تفسير قوله تعالى: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (68) قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم (69) وأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأخسرين}.
يقول تعالى ذكره: قال بعض قوم إبراهيم لبعضٍ: حرّقوا إبراهيم بالنّار {وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين} يقول: إن كنتم ناصريها، ولم تريدوا ترك عبادتها.
وقيل: إنّ الّذي قال ذلك رجلٌ من أكراد فارس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {حرّقوه وانصروا آلهتكم} قال: قالها رجلٌ من أعراب فارس، يعني الأكراد.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني وهب بن سليمان، عن شعيبٍ الجبّائيّ، قال: إنّ الّذي قال حرّقوه ( هيزن )، فخسف اللّه به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: أجمع نمرود وقومه في إبراهيم فقالوا: {حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين} أي: لا تنصروها منه إلاّ بالتّحريق بالنّار، إن كنتم ناصريها.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن الحسن بن دينارٍ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ، قال: تلوت هذه الآية على عبد اللّه بن عمر، فقال: أتدري يا مجاهد، من الّذي أشار بتحريق إبراهيم بالنّار؟ قال: قلت: لا. قال: رجلٌ من أعراب فارس. قلت: يا أبا عبد الرّحمن، أو هل للفرس أعرابٌ؟ قال: نعم، الكرد هم أعراب فارس، فرجلٌ منهم هو الّذي أشار بتحريق إبراهيم بالنّار). [جامع البيان: 16/304-305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 68 - 73.
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: تلوت هذه الآية على عبد الله بن عمر فقال: أتدري يا مجاهد من الذي أشار بتحريق إبراهيم بالنار قلت: لا، قال: رجل من أعراب فارس يعني الأكراد). [الدر المنثور: 10/306]
تفسير قوله تعالى: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى قلنا يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم قال: قال كعب ما انتفع أحد من أهل الأرض يومئذ بنار ولا أحرقت النار يومئذ شيئا إلا وثاق إبراهيم). [تفسير عبد الرزاق: 2/24-25]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة قال لم تأت يومئذ دابة إلا أطفأت عنه النار إلا الوزغ). [تفسير عبد الرزاق: 2/25]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة كان الوزغ ينفخ على النار وكانت الضفادع تطفئها فأمر بقتل هذا ونهي عن قتل هذا). [تفسير عبد الرزاق: 2/25]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرني معمر عن الزهري قال أخبرني عامر بن سعد عن أبيه أن النبي أمر بقتله وسماه فويسقا يعني الوزغ). [تفسير عبد الرزاق: 2/25]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن شيخٍ عن عليٍّ في قول اللّه: {يا نار كوني بردا} قال: بردت على إبراهيم حتّى كادت أن تقتله فقيل لها: {كوني سلاما} لا تضر به [الآية: 69]). [تفسير الثوري: 202]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} في الكلام متروكٌ اجتزئ بدلالة ما ذكر عليه منه، وهو: فأوقدوا له نارًا ليحرّقوه، ثمّ ألقوه فيها، فقلنا للنّار: يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم.
وذكر أنّهم لمّا أرادوا إحراقه بنوا له بنيانًا كما؛
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: {قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم} قال: فحبسوه في بيتٍ، وجمعوا له حطبًا، حتّى إن كانت المرأة لتمرض فتقول: لئن عافاني اللّه لأجمعنّ حطبًا لإبراهيم، فلمّا جمعوا له، وأكثروا من الحطب حتّى إنّ الطّير لتمرّ بها فتحترق من شدّة وهجها، فعمدوا إليه، فرفعوه على رأس البنيان، فرفع إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم رأسه إلى السّماء، فقالت السّماء والأرض والجبال والملائكة: ربّنا، إبراهيم يحرق فيك، فقال: أنا أعلم به، وإن دعاكم فأغيثوه وقال إبراهيم حين رفع رأسه إلى السّماء: اللّهمّ أنت الواحد في السّماء، وأنا الواحد في الأرض، ليس في الأرض أحدٌ يعبدك غيري، حسبي اللّه ونعم الوكيل فقذفوه في النّار، فناداها فقال: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} فكان جبريل عليه السّلام هو الّذي ناداها. وقال ابن عبّاسٍ: لو لم يتبع بردها سلامًا لمات إبراهيم من شدّة بردها، فلم يبق يومئذٍ نارٌ في الأرض إلاّ طفئت، ظنّت أنّها هي تعنى. فلمّا طفئت النّار نظروا إلى إبراهيم، فإذا هو رجلٌ آخر معه، وإذا رأس إبراهيم في حجره يمسح عن وجهه العرق، وذكر أنّ ذلك الرّجل هو ملك الظّلّ. وأنزل اللّه نارًا، فأنتفع بها بنو آدم، وأخرجوا إبراهيم، فأدخلوه على الملك، ولم يكن قبل ذلك دخل عليه.
- حدّثني أحمد بن المقدام أبو الأشعث، قال: حدّثنا المعتمر، قال: سمعت أبي قال: حدّثنا قتادة، عن أبي سليمان، عن كعبٍ، قال: ما أحرقت النّار من إبراهيم إلاّ وثاقه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} قال: ذكر لنا أنّ كعبًا كان يقول: ما انتفع بها يومئذٍ أحدٌ من النّاس. وكان كعبٌ يقول: ما أحرقت النّار يومئذٍ إلاّ وثاقه.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن شيخٍ، عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه في قوله: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} قال: بردت عليه حتّى كادت تقتله، حتّى قيل: {وسلامًا} قال: لا تضرّيه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: أخبرنا إسماعيل، عن المنهال بن عمرٍو، قال: قال إبراهيم خليل اللّه: ما كنت أيّامًا قطّ أنعم منّي من الأيّام الّتي كنت فيها في النّار.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، قال: لمّا ألقي إبراهيم خليل اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في النّار قال الملك خازن المطر: ربّ خليلك إبراهيم رجا أن يؤذن له فيمطر عليه. قال: فكان أمر اللّه أسرع من ذلك، فقال: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} فلم يبق في الأرض نارٌ إلاّ طفئت.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن الحرث، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: إنّ أحسن شيءٍ قاله أبو إبراهيم لمّا رفع عنه الطّبق وهو في النّار، وجده يرشح جبينه، فقال عند ذلك: نعم الرّبّ ربّك يا إبراهيم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني وهب بن سليمان، عن شعيبٍ الجبيء، قال: ألقي إبراهيم في النّار وهو ابن ستّ عشرة سنةً، وذبح إسحاق وهو ابن سبع سنين، وولدته سارة وهي ابنة تسعين سنةً، وكان مذبحه من بيت إيلياء على ميلين، ولمّا علمت سارة بما أراد بإسحاق بطنت يومين، وماتت اليوم الثّالث.
- قال ابن جريجٍ: قال كعب الأحبار: ما أحرقت النّار من إبراهيم شيئًا غير وثاقه الّذي أوثقوه به.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان التّيميّ، عن بعض، أصحابه قال: جاء جبريل إلى إبراهيم عليهما السّلام وهو يوثق أو يقمّط، ليلقى في النّار قال: يا إبراهيم ألك حاجةٌ؟ قال: أمّا إليك فلا ".
- قال: حدّثنا معتمرٌ، قال: حدّثنا ابن كعبٍ، عن أرقم، أنّ إبراهيم، قال حين جعلوا يوثقونه ليلقوه في النّار: لا إله إلاّ أنت سبحانك ربّ العالمين، لك الحمد، ولك الملك، لا شريك لك.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، في قوله: {قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} قال: السّلام لا يؤذيه بردها، ولولا أنّه قال: {وسلامًا} لكان البرد أشدّ عليه من الحرّ.
- قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {بردًا} قال: بردت عليه {وسلامًا} لا تؤذيه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} قال: قال كعبٌ: ما انتفع أحدٌ من أهل الأرض يومئذٍ بنارٍ، ولا أحرقت النّار يومئذٍ شيئًا إلاّ وثاق إبراهيم.
وقال قتادة: لم تأت يومئذٍ دابّةٌ إلاّ أطفأت عنه النّار، إلاّ الوزغ.
وقال الزّهريّ: أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بقتله، وسمّاه فويسقًا). [جامع البيان: 16/306-310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما جمع لإبراهيم عليه السلام ما جمع وألقي في النار جعل خازن المطر يقول: متى أومر بالمطر فأرسله فكان أمر الله أسرع قال الله: {كوني بردا وسلاما} فلم يبق في الأرض نار إلا طفئت). [الدر المنثور: 10/306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطبراني وأبو يعلى، وابن أبي حاتم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن إبراهيم حين ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا تطفئ عنه النار غير الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله). [الدر المنثور: 10/306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أم شريك أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ وقال: كانت تنفخ على إبراهيم صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 10/307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم وكانت الوزغ تنفخ عليه ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا، وأخرجه ابن المنذر فقال: أخبرنا أبو سعيد الشامي عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الضفدع فإنه صوته تسبيح وتقديس وتكبير إن البهائم استأذنت ربها في أن تطفئ النار عن إبراهيم فأذن للضفادع فتراكبت عليه فأبدلها الله بحر النار برد الماء). [الدر المنثور: 10/307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم، وابن مردويه والخطيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم إنك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك). [الدر المنثور: 10/307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن المنذر عن ابن عمرو قال: أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار حسبنا الله ونعم الوكيل). [الدر المنثور: 10/307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن كعب قال: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه). [الدر المنثور: 10/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن المنهال بن عمرو قال: أخبرت أن إبراهيم ألقي في النار فكان فيها إما خمسين وإما أربعين قال: ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا إذ كنت فيها وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها). [الدر المنثور: 10/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: لما ألقي إبراهيم خليل الرحمن في النار قال الملك خازن المطر: يا رب إن خليلك إبراهيم رجا أن يؤذن له فيرسل المطر فكان أمر الله أسرع من ذلك فقال: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} فلم يبق في الأرض نار إلا طفئت). [الدر المنثور: 10/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال: الذي قال حرقوه هبون، فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 10/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {قلنا يا نار} قال: كان جبريل هو الذي قالها). [الدر المنثور: 10/308-309]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لو لم يتبع بردها {سلاما} لمات إبراهيم من بردها فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا طفئت ظننت أنها هي تعنى). [الدر المنثور: 10/309]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن علي في قوله: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما} قال: لولا أنه قال: {وسلاما} لقتله بردها). [الدر المنثور: 10/309]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية قال: لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار نادى الملك الذي يرسل المطر: رب خليلك رجا أن يؤذن له فيرسل المطر فقال الله: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا بردت). [الدر المنثور: 10/309]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد من طريق أبي هلال عن بكر بن عبد الله المزني قال: لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار جاءت عامة الخليقة فقالت: يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لنا نطفئ عنه، قال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وأنا آلهه ليس له إله غيري فإن استغاثكم فأغيثوه وإلا فدعوه قال: وجاء ملك القطر قال: يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لي أن أطفئ عنه بالقطر، قال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وأنا آلهه ليس له إله غيري فإن استعان بك فأعنه وإلا فدعه، قال: فلما ألقي في النار دعا بدعاء نسيه أبو هلال فقال الله عز وجل: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} قال: فبردت في المشرق والمغرب فما أنضجت يومئذ كراعا). [الدر المنثور: 10/309-310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة قال: قال كعب: ما انتفع أحد من أهل الأرض يومئذ بنار ولا أحرقت النار يومئذ شيئا إلا وثاق إبراهيم، وقال قتادة: لم تأت دابة يومئذ إلا أطفأت عنه النار إلا الوزغ). [الدر المنثور: 10/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: يذكرون أن جبريل كان مع إبراهيم في النار يمسح عنه العرق). [الدر المنثور: 10/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال: لما ألقي إبراهيم في النار قعد فيها فأرسلوا إلى ملكهم فجاء ينظر متعجبا، فطارت منه شرارة فوقعت على إبهام رجله فاشتعل كما تشتعل الصوفة). [الدر المنثور: 10/310-311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: خرج إبراهيم من النار يعرق لم تحرق النار إلا وثاقه فأخذوا شيخا منهم فجعلوه على نار كذلك فاحترق). [الدر المنثور: 10/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن صرد، وكان قد أدرك النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لما أرادوا أن يلقوه في النار جعلوا يجمعون له الحطب فجعلت المرأة العجوز تحمل على ظهرها فيقال لها: أين تريدين فتقول: أذهب إلى هذا الذي يذكر آلهتنا، فلما ذهب به ليطرح في النار (قال: إني ذاهب إلى ربي سيهدين) (الصافات آية 99) فلما طرح في النار قال: حسبي الله ونعم الوكيل، فقال الله: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} فقال أبو لوط - وكان عمه - إن النار لم تحرقه من أجل قرابته مني، فأرسل الله عنقا من النار فأحرقته). [الدر المنثور: 10/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن جرير عن علي بن أبي طالب في قوله: {قلنا يا نار كوني بردا} قال: بردت عليه حتى كانت تؤذيه حتى قيل: {وسلاما} قال: لا تؤذيه). [الدر المنثور: 10/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لو لم يقل: {وسلاما} لقتله البرد). [الدر المنثور: 10/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: إن أحسن شيء قاله أبو إبراهيم لما رفع عنه الطبق وهو في النار وجده يرشح جبينه فقال عند ذلك: نعم الرب ربك يا إبراهيم). [الدر المنثور: 10/312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن شعيب الجبائي قال: ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة سنة وذبح إسحاق وهو ابن سبع سنين). [الدر المنثور: 10/312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن معتمر بن سليمان التيمي عن بعض أصحابه قال: جاء جبريل إلى إبراهيم وهو يوثق ليلقى في النار قال: يا إبراهيم ألك حاجة قال: أما إليك فلا). [الدر المنثور: 10/312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أرقم أن إبراهيم عليه السلام قال: حين جعلوا يوثقونه ليلقوه في النار: لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك). [الدر المنثور: 10/312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما} قال: السلام لا يؤذيه بردها ولولا أنه قال: {سلاما} لكان البرد أشد عليه من الحر). [الدر المنثور: 10/312]
تفسير قوله تعالى: (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأرادوا به كيدًا} يقول تعالى ذكره: وأرادوا بإبراهيم كيدًا، {فجعلناهم الأخسرين} يعني الهالكين.
- وقد: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {وأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأخسرين} قال: ألقوا شيخًا منهم في النّار لأن يصيبوا نجاته، كما نجّي إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم، فاحترق). [جامع البيان: 16/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله: {وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين} قال: ألقوا شيخا في النار منهم لأن يصيبوا نجاته كما نجا إبراهيم فاحترق). [الدر المنثور: 10/313]
تفسير قوله تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ونجينه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها قال هاجرا جميعا من كوثا إلى الشام). [تفسير عبد الرزاق: 2/30]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {ونجيناه ولوطًا إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين} قال: هي الشام [الآية: 71]). [تفسير الثوري: 202]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونجّيناه ولوطًا إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين}.
يقول تعالى ذكره: ونجّينا إبراهيم ولوطًا من أعدائهما نمرود وقومه من أرض العراق، {إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين} وهي أرض الشّام، فارق صلوات اللّه عليه قومه ودينهم وهاجر إلى الشّام.
وهذه القصّة الّتي قصّ اللّه من نبأ إبراهيم وقومه تذكيرٌ منه بها قوم محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من قريشٍ، أنّهم قد سلكوا في عبادتهم الأوثان، وأذاهم محمّدًا على نهيه عن عبادتها، ودعائهم إلى عبادة اللّه مخلصين له الدّين، مسلك أعداء أبيهم إبراهيم، ومخالفتهم دينه، وأنّ محمّدًا في براءته من عبادتها، وإخلاصه العبادة للّه، وفي دعائهم إلى البراءة من الأصنام، وفي الصّبر على ما يلقى منهم في ذلك سالكٌ منهاج أبيه إبراهيم، وأنّه مخرجه من بين أظهرهم كما أخرج إبراهيم من بين أظهر قومه حين تمادوا في غيّهم إلى مهاجره من أرض الشّام، ومسلٍّ بذلك نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم عمّا يلقى من قومه من المكروه والأذى، ومعلّمه أنّه منجّيه منهم كما نجّى أباه إبراهيم من كفرة قومه.
وقد اختلف أهل التّأويل في الأرض الّتي ذكر اللّه أنّه نجّى إبراهيم ولوطًا إليها، ووصفه أنّه بارك فيها للعالمين فقال بعضهم بنحو الّذي قلنا في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسين بن حريثٍ المروزيّ أبو عمّارٍ، قال: حدّثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقدٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ: {ونجّيناه ولوطًا إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين} قال: الشّأم، وما من ماءٍ عذبٍ إلاّ خرج من تلك الصّخرة الّتي ببيت المقدس.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن فراتٍ القزّاز، عن الحسن، في قوله: {إلى الأرض الّتي باركنا فيها} قال: الشّام.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ونجّيناه ولوطًا إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين} كانا بأرض العراق، فأنجيا إلى أرض الشّام. وكان يقال للشّام عماد دار الهجرة، وما نقص من الأرض زيد في الشّام، وما نقص من الشّام زيد في فلسطين. وكان يقال: هي أرض المحشر والمنشر، وبها مجمع النّاس، وبها ينزل عيسى ابن مريم، وبها يهلك اللّه مسيح الضّلالة الكذّاب الدّجّال.
- وحدّثنا أبو قلابة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " رأيت فيما يرى النّائم كأنّ الملائكة حملت عمود الكتاب فوضعته بالشّام، فأوّلته أنّ الفتن إذا وقعت فإنّ الإيمان بالشّام ".
وذكر لنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال ذات يومٍ في خطبةٍ: " إنّه كائنٌ بالشّام جندٌ، وبالعراق جندٌ، وباليمن جندٌ ". فقال رجلٌ: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خر لي فقال: " عليك بالشّام، فإنّ اللّه قد تكفّل لي بالشّام وأهله، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليستق بغدره ".
وذكر لنا أنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه قال: يا كعب، ألا تحوّل إلى المدينة؟ فإنّها مهاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وموضع قبره؟ فقال له كعبٌ: يا أمير المؤمنين، إنّي أجد في كتاب اللّه المنزّل أنّ الشّام كنز اللّه من أرضه، وبها كنزه من عباده.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {ونجّيناه ولوطًا إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين} قال: هاجرا جميعًا من كوثى إلى الشّام.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: انطلق إبراهيم ولوطٌ قبل الشّأم، فلقي إبراهيم سارة، وهي بنت ملك حرّان، وقد طعنت على قومها في دينهم، فتزوّجها على أن لا يغيّرها.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: خرج إبراهيم مهاجرًا إلى ربّه، وخرج معه لوطٌ مهاجرًا، وتزوّج سارة ابنة عمّه، فخرج بها معه يلتمس الفرار بدينه، والأمان على عبادة ربّه، حتّى نزل حرّان، فمكث فيها ما شاء اللّه أن يمكث. ثمّ خرج منها مهاجرًا حتّى قدم مصر. ثمّ خرج من مصر إلى الشّام، فنزل السّبع من أرض فلسطين، وهي بريّة الشّام، ونزل لوطٌ بالمؤتفكة، وهي من السّبع على مسيرة يومٍ وليلةٍ، أو أقرب من ذلك، فبعثه اللّه نبيًّا صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ونجّيناه ولوطًا إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين} قال: نجّاه من أرض العراق إلى أرض الشّام.
- قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، أنّه قال في هذه الآية: {باركنا فيها للعالمين} قال: ليس ماءٌ عذبٌ إلاّ يهبط إلى الصّخرة الّتي ببيت المقدس قال: ثمّ يتفرّق في الأرض.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ونجّيناه ولوطًا إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين} قال: إلى الشّام.
وقال آخرون: بل يعني مكّة، وهي الأرض الّتي قال اللّه تعالى: {الّتي باركنا فيها للعالمين}.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ونجّيناه ولوطًا إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين} يعني مكّة، ونزول إسماعيل البيت، ألا ترى أنّه يقول: {إنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركًا وهدًى للعالمين}؟
قال أبو جعفرٍ: وإنّما اخترنا ما اخترنا من القول في ذلك لأنّه لا خلاف بين جميع أهل العلم أنّ هجرة إبراهيم من العراق كانت إلى الشّام، وبها كان مقامه أيّام حياته، وإن كان قد كان قدم مكّة، وبنى بها البيت، وأسكنها إسماعيل ابنه مع أمّه هاجر غير أنّه لم يقم بها، ولم يتّخذها وطنًا لنفسه، ولا لوطٌ، واللّه إنّما أخبر عن إبراهيم ولوطٍ أنّهما أنجيا إلى الأرض الّتي بارك فيها للعالمين). [جامع البيان: 16/310-315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مالك في قوله: {إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} قال: الشام). [الدر المنثور: 10/313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في قوله: {إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} قال: الشام، وما من ماء عذب إلا يخرج من تلك الصخرة التي ببيت المقدس يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الأرض). [الدر المنثور: 10/313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سلام قال: بالشام من قبور الأنبياء ألفا قبر وسبعمائة قبر وإن دمشق معقل الناس في آخر الزمان من الملاحم). [الدر المنثور: 10/313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال لوط: كان ابن أخي إبراهيم عليهما السلام). [الدر المنثور: 10/313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال: لما هرب إبراهيم من كوثي وخرج من النار ولسانه يومئذ سرياني فلما عبر الفرات من حران غير الله لسانه فقلب عبرانيا حيث عبر الفرات وبعث ثمرود في نحو أثره وقال: لا تدعوا أحدا يتكلم بالسريانية إلا جئتموني به فلقوا إبراهيم يتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته). [الدر المنثور: 10/314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن حسان بن عطية قال: أغار ملك نبط على لوط عليه السلام فسباه وأهله فبلغ ذلك إبراهيم فأقبل في طلبه في عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر فالتقى هو وتلك النبط في صحراء معفور فعبى إبراهيم ميمنة وميسرة وقلبا وكان أول من عبى الحرب هكذا فاقتتلوا فهزمهم إبراهيم واستنقذ لوطا وأهله). [الدر المنثور: 10/314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية {ونجيناه} يعني إبراهيم {ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} قال: هي الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين لأن كل ماء عذب في الأرض منها يخرج يعني من أصل الصخرة التي في بيت المقدس يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الأرض). [الدر المنثور: 10/314-315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه {ونجيناه ولوطا} قال: كانا بأرض العراق فانجيا إلى أرض الشام، وكان يقال: الشام عماد دار الهجرة وما نقص من الأرض زيد في الشام وما نقص من الشام زيد في فلسطين، وكان يقال: هي أرض المحشر والمنشر وفيها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام وبها يهلك الله شيخ الضلالة الدجال). [الدر المنثور: 10/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إلى الأرض التي باركنا فيها} قال: الشام). [الدر المنثور: 10/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه في قوله: {إلى الأرض التي باركنا فيها} قال: إلى حران). [الدر المنثور: 10/315]
تفسير قوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى ويعقوب نافلة قال دعا بإسحاق فاستجيب له وزيد يعقوب نافلة). [تفسير عبد الرزاق: 2/25]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن جريجٍ عن عطاءٍ في قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة} قال: يعقوب النّافلة والنّافلة عطيّةٌ [الآية: 72]). [تفسير الثوري: 202]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً وكلًّا جعلنا صالحين (72) وجعلناهم أئمّةً يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة وكانوا لنا عابدين}.
يقول تعالى ذكره: ووهبنا لإبراهيم إسحاق ولدًا، ويعقوب ولد ولده، نافلةً له.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بقوله: {نافلةً} فقال بعضهم: عني به يعقوب خاصّةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً} يقول: ووهبنا له إسحاق ولدًا، ويعقوب ابن ابن نافلةٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً} والنّافلة: ابن ابنه يعقوب.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً} قال: سأل واحدًا فقال: ربّ هب لي من الصّالحين، فأعطاه واحدًا، وزاده يعقوب، ويعقوب ولد ولده.
وقال آخرون: بل عني بذلك إسحاق ويعقوب. قالوا: وإنّما معنى النّافلة: العطيّة، وهما جميعًا من عطاء اللّه، أعطاهما إيّاه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، في قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً} قال: عطيّةً.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {إسحاق ويعقوب نافلةً} قال: عطاءً.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
قال أبو جعفرٍ: وقد بيّنّا فيما مضى قبل أنّ النّافلة الفضل من الشّيء يصير إلى الرّجل من أيّ شيءٍ كان ذلك، وكلا ولديه إسحاق ويعقوب كان فضلاً من اللّه، تفضّل به على إبراهيم، وهبةً منه له. وجائزٌ أن يكون عنى به أنّه آتاهما إيّاه جميعًا نافلةً منه له، وأن يكون عنى أنّه آتاه نافلةً يعقوب، ولا برهان يدلّ على أيّ ذلك المراد من الكلام، فلا شيء أولى أن يقال في ذلك ممّا قال اللّه، ووهب اللّه لإبراهيم إسحاق ويعقوب نافلةً.
وقوله: {وكلًّا جعلنا صالحين} يقول: وكلهم جعلنا صالحين يعني عاملين بطاعة اللّه، مجتنبين محارمه.
وعنى بقوله: {كلًّا} إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب). [جامع البيان: 16/315-317]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد نافلة قال: عطية). [تفسير مجاهد: 412-413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {ووهبنا له إسحاق} قال: ولدا {ويعقوب نافلة} قال: ابن ابن). [الدر المنثور: 10/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {ووهبنا له إسحاق} قال: أعطاه {ويعقوب نافلة} قال: عطية). [الدر المنثور: 10/316]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي في الآية قال: دعا بالحق فاستجيب له وزيد يعقوب). [الدر المنثور: 10/316]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحكم قال: النافلة ابن الابن). [الدر المنثور: 10/316]
تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجعلناهم أئمّةً يهدون بأمرنا} يقول تعالى ذكره: وجعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أئمّةً يؤتمّ بهم في الخير في طاعة اللّه في اتّباع أمره ونهيه، ويقتدى بهم، ويتّبعون عليه. كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجعلناهم أئمّةً يهدون بأمرنا} جعلهم اللّه أئمّةً يقتدى بهم في أمر اللّه.
وقوله: {يهدون بأمرنا} يقول: يهدون النّاس بأمر اللّه إيّاهم بذلك، ويدعونهم إلى اللّه وإلى عبادته.
وقوله: {وأوحينا إليهم فعل الخيرات} يقول تعالى ذكره: وأوحينا فيما أوحينا أن افعلوا الخيرات، وأقيموا الصّلاة بأمرنا بذلك. {وكانوا لنا عابدين} يقول: كانوا لنا خاشعين، لا يستكبرون عن طاعتنا وعبادتنا). [جامع البيان: 16/317-318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وجعلناهم أئمة يهدون} الآية، قال: جعلهم الله أئمة يقتدى بهم في أمر الله). [الدر المنثور: 10/316]