العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:49 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الأنبياء [من الآية(105)إلى الآية(112)]

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) قَالَ رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:50 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) )

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني محمد بن عمرو، عن سفيان الثوري، عن الأعمش عن سعيد بن جبير في قول الله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، قال: التوراة والإنجيل والفرقان من بعد الذكر؛ قال: الذكر الذي في السماء، {أن الأرض}، قال: أرض الجنة، {يرثها عبادي الصالحون}). [الجامع في علوم القرآن: 1/142-143]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال في الزبور من بعد التوراة أن الأرض يرثها عبادي الصالحون قال معمر وقال غير الكلبي في الزبور في الكتاب من بعد الذكر قال الأصل الذي عند الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/30]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} قال: الزبور التوراة والإنجيل والقرآن {من بعد الذّكر} قال: الذّكر الّذي في السّماء [الآية: 105].
سفيان [الثوري] عن الأعمش عن سعيد بن جبير {من بعد الذكر} الذي في السماء). [تفسير الثوري: 206]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {إن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: أرض الجنة [الآية: 105]). [تفسير الثوري: 207]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون}.
اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالزّبور والذّكر في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى بالزّبور: كتب الأنبياء كلّها الّتي أنزلها اللّه عليهم، وعنى بالذّكر: أمّ الكتاب الّتي عنده في السّماء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرّمليّ، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، قال: " سألت سعيدًا، عن قول اللّه: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} قال: الذّكر: الّذي في السّماء ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور} قال: قرأها الأعمش " الزّبر " قال: " الزّبور، والتّوراة، والإنجيل، والقرآن {من بعد الذّكر} قال: الذّكر الّذي في السّماء ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {الزّبور} قال: " الكتاب. {من بعد الذّكر} قال: أمّ الكتاب عند اللّه ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {الزّبور} قال: " الكتب " {بعد الذّكر} قال: " أمّ الكتاب عند اللّه ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور} قال: " الزّبور: الكتب الّتي أنزلت على الأنبياء. والذّكر: أمّ الكتاب الّذي تكتب فيه الأشياء قبل ذلك ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيدٍ، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} قال: " كتبنا في القرآن من بعد التّوراة ".
وقال آخرون: بل عني بالزّبور: الكتب الّتي أنزلها اللّه على من بعد موسى من الأنبياء، وبالذّكر: التّوراة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} الآية، قال: " الذّكر: التّوراة، والزّبور: الكتب ".
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} الآية، قال: " الذّكر: التّوراة، ويعني بالزّبور من بعد التّوراة: الكتب ".
وقال آخرون: بل عني بالزّبور زبور داود، وبالذّكر توراة موسى صلّى اللّه عليهما.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، أنّه قال في هذه الآية: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} قال: " زبور داود من بعد الذّكر: ذكر موسى: التّوراة ".
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، عن الشّعبيّ أنّه قال في هذه الآية: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} قال: " في زبور داود، من بعد ذكر موسى.
وأولى هذه الأقوال عندي بالصّواب في ذلك ما قاله سعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٌ، ومن قال بقولهما في ذلك، من أنّ معناه: ولقد كتبنا في الكتب من بعد أمّ الكتاب الّذي كتب اللّه كلّ ما هو كائنٌ فيه قبل خلق السّماوات والأرض. وذلك أنّ الزّبور هو الكتاب، يقال منه: زبرت الكتاب وذبرته: إذا كتبته، وأنّ كلّ كتابٍ أنزله اللّه إلى نبيٍّ من أنبيائه، فهو ذكرٌ. فإذ كان ذلك كذلك، فإنّ في إدخاله الألف واللاّم في الذّكر، الدّلالة البيّنة أنّه معنيّ به ذكرٌ بعينه معلومٍ عند المخاطبين بالآية، ولو كان ذلك غير أمّ الكتاب الّتي ذكرنا لم تكن التّوراة بأولى من أن تكون المعنيّة بذلك من صحف إبراهيم، فقد كانت قبل زبور داود.
فتأويل الكلام إذن، إذ كان ذلك كما وصفنا: ولقد قضينا، فأثبتنا قضاءنا في الكتب من بعد أمّ الكتاب، أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون، يعني بذلك: أنّ أرض الجنّة يرثها عبادي، العاملون بطاعته، المنتهون إلى أمره ونهيه من عباده، دون العاملين بمعصيته منهم، المؤثرين طاعة الشّيطان على طاعته
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الهلاليّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أنّ الأرض، يرثها عبادي الصّالحون} قال: " أرض الجنّة ".
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: " أخبر سبحانه في التّوراة والزّبور وسابق علمه قبل أن تكون السّماوات والأرض، أن يورّث أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم الأرض، ويدخلهم الجنّة، وهم الصّالحون ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: " كتبنا في القرآن بعد التّوراة، والأرض: أرض الجنّة ".
- حدّثني عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية: {أنّ الأرض، يرثها عبادي الصّالحون} قال: " الأرض: الجنّة ".
- حدّثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرّمليّ قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش قال: سألت سعيدًا عن قول اللّه: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: " أرض الجنّة ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أنّ الأرض} قال: " أرض الجنّة، {يرثها عبادي الصّالحون} ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: " الجنّة. وقرأ قول اللّه جلّ ثناؤه: {وقالوا الحمد للّه الّذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين}، قال: فالجنّة مبتدؤها في الأرض، ثمّ تذهب درجا علوًّا، والنّار مبتدؤها في الأرض، وبينهما حجاب سورٍ، ما يدري أحدٌ ما ذاك السّور، وقرأ: {بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب}، قال: ودرجها تذهب سفالاً في الأرض، ودرج الجنّة تذهب علوًّا في السّماوات ".
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا صفوان، سألت عامر بن عبد اللّه أبا اليمان: هل أنفس المؤمنين تجتمعٌ؟ قال: فقال: " إنّ الأرض الّتي يقول اللّه: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: هي الأرض الّتي تجتمع إليها أرواح المؤمنين حتّى يكون البعث ".
وقال آخرون: هي الأرض يورّثها اللّه المؤمنين في الدّنيا.
وقال آخرون: عني بذلك بنو إسرائيل، وذلك أنّ اللّه وعدهم ذلك، فوفى لهم به. واستشهد لقوله ذلك بقول اللّه: {وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها}.
وقد ذكرنا قول من قال: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} أنّها أرض الأمم الكافرة، ترثها أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم. وهو قول ابن عبّاسٍ الّذي روى عنه عليّ بن أبي طلحة). [جامع البيان: 16/431-437]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد الذكر أم الكتاب عند الله والأرض أرض الجنة يرثها عبادي الصالحون). [تفسير مجاهد: 417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 105 - 108
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} القرآن {إن الأرض} قال: أرض الجنة). [الدر المنثور: 10/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} قال: يعني بالذكر كتبنا في القرآن من بعد التوراة و{الأرض} أرض الجنة). [الدر المنثور: 10/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} يعني بالذكر التوراة ويعني بالزبور الكتب من بعد التوراة). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {ولقد كتبنا في الزبور} قال: الكتب، {من بعد الذكر} قال: التوراة). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال: الزبور التوراة والإنجيل والقرآن والذكر الأصل الذي نسخت منه هذه الكتب الذي في السماء والأرض أرض الجنة). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن جريرعن سعيد بن جبير في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور} قال: الزبور التوراة والإنجيل والقرآن {من بعد الذكر} قال: الذكر الذي في السماء). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في الآية قال: الزبور الكتب والذكر أم الكتاب عند الله والأرض الجنة). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: الزبور الكتب التي أنزلت على الأنبياء والذكر أم الكتاب الذي يكتب فيه الأشياء قبل ذلك). [الدر المنثور: 10/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: أرض الجنة). [الدر المنثور: 10/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور} الآية، قال: أخبر الله سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السموات والأرض أن يورث أمة محمد الأرض ويدخلهم الجنة وهم {الصالحون} وفي قوله: {لبلاغا لقوم عابدين} قال: عالمين). [الدر المنثور: 10/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: أرض الجنة يرثها الذين يصلون الصلوات الخمس في الجماعات). [الدر المنثور: 10/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم عن الشعبي في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} قال: في زبور داود {من بعد} ذكر موسى التوراة {أن الأرض يرثها} قال: الجنة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة مثله). [الدر المنثور: 10/401-402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: كتب الله في زبور داود بعد التوراة). [الدر المنثور: 10/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {أن الأرض يرثها} قال: الجنة). [الدر المنثور: 10/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: الجنة وقرأ (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء) (الزمر آية 74) قال: فالجنة مبتدؤها في الأرض ثم تذهب درجا علوا، والنار مبتدؤها في الأرض وبينهما حجاب سور ما يدري أحد ما ذاك السور، وقرأ (باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب) (الحديد آية 13) قال: ودرجها تذهب سفالا في الأرض ودرج الجنة تذهب علوا في السماء). [الدر المنثور: 10/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن صفوان قال: سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان هل لأنفس المؤمنين مجتمع فقال: يقول الله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: هي الأرض التي تجمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث). [الدر المنثور: 10/402-403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} فنحن الصالحون). [الدر المنثور: 10/403]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني أيضًا من سمع عقيل بن خالدٍ أيضًا أنّ أبا هريرة كان يقول في هذه الآية: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين}، قال: هم الّذين يصلّون الصّلوات الخمس في المسجد). [الجامع في علوم القرآن: 1/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين (106) وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين}.
يقول تعالى ذكره: إنّ في هذا القرآن الّذي أنزلناه على نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، لبلاغًا لمن عبد اللّه بما فيه من الفرائض الّتي فرضها اللّه إلى رضوانه، وإدراك الطّلبة عنده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن الجريريّ، عن أبي الورد بن ثمامة، عن أبي محمّدٍ الحضرميّ، قال: حدّثنا كعبٌ، في هذا المسجد قال: والّذي نفس كعبٍ بيده {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} " إنّهم لأهل أو أصحاب الصّلوات الخمس، سمّاهم اللّه عابدين ".
- حدّثنا الحسين بن يزيد الطّحّان، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي الورد، عن كعبٍ، في قوله: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} قال: " صوم شهر رمضان، وصلاة الخمس، قال: هي ملء اليدين والنحر عبادةً ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين، عن الجريريّ، قال: قال كعب الأحبار: " {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} لأمّة محمّدٍ ".
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} يقول: " عالمين ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: " {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} قال: يقولون إن في هذه السّورة: لبلاغًا " ويقول آخرون: في القرآن تنزيلٌ لفرائض الصّلوات الخمس، من أدّاها كان بلاغًا لقومٍ عابدين قال: عالمين.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} قال: " إنّ في هذا لمنفعةً وعلمًا لقومٍ عابدين، ذاك البلاغ "). [جامع البيان: 16/437-439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور} الآية، قال: أخبر الله سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السموات والأرض أن يورث أمة محمد الأرض ويدخلهم الجنة وهم {الصالحون} وفي قوله: {لبلاغا لقوم عابدين} قال: عالمين). [الدر المنثور: 10/401] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {إن في هذا لبلاغا} قال: كل ذلك يقال: إن في هذه السورة وفي هذا القرآن لبلاغا). [الدر المنثور: 10/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: إن في هذا لمنفعة وعلما {لقوم عابدين} ذلك البلاغ). [الدر المنثور: 10/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن كعب الأحبار {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: لأمة محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 10/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: صوم شهر رمضان والصلوات الخمس). [الدر المنثور: 10/403-404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن أبي هريرة {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: في الصلوات الخمس شغلا للعبادة). [الدر المنثور: 10/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {لبلاغا لقوم عابدين} قال: هي الصلوات الخمس في المسجد الحرام جماعة). [الدر المنثور: 10/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن محمد بن كعب {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: الصلوات الخمس). [الدر المنثور: 10/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه {لقوم عابدين} قال: الذين يحافظون على الصلوات الخمس في الجماعة). [الدر المنثور: 10/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عن قتادة رضي الله عنه {لقوم عابدين} قال: عاملين). [الدر المنثور: 10/405]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعوديّ عن رجلٍ عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}، قال: من آمن باللّه ورسوله تمّت له الرّحمة في الدّنيا والآخرة، ومن لم يؤمن باللّه ولا رسوله عوفي من أن يصيبه ما كان يصيب الأمم قبل ذلك). [الجامع في علوم القرآن: 1/33]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وما أرسلناك يا محمّد إلى خلقنا إلاّ رحمةً لمن أرسلناك إليه من خلقي.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في معنى هذه الآية، أجميع العالم الّذين أرسل إليهم محمّدٌ أريد بها مؤمنهم وكافرهم؟ أم أريد بها أهل الإيمان خاصّةً دون أهل الكفر؟ فقال بعضهم: عني بها جميع العالم: المؤمن والكافر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني إسحاق بن شاهين، قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن المسعوديّ، عن رجلٍ يقال له سعيدٌ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه في كتابه: {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين} قال: " من آمن باللّه واليوم الآخر كتب له الرّحمة في الدّنيا والآخرة، ومن لم يؤمن باللّه ورسوله عوفي ممّا أصاب الأمم من الخسف والقذف ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا عيسى بن يونس عن المسعوديّ، عن أبي سعيدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين} قال: " تمّت الرّحمة لمن آمن به في الدّنيا والآخرة، ومن لم يؤمن به عوفي ممّا أصاب الأمم قبل ".
وقال آخرون: بل أريد بها أهل الإيمان دون أهل الكفر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين} قال: " العالمون: من آمن به وصدّقه. قال: {وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ} قال: فهو لهؤلاء فتنةٌ، ولهؤلاء رحمةٌ، وقد جاء الأمر مجملاً {رحمةً للعالمين}. والعالمون ههنا: من آمن به وصدّقه وأطاعه ".
وأولى القولين في ذلك بالصّواب القول الّذي روي عن ابن عبّاسٍ، وهو أنّ اللّه أرسل نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم رحمةً لجميع العالمين، مؤمنهم، وكافرهم. فأمّا مؤمنهم فإنّ اللّه هداه به، وأدخله بالإيمان به، وبالعمل بما جاء به من عند اللّه الجنّة. وأمّا كافرهم فإنّه دفع به عنه عاجل البلاء الّذي كان ينزل بالأمم المكذّبة رسلها من قبله). [جامع البيان: 16/439-441]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المسعودي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قال من آمن بالله ورسوله تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب من الخسف والقذف فذلك الرحمة في الدنيا). [تفسير مجاهد: 417-418]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين} [الأنبياء: 107].
- عن ابن عبّاسٍ {وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين} [الأنبياء: 107] قال: من تبعه كان له رحمةً في الدّنيا والآخرة، ومن لم يتبعه عوفي ممّا كان يبلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف.
رواه الطّبرانيّ، وفيه أيّوب بن سويدٍ وهو ضعيفٌ جدًّا وقد وثّقه ابن حبّان بشروطٍ فيمن يروي عنه، وقال: إنّه كثير الخطأ، والمسعوديّ قد اختلط). [مجمع الزوائد: 7/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والطبراني والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} قال: من آمن تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يؤمن عوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب من المسخ والخسف والقذف). [الدر المنثور: 10/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ادع على المشركين، قال: إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة). [الدر المنثور: 10/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني رحمة للعالمين وهدى للمتقين). [الدر المنثور: 10/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني عن سلمان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي أو لعنته لعنة فإنما أنا رجل من ولد آدم أغضب كما تغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين وأجعلها عليه صلاة يوم القيامة). [الدر المنثور: 10/405-406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنا رحمة مهداة). [الدر المنثور: 10/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ألا تلعن قريشا بما أتوا إليك فقال: لم أبعث لعانا إنما بعثت رحمة يقول الله: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ). [الدر المنثور: 10/406]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فهل أنتم مسلمون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد: ما يوحي إليّ ربّي إلاّ أنّه لا إله لكم يجوز أن يعبد إلاّ إلهٌ واحدٌ لا تصلح العبادة إلاّ له، ولا ينبغي ذلك لغيره {فهل أنتم مسلمون} يقول: فهل أنتم مذعنون له أيّها المشركون العابدون الأوثان والأصنام بالخضوع بذلك، ومتبرّئون من عبادة ما دونه من آلهتكم؟). [جامع البيان: 16/441]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({آذنّاك} [فصلت: 47] : «أعلمناك» ، {آذنتكم} [الأنبياء: 109] : «إذا أعلمته، فأنت وهو على سواءٍ لم تغدر»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله آذنّاك أعلمناك آذنتكم إذا أعلمته فأنت وهو على سواءٍ لم تغدر قال أبو عبيدة في قوله آذنتكم على سواء إذا أنذرت عدوّك وأعلمته ذلك ونبذت إليه الحرب حتّى تكون أنت وهو على سواءٍ فقد آذنته وقد تقدّم في تفسير سورة إبراهيم عليه السّلام وقوله آذنّاك هو في سورة حم فصّلت ذكره هنا استطرادًا). [فتح الباري: 8/437]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (آذنّاك أعلمناك آذنتكم إذا أعلمته فأنت وهو على سواء لم تغدر
أشار به إلى قوله تعالى: {قالوا آذناك ما منا من شهيد} (فصلت: 47) وفسره بقوله: (أعلمناك) ولكن هذا ليس في هذه السّورة بل هو في سورة حم فصلت وإنّما ذكره استطرادًا لمناسبة. قوله: (آذنتكم) ، في قوله تعالى: {فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواء} (الأنبياء: 109) وقد فسره بقوله: (إذا أعلمته)
إلى آخره. قوله: (على سواء) ، مستوين في الإعلام به ظاهرين بذلك فلا غدر ولا خداع لأحد). [عمدة القاري: 19/64]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({آذناك}) {ما منا من شهيد} [فصلت: 47] بفصلت معناه (أعلمناك) وذكره مناسبة لقوله: فإن تولوا فقل: ({آذنتكم}) قال أبو عبيدة: (إذا) أنذرت عدوّك و (أعلمته) بالحرب (فأنت وهو على سواء لم تغدر) ومعنى الآية أعلمتكم بالحرب وأنه لا صلح بيننا على سواء لتتأهبوا لما يراد بكم فلا غدر ولا خداع). [إرشاد الساري: 7/241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواءٍ وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون}.
يقول تعالى ذكره: فإن أدبر هؤلاء المشركون يا محمّد عن الإقرار بالإيمان، بأن لا إله لهم إلاّ إلهٌ واحدٌ، فأعرضوا عنه، وأبوا الإجابة إليه، {فقل} لهم: قد {آذنتكم على سواءٍ} يقول: أعلمهم أنّك وهم على علمٍ من أنّ بعضكم لبعضٍ حربٌ، لا صلح بينكم، ولا سلم.
وإنّما عني بذلك قوم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من قريشٍ، كما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: " {فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواءٍ} فإن تولّوا: يعني قريشًا ".
وقوله: {وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون} يقول تعالى ذكره لنبيّه: قل: وما أدري متى الوقت الّذي يحلّ بكم عقاب اللّه الّذي وعدكم، فينتقم به منكم أقريبٌ نزوله بكم؟ أم بعيدٌ؟.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون} قال: " الأجل "). [جامع البيان: 16/441-442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 109 - 110.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {على سواء} قال: على مهل). [الدر المنثور: 10/406]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون (110) وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء المشركين: إنّ اللّه يعلم الجهر الّذي يجهرون به من القول، ويعلم ما تخفونه فلا تجهرون به، سواءٌ عنده خفّيّه وظاهره، وسرّه وعلانيته، إنّه لا يخفى عليه منه شيءٌ، فإن أخّر عنكم عقابه على ما تخفون من الشّرك به، أو تجهرون به، فما أدري ما السّبب الّذي من أجله يؤخّر ذلك عنكم؟ لعلّ تأخيره ذلك عنكم مع وعده إيّاكم لفتنةٍ يريدها بكم، ولتتمتّعوا بحياتكم إلى أجلٍ قد جعله لكم تبلغونه، ثمّ ينزل بكم حينئذٍ نقمته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ} يقول: " لعلّ ما أقرّب لكم من العذاب والسّاعة، أن يؤخّر عنكم لمدّتكم، ومتاعٌ إلى حينٍ، فيصير قولي ذلك لكم فتنةً "). [جامع البيان: 16/442-443]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون (110) وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء المشركين: إنّ اللّه يعلم الجهر الّذي يجهرون به من القول، ويعلم ما تخفونه فلا تجهرون به، سواءٌ عنده خفّيّه وظاهره، وسرّه وعلانيته، إنّه لا يخفى عليه منه شيءٌ، فإن أخّر عنكم عقابه على ما تخفون من الشّرك به، أو تجهرون به، فما أدري ما السّبب الّذي من أجله يؤخّر ذلك عنكم؟ لعلّ تأخيره ذلك عنكم مع وعده إيّاكم لفتنةٍ يريدها بكم، ولتتمتّعوا بحياتكم إلى أجلٍ قد جعله لكم تبلغونه، ثمّ ينزل بكم حينئذٍ نقمته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ} يقول: " لعلّ ما أقرّب لكم من العذاب والسّاعة، أن يؤخّر عنكم لمدّتكم، ومتاعٌ إلى حينٍ، فيصير قولي ذلك لكم فتنةً "). [جامع البيان: 16/442-443] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 111 - 112.
أخرج ابن أبي شيبة، وابن عساكر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} يقول: هذا الملك). [الدر المنثور: 10/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة والبيهقي في الدلائل عن الشعبي قال: لما سلم الحسن بن علي - رضي الله عنه - الأمر إلى معاوية قال له معاوية: قم فتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذا الأمر تركته لمعاوية، إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} ثم استغفر ونزل). [الدر المنثور: 10/407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن الزهري قال: خطب الحسن رضي الله عنه فقال: أما بعد: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دمائكم بآخرنا وإن لهذا الأمر مدة والدنيا دول وإن الله تعالى قال لنبيه: {وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} إلى قوله: {ومتاع إلى حين} الدهر كله، وقوله: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر) (الإنسان آية 1) الدهر: الدهر كله، وقوله: (تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) (إبراهيم آية 25) قال: هي النخلة من حين تثمر إلى أن تصرم، وقوله: (ليسجننه حتى حين) (يوسف آية 35) ). [الدر المنثور: 10/407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وإن أدري لعله فتنة لكم} يقول: ما أخبركم به من العذاب والساعة أن يؤخر عنكم لمدتكم). [الدر المنثور: 10/408]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة أن النبي كان إذا شهد قتالا قال رب احكم بالحق). [تفسير عبد الرزاق: 2/30]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ احكم بالحقّ وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون}.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد: يا ربّ افصل بيني وبين من كذّبني من مشركي قومي، وكفر بك، وعبد غيرك، بإحلال عذابك، ونقمتك بهم، وذلك هو الحقّ الّذي أمر اللّه تعالى نبيّه أن يسأل ربّه الحكم به، وهو نظير قوله جلّ ثناؤه: {ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {قال ربّ احكم بالحقّ} قال: " لا يحكم بالحقّ إلاّ اللّه، ولكن إنّما استعجل بذلك في الدّنيا، يسأل ربّه على قومه ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا شهد قتالاً قال: " ربّ احكم بالحقّ ".
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {قال ربّ احكم} بكسر الباء، ووصل الألف: ألف {احكم}، على وجه الدّعاء والمسألة، سوى أبي جعفرٍ، فإنّه ضمّ الباء من الرّبّ، على وجه نداء المفرد، وغير الضّحّاك بن مزاحمٍ، فإنّه روي عنه أنّه كان يقرأ ذلك: " ربّي أحكم " على وجه الخبر بأنّ اللّه أحكم بالحقّ من كلّ حاكمٍ، فيثبت الياء في الرّبّ، ويهمز الألف من " أحكم "، ويرفع " أحكم "، على أنّه خبرٌ للرّبّ تبارك وتعالى.
والصّواب من القراءة عندنا في ذلك: وصل الباء من الرّبّ وكسرها بـ {" احكم "}، وترك قطع الألف من {" احكم "}، على ما عليه قرّاء الأمصار، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وشذوذ ما خالفه.
وأمّا الضّحّاك فإنّ في القراءة الّتي ذكرت عنه زيادة حرفٍ على خطّ المصاحف، ولا ينبغي أن يزاد ذلك فيها، مع صحّة معنى القراءة بترك زيادته. وقد زعم بعضهم أنّ معنى قوله: {" ربّ احكم بالحق "} قل: ربّ احكم بحكمك الحقّ، ثمّ حذف الحكم الّذي الحقّ نعتٌ له، وأقيم الحقّ مقامه. ولذلك وجهٌ، غير أنّ الّذي قلناه أوضح وأشبه بما قاله أهل التّأويل، فلذلك اخترناه.
وقوله: {وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون} يقول جلّ ثناؤه: وقل يا محمّد: وربّنا الّذي يرحم عباده، ويعمّهم بنعمه، الّذي أستعينه عليكم فيما تقولون، وتصفون من قولكم لي فيما أتيتكم به من عند اللّه {هل هذا إلاّ بشرٌ مثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون}،، وقولكم: {بل افتراه بل هو شاعرٌ}، وفي كذبكم على اللّه جلّ ثناؤه وقيلكم: {اتّخذ الرّحمن ولدًا}، فإنّه هيّنٌ عليه تغيير ذلك، وفصل ما بيني وبينكم بتعجيل العقوبة لكم على ما تصفون من ذلك). [جامع البيان: 16/443-445]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {قال رب احكم بالحق} قال: لا يحكم الله إلا بالحق ولكن إنما يستعجل بذلك في الدنيا يسأل ربه على قومه). [الدر المنثور: 10/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا شهد قتالا قال: {رب احكم بالحق} ). [الدر المنثور: 10/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: كانت الأنبياء تقول: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين) (الأعراف آية 89) فأمر الله نبيه أن يقول: {رب احكم بالحق} أي اقض بالحق، وكان رسول الله - صلى عليه وسلم - يعلم أنه على الحق وأن عدوه على الباطل وكان إذا لقي العدو قال: {رب احكم بالحق} والله أعلم). [الدر المنثور: 10/408]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:52 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] تفسير مجاهدٍ: يعني بالزّبور الكتب، التّوراة، والإنجيل، والقرآن، {من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] الكتاب عند اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/349]
الّذي في السّماء، وهو أمّ الكتاب.
{أنّ الأرض} [الأنبياء: 105] يعني أرض الجنّة.
{يرثها عبادي الصّالحون} [الأنبياء: 105] وفي تفسير ابن عبّاسٍ: {ولقد كتبنا في الزّبور} [الأنبياء: 105] يعني زبور داود {من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] من بعد التّوراة {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} [الأنبياء: 105] يعني أمّة محمّدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/350]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وفي تفسير قتادة: {ولقد كتبنا في الزّبور} [الأنبياء: 105] يعني: زبور داود، {من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] يعني: التّوراة، {أنّ الأرض} [الأنبياء: 105] يعني: أرض الجنّة، {يرثها عبادي الصّالحون} [الأنبياء: 105] وكتب اللّه تبارك وتعالى ذلك في هذا القرآن فقال: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} [الأنبياء: 106] أي عاملين). [تفسير القرآن العظيم: 1/350]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون...}

يقال: أرض الجنّة. ويقال: إنها الأرض التي وعدها بنو إسرائيل، مثل قوله: {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها} ). [معاني القرآن: 2/213]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: أرض الجنة، ويقال: الأرض المقدّسة،
ترثها أمة محمد صلى اللّه عليه وعلى آله). [تفسير غريب القرآن: 289]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون}
الزّبور: جميع الكتب، التوراة، والإنجيل، والفرقان، زبور، لأن الزّبور والكتاب بمعنى واحد. ويقال زبرت وكتبت بمعنى واحد، والمعنى: ولقد كتبنا في الكتب من بعد ذكرنا في السماء {الأرض يرثها عبادي الصالحون}.
قيل في التفسير إنها أرض الجنة، ودليل هذا القول قوله: {أولئك هم الوارثون * الّذين يرثون الفردوس}.
وقيل إن الأرض ههنا يعنى بها أرض الدنيا، وهذا القول أشبه - كما قال اللّه عزّ وجلّ: {يسبّح للّه ما في السّماوات وما في الأرض} والأرض إذا ذكرت فهي دليلة على الأرض التي نعرفها، ودليل هذا القول أيضا:
قوله: {وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها}.
وهذه الآية من أجل شواهد الفقهاء أن الأرض ليس مجراها مجرى سائر ما يعمر). [معاني القرآن: 3/407]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ في هذا} [الأنبياء: 106] القرآن.
{لبلاغًا} [الأنبياء: 106] إلى الجنّة.
{لقومٍ عابدين} [الأنبياء: 106] الّذي يصلّون الصّلوات الخمس). [تفسير القرآن العظيم: 1/350]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وفي تفسير قتادة: {ولقد كتبنا في الزّبور} [الأنبياء: 105] يعني: زبور داود، {من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] يعني: التّوراة، {أنّ الأرض} [الأنبياء: 105] يعني: أرض الجنّة، {يرثها عبادي الصّالحون} [الأنبياء: 105] وكتب اللّه تبارك وتعالى ذلك في هذا القرآن فقال: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} [الأنبياء: 106] أي عاملين). [تفسير القرآن العظيم: 1/350] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ في هذا لبلاغاً...}
أي في القرآن). [معاني القرآن: 2/213]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} [الأنبياء: 107] يعني لمن آمن من الإنس والجنّ.
وهو تفسير السّدّيّ وغيره.
يحيى، عن صاحبٍ له، عن المسعوديّ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: من آمن باللّه ورسوله تمّت عليه الرّحمة في الدّنيا والآخرة، ومن كفر باللّه ورسوله عوفي ممّا عذّبت به الأمم، وله في الآخرة النار.
قال يحيى: لأنّ تفسير النّاس أنّ اللّه تبارك وتعالى أخّر عذاب كفّار هذه الأمّة
[تفسير القرآن العظيم: 1/350]
بالاستئصال إلى النّفخة الأولى بها يكون هلاكهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/351]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل إنّما} [الأنبياء: 108] أنا بشرٌ مثلكم.
{يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فهل أنتم مسلمون} [الأنبياء: 108] وكذلك جاءت الرّسل.
قال: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25]، لا تعبدوا غيري). [تفسير القرآن العظيم: 1/351]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يوحى إليّ أنّما إلهكم...}

وجه الكلام (فتح أنّ) لأن (يوحى) يقع عليها و(إنّما) بالكسر يجوز. وذلك أنها أداة كما وصفت لك من قول الشاعر:
* ... أن إنّما بين بيشةٍ *
فتلقى (أن) كأنه قيل: إنما يوحى إلي أن إنّما إلهكم إله واحد). [معاني القرآن: 2/213]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل إنّما يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون}
الأجود (أنّما إلهكم) بفتح أنّ، وهي القراءة، ولو قرئت إنما لجاز، لأن معنى (يوحى إليّ) يقال لي " ولكن القراءة الفتح لا غير). [معاني القرآن: 3/408-407]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فإن تولّوا} [الأنبياء: 109] يعني كفروا.
{فقل آذنتكم على سواءٍ} [الأنبياء: 109] يعني على أمرٍ بيّنٍ.
وهو تفسير السّدّيّ.
وقال قتادة: على مهلٍ.
وقال الحسن: من كذّب بي فهو عندي سواءٌ، أي جهادهم كلّهم سواءٌ عندي وهو كقوله: {وإمّا تخافنّ من قومٍ خيانةً فانبذ إليهم على سواءٍ} [الأنفال: 58] أي ليكون حكمك فيهم سواءً: الجهاد والقتل لهم أو يؤمنوا.
وهؤلاء مشركو العرب.
ويقاتل أهل الكتاب حتّى يسلموا أو يقرّوا بالجزية.
وجميع المشركين ما خلا العرب بتلك المنزلة.
وأمّا نصارى العرب فقد فسّرنا أمرهم في غير هذه السّورة.
{وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون} [الأنبياء: 109] يعني به السّاعة). [تفسير القرآن العظيم: 1/351]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {إن أدري...}
رفع على معنى ما أدري). [معاني القرآن: 2/214]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وآذنتكم على سواء} إذا انذرت عدوك واعلمته ذلك ونبذت إليه الحرب حتى تكون أنت وهو على سواء وحذر فقد آذنته على سواء). [مجاز القرآن: 2/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {آذنتكم على سواء}: إذا أنذرته وأعلمته فأنت وهو سواء). [غريب القرآن وتفسيره: 257]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آذنتكم على سواءٍ} أي أعلمتكم وصرت أنا وأنتم على سواء، وإنما يريد نابذتكم وعاديتكم وأعلمتكم ذلك،
فاستوينا في العلم.وهذا من المختصر). [تفسير غريب القرآن: 289]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون}
{آذنتكم} أعلمتكم بما يوحى إليّ لتستووا في الإيمان به). [معاني القرآن: 3/408]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء}: أي أعلمتكم فصرتم أنتم وأنا سواء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 157]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آذَنْتُكم}: أعلمتكم.
{على سَواءٍ}: استويتم، يعني في العلم). [العمدة في غريب القرآن: 209]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون} [الأنبياء: 110] يعني ما تسرّون.
وفي تفسير السّدّيّ: إنّه يعلم ما كان قبل الخلق وما يكون بعده). [تفسير القرآن العظيم: 1/351]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم} [الأنبياء: 111] تفسير الحسن: لعلّ ما أنتم فيه من الدّنيا من السّعة والرّخاء، وهو منقطعٌ زائلٌ.
{فتنةٌ لكم} [الأنبياء: 111] يعني بليّةً لكم.
{ومتاعٌ} [الأنبياء: 111] تستمتعون به، يعني بذلك المشركين.
وقوله: {إلى حينٍ} [الأنبياء: 111]
[تفسير القرآن العظيم: 1/351]
إلى يوم القيامة.
تفسير الحسن.
وقال قتادة: إلى الموت). [تفسير القرآن العظيم: 1/352]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(المتاع: المدّة، قال الله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرٌّ ومتاعٌ إلى حينٍ}

وقال تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}.
ومنه يقال: متع النهار. ويقال: أمتع الله بك). [تأويل مشكل القرآن: 512] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإن أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين}
أي وما أدري ما آذنتكم به فتنة لكم أي اختبار لكم). [معاني القرآن: 3/408]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال ربّ احكم بالحقّ} [الأنبياء: 112] سعيدٌ، عن قتادة قال: كانت الأنبياء تقول: {ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ} [الأعراف: 89] فأمر اللّه تبارك وتعالى نبيّه أن يقول: {قال ربّ احكم بالحقّ} [الأنبياء: 112] أي: اقض بالحقّ.
وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم علم أنّه على الحقّ، وإنّ عدوّه على الباطل، فكان إذا لقي العدوّ يقول: {قال ربّ احكم بالحقّ} [الأنبياء: 112] وكان النّبيّ إذا سأل اللّه أن يحكم بينه وبين قومه بالحقّ هلكوا.
وقال الحسن: أمره اللّه أن يدعو أن ينصر أولياءه على أعدائه، فنصره اللّه عليهم.
قوله: {وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون} [الأنبياء: 112] قال قتادة: على ما تكذبون، يعني به المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 1/352]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قال ربّ احكم بالحقّ...}

جزم: مسألة سألها ربّه. وقد قيل: (قل ربّي أحكم بالحق) ترفع (أحكم) وتهمز ألفها. ومن قال قل ربي أحكم بالحق كان موضع ربي رفعاً،
ومن قال: ربّ احكم موصولة كانت في موضع نصب بالنداء). [معاني القرآن: 2/214]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال ربّ احكم بالحقّ وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون}
{قال ربّ احكم بالحقّ}.
ويقرأ: (قل ربّ احكم بالحقّ).
ويجوز وقد قرئ به: قال ربّي أحكم بالحقّ، وكان من مضى من الرّسل يقولون: ({بّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ}.
ومعناه احكم، فأمر اللّه - عزّ وجلّ - نبيه أن يقول: {ربّ احكم بالحقّ}.
وقوله: {وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون}.أي على ما تكذبون). [معاني القرآن: 3/408]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:53 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه أيضا: «قبل» في معنى بعد. قال الله عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، وقال الله تبارك وتعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} يجوز أن يكون المعنى مع ذلك. قال الشاعر:

حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا = خراش وبعض الشر أهون من بعض
ففسر لنا، أن خراشا نجا قبل عروة فجعل بعد في معنى قبل). [الأضداد: 100]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} قال: كان قبله كتب إبراهيم وغيره، فقال: {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} ). [مجالس ثعلب: 250]

قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وبَعْد حرف من الأضداد، يكون بمعنى التأخير
وهو الذي يفهمه الناس ولا يحتاج مع شهرته إلى ذكر شواهد له، ويكون بمعنى (قبل)، قال الله عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، فمعناه عند بعض الناس من قبل الذكر، لأن الذكر القرآن. وقال أبو خراش:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا = خراش وبعض الشر أهون من بعض
أراد قبل عروة، لأنهم زعموا أن خراشا نجا قبل عروة. وقال الله عز وجل: {والأرض بعد ذلك دحاها}، فمعناه: والأرض قبل ذلك دحاها، لأن الله خلق الأرض قبل السماء. والدليل على هذا قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}.
وقال ابن قتيبة: خلق الأرض قبل السماء ربوة في يومين، ثم دحا الأرض بعد خلقه السموات في يومين، ومعنى (دحاها) بسطها.
قال أبو بكر: وهذا القول عندنا خطأ؛ لأن دحو الأرض قد دخل في إرسائها والتبريك فيها، وتقدير
أقواتها، وذلك أنه قال عز وجل: {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام}، علمنا أن الدحو دخل في الأيام الأربعة، وهذه الأيام الأربعة قبل خلق السماء. فإن كان الدحو وقع في يومين سوى الأربعة أيضا، فتحمل الآيات على أن الخلق كان في يومين، والدحو في يومين، والإرساء والتبريك والتقدير في أربعة أيام، فتنفرد الأرض بثمانية أيام. وهذا خلاف ما نص الله عز وجل عليه إذ قال: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام}، فعلمنا بهذه الآية أن الخلق والدحو جميعا دخلا في الأربعة التي ذكرها الله مع الإرساء والتبريك والتقدير.
فإن قال قائل: كيف يدخل يوما الخلق في هذه الأربعة حتى يصيرا بعضها، وقد فصل الله اليومين من الأربعة؟
قيل له: لما كان الإرساء من الخلق وانضم إليه تقدير الأقوات نسق الشيء على الشيء للزيادة الواقعة معه، كما يقول الرجل للرجل: قد بنيت لك دارا في شهر، وأحكمت
أساساتها، وأعليت سقوفها، وأكثرت ساجها، ووصلتها بمثلها في شهرين، فيدخل الشهر الأول في الشهرين، ويعطف الكلام الثاني على الأول، لما فيه من معنى الزيادة، أنشد الفراء:
فإن رشيدا وابن مروان لم يكن = ليفعل حتى يصدر الأمر مصدرا
فرشيد هو ابن مروان، نسق عليه لما فيه من زيادة المدح.
وقال الآخر:

يظن سعيد وابن عمرو بأنني = إذا سامني ذلا أكون به أرضى
فلست براض عنه حتى ينيلني = كما نال غيري من فوائده خفضا
فسعيد هو ابن عمرو، نسق عليه؛ لأن فيه زيادة مدح.
ويجوز أن يكون معنى الآية: والأرض مع ذلك دحاها، كما قال عز وجل: {عتل بعد ذلك زنيم}، أراد (مع ذلك). وقال الشاعر:

فقلت لها فيئي إليك فإنني = حرام وإني بعد ذاك لبيب
أراد (مع ذلك)، وتأويل (دحاها) بسطها، قال الشاعر:
دحاها فلما رآها استوت = على الماء أرسى عليها الجبالا
وقال الآخر:
دارا دحاها ثم أعمرنا بها = وأقام في الأخرى التي هي أمجد
وقال الآخر:

ينفي الحصى عن جديد الأرض مبترك = كأنه فاحص أو لاعب داحي
وقال مقاتل بن سليمان: خلق الله السماء قبل الأرض، وذهب إلى أن معنى قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}، ثم كان قد استوى إلى السماء قبل أن يخلق الأرض، كما قال: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش}. ثم كان قد استوى.
ويجوز أن يكون معنى الآية: أئنكم لتكفرون بالذي استوى إلى السماء وهي دخان، ثم خلق الأرض في يومين، فقدم وأخر كما قال: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون}، معناه: ثم انظر ماذا يرجعون وتول عنهم). [كتاب الأضداد: 107-111]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} قال: الفتنة: الاختبار). [مجالس ثعلب: 146]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: يا أم لا تفعلي، ويا أب لا تفعل إذا لم ترد قول من يثبت الياء، أو يعوض منها الهاء التي هي تاء في الوصل، فإن جئت بالتاء، ووقفت عليها كانت بمنزلة قولك: يا عمى، ويا خالة، ويجوز الترخيم فيها؛ كما جاز في حمدة ونحوها؛ لأنها وإن كانت بدلاً فإنما هي علامة تأنيث في وصلها ووقفها سواء.
وقد قرئ (ربُّ احكم بالحق). فتقول إذا رخمت: يا أم لا تفعلي، فيمن قال: يا حار، وترفع فيمن قال: يا حار.
والعلم بأنها بدل من ياء الإضافة كالعلم بذلك إذا أثبتها، لأن قولك: يا أم غير مستعمل إلا مضافاً؛ لأنها من الأسماء المضمنة. فإذا لم تكن موصولة بظاهر ولا مضمر له علامة الغائب فهي للمتكلم). [المقتضب: 4/263]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 05:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 05:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 05:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقالت فرقة: "الزبور": اسم يعم جميع الكتب المنزلة؛ لأنه مأخوذ من "زبرت الكتاب": إذا كتبته، قالت فرقة: و"الذكر" أراد به اللوح المحفوظ، وقال بعضهم: الذكر الذي في السماء. وقالت فرقة: الزبور هو زبور داود عليه السلام، والذكر أراد به التوراة، وقالت فرقة: الزبور ما بعد التوراة من الكتب، والذكر التوراة. وقرأ حمزة وحده: "الزبور" بضم الزاي.
وقالت فرقة: "الأرض" أراد بها أرض الدنيا، أي كل ما يناله المؤمنون من الأرض، وقالت فرقة: أراد أرض الجنة، واستشهدوا بقوله تبارك وتعالى: {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء}، وقالت فرقة: إنما أراد بهذه الآية الإخبار عما كان صنعه مع بني إسرائيل؛ أي: فاعلموا أنا كنا وفينا لهم بما وعدناهم، فكذلك ننجز لكم ما وعدناكم من النصرة). [المحرر الوجيز: 6/207]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون}
قالت فرقة: الإشارة بقوله تعالى: "في هذا" إلى هذه الآيات المتقدمة، وقالت
[المحرر الوجيز: 6/207]
فرقة: الإشارة إلى القرآن بجملته، والعبادة تتضمن الإيمان بالله تعالى). [المحرر الوجيز: 6/208]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {إلا رحمة للعالمين} قالت فرقة: عم العالمين وهو يريد من آمن فقط، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس برحمة على من كفر به ومات على كفره، وقالت فرقة: العالمون عام ورحمته للمؤمنين بينة، وهي للكافرين بأن الله تعالى رفع عن الأمم أن يصيبهم ما كان يصيب القرون قبلهم من أنواع العذاب المستأصلة كالطوفان وغيره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل الكلام أن يكون معناه: وما أرسلناك للعالمين إلا رحمة، أي: هو رحمة في نفسه وهدى، أخذ به من أخذ، وأعرض عنه من أعرض). [المحرر الوجيز: 6/208]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {على سواء} وإن معناه: عرفتكم بنذارتي، وأردت أن تشاركوني في معرفة ما عندي من الخوف عليكم من الله.
ثم أعلمهم بأنه لا يعرف تعيين وقت لعقابهم، بل هو مترقب في القرب والبعد، وهذا أهول وأخوف). [المحرر الوجيز: 6/208]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون}
الضمير في قوله: "إنه" عائد على الله تعالى، وفي هذه الآية تهديد، أي: يعلم جميع الأشياء الواقعة منكم، وهو بالمرصاد في الجزاء عليها). [المحرر الوجيز: 6/208]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ يحيى بن عامر: "وإن أدري لعله" "وإن أدري أقريب" بفتح الياء فيهما، وأنكر ابن مجاهد فتح هذه الياء، ووجهه أبو الفتح.
[المحرر الوجيز: 6/208]
قوله تعالى: "لعله" الضمير فيه عائد على الإملاء لهم، وصفح الله تعالى عن عذابهم، وتمادي النعمة عليهم. و"فتنة" معناها: امتحان وابتلاء، و"المتاع" ما يستمتع به مدة الحياة الدنيا). [المحرر الوجيز: 6/209]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمره الله تعالى أن يقول على جهة الدعاء: {رب احكم بالحق}، والدعاء بهذا ها هنا فيه توعد، أي: إن الحق إنما هو نصرتي عليكم، وأمر الله تعالى بهذا الدعاء دليل على الإجابة والعدة بها.
وقرأت فرقة: "رب احكم"، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع: "رب" بالرفع على المنادى المفرد، وقرأت فرقة: "ربي أحكم" على وزن أفعل، وذلك على الابتداء والخبر، وقرأت فرقة: "ربي أحكم" على أنه فعل ماض، ومعاني هذه القراءات بينة.
ثم توكل في آخر الآية واستعان بالله تعالى، وقرأ جمهور القراء: "قل رب احكم"، وقرأ عاصم - فيما روي عنه -: "قال رب احكم". وقرأ ابن عامر وحده: "على ما يصفون" بالياء، وقرأ الباقون والناس: "على ما تصفون" بالتاء من فوق على المخاطبة). [المحرر الوجيز: 6/209]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 04:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 05:05 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون (105) إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين (106) وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين (107)}.
يقول تعالى مخبرًا عمّا حتّمه وقضاه لعباده الصّالحين، من السّعادة في الدّنيا والآخرة، ووراثة الأرض في الدّنيا والآخرة، كقوله تعالى: {إنّ الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين} [الأعراف:128]. وقال: {إنّا لننصر رسلنا والّذين آمنوا في الحياة الدّنيا ويوم يقوم الأشهاد} [غافرٍ:51]. وقال: {وعد اللّه الّذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليمكّننّ لهم دينهم الّذي ارتضى لهم [وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمنًا]}،الآية [النّور:55].وأخبر تعالى أنّ هذا مكتوبٌ مسطورٌ في الكتب الشّرعيّة والقدريّة فهو كائنٌ لا محالة؛ ولهذا قال تعالى: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر}، قال الأعمش: سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} فقال الزّبور: التّوراة، والإنجيل، والقرآن.
وقال مجاهدٌ: الزّبور: الكتاب.
وقال ابن عبّاسٍ، والشّعبيّ، والحسن، وقتادة، وغير واحدٍ: الزّبور: الّذي أنزل على داود، والذّكر: التّوراة، وعن ابن عبّاسٍ: الزّبور: القرآن.
وقال سعيد بن جبير: الذّكر: الّذي في السماء.
وقال مجاهدٌ: الزّبور: الكتب بعد الذّكر، والذّكر: أمّ الكتاب عند اللّه.
واختار ذلك ابن جريرٍ رحمه اللّه، وكذا قال زيد بن أسلم: هو الكتاب الأوّل. وقال الثّوريّ: هو اللّوح المحفوظ. وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: الزّبور: الكتب الّتي نزلت على الأنبياء، والذّكر: أمّ الكتاب الّذي يكتب فيه الأشياء قبل ذلك.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: أخبر اللّه سبحانه في التّوراة والزّبور وسابق علمه قبل أن تكون السموات والأرض، أن يورث أمة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم الأرض ويدخلهم الجنّة، وهم الصّالحون.
وقال مجاهدٌ، عن ابن عبّاسٍ: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: أرض الجنّة. وكذا قال أبو العالية، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبير، والشّعبيّ، وقتادة، والسّدّيّ، وأبو صالحٍ، والرّبيع بن أنسٍ، والثّوريّ [رحمهم اللّه تعالى]). [تفسير ابن كثير: 5/ 384-385]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} أي: إنّ في هذا القرآن الّذي أنزلناه على عبدنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم لبلاغًا: لمنفعة وكفايةً لقومٍ عابدين، وهم الّذين عبدوا اللّه بما شرعه وأحبّه ورضيه، وآثروا طاعة اللّه على طاعة الشّيطان وشهوات أنفسهم). [تفسير ابن كثير: 5/ 385]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله [تعالى]: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}: يخبر تعالى أنّ اللّه جعل محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم رحمةً للعالمين، أي: أرسله رحمةً لهم كلّهم، فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة، سعد في الدّنيا والآخرة، ومن ردّها وجحدها خسر في الدّنيا والآخرة، كما قال تعالى: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار جهنّم يصلونها وبئس القرار} [إبراهيم: 28، 29]، وقال اللّه تعالى في صفة القرآن: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ} [فصّلت: 44].
وقال مسلمٌ في صحيحه: حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا مروان الفزاريّ، عن يزيد بن كيسان، عن ابن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول اللّه، ادع على المشركين، قال: "إنّي لم أبعث لعّانًا، وإنّما بعثت رحمةً". انفرد بإخراجه مسلمٌ.
وفي الحديث الآخر: "إنّما أنا رحمةٌ مهداةٌ". رواه عبد اللّه بن أبي عرابة، وغيره، عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا. قال إبراهيم الحربيّ: وقد رواه غيره عن وكيعٍ، فلم يذكر أبا هريرة. وكذا قال البخاريّ، وقد سئل عن هذا الحديث، فقال: كان عند حفص بن غياثٍ مرسلًا.
قال الحافظ ابن عساكر: وقد رواه مالك بن سعير بن الخمس، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا. ثمّ ساقه من طريق أبي بكر بن المقرئ وأبي أحمد الحاكم، كلاهما عن بكر بن محمّد بن إبراهيم الصّوفيّ: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، عن أبي أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّما أنا رحمةٌ مهداةٌ".
ثمّ أورده من طريق الصّلت بن مسعودٍ، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن سعيد بن خالدٍ، عن رجلٍ، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه بعثني رحمةً مهداةً، بعثت برفع قومٍ وخفض آخرين".
قال أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا أحمد بن محمّد بن نافعٍ الطّحّان، حدّثنا أحمد بن صالحٍ قال: وجدت كتابًا بالمدينة عن عبد العزيز الدّراورديّ وإبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوفٍ، عن محمّد بن صالحٍ التّمّار، عن ابن [شهابٍ] عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: قال أبو جهلٍ حين قدم [مكّة] منصرفه عن حمزة: يا معشر قريشٍ، إنّ محمّدًا نزل يثرب وأرسل طلائعه، وإنّما يريد أن يصيب منكم شيئًا، فاحذروا أن تمرّوا طريقه أو تقاربوه، فإنّه كالأسد الضّاري؛ إنّه حنق عليكم؛ لأنّكم نفيتموه نفي القردان عن المناسم، واللّه إنّ له لسحرةً، ما رأيته قطّ ولا أحدًا من أصحابه إلّا رأيت معهم الشّيطان، وإنّكم قد عرفتم عداوة ابني قيلة -يعني: الأوس والخزرج-لهوٌ عدوٌّ استعان بعدوٍّ، فقال له مطعم بن عديٍّ: يا أبا الحكم، واللّه ما رأيت أحدًا أصدق لسانًا، ولا أصدق موعدًا، من أخيكم الّذي طردتم، وإذ فعلتم الّذي فعلتم فكونوا أكفّ النّاس عنه. قال [أبو سفيان] بن الحارث: كونوا أشدّ ما كنتم عليه، إنّ ابني قيلة إن ظفروا بكم لم يرقبوا فيكم إلًّا ولا ذمّةً، وإن أطعتموني ألجأتموهم خير كنابة، أو تخرجوا محمدًا من بين ظهرانيهم، فيكون وحيدًا مطرودًا، وأمّا [ابنا قيلة فواللّه ما هما] وأهل [دهلكٍ] في المذلّة إلّا سواءً وسأكفيكم حدّهم، وقال:
سأمنح جانبًا منّي غليظًا = على ما كان من قرب وبعد...
رجال الخزرجيّة أهل ذل = إذا ما كان هزل بعد جدّ...
فبلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "والّذي نفسي بيده، لأقتلنّهم ولأصلبنّهم ولأهدينّهم وهم كارهون، إنّي رحمةٌ بعثني اللّه، ولا يتوفّاني حتّى يظهر اللّه دينه، لي خمسة أسماءٍ: أنا محمّدٌ، وأحمد، وأنا الماحي الّذي يمحي اللّه بي الكفر، وأنا الحاشر الّذي يحشر النّاس على قدمي، وأنا العاقب".
وقال أحمد بن صالحٍ: أرجو أن يكون الحديث صحيحًا.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا زائدة، حدّثني عمرو بن قيس، عن عمرو بن أبي قرّة الكنديّ قال: كان حذيفة بالمدائن، فكان يذكر أشياء قالها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجاء حذيفة إلى سلمان فقال سلمان: يا حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [كان يغضب فيقول، ويرضى فيقول: لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم] خطب فقال: "أيّما رجلٍ من أمّتي سببته [سبّةً] في غضبي أو لعنته لعنةً، فإنّما أنا رجلٌ من ولد آدم، أغضب كما يغضبون، وإنّما بعثني رحمةً للعالمين، فاجعلها صلاةً عليه يوم القيامة".
ورواه أبو داود، عن أحمد بن يونس، عن زائدة.
فإن قيل: فأيّ رحمةٍ حصلت لمن كفر به؟ فالجواب ما رواه أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا إسحاق بن شاهين، حدّثنا إسحاق الأزرق، عن المسعوديّ، عن رجلٍ يقال له: سعيدٌ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} قال: من آمن باللّه واليوم الآخر، كتب له الرّحمة في الدّنيا والآخرة، ومن لم يؤمن باللّه ورسوله عوفي ممّا أصاب الأمم من الخسف والقذف.
وهكذا رواه ابن أبي حاتمٍ، من حديث المسعوديّ، عن أبي سعدٍ -وهو سعيد بن المرزبان البقّال-عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، فذكره بنحوه، واللّه أعلم.
وقد رواه أبو القاسم الطّبرانيّ عن عبدان بن أحمد، عن عيسى بن يونس الرملي، عن أيوب ابن سويد، عن المسعوديّ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} قال: من تبعه كان له رحمةً في الدّنيا والآخرة، ومن لم يتبعه عوفي ممّا كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والقذف). [تفسير ابن كثير: 5/ 385-387]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل إنّما يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فهل أنتم مسلمون (108) فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواءٍ وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون (109) إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون (110) وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ (111) قال ربّ احكم بالحقّ وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون (112)}.
يقول تعالى آمرًا رسوله، صلوات اللّه وسلامه عليه، أن يقول للمشركين: {إنّما يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فهل أنتم مسلمون} أي: متّبعون على ذلك، مستسلمون منقادون له). [تفسير ابن كثير: 5/ 388]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإن تولّوا} أي: تركوا ما دعوتهم إليه، {فقل آذنتكم على سواءٍ} أي: أعلمتكم أنّي حرب لكم، كما أنّكم حربٌ لي، بريءٌ منكم كما أنّكم برآء منّي، كقوله: {وإن كذّبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون ممّا أعمل وأنا بريءٌ ممّا تعملون} [يونس: 41]. وقال {وإمّا تخافنّ من قومٍ خيانةً فانبذ إليهم على سواءٍ} [الأنفال: 58]: ليكن علمك وعلمهم بنبذ العهود على السّواء، وهكذا هاهنا، {فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواءٍ} أي: أعلمتكم ببراءتي منكم، وبراءتكم منّي؛ لعلمي بذلك.
وقوله: {وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون} أي: هو واقعٌ لا محالة، ولكن لا علم لي بقربه ولا ببعده). [تفسير ابن كثير: 5/ 388]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون} أي: إنّ اللّه يعلم الغيب جميعه، ويعلم ما يظهره العباد وما يسرّون، يعلم الظّواهر والضّمائر، ويعلم السّرّ وأخفى، ويعلم ما العباد عاملون في أجهارهم وأسرارهم، وسيجزيهم على ذلك، على القليل والجليل). [تفسير ابن كثير: 5/ 388]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ} أي: وما أدري لعلّ هذا فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ.
قال ابن جريرٍ: لعلّ تأخير ذلك عنكم فتنةٌ لكم، ومتاعٌ إلى أجلٍ مسمًّى. وحكاه عونٌ، عن ابن عبّاسٍ، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 5/ 388]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّ احكم بالحقّ} أي: افصل بيننا وبين قومنا المكذّبين بالحقّ.
قال قتادة: كان الأنبياء، عليهم السّلام، يقولون: {ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين} [الأعراف: 89]، وأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقول ذلك.
وعن مالكٍ، عن زيد بن أسلم: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا شهد قتالًا قال: {ربّ احكم بالحقّ}.
وقوله: {وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون} أي: على ما يقولون ويفترون من الكذب، ويتنوّعون في مقامات التّكذيب والإفك، والله المستعان عليكم في ذلك). [تفسير ابن كثير: 5/ 388]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة