العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:35 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الأنبياء [من الآية(57)إلى الآية(60)]

{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) }


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:36 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين (57) فجعلهم جذاذًا إلاّ كبيًرا لهم لعلّهم إليه يرجعون}.
ذكر أنّ إبراهيم صلوات اللّه عليه حلف بهذه اليمين في سرٍّ من قومه وخفاءٍ، وأنّه لم يسمع ذلك منه إلاّ الّذي أفشاه عليه حين قالوا {من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين} فـ {قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم} قال: قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى وعيدٍ لهم، فأبى وقال: إنّي سقيمٌ، فسمع منه وعيد أصنامهم رجلٌ منهم استأخر، وهو الّذي يقول: {سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم}.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم} قال: نرى أنّه قال ذلك حيث لم يسمعوه بعد أن تولّوا مدبرين). [جامع البيان: 16/293]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وتالله لأكيدن أصنامكم قال هذا قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى عيدهم فقال لهم إني سقيم فسمع وعيده لأصنامهم رجل منهم استأخر وهو الذي قال سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم). [تفسير مجاهد: 411-412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 57 - 67.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: لما خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم مروا عليه فقالوا: يا إبراهيم ألا تخرج معنا قال: إني سقيم وقد كان بالأمس قال: {وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} فسمعه ناس منهم فلما خرجوا انطلق إلى أهله فأخذ طعاما ثم انطلق إلى آلهتهم فقربه إليهم فقال: ألا تأكلون فكسرها إلا كبيرهم ثم ربط في يده الذي كسر به آلهتهم فلما رجع القوم من عيدهم دخلوا فإذا هم بآلهتهم قد كسرت وإذا كبيرهم في يده الذي كسر به الأصنام قالوا: من فعل هذا بآلهتنا فقال الذين سمعوا إبراهيم قال: {وتالله لأكيدن أصنامكم} سمعنا فتى يذكرهم، فجادلهم عند ذاك إبراهيم). [الدر المنثور: 10/303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم} قال: قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى عيدهم فأبى وقال: إني سقيم فسمع منه وعيده أصنامهم رجل منهم استأخر وهو الذي قال: {سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} وجعل إبراهيم الفأس التي أهلك بها أصنامهم مسندة إلى صدر كبيرهم الذي ترك). [الدر المنثور: 10/303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم} قال: ترى أنه قال ذلك من حيث لا يسمعون {فجعلهم جذاذا} قال: قطعا {إلا كبيرا لهم} يقول: إلا كبير آلهتهم وأنفسها وأعظمها في أنفسهم، {لعلهم إليه يرجعون} قال: كايدهم بذلك لعلهم يتذكرون أو يبصرون، وفي قوله: {قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون} قال: كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، وفي قوله: {أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} إلى قوله: {أنتم الظالمون} قال: وهذه هي الخصلة التي كايدهم بها {ثم نكسوا على رؤوسهم} قال: أدركت القوم غيرة سوء فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} ). [الدر المنثور: 10/304]

تفسير قوله تعالى: (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال قتادة: {جذاذًا} [الأنبياء: 58] : «قطّعهنّ»). [صحيح البخاري: 6/96]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال قتادة جذاذًا قطّعهنّ وصله الطّبريّ من طريق سعيدٍ عن قتادة في قوله فجعلهم جذاذا أي قطعا
تنبيه قرأ الجمهور جذاذا بضم أوله وهواسم للشّيء المكسّر كالحطام في المحطّم وقيل جمع جذاذة كزجاج وزجاجة وقرأ الكسائي وبن محيصنٍ بكسر أوّله فقيل هو جمع جذيذٍ ككرام وكريم وفيها قراءاتٌ أخرى في الشّواذّ). [فتح الباري: 8/435-436]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال قتادة جذاذاً قطّعهنّ
أي: قال قتادة في تفسير: (جذاذاً) في قوله عز وجل: {فجعلهم جذاذاً إلاّ كبيرا} (الأنبياء: 58) قطعهن، رواه الحنظلي عن محمّد بن يحيى عن العبّاس بن الوليد عن يزيد بن زريع عن قتادة، وقال الثّعلبيّ: جذاذاً أي: كسروا قطعا، جمع جذيذ كخفاف جمع خفيف، وقرأ الكسائي بكسر الجيم والباقون بالضّمّ، وبالضم يقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث). [عمدة القاري: 19/62-63]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال قتادة): فيما وصله الطبري من طريق سعيد عنه في تفسير قوله تعالى: {فجعلهم} ({جذاذًا}) بضم الجيم (قطعهن) وعبّر بقوله جعلهم وهو ضمير العقلاء معاملة للأصنام معاملة العقلاء حيث أعتقدوا فيها ذلك وقرأ الكسائي بكسر الجيم لغتان بمعنى). [إرشاد الساري: 7/240]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فجعلهم جذاذًا إلاّ كبيرًا لّهم} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار سوى يحيى بن وثّابٍ، والأعمش والكسائيّ: ( فجعلهم جذاذًا ) بمعنى فجعلهم جذاذا بمعنى جمع جذيذٍ، كأنّهم أرادوا به جمع جذيذٍ، وجذاذٍ، كما يجمع الخفيف خفافٌ، والكريم كرامٌ.
وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصّواب قراءة من قرأه: {جذاذًا} بضمّ الجيم، لإجماع قرّاء الأمصار عليه، وأنّ ما أجمعت عليه فهو الصّواب، وهو إذا قرئ كذلك مصدرٌ مثل الرّفات، والفتات، والدّقاق، لا واحد له، وأمّا من كسر الجيم فإنّه جمعٌ للجذيذ، والجذيذ: هو فعيلٌ، صرف من مجذوذٍ إليه، مثل كسيرٍ وهشيمٍ، والمجذوذة: المكسورة قطعًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فجعلهم جذاذًا} يقول: حطامًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {جذاذًا} كالصّريم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فجعلهم جذاذًا} أي قطعًا.
وكان سبب فعل إبراهيم صلوات اللّه عليه بآلهة قومه ذلك كما؛
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: أنّ إبراهيم، قال له أبوه: يا إبراهيم، إنّ لنا عيدًا، لو قد خرجت معنا إليه، قد أعجبك ديننا فلمّا كان يوم العيد، فخرجوا إليه، خرج معهم إبراهيم، فلمّا كان ببعض الطّريق ألقى نفسه وقال: إنّي سقيمٌ، يقول: أشتكي رجلي. فتواطئوا رجليه وهو صريعٌ، فلمّا مضوا نادى في آخرهم، وقد بقي ضعفى النّاس: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} فسمعوها منه. ثمّ رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة، فإذا هنّ في بهو عظيمٍ، مستقبلٌ باب البهو صنمٌ عظيمٌ إلى جنبه أصغر منه بعضها إلى بعضٍ، كلّ صنمٍ يليه أصغر منه، حتّى بلغوا باب البهو، وإذا هم قد جعلوا طعامًا، فوضعوه بين أيدي الآلهة، قالوا: إذا كان حين نرجع رجعنا وقد باركت الآلهة في طعامنا فأكلنا. فلمّا نظر إليهم إبراهيم وإلى ما بين أيديهم من الطّعام {قال ألا تأكلون} فلمّا لم تجبه قال: {ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربًا باليمين} فأخذ حديدٍ، فنقر كلّ صنمٍ في حافتيه، ثمّ علّق الفأس في عنق الصّنم الأكبر، ثمّ خرج. فلمّا جاء القوم إلى طعامهم نظروا إلى آلهتهم {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم}.
وقوله: {إلاّ كبيرًا لهم} يقول: إلاّ عظيمًا للآلهة، فإنّ إبراهيم لم يكسره، ولكنّه فيما ذكر علّق الفأس في عنقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {إلاّ كبيرًا لهم} قال: قال ابن عبّاسٍ: إلاّ عظيمًا لهم، عظيم آلهتهم.
- قال ابن جريجٍ، وقال مجاهدٌ: وجعل إبراهيم الفأس الّتي أهلك بها أصنامهم مسندةً إلى صدر كبيرهم الّذي ترك.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: جعل إبراهيم الفأس الّتي أهلك بها أصنامهم مسندةً إلى صدر كبيرهم الّذي ترك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: أقبل عليهنّ كما قال اللّه تبارك وتعالى {ضربًا باليمين} ثمّ جعل يكسرهنّ بفأسٍ في يده، حتّى إذا بقي أعظم صنمٍ منها ربط الفأس بيده، ثمّ تركهنّ. فلمّا رجع قومه، رأوا ما صنع بأصنامهم، فراعهم ذلك، وأعظموه، وقالوا: من فعل هذا بآلهتنا؟ إنّه لمن الظّالمين.
وقوله {لعلّهم إليه يرجعون} يقول: فعل ذلك إبراهيم بآلهتهم ليعتبروا، ويعلموا أنّها إذا لم تدفع عن نفسها ما فعل بها إبراهيم، فهي من أن تدفع عن غيرها من أرادها بسوءٍ أبعد، فيرجعوا عمّا هم عليه مقيمون من عبادتها إلى ما هو عليه من دينه وتوحيد اللّه والبراءة من الأوثان.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {لعلّهم إليه يرجعون} قال: كادهم بذلك لعلّهم يتذكّرون أو يبصرون). [جامع البيان: 16/293-297]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فجعلهم جذاذا يعني كالصريم). [تفسير مجاهد: 412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم} قال: ترى أنه قال ذلك من حيث لا يسمعون {فجعلهم جذاذا} قال: قطعا {إلا كبيرا لهم} يقول: إلا كبير آلهتهم وأنفسها وأعظمها في أنفسهم، {لعلهم إليه يرجعون} قال: كايدهم بذلك لعلهم يتذكرون أو يبصرون، وفي قوله: {قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون} قال: كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، وفي قوله: {أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} إلى قوله: {أنتم الظالمون} قال: وهذه هي الخصلة التي كايدهم بها {ثم نكسوا على رؤوسهم} قال: أدركت القوم غيرة سوء فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} ). [الدر المنثور: 10/304] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {جذاذا} قال: حطاما). [الدر المنثور: 10/304]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {جذاذا} قال: فتاتا). [الدر المنثور: 10/305]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين (59) قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم (60) قالوا فأتوا به على أعين النّاس لعلّهم يشهدون}.
يقول تعالى ذكره: قال قوم إبراهيم لمّا رأوا آلهتهم قد جذّت، إلاّ الّذي ربط به الفأس إبراهيم: من فعل هذا بآلهتنا؟ إنّ الّذي فعل هذا بآلهتنا لمن الظّالمين، أي لمن الفاعلين بها ما لم يكن له فعله). [جامع البيان: 16/297]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم} يقول: قال الّذين سمعوه يقول {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} سمعنا فتًى يذكرهم بعيبٍ يقال له إبراهيم كما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {قالوا سمعنا فتًى، يذكرهم} قال ابن جريجٍ: يذكرهم: يعيبهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قوله: {سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم} سمعناه يسبّها، ويعيبها، ويستهزئ، بها، لم نسمع أحدًا يقول ذلك غيره، وهو الّذي نظنّ صنع هذا بها). [جامع البيان: 16/297-298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم} قال: قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى عيدهم فأبى وقال: إني سقيم فسمع منه وعيده أصنامهم رجل منهم استأخر وهو الذي قال: {سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} وجعل إبراهيم الفأس التي أهلك بها أصنامهم مسندة إلى صدر كبيرهم الذي ترك). [الدر المنثور: 10/303] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة أن أبا إبراهيم خليل الرحمن كان يعمل هذه الأصنام ثم يشكها في حبل ويحمل إبراهيم على عنقه ويدفع إليه المشكوك يدرو يبيعها فجاء رجل يشتري فقال له إبراهيم: ما تصنع بهذا حين تشتريه قال: اسجد له، قال له إبراهيم: أنت شيخ تسجد لهذا الصغير إنما ينبغي للصغير أن يسجد للكبير فعندها {قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} ). [الدر المنثور: 10/303-304]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:38 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وتاللّه} [الأنبياء: 57] يمينٌ أقسم به.
{لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} [الأنبياء: 57] قال قتادة: نرى أنّه قال ذلك حيث لا يسمعون.
استنفعوه ليوم عيدٍ لهم
[تفسير القرآن العظيم: 1/321]
يخرجون فيه من المدينة فأبى، فقال: {إنّي سقيمٌ} [الصافات: 89] اعتلّ لهم بذلك ثمّ قال لمّا ولّوا: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} [الأنبياء: 57] فسمع وعيده لأصنامهم رجلٌ منهم استأخر من القوم، وهو الّذي قال: {سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم} [الأنبياء: 60] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/322]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين...}

كانوا أرادوا الخروج إلى عيد لهم، فاعتلّ عليهم إبراهيم، فتخلّف (وقال): إني سقيم، فلمّا مضوا كسر آلهتهم إلاّ أكبرها، فلمّا رجعوا قال قائل منهم: أنا سمعت إبراهيم يقول:
وتالله لأكيدنّ أصنامكم. وهو قوله: {سمعنا فتيً يذكرهم يقال له إبراهيم}: يذكرهم بالعيب (والشتم) وبما قال من الكيد). [معاني القرآن: 2/206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين }
معناه - واللّه أعلم - وواللّه لأكيدن، ولا تصلح التاء في القسم إلا في الله، تقول: وحق اللّه لأفعلنّ، ولا يجوز تحق اللّه لأفعلن، وتقول وحق زيد لأفعلن، والتاء بدل من الواو،
ويجوز وباللّه لأكيدنّ أصنامكم.
وقراءة أهل الأمصار تاللّه، ولا نعلم أحدا من أهل الأمصار قرأ بالباء، ومعناها صحيح جيّد). [معاني القرآن: 3/395]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فجعلهم جذاذًا} [الأنبياء: 58] قال قتادة: قطعًا، قطّع أيديها وأرجلها
وفقأ أعينها، ونجر وجوهها.
{إلا كبيرًا لهم} [الأنبياء: 58] قال قتادة: يعني للآلهة وأعظمها في أنفسهم، ثمّ أوثق الفأس في يد كبير تلك الأصنام.
{لعلّهم إليه يرجعون} [الأنبياء: 58] قال قتادة: كادهم بذلك لعلّهم يبصرون فيؤمنوا.
وقال مجاهدٌ: ثمّ جعل إبراهيم الفأس الّتي أهلك اللّه بها أصنامهم مسندةً إلى صدر كبيرهم الّذي ترك.
فلمّا رجعوا فرأوا ما صنع بأصنامهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/322]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فجعلهم جذاذاً...}

قرأها يحيى بن وثاب (جذاذاً) وقراءة الناس بعد (جذاذاً) بالضم فمن قال (جذاذاً) فرفع الجيم فهو واحد مثل الحطام والرفات. ومن قال (جذاذاً) بالكسر فهو جمع؛
كأنه جذيذ وجذاذ مثل خفيف وخفاف). [معاني القرآن: 2/206]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فجعلهم جذاذاً} أي مستأصلين قال جرير:
بني المهلّب جذّ الله دابرهم= أمسوا رمادا فلا أصلٌ ولا طرف
لم يبق منهم شيء ولفظ " جذاذ " يقع على الواحد والاثنين والجميع من المؤنث والمذكر سواء بمنزلة المصدر).[مجاز القرآن: 2/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فجعلهم جذاذا}: أي استأصلهم. ويقال: جذ الله أصلهم، والجذاذ مثل الرفات مصدر،
وقد قرئت {جذاذا} وكأنه جمع جذيذ، بمعنى مجذوذ كالقتيل والجريح). [غريب القرآن وتفسيره: 255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فجعلهم جذاذاً} أي فتاتا. وكلّ شيء كسرته: فقد جذذته.
ومنه قيل للسّويق: جذيذ). [تفسير غريب القرآن: 286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فجعلهم جذاذا إلّا كبيرا لهم لعلّهم إليه يرجعون}
وجذاذا تقرأ بالضمّ والكسر فمن قرأ (جذاذا) فإن بنية كل ما كسّر وقطّع على فعال نحو الجذاذ والحطام والرفات، ومن قال جذاذ فهو جمع جذيذ وجذاذ نحو ثقيل وثقال وخفيف وخفاف.
ويجوز جذاذا على معنى القطاع والحصاد، ويجوز نجذذ على معنى جذيد وجذذ مثل جديد وجدد.
وقوله: {إلّا كبيرا لهم} أي كسّر هذه الأصنام إلّا أكبرها، وجائز أن يكون أكبرها عندهم في تعظيمهم إياه، لا في الخلقة، ويجوز أن يكون أعظمها خلقة.
ومعنى (لعلّهم إليه يرجعون) أي لعلهم باحتجاج إبراهيم عليهم به يرجعون فيعلمون وجوب الحجة - عليهم). [معاني القرآن: 3/396-395]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جُذَاذًا}: أي فتاتاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 156]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جُذَاذاً}: استأصلهم). [العمدة في غريب القرآن: 207]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين {59} قالوا} [الأنبياء: 59-60] قال الّذي استأخر منهم وسمع وعيد إبراهيم أصنامهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/322]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {قالوا سمعنا فتًى يذكرهم} أي: يغييهم وهذا كما يقال: لئن ذكرتني لتندمنّ يريد: بسوء). [تفسير غريب القرآن: 286]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( قوله: {قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم}
أي يذكرهم بالعيب، وقالوا للأصنام يذكرهم لأنهم جعلوها في عبادتهم إياها بمنزله ما يعقل، وإبراهيم يرتفع على وجهين:
أحدهما على معنى يقال له هو إبراهيم، والمعروف به إبراهيم، وعلى النداء على معنى يقال له يا إبراهيم). [معاني القرآن: 3/396

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:39 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[
ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: (وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) )
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وللقسم والمقسم به أدواتٌ في حروف الجر وأكثرها الواو ثم الباء يدخلان على كل محلوف به ثم التاء ولا تدخل إلا في واحد وذلك قولك والله لأفعلن وبالله لأفعلن و: {تالله لأكيدن أصنامكم} ). [الكتاب: 3/496]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب القسم
اعلم أن للقسم أدواتٍ توصل الحلف إلى المقسم به؛ لأن الحلف مضمر مطرحٌ لعلم السامع به؛ كما كان قولك: يا عبد الله محذوفاً منه الفعل لما ذكرت لك.
وكذلك كل مستغنىً عنه فإن شئت أظهرت الفعل؛ كما أنك تقول: يا زيد عمراً، أي: عليك عمراً: وتقول: الطريق يا فتى، أي ظل الطريق، وترى الرامي قد رمى، فنسمع صوتاً فتقول: القرطاس والله، أي: أصبت.
وإن شئت قلت: خل الطريق، ويا زيد عليك عمراً، وأصبت القرطاس يا فتى.
وكذلك قوله عز وجل: {بل ملة إبراهيم} إنما هو: اتبعوا؛ وذلك لأنه جواب قوله: {كونوا هوداً أو نصارى}.
فهكذا القسم في إضمار الفعل وإظهاره. وذلك قوله: أحلف بالله لأفعلن. وإن شئت قلت: بالله لأفعلن. والباء موصلة؛ كما كانت موصلة في قولك: مررت بزيد. فهي والواو تدخلان على كل مقسم به؛ لأن الواو في معنى الباء؛ وإنما جعلت مكان الباء، والباء هي الأصل؛ كما كان في مررت بزيد، وضربت بالسيف يا فتى؛ لأن الواو من مخرج الباء، ومخرجهما جميعاً من الشفة، فلذلك أبدلت منها؛ كما أبدلت من رب في قوله:
وبلدٍ ليس به أنيس
لأنها لما أبدلت من الباء دخلت على رب لما أشرحه لك في بابها؛ كما تدخل الإضافة بعضها على بعض. فمن ذلك قوله عز وجل: {يحفظونه من أمر الله} أي: بأمر الله. وقال: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي: على. وقال: {أم لهم سلمٌ يستمعون فيه} أي: يستمعون عليه. وقال الشاعر:
هم صلبوا العبدي في جذع نخلةٍ = فلا عطست شيبان إلا بأجذعـا
وقال الآخر:
إذا رضيت على بنو قشيرٍ = لعمر الله أعجبني رضاها
أي عني. وقال الآخر:
غدت من عليه تنفض الطل بعد ما = رأت حاجب الشمس استوى فترفعا
وسنفرد باباً لما يصلح فيه الإبدال وما يمتنع عنه إن شاء الله.
تقول والله لأفعلن، وتالله لأفعلن وتبدل التاء من الواو، ولا تدخل من المقسم به إلا في الله وحده. وذلك قوله {وتالله لأكيدن أصنامكم}؛ وإنما امتنعت من الدخول في جميع ما دخلت فيه الباء، والواو؛ لأنها لم تدخل على الباء التي هي الأصل، وإنما دخلت على الواو الداخلة على الباء؛ فلذلك لم تتصرف.
فأما إبدالها من الواو فنحن نذكره مفسراً في التصريف. ألا ترى أنك تقول: هذا أتقى من هذا، والأصل أوقى، لأنه من وقيت. وكذلك تراث. إنما هو وراث، لأنه من ورثت. وتجاهٌ فعال من الوجه. وكذلك تخمة من الوخامة. وهذا أكثر من أن يحصى أو يؤتى بجميعه، ونحن نستقصي شرحه في باب التصريف إن شاء الله.
واعلم أنك إذا حذفت حروف الإضافة من المقسم به نصبته؛ لأن الفعل يصل فيعمل، فتقول: الله لأفعلن؛ لأنك أردت أحلف الله لأفعلن. وكذلك كل خافض في موضع نصب إذا حذفته وصل الفعل، فعمل فيما بعده؛ كما قال الله عز وجل: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً} أي من قومه. وقل الشاعر:
أستغفر الله ذنباً لست محصيه = رب العباد إليه الوجه والعمل
أي من ذنب. وقال الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به = فقد تركتك ذا مالٍ وذا نـشـب
فتقول: الله لأفعلن. وكذلك كل مقسم به.
واعلم أن للقسم تعويضاتٍ من أدواته تحل محلها، فيكون فيها ما يكون في أدوات القسم وتعتبر ذلك بأنك لا تجمع بينها وبين ما هي عوضٌ منه. فإن جاز الجمع بين شيئين فليس أحدهما عوضاً عن الآخر؛ ألا ترى أنك تقول: عليك زيداً، وإنما المعنى: خذ زيداً، وما أشبهه من الفعل. فإن قلت: عليك لم تجمع بينها وبين فعل آخر لأنها بدل من ذلك الفعل). [المقتضب: 2/317-321] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (الجذاذ مثل الحطام، لا واحد له. والجذاذ مثل فعيل وفعال جذيذ وجذاذ). [مجالس ثعلب: 581]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث عمران بن حصين: جذعة أحب إلي من هرمة، الله أحق بالفتاء والكرم.
حدثناه ابن علية عن أيوب عن ابن سيرين عن عمران.
قوله: بالفتاء ممدود وهو مصدر الفتي السن بين الفتاء وقال الشاعر:

إذا بلغ الفتى مائتين عاما = فقد ذهب اللذاذة والفتاء
ويروى: فقد أودى فقصر الفتى في أول البيت لأنه أراد الشاب من
الرجال، وهذا لا يكون أبدا إلا مقصورا وقال الله تبارك وتعالى: {قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} ويقال: فتي بين الفتاء وفتى بين الفتوة). [غريب الحديث: 5/315-316]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 01:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 01:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 01:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وتالله لأكيدن} الآية. روي أنهم حضرهم عيد لهم فعزم قوم منهم على حضور إبراهيم عليه السلام معهم طمعا منهم أن يستحسن شيئا من أخبارهم، فمشى معهم، فلما كان في الطريق عزم على التخلف عنهم، فقعد وقال لهم: إني سقيم، فمر به جمهورهم، ثم قال في خلوة من نفسه: {وتالله لأكيدن أصنامكم}، وسمعه قوم من ضعفتهم ممن كان يسير في آخر الناس. وقوله: {بعد أن تولوا مدبرين} معناه: إلى عيدهم، ثم انصرف إبراهيم عليه السلام إلى بيت أصنامهم وحده فدخل ومعه قدوم، فوجد الأصنام وقفت، أكبرها في الأول ثم الذي يليه فالذي يليه، وقد جعلوا أطعمتهم في ذلك اليوم بين يدي الأصنام تبركا بها لينصرفوا من ذلك العيد إلى أكله، فجعل عليه السلام يقطعها بذلك القدوم ويهشمها، حتى أفسد أشكالها كلها، حاشى الكبير فإنه تركه بحاله وعلق القدوم من يده وخرج عنها). [المحرر الوجيز: 6/175]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"جذاذا" معناه قطعا صغارا، والجذ: القطع، وقرأ الجمهور: "جذاذا" بضم الجيم، وقرأ الكسائي وحده بكسرها، وقرأ ابن عباس، وأبو نهيك، وأبو السماك بفتحها، وهي لغات، والمعنى واحد.
وقوله تعالى: "فجعلهم" ونحوه معاملة للأصنام بحال من يعقل من حيث كانت تعبد وتنزل منزلة من يعقل، والضمير في "إليه" أظهر ما فيه أنه عائد على إبراهيم عليه السلام، أي فعل هذا كله توخيا منه أن يعقب ذلك منهم رجعة إليه وإلى شرعه،
[المحرر الوجيز: 6/175]
ويحتمل أن يعود الضمير على الكسر المتروك، ولكن يضعف ذلك دخول الترجي في الكلام). [المحرر الوجيز: 6/176]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}
المعنى: فانصرفوا من عيدهم فرأوا ما حدث بآلهتهم فأكبروا ذلك، وحينئذ قالوا: من فعل هذا على جهة البحث والإنكار). [المحرر الوجيز: 6/176]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"قالوا" الثانية الضمير فيها يعود للقوم الضعفة الذين سمعوا إبراهيم عليه السلام حين قال: وتالله لأكيدن، واختلف الناس في وجه رفع قوله: " إبراهيم " فقالت فرقة: هو مرتفع بتقدير النداء، كأنهم أرادوا: الذي يقال له عند ما يدعى: يا إبراهيم، وقالت فرقة: رفعه على إضمار الابتداء، تقديره: هو إبراهيم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأول أرجح. وقال الأستاذ أبو الحجاج الإشبيلي الأعلم: هو رفع على الإهمال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
لما رأى وجوه الرفع كأنها لا توضح المعنى الذي قصدوه ذهب إلى رفعه بغير شيء، كما قد يرفع التجرد والعرو عن العوامل الابتداء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والوجه عندي أنه مفعول لم يسم فاعله، على أن يجعل " إبراهيم " غير دال على الشخص، بل تجعل النطق به دالا على بناء هذه اللفظة، وهذا كما تقول: "زيد وزن فعل"، أو "زيد ثلاثة أحرف"، فلم تدل بوجه على الشخص بل دللت بنطقها على نفس اللفظة، وعلى هذه الطريقة تقول: "قلت إبراهيم "، ويكون مفعولا صحيحا أنزلته منزلة قول وكلام فلا يتعذر بعد ذلك أن يبنى الفعل فيه للمفعول). [المحرر الوجيز: 6/176]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 03:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 03:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين (57) فجعلهم جذاذًا إلا كبيرًا لهم لعلّهم إليه يرجعون (58) قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين (59) قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم (60) قالوا فأتوا به على أعين النّاس لعلّهم يشهدون (61) قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم (62) قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون (63)}.
ثمّ أقسم الخليل قسمًا أسمعه بعض قومه ليكيدنّ أصنامهم، أي: ليحرصنّ على أذاهم وتكسيرهم بعد أن يولّوا مدبرين أي: إلى عيدهم. وكان لهم عيد يخرجون إليه.
قال السّدّيّ: لـمّا اقترب وقت ذلك العيد قال أبوه: يا بنيّ، لو خرجت معنا إلى عيدنا لأعجبك ديننا! فخرج معهم، فلمّا كان ببعض الطّريق ألقى نفسه إلى الأرض. وقال: إنّي سقيمٌ، فجعلوا يمرّون عليه وهو صريعٌ، فيقولون: مه! فيقول: إنّي سقيمٌ، فلمّا جاز عامّتهم وبقي ضعفاؤهم قال: {تاللّه لأكيدنّ أصنامكم} فسمعه أولئك.
وقال أبو إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: لـمّا خرج قوم إبراهيم، إلى عيدهم مرّوا عليه فقالوا: يا إبراهيم ألا تخرج معنا؟ قال: إنّي سقيمٌ. وقد كان بالأمس قال: {تاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} فسمعه ناسٌ منهم). [تفسير ابن كثير: 5/ 348-349]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فجعلهم جذاذًا} أي: حطامًا كسّرها كلّها {إلا كبيرًا لهم} يعني: إلّا الصّنم الكبير عندهم كما قال: {فراغ عليهم ضربًا باليمين} [الصّافّات:93].
وقوله: {لعلّهم إليه يرجعون} ذكروا أنّه وضع القدوم في يد كبيرهم، لعلّهم يعتقدون أنّه هو الّذي غار لنفسه، وأنف أن تعبد معه هذه الأصنام الصّغار، فكسّرها). [تفسير ابن كثير: 5/ 349]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين} أي: حين رجعوا وشاهدوا ما فعله الخليل بأصنامهم من الإهانة والإذلال الدّالّ على عدم إلهيّتها، وعلى سخافة عقول عابديها {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين} أي: في صنيعه هذا). [تفسير ابن كثير: 5/ 349]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم} أي: قال من سمعه يحلف أنّه ليكيدنّهم: {سمعنا فتًى} أي: شابًّا {يذكرهم يقال له إبراهيم}
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عوفٍ، حدّثنا سعيد بن منصورٍ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن قابوسٍ [عن أبيه]، عن ابن عبّاسٍ قال: ما بعث اللّه نبيًّا إلّا شابًّا، ولا أوتي العلم عالمٌ إلّا وهو شابٌّ، وتلا هذه الآية: {قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم}).[تفسير ابن كثير: 5/ 349]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة