تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون}.
يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا يا محمّد من قبلك من رسولٍ إلى أمّةٍ من الأمم إلاّ نوحي إليه أنّه لا معبود في السّماوات والأرض تصلح العبادة له سواي {فاعبدون} يقول: فأخلصوا لي العبادة، وأفردوا لي الألوهة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون} به أرسلت الرّسل بالإخلاص والتّوحيد، لا يقبل منهم قال أبو جعفرٍ: أظنّه أنا قال عملٌ حتّى يقولوه ويقرّوا به، والشّرائع مختلفةٌ، في التّوراة شريعةٌ، وفي الإنجيل شريعةٌ، وفي القرآن شريعة حلالٍ وحرامٍ. وهذا كلّه في الإخلاص للّه، والتّوحيد له). [جامع البيان: 16/249-250]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 24 - 25.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم} يقول: هاتوا بينتكم على ما تقولون {هذا ذكر من معي} يقول: هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام {وذكر من قبلي} يقول: فيه ذكر أعمال الأمم السالفة وما صنع الله بهم وإلى ما صاروا {بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون} عن كتاب الله {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} قال: أرسلت الرسل بالإخلاص والتوحيد لله لا يقبل منهم حتى يقولوه ويقروا به والشرائع تختلف في التوراة شريعة وفي الإنجيل شريعة وفي القرآن شريعة حلال وحرام فهذا كله في الإخلاص لله وتوحيد الله). [الدر المنثور: 10/283] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (حدثني عوف، عن غالب بن عجرد، قال: حدثني رجل من أهل الشام في مسجد منى، قال: إن الله لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر، لم تك في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة، أو كان لهم منها منفعة، فلم تزل الأرض والشجر كذلك، حتى تكلم فجرة بني آدم بتلك الكلمة العظيمة قولهم: {اتخذ الرحمن ولدًا} [سورة مريم: 88] فلما قالوها اقشعرت الأرض وشاك الشجر). [الزهد لابن المبارك: 2/153]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، عن عبد الله بن واصل، عن عون بن عبد الله، قال: قال عبد الله بن مسعود: إن الجبل ليقول للجبل: يا فلان هل مر بك اليوم ذاكرٌ لله؟ فإن قال نعم سر به، ثم قرأ عبد الله: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدًا} الآية [سورة مريم: 88]، قال: أفتراهن يسمعن الزور، ولا يسمعن الخير). [الزهد لابن المبارك: 2/151]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى اتخذ الرحمن ولدا قالت اليهود وطوائف من الناس إن الله خاتن إلى الجن فالملائكة من الجن قال الله سبحانه بل عباد مكرمون حتى بلغ وهم من خشيته مشفقون قال لا يشفعون يوم القيامة إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم قال هي خاصة لإبليس). [تفسير عبد الرزاق: 2/23]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا سبحانه بل عبادٌ مكرمون (26) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء الكافرون بربّهم: اتّخذ الرّحمن ولدًا من ملائكته، فقال جلّ ثناؤه استعظامًا لمّا قالوا، وتبرّيًا ممّا وصفوه به سبحانه، يقول تنزيهًا له عن ذلك: ما ذلك من صفته، {بل عبادٌ مكرمون} يقول: ما الملائكة كما وصفهم به هؤلاء الكافرون من بني آدم، ولكنّهم عبادٌ مكرمون، يقول: أكرمهم اللّه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا سبحانه بل عبادٌ مكرمون} قال: قالت اليهود: إنّ اللّه تبارك وتعالى صاهر الجنّ، فكانت منهم الملائكة. قال اللّه تبارك وتعالى تكذيبًا لهم، وردًّا عليهم: {بل عبادٌ مكرمون} وإنّ الملائكة ليس كما قالوا، إنّما هم عبادٌ أكرمهم اللّه بعبادته.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة وحدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا} قالت اليهود وطوائف من النّاس: إنّ اللّه تبارك وتعالى خاتن إلى الجنّ، والملائكة من الجنّ قال اللّه تبارك وتعالى: {سبحانه بل عبادٌ مكرمون} حتى بلغ {وهم مّن خشيته مشفقون}.
قال أبو جعفر: ورفع قوله: {عبادٌ مكرمون} ). [جامع البيان: 16/250-251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 27 - 30.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: قالت اليهود: إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة، فقال الله تكذيبا لهم {بل عباد مكرمون} أي الملائكة ليس كا قالوا بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته {لا يسبقونه بالقول} يثني عليهم {ولا يشفعون} قال: لا تشفع الملائكة يوم القيامة {إلا لمن ارتضى} قال: لأهل التوحيد). [الدر المنثور: 10/283-284]
تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا يسبقونه بالقول} يقول جلّ ثناؤه: لا يتكلّمون إلاّ بما يأمرهم به ربّهم، ولا يعملون عملاً إلاّ به.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال اللّه: {لا يسبقونه بالقول} يثني عليهم {وهم بأمره يعملون} ). [جامع البيان: 16/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 27 - 30.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: قالت اليهود: إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة، فقال الله تكذيبا لهم {بل عباد مكرمون} أي الملائكة ليس كا قالوا بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته {لا يسبقونه بالقول} يثني عليهم {ولا يشفعون} قال: لا تشفع الملائكة يوم القيامة {إلا لمن ارتضى} قال: لأهل التوحيد). [الدر المنثور: 10/283-284] (م)
تفسير قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ارتضى} [الأنبياء: 28] : «رضي»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ارتضى رضي وصله الفريابيّ من طريقه بلفظ رضي عنه وسقط لأبي ذرٍّ). [فتح الباري: 8/437]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {لعلّكم تسألون} تفهمون ارتضى رضي التماثيل الأصنام السّجل الصّحيفة
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 13 الأنبياء {لعلّكم تسألون} قال تفقهون
وفي قوله 28 الأنبياء {ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى} لمن رضي عنه
وبه في قوله 52 الأنبياء {ما هذه التماثيل} قال الأصنام). [تغليق التعليق: 4/258-259] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ارتضى رضي
أشار به إلى قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} (الأنبياء: 28) وفسّر: ارتضى بقوله: (رضي) قال ابن عبّاس، رضي بقول لا إله إلاّ الله، وقال مجاهد: لمن رضي عنه). [عمدة القاري: 19/65]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ارتضى}) في قوله: ({ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] أي (رضي) أن يشفع له مهابة منه وسقطت هذه لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/242]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون}.
يقول تعالى ذكره: يعلم ما بين أيدي ملائكته ما لم يبلغوه ما هو، وما هم فيه قائلون وعاملون، {وما خلفهم} يقول: وما مضى من قبل اليوم ممّا خلّفوه وراءهم من الأزمان والدّهور ما عملوا فيه، قالوا: ذلك كلّه محصًى لهم وعليهم، لا يخفى عليه من ذلك شيءٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} يقول: يعلم ما قدّموا، وما أضاعوا من أعمالهم.
{ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى} يقول: ولا تشفع الملائكة إلاّ لمن رضي اللّه عنه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى} يقول: الّذين ارتضى لهم شهادة أن لا إله إلاّ اللّه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {إلاّ لمن ارتضى} قال: لمن رضي عنه.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى} يوم القيامة، {وهم من خشيته مشفقون}.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة يقول: ولا يشفعون يوم القيامة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله.
وقوله: {وهم من خشيته مشفقون} يقول: وهم من خوف اللّه، وحذار عقابه أن يحلّ بهم مشفقون، يقول: حذرون أن يعصوه، ويخالفوا أمره ونهيه). [جامع البيان: 16/251-253]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا يشفعون إلا لمن ارتضى يعني لمن رضي عنه). [تفسير مجاهد: 409]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن جعفر بن أحمد بن موسى المزكّي، ثنا محمّد بن إبراهيم العبديّ، ثنا يعقوب بن كعبٍ الحلبيّ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن زهير بن محمّدٍ العنبريّ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تلا قول اللّه عزّ وجلّ {ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] فقال صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 27 - 30.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: قالت اليهود: إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة، فقال الله تكذيبا لهم {بل عباد مكرمون} أي الملائكة ليس كا قالوا بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته {لا يسبقونه بالقول} يثني عليهم {ولا يشفعون} قال: لا تشفع الملائكة يوم القيامة {إلا لمن ارتضى} قال: لأهل التوحيد). [الدر المنثور: 10/283-284] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إلا لمن ارتضى} قال: لمن رضي عنه). [الدر المنثور: 10/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {إلا لمن ارتضى} قال: قول لا إله إلا الله، واخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إلا لمن ارتضى} قال: الذين ارتضاهم لشهادة أن لا إله إلا الله). [الدر المنثور: 10/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث، عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} فقال: إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي). [الدر المنثور: 10/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، عن جابر رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ليلة أسري بي مررت بجبريل وهو باملأ الأعلى ملقى كالحلس البالي من خشية الله). [الدر المنثور: 10/284]
تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه} قال: إبليس [الآية: 29]). [تفسير الثوري: 200]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين}.
يقول تعالى ذكره: ومن يقل من الملائكة: إنّى إلهٌ من دون اللّه، {فذلك} الّذي يقول ذلك منهم {نجزيه جهنّم} يقول: نثيبه على قيله ذلك جهنّم. {كذلك نجزي الظّالمين} يقول: كما نجزي من قال من الملائكة: إنّي إلهٌ من دون اللّه جهنّم، كذلك نجزي ذلك كلّ من ظلم نفسه فكفر باللّه، وعبد غيره.
وقيل: عنى بهذه الآية إبليس. وقال قائلو ذلك: إنّما قلنا ذلك، لأنّه لا أحد من الملائكة قال إنّي إلهٌ من دون اللّه سواه.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ومن يقل منهم} قال: قال ابن جريجٍ: من يقل من الملائكة إنّي إلهٌ من دونه فلم يقله إلاّ إبليس، دعا إلى عبادة نفسه، فنزلت هذه في إبليس.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} وإنّما كانت هذه الآية خاصّةً لعدوّ اللّه إبليس، لمّا قال ما قال لعنه اللّه، وجعله رجيمًا، فقال: {فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم} قال: هي خاصّةٌ لإبليس). [جامع البيان: 16/253-254]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ يزيد بن أبي حكيمٍ، ثنا الحكم بن أبان، قال: سمعت عكرمة، يقول: قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: " إنّ اللّه فضّل محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم على أهل السّماء، وفضّله على أهل الأرض. قالوا: يا ابن عبّاسٍ فبما فضّله اللّه على أهل السّماء، قال: قال اللّه عزّ وجلّ {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} [الأنبياء: 29] وقال لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر} [الفتح: 2] الآية. قالوا: فبما فضّله اللّه على أهل الأرض؟ قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه} [إبراهيم: 4] الآية وقال لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم {وما أرسلناك إلّا كافّةً للنّاس بشيرًا ونذيرًا} [سبأ: 28] فأرسله إلى الجنّ والإنس «هذا حديثٌ صحيح الإسناد» فإنّ الحكم بن أبان قد احتجّ به جماعةٌ من أئمّة الإسلام ولم يخرّجه الشّيخان "). [المستدرك: 2/381] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {ومن يقل منهم} يعني من الملائكة {إني إله من دونه} قال: ولم يقل ذلك أحد من الملائكة إلا إبليس دعا إلى عبادة نفسه وشرع الكفر). [الدر المنثور: 10/284-285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ومن يقل منهم إني إله من دونه} الآية، قال: إنما كانت هذه خاصة لإبليس). [الدر المنثور: 10/285]