تفسير قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى من كان يظن أن لن ينصره الله عليه فليمدد بسبب يقول بحبل إلى سماء البيت ثم ليقطع يقول ثم ليختنق فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ). [تفسير عبد الرزاق: 2/33]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس في قوله: {من كان ظن أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السماء} قال: من كان يظنّ أن لن ينصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم فليمدد بحبلٍ في سماء بيته فليختنق به [الآية: 15]). [تفسير الثوري: 208]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال ابن عبّاسٍ: {بسببٍ} [الحج: 15] : «بحبلٍ إلى سقف البيت»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاسٍ بسببٍ بحبلٍ إلى سقف البيت وصله عبد بن حميدٍ من طريق أبي إسحاق عن التّميمي عن بن عبّاسٍ بلفظ من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه محمّدًا في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ بحبلٍ إلى سماء بيته فليختنق به). [فتح الباري: 8/441]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {بسبب} بحبل إلى سقف البيت {وهدوا إلى الطّيب} ألهموا إلى القرآن {تذهل} تشغل {صراط الحميد} 24 الحج الإسلام
قال ابن أبي حاتم ثنا أحمد بن منصور ثنا يزيد بن أبي حكيم ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن التّميمي عن ابن عبّاس في قوله 15 الحج {فليمدد بسبب إلى السّماء} قال بحبل إلى سماء بيته فليختنق به
وقال إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث ثنا سجاع ثنا وهب ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن التّميمي عن ابن عبّاس {بسبب} قال بحبل). [تغليق التعليق: 4/260]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ بسببٍ بحبلٍ إلى سقف البيت
أي: قال عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما، في تفسير قوله عز وجل: {فليمدد بسبب إلى السّماء ثمّ ليقطع} (الحج: 15) وفسره بقوله: (بحبل إلى سقف البيت) هذا التّعليق رواه ابن المنذر عن عبد الله بن الوليد عن سفيان عن التّميمي عن ابن عبّاس، بلفظ: فليمدد بحبل إلى سماء بيته فليختنق به، ورواه عبد بن حميد من طريق أبي إسحاق عن التّميمي عن ابن عبّاس، بلفظ: من كان يظنّ أن لن ينصر الله محمّدًا فليمدد بسبب إلى سماء بيته فليختنق به). [عمدة القاري: 19/67]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن المنذر بمعناه ({بسبب}) في قوله: {فليمدد بسبب} [الحج: 15] أي (بحبل إلى سقف البيت) ولفظ ابن المنذر فليمدد بسبب إلى سماء بيته فليختنق به والمعنى من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه -صلّى اللّه عليه وسلّم- في الدنيا بإعلاء كلمته وإظهار دينه وفي الآخرة بإعلاء درجته والانتقام من عدوّه فليشدد حبلًا في سقف بيته فليختنق به حتى يموت إن كان ذلك غائظه فإن الله ناصره لا محالة. قال الله تعالى: {إنّا لننصر رسلنا} [غافر: 51] الآية. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم {فليمدد بسبب إلى السماء} [الحج: 15] أي ليتوصل إلى بلوغ السماء فإن النصر إنما يأتي محمدًا -صلّى اللّه عليه وسلّم- من السماء ثم ليقطع ذلك عنه إن قدر عليه، وقوله ابن عباس أظهر في المعنى وأبلغ في التهكم، فعلى هذا القول الثاني فيه استعارة تمثيلية والأمر للتعجيز وعلى الأوّل كناية عن شدّة الغيظ والأمر للإهانة). [إرشاد الساري: 7/244]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ (15) وكذلك أنزلناه آياتٍ بيّناتٍ وأنّ اللّه يهدي من يريد}.
اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالهاء الّتي في قوله: {أن لن ينصره اللّه}. فقال بعضهم: عني بها نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فتأويله على قول بعض قائلي ذلك: من كان من النّاس يحسب أن لن ينصر اللّه محمّدًا في الدّنيا والآخرة، فليمدد بحبلٍ وهو السّبب إلى السّماء: يعني سماء البيت، وهو سقفه، ثمّ ليقطع السّبب بعد الاختناق به، فلينظر: هل يذهبنّ اختناقه ذلك وقطعه السّبب بعد الاختناق ما يغيظ، يقول: هل يذهبنّ ذلك ما يجد في صدره من الغيظ؟
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا نصر بن عليٍّ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني خالد بن قيسٍ، عن قتادة: " من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه نبيّه ولا دينه ولا كتابه، {فليمدد بسببٍ} يقول: بحبلٍ إلى سماء البيت فليختنق به، {فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة} قال: " من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، {فليمدد بسببٍ} يقول: بحبلٍ إلى سماء البيت، {ثمّ ليقطع} يقول: ثمّ ليختنق، ثمّ لينظر: هل يذهبنّ كيده ما يغيظ ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، بنحوه.
وقال آخرون من قال الهاء في {ينصره} من ذكر اسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، والسّماء الّتي ذكرت في هذا الموضع هي السّماء المعروفة. قالوا: معنى الكلام ما؛
- حدّثني به، يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة} فقرأ حتّى بلغ: {هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} قال: " من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ويكايد هذا الأمر ليقطعه عنه ومنه، فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه، فإنّ أصله في السّماء، فليمدد بسببٍ إلى السّماء، ثمّ ليقطع عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الوحي الّذي يأتيه من اللّه، فإنّه لا يكايده حتّى يقطع أصله عنه، فكايد ذلك حتّى قطع أصله عنه. {فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} ما دخلهم من ذلك، وغاظهم اللّه به من نصرة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وما ينزل عليه ".
وقال آخرون ممّن قال: ( الهاء ) الّتي في قوله: {ينصره} من ذكر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، معنى النّصر هاهنا الرّزق. فعلى قول هؤلاء تأويل الكلام: من كان يظنّ أن لن يرزق اللّه محمّدًا في الدّنيا، ولن يعطيه. وذكروا سماعًا من العرب: من ينصرني نصره اللّه، بمعنى: من يعطني أعطاه اللّه. وحكوا أيضًا سماعًا منهم: نصر المطر أرض كذا: إذا جادها وأحياها. واستشهد لذلك ببيت الفقعسيّ:
وإنّك لا تعطي امرأً فوق حظّه = ولا تملك الشّقّ الّذي الغيث ناصره
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: أرأيت قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} قال: " من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه محمّدًا، فليربط حبلاً في سقفٍ، ثمّ ليختنق به حتّى يموت ".
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن التّميميّ قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه} قال: " أن لن يرزقه اللّه في الدّنيا والآخرة، {فليمدد بسببٍ إلى السّماء}. والسّبب: الحبل، والسّماء: سقف البيت، فليعلّق حبلاً في سماء البيت، ثمّ ليختنق، {فلينظر هل يذهبنّ كيده} هذا الّذي صنع ما يجد من الغيظ؟ ".
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو عن مطرّفٍ، عن أبي إسحاق، عن رجلٍ من بني تميمٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء} قال: " سماء البيت ".
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت التّميميّ يقول: سألت ابن عبّاسٍ، فذكر مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة} إلى قوله: {ما يغيظ} قال: " السّماء الّتي أمر اللّه أن يمدّ إليها بسببٍ سقف البيت، أمر أن يمدّ إليه بحبلٍ فيختنق به، قال: فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ إذا أختنق إن خشي أن لا ينصره اللّه؟ ".
وقال آخرون: الهاء في {ينصره} من ذكر: {من}. وقالوا: معنى الكلام: من كان يظنّ أن لن يرزقه اللّه في الدّنيا والآخرة، فليمدد بسببٍ إلى سماء البيت ثمّ ليختنق، فلينظر: هل يذهبنّ فعله ذلك ما يغيظ، أنّه لا يرزق؟
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه {أن لن ينصره اللّه} قال: " يرزقه اللّه. {فليمدد بسببٍ} قال: بحبلٍ {إلى السّماء} سماء ما فوقك. {ثمّ ليقطع} ليختنق، هل يذهبنّ كيده ذلك خنقة أن لا يرزق؟ ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه} يرزقه اللّه. {فليمدد بسببٍ إلى السّماء} قال: " بحبلٍ إلى السّماء ".
- قال ابن جريجٍ: عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: {إلى السّماء} إلى سماء البيت.
- قال ابن جريجٍ: وقال مجاهدٌ: {ثمّ ليقطع} قال: ليختنق، وذلك كيده {ما يغيظ} قال: ذلك خنقه أن لا يرزقه اللّه.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فليمدد بسببٍ} يعني: بحبلٍ {إلى السّماء} يعني: " سماء البيت ".
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا أبو رجاءٍ، قال: سئل عكرمة عن قوله: {فليمدد بسببٍ إلى السّماء} قال: " سماء البيت {ثمّ ليقطع} قال: ليختنق.
وأولى ذلك بالصّواب عندي في تأويل ذلك قول من قال: الهاء من ذكر نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ودينه، وذلك أنّ اللّه تعالى ذكره ذكر قومًا يعبدونه على حرفٍ، وأنّهم يطمئنّون بالدّين إن أصابوا خيرًا في عبادتهم إيّاه، وأنّهم يرتدّون عن دينهم لشدّةٍ تصيبهم فيها، ثمّ أتبع ذلك هذه الآية، فمعلومٌ أنّه إنّما أتبعه إيّاها توبيخًا لهم على ارتدادهم عن الدّين أو على شكّهم فيه نفاقًا، استبطاءً منهم السّعة في العيش، أو السّبوغ في الرّزق.
وإذا كان الواجب أن يكون ذلك عقيب الخبر عن نفاقهم، فمعنى الكلام إذن إذ كان ذلك كذلك: من كان يحسب أن لن يرزق اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم وأمّته في الدّنيا فيوسع عليهم من فضله فيها، ويرزقهم في الآخرة من سنيّ عطاياه وكرامته، استبطاءً منه فعل اللّه ذلك به وبهم، فليمدد بحبلٍ إلى سماءٍ فوقه، إمّا سقف بيتٍ، أو غيره، ممّا يعلّق به السّبب من فوقه، ثمّ يختنق إذا اغتاظ من بعض ما قضى اللّه فاستعجل انكشاف ذلك عنه، فلينظر: هل يذهبنّ كيده احتناقه كذلك ما يغيظ؟ فإن لم يذهب ذلك غيظه، حتّى يأتي اللّه بالفرج من عنده فيذهبه، فكذلك استعجاله نصر اللّه محمّدًا ودينه لن يؤخّر ما قضى اللّه له من ذلك عن ميقاته، ولا يعجّله قبل حينه.
وقد ذكر أنّ هذه الآية نزلت في أسدٍ وغطفان، تباطئوا عن الإسلام، وقالوا: نخاف أن لا ينصر محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، فينقطع الّذي بيننا وبين حلفائنا من اليهود فلا يميروننا، ولا يروّوننا فقال اللّه تبارك وتعالى لهم: من استعجل من اللّه نصر محمّدٍ، فليمدد بسببٍ إلى السّماء، فليختنق، فلينظر استعجاله بذلك في نفسه، هل هو مذهبٌ غيظه؟ فكذلك استعجاله من اللّه نصر محمّدٍ، غير مقدّمٍ نصره قبل حينه.
واختلف أهل العربيّة في {ما} الّتي في قوله: {ما يغيظ} فقال بعض نحويّي البصرة: هي بمعنى: الّذي. وقال: معنى الكلام: هل يذهبنّ كيده الّذي يغيظه. قال: وحذفت الهاء لأنّها صلة الّذي، لأنّه إذا صارا جميعًا اسمًا واحدًا، كان الحذف أخفّ.
وقال غيره: بل هو مصدرٌ لا حاجة به إلى الهاء، هل يذهبنّ كيده غيظه). [جامع البيان: 16/478-484]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التّيميّ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: " {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه} [الحج: 15] قال: «أي من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( قوله تعالى: من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخره فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ * وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من كان يظن أن لن ينصره الله} قال: من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا {في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب} قال: فليربط حبلا {إلى السماء} قال: إلى سماء بيته السقف {ثم ليقطع} قال: ثم يختنق به حتى يموت). [الدر المنثور: 10/416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من كان يظن أن لن ينصره الله} يقول: أن لن يرزقه الله {فليمدد بسبب إلى السماء} فليأخذ حبلا فليربطه في سماء بيته فليختنق به {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} قال: فلينظر هل ينفعه ذلك أو يأتيه برزق). [الدر المنثور: 10/416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {من كان يظن أن لن ينصره الله} قال: إن لن يرزقه الله {فليمدد بسبب إلى السماء} قال: بحبل بيته {ثم ليقطع} ثم ليختنق {فلينظر هل يذهبن كيده} ذلك {ما يغيظ} قال: ذلك خيفة أن لا يرزق). [الدر المنثور: 10/416-417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال: من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه ويكابد هذا الأمر ليقطعه عنه فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه فإن أصله في السماء {ثم ليقطع} أي عن النّبيّ الوحي الذي يأتيه من الله إن قدر). [الدر المنثور: 10/417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال: من كان يظن ان لن ينصر الله محمدا فليجعل حبلا في سماء بيته فليختنق به فلينظر هل يغيظ ذلك إلا نفسه). [الدر المنثور: 10/417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {من كان يظن أن لن ينصره الله} يقول: من كان يظن أن الله غير ناصر دينه {فليمدد بسبب إلى السماء} سماء البيت فليختنق {فلينظر} ما يرد ذلك في يده). [الدر المنثور: 10/417]
تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وكذلك أنزلناه آياتٍ بيّناتٍ} يقول تعالى ذكره: وكما بيّنت لكم حججي على من جحد قدرتي على إحياء من مات من الخلق بعد فنائه، فأوضحتها أيّها النّاس، كذلك أنزلنا إلى نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم هذا القرآن آياتٍ بيّناتٍ، يعني: دلالاتٍ واضحاتٍ، يهدين من أراد اللّه هدايته إلى الحقّ. {وأنّ اللّه يهدي من يريد}. يقول جلّ ثناؤه: ولأنّ اللّه يوفّق للصّواب، ولسبيل الحقّ من أراد، أنزل هذا القرآن آياتٍ بيّناتٍ، و{أنّ} في موضع نصبٍ). [جامع البيان: 16/484-485]