تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله مخلقة وغير مخلقة قال تامة وغير تامة). [تفسير عبد الرزاق: 2/32]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {مخلقةٍ وغير مخلقةٍ} قال: إمّا مخلّقةٌ فما قد فرغ من خلق الإنسان، وإمّا غير مخلّقةٍ فما لم يخلق). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 116]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّاس إن كنتم في ريبٍ من البعث فإنّا خلقناكم من ترابٍ ثمّ من نطفةٍ ثمّ من علقةٍ ثمّ من مضغةٍ مّخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ لّنبيّن لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مّسمًّى ثمّ نخرجكم طفلاً ثمّ لتبلغوا أشدّكم}.
وهذا احتجاجٌ من اللّه على الّذي أخبر عنه من النّاس أنّه يجادل في اللّه بغير علمٍ، اتّباعًا منه للشّيطان المريد، وتنبيهٌ له على موضع خطأ قيله، وإنكاره ما أنكر من قدرة ربّه. قال: يا أيّها النّاس إن كنتم في شكٍّ من قدرتنا على بعثكم من قبوركم بعد مماتكم وبلاكم استعظامًا منكم لذلك، فإنّ في ابتدائنا خلق أبيكم آدم صلّى اللّه عليه وسلّم من ترابٍ، ثمّ إنشائناكم من نطفة آدم، ثمّ تصريفناكم أحوالاً، حالاً بعد حالٍ، من نطفةٍ إلى علقةٍ، ثمّ من علقةٍ إلى مضغةٍ، لكم معتبرًا ومتّعظًا تعتبرون به، فتعلمون أنّ من قدر على ذلك فغير متعذّرٍ عليه إعادتكم بعد فنائكم، كما كنتم أحياءً قبل الفناء.
واختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ} فقال بعضهم: هي من صفة النّطفة. قال: ومعنى ذلك: فإنّا خلقناكم من ترابٍ، ثمّ من نطفةٍ مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ، قالوا: فأمّا المخلّقة فما كان خلقًا سويًا، وأمّا غير مخلّقةٍ فما دفعته الأرحام من النّطف، وألقته قبل أن يكون خلقًا.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هندٍ، عن عامرٍ، عن علقمة، عن عبد اللّه، قال: " إذا وقعت النّطفة في الرّحم، بعث اللّه ملكًا فقال: يا ربّ، مخلّقةٌ أو غير مخلّقةٍ؟ فإن قال: غير مخلّقةٍ، مجّتها الأرحام دمًا، وإن قال: مخلّقةٌ، قال: يا ربّ فما صفة هذه النّطفة: أذكرٌ أم أنثى؟ ما رزقها؟ ما أجلها؟ أشقيّ أو سعيدٌ؟ قال: فيقال له: انطلق إلى أمّ الكتاب فاستنسخ منه صفة هذه النّطفة قال: فينطلق الملك فينسخها، فلا تزال معه حتّى يأتي على آخر صفتها.
وقال آخرون: معنى ذلك: تامّةٌ، وغير تامّةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمان، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة، في قول اللّه: {مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ} قال: " تامّةٌ، وغير تامّةٍ ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمر، عن قتادة: {مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ} فذكر مثله.
وقال آخرون: معنى ذلك المضغة مصوّرةٌ إنسانًا، وغير مصوّرةٍ، فإذا صوّرت فهي مخلّقةٌ، وإذا لم تصوّر فهي غير مخلّقةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله: {مخلّقةٍ} قال: " السّقط، مخلّقةٌ، وغير مخلّقةٍ ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول اللّه: {مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ} قال: " السّقط، مخلوقٌ وغير مخلوقٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، " أنّه قال في النّطفة والمضغة إذا نكّست في الخلق الرّابع كانت نسمةً مخلّقة، وإذا قذفتها قبل ذلك فهي غير مخلّقةٍ ".
- قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هندٍ، عن أبي العالية: {مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ} قال: " السّقط ".
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: المخلّقة المصوّرة خلقًا تامًّا، وغير مخلّقةٍ: السّقط قبل تمام خلقه، لأنّ المخلّقة وغير المخلّقة من نعت المضغة والنّطفة بعد مصيرها مضغةً، لم يبق لها حال حتّى تصير خلقًا سويًّا إلاّ التّصوير، وذلك هو المراد بقوله: {مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ} خلقًا سويًّا، وغير مخلّقةٍ بأن تلقيه الأمّ مضغةً، ولا تصوّر، ولا ينفخ فيها الرّوح.
وقوله: {لنبيّن لكم} يقول تعالى ذكره: جعلنا المضغة منها المخلّقة التّامّة، ومنها السّقط غير التّامّ، لنبيّن لكم قدرتنا على ما نشاء، ونعرّفكم ابتداءنا خلقكم.
وقوله: {ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مسمًّى} يقول تعالى ذكره: من كنّا كتبنا له بقاءً وحياةً إلى أمدٍ وغايةٍ، فإنّا نقرّه في رحم أمّه إلى وقته الّذي جعلنا له أن يمكث في رحمها فلا تسقطه، ولا يخرج منها حتّى يبلغ أجله، فإذا بلغ وقت خروجه من رحمها أذنّا له بالخروج منها، فيخرج.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مسمًّى} قال: " التّمام ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مسمًّى} قال: " الأجل المسمّى: إقامته في الرّحم حتّى يخرج ".
وقوله: {ثمّ نخرجكم طفلاً} يقول تعالى ذكره: ثمّ نخرجكم من أرحام أمّهاتكم إذا بلغتم الأجل الّذي قدّرته لخروجكم منها طفلاً صغارًا، ووحّد الطّفل، وهو صفةٌ للجميع، لأنّه مصدرٌ، مثل عدلٍ وزورٍ.
وقوله: {ثمّ لتبلغوا أشدّكم} يقول: ثمّ لتبلغوا كمال عقولكم، ونهاية قواكم بعمركم.
وقد ذكرت اختلاف المختلفين في الأشدّ، والصّواب من القول في ذلك عندي بشواهده فيما مضى، بما أغنى عن إعادته.
القول في تأويل قوله تعالى: {ومنكم من يتوفّى ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئًا وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوجٍ بهيجٍ}.
يقول تعالى ذكره: ومنكم أيّها النّاس من يتوفّى قبل أن يبلغ أشدّه فيموت، ومنكم من ينسأ في أجله فيعمّر حتّى يهرم، فيردّ من بعد انتهاء شبابه، وبلوغه غاية أشدّه إلى أرذل عمره، وذلك الهرم، حتّى يعود كهيئته في حال صباه لا يعقل من بعد عقله الأوّل شيئًا.
ومعنى الكلام: ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر بعد بلوغه أشدّه {لكيلا يعلم من بعد علمٍ} كان يعلمه {شيئًا}.
وقوله: {وترى الأرض هامدةً} يقول تعالى ذكره: وترى الأرض يا محمّد يابسةً دارسة الآثار من النّبات والزّرع. وأصل الهمود: الدّروس والدّثور، ويقال منه: همدت الأرض تهمد همودًا، ومنه قول الأعشى ميمون بن قيسٍ:
قالت قتيلة: ما لجسمك شاحبًا = وأرى ثيابك بالياتٍ همّدا
والهمّد: جمع هامدٍ، كما الرّكّع جمع راكعٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {وترى الأرض هامدةً} قال: " لا نبات فيها ".
وقوله: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت} يقول تعالى ذكره: فإذا نحن أنزلنا على هذه الأرض الهامدة الّتي لا نبات فيها المطر من السّماء {اهتزّت} يقول: تحرّكت بالنّبات {وربت} يقول: وأضعفت النّبات بمجيء الغيث.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {اهتزّت وربت} قال: " عرف الغيث في ربوها ".
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {اهتزّت وربت} قال: " حسنت، وعرف الغيث في ربوها ".
وكان بعضهم يقول: معنى ذلك: فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت. ويوجّه المعنى إلى الزّرع، وإن كان الكلام مخرجه على الخبر عن الأرض.
وقرأت قرّاء الأمصار: {وربت} بمعنى: الرّبو، الّذي هو النّماء والزّيادة.
وكان أبو جعفرٍ القارئ يقرأ ذلك: ( وربأت ) بالهمز.
- حدّثت عن الفرّاء، عن أبي عبد اللّه التّميميّ، عنه.
وذلك غلطٌ، لأنّه لا وجه للرّبّ ههنا، وإنّما يقال: ربأ بالهمز، بمعنى: حرس من الرّبيئة، ولا معنى للحراسة في هذا الموضع والصّحيح من القراءة ما عليه قرّاء الأمصار.
وقوله: {وأنبتت من كلّ زوجٍ بهيجٍ} يقول جلّ ثناؤه: وأنبتت هذه الأرض الهامدة بذلك الغيث من كلّ نوعٍ بهيجٍ. يعني بالبهيج: البهج، وهو الحسن.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وأنبتت من كلّ زوجٍ بهيجٍ} قال: " حسنٌ ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله). [جامع البيان: 16/460-467]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله مخلقة وغير مخلقة قال هو السقط مخلوق وغير مخلوق). [تفسير مجاهد: 419]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ونقر في الأرحام ما نشاء يعني التمام). [تفسير مجاهد: 419]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ إسماعيل بن محمّدٍ الفقيه بالرّيّ، ثنا سعيد بن يزيد التّيميّ، ثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه الدّشتكيّ، ثنا عمرو بن أبي قيسٍ، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: {مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ} [الحج: 5] قال: «المخلّقة ما كان حيًّا وغير المخلّقة ما كان من سقطٍ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفه ثم من علقه ثم من مضغه مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج.
أخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفح الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله إلا غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها). [الدر المنثور: 10/404-405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوم على حالها لا تتغير فإذا مضت الأربعون صارت علقة ثم مضغة كذلك ثم عظاما كذلك فإذا أراد أن يسوي خلقه بعث إليه ملكا فيقول: يا رب أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد أقصير أم طويل أناقص أم زائد قوته أجله أصحيح أم سقيم فيكتب ذلك كله). [الدر المنثور: 10/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها ملك من الأرحام بكفه فقال: يا رب مخلقة أم غير مخلقة فإن قيل غير مخلقة لم تكن نسمة وقذفتها الرحم دما وإن قيل مخلقة قال: يا رب أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد ما الأجل وما الأثر وما الرزق وبأي أرض تموت فيقال للنطفة: من ربك فتقول: الله، فيقال: من رازقك فتقول: الله، فيقال له: اذهب إلى أم الكتاب فإنك ستجد فيه قصة هذه النطفة، قال: فتخلق فتعيش في أجلها وتأكل في رزقها وتطأ في أثرها حتى إذا جاء أجلها ماتت فدفنت في ذلك المكان). [الدر المنثور: 10/405-406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله ملكا فقال: يا رب مخلقة أو غير مخلقه فإن قال غير مخلقة مجها الرحم دما وإن قال مخلقة قال: يا رب فما صفة هذه النطفة، أذكر أم أنثى وما رزقها وما أجلها أشقي أم سعيد فيقال له: انطلق إلى أم الكتاب فاستنسخ منه صفة هذه النطفة، فينطلق فينسخها فلا يزال معه حتى يأتي على آخر صفتها). [الدر المنثور: 10/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تبارك وتعالى وكل بالرحم ملكا قال: أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا قضى الله تعالى خلقها قال: أي رب شقي أو سعيد ذكر أو أنثى فما الرزق فما الأجل فيكتب كذلك في بطن أمه). [الدر المنثور: 10/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول: إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة وفي لفظ: إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يقول: يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول: يا رب رزقه ويقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على أمره ولا ينقص، وفي لفظ: يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة فيقول: يا رب أشقي أو سعيد فيكتبان فيقول: أي رب أذكر أو أنثى فيكتبان، فيكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص). [الدر المنثور: 10/406-407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وصححه عن ابن عباس في قوله {مخلقة وغير مخلقة} قال: المخلقة ما كان حيا {وغير مخلقة} ما كان من سقط). [الدر المنثور: 10/407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: العلقة الدم والمضغة اللحم والمخلقة التي تم خلقها {وغير مخلقة} السقط). [الدر المنثور: 10/407-408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {مخلقة وغير مخلقة} قال: تامة وغير تامة). [الدر المنثور: 10/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي العالية قال {وغير مخلقة} السقط). [الدر المنثور: 10/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الشعبي قال: إذا دخل في الخلق الرابع كانت نسمة مخلقة وإذا قدم فيها قبل ذلك فهي غير مخلقة). [الدر المنثور: 10/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {مخلقة وغير مخلقة} قال: السقط مخلوق وغير مخلوق {ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى} قال: التمام). [الدر المنثور: 10/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى} قال: إقامته في الرحم حتى يخرج). [الدر المنثور: 10/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى} قال: هذا ما كان من ولد يولد تاما ليس بسقط). [الدر المنثور: 10/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {لنبين لكم} قال: إنكم كنتم في بطون أمهاتكم كذلك). [الدر المنثور: 10/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله {وترى الأرض هامدة} قال: لا نبات فيها). [الدر المنثور: 10/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وترى الأرض هامدة} أي غبراء متهشمة {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} يقول: نفرق الغيث في سبختها وربوها {وأنبتت من كل زوج بهيج} أي حسن). [الدر المنثور: 10/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {زوج بهيج} قال: حسن). [الدر المنثور: 10/409]
تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّه يحيي الموتى وأنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ (6) وأنّ السّاعة آتيةٌ لا ريب فيها وأنّ اللّه يبعث من في القبور}.
