تفسير قوله تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم ووعدناكم جانب الطّور الأيمن ونزّلنا عليكم المنّ والسّلوى كلوا من طيّبات ما رزقناكم} [الآية: 80]). [تفسير الثوري: 195]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {المنّ والسّلوى}
- أخبرنا عمرو بن منصورٍ، حدّثنا الحسن بن الرّبيع، حدّثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي يده أكمؤٌ، فقال: «هذا من المنّ، وماؤه شفاءٌ للعين»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/184]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوّكم وواعدناكم جانب الطّور الأيمن ونزّلنا عليكم المنّ والسّلوى (80) كلوا من طيّبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحلّ عليكم غضبي}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا نجا موسى بقومه من البحر، وغشي فرعون وقومه من اليمّ ما غشيهم، قلنا لقوم موسى: {يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوّكم} فرعون {وواعدناكم جانب الطّور الأيمن ونزّلنا عليكم المنّ والسّلوى}.
وقد ذكرنا كيف كانت مواعدة اللّه موسى وقومه جانب الطّور الأيمن. وقد بيّنّا المنّ والسّلوى باختلاف المختلفين فيهما، وذكرنا الشّواهد على الصّواب من القول في ذلك فيما مضى قبل، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {قد أنجيناكم} فكانت عامّة قرّاء المدينة والبصرة يقرءونه: {قد أنجيناكم} بالنّون والألف وسائر الحروف الأخر معه كذلك.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: ( قد أنجيتكم ) بالتّاء، وكذلك سائر الحروف الأخر، إلاّ قوله: {ونزّلنا عليكم المنّ والسّلوى} فإنّهم وافقوا الآخرين في ذلك وقرءوه بالنّون والألف.
والقول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان باتّفاق المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ ذلك فمصيبٌ). [جامع البيان: 16/124-125]
تفسير قوله تعالى: (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا ثعلبة بن مسلم، عن أيوب بن بشير، عن شفي الأصبحي، قال: إن في جهنم جبلًا يدعى صعودًا، يطلع فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يرقاه، قال الله: {سأرهقه صعودًا} [سورة المدثر:17] قال: وإن في جهنم قصرًا، يقال له: هوى، يرمى الكافر من أعلاه فيهوي أربعين خريفًا قبل أن يبلغ أصله، قال الله: {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} [سورة طه: 81]، وإن في جهنم واديًا يدعى أثامًا، فيه حيات وعقارب، في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة سم، والعقرب منهن مثل البغلة المؤكفة، تلدغ الرجل فلا تلهيه عما يجد من حر جهنم حمة لدغتها فهو لما خلق له، وإن في جهنم سبعين داءً لأهلها، كل داء مثلٍ جزءٍ من أجزاء جهنم، وإن في جهنم واديًا يدعى غيًا يسيل قيحًا ودمًا، فهو لما خلق له، قال الله: {فسوف يلقون غيًا} [سورة مريم:59] ). [الزهد لابن المبارك: 2/601]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فيحل عليكم غضبى قال ينزل عليكم غضبي). [تفسير عبد الرزاق: 2/18]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({هوى} [طه: 81] : «شقي»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله هوى شقي وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة أيضًا قوله سيرتها حالتها الأولى وقوله النّهى التّقى بالوادي المقدّس المبارك طوًى اسم الوادي تقدّم كلّه في أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/434]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {هضما} لا يظلم فيهضم من حسناته {عوجا} واديا {أمتا} رابية {سيرتها} حالتها الأولى {النهى} التقى {ضنكا} الشّقاء {هوى} شقي {المقدّس} المبارك {طوى} اسم الوادي {بملكنا} بأمرنا وقال مجاهد {مكانا سوى} منتصف بينهم {يبسا} يابسا {على قدر} على موعد {ولا تنيا} تضعفا {يفرط} عقوبة
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 112 طه {فلا يخاف ظلما} قال لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيئاته
وبه في قوله 107 طه {لا ترى فيها عوجا} يقول واديا
وفي قوله 107 طه {ولا أمتا} يقول رابية
وبه في قوله 121 طه {سيرتها الأولى} يقول حالتها الأولى
وقال ابن جرير ثنا علّي هو ابن داود ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية عن علّي عن عبّاس في قوله 54 طه {إن في ذلك لآيات لأولي النهى} قال التقي
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 124 طه {معيشة ضنكا} قال الشّقاء
وبه في قوله 81 طه {هوى} يقول شقي). [تغليق التعليق: 4/255-256] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (هوى شقي
أشار به إلى قوله تعالى: {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} (طه: 81) وفسره بقوله: (شقي) ، وقيل: هلك وتردي في النّار). [عمدة القاري: 19/59]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({هوى}) في قوله: ({ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} [طه: 81] قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم أي (شقى) وقال القاضي فقد تردّى وهلك وقيل وقع في الهاوية والأول شامل لها). [إرشاد الساري: 7/238]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كلوا من طيّبات ما رزقناكم} يقول تعالى ذكره لهم: كلوا يا بني إسرائيل من شهيّات رزقنا الّذي رزقناكم، وحلاله الّذي طيّبناه لكم {ولا تطغوا فيه} يقول: ولا تعتدوا فيه، ولا يظلم فيه بعضكم بعضًا.
- كما: حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا عبد الله، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قول: {ولا تطغوا فيه} يقول: ولا تظلموا.
وقوله: {فيحلّ عليكم غضبي} يقول: فينزل عليكم عقوبتي.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فيحلّ عليكم غضبي} يقول: فينزل عليكم غضبي.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والمدينة والبصرة والكوفة {فيحلّ عليكم} بكسر الحاء {ومن يحلل} بكسر اللاّم. ووجّهوا معناه إلى: فيجب عليكم غضبي.
وقرأ ذلك جماعةٌ من أهل الكوفة: ( فيحلّ عليكم ) بضمّ الحاء، ووجّهوا تأويله إلى ما ذكرنا عن قتادة من أنّه: فيقع وينزل عليكم غضبي.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان مشهورتان قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماءٌ من القرّاء، وقد حذّر اللّه الّذين قيل لهم هذا القول من بني إسرائيل وقوع بأسه بهم ونزوله بمعصيتهم إيّاه إن هم عصوه، وخوّفهم وجوبه لهم، فسواءٌ قرئ ذلك بالوقوع أو بالوجوب، لأنّهم كانوا قد خوّفوا المعنيين كليهما). [جامع البيان: 16/125-126]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (81) وإنّي لغفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثمّ اهتدى}.
يقول تعالى ذكره: ومن يجب عليه غضبي، فينزل به فقد هوى، يقول فقد فشقي.
- كما: حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فقد هوى} يقول: فقد شقي). [جامع البيان: 16/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولا تطغوا فيه} قال: الطغيان فيه أن يأخذه بغير حله). [الدر المنثور: 10/223-224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم في قوله: {فيحل عليكم غضبي} قال: فينزل عليكم غضبي). [الدر المنثور: 10/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش أنه قرأ {ومن يحلل عليه غضبي} بكسر اللام على تفسير من يجب عليه غضبي). [الدر المنثور: 10/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله: {ومن يحلل عليه غضبي} قال: إن غضبه خلق من خلقه يدعوه فيكلمه). [الدر المنثور: 10/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فقد هوى} قال: شقي). [الدر المنثور: 10/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سقي بن ماتع: أن في جهنم قصرا يرمى الكافر من أعلاه فيهوي في جهنم أربعين قبل أن يبلغ الصلصال فذلك قوله: {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى}). [الدر المنثور: 10/224]
تفسير قوله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن بيان عن الشعبي في قوله تعالى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا قال لغفار لمن تاب من الذنوب وآمن من الشرك وعمل صالحا صام وصلى ثم اهتدى علم أن لهذا ثوابا). [تفسير عبد الرزاق: 2/20]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثمّ اهتدى} قال: تاب من الذّنوب وآمن من الشرك {وعمل صالحا ثم اهتدى}: صام وصلّى وعرف أنّ لها ثوابا [الآية: 82]). [تفسير الثوري: 195]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب} يقول: وإنّي لذو عفو لمن تاب من شركه، فرجع منه إلى الإيمان بي وآمن، يقول: وأخلص لي الألوهة، ولم يشرك في عبادته إيّاي غيري {وعمل صالحًا} يقول: وأدّى فرائضي الّتي افترضتها عليه، واجتنب معاصيّ {ثمّ اهتدى} يقول: ثمّ لزم ذلك، فاستقام ولم يضيّع شيئًا منه.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثمّ اهتدى} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب} من الشّرك {وآمن} يقول: وحّد اللّه {وعمل صالحًا} يقول: أدّى فرائضي.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب} من ذنبه {وآمن} به {وعمل صالحًا} فيما بينه وبين اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب} من الشّرك {وآمن} يقول: وأخلص للّه، وعمل في إخلاصه.
واختلفوا في معنى قوله: {ثمّ اهتدى} فقال بعضهم: معناه: لم يشكك في إيمانه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ اهتدى} يقول: لم يشكك.
وقال آخرون: معنى ذلك: ثمّ لزم الإيمان والعمل الصّالح
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ثمّ اهتدى} يقول: ثمّ لزم الإسلام حتّى يموت عليه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثمّ استقام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، {ثمّ اهتدى} قال: أخذ بسنّة نبيّه صلّى اللّه عليه السلام.
وقال آخرون: بل معناه: أصاب العمل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وعمل صالحًا ثمّ اهتدى} قال: أصاب العمل.
وقال آخرون: معنى ذلك: عرف أمر مثيبه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن الكلبيّ، {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب} من الذّنب {وآمن} من الشّرك {وعمل صالحًا} أدّى ما افترضت عليه {ثمّ اهتدى} عرف مثيبه إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًّا فشرًّا.
وقال آخرون بما؛
- حدّثنا إسماعيل بن موسى الفزاريّ، قال: أخبرنا عمر بن شاكرٍ، قال: سمعت ثابتًا البنانيّ، يقول في قوله: {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثمّ اهتدى} قال: إلى ولاية أهل بيت النّبيّ صلّى اللّه عليه السلام.
قال الطبرى: وإنّما اخترنا القول الّذي اخترنا في ذلك، من أجل أنّ الاهتداء هو الاستقامة على هدًى، ولا معنى للاستقامة عليه إلاّ وقد جمعه الإيمان والعمل الصّالح والتّوبة، فمن فعل ذلك وثبت عليه، فلا شكّ في اهتدائه). [جامع البيان: 16/126-129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وإني لغفار لمن تاب} قال: من الشرك {آمن}، قال: وحد الله {وعمل صالحا} قال: أدى الفرائض {ثم اهتدى} قال: لم يشك). [الدر المنثور: 10/224-225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والفريابي عن ابن عباس في قوله: {وإني لغفار} الآية، قال: تاب من الذنب وآمن من الشرك، وعملا صالحا فيما بينه وبين ربه {ثم اهتدى} علم أن لعمله ثوابا يجزى عليه). [الدر المنثور: 10/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {ثم اهتدى} قال: ثم استقام لفرقة السنة والجماعة). [الدر المنثور: 10/225]