تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن النّاس من يجادل في اللّه بغير علمٍ ويتّبع كلّ شيطانٍ مريدٍ}.
ذكر أنّ هذه الآية نزلت في النّضر بن الحارث.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: " {ومن النّاس من يجادل في اللّه بغير علمٍ} قال: النّضر بن الحارث ".
ويعني بقوله: {من يجادل في اللّه بغير علمٍ} من يخاصم في اللّه، فيزعم أنّ اللّه غير قادرٍ على إحياء من قد بلي وصار ترابًا، بغير علمٍ يعلمه، بل بجهلٍ منه بما يقول. {ويتّبع} في قيله ذلك وجداله في اللّه بغير علمٍ {كلّ شيطانٍ مريدٍ} ). [جامع البيان: 16/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد * كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم} قال: نزلت في النضر بن الحارث.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جرير مثله). [الدر المنثور: 10/403-404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ويتبع كل شيطان مريد} قال: تمرد على معاصي الله). [الدر المنثور: 10/404]
تفسير قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى كتب عليه أنه من تولاه قال كتب على الشيطان). [تفسير عبد الرزاق: 2/32]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كتب عليه أنّه من تولاّه فأنّه يضلّه ويهديه إلى عذاب السّعير}. يقول تعالى ذكره: قضي على الشّيطان فمعنى: {كتب} ههنا قضي، والهاء الّتي في قوله {عليه} من ذكر الشّيطان
- كما حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {كتب عليه أنّه من تولاّه} قال: " كتب على الشّيطان.
أنّه من اتّبع الشّيطان من خلق اللّه ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {كتب عليه أنّه من تولاّه} قال: " الشّيطان اتّبعه ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ {أنّه من تولاّه} قال: " اتّبعه.
وقوله: {فأنّه يضلّه} يقول: فإنّ الشّيطان يضلّه، يعني: يضلّ من تولاّه. والهاء الّتي في {يضلّه} عائدةٌ على {من} الّتي في قوله: {من تولاّه} وتأويل الكلام: قضي على الشّيطان أنّه يضلّ أتباعه ولا يهديهم إلى الحقّ.
وقوله: {ويهديه إلى عذاب السّعير} يقول: ويسوق من اتّبعه إلى عذاب جهنّم الموقدة، وسياقه إيّاه إليه بدعائه إلى طاعته، ومعصية الرّحمن، فذلك هدايته من تبعه إلى عذاب جهنّم "). [جامع البيان: 16/459-460]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله كتب الله عليه أنه من تولاه يقول من تولى الشيطان أي من اتبع الشيطان). [تفسير مجاهد: 419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {كتب عليه} قال: كتب على الشيطان). [الدر المنثور: 10/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {كتب عليه} قال: على الشيطان {أنه من تولاه} قال: اتبعه). [الدر المنثور: 10/404]