يعني تعالى ذكره بقوله: ذلك هذا الّذي ذكرت لكم أيّها النّاس من بدئنا خلقكم في بطون أمّهاتكم، ووصفنا أحوالكم قبل الميلاد وبعده، طفلاً، وكهلاً، وشيخًا هرمًا، وتنبيهناكم على فعلنا بالأرض الهامدة بما ننزّل عليها من الغيث، لتؤمنوا وتصدّقوا بأنّ ذلك الّذي فعل ذلك اللّه الّذي هو الحقّ لا شكّ فيه، وأنّ من سواه ممّا تعبدون من الأوثان والأصنام باطلٌ، لأنّها لا تقدر على فعل شيءٍ من ذلك، وتعلموا أنّ القدرة الّتي جعل بها هذه الأشياء العجيبة لا يتعذّر عليها أن يحيي بها الموتى بعد فنائها ودروسها في التّراب، وأنّ فاعل ذلك على كلّ ما أراد وشاء من شيءٍ قادرٌ لا يمتنع عليه شيءٌ أراده، ولتوقنوا بذلك أنّ السّاعة الّتي وعدتكم أن أبعث فيها الموتى من قبورهم جائيةٌ لا محالة). [جامع البيان: 16/467-468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير * وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور}.
أخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن معاذ بن جبل قال: من علم أن الله عز وجل حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور دخل الجنة). [الدر المنثور: 10/409-410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب، وابن عساكر عن عائشة عن أبي بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا صلى الصبح مرحبا بالنهار الجديد والكاتب والشهيد اكتبا: بسم الله الرحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهد أن الدين كما وصف والكتاب كما أنزل وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور). [الدر المنثور: 10/410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم في تاريخه عن أنس رفعه: من قال في كل يوم أربع مرات: أشهد أن الله هو الحق المبين وأنه يحيي ويميت وأنه على كل شيء قدير وان الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور صرف الله عنه السوء). [الدر المنثور: 10/410]
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ولتوقنوا بذلك أنّ السّاعة الّتي وعدتكم أن أبعث فيها الموتى من قبورهم جائيةٌ لا محالة. {لا ريب فيها} يقول: لا شكّ في مجيئها وحدوثها، {وأنّ اللّه يبعث من في القبور} حينئذٍ من فيها من الأموات أحياءً إلى موقف الحساب، فلا تشكّوا في ذلك، ولا تمتروا فيه). [جامع البيان: 16/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير * وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور}.
أخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن معاذ بن جبل قال: من علم أن الله عز وجل حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور دخل الجنة). [الدر المنثور: 10/409-410] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب، وابن عساكر عن عائشة عن أبي بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا صلى الصبح مرحبا بالنهار الجديد والكاتب والشهيد اكتبا: بسم الله الرحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهد أن الدين كما وصف والكتاب كما أنزل وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور). [الدر المنثور: 10/410] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم في تاريخه عن أنس رفعه: من قال في كل يوم أربع مرات: أشهد أن الله هو الحق المبين وأنه يحيي ويميت وأنه على كل شيء قدير وان الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور صرف الله عنه السوء). [الدر المنثور: 10/410] (م)