تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن جريج عن مجاهد {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} قال: هداه صغيرا [الآية: 51]). [تفسير الثوري: 201-202]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنّا به عالمين (51) إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون}.
يقول تعالى ذكره: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} موسى وهارون، ووفّقناه للحقّ، وأنقذناه من بين قومه وأهل بيته من عبادة الأوثان، كما فعلنا ذلك بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وعلى إبراهيم فأنقذناه من قومه وعشيرته من عبادة الأوثان، وهديناه إلى سبيل الرّشاد توفيقًا منّا له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، ح وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} قال: هديناه صغيرًا.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} قال: هداه صغيرًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي جريج، عن مجاهدٍ: {آتينا إبراهيم رشده من قبل} قال: هداه صغيرًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} يقول: آتيناه هداه.
وقوله: {وكنّا به عالمين} يقول: وكنّا عالمين به أنّه ذو يقينٍ وإيمانٍ باللّه، وتوحيدٍ له، لا يشرك به شيئًا). [جامع البيان: 16/290-291]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل يقول هديناه صغيرا). [تفسير مجاهد: 411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 51 - 56.
أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولقد آتينا إبراهيم رشده} قال: هديناه صغيرا، وفي قوله: {ما هذه التماثيل} قال: الأصنام). [الدر المنثور: 10/302]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: {ولقد آتينا إبراهيم رشده} يقول: آتيناه هداه). [الدر المنثور: 10/302]
تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({التّماثيل} [الأنبياء: 52] : «الأصنام»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله التّماثيل الأصنام وصله الفريابيّ من طريقه أيضًا). [فتح الباري: 8/437]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {لعلّكم تسألون} تفهمون ارتضى رضي التماثيل الأصنام السّجل الصّحيفة
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 13 الأنبياء {لعلّكم تسألون} قال تفقهون
وفي قوله 28 الأنبياء {ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى} لمن رضي عنه
وبه في قوله 52 الأنبياء {ما هذه التماثيل} قال الأصنام). [تغليق التعليق: 4/258-259] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (التّماثيل الأصنام
أشار به إلى قوله تعالى: {ما هذه التماثيل الّتي أنتم لها عاكفون} (الأنبياء: 52) وفسّر التماثيل بالأصنام، وهو جمع تمثال وهو اسم للشّيء المصنوع شبيها بخلق من خلق الله تعالى، وأصله من مثلت الشّيء بالشّيء إذا شبهته به). [عمدة القاري: 19/65]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({التماثيل}) هي (الأصنام) والتمثال اسم للشيء الموضوع مشبهًا بخلق من خلق الله). [إرشاد الساري: 7/242]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إذ قال لأبيه وقومه} يعني في وقت قيله، وحين قيله لهم: {ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون} يقول: قال لهم: أيّ شيءٍ هذه الصّور الّتي أنتم عليها مقيمون؟ وكانت تلك التّماثيل أصنامهم الّتي كانوا يعبدونها كما؛
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون} قال: الأصنام.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقد بيّنّا فيما مضى من كتابنا هذا أنّ العاكف على الشّيء: المقيم عليه، بشواهد ذلك، وذكرنا الرّواية عن أهل التّأويل). [جامع البيان: 16/291-292]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ما هذه التماثيل يعني الأصنام). [تفسير مجاهد: 411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 51 - 56.
أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولقد آتينا إبراهيم رشده} قال: هديناه صغيرا، وفي قوله: {ما هذه التماثيل} قال: الأصنام). [الدر المنثور: 10/302] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {التي أنتم لها عاكفون} قال: عابدون، وفي قوله: {قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين} أي على دين وإنا متبعوهم على ذلك). [الدر المنثور: 10/302]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن علي بن أبي طالب أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون لأن يمس أحدكم جمرا حتى يطفأ خير له من أن يمسها). [الدر المنثور: 10/302]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر، عن علي، قال: لا يسلم على أصحاب النردشير والشطرنج). [الدر المنثور: 10/302]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين (53) قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلالٍ مبينٍ (54) قالوا أجئتنا بالحقّ أم أنت من اللاّعبين}.
يقول تعالى ذكره: قال أبو إبراهيم وقومه لإبراهيم: وجدنا آباءنا لهذه الأوثان عابدين، فنحن على ملّة آبائنا نعبدها كما كانوا يعبدون). [جامع البيان: 16/292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {التي أنتم لها عاكفون} قال: عابدون، وفي قوله: {قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين} أي على دين وإنا متبعوهم على ذلك). [الدر المنثور: 10/302] (م)
تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قال} إبراهيم: {لقد كنتم} أيّها القوم {أنتم وآباؤكم} بعبادتكم إيّاها {في ضلالٍ مبينٍ} يقول: في ذهابٍ عن سبيل الحقّ، وجورٍ عن قصد السّبيل مبينٍ، يقول: بيّنٌ لمن تأمّله بعقلٍ أنّكم كذلك في جورٍ عن الحقّ). [جامع البيان: 16/292]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({قالوا أجئتنا بالحقّ}؟ يقول: قال أبوه وقومه له: أجئتنا بالحقّ فيما تقول {أم أنت} هازلٌ لاعبٌ {من اللاّعبين} ). [جامع البيان: 16/292]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال بل ربّكم ربّ السّموات والأرض الّذي فطرهنّ وأنا على ذلكم من الشّاهدين}.
يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لهم: بل جئتكم بالحقّ لا اللّعب، ربّكم ربّ السّماوات والأرض الّذي خلقهنّ، وأنا على ذلكم من أنّ ربّكم هو ربّ السّماوات والأرض الّذي فطرهنّ دون التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون، ودون كلّ أحدٍ سواه شاهدٌ من الشّاهدين، يقول: فإيّاه فاعبدوا، لا هذه التّماثيل الّتي هي خلقه، الّتي لا تضرّ ولا تنفع). [جامع البيان: 16/292]