العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:04 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الأنبياء [من الآية(41) إلى الآية(44)]

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:04 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: إن يتّخذك يا محمّد هؤلاء القائلون لك: هل هذا إلاّ بشرٌ مثلكم، أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون، إذ رأوك هزوًا ويقولون: هذا الّذي يذكر آلهتكم، كفرًا منهم باللّه، واجتراءً عليه. فلقد استهزئ برسلٍ من رسلنا الّذين أرسلناهم من قبلك إلى أممهم. يقول: فوجب ونزل بالّذين استهزءوا بهم، وسخروا منهم من أممهم {ما كانوا به يستهزئون}. يقول جلّ ثناؤه: حلّ بهم الّذي كانوا به يستهزئون من البلاء والعذاب الّذي كانت رسلهم تخوّفهم نزوله بهم.
{يستهزئون}: يقول جلّ ثناؤه، فلن يعدو هؤلاء المستهزئون بك من هؤلاء الكفرة أن يكونوا كأسلافهم من الأمم المكذّبة رسلها، فينزل بهم من عذاب اللّه وسخطه باستهزائهم بك نظير الّذي نزل بهم). [جامع البيان: 16/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 39 - 41.
أخرج البخاري ومسلم عن عدي بن حاتم أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما منكم أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا ترجمان يترجم له فيقول: ألم أوتك مالا فيقول: بلى، فيقول: ألم أرسل إليك رسولا فيقول: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار وينظر عن يساره فلا يرى إلا النار وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة). [الدر المنثور: 10/295-296] (م)

تفسير قوله تعالى: (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عيسى عن مجاهدٍ في قوله: {قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرحمن} قال: من يحفظكم باللّيل والنّهار [الآية: 42]). [تفسير الثوري: 201]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن بل هم عن ذكر ربّهم معرضون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المستعجليك بالعذاب، القائلين: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين {من يكلؤكم} أيّها القوم، يقول: من يحفظكم، ويحرسكم باللّيل إذا نمتم، وبالنّهار إذا انصرّفتم {من الرّحمن} يقول: من أمر الرّحمن إن نزل بكم، ومن عذابه إن حلّ بكم.
وترك ذكر الأمر، وقيل {من الرّحمن} اجتزاءً بمعرفة السّامعين لمعناه من ذكره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، في قوله: {قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن} قال: يحرسكم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن} قل يحفظكم باللّيل والنّهار من الرّحمن.
يقال منه: كلأت القوم: إذا حرستهم، أكلؤهم، كما قال ابن هرمة:
إنّ سليمى واللّه يكلؤها = ضنّت بشيءٍ ما كان يرزؤها
قوله: {بل هم عن ذكر ربّهم معرضون} وقوله: بل: تحقيقٌ لجحدٍ قد عرفه المخاطبون بهذا الكلام، وإن لم يكن مذكورًا في هذا الموضع ظاهرًا ومعنى الكلام: وما لهم أن لا يعلموا أنّه لا كالئ لهم من أمر اللّه إذا هو حلّ بهم ليلاً أو نهارًا، بل هم عن ذكر مواعظ ربّهم، وحججه الّتي احتجّ بها عليهم معرضون، لا يتدبّرون ذلك، فلا يعتبرون به، جهلاً منهم وسفهًا). [جامع البيان: 16/277-279]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله منا يصحبون قال ينصرون). [تفسير عبد الرزاق: 2/24]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن مجاهد {وما جعلناهم جسدا} قال: ليس فيهم الروح {ولا هم منا يصحبون} قال: يمنعون [الآية: 8 والآية 43]). [تفسير الثوري: 199] (م)
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون} قال: ينصرون وقال: كان أصحاب عبد الله يقرءونها (يصحبون) [الآية: 43]). [تفسير الثوري: 201]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({يصحبون} [الأنبياء: 43] : «يمنعون»). [صحيح البخاري: 6/96]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يصحبون يمنعون وصله بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله ولا هم منّا يصحبون قال يمنعون ومن وجهٍ آخر منقطعٍ عن بن عبّاسٍ يمنعون قال ينصرون وهو قول مجاهدٍ رواه الطّبريّ). [فتح الباري: 8/436]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (أما محمّد بن سعد العوفيّ فيما كتب إليّ حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن جدي عن عبد الله بن عبّاس في قوله 43 الأنبياء {ولا هم منا يصحبون} قال ولا هم منا يجأرون). [تغليق التعليق: 4/258]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يصحبون يمنعون
أشار به إلى قوله تعالى: {ولا هم منا يصحبون} (الأنبياء: 43) وفسره بقوله: (يمنعون) ووصله ابن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، قال: يمنعون، وعن مجاهد: ولا هم منا ينصرون ويحفظون، وعن قتادة: لا يصحبون من الله بخير). [عمدة القاري: 19/63]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يصحبون}) في قوله: {ولا هم منا يصحبون} أي (يمنعون) قاله ابن عباس فيما وصله ابن المنذر، وقال مجاهد: ينصرون). [إرشاد الساري: 7/241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم لهم آلهةٌ تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منّا يصحبون}.
يقول تعالى ذكره: ألهؤلاء المستعجلي ربّهم بالعذاب آلهةٌ تمنعهم، إن نحن أحللنا بهم عذابنا، وأنزلنا بهم بأسنا من دوننا؟ ومعناه: أم لهم آلهةٌ من دوننا تمنعهم منّا؟ ثمّ وصف جلّ ثناؤه الآلهة بالضّعف، والمهانة، وما هي به من صفتها، فقال: وكيف تستطيع آلهتهم الّتي يدعونها من دوننا أن تمنعهم منّا؟ وهي لا تستطيع نصر أنفسها.
وقوله: {ولا هم منّا يصحبون} اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بذلك، وفي معنى {يصحبون}، فقال بعضهم: عنى بذلك الآلهة، وأنّها لا تصحب من اللّه بخيرٍ.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أم لهم آلهةٌ تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم} يعني الآلهة {ولا هم منّا يصحبون} يقول: لا يصحبون من اللّه بخيرٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولا هم منّا ينصرون.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولا هم منّا يصحبون} قال: ينصرون.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، قوله: {أم لهم آلهةٌ تمنعهم من دوننا} إلى قوله: {يصحبون} قال: ينصرون. قال: قال مجاهدٌ: ولا هم يحفظون.
- حدّثنا عليّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا هم منّا يصحبون} يجارون.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا هم منّا يصحبون} يقول: ولا هم منّا يجارون، وهو قوله: {وهو يجير ولا يجار عليه} يعني الصّاحب، وهو الإنسان يكون له خفيرٌ ممّا يخاف، فهو قوله {يصحبون}.
قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال هذا القول الّذي حكيناه عن ابن عبّاسٍ، وأنّ {هم} من قوله: {ولا هم} من ذكر الكفّار، وأنّ قوله: {يصحبون} بمعنى: يجارون، يصحبون بالجوار، لأنّ العرب محكيّ عنها: أنا لك جارٌ من فلانٍ، وصاحبٌ، بمعنى: أجيرك، وأمنعك، وهم إذا لم يصحبوا بالجوار، ولم يكن لهم مانعٌ من عذاب اللّه مع سخط اللّه عليهم، فلم يصحبوا بخيرٍ، ولم ينصروا). [جامع البيان: 16/279-281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 42 - 46.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {قل من يكلؤكم} قال: يحرسكم، وفي قوله: {ولا هم منا يصحبون} قال: لا ينصرون). [الدر المنثور: 10/296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولا هم منا يصحبون} قال: لا ينصرون). [الدر المنثور: 10/296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {قل من يكلؤكم} قال: يحفظكم). [الدر المنثور: 10/296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولا هم منا يصحبون} قال: لا يجارون). [الدر المنثور: 10/296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {ولا هم منا يصحبون} قال: لا يمنعون). [الدر المنثور: 10/296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم} يعني الآلهة {ولا هم منا يصحبون} يقول: لا يصحبون من الله بخير، وفي قوله: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: كان الحسن يقول: ظهور النّبيّ صلى الله عليه وسلم على من قاتله أرضا أرضا وقوما وقوما وقوله: {أفهم الغالبون} أي ليسوا بغالبين ولكن الرسول هو الغالب، وفي قوله: {قل إنما أنذركم بالوحي} أي بهذا القرآن {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون} يقول: إن الكافر أصم عن كتاب الله لا يسمعه ولا ينتفع به ولا يعقله كما يسمعه أهل الإيمان، وفي قوله: {ولئن مستهم نفحة} يقول: لئن أصابتهم عقوبة). [الدر المنثور: 10/296-297]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ننقصها من أطرافها قال: قال الحسن هو ظهور المسلمين على المشركين وقال عكرمة هو الموت). [تفسير عبد الرزاق: 2/24]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ في قوله: {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: الموت [الآية: 44]). [تفسير الثوري: 201]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: الموت). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 432]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل متّعنا هؤلاء وآباءهم حتّى طال عليهم العمر أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون}.
يقول تعالى ذكره: ما لهؤلاء المشركين من آلهةٍ تمنعهم من دوننا، ولا جارٌ يجيرهم من عذابنا، إذا نحن أردنا عذابهم، فاتّكلوا على ذلك، وعصوا رسلنا اتّكالاً منهم على ذلك، ولكنّا متّعناهم بهذه الحياة الدّنيا، وآباءهم من قبلهم حتّى طال عليهم العمر، وهم على كفرهم مقيمون، لا تأتيهم منّا واعظةٌ من عذابٍ، ولا زاجرةٌ من عقابٍ على كفرهم، وخلافهم أمرنا، وعبادتهم الأوثان والأصنام، فنسوا عهدنا، وجهلوا موقع نعمتنا عليهم، ولم يعرفوا موضع الشّكر.
وقوله: {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها}
يقول تعالى ذكره: أفلا يرى هؤلاء المشركون باللّه، السّائلو محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم الآيات، المستعجلو بالعذاب، أنّا نأتي الأرض نخرّبها من نواحيها، بقهرنا أهلها، وغلبتناهم، وإجلائهم عنها، وقتلهم بالسّيوف، فيعتبروا بذلك، ويتّعظوا به، ويحذروا منّا أن ننزل من بأسنا بهم نحو الّذي قد أنزلنا بمن فعلنا ذلك به من أهل الأطراف؟
وقد تقدّم ذكر القائلين بقولنا هذا، ومخالفيه بالرّوايات عنهم في سورة الرّعد بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {أفهم الغالبون} يقول تبارك وتعالى: أفهؤلاء المشركون المستعجلو محمّدًا بالعذاب، الغالبونا؟ ‍ وقد رأوا قهرنا من أحللنا بساحته بأسنا في أطراف الأرضين؟ ليس ذلك كذلك، بل نحن الغالبون.
وإنّما هذا تقريعٌ من اللّه تعالى لهؤلاء المشركين به بجهلهم، يقول: أفيظنّون أنّهم يغلبون محمّدًا ويقهرونه، وقد قهر من ناوأه من أهل أطراف الأرض غيرهم؟
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أفهم الغالبون} يقول: ليسوا بغالبين، ولكنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو الغالب). [جامع البيان: 16/281-282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم} يعني الآلهة {ولا هم منا يصحبون} يقول: لا يصحبون من الله بخير، وفي قوله: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: كان الحسن يقول: ظهور النّبيّ صلى الله عليه وسلم على من قاتله أرضا أرضا وقوما وقوما وقوله: {أفهم الغالبون} أي ليسوا بغالبين ولكن الرسول هو الغالب، وفي قوله: {قل إنما أنذركم بالوحي} أي بهذا القرآن {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون} يقول: إن الكافر أصم عن كتاب الله لا يسمعه ولا ينتفع به ولا يعقله كما يسمعه أهل الإيمان، وفي قوله: {ولئن مستهم نفحة} يقول: لئن أصابتهم عقوبة). [الدر المنثور: 10/296-297] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:09 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم} [الأنبياء: 41] كذّبوهم واستهزءوا بهم، فحاق بهم.
{ما كانوا به يستهزئون} [الأنعام: 5] العذاب الّذي كانوا يكذّبون به، ويستهزئون بالرّسل إذا خوّفوهم به). [تفسير القرآن العظيم: 1/314]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل من يكلؤكم} [الأنبياء: 42]....
قال: من يحفظكم وهو قول قتادة.
قال: {باللّيل والنّهار من الرّحمن} [الأنبياء: 42] أي: هم من الملائكة كقوله: {يحفظونه من أمر اللّه} [الرعد: 11] أي: هم من أمر اللّه، وهم ملائكة اللّه، هم حفظةٌ من اللّه لبني آدم ولأعمالهم، يتعاقبون فيهم باللّيل والنّهار، ملائكةٌ باللّيل وملائكةٌ بالنّهار، فيجتمعون عند صلاة الصّبح، وعند صلاة العصر، فيسألهم ربّهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم
وهم يصلّون وتركناهم وهم يصلّون، يحفظون العباد ممّا لم يقدّر لهم، ويحفظون عليهم أعمالهم.
عبد القدّوس بن مسلمٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قال: ما من آدميٍّ إلا ومعه ملكان يحفظانه في ليله، ونهاره، ونومه، ويقظته من الجنّ، والإنس، والدّوابّ، والسّباع والهوامّ، وأحسبه قال: والطّير، كلّما أراده شيءٌ قال: إليك حتّى يأتي القدر.
حدّثني حمّادٌ، عن أبي غالب بن أبي أمامة قال: ما من آدميٍّ إلا ومعه ملكان أحدهما يكتب عمله، والآخر يقيه ممّا لم يقدّر عليه.
وتفسير الحسن أنّهم أربعة أملاكٍ يتعاقبونهم باللّيل والنّهار، يعني يصعد هذان، وينزل هذان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/314]
قوله: {بل هم عن ذكر ربّهم معرضون} [الأنبياء: 42] يعني المشركين، معرضون عن القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/315]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قل من يكلؤكم...}.

مهموز (ولو) تركت همز مثله في غير القرآن قلت: يكلوكم بواو ساكنةٍ أو يكلاكم بألفٍ ساكنة؛ مثل يخشاكم: ومن جعلها واواً ساكنةً قال كلان بالألف تترك منها النّبرة.
ومن قال: يكلاكم قال: كليت مثل قضيت. وهي من لغة قريش. وكلٌّ حسن، إلا أنهم يقولون في الوجهين مكلوّةٌ بغير همز، ومكلوٌّ بغير همز أكثر ممّا يقولون مكليّة. ولوقيل مكلي في قول الذين يقولون كليت كان صواباً.
وسمعت بعض العرب ينشد قول الفرزدق:
وما خاصم الأقوام من ذي خصومةٍ =كورهاء مشني إليها حليلها
فبني على شنيت بترك النبرة. وقوله: {من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن} يريد: من أمر الرحمن، فحذف الأمر وهو يراد كما قال في موضع آخر {فمن ينصرني من الله}
يريد: من يمنعني من عذاب الله. وأظهر المعنى في موضع آخر فقال {فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا} ). [معاني القرآن: 2/204]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" قل من يكلؤكم " مجازه: يحفظكم ويمنعكم،
قال ابن هرمة:
إنّ سليمى والله يكلؤها= ضنّت بشيء ما كان يرزؤها).
[مجاز القرآن: 2/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يكلؤكم}: يحفظكم ويحرسكم). [غريب القرآن وتفسيره: 255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي الكلام على مذهب الاستفهام وهو تقرير كقوله سبحانه: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}، و{مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}، {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ}). [تأويل مشكل القرآن: 279] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن بل هم عن ذكر ربّهم معرضون}
معناه - واللّه أعلم - من يحفظكم من بأس الرحمن، كما قال: {فمن ينصرني من اللّه} أي من عذاب الله). [معاني القرآن: 3/393]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يكلؤكم} أي: يحفظكم). [ياقوتة الصراط: 361]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَكْلَؤُكم}: يحفظكم). [العمدة في غريب القرآن: 207]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم لهم آلهةٌ تمنعهم من دوننا} [الأنبياء: 43] أي: قد اتّخذوا آلهةً لا تمنعهم من دوننا.
{لا يستطيعون نصر أنفسهم} [الأنبياء: 43] لا تستطيع الآلهة لأنفسها نصرًا.
{ولا هم منّا يصحبون} [الأنبياء: 43] لا يصحبون من اللّه بخيرٍ في تفسير قتادة.
وقال الكلبيّ: {ولا هم منّا يصحبون} [الأنبياء: 43] ولا من عبدها منّا يجارون.
أي ليس لهم من يجيرهم، أي يمنعهم منّا.
وقال الحسن: لا تمنعهم من دون اللّه إن أراد عذابهم {ولا هم منّا يصحبون} [الأنبياء: 43] ولا من يعبدها منّا يجارون، أي ليس لهم من يجيرهم، أي يمنعهم منّا إن أراد اللّه عذابهم.
وكان يقول: إنّما تعذّب الشّياطين الّتي دعتهم إلى عبادة الأصنام، ولا تعذّب الأصنام.
قوله: {لا يستطيعون نصر أنفسهم} [الأنبياء: 43] لا يستطيعون تلك الأصنام نصر أنفسها إن أراد أن يعذّبها). [تفسير القرآن العظيم: 1/315]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لا يستطيعون نصر أنفسهم...}

يعني الآلهة لا تمنع أنفسها {ولا هم مّنّا يصحبون} يعني الكفار يعني يجارون (وهي منّا لا تجار) ألا ترى أن العرب تقول (كان لنا جاراً) ومعناه يجيرك ويمنعك فقال (يصحبون) بالإجازة). [معاني القرآن: 2/205]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا هم منّا يصحبون} أي لا يجيرهم منها أحد، لأن المجير صاحب لجاره). [تفسير غريب القرآن: 286]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يصحبون} أي: يحفظون، ويمنعون). [ياقوتة الصراط: 361]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {بل متّعنا هؤلاء وآباءهم} [الأنبياء: 44] يعني: قريشًا.
{حتّى طال عليهم العمر} [الأنبياء: 44] لم يأتهم رسولٌ حتّى جاءهم محمّدٌ.
{أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} [الأنبياء: 44] قال ابن عبّاسٍ: موت علمائها وفقهائها.
[تفسير القرآن العظيم: 1/315]
قال يحيى: وبلغني عن أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ قال: موت عالمٍ أحبّ إلى إبليس من موت ألف عابدٍ.
- نا عمّارٌ، عن الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «موت العالم ثلمةٌ في الإسلام لا يسدّها شيءٌ أبدًا».
نا سفيان الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ قال: ننقصها من أطرافها، قال: الموت.
وقال عكرمة وقتادة: ننقصها من أطرافها بالموت.
وقال الحسن في تفسير سعيدٍ: {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} [الأنبياء: 44] بالفتوح على النّبيّ أرضًا فأرضًا أفلا تسمعه يقول: {أفهم الغالبون} [الأنبياء: 44] أي: ليسوا بالغالبين ولكنّ رسول اللّه هو الغالب.
- عمّارٌ، عن الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «موت عالمٍ ثلمةٌ في الإسلام لا يسدّها شيءٌ أبدًا».
وقال السّدّيّ: {ننقصها من أطرافها} [الأنبياء: 44] يعني: أرض مكّة.
وقوله: {ننقصها} [الأنبياء: 44] يعني: إذا أسلم أحدٌ من الكفّار نقص منهم وزاد في المسلمين.
وهو قوله: {أفهم الغالبون} [الأنبياء: 44].
وفي تفسير عمرٍو، عن الحسن، عن الأحنف بن قيسٍ أنّ اللّه تبارك وتعالى يبعث نارًا قبل يوم القيامة تطرد النّاس من أطراف الأرض إلى
[تفسير القرآن العظيم: 1/316]
الشّام، تنزل معهم إذا نزلوا، وترتحل معهم إذا ارتحلوا، فتقوم عليهم القيامة بالشّام وهو قوله: {ننقصها من أطرافها} [الأنبياء: 44] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} أي نفتحها عليك.

{أفهم الغالبون} مع هذا ؟!). [تفسير غريب القرآن: 286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بل متّعنا هؤلاء وآباءهم حتّى طال عليهم العمر أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون}
{أفهم الغالبون} أي قد تبين لكم أنا ننقص الأرض من أطرافها، ولأن الغلبة لنا، وقد فسرنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها في سورة الرعد، أي فاللّه الغالب وهم المغلوبون،
أعني حزب الشيطان). [معاني القرآن: 3/393]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:11 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[
ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) }

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) }

تفسير قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 12:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 12:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 12:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم آنس الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بما جرى على سائر الأنبياء من استهزاء قومهم بهم وحلول العذاب بالمستهزئين، و"حاق" معناه: نزل وحل، وهي مستعملة في العذاب والمكاره. وقوله تعالى: "ما كانوا" فيه محذوف تقديره: جزاء ما كانوا، ونحوه، ومع هذا التأنيس الذي لمحمد صلى الله عليه وسلم وعيد للكفرة وضرب مثل له بمن سلف من الأمم). [المحرر الوجيز: 6/170]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون}
المعنى: قل يا محمد لهؤلاء الكفرة المستهزئين بك وبما جئت به الكافرين بذكر الرحمن الجاهلين به، قل لهم على جهة التقريع والتوبيخ: من يحفظكم؟ و"كلأ" معناه حفظ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم اكلأ لنا الفجر، وفي آخر الكلام تقدير محذوف، كأنه قال: ليس لهم مانع ولا كالئ، وعلى هذا المعنى تركبت "بل" في قوله سبحانه: {بل هم عن ذكر ربهم معرضون} ). [المحرر الوجيز: 6/171]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم يقضي عليهم التقرير في أنه لا مانع لهم من الله بأن كشف أمر آلهتهم، والمعنى: يظنون أن آلهتهم التي بهذه الصفة تمنعهم من دوننا، بل لا يمنعهم أحد إلا نحن، وقوله تعالى: {ولا هم منا يصحبون} يحتمل تأويلين: أحدهما: يجارون ويمنعون، والآخر: ولا هم منا يصحبون بخير ولا بركة ونحو هذا، وفي الكلام تقدير محذوف، كأنه قال: ليس ثم شيء من هذا كله، بل ضل هؤلاء لأنا متعناهم ومتعنا آباءهم فنسوا عقاب الله وظنوا أن حالهم لا تبيد، والمعنى: طال العمر في رخاء). [المحرر الوجيز: 6/171]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وقفهم تعالى على مواضع العبرة في الأمم وفي البشر بحسب الخلاف والأطراف، و"الرؤية" في قوله تعالى: "أفلا يرون" رؤية العين تتبعها رؤية القلب، و"نأتي" معناه: بالقدرة والبأس، و"الأرض" عامة في الجنس، وقوله سبحانه: "من أطرافها" إما أن يريد: فيما يخرب من المعمور فذاك بعض الأرض، وإما أن يريد موت البشر فهو تنقص للقرون، ويكون المراد حينئذ أهل الأرض، وقال قوم: النقص
[المحرر الوجيز: 6/171]
من الأطراف موت العلماء، ثم وقفهم - على جهة التوبيخ - أهم يغلبون من غلب جميع أهل الأرض وقهر الكل بسلطانه وعظمته؟ أي إن ذلك محال بين، بل هم مغلوبون مقهورون). [المحرر الوجيز: 6/172]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون (41) قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن بل هم عن ذكر ربّهم معرضون (42) أم لهم آلهةٌ تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منّا يصحبون (43)}.
يقول تعالى مسلّيًا لرسوله [صلوات اللّه وسلامه عليه] عمّا آذاه به المشركون من الاستهزاء والتّكذيب: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} يعني: من العذاب الّذي كانوا يستبعدون وقوعه، كما قال تعالى: {ولقد كذّبت رسلٌ من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتّى أتاهم نصرنا ولا مبدّل لكلمات اللّه ولقد جاءك من نبإ المرسلين} [الأنعام:34]). [تفسير ابن كثير: 5/ 344]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ ذكر تعالى نعمته على عبيده في حفظه لهم باللّيل والنّهار، وكلاءته وحراسته لهم بعينه الّتي لا تنام، فقال: {قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن}؟ أي: بدل الرّحمن بمعنى غيره، كما قال الشّاعر:
جارية لم تلبس المرقّقا = ولم تذق من البقول الفستقا...
أي: لم تذق بدل البقول الفستق.
وقوله تعالى: {بل هم عن ذكر ربّهم معرضون} أي: لا يعترفون بنعمه عليهم وإحسانه إليهم، بل يعرضون عن آياته وآلائه). [تفسير ابن كثير: 5/ 344]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {أم لهم آلهةٌ تمنعهم من دوننا} استفهام إنكارٍ وتقريعٍ وتوبيخٍ، أي: ألهم آلهةٌ تمنعهم وتكلؤهم غيرنا؟ ليس الأمر كما توهّموا ولا كما زعموا؛ ولهذا قال: {لا يستطيعون نصر أنفسهم} أي: هذه [الآلهة] الّتي استندوا إليها غير اللّه لا يستطيعون نصر أنفسهم.
وقوله: {ولا هم منّا يصحبون} قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {ولا هم منّا يصحبون} أي: يجارون وقال قتادة لا يصحبون [من اللّه] بخيرٍ وقال غيره: {ولا هم منّا يصحبون} يمنعون). [تفسير ابن كثير: 5/ 344]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({بل متّعنا هؤلاء وآباءهم حتّى طال عليهم العمر أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون (44) قل إنّما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون (45) ولئن مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين (46) ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئًا وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين (47) }
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين: إنّما غرّهم وحملهم على ما هم فيه من الضّلال، أنّهم متّعوا في الحياة الدّنيا، ونعّموا وطال عليهم العمر فيما هم فيه، فاعتقدوا أنّهم على شيءٍ.
ثمّ قال واعظًا لهم: {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} اختلف المفسّرون في معناه، وقد أسلفناه في سورة "الرّعد"، وأحسن ما فسّر بقوله تعالى: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرّفنا الآيات لعلّهم يرجعون} [الأحقاف:27].
وقال الحسن البصريّ: يعني بذلك ظهور الإسلام على الكفر.
والمعنى: أفلا يعتبرون بنصر اللّه لأوليائه على أعدائه، وإهلاكه الأمم المكذّبة والقرى الظّالمة، وإنجائه لعباده المؤمنين؛ ولهذا قال: {أفهم الغالبون} يعني: بل هم المغلوبون الأسفلون الأخسرون الأرذلون).[تفسير ابن كثير: 5/ 345]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة