العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 07:58 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الحج [من الآية (26) إلى الآية (29) ]

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الناسخ والمنسوخ الآية رقم (28)
- الوقف والابتداء



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 07:59 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} قال وضع الله البيت مع آدم أهبط الله آدم إلى الأرض وكان مهبطه بأرض الهند وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض فكانت الملائكة تهابه فنقص إلى ستين ذراعا فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم فشكا ذلك إلى الله فقال يا آدم إني قد أهبطت لك بيتا يطاف به كما يطاف حول عرشي ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي فانطلق إليه فخرج إليه آدم ومد له في خطوه فكان بين كل خطوتين مفازة فلم تزل تلك المفازة على ذلك فأتى آدم البيت فطاف به ومن بعده من الأنبياء). [تفسير عبد الرزاق: 2/34]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن أبان أن البيت أهبط ياقوتة واحدة أو درة واحدة). [تفسير عبد الرزاق: 2/34-35]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى أن طهرا بيتي للطائفين قال من أهل الشرك وعبادة الأوثان وقوله للطائفين والقائمين قال القائمون المصلون). [تفسير عبد الرزاق: 2/36]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ في قوله: {طهر بيتي للطائفين} قال: من الشرك.
سفيان [الثوري] عن ابن جريجٍ عن عطاءٍ عن عبيد بن عميرٍ قال: من الآفات والريب.
سفيان [الثوري] في قوله: {وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين} قال: القائم: المصلي). [تفسير الثوري: 210]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئًا وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين والرّكّع السّجود}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، معلمه عظيم ما ركب من قومه قريشٍ خاصّةً دون غيرهم من سائر خلقه بعبادتهم في حرمه، والبيت الّذي أمر إبراهيم خليله صلّى اللّه عليه وسلّم ببنائه وتطهيره من الآفات والرّيب والشّرك: واذكر يا محمّد، كيف ابتدأنا هذا البيت الّذي يعبد قومك فيه غيري، إذ بوّأنا لخليلنا إبراهيم، يعني بقوله: {بوّأنا}: وطّأنا له مكان البيت.
- كما حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت} قال: وضع اللّه البيت مع آدم صلّى اللّه عليه وسلّم حين أهبط آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السّماء، ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، فنقص إلى ستّين ذراعًا. وإنّ آدم لمّا فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم، شكا ذلك إلى اللّه، فقال اللّه: يا آدم، إنّي قد أهبطت لك بيتًا يطاف به كما يطاف حول عرشي، ويصلّى عنده كما يصلّى حول عرشي، فانطلق إليه فخرج إليه، ومدّ له في خطوه، فكان بين كلّ خطوتين مفازةٌ، فلم تزل تلك المفاوز على ذلك حتّى أتى آدم البيت، فطاف به، ومن بعده من الأنبياء.
- حدّثني موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: لمّا عهد اللّه إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي للطّائفين، انطلق إبراهيم حتّى أتى مكّة، فقام هو وإسماعيل، وأخذا المعاول، لا يدريان أين البيت، فبعث اللّه ريحًا يقال لها ريح الخجوج، لها جناحان، ورأسٌ في صورة حيّةٍ، فكنست لهما ما حول الكعبة عن أساس البيت الأوّل، واتّبعاها بالمعاول يحفران، حتّى وضعا الأساس، فذلك حين يقول: {وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت}.
ويعني بالبيت: الكعبة.
{أن لا تشرك بي شيئًا} في عبادتك إيّاي. {وطهّر بيتي} الّذي بنيته من عبادة الأوثان.
- كما حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وطهّر بيتي} قال: " من الشّرك ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن عبيد بن عميرٍ، قال: " من الآفات والرّيب ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {طهّرا بيتي} قال: " من الشّرك وعبادة الأوثان ".
وقوله: {للطّائفين} يعني للطّائفين به. {والقائمين} بمعنى المصلّين الّذين هم قيامٌ في صلاتهم.
- كما حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، عن عطاءٍ، في قوله: {وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين} قال: " القائمون في الصّلاة ".
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {والقائمين} قال: " القائمون المصلّون ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والقائمين والرّكّع السّجود} قال: " القائم والرّاكع والسّاجد هو المصلّي، والطّائف هو الّذي يطوف به ".
وقوله: {والرّكّع السّجود} يقول: والرّكّع السّجود في صلاتهم حول البيت). [جامع البيان: 16/511-513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: ما من عبد يهم بذنب فيؤاخذه الله بشيء حتى يعمله إلا من هم بالبيت العتيق شراء فإنه من هم به شرا عجل الله له). [الدر المنثور: 10/443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي الحجاج في الآية قال: إن الرجل يحدث نفسه أن يعمل ذنبا بمكة فيكتبه الله عليه ذنبا). [الدر المنثور: 10/444]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن مجاهد قال: رأيت عبد الله بن عمرو بعرفة ومنزله في الحل ومسجده في الحرم فقلت له: لم تفعل هذا قال: لأن العمل فيه أفضل والخطيئة فيه أعظم، والله أعلم). [الدر المنثور: 10/444]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، وابن عدي، وابن مردويه والديلمي بسند ضعيف عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دثر مكان البيت فلم يحجه هود ولا صالح حتى بوأه الله لإبراهيم). [الدر المنثور: 10/444]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من طريق حارثه بن مضرب عن علي بن أبي طالب قال: لما أمر إبراهيم ببناء البيت خرج معه إسماعيل وهاجر فلما قدم مكة رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلمه فقال: يا إبراهيم ابن على ظلي أو على قدري ولا تزد ولا تنقص.
فلما بنى خرج وخلف إسماعيل وهاجر، وذلك حين يقول الله {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} ). [الدر المنثور: 10/444-445]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عطاء بن أبي رياح قال: لما أهبط الله آدم كان رجلاه في الأرض ورأسه في السماء فيسمع كلام أهل السماء ودعاءهم فيأنس إليهم فهابت الملائكة منه حتى شكت إلى الله في دعائها وفي صلاتها فأخفضه الله إلى الأرض فلما فقد ما كان يسمع منهم استوحش حتى شكا إلى الله في دعائه وفي صلاته فوجه إلى مكة فكان موضع قدمه قرية وخطوه مفازة حتى انتهى إلى مكة فأنزل الله ياقوته من ياقوت الجنة فكانت على موضع البيت الآن فلم يزل يطاف به حتى أنزل الله الطوفان فرفعت تلك الياقوتة حتى بعث الله إبراهيم فبناه، فذلك قول الله {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} ). [الدر المنثور: 10/445]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة قال: وضع الله البيت مع آدم حين أهبط الله آدم إلى الأرض وكان مهبطه بأرض الهند وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض وكانت الملائكة تهابه فنقص إلى ستين ذراعا فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم فشكا ذلك إلى الله فقال الله: يا آدم إني قد أهبطت لك بيتا يطاف به كما يطاف حول عرشي ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي، فاخرج إليه، فخرج اليه آدم ومد له في خطوه فكان بين كل خطوتين مفازة، فلم تزل تلك المفاوز بعد على ذلك، وأتى آدم فطاف به ومن بعده من الأنبياء.
قال معمر: وأخبرني أبان أن البيت أهبط ياقوته واحدة أو درة واحدة، قال معمر: وبلغني أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا حتى إذا أغرق الله قوم نوح فقدوا بقي أساسه فبوأه الله لإبراهيم فبناه بعد ذلك، فذلك قول الله {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت}، قال معمر: قال ابن جريج: قال ناس: أرسل الله سبحانه سحابه فيها رأس فقال الرأس: يا إبراهيم إن ربك يأمرك أن تأخذ قدر هذه السحابة، فجعل ينظر إليها ويخط قدرها، قال الرأس: قد فعلت قال: نعم، ثم ارتفعت فحفر فأبرز عن أساس ثابت في الأرض، قال ابن جريج: قال مجاهد: أقبل الملك والصرد والسكينة مع إبراهيم من الشام فقالت السكينة: يا إبراهيم ريض على البيت، قال: فلذلك لا يطوف البيت أعرابي ولا ملك من هذه الملوك إلا رأيت عليه السكينة والوقار، قال ابن جريج: وقال ابن المسيب: قال علي بن أبي طالب: وكان الله استودع الركن أبا قبيس فلما بنى إبراهيم ناداه أبو قبيس فقال: يا إبراهيم هذا الركن في فخده، فحفر عنه فوضعه فلما فرغ إبراهيم من بنائه قال: قد فعلت يا رب فأرنا مناسكنا، أبرزها لنا وعلمناها، فبعث الله جبريل فحج به حتى إذا رأى عرفة قال: قد عرفت، وكان أتاها قبل ذلك مرة، قال: فلذلك سميت عرفة حتى إذا كان يوم النحر عرض له الشيطان فقال: احصب.
فحصبه بسبع حصيات، ثم اليوم الثاني فالثالث فسد ما بين الجبلين - يعني إبليس - فلذلك كان رمي الجمار، قال: اعل على ثبير، فعلاه فنادى: يا عباد الله أجيبوا الله، يا عباد الله أطيعوا الله، فسمع دعوته من بين الابحر السبع ممن كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، فهي التي أعطى الله إبراهيم في المناسك قوله: لبيك اللهم لبيك ولم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعدا فلولا ذلك هلكت الأرض ومن عليها). [الدر المنثور: 10/445-447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال: كان البيت غثاة - وهي الماء - قبل أن يخلق الله الأرض بأربعين عاما ومنه دحيت الأرض). [الدر المنثور: 10/447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن السدي قال: إن الله عز وجل أمر إبراهيم أن يبني البيت هو وإسماعيل فانطلق إبراهيم حتى أتى مكة فقام هو وإسماعيل وأخذ المعاول لا يدريان أين البيت فبعث الله ريحا يقال لها ريح الخجوج لها جناحان ورأس في صورة حية فكنست لهما ما حول الكعبة من البيت الأول واتبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الأساس، فذلك حين يقول الله {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} فلما بنيا القواعد فبلغ مكان الركن قال إبراهيم لإسماعيل: اطلب لي حجرا حسنا أضعه ههنا، قال: يا أبت إني كسلان لغب، قال: علي ذلك، فانطلق يطلب له حجرا فأتاه بحجر فلم يرضه فقال: ائتني بحجر أحسن من هذا، فانطلق يطلب له حجرا فجاءه جبريل بالحجر الأسود من الجنة وكان أبيض ياقوته بيضاء مثل الثغامة وكان آدم هبط به من الجنة فاسود من خطايا الناس فجاءه إسماعيل بحجر فوجد عنده الركن فقال: يا أبت من جاءك بهذا قال: جاءني به من هو أنشط منك، فبينما هما يدعوان بالكلمات التي ابتلى بها إبراهيم ربه فلما فرغا من البنيان أمره الله أن ينادي، فقال {وأذن في الناس بالحج} ). [الدر المنثور: 10/447-448]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن حوشب بن عقيل قال: سألت محمد بن عباد بن جعفر: متى كان البيت قال: خلقت الأشهر له، قلت: كم كان طول بناء إبراهيم قال: ثمانية عشر ذراعا، قلت: كم هو اليوم قال: ستة وعشرون ذراعا: قلت: هل بقي من حجارة بناء إبراهيم شيء قال: حشي به البيت إلا حجرين مما يليا الحجر). [الدر المنثور: 10/448]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: قال الله لنبيه {وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود} قال: طواف قبل الصلاة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بالبيت بمنزلة الصلاة إلا أن الله قد أحل فيه المنطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير). [الدر المنثور: 10/449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {للطائفين} قال: الذين يطوفون به {والقائمين} قال: المصلين عنده). [الدر المنثور: 10/449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة قال: القائمون المصلون). [الدر المنثور: 10/449]

تفسير قوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة عن ابن عباس في قوله يأتوك رجالا قال على أرجلهم وعلى كل ضامر). [تفسير عبد الرزاق: 2/36]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى من كل فج عميق قال من كل مكان بعيد). [تفسير عبد الرزاق: 2/36]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {وعلى كلّ ضامرٍ يأتين من كلّ فج عميق} [الآية: 27]). [تفسير الثوري: 210]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ قال: أمر إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم أن يؤذّن بالحجّ فقام على المقام فتطاول به حتّى صار كأطول جبلٍ فنادى يا أيّها النّاس أجيبوا ربّكم مرّتين فأجابوه من تحت البحور السّبع لبّيك أجبنا لبّيك أطعنا فمن حجّ إلى يوم القيامة فهو من استجاب له فوقرت في نفس كل مسلم [الآية: 27].
سفيان [الثوري] عن سلمة بن كهيل بن عن مجاهدٍ مثله إلّا أنّه لم يذكر فوقرت في قلب كل مسلم). [تفسير الثوري: 210-211]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عميقٌ} [الحج: 27] : «بعيدٌ»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عميقٌ بعيدٌ كذا ذكره هنا وإنّما وقع ذلك في السّورة الّتي بعدها وهو قول أبي عبيدة وكأنّه لمّا وقع في هذه السّورة فجاجًا وجاء في الّتي بعدها من كل فج عميق كأنّه استطرد من هذه لهذه أو كان في طرّةٍ فنقلها النّاسخ إلى غير موضعها). [فتح الباري: 8/436]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (عميقٌ بعيدٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {من كل فج عميق} (الحج: 27) وفسّر العميق بالبعيد ولكن هذا في سورة الحج، واعتذر عنه بعضهم بما ملخصه أنه ذكر في هذه السّورة فجاجاً وذكر الفج استطرادًا. قلت: فيه ما فيه بل الظّاهر أنه من غيره). [عمدة القاري: 19/64]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: ({عميق}) في سورة الحج أي (بعيد) ويحتمل أن يكون ذكره هنا سهوًا من ناسخ أو غيره). [إرشاد الساري: 7/241]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {يأتوك رجالا وعلى كل ضامرٍ} قال: الإبل والدّوابّ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 117]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلى كلّ ضامرٍ يأتين من كلّ فجٍّ عميقٍ (27) ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم اللّه في أيّامٍ معلوماتٍ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير (28) ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطّوّفوا بالبيت العتيق}.
يقول تعالى ذكره: عهدنا إليه أيضًا أن أذّن في النّاس بالحجّ، يعني بقوله: {وأذّن} أعلم وناد في النّاس أن حجّوا أيّها النّاس بيت اللّه الحرام {يأتوك رجالاً} يقول فإنّ النّاس يأتون البيت الّذي تأمّرهم بحجّه مشاةً على أرجلهم {وعلى كلّ ضامرٍ} يقًول وركبانًا على كلّ ضامرٍ وهي الإبل المهازيل {يأتين من كلّ فجٍّ عميقٍ} يقول تأتي هذه الضّوامر من كلّ فجٍّ عميقٍ يقول: من كلّ طريقٍ ومكانٍ ومسلكٍ بعيدٍ.
وقيل يأتين فجمع لأنّه أريد بكلّ ضامرٍ النّوق ومعنى الكلّ الجمع فلذلك قيل يأتين.
وقد زعم الفرّاء أنّه قليلٌ في كلام العرب مررت على كلّ رجلٍ قائمين قال: وهو صوابٌ.
وقول اللّه: {وعلى كلّ ضامرٍ يأتين} ينبئ عن صحّة جوازه.
وذكر أنّ إبراهيم صلوات اللّه عليه لمّا أمره اللّه بالتّأذين بالحجّ، قام على مقامه فنادى: يا أيّها النّاس، إنّ اللّه كتب عليكم الحجّ، فحجّوا بيته العتيق.
وقد اختلف في صفة تأذين إبراهيم بذلك فقال بعضهم: نادى بذلك كما؛
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لمّا فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له: {أذّن في النّاس بالحجّ} قال: ربّ وما يبلغ صوتي؟ قال: أذّن، وعليّ البلاغ، فنادى إبراهيم: أيّها النّاس كتب عليكم الحجّ إلى البيت العتيق، فحجّوا قال: فسمعه ما بين السّماء والأرض، أفلا ترى النّاس يجيئون من أقصى الأرض يلبّون؟ ".
- حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان الضّبّيّ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لمّا بنى إبراهيم البيت أوحى اللّه إليه، أن أذّن في النّاس بالحجّ قال: فقال إبراهيم: ألا إنّ ربّكم قد اتّخذ بيتًا، وأمركم أن تحجّوه، فاستجاب له ما سمعه من شيءٍ من حجرٍ، وشجرٍ، وأكمةٍ، أو ترابٍ، أو شيءٍ: لبّيك اللّهمّ لبّيك ".
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا ابن واقدٍ، عن أبي الزّبير، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: قوله: {وأذّن في النّاس بالحجّ} قال: " قام إبراهيم خليل اللّه على الحجر، فنادى: يا أيّها النّاس،. كتب عليكم الحجّ، فأسمع من في أصلاب الرّجال، وأرحام النّساء، فأجابه من آمن ممّن سبق في علم اللّه أن يحجّ إلى يوم القيامة: لبّيك اللّهمّ لبّيك ".
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ: {وأذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالاً} قال: " وقرت في قلب كلّ ذكرٍ وأنثى ".
- حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: " لمّا فرغ إبراهيم من بناء البيت، أوحى اللّه إليه: أن أذّن في النّاس بالحجّ قال: فخرج فنادى في النّاس: يا أيّها النّاس، إنّ ربّكم قد اتّخذ بيتًا فحجّوه فلم يسمعه يومئذٍ من إنسٍ، ولا جنٍّ، ولا شجرٍ، ولا أكمةٍ، ولا ترابٍ، ولا جبلٍ، ولا ماءٍ، ولا شيءٍ إلاّ قال: لبّيك اللّهمّ لبّيك ".
- قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: " قام إبراهيم على المقام حين أمر أن يؤذّن في النّاس بالحجّ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأذّن في النّاس بالحجّ} قال: " قام إبراهيم على مقامه، فقال: يا أيّها النّاس أجيبوا ربّكم فقالوا: لبّيك اللّهمّ لبّيك فمن حجّ اليوم فهو ممّن أجاب إبراهيم يومئذٍ ".
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، عن عكرمة بن خالدٍ المخزوميّ، قال: " لمّا فرغ إبراهيم عليه السّلام من بناء البيت، قام على المقام، فنادى نداءً سمعه أهل الأرض: إنّ ربّكم قد بنى لكم بيتًا فحجّوه قال داود: فأرجو من حجّ اليوم من إجابة إبراهيم عليه السّلام ".
- حدّثني محمّد بن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، قال: قال ابن عبّاسٍ: " هل تدري كيف كانت التّلبية؟ قلت: وكيف كانت التّلبية؟ قال: إنّ إبراهيم لمّا أمر أن يؤذّن في النّاس بالحجّ، خفضت له الجبال رءوسها، ورفعت القرى، فأذّن في النّاس ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، " قوله: {وأذّن في النّاس بالحجّ} قال إبراهيم: كيف أقول يا ربّ؟ قال: قل: يا أيّها النّاس استجيبوا لربّكم قال: وقرّت في قلب كلّ مؤمنٍ ".
وقال آخرون في ذلك ما؛
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة، عن مجاهدٍ، قال: " قيل لإبراهيم: أذّن في النّاس بالحجّ قال: يا ربّ كيف أقول؟ قال: قل: لبّيك اللّهمّ لبّيك قال: فكانت أوّل التّلبية ".
وكان ابن عبّاسٍ يقول: عني بالنّاس في هذا الموضع: أهل القبلة.
ذكر الرّواية بذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأذّن في النّاس بالحجّ} " يعني بالنّاس: أهل القبلة، ألم تسمع أنّه قال: {إنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركًا} إلى قوله: {ومن دخله كان آمنًا}: يقول: ومن دخله من النّاس الّذين أمر أن يؤذّن فيهم، وكتب عليهم الحجّ، فإنّه آمنٌ، فعظّموا حرمات اللّه تعالى، فإنّها من تقوى القلوب " يقول: فإنّ النّاس يأتون البيت الّذي تأمرهم بحجّه مشاةً على أرجلهم.
وأمّا قوله: {يأتوك رجالاً وعلى كلّ ضامرٍ} فإنّ أهل التّأويل قالوا فيه نحو قولنا
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {يأتوك رجالاً} قال: " مشاةً ".
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الحجّاج بن أرطأة، قال: قال ابن عبّاسٍ: " ما آسى على شيءٍ فاتني إلاّ أن لا أكون حججت ماشيًا، سمعت اللّه يقول: {يأتوك رجالاً} ".
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: " حجّ إبراهيم وإسماعيل ماشيين ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ: {يأتوك رجالاً} قال: " على أرجلهم ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وعلى كلّ ضامرٍ} قال: " الإبل ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قال: قال ابن عبّاسٍ {وعلى كلّ ضامرٍ} قال: " الإبل ".
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن عمر بن ذرٍّ، قال: قال مجاهدٌ: " كانوا لا يركبون، فأنزل اللّه: {يأتوك رجالاً وعلى كلّ ضامرٍ} قال: فأمرهم بالزّاد، ورخّص لهم في الرّكوب والمتجر ".
وقوله: {من كلّ فجٍّ عميقٍ}.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {من كلّ فجٍّ عميقٍ} يعني: " مكانٍ بعيدٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قال: قال ابن عبّاسٍ: {من كلّ فجٍّ عميقٍ} قال: " بعيدٍ ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فجٍّ عميقٍ} قال: " مكانٍ بعيدٍ ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة مثله). [جامع البيان: 16/513-519]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عز وجل وأذن في الناس قال لما أمر الله عز وجل إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج قال يا أيها الناس إن ربكم اتخذ بيتا وأمركم أن تحجوه فاستجاب له ما سمعه من حجر أو شجر أو أكمة أو تراب أو شيء فقالوا لبيك اللهم لبيك). [تفسير مجاهد: 422]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن منيع، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: رب قد فرغت، فقال {وأذن في الناس بالحج} قال: رب وما يبلغ صوتي قال: أذن وعلي البلاغ، قال: رب كيف أقول قال: يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق، فسمعه من بين السماء والأرض ألا ترى أنهم يجيئون من أقصى الأرض يلبون). [الدر المنثور: 10/449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال: لما بنى إبراهيم البيت أوحى الله إليه أن أذن في الناس بالحج، فقال: ألا إن ربكم قد اتخذ بيتا وأمركم أن تحجوه، فاستجاب له ما سمعه من حجر أو شجر أو أكمة أو تراب أو شيء، فقالوا: لبيك اللهم لبيك). [الدر المنثور: 10/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما أمر الله إبراهيم أن ينادي في الناس بالحج صعد أبا قبيس فوضع أصبعيه في أذنيه ثم نادى: إن الله كتب عليكم الحج فأجيبوا ربكم، فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال وأرحام النساء وأول من أجابه أهل اليمن، فليس حاج من يومئذ إلى أن تقوم الساعة إلا من كان أجاب إبراهيم يومئذ). [الدر المنثور: 10/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي بسند واه عن علي رفعه: لما نادى إبراهيم بالحج لبى الخلق فمن لبى تلبية واحدة حج واحدة ومن لبى مرتين حج حجتين ومن زاد فبحساب ذلك). [الدر المنثور: 10/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {وأذن في الناس بالحج} قال: قام إبراهيم عليه السلام على الحجر فنادى: يا أيها الناس كتب عليكم الحج، فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء فأجاب من آمن ممن سبق في علم الله أن يحج إلى يوم القيامة: لبيك اللهم لبيك). [الدر المنثور: 10/450-451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير {وأذن في الناس بالحج} قال: وقرت في كل ذكر وأنثى). [الدر المنثور: 10/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت أوحى الله إليه أن {وأذن في الناس بالحج} فخرج فنادى في الناس: يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه، فلم يسمعه حينئذ من إنس ولا جن ولا شجرة ولا أكمة ولا تراب ولا جبل ولا ماء ولا شيء إلا قال: لبيك اللهم لبيك). [الدر المنثور: 10/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في كتاب الأذان عن عبد الله بن الزبير قال: أخذ الأذان من أذان إبراهيم في الحج {وأذن في الناس بالحج} قال: فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة). [الدر المنثور: 10/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير قال: لما أمر إبراهيم عليه السلام بدعاء الناس إلى الله استقبل المشرق فدعا ثم استقبل المغرب فدعا ثم استقبل الشام فدعا ثم استقبل اليمن فدعا فأجيب: لبيك لبيك). [الدر المنثور: 10/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة أن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن {وأذن في الناس بالحج} فقام على الحجر فقال: يا أيها الناس إن الله يأمركم بالحج، فأجابه من كان مخلوقا في الأرض يومئذ ومن كان في أرحام النساء ومن كان في أصلاب الرجال ومن كان في البحور فقالوا: لبيك اللهم لبيك). [الدر المنثور: 10/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: قال جبريل لإبراهيم {وأذن في الناس بالحج} قال: كيف أؤذن قال: قل يا أيها الناس أجيبوا إلى ربكم، ثلاث مرات، فأجاب العباد فقالوا: لبيك اللهم ربنا لبيك لبيك اللهم ربنا لبيك، فمن أجاب إبراهيم يومئذ من الخلق فهو حاج). [الدر المنثور: 10/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: لما فرغ إبراهيم وإسماعيل من بناء البيت أمر إبراهيم أن يؤذن بالحج فقام على الصفا فنادى بصوت سمعه ما بين المشرق والمغرب يا أيها الناس أجيبوا إلى ربكم، فأجابوه وهم في أصلاب آبائهم فقالوا: لبيك، قال: فإنما يحج البيت اليوم من أجاب إبراهيم يومئذ). [الدر المنثور: 10/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: لما أذن إبراهيم بالحج قال: يا أيها الناس أجيبوا ربكم، فلبى كل رطب ويابس). [الدر المنثور: 10/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال: لما أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج قام على المقام فنادى بصوت أسمع من بين المشرق والمغرب: يا أيها الناس أجيبوا ربكم). [الدر المنثور: 10/452-453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال: قال إبراهيم: كيف أقول قال: قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم، فما خلق الله من جبل ولا شجر ولاشيء من المطيعين له إلا ينادي: لبيك اللهم لبيك، فصارت التلبية). [الدر المنثور: 10/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال: قال إبراهيم: كيف أقول قال: قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم، فما خلق الله من جبل ولا شجر ولا شيء من المطيعين له إلا ينادي: لبيك اللهم لبيك، فصارت التلبية). [الدر المنثور: 10/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: تطاول به المقام حتى كان كأطول جبل في الأرض فأذن فيهم بالحج فأسمع من تحت البحور السبع وقالوا: لبيك أطعنا، لبيك أجبنا، فكل من حج إلى يوم القيامة ممن استجاب له يومئذ). [الدر المنثور: 10/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: قيل لإبراهيم {وأذن في الناس بالحج} قال: يا رب كيف أقول قال: قل لبيك اللهم لبيك، فكان إبراهيم أول من لبى). [الدر المنثور: 10/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة قال: لما أمر إبراهيم بالحج قام على المقام فنادى نداء سمعه جميع أهل الأرض: ألا إن ربكم قد وضع بيتا وأمركم أن تحجوه، فجعل الله في أثر قدميه آية في الصخرة). [الدر المنثور: 10/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عطاء قال: صعد إبراهيم على الصفا فقال: يا أيها الناس أجيبوا ربكم، فأسمع من كان حيا في أصلاب الرجال). [الدر المنثور: 10/453-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: أجاب إبراهيم كل جني وإنسي وكل شجر وحجر). [الدر المنثور: 10/454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال: لما أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس تواضعت له الجبال ورفعت له الأرض فقام فقال: يا أيها الناس أجيبوا ربكم). [الدر المنثور: 10/454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: صعد إبراهيم أبا قبيس فقال: الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن إبراهيم رسول الله، أيها الناس إن الله أمرني أن أنادي في الناس بالحج، أيها الناس أجيبوا ربكم، فأجابه من أخذ الله مثاقه بالحج إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 10/454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأذن في الناس بالحج} يعني بالناس أهل القبلة ألم تسمع أنه قال (إن أول بيت وضع للناس) إلى قوله (ومن دخله كان آمنا) (آل عمران آية 96) يقول: ومن دخله من الناس الذين أمر أن يؤذن فيهم وكتب عليهم الحج). [الدر المنثور: 10/454-455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {يأتوك رجالا} قال: مشاة {وعلى كل ضامر} قال: الإبل {يأتين من كل فج عميق} قال: بعيد). [الدر المنثور: 10/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه عن محمد بن كعب القرظي قال: سمعت ابن عباس يقول: ما آسي على شيء إلا أني لم أكن حججت راجلا لأني سمعت الله يقول {يأتوك رجالا وعلى كل ضامر} وهكذا كان يقرأوها). [الدر المنثور: 10/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما آسي على شيء فاتني إلا أني لم أحج ماشيا حتى أدركني الكبر أسمع الله تعالى يقول {يأتوك رجالا وعلى كل ضامر} فبدأ بالرجال قبل الركبان). [الدر المنثور: 10/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن مجاهد أن إبراهيم وإسماعيل حجا وهما ماشيان). [الدر المنثور: 10/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم، قيل: وما حسنات الحرم قال: بكل حسنة مائة ألف حسنة). [الدر المنثور: 10/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة وللماشي بكل قدم سبعمائة حسنة من حسنات الحرم، قيل: يا رسول الله وما حسنات الحرم قال: الحسنة مائة ألف حسنة). [الدر المنثور: 10/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طان الملائكة لتصافح ركاب الحجاج وتعتنق المشاة). [الدر المنثور: 10/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يأتوك رجالا} قال: على أرجلهم {وعلى كل ضامر} قال: الإبل {يأتين من كل فج عميق} يعني مكان بعيد). [الدر المنثور: 10/456-457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال: كانوا يحجون ولا يتزودون فأنزل الله (وتزودوا) (البقرة آية 197)، وكانوا يحجون ولا يركبون فأنزل الله {يأتوك رجالا وعلى كل ضامر} فأمرهم بالزاد ورخص لهم في الركوب والمتجر). [الدر المنثور: 10/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {من كل فج عميق} قال: طريق بعيد قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
فساروا العناء وسدوا الفجاج * بأجساد عادلها آيدات). [الدر المنثور: 10/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يأتوك رجالا وعلى كل ضامر} قال: هم المشاة والركبان). [الدر المنثور: 10/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وعلى كل ضامر} قال: ما تبلغه المطي حتى تضمر). [الدر المنثور: 10/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {من كل فج عميق} قال: طريق بعيد.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 10/457-458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه {من كل فج عميق} قال: مكان بعيد.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 10/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبيد بن عمير قال: لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركبا يريدون البيت فقال: من أنتم فأجابه أحدثهم سنا فقال: عباد الله المسلمون، فقال: من أين جئتم قال: من الفج العميق، قال: أين تريدون قال: البيت العتيق، فقال عمر رضي الله عنه: تأولها لعمر الله، فقال عمر رضي الله عنه: من أميركم فأشار إلى شيخ منهم فقال عمر: بل أنت أميرهم لأحدثهم سنا الذي أجابه). [الدر المنثور: 10/458]

تفسير قوله تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني ابن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله: {واذكروا الله في أيامٍ معدوداتٍ}، قال: المعلومات: يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق؛ والأيام المعدودات: أيام التشريق). [الجامع في علوم القرآن: 2/98] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث بن نبهان عن غالب بن عبيد الله عن مجاهد قال: الأيام المعلومات العشر، والأيام المعدودات: أيام التشريق). [الجامع في علوم القرآن: 2/98-99] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني طلحة بن عمرٍو عن عطاءٍ قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن محمّد بن عبيد اللّه عن مجاهدٍ وعطاءٍ: الأيّام المعلومات العشر، والأيّام المعدودات أيّام التّشريق.
وقال: إنّ ابن عبّاسٍ كان يقول ذلك). [الجامع في علوم القرآن: 2/99] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن أبي الزّبير أنّه سأل جابر بن عبد الله عن أيام العشر، قال جابرٌ: هي أيّام العشر). [الجامع في علوم القرآن: 2/99] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن ابن عباس كان يقول: هي العشر الذي ذكر اللّه في القرآن). [الجامع في علوم القرآن: 2/99] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني محمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله في الأيام المعلومات والمعدودات، مثل حديث الحارث بن نبهان). [الجامع في علوم القرآن: 2/99] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت مالكا قال: سمعت أن البائس هو الفقير وأن المعتر هو [الزا ........ .). [الجامع في علوم القرآن: 2/139]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم قال التجارة وما أرضى الله من أمر الدنيا والآخرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/36]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة قال الأيام المعلومات العشر والمعدودات أيام التشريق). [تفسير عبد الرزاق: 2/37]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن رجل عن مجاهد قال البائس الفقير الذي يمد إليك يده). [تفسير عبد الرزاق: 2/37]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن واقدٍ مولى زيد بن خليدة عن سعيد {ليشهدوا منافع لهم} قال: التجارة [الآية: 28].
سفيان [الثوري] عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهد {ليشهدوا منافع لهم} قال: فيما يرضى اللّه لهم من الدّنيا والآخرة). [تفسير الثوري: 211]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {ليشهدوا منافع لهم} قال: الأجر في الآخرة، والتّجارة في الدّنيا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 55]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {وأطعموا البائس الفقير} قال: البائس الّذي يسأل بيده إذا سأل.
{والقانع} الطّامع الّذي يطمع في ذبيحتك من جيرانك.
{والمعتر} الّذي يعترّ بالبدن يريك نفسه ولا يسأل، يتعرض لك). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 55-56]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ليشهدوا منافع لهم} اختلف أهل التّأويل في معنى المنافع الّتي ذكرها اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: هي التّجارة ومنافع الدّنيا.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ليشهدوا منافع لهم} قال: " هي الأسواق ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابر عن الحكم، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " تجارةٌ ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي رزينٍ، في قوله: {ليشهدوا منافع لهم} قال: " أسواقهم ".
- قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن واقدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {ليشهدوا منافع لهم} قال: " التّجارة ".
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ قال: أخبرنا إسحاق، عن سفيان، عن واقدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن واقدٍ، عن سعيدٍ مثله.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا شيبانٌ، عن عاصم بن أبي النّجود، عن أبي رزينٍ: {ليشهدوا منافع لهم} قال: " الأسواق ".
وقال آخرون: هي الأجر في الآخرة، والتّجارة في الدّنيا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، وسوّار بن عبد اللّه، قالا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ليشهدوا منافع لهم} قال: " التّجارة، وما يرضي اللّه من أمر الدّنيا والآخرة ".
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ قال: حدّثنا إسحاق، عن سفيان عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ قال: حدّثنا سفيان قال: أخبرنا إسحاق، عن أبي بشرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ليشهدوا منافع لهم} قال: " الأجر في الآخرة، والتّجارة في الدّنيا ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: بل هي العفو والمغفرة.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن أبي جعفرٍ: {ليشهدوا منافع لهم} قال: " العفو.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، قال: قال محمّد بن عليٍّ: " مغفرةٌ ".
وأولى الأقوال بالصّواب قول من قال: عنى بذلك: ليشهدوا منافع لهم من العمل الّذي يرضي اللّه والتّجارة؛ وذلك أنّ اللّه عمّ لهم منافع جميع ما يشهد له الموسم، ويأتي له مكّة أيّام الموسم من منافع الدّنيا والآخرة، ولم يخصّص من ذلك شيئًا من منافعهم بخبرٍ ولا عقلٍ، فذلك على العموم في المنافع الّتي وصفت.
وقوله: {ويذكروا اسم اللّه في أيّامٍ معلوماتٍ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} يقول تعالى ذكره: وكي يذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من الهدايا والبدن الّتي أهدوها من الإبل والبقر والغنم، {في أيّامٍ معلوماتٍ} وهنّ أيّام التّشريق في قول بعض أهل التّأويل. وفي قول بعضهم: أيّام العشر. وفي قول بعضهم: يوم النّحر، وأيّام التّشريق.
وقد ذكرنا اختلاف أهل التّأويل في ذلك بالرّوايات، وبيّنّا الأولى بالصّواب منها في سورة البقرة، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع، غير أنّي أذكر بعض ذلك أيضًا في هذا الموضع.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ويذكروا اسم اللّه في أيّامٍ معلوماتٍ} " يعني أيّام التّشريق ".
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، في قوله: {أيّامٍ معلوماتٍ} " يعني أيّام التّشريق "، {على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} " يعني البدن ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {في أيّامٍ معلوماتٍ} قال: " أيّام العشر، والمعدودات: أيّام التّشريق ".
وقوله: {فكلوا منها} يقول: كلوا من بهائم الأنعام الّتي ذكرتم اسم اللّه عليها أيّها النّاس هنالك.
وهذا الأمر من اللّه جلّ ثناؤه أمر إباحةٍ، لا أمر إيجابٍ، وذلك أنّه لا خلاف بين جميع الحجّة أنّ ذابح هديه، أو بدنته هنالك، إن لم يأكل من هديه، أو بدنته، أنّه لم يضيّع له فرضًا كان واجبًا عليه، فكان معلومًا بذلك أنّه غير واجبٍ.
ذكر الرّواية عن بعض من قال ذلك من أهل العلم:
- حدّثنا سوّار بن عبد اللّه، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، قوله: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} قال: " كان لا يرى الأكل منها واجبًا ".
- حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن مجاهدٍ، أنّه قال: " هي رخصةٌ: إن شاء أكل، وإن شاء لم يأكل، وهي كقوله: {وإذا حللتم فاصطادوا}، {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض}، يعني قوله: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ} ".
- قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: {فكلوا منها} قال: " هي رخصةٌ، فإن شاء أكل، وإن شاء لم يأكل ".
- قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حجّاجٌ، عن عطاءٍ، في قوله: {فكلوا منها} قال: " هي رخصةٌ، فإن شاء أكلها، وإن شاء لم يأكل ".
- حدّثني عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا زيدٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فكلوا منها} قال: " إنّما هي رخصةٌ ".
وقوله: {وأطعموا البائس الفقير} يقول: وأطعموا ممّا تذبحون أو تنحرون هنالك من بهيمة الأنعام من هديكم، وبدنكم البائس، وهو الّذي به ضرّ الجوع والزّمانة والحاجة، والفقير: الّذي لا شيء له.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} يعني: " الزّمن الفقير ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ: {البائس الفقير} " الّذي يمدّ إليك يديه ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {البائس الفقير} قال: " هو القانع ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني عمر بن عطاءٍ، عن عكرمة، قال: " {البائس}: المضطرّ الّذي عليه البؤس، و{الفقير}: المتعفّف ".
- قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {البائس} " الّذي يبسط يديه "). [جامع البيان: 16/519-525]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ليشهدوا منافع لهم قال يعني الأجر في الآخرة والتجارة في الدنيا). [تفسير مجاهد: 422]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شيبان عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين في قوله ليشهدوا منافع لهم قال يعني الأسواق). [تفسير مجاهد: 423]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {ليشهدوا منافع لهم} قال: أسواقا كانت لهم، ما ذكر الله منافع إلا الدنيا). [الدر المنثور: 10/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ليشهدوا منافع لهم} قال: منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة، فأما منافع الآخرة فرضوان الله عز وجل.
وأمّا منافع الدنيا فما يصيبون من لحوم البدن في ذلك اليوم والذبائح والتجارات). [الدر المنثور: 10/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {ليشهدوا منافع لهم} قال: الأجر في الآخرة والتجارة في الدنيا). [الدر المنثور: 10/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله {ويذكروا اسم الله} قال: فيما ينحرون من البدن). [الدر المنثور: 10/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ويذكروا اسم الله} قال: كان يقال: إذا ذبحت نسيكتك فقل بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك عن فلان ثم كل وأطعم كما أمرك الله: الجار والأقرب فالأقرب). [الدر المنثور: 10/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو بكر المروزي في كتاب العيدين، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأيام المعلومات أيام العشر). [الدر المنثور: 10/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأيام المعلومات: يوم النحر وثلاثة أيام بعده). [الدر المنثور: 10/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {في أيام معلومات} يعني أيام التشريق). [الدر المنثور: 10/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {في أيام معلومات} يعني أيام التشريق {على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} يعني البدن). [الدر المنثور: 10/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: الأيام المعلومات والمعدودات هن جميعهن أربعة أيام، فالمعلومات يوم النحر ويومان بعده، والمعدودات ثلاثة أيام بعد يوم النحر). [الدر المنثور: 10/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن علي رضي الله عنه قال: الأيام المعلومات يوم النحر وثلاثة أيام بعده). [الدر المنثور: 10/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {في أيام معلومات} قال: قبل يوم التروية بيوم ويوم التروية ويوم عرفة). [الدر المنثور: 10/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عطاء ومجاهد رضي الله عنه قال: الأيام المعلومات أيام العشر.
وأخرج عن سعيد بن جبير والحسن رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 10/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه قال: كان المشركون لا يأكلون من ذبائح نسائكم فأنزل الله {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} فرخص للمسلمين فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل). [الدر المنثور: 10/460-461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" عن مجاهد في الآية قال: هي رخصة إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل، بمنزلة قوله: (واذ حللتم فاصطادوا) ). [الدر المنثور: 10/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عطاء {فكلوا منها وأطعموا} قال: إذا ذبحتم فاهدوا وكلوا وأطعموا وأقلوا لحوم الأضاحي عندكم). [الدر المنثور: 10/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح الحنفي رضي الله عنه {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} قال: هي في الأضاحي). [الدر المنثور: 10/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه قال: إن شاء أكل من الهدي والأضحية وإن شاء لم يأكل). [الدر المنثور: 10/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فكلوا منها} ان ابن مسعود كان يقول للذي يبعث: بهدية معه كل ثلثا وتصدق بالثلث واهد لآل عتبة ثلثا). [الدر المنثور: 10/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، عن جابر بن عبد الله قال: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جزور بضعة فجعلت في قدر فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي من اللحم وحسوا من المرق، قال سفيان: لأن الله يقول {فكلوا منها} ). [الدر المنثور: 10/461-462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {وأطعموا البائس} قال: الزمن). [الدر المنثور: 10/462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قول الله {وأطعموا البائس الفقير} قال: {البائس} الذي لم يجد شيئا من شدة الحاجة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال:
نعم أما سمعت طرفة وهو يقول:
يغشاهم البائس المدقع * والضيف وجار مجاور جنب). [الدر المنثور: 10/462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ومجاهد قالا {البائس} الذي يمد كفيه إلى الناس يسأل). [الدر المنثور: 10/462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: {البائس} المضطر الذي عليه البؤس و{الفقير} الضعيف). [الدر المنثور: 10/462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {البائس الفقير} قال: هما سواء). [الدر المنثور: 10/462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: {البائس الفقير} الذي به زمانه وهو فقير). [الدر المنثور: 10/462]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): ([........ .. ] وقال عن مجاهد في قول الله: [ ........ .. ] وقص الشارب وتقليم [الأظفار .............. .). [الجامع في علوم القرآن: 2/51]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أبو صخر عن القرظي أنه كان يقول [في هذه الآية]: {ثم ليقضوا تفثهم}، رمي الجمار، وذبح الذبيحة، وحلق الرأس، وأخذ من [الشاربين واللحية] والأظفار، والطواف بالبيت وبالصفا والمروة). [الجامع في علوم القرآن: 2/74]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة يقول في قول الله: {البيت [العتيق}، العتيق]، اعتقه من الجبابرة). [الجامع في علوم القرآن: 2/83]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله التفث قال التفث حلق الرأس ورمي الجمار وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة). [تفسير عبد الرزاق: 2/37]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تفثهم قال التفث حلق الرأس وتقليم الأظفار). [تفسير عبد الرزاق: 2/37]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة قال التفث حلق الرأس). [تفسير عبد الرزاق: 2/37]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري أن ابن الزبير قال إنما سمي بالبيت العتيق لأن الله أعتقه من الجبابرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/37]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى بالبيت العتيق قال أعتق من الجبابرة.
أنا الثوري عن عبيد المكتري عن مجاهد ليس لأحد فيه شيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/37]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ {ثم ليقضوا تفثهم} قال: حلق الرأس ورمي الجمار ونتف الإبط وقصر الشارب والأظفار وحلق العانة [الآية: 29]). [تفسير الثوري: 211]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن إبراهيم الخوزيّ عن عطاءٍ أو مجاهدٍ قال نذورٌ كانت عليهم فأمروا بالذبح [الآية: 29]). [تفسير الثوري: 212]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال العتيق قال: {البيت العتقٌ} قال: عتق من الجبارة ليس لأحد فيه شيء [الآية: 29]). [تفسير الثوري: 212]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن إسماعيل وغير واحدٍ، قالوا: حدّثنا عبد الله بن صالحٍ، قال: حدّثني اللّيث، عن عبد الرّحمن بن خالدٍ، عن ابن شهابٍ، عن محمّد بن عروة بن الزّبير، عن عبد الله بن الزّبير، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّما سمّي البيت العتيق لأنّه لم يظهر عليه جبّارٌ.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وقد روي هذا الحديث عن الزّهريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مرسلاً.
حدّثنا قتيبة، قال: حدّثنا اللّيث، عن عقيلٍ، عن الزّهريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه). [سنن الترمذي: 5/176]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم} قال: الحلق والنّحر والرّمي والأخذ من الشّارب واللّحية وحلق العانة وتقليم الأظافر والإفاضة). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 56]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {البيت العتيق} قال: أعتقه اللّه عزّ وجلّ من كلّ جبّارٍ، ما أراده جبّارٌ قطّ إلا قصمه اللّه عزّ وجلّ). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 56]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {ليقضوا تفثهم} قال: التّفث: تفث الحجّ، حلق الرّأس ورمي الجمار ونحو ذلك). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 117]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا اللّيث، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «خير ما ركبت إليه الرّواحل مسجدي هذا، والبيت العتيق»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/192]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} يقول: تعالى ذكره: ثمّ ليقضوا ما عليهم من مناسك حجّهم: من حلق شعرٍ، وأخذ شاربٍ، ورمي جمرةٍ، وطوافٍ بالبيت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن أبي الشّوارب، قال: حدّثني يزيد قال: أخبرنا الأشعث بن سوّارٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّه قال: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: " ما عليهم في الحجّ ".
- حدّثنا حميد بن مسعدة، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثني الأشعث، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: " التّفث: المناسك كلّها ".
- قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عبد الملك، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال، في قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: " التّفث: حلق الرّأس، وأخذٌ من الشّاربين، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقصّ الأظفار، والأخذ من العارضين، ورمي الجمار، والموقف بعرفة، والمزدلفة ".
- حدّثنا حميدٌ، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، قال: حدّثنا خالدٌ، عن عكرمة، قال: " التّفث: الشّعر والظّفر ".
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن خالدٍ، عن عكرمة، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني أبو صخرٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، أنّه كان يقول في هذه الآية: {ثمّ ليقضوا تفثهم} " رمي الجمار، وذبح الذّبيحة، وأخذٌ من الشّاربين، واللّحية والأظفار، والطّواف بالبيت، وبالصّفا والمروة ".
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ، أنّه قال في هذه الآية: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: " هو حلق الرّأس. وذكر أشياء من الحجّ، قال شعبة: لا أحفظها ".
- قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: " حلق الرّأس، وحلق العانة، وقصّ الأظفار، والشّارب، ورمي الجمار، وقصّ اللّحية ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله. إلاّ أنّه لم يقل في حديثه: وقصّ اللّحية.
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ، قال: حدّثنا المحاربيّ، قال: سمعت رجلاً، يسأل ابن جريجٍ، عن قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: " الأخذ من اللّحية، ومن الشّارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، ورمي الجمار ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا منصورٌ، عن الحسن، وأخبرنا جويبرٌ، عن الضّحّاك، أنّهما قالا: " حلق الرّأس ".
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} يعني: " حلق الرّأس ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: " التّفث: حلق الرّأس، وتقليم الظّفر ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسًٍ، قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} يقول: " نسكهم ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: " التّفث: حرمهم ".
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: " يعني بالتّفث: وضع إحرامهم، من حلق الرّأس، ولبس الثّياب، وقصّ الأظفار، ونحو ذلك ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، قال: " التّفث: حلق الشّعر، وقصّ الأظفار، والأخذ من الشّارب، وحلق العانة، وأمر الحجّ كلّه ".
وقوله: {وليوفوا نذورهم} يقول: وليوفوا اللّه بما نذروا من هدي، وبدنةٍ، وغير ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وليوفوا نذورهم} " نحر ما نذروا من البدن ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وليوفوا نذورهم} " نذر الحجّ والهدي، وما نذر الإنسان من شيءٍ يكون في الحجّ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وليوفوا نذورهم} قال: " نذر الحجّ والهدي، وما نذر الإنسان على نفسه من شيءٍ يكون في الحجّ ".
- وقوله: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} يقول: وليطّوّفوا ببيت اللّه الحرام.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {العتيق} في هذا الموضع، فقال بعضهم: قيل ذلك لبيت اللّه الحرام، لأنّ اللّه أعتقه من الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه وهدمه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، أنّ ابن الزّبير، قال: " إنّما سمّي البيت العتيق، لأنّ اللّه أعتقه من الجبابرة ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن ابن الزّبير، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: " إنّما سمّي العتيق، لأنّه أعتق من الجبابرة ".
- قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} قال: " عتق من الجبابرة ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {البيت العتيق} قال: " أعتقه اللّه من الجبابرة، يعني الكعبة ".
وقال آخرون: قيل له عتيقٌ، لأنّه لم يملكه أحدٌ من النّاس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن عبيدٍ، عن مجاهدٍ، قال: " إنّما سمّي البيت العتيق لأنّه ليس لأحدٍ فيه شيءٌ ".
وقال آخرون: سمّي بذلك لقدمه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {البيت العتيق} قال: " العتيق: القديم، لأنّه قديمٌ، كما يقال: السّيف العتيق، لأنّه أوّل بيتٍ وضع للنّاس بناه آدم، وهو أوّل من بناه، ثمّ بوّأ اللّه موضعه لإبراهيم بعد الغرق، فبناه إبراهيم وإسماعيل ".
قال أبو جعفرٍ: ولكلّ هذه الأقوال الّتي ذكرناها عمّن ذكرناها عنه في قوله: {البيت العتيق} وجهٌ صحيحٌ، غير أنّ الّذي قاله ابن زيدٍ أغلب معانيه عليه في الظّاهر. غير أنّ الّذي روي عن ابن الزّبير أولى بالصّحّة، إن كان ما؛
- حدّثني به، محمّد بن سهلٍ البخاريّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: أخبرني اللّيث، عن عبد الرّحمن بن خالد بن مسافرٍ، عن الزّهريّ، عن محمّد بن عروة، عن عبد اللّه بن الزّبير، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّما سمّي البيت العتيق لأنّ اللّه أعتقه من الجبابرة، فلم يظهر عليه قطّ صحيحًا ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال الزّهريّ: بلغنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّما سمّي البيت العتيق لأنّ اللّه أعتقه ". ثمّ ذكر مثله ".
وعني بالطّواف الّذي أمر جلّ ثناؤه حاجّ بيته العتيق به في هذه الآية طواف الإفاضة الّذي يطاف به بعد التّعريف، إمّا يوم النّحر، وإمّا بعده، لا خلاف بين أهل التّأويل في ذلك.
ذكر الرّواية عن بعض من قال ذلك
- حدّثنا عمرو بن سعيدٍ القرشيّ، قال: حدّثنا الأنصاريّ، عن أشعث، عن الحسن: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} قال: " طواف الزّيارة ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا خالدٌ، قال: حدّثنا الأشعث، أنّ الحسن، قال في قوله: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} قال: " الطّواف الواجب ".
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} يعني: " زيارة البيت ".
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن حجّاجٍ، وعبد الملك، عن عطاءٍ، في قوله: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} قال: " طواف يوم النّحر ".
- حدّثني أبو عبد الرّحمن البرقيّ، قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: سألت زهيرًا عن قول اللّه: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} قال: " طواف الوداع ".
واختلف القرّاء في قراءة هذه الحروف، فقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: ( ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطّوّفوا ) بتسكين اللاّم في كلّ ذلك طلب التّخفيف، كما فعلوا في ( هو ) إذا كانت قبله واوٌ، فقالوا ( وهو عليمٌ بذات الصّدور ) فسكّنوا الهاء، وكذلك يفعلون في لام الأمر إذا كان قبلها حرفٌ من حروف النّسق، كالواو، والفاء، وثمّ.
وكذلك قرأت عامّة قرّاء أهل البصرة، غير أنّ أبا عمرو بن العلاء كان يكسر اللاّم من قوله: " ثمّ ليقضوا " خاصّةً، من أجل أنّ الوقوف على ( ثمّ ) دون ( ليقضوا ) حسنٌ، وغير جائزٍ الوقوف على الواو والفاء وهذا الّذي اعتلّ به أبو عمرٍو لقراءته علّةٌ حسنةٌ من جهة القياس، غير أنّ أكثر القرّاء على تسكينها.
وأولى الأقوال بالصّواب في ذلك عندي، أنّ التّسكين في لام ( ليقضوا ) والكسر قراءتان مشهورتان، ولغتان سائرتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصّواب. غير أنّ الكسر فيها خاصّةً أقيس، لما ذكرنا لأبي عمرٍو من العلّة، لأنّ من قرأ: {وهو عليمٌ بذات الصّدور}، فهو بتسكين الهاء مع الواو والفاء، ويحرّكها في قوله: {ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين} فذلك الواجب عليه أن يفعل في قوله: ( ثمّ ليقضوا تفثهم ) فيحرّك اللاّم إلى الكسر مع ( ثمّ ) وإن سكّنها في قوله: {وليوفوا نذورهم}.
وقد ذكر عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، والحسن البصريّ تحريكها مع ( ثمّ ) والواو، وهي لغةٌ مشهورةٌ، غير أنّ أكثر القرّاء مع الواو والفاء على تسكينها، وهي أشهر اللّغتين في العرب وأفصحها، فالقراءة بها أعجب إليّ من كسرها). [جامع البيان: 16/525-533]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ثم ليقضوا تفثهم قال التفث حلق الرأس والعانة وقص اللحية والشارب والإظفار ورمي الجمار). [تفسير مجاهد: 423]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وليوفوا نذورهم يعني نذر الحج والهدي وما نذر الإنسان من شيء يكون في الحج). [تفسير مجاهد: 423]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال بالبيت العتيق أعتقه الله عز وجل من الجبابرة أن يدعيه أحد منهم). [تفسير مجاهد: 423]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس قاسم بن القاسم السّيّاريّ، ثنا عبد اللّه بن عليٍّ الغزّال، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، أنبأ عبد اللّه بن المبارك، أنبأ عمرو بن سعيد بن أبي حسينٍ، أخبرني ابن أبي مليكة، عن عبيد بن عميرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «أقبل تبّعٌ يريد الكعبة حتّى إذا كان بكراع الغميم بعث اللّه عليه ريحًا لا يكاد القائم يقوم إلّا بمشقّةٍ، ويذهب القائم، ثمّ يقعد فيصرع وقامت عليه ولقوا منها عناءً ودعا تبّعٌ حبريه فسألهما ما هذا الّذي بعث عليّ؟» قالا: أتؤمّنّا؟ قال: «أنتم آمنون». قالا: فإنّك تريد بيتًا يمنعه اللّه ممّن أراده. قال: «فماذا يذهب هذا عنّي؟» قالا: تجرّد في ثوبين ثمّ تقول: لبّيك لبّيك، ثمّ تدخل فتطوف بذلك البيت ولا تهيج أحدًا من أهله. قال: «فإن أجمعت على هذا ذهبت هذه الرّيح عنّي؟» قالا: نعم. فتجرّد ثمّ لبّى، قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما فأدبرت الرّيح كقطع اللّيل المظلم «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/421]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ جريرٌ، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: لمّا فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: ربّ قد فرغت. فقال: «أذّن في النّاس بالحجّ». قال: ربّ وما يبلغ صوتي؟ قال: «أذّن وعليّ البلاغ». قال: ربّ كيف أقول؟ قال: " قل: يا أيّها النّاس، كتب عليكم الحجّ، حجّ البيت العتيق فسمعه من بين السّماء والأرض ألا ترى أنّهم يجيئون من أقصى الأرض يلبّون؟ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/421]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشّعرانيّ، ثنا جدّي، ثنا عبد اللّه بن صالحٍ، ثنا اللّيث بن سعدٍ، عن عبد الرّحمن بن خالد بن مسافرٍ، عن الزّهريّ، عن محمّد بن عروة بن الزّبير، عن عمّه عبد اللّه بن الزّبير رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «إنّما سمّى اللّه البيت العتيق لأنّه أعتقه من الجبابرة، فلم يظهر عليه جبّارٌ قطّ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاريّ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/421]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) ابن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّما سمّي البيت العتيق؛ لأنه لم يظهر عليه جبّارٌ». أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق.
أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنه قال: التفث المناسك كلها). [الدر المنثور: 10/463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: التفث قضاء النسك كله). [الدر المنثور: 10/463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في التفث: حلق الرأس والأخذ من العارضين ونتف الإبط وحلق العانة والوقوف بعرفة والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار وقص الأظفار وقص الشارب والذبح). [الدر المنثور: 10/463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ثم ليقضوا تفثهم} قال: يعني بالتفث: وضع إحرامهم من حلق الرأس ولبس الثياب وقص الأظفار، ونحو ذلك {وليوفوا نذورهم} قال: يعني نحر ما نذروا من البدن). [الدر المنثور: 10/463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {ثم ليقضوا تفثهم} قال: التفث كل شيء أحرموا منه {وليوفوا نذورهم} قال: هو الحج). [الدر المنثور: 10/463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: {ليقضوا تفثهم} قال: حلق الرأس والعانة ونتف الإبط وقص الشارب والأظافر ورمي الجمار وقص اللحية: {وليوفوا نذورهم} قال: نذر الحج). [الدر المنثور: 10/464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن كعب قال: التفث حلق العانة ونتف الإبط وأخذ من الشارب وتقليم الأظافر). [الدر المنثور: 10/464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {وليوفوا نذورهم} مثقله بجزم اللام، {وليطوفوا} بجزم اللام مثقلة). [الدر المنثور: 10/464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وليطوفوا} قال: هو الطواف الواجب يوم النحر). [الدر المنثور: 10/464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {وليطوفوا} قال: هو الطواف الواجب يوم النحر). [الدر المنثور: 10/464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {وليطوفوا} قال: طواف الزيارة). [الدر المنثور: 10/464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {وليطوفوا} قال: يعني زيارة البيت، ولفظ ابن جرير: هو طواف الزيارة يوم النحر). [الدر المنثور: 10/464-465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وحسنه، وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمى الله البيت العتيق لأن الله أعتقه من الجبابرة فلم يظهر عليه جبار قط). [الدر المنثور: 10/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: البيت العتيق لأنه أعتق من الجبابرة). [الدر المنثور: 10/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الجبابرة لم يدعه جبار قط، وفي لفظ: فليس في الأرض جبار يدعي أنه له). [الدر المنثور: 10/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يرده أحد بسوء إلا هلك). [الدر المنثور: 10/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق في زمان نوح). [الدر المنثور: 10/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: إنما سمي العتيق لأنه أول بيت وضع). [الدر المنثور: 10/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جعل الطواف بالبيت ملاذا لأن الله لما خلق آدم أمر إبليس بالسجود له فأبى فغضب الرحمن فلاذت الملائكة بالبيت حتى سكن غضبه). [الدر المنثور: 10/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية {وليطوفوا بالبيت العتيق} طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه). [الدر المنثور: 10/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سفيان بن عيينة والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس قال: الحجر من البيت لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت من ورائه وقال الله {وليطوفوا بالبيت العتيق} ). [الدر المنثور: 10/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: طواف الوداع واجب وهو قول الله {وليطوفوا بالبيت العتيق} ). [الدر المنثور: 10/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جمرة قال: قال لي ابن عباس: أتقرأ سورة الحج يقول الله {وليطوفوا بالبيت العتيق} قال: فإن آخر المناسك الطواف بالبيت). [الدر المنثور: 10/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: كانوا ينفرون من منى إلى وجوههم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون آخر عهدهم بالبيت ورخص للحائض). [الدر المنثور: 10/466-467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري قال: من طاف بهذا البيت سبعا لا يتكلم فيه إلا بتكبير أو تهليل كان عدل رقبة). [الدر المنثور: 10/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر قال: من طاف بالبيت أسبوعا وصلى ركعتين كان مثل يوم ولدته أمه). [الدر المنثور: 10/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال: من طاف بالبيت كان عدل رقبة). [الدر المنثور: 10/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طاف بالبيت سبعا يحصيه كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة وكان له عدل رقبة). [الدر المنثور: 10/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي والبيهقي عن أبي عقال قال: طفت مع أنس في مطرة فقال لنا: استأنفوا العمل فقد غفر لكم طفت من نبيكم صلى الله عليه وسلم في مثل هذا اليوم فقال: استأنفوا العمل فقد غفر لكم). [الدر المنثور: 10/467-468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن محمد بن المنكدر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاف حول البيت أسبوعا لا يلغو فيه كان عدل رقبة يعتقها). [الدر المنثور: 10/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال: من طاف بالبيت خمسين أسبوعا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه). [الدر المنثور: 10/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن جبير بن مطعم إن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار). [الدر المنثور: 10/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء أنه طاف بالبيت بعد العصر وصلى ركعتين فقيل له فقال: إنها ليست كسائر البلدان). [الدر المنثور: 10/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر والركن في كل طواف). [الدر المنثور: 10/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر وسجد عليه ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الركن اليماني ووضع خده عليه). [الدر المنثور: 10/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال: كان ابن عباس يقول: احفظوا هذا الحديث، وكان يرفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ويدعو به بين الركنين: رب قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف علي كل غائبة بخير). [الدر المنثور: 10/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي والحاكم وصححه عن ابن عباس يرفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الطواف بالبيت مثلا الصلاة إلا أنكم تتكلمون فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير). [الدر المنثور: 10/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم شرب ماء في الطواف). [الدر المنثور: 10/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن عبد الأعلى التيمي قال: قالت خديجة رضي الله عنها: يا رسول الله ما أقول وأنا أطوف بالبيت قال: قولي: اللهم اغفر ذنوبي وخطئي وعمدي وإسرافي في أمري انك إن لا تغفر لي تهلكني). [الدر المنثور: 10/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أسمعت ابن عباس قال: إنما أمرتم بالطواف به ولم تؤمروا بدخوله، قال: لم يكن نهانا عن دخوله ولكن سمعته يقول: أخبرني أسامة بن زيد أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل البيت فلما خرج ركع ركعتين في قبل البيت، وقال: هذه القبلة). [الدر المنثور: 10/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي وهو قرير العين طيب النفس ثم رجع وهو حزين فقلت: يا رسول الله خرجت من عندي وأنت كذا وكذا، قال: إني دخلت الكعبة، وددت أني لم أكن فعلته إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي). [الدر المنثور: 10/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة أنها كانت تقول: عجبا للمرء المسلم إذا دخل الكعبة حين يرفع بصره قبل السقف يدع ذلك إجلالا لله وإعظاما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها). [الدر المنثور: 10/471]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:02 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت} [الحج: 26]
- قال: وحدّثنا يحيى بن سلامٍ قال: حدّثني أشعث، عن عبد اللّه بن مسلمٍ، عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عبّاسٍ قال: كان موضع البيت ربوةً بيضاء حولها
[تفسير القرآن العظيم: 1/362]
حجارةٌ مرسومةٌ حولها حرجةٌ من سمرٍ نابتٍ، وهو قوله عزّ وجلّ: {وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت} [الحج: 26]، يقول: أعلمناه.
قوله: {أن لا تشرك بي شيئًا وطهّر بيتي} [الحج: 26] من الأوثان، يعني لا تذر حوله وثنًا يعبد من دون اللّه.
تفسير السّدّيّ.
نا سعيدٌ عن قتادة قال: أي من عبادة الأوثان، والشّرك، وقول الزّور والمعاصي.
- نا إبراهيم بن محمّدٍ، عن علقمة بن أمّ علقمة مولاة عائشة، عن أمّه، عن عائشة قالت: كسوة البيت على الأمراء ولكن طيّبوا البيت فإنّ ذلك من تطهيره.
قوله: {للطّائفين} [الحج: 26]
نا المعلّى بن هلالٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ قال: الطّائفون الّذين يطوفون بالبيت، والرّكّع السّجود الّذين يصلّون إليه.
سعيدٌ عن قتادة قال: يعني أهل الطّواف.
قوله: {والقائمين} [الحج: 26] نا سعيدٌ عن قتادة قال: القائمون أهل مكّة.
{والرّكّع السّجود} [الحج: 26] أهل الصّلاة يصلّون إليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/363]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذ بوّأنا لإبراهيم...}
ولم يقل: بوّأنا إبراهيم. ولو كان بمنزلة قوله: {ولقد بوّأنا بني إسرائيل مبوّأ صدقٍ} فإن شئت أنزلت {بوّأنا} بمنزلة جعلنا. وكذلك سمعت في التفسير. وإن شئت كان بمنزلة قوله: {قل عسى أن يكون ردف لكم بعض} معناه: ردفكم. وكلٌّ صواب). [معاني القرآن: 2/223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت} أي جعلنا له بيتا). [تفسير غريب القرآن: 292]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين والرّكّع السّجود}
جعلنا مكان البيت مبوأ لإبراهيم، والمبوأ المنزل، فالمعنى أن اللّه أعلم إبراهيم مكان البيت فبنى البيت على أسه القديم، وكان البيت في أيام الطوفان رفع إلى السماء حين غرّق اللّه الأرض وما عليها فشرّف بيته بأن أخرجه عن جملة ما غرق.
ويروى أن البيت كان من ياقوتة حمراء.
وقوله: {وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين}
قيل: المعنى طهره من الشرك.
والقائمون ههنا المصلّون). [معاني القرآن: 3/422]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت }
يقال لم جيء ههنا باللام وقد قال في موضع آخر ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق
فالفرق بينهما أن أهل التفسير قالوا المعنى جعلنا لإبراهيم مكان البيت مبوأ أي منزلا
قال أبو جعفر ويبين لك معناه حديث حدثناه أبو عبيد القاضي عن الزعفراني قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا سفيان عن بشر بن عاصم عن سعيد بن المسيب،
قال سمعت كعب الأحبار يقول كان البيت غثاءة على الماء قبل أن يخلق الله الأرض بأربعين سنة ومنه دحيت الأرض
قال سعيد حدثنا علي بن أبي طالب أن إبراهيم نبي الله صلى الله عليه وسلم أقبل من أرمينية ومعه السكينة تدله على البيت حتى تبوأ البيت تبوأ كما تتبوأ العنكبوت بيتا فكان يحمل الحجر من الحجارة الحجر يطيقه أو لا يطيقه ثلاثون رجلا قال فقلت لسعيد يا أبا محمد إن الله جل وعز يقول: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}
قال إنما كان هذا بعد ذلك ثم قال جل وعز: {وطهر بيتي للطائفين والقائمين }
روى هشيم عن عبد الملك قال القائمون المصلون قال قتادة والركع السجود أهل الصلاة). [معاني القرآن: 4/397-395]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأذّن في النّاس بالحجّ} [الحج: 27]
نا سعيدٌ عن قتادة قال: نبّئونا عن عكرمة بن خالدٍ
[تفسير القرآن العظيم: 1/363]
المخزوميّ أنّ إبراهيم نادى: يا أيّها النّاس، إنّ للّه بيتًا فحجّوه، فأسمع ما بين الخافقين أو المشرقين، وأقبل النّاس: لبّيك اللّهمّ لبّيك.
قال يحيى: بلغني أنّه أجابه يومئذٍ من كان حاجًّا إلى يوم القيامة.
- نا إبراهيم بن محمّدٍ، عن صالحٍ مولى التّوأمة، عن ابن عبّاسٍ قال: قام إبراهيم النّبيّ عند البيت فأذّن في النّاس بالحجّ، فسمعه أهل المشرق وأهل المغرب.
- نا حمّادٌ، عن حمّاد بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّ إبراهيم وإسماعيل بنيا البيت، فلمّا أقبل أذّن في النّاس بالحجّ، فجعل لا يمرّ بأحدٍ إلا قال: يا أيّها النّاس قد بني لكم بيتٌ فحجّوه.
فجعل لا يسمعه حجرٌ ولا شجرٌ إلا أجابه: لبّيك اللّهمّ لبّيك لبّيك.
- نا حمّادٌ، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل قال: قال لي ابن عبّاسٍ: هل تدري كيف كانت التّلبية؟ قلت: وكيف كانت؟ قال: إنّ إبراهيم لمّا أمر أن يؤذّن في النّاس بالحجّ خفضت الجبال رءوسها ورفعت له القرى، فأذّن في النّاس بالحجّ.
قوله: {يأتوك رجالا} [الحج: 27] نا سعيدٌ عن قتادة قال: مشاةً.
ابن لهيعة، عن موسى بن حبيبٍ، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ قال: حجّ إبراهيم وإسماعيل ماشيين.
قوله: {وعلى كلّ ضامرٍ} [الحج: 27] نا سعيدٌ عن قتادة قال: أي لا تبلغه المطيّ حتّى تضمر.
[تفسير القرآن العظيم: 1/364]
قوله: {يأتين من كلّ فجٍّ عميقٍ} [الحج: 27] يعني بعيدٍ.
نا سعيدٌ عن قتادة قال: عمق ما بين تهامة والعراق ويؤتى من أبعد من ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/365]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يأتوك رجالاً وعلى كلّ ضامرٍ يأتين...}
{يأتين} فعل النوق وقد قرئت (يأتون) يذهب إلى الركبان. ولو قال: وعلى كل ضامرٍ تأتي تجعله فعلاً موحّداً لأن (كلّ) أضيفت إلى واحدة، وقليل في كلام العرب أن يقولوا:
مررت على كل رجل قائمين وهو صواب. وأشدّ منه في الجواز قوله: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} وإنما جاز الجمع في أحد، وفي كلّ رجل لأن تأويلهما قد يكون في النية موحّداً وجمعاً. فإذا كان (أحداً) وكل متفرقة من اثنين لم يجز إلاّ توحيد فعلهما من ذلك أن تقول: كلّ رجل منكما قائم. وخطأ أن تقول قائمون أو قائمان لأن المعنى قد ردّه إلى الواحد. وكذلك ما منكما أحد قائمون أو قائمان، خطأ لتلك العلة). [معاني القرآن: 2/224]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلى كلّ ضامرٍ} قوم يفتحون أول الحج وقوم يكسرونه وواحد الرجال راجل بمنزلة صاحب والجميع صحاب وتاجر والجميع تجار والقائم والجميع قيام، يأتوك مشاةً وعلى كل ضامر أي ركباناً {يأتين من كلّ فجٍّ عميقٍ} أي بعيد قال:يقطعن بعد النازح العميق
" فجّ " أي مسلك وناحية). [مجاز القرآن: 2/49]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {رجالا}: مشاة، واحدهم راجل مقل قائم وقيام. ويقال للراجل أيضا رجل. يقولون: علي المشي إلى البيت حافيا رجلا.
{عميق}: بعيد). [غريب القرآن وتفسيره: 261]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يأتوك رجالًا} أي رجّالة، جمع راجل، مثل له صاحب وصحاب.
{وعلى كلّ ضامرٍ} أي ركبانا على ضمر من طول السفر.
{من كلّ فجٍّ عميقٍ} أي بعيد غامض). [تفسير غريب القرآن: 292]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامر يأتين من كلّ فجّ عميق}
روي أن أذان إبراهيم بالحج أن وقف في المقام فقال: أيها الناس أجيبوا يا عباد اللّه أطيعوا الله يا عباد الله اتقوا اللّه، فوقرت في قلب كل مؤمن ومؤمنة وأسمع ما بين السماء والأرض وأجابه من في الأصلاب ممن كتب له الحج، فكل من حج فهو ممن أجاب إبراهيم، ويروى أنّ أذانه بالحج كان يا أيها الناس كتب عليكم الحج.
وقوله تعالى: {يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامر}.
(رجالا) جمع راجل مثل صاحب وصحاب، وقائم وقيام.
{وعلى كل ضامر يأتين}، أي يأتوك رجالا وركبانا.
وقال يأتين على معنى الإبل
المعنى وعلى كل بعيد ضامر يأتي من كل فج عميق.
وعميق بعيد.
قال رؤبة:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
الأعماق الأقعار، ومن هذا قيل: هذه بئر " عميقة "، أي بعيدة القرار). [معاني القرآن: 3/422]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال عز وجل: {وأذن في الناس بالحج }
وقرأ الحسن وآذن في الناس بالحج مخففة ممدودة
يقال آذنته بالصلاة وبكذا أي أعلمته وأذنت على التكثير
وقرأ ابن أبي إسحاق بالحج بكسر الحاء في جميع القرآن
قال مجاهد فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم يا رب كيف أقول قال قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم فوقرت في قلب كل مؤمن فأجابوا بـ لبيك اللهم لبيك أي فأجاب من يحج
ثم قال جل وعز: {يأتوك رجالا}
قال ابن عباس أي رجالة
وقرأ مجاهد يأتوك رجالا
وروى عن عكرمة يأتوك رجالا
قال أبو جعفر يقال في جمع راجل خمسة أوجه راجل ورجال مثل راكب وركاب وهذا الذي روي عن عكرمة وراجل ورجال مثل قائم وقيام
ويقال راجل ورجله ورجل ورجاله فهذه خمسة والذي روي عن مجاهد غير معروف والأشبه به أن يكون غير منون مثل كسالى وسكارى ولو نون لكان على فعال وفعال في الجميع قليل). [معاني القرآن: 4/398-397]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق}
وقرأ أصحاب عبد الله (يأتون من كل فج عميق)
قال عطاء ومجاهد والضحاك من كل طريق بعيد
قال أبو جعفر العمق في اللغة البعد ومنه بئر عميقة أي بعيدة القعر ومنه وقاتم الأعماق خاوي المخترق). [معاني القرآن: 4/399]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يأتوك رجالا} أي: رجالة، يقال: راجل ورجال، مثل: صائم وصيام، وقائم وقيام). [ياقوتة الصراط: 369]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رِجَالاً}: مشـاة.
{عَميقٍ}: بعيد). [العمدة في غريب القرآن: 212]

تفسير قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ليشهدوا منافع لهم} [الحج: 28] أخبرني عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: الأجر في الآخرة والتّجارة في الدّنيا.
قال يحيى: وذلك أنّهم كانوا يتبايعون في الموسم، وكانت لهم في ذلك منفعةٌ.
قال يحيى: وقد قال قتادة في آيةٍ أخرى: {ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلا من ربّكم} [البقرة: 198] يعني في مواسم الحجّ.
قوله: {ويذكروا اسم اللّه في أيّامٍ معلوماتٍ} [الحج: 28] نا أشعث، عن حفص بن أبي وحشيّة عن....
عن ابن عبّاسٍ قال: وهي عشر ذي الحجّة آخرها يوم النّحر.
قوله: {على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} [الحج: 28] يسمّي إذا نحر أو ذبح.
والأضحى ثلاثة أيّامٍ: يوم النّحر ويومان بعده.
ويوم النّحر أفضلها.
[تفسير القرآن العظيم: 1/365]
قوله: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} [الحج: 28] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: الضّعيف الفقير.
وقال قتادة: الفقير الّذي به زمانةٌ.
إبراهيم بن محمّدٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه قال: أطعم البائس الفقير ثلثًا، وأطعم القانع والمعترّ ثلثًا، وأطعم أهلي ثلثًا.
- نا حمّادٌ، عن الحجّاج بن أرطاة أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ بعث بهديٍ مع علقمة وأمره أن يأكل هو وأصحابه ثلثًا، وأن يبعث إلى أهل عتبة بن مسعودٍ ثلثًا وأن يطعم المساكين ثلثًا.
نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب قال: ليس لصاحب البدنة منها إلا ربعها.
يحيى قال: وبلغني عن الحسن قال: لا يطعم من الأضحية أقلّ من الرّبع.
- نا عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنّه كان يطعم من بدنه....
يأكل لا يرى بذلك بأسًا.
يقول: {فكلوا منها وأطعموا} [الحج: 28] وأطعموا منها وكلوا منها، هما سواءٌ لا يرى بأسًا أن يطعم منها قبل أن يأكل.
- ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن ناعمٍ مولى أمّ سلمة أنّه حضر عليًّا بالكوفة يوم أضحى، فخطب ثمّ نزل، فاتّبعته، فدعا بتيسٍ فذبحه، فذكر اسم اللّه ثمّ قال: عن عليٍّ وعن آل عليٍّ، ثمّ لم يبرح حتّى قسّم لحمه ففضل منه شيءٌ فبعثه إلى أهله.
[تفسير القرآن العظيم: 1/366]
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: هي مقدّمةٌ مؤخّرةٌ {فكلوا منها وأطعموا} [الحج: 28] وأطعموا منها وكلوا، لا بأس أن يطعم منها قبل أن يأكل وإن شاء لم يأكل منها.
- قال: ونا عثمان، عن عائشة ابنة سعد بن مالكٍ أنّ أباها كان يأكل من بدنته قبل أن يطعم.
- نا إبراهيم بن محمّدٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أمر من كلّ بدنةٍ ببضعةٍ فجعلت في قدرٍ فطبخت فأكل هو وعليٌّ من لحمها، وحسوا من مرقتها). [تفسير القرآن العظيم: 1/367]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من بهيمة الأنعام} خرجت مخرج " يخرجكم طفلاً " والبهائم: الأنعام والدواب). [مجاز القرآن: 2/50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ليشهدوا منافع لهم} يقال: التجارة.
{ويذكروا اسم اللّه في أيّامٍ معلوماتٍ} يوم التّروية، ويوم عرفة، ويوم النحر. ويقال: أيام العشر كلها). [تفسير غريب القرآن: 292]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وقالوا في نصب (المقيمين) بأقاويل: قال بعضهم: أراد بما أنزل إليك وإلى المقيمين.
وقال بعضهم: وما أنزل من قبلك ومن قبل المقيمين، وكان الكسائي يرده إلى قوله:{يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} أي: ويؤمنون بالمقيمين، واعتبره بقوله في موضع آخر: {وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} أي بالمؤمنين.
وقال بعضهم: هو نصب على المدح. قال أبو عبيدة: هو نصب على تطاول الكلام بالنّسق، وأنشد للخرنق بنت هفّان:

لا يبعدن قومي الذين هم = سمّ العداة وآفة الجزر
النازلين بكلّ معترك = والطيّبون معاقد الأزر
ومما يشبه هذه الحروف- ولم يذكروه- قوله في سورة البقرة: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}. والقرّاء جميعا على نصب الصابرين إلا عاصماً الجحدريَّ فإنه كان يرفع الحرفَ إذا قرأه، وينصبه إذا كتبه، للعلّة التي تقدم ذكرها.
واعتل أصحاب النحو للحرف، فقال بعضهم: هو نصب على المدح، والعرب تنصب على المدح والذم، كأنهم ينوون إفراد الممدوح بمدح مجدّد غير متبع لأوّل الكلام، كذلك قال الفرّاء.
وقال بعضهم: أراد: وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل والسائلين والصابرين في البأساء والضّرّاء.
وهذا وجه حسن، لأنّ البأساء: الفقر، ومنه قول الله عز وجل: {وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.
والضّرّاء: البلاء في البدن، من الزَّمانة والعلَّة. فكأنه قال: وآتى المال على حبّه السائلين الطّوَّافين، والصابرين على الفقر والضرّ الذين لا يسألون ولا يَشْكُون، وجعل الموفين وسَطا بين المعطِين نسقًا على من آمن بالله). [تأويل مشكل القرآن: 53-54] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( وقوله تعالى:{ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم اللّه في أيّام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}أي ليشهدوا ما ندبهم اللّه إليه مما فيه النفع لهم في آخرتهم.
{ويذكروا اسم اللّه في أيّام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}.
يعنى به يوم النحر والأيّام التي بعده ينحر فيها لأن الذكر ههنا يدل – على التسمية على ما ينحر لقوله {على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}.
وقوله: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}.
(البائس: الذي قد ناله بؤس، والبؤس شدة الفقر، يقال: قد بؤس، وبأس إذا صار ذا بؤس.
وقوله (فكلوا منها) ليس بأمر لازم، من شاء أكل من أضحيته ومن شاء لم يأكل، وإنما هو إباحة كما قال: {وإذا حللتم فاصطادوا}.
فإنما قال فاصطادوا، لأنه كان قد حظر عليهم الصيد وهم محرمون.
فأباحهم الصيد.
وكذلك هذا الأمر ههنا إباحة بعد حظرهم على أنفسهم أكل الأضاحي، لأن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا لم يستحلوا أن يأكلوا من نساكهم شيئا،
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن ذلك جائز). [معاني القرآن: 3/423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ليشهدوا منافع لهم}
روى عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس قال الأسواق
وروى سفيان عن جابر عن أبي جعفر ليشهدوا منافع لهم قال المغفرة
وقال عطاء ما يرضى الله من أمر الدنيا والآخرة
قال أبو جعفر قول جابر في هذا أحسن أي وأذن في الناس بالحج ليأتوا لعمل الحج الذي دعوا له وهو سبب للمغفرة وليس يأتون من كل فج عميق ولا وأذن فيهم ليتجروا هذا بعيد جدا). [معاني القرآن: 4/400-399]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات}
في الأيام المعلومات اختلاف ولا نعلم في المعدودات اختلافا
روى ابن ليلى عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال الأيام المعلومات يوم النحر ويومان بعده اذبح في أيها شئت وأفضلها وأولها
وهذا المعروف من قول ابن عمر وهو قول أهل المدينة
وروى هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الأيام المعلومات العشر يوم النحر منها
والأيام المعدودات أيام التشريق إلى آخر النفر
وقال بهذا القول عطاء ومجاهد وإبراهيم والضحاك وهو قول أهل الكوفة). [معاني القرآن: 4/401-400]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}
قال عطاء ومجاهد إن شئت فكل وإن شئت فلا تأكل
قال أبو جعفر وهذا عند أهل اللغة على الإباحة كما قال سبحانه: {وإذا حللتم فاصطادوا}
فإن قيل الإباحة لا تكون إلا بعد حظر فكيف يكون ههنا إباحة ولبس في الكلام حظر
فالجواب أنهم كانوا في الجاهلية يحظرون أكل لحوم الضحايا فأعلمهم الله جل وعز أن ذلك مباح لهم
قال مجاهد البائس الذي إذا سألك مد يده
قال أبو جعفر البائس في اللغة الذي به البؤس وهو شدة الفقر). [معاني القرآن: 4/402-401]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} [الحج: 29] نا سعيدٌ عن قتادة قال: حلق الرّءوس.
قال: وحدّثنا حمّادٌ، عن قيس بن سعدٍ، عن عطاءٍ قال: التّفث: حلق الشّعر وقطع الأظفار.
حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ قال: التّفث: حلق الرّءوس ورمي الجمار، وقصّ الشّارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وتقليم الأظفار.
نا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: التّفث ذا الشّعث وذا التّقشّف.
[تفسير القرآن العظيم: 1/367]
وفي تفسير عمرٍو عن الحسن {تفثهم} [الحج: 29] تقشّف الإحرام برميهم الجمار يوم النّحر.
فقد حلّ لهم كلّ شيءٍ غير النّساء.
- نا عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنّ عمر بن الخطّاب كان يقول: من رمى الجمار يوم النّحر فقد حلّ له كلّ شيءٍ إلا النّساء والطّيب.
قوله: {وليوفوا نذورهم} [الحج: 29] نا سعيدٌ عن قتادة قال: أيّامٌ عظّمها اللّه تحلق فيها الأشعار، ويوفّى فيها بالنّذر وتذبح فيها الذّبائح.
قال: وأخبرني عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: نذر الحجّ والهدي، وما نذر الإنسان على نفسه من شيءٍ يكون في الحجّ.
قوله: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29]
نا سعيدٌ عن قتادة قال: أعتقه اللّه من الجبابرة.
كم من جبّارٍ مترفٍ قد صار إليه يريد أن يهدمه فحال اللّه بينه وبينه.
نا حمّادٌ، عن حميدٍ، عن الحسن بن مسلمٍ قال: قلت لمجاهدٍ لم سمّي البيت العتيق؟ قال: لم يرد البيت أحدٌ بسوءٍ إلا هلك.
ونا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن قال: البيت العتيق أوّل بيتٍ وضع للنّاس.
نا سعيدٌ عن قتادة في قوله في هذه الآية: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29] قال: هو الطّواف الواجب.
قال: حدّثني شريكٌ، عن ليثٍ، عن عطاءٍ قال: لا بأس أن يطوف
[تفسير القرآن العظيم: 1/368]
الطّواف الواجب باللّيل.
وحدّثنا سفيان، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبيرٍ قال: هو طواف يوم النّحر.
قال سفيان: وهو قول مجاهدٍ.
- وحدّثني مندل بن عليٍّ وغيره، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أمر أصحابه فأفاضوا نهارًا يوم النّحر وأفاض هو ليلًا مكان نساءٍ كنّ معه.
قال: وحدّثني أفلح بن حميدٍ عن أبيه قال: كنّا مع أبي أيّوب الأنصاريّ في ركبٍ من الأنصار في الحجّ فما أفاض منّا أحدٌ حتّى كان النّفر الآخر.
- نا حمّادٌ عن أبي جمرة قال: قال لي ابن عبّاسٍ: أتقرأ سورة الحجّ؟ قلت: نعم.
قال فإنّ آخر المناسك الطّواف بالبيت.
ثمّ قرأ: {ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطّوّفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29]
- نا حمّادٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال اللّه: {ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطّوّفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29] فآخر المناسك الطّواف). [تفسير القرآن العظيم: 1/369]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم...}
(اللام ساكنة) {وليوفوا نذورهم وليطّوّفوا} اللامات سواكن. سكّنهن أهل المدينة وعاصم والأعمش، وكسرهن أبو عبد الرحمن السلمي والحسن في الواو وغير الواو.
وتسكينهم إيّاها تخفيف كما تقول: وهو قال ذلك، وهي قالت ذاك، تسكّن الهاء إذا وصلت بالواو. وكذلك ما كان من لام أمر وصلت بواو أو فاء، فأكثر كلام العرب تسكينها. وقد كسر بعضهم {ثمّ ليقضوا} وذلك لأنّ الوقوف على (ثمّ) يحسن ولا يحسن في الفاء ولا الواو: وهو وجه، إلاّ أن أكثر القراءة على تسكين اللام في ثمّ:
وأمّا التّفث فنحر البدن وغيرها من البقر والغنم وحلق الرأس، وتقليم الأظافر وأشباهه). [معاني القرآن: 2/224]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ ليقضوا تفثهم} وهو الأخذ من الشارب وقص الأظفار ونتف الأبط والاستحداد وحلق العانة). [مجاز القرآن: 2/50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تفثهم}: قالوا التفث الأخذ من الشارب والأظفار والاستحداد، وقال بعضهم المناسك). [غريب القرآن وتفسيره: 261]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ثمّ ليقضوا تفثهم} والتّفث: الأخذ من الشارب والأظفار، ونتف الإبطين، وحلق العانة.
{بالبيت العتيق} سمي بذلك لأنه عتيق من التّجبّر، فلا يتكبر عنده جبار). [تفسير غريب القرآن: 292]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطّوّفوا بالبيت العتيق}
قرئت (ثمّ ليقضوا) بكسر اللام، وكذلك قرأ أبو عمرو، والقراءة بالتسكين مع - ثم كثيرة..
والتفث في التفسير جاء، وأهل اللغة لا يعرفون إلا من التفسير، قالوا التفث الأخذ من الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة والأخذ من الشعر،
كأنّه الخروج من الإحرام إلى الإحلال.
قوله: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق}.
قيل في العتيق أقوال، قال الحسن هو البيت القديم، ودليل الحسن على ذلك قوله: {إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركا}.
وقيل إن البيت العتيق الذي عتق من الغرق أيام الطوفان، ودليل هذا القول: {وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت}، فهذا دليل أن البيت رفع وبقي مكانه.
وأكثر ما جاء في التفسير أنه اعتق من الجبابرة، فلم يغلب عليه جبار.
وقيل إنه سمّي العتيق لأنه لم يدعه أحد من الناس.
وقيل إنما سمي العتيق لأنه لم يقصده جبار إلا أهلكه اللّه، يقال أعتقت المملوك فهو معتق وعتيق.
وكل ما مرّ في تفسير العتيق فجائز حسن - واللّه أعلم بحقيقة ذلك - وهذه الآية تدل على أن الطواف يوم النحر فرض). [معاني القرآن: 3/424-423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم ليقضوا تفثهم}
حدثنا أحمد بن محمد بن منصور الحاسب قال حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا عبد الملك بن سليمان عن عطاء عن ابن عباس قال التفث الحلق والتقصير والرمي والذبح والأخذ من الشارب واللحية ونتف الإبط وقص الإظفار
وكذلك هو عند جميع أهل التفسير أي الخروج من الإحرام إلى الحل لا يعرفه أهل اللغة إلا من التفسير). [معاني القرآن: 4/402]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وليوفوا نذورهم}
قال مجاهد الحج والهدي وكل ما يلزم الإنسان من أمر الحج
قال أبو جعفر الذي قاله مجاهد معروف يقال لكل ما وجب على الإنسان نذر
فالمعنى وليوفوا ما وجب عليهم من أمر الحج). [معاني القرآن: 4/403-402]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال سبحانه: {وليطوفوا بالبيت العتيق}
قال مجاهد والضحاك هو الطواف الواجب يوم النحر
وروى روح بن عبادة عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما سمي البيت العتيق لأن الله جل وعز أعتقه من الجبابرة فلم يغلب عليه جبار قط
ورواه أبو داود الطيالسي عن صالح عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة غير مرفوع
وقال الحسن سمي العتيق لقدمه وحجته قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة} ). [معاني القرآن: 4/404-403]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تفثهم}: قضاء حوائجهم من الحلق، والتنظيف، وأخذ الشعر، ورفع الوسخ). [ياقوتة الصراط: 369]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثم لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ}: الأخذ من الشارب والأظفار، ونتف الإبط وحلق العانة وقيل: رمي الجمار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 160]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَفَثَهم}: المنـاسك). [العمدة في غريب القرآن: 212]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:04 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (قال حيي بن وائل، وأدرك قطري بن الفجاءة الخارجي، أحد بني مازن:
أما أقاتل عن ديني على فرس = ولا كذا رجلا إلا بأصحاب
...
وقوله رجلا: معناه راجلا، كما تقول العرب: جاءنا فلان حافيا، ورجلا أي راجلا، كأنه قال: أما أقاتل فارسا ولا كما أنا راجلا إلا ومعي أصحاب فلقد لقيت إذًا شرا، أي أني أقاتل وحدي. ويقال: راجل ورجال. قال الله تعالى: {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا} أي فرجالة وكذلك {يأتوك رجالا وعلى كل ضامر} أي رجالة ويقال: راجل ورجلة ورجل ورجال ورجالى خفيفة الجيم ورجلة بكسر الراء). [النوادر في اللغة: 148-149] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

إن ابن عاصية البهزي مصرعه = خلى عليك فجاجا كان يحميها
(الفج) طريق بين جبلين). [شرح أشعار الهذليين: 2/864]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وروي عن ابن سيرين: أن رجلا أتاه، فقال: رأيت كأني أؤذن؛ قال: تحج. وأتاه آخر، فقال: رأيت كأني أؤذن؛ قال: تقطع يدك. فقال له جلساؤه: كيف فرقت بينهما، والرؤيا واحدة؟ قال: رأيت للأول سيماء حسنة، فتأولت {وأذن في الناس بالحج}. ولم أر هيئة الثاني، فتأولت {ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون} ). [تعبير الرؤيا: 47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأذان حج، لقول الله عز وجل: {وأذن في الناس بالحج} ). [تعبير الرؤيا: 109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وفي خطبة المأمون يوم الأضحى بعد التكبير الأوّل
إنَ يوصكم هذا يومٌ أبانَ الله فضلَه، وأوجبَ تشريفَه، وعَظّم حُرْمته، ووَفَق له من خَلا صفوتَه، وابتَلَى فيه خليلَه، وفَدَى فيه من الذَبْح نبئه، وجعله خاتمَ الأيام المعْلومات من العَشْر ومتقدَم الأيام المعدودات منِ النفْر؛ يومٌ حرامٌ من أيام عِظام في شهرَ حَرَام، يومُ الحجِّ الأكبر يومٌ دعا اللُّه إلى مَشْهَده، ونزَل القرآنُ بتعظيمه، قال اللهّ جلّ وعزّ: {وَأذِّنْ في الناس بالحج}؛ الآيات؛ فتقربوا إلى اللّه في هذا اليوم بذبائحكم، وعَظِّموا شعائرَ الله واجعلوها من طَيبِ أموالَ وبصحّة التقوى من قلوبكم، فإنه يقول: {لَنْ يَنَالَ اللَّه لُحُومُهَا وَلَا دمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التًقْوَى مِنْكُمْ}، ثم التكبير والتحميد والصلاة على النبي والوصية بالتقوى، ثم قال بعد ذكر الجنة والنار: عَظُمَ قدرُ الدارين وارتفع جزاءُ العملين وطالت مدّة الفريقين الله للّه! فوالله إنه الجِدُ لا اللعِبُ، وإنه الحقُّ لا الكذِب، وما هو إلا الموت والبَعْث والمِيزان والحِساب والقِصَاص والصَراط ثم العقاب والثَواب، فمن نَجَا يومئذٍ فقد فاز، ومن هَوَى يومئذ فقد خاب. الخيرً كلّه الجنّة، والشر كله في النار). [عيون الأخبار: 5/254]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومما يجري مجرى الأضداد قولهم: رجل؛ للرجل الواحد، ورجل للجماعة من الرجالة، واحدهم راجل، فيجري مجرى قولهم: راكب وركب، وشارب وشرب، وصاحب وصحب، أنشد الفراء:
رجلان من ضبة أخبرانا = إذا رأيت رجلا عريانا
ويقال: جاء القوم رجالة، ورجلى، ورجالى، ورجالى،
ورجلا، بمعنى. وكذلك رجالا، قال الله عز وجل: {يأتوك رجالا} وتقرأ: (رُجَّالا)، على مثال صوام وقوام، يقال: جاء عبد الله راجلا، ورجلا، ورجلان، بمعنى؛ وأنشد الفراء:
علي إذا أبصرت ليلي بخلوى = أن ازدار بيت الله رجلان حافيا).
[كتاب الأضداد: 414-415]

تفسير قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (عرفات: موضع عرف آدم حواء.
منى، من المنية، مني عليه إذا قدر عليه المنية. ومني واحد. المعلومات: أيام العشر. والمعدودات: عرفات والنحر واليومان بعدهما قال أبو العبَّاس: ويقال هذه موضع هذه، وهذه موضع هذه). [مجالس ثعلب: 431-432] (م)

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 11:02 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)}
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ):
(قوله تعالى {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} الآية
قال عبد الرزاق أنا معمر: بلغني أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا فلما أغرق الله قوم نوح رفع البيت وبقي أساسه فبوأه الله تعالى لإبراهيم عليه السلام بعد ذلك فذلك قوله تعالى {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} ذكره في تفسير سورة القمر.
وأخرج الطبري من طريق أبي قلابة عن عبد الله بن عمرو قال: لما أهبط الله آدم من الجنة قال: إني منزل معك بيتا يطاف حوله كما يطاف حول عرشي فلما كان زمن الطوفان رفع فكانت الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه حتى بوأه الله لإبراهيم وأعلمه مكانه فبناه من خمسة أجبل حراء ولبنان وثبير وجبل الحمر والطور). [العجاب في بيان الأسباب: 1/375-376]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 08:28 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 08:28 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 08:37 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}
المعنى: واذكر إذ بوأنا، و"بوأ" هي تعدية بالتضعيف، و"باء" معناه: رجع، فكأن المبوئ يرد المبوأ إلى المكان، واستعملت اللفظة بمعنى "سكن"، ومنه قوله تعالى: {نتبوأ من الجنة}، وقال الشاعر:
كم صاحب لي صالح بوأته بيدي لحدا
واللام في قوله تعالى: "إبراهيم" قالت فرقة: هي زائدة، وقالت فرقة: "بوأنا"
[المحرر الوجيز: 6/235]
نازلة منزلة فعل يتعدى باللام كنحو جعلنا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأظهر أن يكون المفعول الأول بـ "بوأنا" محذوفا تقديره: الناس أو العالم، ثم قال: "لإبراهيم"، بمعنى: له كانت هذه الكرامة وعلى يديه بوئوا.
و "البيت" هو الكعبة، وكان -فيما روي- قد جعله الله تعالى متعبدا لآدم عليه السلام، ثم درس بالطوفان وغيره، فلما جاءت مدة إبراهيم عليه السلام أمره الله تعالى ببنائه، فجاء إلى موضعه وجعل يطلب أثرا، فبعث الله ريحا فكشف له عن أساس آدم فرتب قواعده عليه.
وقوله تعالى: {أن لا تشرك بي شيئا} هي مخاطبة لإبراهيم عليه السلام في قول الجمهور حكيت لنا، بمعنى قيل له: " ألا تشرك بي شيئا "، وقرأ عكرمة: "أن لا يشرك بي" بالياء على معنى نقل معنى القول الذي قيل له، قال أبو حاتم: ولا بد من نصب الكاف على هذه القراءة، بمعنى: لئلا يشرك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
يحتمل أن تكون "أن" في قراءة الجمهور مفسرة، ويحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة.
وفي الآية طعن على من أشرك من قطان البيت، أي: هذا كان الشرط على أبيكم فمن بعد وأنتم، فلم تفوا بل أشركتم، وقالت فرقة: الخطاب من قوله: {أن لا تشرك} لمحمد صلى الله عليه وسلم، وأمر بتطهير البيت والأذان بالحج.
[المحرر الوجيز: 6/236]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والجمهور على أن ذلك لإبراهيم عليه السلام، وهو الأصح.
و "تطهير البيت" عام في الكفر والبدع وجميع الأنجاس والدماء وغير ذلك، و"القائمون" هم المصلون، وذكر الله تعالى من أركان الصلاة أعظمها وهي: القيام والركوع والسجود). [المحرر الوجيز: 6/237]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "وأذن" بشد الذال، وقرأ الحسن بن أبي الحسن، وابن محيصن: "وآذن" بمدة وتخفيف الذال، وتصحف هذا على ابن جني؛ فإنه حكى عنهما "وأذن" على أنه فعل ماض وأعرب عن ذلك بأن جعله عطفا على "بوأنا". وروي أن إبراهيم عليه السلام لما أمر بالأذان بالحج قال: يا رب وإذا ناديت فمن يسمعني؟ فقيل له: ناد يا إبراهيم، فعليك النداء وعلينا البلاغ، فصعد على أبي قبيس -وقيل: على حجر المقام - ونادى: أيها الناس، إن الله قد أمركم بحج هذا البيت فحجوا، واختلفت الروايات في ألفاظه عليه السلام، واللازم أن يكون فيها ذكر البيت والحج، وروي أنه يوم نادى أسمع كل من يحج إلى يوم القيامة في أصلاب الرجال، وأجابه كل شيء في ذلك الوقت من جماد وغيره: لبيك اللهم لبيك، فجرت التلبية على ذلك، قاله ابن عباس وابن جبير.
وقرأ جمهور الناس: "بالحج" بفتح الحاء، وقرأ ابن أبي إسحاق في كل القرآن بكسرها، و"رجالا" جمع راجل كتاجر وتجار، [وصاحب وصحاب]، وقرأ عكرمة، وابن عباس، وأبو مجلز، وجعفر بن محمد: "رجالا" بضم الراء وشد الجيم، ككاتب وكتاب. وقرأ عكرمة أيضا، وابن أبي إسحق: "رجالا" بضم الراء وتخفيف
[المحرر الوجيز: 6/237]
الجيم، وهو قليل في أبنية الجمع، ورويت عن ابن مجاهد، وقرأ مجاهد: "رجالى" على وزن فعالى، فهو مثل كسالى.
و "الضامر"، قالت فرقة: أراد بها الناقة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وذلك أنه يقال: ناقة ضامر، ومنه قول الأعشى:
عهدي بها في الحي قد درعت ... هيفاء مثل المهرة الضامر
فيجيء قوله تعالى: "يأتين" مستقيما على هذا التأويل. وقالت فرقة: "الضامر" كل ما اتصف بذلك من جمل أو ناقة وغير ذلك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا هو الأظهر، لكنه يتضمن معنى الجماعات أو الرفاق، فيحسن لذلك قوله: "يأتين". وقرأ أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه: "يأتون"، وهي قراءة ابن أبي عبلة، والضحاك.
وفي تقديم "رجالا" تفضيل للمشاة في الحج، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما آسى على شيء فاتني إلا أن أكون حججت ماشيا، فإني سمعت الله تعالى يقول: "يأتونك رجالا"، وقال ابن أبي نجيح: حج إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ماشيين، واستدل بعض العلماء بسقوط ذكر البحر من هذه الآية على أن فرض الحج بالبحر ساقط.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
قال مالك في الموازية: لا أسمع للبحر ذكرا.
[المحرر الوجيز: 6/238]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تأنس، لا أنه يلزم من سقوط ذكر البحر سقوط الفرض، وذلك أن مكة ليست في ضفة بحر فيأتيها الناس بالسفن، ولا بد لمن ركب البحر أن يصير في إتيان مكة إما راجلا وإما على ضامر، فإنما ذكرت حالتا الوصول، وإسقاط فرض الحج بمجرد[عدم الذكر] البحر ليس بالكثير ولا بالقوي، فأما إذا اقترن به عدو أو خوف أو هول شديد أو مرض يلحق شخصا ما فمالك والشافعي وجمهور الناس على سقوط الوجوب في ذلك، وأنه ليس بسبيل يستطاع، وذكر صاحب كتاب (الاستظهار) في هذا المعنى كلاما ظاهره أن الوجوب لا يسقطه شيء من هذه الأعذار.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف.
و "الفج": الطريق الواسعة، و"العميق" معناه: البعيد، وقال الشاعر
إذا الخيل جاءت من فجاج عميقة ... يمد بها في السير أشعث شاحب). [المحرر الوجيز: 6/239]

تفسير قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "المنافع" في هذه الآية: التجارة في قول أكثر المتأولين، ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، وقال أبو جعفر محمد بن علي: أراد الأجر ومنافع الآخرة، وقال مجاهد بعموم الوجهين.
وقوله تعالى: "اسم الله"، يصح أن يريد بالاسم هاهنا المسمى، بمعنى: ويذكروا الله، على تجوز في هذه العبارة، إلا أن يقصد ذكر القلوب، ويحتمل أن يريد بالاسم التسميات، وذكر الله تعالى إنما هو بذكر أسمائه، ثم يذكر القلب السلطان والصفات، وهذا كله على أن يكون الذكر بمعنى حمده وتقديسه شكرا على نعمته في
[المحرر الوجيز: 6/239]
الرزق، ويؤيده قوله عليه السلام: إنها أيام أكل وشرب وذكر الله، وذهب قوم إلى أن المراد ذكر اسم الله تعالى على النحر والذبح، وقالوا: إن في ذكر الأيام دليلا على أن الذبح في الليل لا يجوز، وهو مذهب مالك وأصحاب الرأي. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "الأيام المعلومات" هي أيام العشر ويوم النحر وأيام التشريق، وقال ابن سيرين: هي أيام العشر فقط، وقالت فرقة: بل أيام التشريق، ذكره القتيبي، وقالت فرقة فيها مالك وأصحابه: بل الأيام المعلومات يوم النحر، ويومان بعده، وأيام التشريق الثلاثة هي المعدودات، فيكون يوم النحر معلوما لا معدودا، واليومان بعده معلومان ومعدودات والرابع معدود لا معلوم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وحمل هؤلاء على هذا التفصيل أنهم أخذوا "ذكر اسم الله" هنا على الذبح للأضاحي والهدي وغيره، فاليوم الرابع لا يضحى فيه عند مالك وجماعة، وأخذوا التعجل والتأخر بالنفر في الأيام المعدودات، فتأمل هذا يبن لك قصدهم، ويظهر أن تكون المعلومات والمعدودات بمعنى، أي تلك الأيام الفاضلة كلها، ويبقى أمر الذبح وأمر الاستعجال لا يتعلق بمعدود ولا بمعلوم، وتكون فائدة قوله: "معلومات" و"معدودات" التحريض على هذه الأيام وعلى اغتنام فضلها؛ إذ ليست كغيرها، فكأنه قال: هي مخصوصات فلتغتنم.
وقوله، تعالى: "فكلوا" ندب، واستحب أهل العلم للرجل أن يأكل من هديه أو ضحيته مع التصدق بأكثرها، مع تجويزهم الصدقة بالكل وأكل الكل، و"البائس": الذي قد مسه ضر الفاقة وبؤسها، يقال: بأس الرجل يبؤس، وقد يستعمل فيمن نزلت به نازلة دهر وإن لم تكن فقرا، ومنه قوله عليه السلام: لكن البائس
[المحرر الوجيز: 6/240]
سعد بن خولة، والمراد في هذه الآية أهل الحاجة). [المحرر الوجيز: 6/241]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق}
اختلفت القراءة في سكون اللام في قوله تعالى: {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا} وفي تحريك جميع ذلك بالكسر، وفي تحريك "ليقضوا" وتسكين الاثنين، وقد تقدم في قوله تعالى: {فليمدد بسبب إلى السماء} توجيه جميع ذلك.
و "التفث" ما يفعله المحرم عند حله من تقصير شعر وحلقه وإزالة شعث ونحوه من إقامة الخمس من الفطرة حسب الحديث وفي ضمن ذلك قضاء جميع مناسكه إذ لا يقضى التفث إلا بعد ذلك. وقرأ عاصم وحده -في رواية أبي بكر -: "وليوفوا" بفتح الواو وشد الفاء، و"وفى" و"أوفى" لغتان مستعملتان في كتاب الله تعالى و"أوفى" أكثر. و"النذور"
[المحرر الوجيز: 6/241]
ما معهم من هدي وغيره، و"الطواف" المذكور في هذه الآية هو طواف الإفاضة الذي هو من واجبات الحج، قال الطبري: لا خلاف بين المتأولين في ذلك. قال مالك: هو واجب يرجع تاركه من وطنه إلا أن يطوف طواف وداع فإنه يجزيه منه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل بحسب الترتيب أن تكون الإشارة إلى طواف الوداع إذ المستحسن أن يكون ولا بد، وقد أسند الطبري عن عمرو بن أبي سلمة قال: سألت زهيرا عن قوله تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق} فقال: هو طواف الوداع. وقال مالك في الموطأ: واختلف المتألون في وجه صفة البيت بالعتيق، فقال مجاهد، والحسن: العتيق: القديم، يقال: سيف عتيق، وقد عتق الشيء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا قول يعضده النظر؛ إذ هو أول بيت وضع للناس، إلا أن ابن الزبير قال: سمي عتيقا لأن الله تعالى أعتقه من الجبابرة بمنعه إياه منهم، وروي في هذا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نظر مع الحديث. وقالت فرقة: سمي عتيقا لأنه لم يملك موضعه قط، وقالت فرقة: سمي عتيقا لأن الله تعالى يعتق فيه رقاب المذنبين من العذاب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا يرده التصريف. وقيل: سمي عتيقا لأنه أعتق من غرق الطوفان، قاله ابن
[المحرر الوجيز: 6/242]
جبير، ويحتمل أن تكون "العتيق" صفة مدح تقتضي جودة الشيء، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حملت على فرس عتيق الحديث، ونحوه قولهم: كلام حر). [المحرر الوجيز: 6/243]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 06:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 06:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئًا وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين والرّكّع السّجود (26) وأذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامرٍ يأتين من كلّ فجٍّ عميقٍ (27)}.
هذا فيه تقريعٌ وتوبيخٌ لمن عبد غير اللّه، وأشرك به من قريشٍ، في البقعة الّتي أسسّت من أوّل يومٍ على توحيد اللّه وعبادته وحده لا شريك له، فذكر تعالى أنّه بوأ إبراهيم مكان البيت، أي: أرشده إليه، وسلّمه له، وأذن له في بنائه.
واستدلّ به كثيرٌ ممّن قال: "إنّ إبراهيم، عليه السّلام، هو أوّل من بنى البيت العتيق، وأنّه لم يبن قبله"، كما ثبت في الصّحيح عن أبي ذرٍّ قلت: يا رسول اللّه، أيّ مسجدٍ وضع أوّل؟ قال: "المسجد الحرام". قلت: ثمّ أيّ؟ قال: "بيت المقدس". قلت كم بينهما؟ قال: "أربعون سنةً".
وقد قال اللّه تعالى: {إنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركًا وهدًى للعالمين. فيه آياتٌ بيّناتٌ مقام إبراهيم} الآية [آل عمران: 96، 97]، وقال تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي للطّائفين والعاكفين والرّكّع السّجود} [البقرة: 125].
وقد قدّمنا ذكر ما ورد في بناء البيت من الصّحاح والآثار، بما أغنى عن إعادته هاهنا.
وقال تعالى هاهنا: {أن لا تشرك بي} أي: ابنه على اسمي وحدي، {وطهّر بيتي} قال مجاهدٌ وقتادة: من الشّرك، {للطّائفين والقائمين والرّكّع السّجود} أي: اجعله خالصًا لهؤلاء الّذين يعبدون اللّه وحده لا شريك له.
فالطّائف به معروفٌ، وهو أخصّ العبادات عند البيت، فإنّه لا يفعل ببقعةٍ من الأرض سواها، {والقائمين} أي: في الصّلاة؛ ولهذا قال: {والرّكّع السّجود} فقرن الطّواف بالصّلاة؛ لأنّهما لا يشرعان إلّا مختصّين بالبيت، فالطّواف عنده، والصّلاة إليه في غالب الأحوال، إلّا ما استثني من الصّلاة عند اشتباه القبلة وفي الحرب، وفي النّافلة في السّفر، واللّه أعلم).[تفسير ابن كثير: 5/ 413]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأذّن في النّاس بالحجّ} أي: ناد في النّاس داعيًا لهم إلى الحجّ إلى هذا البيت الّذي أمرناك ببنائه. فذكر أنّه قال: يا ربّ، وكيف أبلغ النّاس وصوتي لا ينفذهم؟ فقيل: ناد وعلينا البلاغ.
فقام على مقامه، وقيل: على الحجر، وقيل: على الصّفا، وقيل: على أبي قبيس، وقال: يا أيّها النّاس، إن ربّكم قد اتّخذ بيتًا فحجّوه، فيقال: إنّ الجبال تواضعت حتّى بلغ الصّوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كلّ شيءٍ سمعه من حجر ومدر وشجرٍ، ومن كتب اللّه أنّه يحجّ إلى يوم القيامة: "لبّيك اللّهمّ لبّيك".
هذا مضمون ما روي عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وغير واحدٍ من السّلف، واللّه أعلم.
أوردها ابن جرير، وابن أبي حاتمٍ مطوّلة .
وقوله: {يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامرٍ يأتين من كلّ فجٍّ عميقٍ} قد يستدلّ بهذه الآية من ذهب من العلماء إلى أنّ الحجّ ماشيًا، لمن قدر عليه، أفضل من الحجّ راكبًا؛ لأنّه قدّمهم في الذّكر، فدلّ على الاهتمام بهم وقوّة هممهم وشدّة عزمهم، والّذي عليه الأكثرون أنّ الحجّ راكبًا أفضل؛ اقتداءً برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّه حجّ راكبًا مع كمال قوّته، عليه السّلام.
وقوله: {يأتين من كلّ فجٍّ} يعني: طريقٍ، كما قال: {وجعلنا فيها فجاجًا سبلا} [الأنبياء: 31].
وقوله: {عميقٍ} أي: بعيدٍ. قاله مجاهدٌ، وعطاءٌ، والسّدّيّ، وقتادة، ومقاتل بن حيّان، والثّوريّ، وغير واحدٍ.
وهذه الآية كقوله تعالى إخبارًا عن إبراهيم، حيث قال في دعائه: {فاجعل أفئدةً من النّاس تهوي إليهم} [إبراهيم: 37] فليس أحدٌ من أهل الإسلام إلّا وهو يحنّ إلى رؤية الكعبة والطّواف، فالنّاس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار). [تفسير ابن كثير: 5/ 414]

تفسير قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم اللّه في أيّامٍ معلوماتٍ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير (28) ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطّوّفوا بالبيت العتيق (29)}.
قال ابن عبّاسٍ: {ليشهدوا منافع لهم} قال: منافع الدّنيا والآخرة؛ أمّا منافع الآخرة فرضوان اللّه، وأمّا منافع الدّنيا فما يصيبون من منافع البدن والرّبح والتّجارات. وكذا قال مجاهدٌ، وغير واحدٍ: إنّها منافع الدّنيا والآخرة، كقوله: {ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلا من ربّكم} [البقرة: 198].
وقوله: {ويذكروا اسم اللّه [في أيّامٍ معلوماتٍ] على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} قال شعبة [وهشيم] عن [أبي بشرٍ عن سعيدٍ] عن ابن عبّاسٍ: الأيام المعلومات: أيام العشر، وعلّقه البخاريّ عنه بصيغة الجزم به. ويروى مثله عن أبي موسى الأشعريّ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ، وسعيد بن جبيرٍ، والحسن، وقتادة، والضّحّاك، وعطاءٍ الخراسانيّ، وإبراهيم النّخعي. وهو مذهب الشّافعيّ، والمشهور عن أحمد بن حنبلٍ.
وقال البخاريّ: حدّثنا محمّد بن عرعرة، حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما العمل في أيامٍ أفضل منها في هذه" قالوا: ولا الجهاد في سبيل اللّه؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل اللّه، إلّا رجلٌ، يخرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيءٍ".
ورواه الإمام أحمد، وأبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجه. وقال التّرمذيّ: حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ. وفي الباب عن ابن عمر، وأبي هريرة، وعبد اللّه بن عمرٍو، وجابرٍ.
قلت: وقد تقصّيت هذه الطّرق، وأفردت لها جزءًا على حدته، فمن ذلك ما قال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، أنبأنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ما من أيامٍ أعظم عند اللّه ولا أحبّ إليه العمل فيهنّ، من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهم من التّهليل والتّكبير والتّحميد" وروي من وجهٍ آخر، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، بنحوه. وقال البخاريّ: وكان ابن عمر، وأبو هريرة يخرجان إلى السّوق في أيام العشر، فيكبّران ويكبّر النّاس بتكبيرهما.
وقد روى أحمد عن جابرٍ مرفوعًا: إنّ هذا هو العشر الّذي أقسم اللّه به في قوله: {والفجر وليالٍ عشرٍ} [الفجر: 1، 2].
وقال بعض السّلف: إنّه المراد بقوله: {وأتممناها بعشرٍ} [الأعراف: 142].
وفي سنن أبي داود: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يصوم هذا العشر.
وهذا العشر مشتملٌ على يوم عرفة الّذي ثبت في صحيح مسلمٍ عن أبي قتادة قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن صيام يوم عرفة، فقال: "أحتسب على اللّه أن يكفّر السّنة الماضية والآتية".
ويشتمل على يوم النّحر الّذي هو يوم الحجّ الأكبر، وقد ورد في حديثٍ أنّه أفضل الأيام عند اللّه.
وبالجملة، فهذا العشر قد قيل: إنّه أفضل أيام السّنة، كما نطق به الحديث، ففضّله كثيرٌ على عشر رمضان الأخير؛ لأنّ هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك، من صيامٍ وصلاةٍ وصدقةٍ وغيره، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحجّ فيه.
وقيل: ذاك أفضل لاشتماله على ليلة القدر، الّتي هي خيرٌ من ألف شهرٍ.
وتوسّط آخرون فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذاك أفضل. وبهذا يجتمع شمل الأدلّة، واللّه أعلم.
قولٌ ثانٍ في الأيام المعلومات: قال الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاسٍ: الأيام المعلومات: يوم النّحر وثلاثة أيامٍ بعده. ويروى هذا عن ابن عمر، وإبراهيم النّخعي، وإليه ذهب أحمد بن حنبلٍ في روايةٍ عنه.
قولٌ ثالثٌ: قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا علي بن المدينيّ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا ابن عجلان، حدّثني نافعٌ؛ أنّ ابن عمر كان يقول: الأيام المعلومات والمعدودات هنّ جميعهنّ أربعة أيامٍ، فالأيام المعلومات يوم النّحر ويومان بعده، والأيام المعدودات ثلاثة أيام يوم النّحر.
هذا إسنادٌ صحيحٌ إليه، وقاله السّدّيّ: وهو مذهب الإمام مالك بن أنسٍ، ويعضّد هذا القول والّذي قبله قوله تعالى: {على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} يعني به: ذكر اللّه عند ذبحها.
قولٌ رابعٌ: إنّها يوم عرفة، ويوم النّحر، ويومٌ آخر بعده. وهو مذهب أبي حنيفة.
وقال ابن وهبٍ: حدّثني ابن زيد بن أسلم، عن أبيه أنّه قال: المعلومات يوم عرفة، ويوم النّحر، وأيام التّشريق.
وقوله: {على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} يعني: الإبل والبقر والغنم، كما فصّلها تعالى في سورة الأنعام وأنّها {ثمانية أزواجٍ} الآية [الأنعام: 143].
وقوله {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} استدلّ بهذه الآية من ذهب إلى وجوب الأكل من الأضاحيّ وهو قولٌ غريبٌ، والّذي عليه الأكثرون أنّه من باب الرّخصة أو الاستحباب، كما ثبت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا نحر هديه أمر من كلّ بدنةٍ ببضعةٍ فتطبخ، فأكل من لحمها، وحسا من مرقها.
وقال عبد اللّه بن وهبٍ: [قال لي مالكٌ: أحبّ أن يأكل من أضحيّته؛ لأنّ اللّه يقول: {فكلوا منها}: قال ابن وهبٍ] وسألت اللّيث، فقال لي مثل ذلك.
وقال سفيان الثّوريّ، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {فكلوا منها} قال: كان المشركون لا يأكلون من ذبائحهم فرخّص للمسلمين، فمن شاء أكل، ومن شاء لم يأكل. وروي عن مجاهدٍ، وعطاءٍ نحو ذلك.
قال هشيم، عن حصين، عن مجاهدٍ في قوله {فكلوا منها}: هي كقوله: {وإذا حللتم فاصطادوا} [المائدة: 2]، {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} [الجمعة: 10].
وهذا اختيار ابن جريرٍ في تفسيره، واستدلّ من نصر القول بأنّ الأضاحيّ يتصدّق منها بالنّصف بقوله في هذه الآية: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}، فجزّأها نصفين: نصفٌ للمضحّي، ونصفٌ للفقراء.
والقول الآخر: أنّها تجزّأ ثلاثة أجزاءٍ: ثلثٌ له، وثلثٌ يهديه، وثلثٌ يتصدّق به؛ لقوله في الآية الأخرى: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ} [الحجّ: 36] وسيأتي الكلام عليها عندها، إن شاء اللّه، وبه الثّقة.
وقوله: {البائس الفقير}، قال عكرمة: هو المضطرّ الّذي عليه البؤس، [والفقير] المتعفّف.
وقال مجاهدٌ: هو الّذي لا يبسط يده. وقال قتادة: هو الزّمن. وقال مقاتل بن حيّان: هو الضّرير). [تفسير ابن كثير: 5/ 414-417]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم}: قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: هو وضع [الإحرام] من حلق الرّأس ولبس الثّياب وقصّ الأظفار، ونحو ذلك. وهكذا روى عطاءٌ ومجاهدٌ، عنه. وكذا قال عكرمة، ومحمّد بن كعبٍ القرظي.
وقال عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: التّفث: المناسك.
وقوله: {وليوفوا نذورهم}، قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: يعني: نحر ما نذر من أمر البدن.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: {وليوفوا نذورهم}: نذر الحجّ والهدي وما نذر الإنسان من شيءٍ يكون في الحجّ.
وقال إبراهيم بن ميسرة، عن مجاهدٍ: {وليوفوا نذورهم} قال: الذّبائح.
وقال ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ: {وليوفوا نذورهم} كلّ نذرٍ إلى أجلٍ.
وقال عكرمة: {وليوفوا نذورهم}، قال: [حجّهم.
وكذا روى الإمام ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان في قوله: {وليوفوا نذورهم} قال:] نذر الحجّ، فكلّ من دخل الحجّ فعليه من العمل فيه: الطواف بالبيت وبين الصّفا والمروة، وعرفة، والمزدلفة، ورمي الجمار، على ما أمروا به. وروي عن مالكٍ نحوٌ هذا.
وقوله: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق}: قال مجاهدٌ: يعني: الطّواف الواجب يوم النّحر.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حمّادٌ، عن أبي حمزة قال: قال لي ابن عبّاسٍ: أتقرأ سورة الحجّ؟ يقول اللّه: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق}، فإنّ آخر المناسك الطّواف بالبيت.
قلت: وهكذا صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّه لمّا رجع إلى منى يوم النّحر بدأ يرمي الجمرة، فرماها بسبع حصياتٍ، ثمّ نحر هديه، وحلق رأسه، ثمّ أفاض فطاف بالبيت. وفي الصّحيح عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: أمر النّاس أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطّواف، إلّا أنّه خفّف عن المرأة الحائض.
وقوله: {بالبيت العتيق}: فيه مستدلٌّ لمن ذهب إلى أنّه يجب الطّواف من وراء الحجر؛ لأنّه من أصل البيت الّذي بناه إبراهيم، وإن كانت قريشٌ قد أخرجوه من البيت، حين قصرت بهم النّفقة؛ ولهذا طاف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من وراء الحجر، وأخبر أنّ الحجر من البيت، ولم يستلم الرّكنين الشّاميّين؛ لأنّهما لم يتمّما على قواعد إبراهيم العتيقة؛ ولهذا قال ابن أبي حاتمٍ:
حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر العدني، حدّثنا سفيان، عن هشام بن حجر، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت هذه الآية: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق}، طاف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من ورائه.
وقال قتادة، عن الحسن البصريّ في قوله: {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} [قال]: لأنّه أوّل بيتٍ وضع للنّاس. وكذا قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم.
وعن عكرمة أنّه قال: إنّما سمّي البيت العتيق؛ لأنّه أعتق يوم الغرق زمان نوحٍ.
وقال خصيف: إنّما سمّي البيت العتيق؛ لأنّه لم يظهر عليه جبّارٌ قطّ.
وقال ابن أبي نجيح وليثٌ عن مجاهدٍ: أعتق من الجبابرة أن يسلّطوا عليه. وكذا قال قتادة.
وقال حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن مجاهدٍ: لأنّه لم يرده أحدٌ بسوءٍ إلّا هلك.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزّهريّ، عن ابن الزّبير قال: إنّما سمّي البيت العتيق؛ لأنّ اللّه أعتقه من الجبابرة.
وقال التّرمذيّ: حدّثنا محمّد بن إسماعيل وغير واحدٍ، حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، أخبرني اللّيث، عن عبد الرّحمن بن خالدٍ، عن ابن شهابٍ، عن محمّد بن عروة، عن عبد اللّه بن الزّبير قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّما سمّي البيت العتيق؛ لأنّه لم يظهر عليه جبّارٌ".
وكذا رواه ابن جريرٍ، عن محمّد بن سهلٍ النّجّاريّ، عن عبد اللّه بن صالحٍ، به. وقال: إن كان صحيحًا وقال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، ثمّ رواه من وجهٍ آخر عن الزّهريّ، مرسلًا). [تفسير ابن كثير: 5/ 417-419]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة