تفسير قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا (105) فيذرها قاعًا صفصفًا (106) لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا}.
يقول تعالى ذكره: ويسألك يا محمّد قومك عن الجبال، فقل لهم: يذرّيها ربّي تذريةً، ويطيّرها بقلعها واستئصالها من أصولها، ودكّ بعضها على بعضٍ، وتصييره إيّاها هباءً منبثًّا). [جامع البيان: 16/162-163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: قالت قريش: يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت {ويسألونك عن الجبال} الآية). [الدر المنثور: 10/239]
تفسير قوله تعالى: (فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله قاعا صفصفا قال القاع الأرض والصفصف المستوية). [تفسير عبد الرزاق: 2/20]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {فيذرها قاعا صفصفا} قال: ترى الأرض كلّها مستويةً [الآية: 106]). [تفسير الثوري: 196]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قاعًا} [طه: 106] : «يعلوه الماء والصّفصف المستوي من الأرض»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قاعًا يعلوه الماء والصّفصف المستوي من الأرض قال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة القاع الصّفصف الأرض المستوية وقال الفرّاء القاع ما انبسط من الأرض ويكون فيه السّراب نصف النّهار والصفصف الأملس الّذي لا نبات فيه). [فتح الباري: 8/433]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قاعاً يعلوه الماء
أشار به إلى قوله تعالى: {فيذرها قاعاً صفصفاً} (طه: 106) وفسّر القاع بأنّه يعلوه الماء، وهو كذلك لأن القاع ما يعلوه الماء، والصفصف المستوي، وقال عبد الرّزّاق: عن معمر عن قتادة: القاع الصفصف الأرض المستوية، وقال الفراء: القاع ما انبسط من الأرض ويكون فيه السراب نصف النّهار، والصفصف الأملس الّذي لا نبات فيه.
والصّفصف المستوي من الأرض
قد مر الكلام فيه، وفي التّفسير: الصفصف المستوي كأنّها من استوائها على صفة واحدة، وقيل: هي الّتي لا أثر للجبال فيها). [عمدة القاري: 19/57]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({قاعًا}) في قوله: {فيذرها قاعًا} (يعلوه الماء) قال في الدر وفي القاع أقوال قيل هو منتقع الماء ولا يليق معناه هنا أو هو الأرض التي لا نبات فيها ولا بناء أو المكان المستوي وجمع القاع أقوع وأقواع وقيعان.
(والصفصف) هو (المستوي من الأرض) وسقطت هذه لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/236-237]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فيذرها قاعًا صفصفًا}. يقول تعالى ذكره: فيدع أماكنها من الأرض إذا نسفها نسفًا، قاعًا: يعني: أرضًا ملساء، صفصفًا: يعني مستويًا لا نبات فيه، ولا نشز، ولا ارتفاع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قاعًا صفصفًا} يقول: مستويًا لا نبات فيه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {فيذرها قاعًا صفصفًا} قال: مستويًا، الصّفصف: المستوي.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {صفصفًا} قال: مستويًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني يونس، قال أخبرنا عبد اللّه بن يوسف، قال: حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، قال: حدّثنا أبو الأسود، عن عروة، قال: كنّا قعودًا عند عبد الملك بن مروان حين قال كعبٌ: إنّ الصّخرة موضع قدم الرّحمن يوم القيامة، فقال: كذب كعبٌ، إنّما الصّخرة جبلٌ من الجبال، إنّ اللّه يقول: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا} فسكت عبد الملك.
وكان بعض أهل العلم بلغات العرب من أهل الكوفة يقول: القاع: مستنقع الماء، والصّفصف: الّذي لا نبات فيه). [جامع البيان: 16/163-164]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قاعا صفصفا قال مستويا). [تفسير مجاهد: 402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فيذرها قاعا} قال: مستويا {صفصفا} قال: لا نبات فيه {لا ترى فيها عوجا} قال: واديا {ولا أمتا} قال: رابية). [الدر المنثور: 10/239]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عزوجل: {فيذرها قاعا صفصفا} قال: القاع الأملس، والصفصف المستوي، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ملمومة شهباء لو قذفوا بها * شماريخ من رضوى إذا عاد صفصفا). [الدر المنثور: 10/240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة أنه سئل عن قوله: {قاعا صفصفا (106) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} قال: كان ابن عباس يقول: هي الأرض الملساء التي ليس فيها رابية مرتفعة ولا انخفاض). [الدر المنثور: 10/240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {قاعا صفصفا} قال: مستويا {لا ترى فيها عوجا} قال: خفضا {ولا أمتا} قال: ارتفاعا). [الدر المنثور: 10/240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {صفصفا} قال: القاع: الأرض والصفصف: المستوية {لا ترى فيها عوجا} قال: صدعا، {ولا أمتا} قال: أكمة). [الدر المنثور: 10/240]
تفسير قوله تعالى: (لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا ترى فيها عوجا قال صدعا ولا أمتا يقول ولا أكمة). [تفسير عبد الرزاق: 2/19]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} قال: العوج: الشّقّ والأمت: الّمكان المرتفع [الآية: 107]). [تفسير الثوري: 196]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عوجًا} [طه: 107] : «واديًا» ، {ولا أمتًا} [طه: 107] : «رابيةً»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عوجا واديا ولا أمتا رابية وصله بن أبي حاتم أيضا عن بن عبّاسٍ وقال أبو عبيدة العوج بكسر أوّله ما اعوجّ من المسايل والأودية والأمت الانثناء يقال مدّ حبله حتّى ما ترك فيه أمتا). [فتح الباري: 8/433]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {هضما} لا يظلم فيهضم من حسناته {عوجا} واديا {أمتا} رابية {سيرتها} حالتها الأولى {النهى} التقى {ضنكا} الشّقاء {هوى} شقي {المقدّس} المبارك {طوى} اسم الوادي {بملكنا} بأمرنا وقال مجاهد {مكانا سوى} منتصف بينهم {يبسا} يابسا {على قدر} على موعد {ولا تنيا} تضعفا {يفرط} عقوبة
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 112 طه {فلا يخاف ظلما} قال لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيئاته
وبه في قوله 107 طه {لا ترى فيها عوجا} يقول واديا
وفي قوله 107 طه {ولا أمتا} يقول رابية). [تغليق التعليق: 4/255] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (عوجاً: وادياً
أشار به إلى قوله تعالى: {لا ترى فيها عوجا} (طه: 107) وفسره بقوله: (واديا) ، وعن ابن عبّاس: العوج الأودية، وعن مجاهد: العوج الانخفاض.
ولا أمتاً رابيةً
أشار به إلى قوله تعالى: {لا ترى فيها عوجا ولا أمتاً} وفسّر الأمت بالرابية، وعن ابن عبّاس: الأمت الروابي، وعن مجاهد: الارتفاع، وعن ابن زيد: الأمت التّفاوت، وعن يمان: الأمت الشقوق في الأرض). [عمدة القاري: 19/58]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({عوجًا}) أي (واديًا {ولا أمتًا}) أي (رابية) قاله ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم وسقط لغير أبي ذر لفظ ولا من قوله ولا أمتًا). [إرشاد الساري: 7/237]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {فيذرها قاعًا صفصفًا (106) لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا} قال: لا ترى فيها انخفاضًا ولا ارتفاعًا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 54]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} يقول: لا ترى في الأرض عوجًا ولا أمتًا.
واختلف أهل التّأويل في معنى العوج والأمت، فقال بعضهم: عنى بالعوج في هذا الموضع: الأودية، وبالأمت: الرّوابي والنّشوز.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} يقول: واديًا، ولا أمتًا: يقول: رابيةً.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه المخرّميّ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ العقديّ، عن عبد الواحد بن صفوان مولى عثمان، قال: سمعت عكرمة، قال: سئل ابن عبّاسٍ، عن قوله {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} قال: هي الأرض البيضاء، أو قال: الملساء الّتي ليس فيها لبنةٌ مرتفعةٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {عوجًا} قال: الانخفاض، و{أمتًا} قال: ارتفاعًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثنى حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} قال: ارتفاعًا، ولا انخفاضًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} قال: لا تعادي، الأمت: التّعادي.
وقال آخرون: عنى بالعوج في هذا الموضع: الصّدوع، وبالأمت: الارتفاع من الآكام وأشباهها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {لا ترى فيها عوجًا} قال: صدعًا {ولا أمتًا} يقول: ولا أكمةً.
وقال آخرون: عنى بالعوج: الميل، وبالأمت: الأثر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} يقول: لا ترى فيها ميلاً، والأمت: الأمر مثل الشّراك.
وقال آخرون: الأمت: المحاني والأحداب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: الأمت: الحدب.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: عنى بالعوج: الميل، وذلك أنّ ذلك هو المعروف في كلام العرب.
فإن قال قائلٌ: وهل في الأرض اليوم من عوجٍ، فيقال: لا ترى فيها يومئذٍ عوجًا.
قيل: إنّ معنى ذلك: ليس فيها أوديةٌ وموانع تمنع النّاظر أو السّائر فيها عن الأخذ على الاستقامة، كما يحتاج اليوم من أخذ في بعض سبلها إلى الأخذ أحيانًا يمينًا، وأحيانًا شمالاً، لما فيها من الجبال والأودية والبحار.
وأمّا الأمت فإنّه عند العرب: الانثناء والضّعف. مسموعٌ منهم: مدّ حبله حتّى ما ترك فيه أمتًا: أي انثناءً، وملأ سقاءه حتّى ما ترك فيه أمتًا، ومنه قول الرّاجز:
ما في انجذاب سيره من أمت
يعني: من وهنٍ وضعفٍ، فالواجب إذا كان ذلك معنى الأمت عندهم أن يكون أصوب الأقوال في تأويله: ولا ارتفاع ولا انخفاض، لأنّ الانخفاض لن يكن إلاّ عن ارتفاعٍ. فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: لا ترى فيها ميلاً عن الاستواء، ولا ارتفاعًا، ولا انخفاضًا، ولكنّها مستويةٌ ملساء، كما قال جلّ ثناؤه: {قاعًا صفصفًا} ). [جامع البيان: 16/164-167]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لا ترى فيها عوجا يعني خفضا ولا أمتا يعني ارتفاعا). [تفسير مجاهد: 402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فيذرها قاعا} قال: مستويا {صفصفا} قال: لا نبات فيه {لا ترى فيها عوجا} قال: واديا {ولا أمتا} قال: رابية). [الدر المنثور: 10/239] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة أنه سئل عن قوله: {قاعا صفصفا (106) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} قال: كان ابن عباس يقول: هي الأرض الملساء التي ليس فيها رابية مرتفعة ولا انخفاض). [الدر المنثور: 10/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {قاعا صفصفا} قال: مستويا {لا ترى فيها عوجا} قال: خفضا {ولا أمتا} قال: ارتفاعا). [الدر المنثور: 10/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {صفصفا} قال: القاع: الأرض والصفصف: المستوية {لا ترى فيها عوجا} قال: صدعا، {ولا أمتا} قال: أكمة). [الدر المنثور: 10/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لا ترى فيها عوجا} قال: ميلا {ولا أمتا} قال: الأمت الأثر مثل الشراك). [الدر المنثور: 10/240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال: العوج الارتفاع والأمت المبسوط). [الدر المنثور: 10/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال: يعني بالأمت حفرا). [الدر المنثور: 10/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى: {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} ما الأمت قال: الشي الشاخص من الأرض قال فيه كعب بن زهير:
فأبصرت لمحة من رأس عكرشة * في كافر ما به أمت ولا شرف). [الدر المنثور: 10/241]
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني بكر بن مضر = حدثني أيضا عن رجلٍ عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: يحشر الناس يوم القيامة في ظلمةٍ وتطوى السماء وتتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر، وينادي منادٍ فيتبع الناس الصوت يؤمونه، قال: فذلك قول الله: {يومئذٍ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً}). [الجامع في علوم القرآن: 2/112]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت مالكا يقول في قول الله: {فلا تسمع إلا همسا}، قال: وطء الأقدام). [الجامع في علوم القرآن: 2/134]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا الثوري في قوله فلا تسمع إلا همسا قال صوت الأقدام). [تفسير عبد الرزاق: 2/19]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {الداعي لا عوج له} قال: لا عوج عنه [الآية: 108]). [تفسير الثوري: 196]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: وطئ الأقدام [الآية: 108]). [تفسير الثوري: 196]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({همسًا} [طه: 108] : «حسّ الأقدام»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله همسًا حسّ الأقدام وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ وعن قتادة قال صوت الأقدام أخرجه عبد الرّزّاق وعن عكرمة قال وطء الأقدام أخرجه عبد بن حميدٍ وقال أبو عبيدة في قوله همسًا قال صوتًا خفيًّا). [فتح الباري: 8/433]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {أوزارا} أثقالا {من زينة القوم} الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون فنبذتها فألقتها {ألقى} صنع {فنسي} موسى هم يقولونه أخطأ الرب {ألا يرجع إليهم قولا} العجل همسا حس الأقدام {حشرتني أعمى} عن حجتي وقد كنت بصيرًا في الدّنيا {أزري} ظهري {المثلى} الأمثل
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 87 طه {ولكنّا حملنا أوزارا من زينة القوم} قال الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون وهي الأنقال
وبه في قوله 96 طه {فقبضت قبضة من أثر الرّسول فنبذتها} قال ألقيتها
وفي قوله 87 طه {فكذلك ألقى السامري} قال صنع
وفي قوله 88 طه {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} هم يقولونه قومه أخطأ الرب
وفي قوله 89 طه {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا} قال العجل
وقال ابن جرير ثنا محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بمعناه في الهمس). [تغليق التعليق: 4/253-254] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (همساً حسّ الأقدام
أشار به إلى قوله تعالى: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلاّ همساً} (طه: 108) وفسره بقوله: (حس الأقدام) ، وكذا فسره الثّعلبيّ، أي: وطء الأقدام ونقلها إلى المحشر، وكذا فسر قتادة وعكرمة، وأصله: الصّوت الخفي، يقال: همس فلان لحديثه إذا أسره وأخفاه). [عمدة القاري: 19/58]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (همسًا) في قوله: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسًا} [طه: 108] هو (حس الأقدام) أي وقعها على الأرض ومنه همست الإبل إذا سمع ذلك من وقع أخفافها على الأرض قال فهن يمشين بنا هميسًا وفسر هنا بخفق أقدامهم ونقلها إلى المحشر وقيل هو تحريك الشفتين من غير نطق والاستثناء مفرغ). [إرشاد الساري: 7/237]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلا همساً} قال: حسّ الأقدام). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 54]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلاّ همسًا}.
يقول تعالى ذكره: يومئذٍ يتّبع النّاس صوت داعي اللّه الّذي يدعوهم إلى موقف القيامة، فيحشرهم إليه {لا عوج له} يقول: لا عوج لهم عنه ولا انحرافٍ، ولكنّهم سراعًا إليه ينحشرون. وقيل: لا عوج له، والمعنى: لا عوج لهم عنه، لأنّ معنى الكلام ما ذكرنا من أنّه لا يعوجون له ولا عنه. ولكنّهم يؤّمونه ويأتونه، كما يقال في الكلام: دعاني فلانٌ دعوةً لا عوج لي عنها: أي لا أعوج عنها.
وقوله {وخشعت الأصوات للرّحمن} يقول تعالى ذكره: وسكنت أصوات الخلائق للرّحمن فوصف الأصوات بالخشوع. والمعنى لأهلها إنّهم خضّعٌ جميعهم لربّهم، فلا تسمع لناطقٍ منهم منطقًا إلاّ من أذن له الرّحمن.
- كما: حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن} يقول: سكنت.
وقوله: {فلا تسمع إلاّ همسًا} قيل: إنّه وطء الأقدام إلى المحشر. وأصله: الصّوت الخفيّ، يقال همس فلانٌ إلى فلانٍ بحديثه إذا أسرّه إليه وأخفاه، ومنه قول الرّاجز:
وهنّ يمشين بنا هميسًا = إن يصدق الطّير ننك لميسا
يعني بالهمس: صوت أخفاف الإبل في سيرها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عليّ بن عابسٍ، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال: وطء الأقدام.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلاّ همسًا} يعني: همس الأقدام، وهو الوطء.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاس {فلا تسمع إلاّ همسًا} يقول: الصّوت الخفيّ.
- حدّثنا إسماعيل بن موسى السّدّيّ، قال: أخبرنا شريكٌ، عن عبد الرّحمن بن الأصبهانيّ، عن عكرمة، {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال: وطء الأقدام.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمانٌ، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن حميدٍ، عن الحسن، {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال: همس الأقدام.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال قتادة: كان الحسن يقول: وقع أقدام القوم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال: تهافتًا أو قال: تخافت الكلام.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {همسًا} قال: خفض الصّوت.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ قال: " خفض الصّوت "، قال: وأخبرني عبد اللّه بن كثيرٍ، عن مجاهدٍ، قال: كلام الإنسان لا تسمع تحرّك شفتيه ولسانه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، قوله: {فلا تسمع إلاّ همسًا} يقول: لا تسمع إلاّ مشيًا، قال: المشي الهمس: وطء الأقدام). [جامع البيان: 16/167-169]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الهمس خفض الصوت). [تفسير مجاهد: 402-403]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن الحسن همس الأقدام). [تفسير مجاهد: 403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال: يحشر الله الناس يوم القيامة في ظلمة تطوى السماء وتتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر وينادي مناد فيسمع الناس الصوت يأتونه، فذلك قول الله: {يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له} ). [الدر المنثور: 10/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ابي حاتم عن أبي صالح في قوله: {يتبعون الداعي لا عوج له} قال: لا عوج عنه). [الدر المنثور: 10/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ابي حاتم عن قتادة في قوله: {لا عوج له} لا يميلون عنه). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: الصوت الخفي). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: صوت وطء الأقدام). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: أصوات أقدامهم). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وسعيد في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: وطء الأقدام). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت قاعدا عند الشعبي فمرت علينا إبل قد كان عليها جص فطرحته فسمعت صوت أخفافها فقال: هذا الهمس). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: هو خفض الصوت بالكلام يحرك لسانه وشفتيه ولا يسمع). [الدر المنثور: 10/243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {إلا همسا} قال: سر الحديث وصوت الأقدام، والله أعلم). [الدر المنثور: 10/243]
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يومئذٍ لاّ تنفع الشّفاعة إلاّ من أذن له الرّحمن ورضي له قولاً (109) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا}.
يقول تعالى ذكره {يومئذٍ لا تنفع الشّفاعة إلاّ} شفاعة {من أذن له الرّحمن} أن يشفع ورضي له قولًه.
وأدخل في الكلام له دليلاً على إضافة القول إلى كنايةٍ " من " وذلك كقول القاتل الآخر: رضيت لك عملك، ورضيته منك.
وموضع من من قوله {إلاّ من أذن له الرّحمن} نصبٌ لأنّه خلاف الشّفاعة). [جامع البيان: 16/170]
تفسير قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} يقول تعالى ذكره: يعلم ربّك يا محمّد ما بين أيدي هؤلاء الّذين يتّبعون الدّاعي من أمر القيامة، وما الّذي يصيرون إليه من الثّواب والعقاب {وما خلفهم} يقول: ويعلم أمر ما خلّفوه وراءهم من أمر الدّنيا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يعلم ما بين أيديهم} يقول يعلم ما بين أيديهم من أمر السّاعة {وما خلفهم} من أمر الدّنيا.
وقوله: {ولا يحيطون به علمًا} يقول تعالى ذكره: ولا يحيط خلقه به علمًا.
ومعنى الكلام: أنّه محيطٌ بعباده علمًا، ولا يحيط عباده به علمًا.
وقد زعم بعضهم أنّ معنى ذلك: أنّ اللّه يعلم ما بين أيدي ملائكته وما خلفهم، وأنّ ملائكته لا يحيطون علمًا بما بين أيدي أنفسها وما خلفها، وقال: إنّما أعلم بذلك الّذين كانوا يعبدون الملائكة أنّ الملائكة كذلك لا تعلم ما بين أيديها وما خلفها، موبّخهم بذلك ومعرفهم بأنّ من كان كذلك، فكيف يعبد، وأنّ العبادة إنّما تصلح لمن لا تخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السّماء). [جامع البيان: 16/170-171]