تفسير قوله تعالى: (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونوحًا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجّيناه وأهله من الكرب العظيم (76) ونصرناه من القوم الّذين كذّبوا بآياتنا إنّهم كانوا قوم سوءٍ فأغرقناهم أجمعين}.
يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمّد نوحًا إذ نادى ربّه من قبلك، ومن قبل إبراهيم ولوطًا، وسألنا أن نهلك قومه الّذين كذّبوا اللّه فيما توعّدهم به من وعيده، وكذّبوا نوحًا فيما أتاهم به من الحقّ من عند ربّه {وقال نوحٌ ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا} فاستجبنا له دعاءه، {ونجّيناه وأهله} يعني بأهله: أهل الإيمان من ولده وحلائلهم {من الكرب العظيم} يعني بالكرب العظيم: العذاب الّذي حلّ بالمكذّبين من الطّوفان والغرق.
والكرب: شدّة الغمّ، يقال منه: قد كربني هذا الأمر فهو يكربني كربًا). [جامع البيان: 16/319]
تفسير قوله تعالى: (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونصرناه من القوم الّذين كذّبوا بآياتنا} يقول: ونصرنا نوحًا على القوم الّذي كذّبوا بحججنا وأدلّتنا، فأنجيناه منهم، فأغرقناهم أجمعين. {إنّهم كانوا قوم سوءٍ}
يقول تعالى ذكره: إنّ قوم نوحٍ الّذين كذّبوا بآياتنا كانوا قوم سوءٍ، يسيئون الأعمال، فيعصون اللّه، ويخالفون أمره). [جامع البيان: 16/319-320]