة) لا غير قال سيبويه: سألت الخليل عن قوله تعالى: {ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة}
فقال هذا واجب ومعناه التنبيه كأنّه قال: أتسمع؟
أنزل الله من السماء ماء، فكان كذا وكذا، وقال غيره مثل قوله.
قال مجاز هذا الكلام مجاز الخبر كأنه قال: الله ينزل من السماء ماء، فتصبح الأرض مخضرة.
وأنشدوا:
ألم تسأل الرّبع القواء فينطق= وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق؟
قال الخليل: المعنى فهو مما ينطق، وأما من قرأ مخضرة فهو على معنى ذات مخضرة مثل مبقلة ذات بقل، ومشبعة ذات شبع، ولا يجوز مخضرّة - بفتح الميم وتشديد الراء - لأن مفعلّة ليس في الكلام ولا معنى له). [معاني القرآن: 3/436]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ} [الحج: 72] القرآن.
{تعرف في وجوه الّذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا} [الحج: 72] يكادون يقعون بهم بأنبيائهم فيقتلونهم في تفسير الحسن.
وهو كقوله: {وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم ليأخذوه} [غافر: 5] وقال مجاهدٌ: يعني كفّار قريشٍ.
قوله: {قل أفأنبّئكم بشرٍّ من ذلكم} [الحج: 72] يعني بشرٍّ من قتل أنبيائهم.
{النّار} [الحج: 72] في تفسير الحسن هي شرٌّ ممّا صنعوا بأنبيائهم، من قتلهم أنبياءهم أنّهم يخلدون في النّار أبدًا.
قال: {وعدها اللّه الّذين كفروا وبئس المصير} [الحج: 72] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/389]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا...}

يعني مشركي أهل مكّة، كانوا إذا سمعوا الرجل من المسلمين يتلو القرآن كادوا يبطشون به.
وقوله: {النّار وعدها اللّه} ترفعها لأنها معرفة فسّرت الشرّ وهو نكرة. كما تقول: مررت برجلين أبوك وأخوك. ولو نصبتها بما عاد من ذكرها ونويت بها الاتّصال بما قبلها كان وجهاً. ولو خفضتها على الباء {فأنبئكم بشرّ من ذلكم بالنار} كان صواباً. والوجه الرفع). [معاني القرآن: 2/230]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يكادون يسطون} أي يفرطون عليه ومنه السطوة). [مجاز القرآن: 2/54]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بشرّ مّن ذلكم النّار} مرفوعة على القطع من شركة الباء ولكنه مستأنف خبر عنه ولم تعمل الباء فيه وقال:
وبلد بآله مؤزّر= إذا استقلوا من مناخٍ شمّروا
وإن بدت أعلام أرض كبّروا
مؤزر مرفوع على ذلك القطع). [مجاز القرآن: 2/54]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ تعرف في وجوه الّذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبّئكم بشرٍّ مّن ذلكم النّار وعدها اللّه الّذين كفروا وبئس المصير}
وقال: {بشرٍّ مّن ذلكم النّار} رفع على التفسير أي: هي النار. ولو جر على البدل كان جيدا). [معاني القرآن: 3/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يكادون يسطون}: من السطوة وهي الإفراط). [غريب القرآن وتفسيره: 263]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا} أي يتناولونهم بالمكروه من الشتم والضرب). [تفسير غريب القرآن: 295]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّنات تعرف في وجوه الّذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبّئكم بشرّ من ذلكم النّار وعدها اللّه الّذين كفروا وبئس المصير}
أي يكادون يبطشون بسطوة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، والذين يتلون عليهم القرآن.
وقوله: {قل أفأنبّئكم بشرّ من ذلكم النّار وعدها اللّه}.
القراءة بالرفع وهي أثبت في النحو من الجر والنصب والخفض.
والنّصب جائز، فأمّا من رفع فعلى معنى هو النّار، وهي النّار، كأنّهم قالوا: ما هذا الذي هو شرّ؟ فقيل النّار. ومن قال النّار بالجر، فعلى البدل من شرّ، ومن قال النّار بالنصب، فهو على معنى أعني النّار، وعلى معنى أنبئكم بشرّ من ذلكم كأنّه قال أعرفكم شرّا من ذلكم النّار). [معاني القرآن: 3/438-437]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا}
قال محمد بن كعب أي يقعون بهم
وقال الضحاك أي يأخذونهم أخذا باليد
وحكى أهل اللغة سطا به يسطو إذا بطش به كان ذلك بضرب أو بشتم). [معاني القرآن: 4/431]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَسْطُونَ}: يتناولونهم بالمكروه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 162]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَسْطُـونَ}: من السطوة). [العمدة في غريب القرآن: 214]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:30 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث الحسن: «لا بأس أن يسطوا الرجل
على المرأة».
حدثناه عباد بن عباد عن هشام عن الحسن.
قال عباد وقال هشام: وذلك إذا خيف عليها ولم توجد امرأة تعالج ذلك منها، هذا وما أشبهه من الكلام.
وقال أبو عبيدة: السطو: أن يدخل يده في رحمها فيستخرج الولد إذا نشب في بطنها ميتا وقد يفعلون ذلك بالناقة، وربما أخرجوا الجنين مقطعا يقال منه: سطوت أسطو سطوا.
قال أبو عبيد: والسطو -في غير هذا-: أن يسطو الرجل على غيره بالضرب والشتم والإساءة، يقال: سطوت عليه وبه، قال الله تبارك وتعالى: {يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آيتنا} ). [غريب الحديث: 5/449-500]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (مررت برجل زيد، لما قلت: مررت برجل أردت أن تبين من هو? فكأنك قلت: هو زيد. وعلى هذا قول الله عز وجل {بشر من ذلكم النار} وتقول: البر بخمسين، والسمن منوان، فتحذف الكر والدرهم لعلم السامع، فإنهما اللذان يسعر عليهما). [المقتضب: 4/129]

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن قلت: هذا درهم ضرب الأمير لم يجز أن يكون نعتاً، لأن النكرة لا تنعت بالمعرفة ولكن بينت. كأنك جعلته جواباً. لما قلت: هذا ثوب، وهذا درهم قيل: ما هو? فقلت: ضرب الأمير على الابتداء والخبر.
وعلى هذا تقول: مررت برجل زيد. وقال: {بشر من ذلكم النار} وقرئت الآية على وجهين {في أربعة أيام سواءً للسائلين} على المصدر فكأنه قال: استواءً. وقرأ بعضهم (أربعة أيام سواءٍ) على معنى مستويات، وقال جل وعز: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً} فالمعنى والله أعلم غائراً، فوضع المصدر موضع الاسم. وقالت الخنساء:

ترتع ما عقلت حتى إذا ادكرت = فإنما هـي إقـبـال وإدبـار
فالمصدر في كل هذا في موضع الاسم. وقال لقيط بن زرارة:
شتان هذا، والعنـاق والـنـوم = والمشرب البارد، والظل الدوم
يريد: الدائم.
فأما قولهم: هو عربي محضاً، وهو صميم قلباً، وهو عربي حسبةً، وهو شريف جداً فإنها مصادر مؤكدة لما قبلها. والأجود: هو عربي محض، وعربي قلب؛ لأن هذه أسماء وإن كانت تكون على هذا اللفظ مصادر، لأن المصدر ينعت به، والاسم لا يكون إلا نعتاً من هذا الضرب، إلا أن تجعله حالاً للنكرة. وأما هو أعرابي قح فلا يكون إلا رفعاً؛ لأنه ليس بمصدر.
فإذا قلت: هو عربي حسبةً فمعناه: اكتفاءً. يقال: أعطاني فأحسبني، أي كفاني. قال الله عز وجل: {عطاءً حساباً}، أي كافياً). [المقتضب: 4/304-306]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال أبو العباس: والجود علته أي أن الناس إذا سئلوا اعتلوا في الجود بالعلل، فجعلته هو علته الجود، كما قال الله جل وعز: {النار وعدها الله الذين كفروا} معناه: الوعد النار). [التعازي والمراثي: 127]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
فإني وقيارًا بها لغريب
أراد: فإني لغريب بها وقيارًا، ولو رفع لكان جيداٌ، تقول: إن زيداٌ منطلقٌ وعمراٌ وعمرو، فمن قال: "عمراٌ" فإنما رده على زيد، ومن قال: "عمرو" فله وجهان من الإعراب: أحدهما جيد، والآخر جائز، فأما الجيد فأن تحمل عمراٌ على الموضع، لأنك إذا قلت: إن زيداٌ منطلق فمعناه زيد منطلق فرددته على الموضع، ومثل هذا لست بقائم ولا قاعدًا، والباء زائدةٌ، لأن المعنى لست قائماٌ ولا قاعداٌ، ويقرأ على وجهين: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (وَرَسُولَهُ) والوجه الآخر لأن يكون معطوفًا على المضمر في الخبر، فإن قلت إن زيداٌ منطلق هو وعمرو حسن العطف لأن المضمر المرفوع إنما يحسن العطف عليه إذا أكدته، كما قال الله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا} و{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} إنما قبح العطف عليه بغير تأكيد لأنه لا يخلو من أن يكون مستكنا في الفعل بغير علامة، أو في الاسم الذي يجري مجرى الفعل، نحو إن زيدًا ذهب وإن زيداٌ ذاهب فلا علامة له، أو تكون له علامة يتغير لها الفعل عما كان نحو ضربت، سكنت الباء التي هي لام الفعل من أجل الضمير لأن الفعل والفاعل لا ينفك أحدهما عن صاحبه فهما كالشيء الواحد، ولكن المنصوب يجوز العطف عليه، ويحسن بلا تأكيد، لأنه لا يغير الفعل إذ كان الفعل قد يقع ولا مفعول فيه، نحو ضربتك وزيدًا، فأما قول الله عز وجل: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا} فإنما يحسن بغير توكيد لأن" لا" صارت عوضًا، والشاعر إذا احتاج أجراه بلا توكيد لاحتمال الشعر ما لا يحسن في الكلام. وقال عمر بن أبي ربيعة:
قلت إذا أقبلت وزهرٌ تهادى = كنعاج الملا تعفسن رملا
وقال جرير:
ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه = ما لم يكن وأبٌ له لينالا
فهذا كثير. فأما النعت إذا قلت إن زيدًا يقوم العاقل فأنت مخير إن شئت قلت العاقل فجعلته نعتًا لزيد، أو نصبته على المدح وهو بإضمار أعني، وإن شئت رفعت على أن تبدله من المضمر في الفعل، وإن شئت كان على قطع وابتداءٍ، كأنك قلت إن زيدًا قام، فقيل من هو فقلت: العاقل، كما قال الله عز وجل: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ}، أي هو النار والآية تقرأ على وجهين على ما فسرنا: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} و{عَلَّامَ الْغُيُوبِ} ). [الكامل: 1/416-418] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {يَكَادُونَ يَسْطُونَ}، أي يبطشون). [مجالس ثعلب: 437]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 02:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 02:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 02:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى -على جهة التوبيخ- فعل الكفرة في أنهم يعبدون من الأصنام من دون الله ما لم ينزل الله فيه حجة ولا برهانا، و"السلطان": الحجة حيث وقع في القرآن الكريم. وقوله تعالى: {وما للظالمين من نصير} توعد). [المحرر الوجيز: 6/272]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "عليهم" عائد على كفار قريش، والمعنى أنهم كانوا إذا سمعوا القرآن من النبي -صلى الله عليه وسلم- أو من أحد أصحابه، وسمعوا ما فيه من رفض آلهتهم والدعاء إلى التوحيد، عرفت المساءة في وجوههم، و"المنكر" من معتقدهم وعداوتهم وأنهم يدبرون ويسرعون إلى السطوة بالتالي، والمعنى أنهم يكادون يسطون دهرهم أجمع، وأما في الشاذ من الأوقات فقد يسطى بالتالين نحو ما فعل بعبد الله بن مسعود وبالنبي -صلى الله عليه وسلم- حين أغاثه وحل الأمر أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وبعمر -رضي الله عنه- حين أجاره العاصي بن وائل، وأبي ذر -رضي الله عنه- وغير ذلك.و"السطو" إيقاع بمباطشة أو أمر بها.
ثم أمر الله -تعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم على جهة التوعد والتقريع: {أأنبئكم}، أي: أخبركم بشر من ذلكم، والإشارة ب "ذلكم" إلى السطو، ثم ابتدأ ينبئ، كأن قائلا قال له: وما هو؟ قال النار، أي: نار جهنم، وقوله تعالى: {وعدها الله الذين كفروا} يحتمل أن يكون أراد أن الله وعدهم بالنار، فيكون الوعد بالشر ونحو ذلك لما نص عليه، ولم يجئ مطلقا، ويحتمل أن يكون أراد أن الله تعالى وعد النار بأن يطعمها الكفار، فيكون الوعد على بابه الذي يقتضيه تسرعها إلى الكفار وقولها: {هل من مزيد} [ق: 30] ونحو ذلك من مساوئها، و"المصير" مفعل من "صار" على تحول من حال إلى حال.
قال القاضي أبو محمد -رحمه الله-:
ويقتضي كلام الطبري في هذه الآية أن الإشارة بـ "ذلكم" هي إلى أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- التالين، ثم قال: ألا أخبركم بأكره إليكم من هؤلاء أنتم الذين وعدتم النار، وأسند نحو هذا القول إلى قائل لم يسمه، وهذا كله ضعيف). [المحرر الوجيز: 6/272]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 07:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 07:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويعبدون من دون اللّه ما لم ينزل به سلطانًا وما ليس لهم به علمٌ وما للظّالمين من نصيرٍ (71) وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ تعرف في وجوه الّذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبّئكم بشرٍّ من ذلكم النّار وعدها اللّه الّذين كفروا وبئس المصير (72)}.
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين فيما جهلوا وكفروا، وعبدوا من دون اللّه ما لم ينزّل به سلطانًا، يعني: حجّةً وبرهانًا، كقوله: {ومن يدع مع اللّه إلهًا آخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون} [المؤمنون: 117]. ولهذا قال هاهنا: {ما لم ينزل به سلطانًا وما ليس لهم به علمٌ} أي: ولا علم لهم فيما اختلقوه وائتفكوه، وإنّما هو أمرٌ تلقّوه عن آبائهم وأسلافهم، بلا دليلٍ ولا حجّةٍ، وأصله ممّا سوّل لهم الشّيطان وزيّنه لهم؛ ولهذا توعّدهم تعالى بقوله: {وما للظّالمين من نصيرٍ} أي: من ناصرٍ ينصرهم من اللّه، فيما يحلّ بهم من العذاب والنّكال). [تفسير ابن كثير: 5/ 453]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ} أي: وإذا ذكرت لهم آيات القرآن والحجج والدّلائل الواضحات على توحيد اللّه، وأنّه لا إله إلّا هو، وأنّ رسله الكرام حقٌّ وصدقٌ، {يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا} أي: يكادون يبادرون الّذين يحتجّون عليهم بالدّلائل الصّحيحة من القرآن، ويبسطون إليهم أيديهم وألسنتهم بالسّوء! {قل} أي: يا محمّد لهؤلاء. {أفأنبّئكم بشرٍّ من ذلكم النّار وعدها اللّه الّذين كفروا} أي: النّار وعذابها ونكالها أشدّ وأشقّ وأطمّ وأعظم ممّا تخوّفون به أولياء اللّه المؤمنين في الدّنيا، وعذاب الآخرة على صنيعكم هذا أعظم ممّا تنالون منهم، إن نلتم بزعمكم وإرادتكم.
وقوله: {وبئس المصير} أي: وبئس النّار منزلًا ومقيلًا ومرجعًا وموئلًا ومقامًا، {إنّها ساءت مستقرًّا ومقامًا} [الفرقان: 66]).[تفسير ابن كثير: 5/ 453]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة