العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:54 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الأنبياء [من الآية(21) إلى الآية(24)]

{أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:55 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أم اتّخذوا آلهةً من الأرض هم ينشرون} يقول تعالى ذكره: أتّخذ هؤلاء المشركون آلهةً من الأرض هم ينشرون، يعني بقوله {هم}: الآلهة. يقول: هذه الآلهة الّتي اتّخذوها، تنشر الأموات، يقول: يحيون الأموات؟ وينشئون الخلق؟ فإنّ اللّه هو الّذي يحيي ويميت.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثني عيسى ح وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ينشرون} يقول: يحيون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أم اتّخذوا آلهةً من الأرض هم ينشرون} يقول: أفي آلهتهم أحدٌ يحيي ذلك، ينشرون؟ وقرأ قول اللّه: {قل من يرزقكم من السّماء والأرض}إلى قوله: {ما لكم كيف تحكمون} ). [جامع البيان: 16/245-246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 21 - 23.
أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون} قال: يحيون). [الدر المنثور: 10/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون} قيقول: ينشرون الموتى من الأرض يقول: يحيونهم من قبورهم). [الدر المنثور: 10/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أم اتخذوا آلهة من الأرض} يعني مما اتخذوا من الحجارة والخشب، وفي قوله: {لو كان فيهما آلهة إلا الله} قال: لو كان معهما آلهة إلا الله {لفسدتا فسبحان الله رب العرش} يسبح نفسه تبارك وتعالى إذا قيل عليه البهتان). [الدر المنثور: 10/279]

تفسير قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهةٌ إلاّ اللّه لفسدتا فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون}.
يقول تعالى ذكره: لو كان في السّماوات والأرض آلهةٌ تصلح لهم العبادة سوى اللّه الّذي هو خالق الأشياء، وله العبادة والألوهة الّتي لا تصلح إلاّ له {لفسدتا} يقول: لفسد أهل السّماوات والأرض {فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون} يقول جلّ ثناؤه: فتنزيهٌ للّه، وتبرئةٌ له ممّا يفتري به عليه هؤلاء المشركون به من الكذب. كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لو كان فيهما آلهةٌ إلاّ اللّه لفسدتا فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون} يسبّح نفسه إذ قيل عليه البهتان). [جامع البيان: 16/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أم اتخذوا آلهة من الأرض} يعني مما اتخذوا من الحجارة والخشب، وفي قوله: {لو كان فيهما آلهة إلا الله} قال: لو كان معهما آلهة إلا الله {لفسدتا فسبحان الله رب العرش} يسبح نفسه تبارك وتعالى إذا قيل عليه البهتان). [الدر المنثور: 10/279] (م)

تفسير قوله تعالى: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون}.
يقول تعالى ذكره: لا سائل يسأل ربّ العرش عن الّذي يفعل بخلقه من تصريفهم فيما شاء من حياةٍ، وموتٍ، وإعزازٍ، وإذلالٍ، وغير ذلك من حكمه فيهم، لأنّهم خلقه وعبيده، وجميعهم في ملكه وسلطانه، والحكم حكمه، والقضاء قضاؤه، لا شيء فوقه يسأله عمّا يفعل فيقول له: لم فعلت؟ ولم لم تفعل؟ {وهم يسألون} يقول جلّ ثناؤه: وجميع من في السّماوات والأرض من عباده مسئولون عن أفعالهم، ومحاسبون على أعمالهم، وهو الّذي يسألهم عن ذلك ويحاسبهم عليه، لأنّه فوقهم ومالكهم، وهم في سلطانه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لا يسئل عمّا يفعل وهم يسألون} يقول: لا يسئل عمّا يفعل بعباده، وهم يسألون عن أعمالهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قوله: {لا يسئل عمّا يفعل وهم يسألون} قال: لا يسئل الخالق عن قضائه في خلقه، وهو يسأل الخلق عن عملهم.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لا يسئل عمّا يفعل وهم يسألون} قال: لا يسئل الخالق عمّا يقضي في خلقه، والخلق مسئولون عن أعمالهم). [جامع البيان: 16/246-247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {لا يسأل عما يفعل} قال: بعباده {وهم يسألون} قال: عن أعمالهم). [الدر المنثور: 10/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} قال: لا يسأل الخالق عما يقضي في خلقه والخلق مسؤولون عن أعمالهم). [الدر المنثور: 10/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس قال: ما في الأرض قوم أبغض إلي من القدرية وما ذلك إلا لأنهم لا يعلمون قدرة الله تعالى، قال الله: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} ). [الدر المنثور: 10/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في بعض ما أنزل الله في الكتب: إني أنا الله لا إله إلا أنا قدرت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير ويسرته له وويل لمن قدرت على يده الشر ويسرته له، إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أسأل عما أفعل وهم يسألون فويل لمن قال وكيف). [الدر المنثور: 10/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ميمون بن مهران قال: لما بعث الله موى وكلمه وأنزل عليه التوراة قال: اللهم إنك رب عظيم لو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون). [الدر المنثور: 10/280-281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن نوف البكالي قال: قال عزير فيما يناجي ربه: يا رب تخلق خلقا (تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء) (الأعراف آية 155) فقال له: يا عزير أعرض عن هذا، فأعاد فقيل له: لتعرضن عن هذا وإلا محوتك من النبوة إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون). [الدر المنثور: 10/281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن داود بن أبي هند أن عزيرا سأل ربه عن القدر فقال: سألتني عن علمي عقوبتك أن لا أسميك في الأنبياء). [الدر المنثور: 10/281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: لما بعث الله موسى عليه السلام وأنزل عليه التوراة قال: اللهم إنك رب عظيم ولو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فانتهى موسى، فلما بعث الله عزيرا وأنزل عليه التوراة بعد ما كان رفعها عن بني إسرائيل حتى قال: من قال: إنه ابن الله قال: اللهم إنك رب عظيم ولو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فأبت نفسه حتى سأل أيضا فقال: أتستطيع أن تصر صرة من الشمس قال: لا، قال: أفتستطيع أن تجيء بمكيال من ريح قال: لا، قال: أفتستطيع أن تجيء بمكيال من ريح قال: لا، قال: أفتستطيع أن تجيء بمثقال من نور قال: لا، قال: أفتستطيع أن تجيء بقيراط من نور قال: لا، قال: فهكذا إن لا تقدر على الذي سألت إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون أما إني لا أجعل عقوبتك إلا أن أمحو اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم، فمحي اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم وهو نبي، فلما بعث الله عيسى ورأى منزلته من ربه وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى قال: اللهم إنك رب عظيم لو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون وأنت عبدي ورسولي وكلمتي ألقيتك إلى مريم وروح مني خلقتك من تراب ثم قلت لك كن فكنت لئن لم تنته لأفعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك، إني لا أسال عما أفعل وهم يسألون، فجمع عيسى من تيعه وقال: القدر سر الله فلا تكلفوه). [الدر المنثور: 10/281-283]

تفسير قوله تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم اتّخذوا من دونه آلهةً قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون}.
يقول تعالى ذكره: أتّخذ هؤلاء المشركون من دون اللّه آلهةً تنفع وتضرّ، وتخلق، وتحيي وتميت؟. قل يا محمّد لهم: هاتوا برهانكم، يعني حجّتكم، يقول: هاتوا إن كنتم تزعمون أنّكم محقّون في قيلكم ذلك حجّةً ودليلاً على صدقكم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل هاتوا برهانكم} يقول: هاتوا بيّنتكم على ما تقولون.
وقوله: {هذا ذكر من معي} يقول: هذا الّذي جئتكم به من عند اللّه من القرآن والتّنزيل، {ذكر من معي} يقول: خبر من معي بمّا لهم من ثواب اللّه على إيمانهم به، وطاعتهم إيّاه، وما عليهم من عقاب اللّه على معصيتهم إيّاه، وكفرهم به {وذكر من قبلي} يقول: وخبر من قبلي من الأمم الّتي سلفت قبلي، وما فعل اللّه بهم في الدّنيا، وهو فاعلٌ بهم في الآخرة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {هذا ذكر من معي} يقول: هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام، {وذكر من قبلي} يقول: ذكر أعمال الأمم السّالفة، وما صنع اللّه بهم وإلى ما صاروا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {هذا ذكر من معي} قال: حديث من معي، وحديث من قبلي وقوله: {بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ}.
وقوله: بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون الصّواب فيما يقولون ولا فيما يأتون ويذرون، فهم معرضون عن الحقّ جهلاً منهم به، وقلّة فهمٍ.
وكان قتادة يقول في ذلك ما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون} عن كتاب اللّه). [جامع البيان: 16/248-249]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 24 - 25.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم} يقول: هاتوا بينتكم على ما تقولون {هذا ذكر من معي} يقول: هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام {وذكر من قبلي} يقول: فيه ذكر أعمال الأمم السالفة وما صنع الله بهم وإلى ما صاروا {بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون} عن كتاب الله {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} قال: أرسلت الرسل بالإخلاص والتوحيد لله لا يقبل منهم حتى يقولوه ويقروا به والشرائع تختلف في التوراة شريعة وفي الإنجيل شريعة وفي القرآن شريعة حلال وحرام فهذا كله في الإخلاص لله وتوحيد الله). [الدر المنثور: 10/283]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:57 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم اتّخذوا آلهةً من الأرض هم ينشرون} [الأنبياء: 21] تفسير مجاهدٍ: هم يحيون الموتى، على الاستفهام.
أي: قد اتّخذوا آلهةً لا ينشرون ولا يحيون الموتى.
وقال قتادة: {هم ينشرون} [الأنبياء: 21] الموتى، أي إنّهم لا يبعثون الأموات.
وقال السّدّيّ: {هم ينشرون} [الأنبياء: 21] يعني هم يبعثون، أي يبعثون الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 1/305]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {هم ينشرون} أي يحيون الموتى).
[تفسير غريب القرآن: 285]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم اتّخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون}
و (ينشرون)، فمن قرأ (ينشرون) فمعناه أم اتخذوا آلهة يحيون الموتى.
يقال: أنشر اللّه الموتى ونشروا هم، ومن قرأ ينشرون بفتح الياء، فمعناه: أم اتخذوا آلهة لا يموتون يحيون أبدا). [معاني القرآن: 3/388]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {لو كان فيهما} [الأنبياء: 22] يعني: في السّموات وفي الأرض.
{آلهةٌ إلا اللّه} [الأنبياء: 22] غير اللّه.
وهو تفسير السّدّيّ.
{لفسدتا} [الأنبياء: 22] لهلكتا.
تفسير السّدّيّ.
{فسبحان اللّه ربّ العرش} [الأنبياء: 22] ينزّه نفسه عمّا يقولون.
{عمّا يصفون} [الأنبياء: 22] أي: عمّا يكذبون). [تفسير القرآن العظيم: 1/305]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لو كان فيهما آلهةٌ إلاّ اللّه لفسدتا...}

إلاّ في هذا الموضع بمنزله سوى كأنك قلت: لو كان فيهما آلهة سوى (أو غير) الله لفسد أهلهما (يعني أهل السماء والأرض) ). [معاني القرآن: 2/200]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لو كان فيهما آلهة إلّا اللّه لفسدتا فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون }
{فيهما} في السماء والأرض.
و {إلّا} في معنى " غير "، المعنى لو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا.
ف " إلّا " صفة في معنى غير، فلذلك ارتفع ما بعدها على لفظ الذي قبلها قال الشاعر:
وكلّ أخ مفارقه أخوه=لعمر أبيك إلاّ الفرقدان
المعنى وكل أخ غير الفرقدين مفارقه أخوه.
وقوله: {فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون} (سبحان اللّه) معناه تنزيه الله من السوء وقد فسرنا ذلك.
وهذا تفسير عن النبي - صلى الله عليه وسلم -). [معاني القرآن: 3/388]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون} [الأنبياء: 23]
[تفسير القرآن العظيم: 1/305]
قال قتادة: أي: لا يسأل عمّا يفعل بعباده، والعباد يسألون عن أعمالهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/306]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون}

أي لا يسأل في القيامة عن حكمه في عباده، ويسأل عباده عن أعمالهم سؤال موبّخ لمن يستحق التوبيخ، ومجازيا بالمغفرة لمن استحق ذلك، لأن اللّه عزّ وجلّ قد علم أعمال العباد، ولكن يسألهم إيجابا للحجة عليهم، وهو قوله: {وقفوهم إنّهم مسئولون}أي سؤال الحجة التي ذكرنا،
فأما قوله: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ} فهذا معناه لا يسأل عن ذنبه ليستعلم منه، لأن الله قد علم أعمالهم قبل وقوعها وحين وقوعها وبعد وقوعها.
{عالم الغيب والشهادة} ). [معاني القرآن: 3/388-389]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم اتّخذوا من دونه آلهةً} [الأنبياء: 24] على الاستفهام، أي: قد اتّخذوا من دونه آلهةً.
وهذا الاستفهام وما أشباهه استفهامٌ على معرفةٍ.
قال: {قل هاتوا برهانكم} [الأنبياء: 24] يعني: بيّنتكم في تفسير قتادة.
وقال الحسن: حجّتكم على ما تقولون إنّ اللّه أمركم أن تتّخذوا من دونه آلهةً.
قال قتادة: أي: ليست عندهم بذلك بيّنةٌ ولا حجّةٌ.
وقال السّدّيّ يعني: حجّتكم بأنّ معه آلهةً.
قوله: {هذا ذكر من معي} [الأنبياء: 24] قال قتادة: يعني القرآن فيه ذكر من معي.
يعني ما فيه من الحلال والحرام.
{وذكر من قبلي} [الأنبياء: 24] يقول: من أخبار الأمم السّالفة وأعمالهم، يعني من أهلك اللّه من الأمم ومن نجّى من المؤمنين، ليس فيه اتّخاذ آلهةٍ دون اللّه.
وقال السّدّيّ: {هذا ذكر من معي وذكر من قبلي} [الأنبياء: 24] يقول: خبر من معي وخبر من كان قبلي.
[تفسير القرآن العظيم: 1/306]
قال: {بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون} [الأنبياء: 24] يعني بقوله: أكثرهم جماعتهم.
وقوله: {فهم معرضون} [الأنبياء: 24] يعني: عن القرآن.
وقال قتادة: عن كتاب اللّه وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {قل هاتوا برهانكم} أي حجّتكم.

{هذا ذكر من معي} يعني القرآن {وذكر من قبلي} يعني الكتب المتقدمة من كتب اللّه. يريد أنه ليس في شيء منها أنه اتخذ ولدا). [تفسير غريب القرآن: 285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم اتّخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون}
قد أبان اللّه الحجة عليهم في تثبيت توحيده وأن آلهتهم لا تغني عنهم شيئا، ثم قيل لهم: هاتوا برهانكم بأنّ رسولا من الرسل أنبأ أمّتة بأنّ لهم إلها غير اللّه،
فهل في ذكر من معي وذكر من قبلي إلا توحيد الله عزّ وجلّ، وقد قرئت: هذا ذكر من معي وذكر من قبلي، ووجهها جيد.
ومعناه: هذا ذكر مما أنزل على ممّا هو معي، وذكر من قبلي.
قال أبو إسحاق: يريد بقوله {من معي} أي من الذي عندي، أو من الذي قبلي.
ثم بين فقال:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلّا نوحي إليه أنّه لا إله إلّا أنا فاعبدون}. [معاني القرآن: 3/389]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:59 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post


التفسير اللغوي المجموع
[
ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) }

تفسير قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما يكون فيه إلا وما بعده وصفا بمنزلة مثل وغيرٍ
وذلك قولك لو كان معنا رجلٌ إلاّ زيدٌ لغلبنا.
والدليل على أنه وصف أنك لو قلت لو كان معنا إلا زيد لهلكنا وأنت تريد الاستثناء لكنت قد أحلت. ونظير ذلك قوله عز وجل:
{لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}.
ونظير ذلك من الشعر قوله وهو ذو الرمة:

أنخت فألقت بلدةً فوق بلدةٍ = قليلٍ بها الأصوات إلاّ بغامها
كأنه قال قليل بها الأصوات غير بغامها إذا كانت غير غير استثناء.
ومثل ذلك قوله تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير
أولى الضّرّر} وقوله عز وجل ذكره: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}. ومثل ذلك في الشعر للبيد بن ربيعة:
وإذا أقرضت قرضاً فأجزه = إنّما يجزى الفتى غير الجمل
وقال أيضا:
لو كان غيري سليمى اليوم غيره = وقع الحوادث إلاّ الصارم الذّكر).
[الكتاب: 2/331-333]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما تقع فيه إلا وما بعدها نعتاً بمنزلة غير وما أضيفت إليه
وذلك قولك: لو كان معنا رجل إلا زيد لهلكنا. قال الله عز وجل: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} المعنى والله أعلم: لو كان فيهما آلهة غير الله، ولو كان معنا رجل غير زيد). [المقتضب: 4/408]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) }

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:55 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:56 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:59 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون}
هذه "أم" التي هي بمنزلة ألف الاستفهام، وهي هنا تقرير وتوقيف، ومذهب سيبويه أنها بمنزلة "بل" مع ألف الاستفهام، كأن في القول إضرابا عن الأول ووقفهم الله تعالى بقوله: هل اتخذوا آلهة يحيون ويخترعون؟ أي: ليست آلهتكم كذلك، فهي غير آلهة؛ لأن من صفة الإله القدرة على الإحياء والإماتة. وقرأت فرقة: "ينشرون" بضم الياء، بمعنى: يحيون غيرهم، وقرأت فرقة أخرى: "ينشرون" بمعنى يحيون هم وتدوم حياتهم، يقال: نشر الميت وأنشره الله). [المحرر الوجيز: 6/159]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم بين تبارك وتعالى أمر التمانع بقوله سبحانه: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}، وذلك بأنه كان يبغي بعضهم على بعض ويذهب بما خلق، واقتضاب القول في هذا أن إلهين لو فرضا فرق بينهما الاختلاف في تحريك جرم وتسكينه، فمحال أن تتم الإرادتان، ومحال ألا تتما جميعا، وإذا تمت الواحدة كان صاحب الأخرى عاجزا، وهذا ليس بإله، وجواز الاختلاف عليهما بمنزلة وقوعه منهما. ونظر آخر، وذلك أن كل جزء يخرج من العدم إلى الوجود فمحال أن تتعلق به قدرتان، فإذا كانت قدرة أحدهما توجد بقي الآخر فضلا لا معنى له في ذلك الجزء، ثم يتمادى النظر هكذا جزءا جزءا. ثم نزه تبارك وتعالى نفسه عما وصفه أهل الجهالة والكفر). [المحرر الوجيز: 6/159]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وصف نفسه تعالى بأنه لا يسأل عما يفعل، وهذا وصف يحتمل معنيين: إما أن
[المحرر الوجيز: 6/159]
يريد أنه بحق ملكه وسلطانه لا يعارض ولا يسأل عن شيء يفعله؛ إذ له أن يفعل في ملكه ما يشاء، وإما أن يريد أنه محكم الأفعال وواضع كل شيء موضعه، فليس في أفعاله سؤال ولا اعتراض. وهؤلاء من البشر يسألون لهاتين العلتين؛ لأنهم ليسوا مالكين، ولأنهم في أفعالهم خلل كثير). [المحرر الوجيز: 6/160]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قررهم تعالى ثانية على اتخاذ الآلهة، وفي تكرار هذا التقرير مبالغة في نكيره وبيان فساده، وفي هذا التقرير زيادة على الأول، وهي قوله: {من دونه}، فكأنه قررهم هنا على قصد الكفر بالله عز وجل، ثم دعاهم إلى الحجة والإتيان بالبرهان.
وقوله تعالى: {هذا ذكر من معي وذكر من قبلي} يحتمل أن يريد بـ "هذا" جميع الكتب المنزلة قديمها وحديثها، أي: ليس فيها برهان على اتخاذ الآلهة من دون الله، بل فيها ضد ذلك، ويحتمل أن يريد بقوله: "هذا" القرآن، والمعنى: فيه ذكر الأولين وذكر الآخرين، فذكر الآخرين بالدعوة وبيان الشرع لهم وردهم على طريق النجاة، وذكر الأولين بقص أخبارهم وذكر الغيوب في أمورهم. ومعنى الكلام - على هذا التأويل - عرض القرآن في معرض البرهان، أي: هاتوا برهانكم فهذا برهاني أنا ظاهر في ذكر من معي وذكر من قبلي. وقرأت فرقة: "هذا ذكر من وذكر من" بالإضافة فيهما، وقرأت فرقة: "هذا ذكر من معي" بالإضافة "وذكر من قبلي" بتنوين "ذكر" الثاني وكسر الميم من قوله: "من قبلي"، وقرأ يحيى بن سعيد، وابن مصرف بالتنوين في "ذكر" من الموضعين وكسر الميم في "من" في الموضعين، وضعف أبو حاتم هذه القراءة، كسر الميم في الأولى، ولم ير لها وجها.
[المحرر الوجيز: 6/160]
ثم حكم عليهم تعالى بأن أكثرهم لا يعلمون الحق لإعراضهم عنه، وليس المعنى: فهم معرضون لأنهم لا يعلمون، بل المعنى: فهم معرضون ولذلك لا يعلمون الحق، وقرأ الحسن، وابن محيصن: "الحق" بالرفع على معنى: هذا القول هو الحق، والوقف على هذه القراءة على "لا يعلمون"). [المحرر الوجيز: 6/161]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {أم اتّخذوا آلهةً من الأرض هم ينشرون (21) لو كان فيهما آلهةٌ إلّا اللّه لفسدتا فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون (22) لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون (23) }
ينكر تعالى على من اتّخذ من دونه آلهةً، فقال: بل {اتّخذوا آلهةً من الأرض هم ينشرون} أي: أهم يحيون الموتى وينشرونهم من الأرض؟ أي: لا يقدرون على شيءٍ من ذلك. فكيف جعلوها للّه ندًّا وعبدوها معه). [تفسير ابن كثير: 5/ 337]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى أنّه لو كان في الوجود آلهةٌ غيره لفسدت السموات الأرض، فقال {لو كان فيهما آلهةٌ} أي: في السّماء والأرض، {لفسدتا}، كقوله تعالى: {ما اتّخذ اللّه من ولدٍ وما كان معه من إلهٍ إذًا لذهب كلّ إلهٍ بما خلق ولعلا بعضهم على بعضٍ سبحان اللّه عمّا يصفون} [المؤمنون:91]، وقال هاهنا: {فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون} أي: عمّا يقولون إنّ له ولدًا أو شريكًا، سبحانه وتعالى وتقدّس وتنزّه عن الّذي يفترون ويأفكون علوًّا كبيرًا). [تفسير ابن كثير: 5/ 337]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون} أي: هو الحاكم الّذي لا معقّب لحكمه، ولا يعترض عليه أحدٌ، لعظمته وجلاله وكبريائه، وعلوّه وحكمته وعدله ولطفه، {وهم يسألون} أي: وهو سائلٌ خلقه عمّا يعملون، كقوله: {فوربّك لنسألنّهم أجمعين عمّا كانوا يعملون} [الحجر:92، 93] وهذا كقوله تعالى: {وهو يجير ولا يجار عليه} [المؤمنون:88] ). [تفسير ابن كثير: 5/ 337]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {أم اتّخذوا من دونه آلهةً قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون (24) وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلّا نوحي إليه أنّه لا إله إلّا أنا فاعبدون (25) }
يقول تعالى: بل {اتّخذوا من دونه آلهةً قل} يا محمّد: {هاتوا برهانكم} أي: دليلكم على ما تقولون، {هذا ذكر من معي} يعني: القرآن، {وذكر من قبلي} يعني: الكتب المتقدّمة على خلاف ما تقولون وتزعمون، فكلّ كتابٍ أنزل على كلّ نبيٍّ أرسل، ناطقٌ بأنّه لا إله إلّا اللّه، ولكن أنتم أيها المشركون لا تعلمون الحقّ، فأنتم معرضون عنه؛ ولهذا قال: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا يوحى إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون}، كما قال: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون} [الزّخرف: 45]،وقال: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت} [النّحل:36]، فكلّ نبيٍّ بعثه اللّه يدعو إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، والفطرة شاهدةٌ بذلك أيضًا، والمشركون لا برهان لهم، وحجّتهم داحضةٌ عند ربّهم، وعليهم غضبٌ، ولهم عذابٌ شديدٌ). [تفسير ابن كثير: 5/ 337-338]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة