العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة مريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:39 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة مريم [ من الآية (88) إلى الآية (95) ]

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88)لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:55 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (حدثني عوف، عن غالب بن عجرد، قال: حدثني رجل من أهل الشام في مسجد منى، قال: إن الله لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر، لم تك في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة، أو كان لهم منها منفعة، فلم تزل الأرض والشجر كذلك، حتى تكلم فجرة بني آدم بتلك الكلمة العظيمة قولهم: {اتخذ الرحمن ولدًا} [سورة مريم: 88] فلما قالوها اقشعرت الأرض وشاك الشجر). [الزهد لابن المبارك: 2/153]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، عن عبد الله بن واصل، عن عون بن عبد الله، قال: قال عبد الله بن مسعود: إن الجبل ليقول للجبل: يا فلان هل مر بك اليوم ذاكرٌ لله؟ فإن قال نعم سر به، ثم قرأ عبد الله: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدًا} الآية [سورة مريم: 88]، قال: أفتراهن يسمعن الزور، ولا يسمعن الخير). [الزهد لابن المبارك: 2/151]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا (88) لقد جئتم شيئًا إدًّا (89) تكاد السّموات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا}.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء الكافرون باللّه {اتّخذ الرّحمن ولدًا} ). [جامع البيان: 15/635]

تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عمر بن طلحة أيضا عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة قال: سمعت محمد بن كعب القرظي وتلا هذه الآية: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئا إدا}، الآية كلها، فقال القرظي حين تلاها: إن أكاد أعداء الله ليقيمون علينا الساعة.
وحدثنيه أبو المثنى عنهم أيضاً). [الجامع في علوم القرآن: 1/17]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى شيئا إدا قال عظيما). [تفسير عبد الرزاق: 2/13]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {إدًّا} [مريم: 89] «عوجًا»). [صحيح البخاري: 6/93]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ إدًّا عوجًا سقط هذا من رواية أبي ذرٍّ وقد وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ مثله). [فتح الباري: 8/427]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي ({إدًّا}) في قوله: ({لقد جئتم شيئًا إدًّا} [مريم: 89] أي (عوجًا) بكسر العين وفتح الواو وفي نسخة عوجًا بضم العين وسكون الواو وفي أخرى لدًّا باللام المضمومة بدل الهمزة المكسورة وقال ابن عباس وقتادة إدًّا عظيمًا وهذا ساقط لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/232]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({إدًّا} [مريم: 89] : «قولًا عظيمًا» ). [صحيح البخاري: 6/93]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله إدًّا قولا عظيما وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ). [فتح الباري: 8/427]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عيينة {تؤزهم أزا} 83 مريم تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا وقال مجاهد {إدا} عوجا قال ابن عبّاس {وردا} عطاشا {أثاثا} مالا {إدا} قولا عظيما {ركزا} صوتا وقال مجاهد {فليمدد} فليدعه
أما قول ابن عيينة فقال
وروى ابن جرير مثله عن الحسن بن يحيى عن عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة
وكذا رواه أبو مسهر عن سعيد بن بشر عن قتادة
وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 89 مريم {لقد جئتم شيئا إدا} قال عظيما
وكذا رواه غير واحد عن مجاهد قال إدا عظيما). [تغليق التعليق: 4/248-249]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 74 مريم {أثاثا} يقول مالا
وبه في قوله 89 مريم {شيئا إدا} يقول قولا عظيما
وبه في قوله 98 مريم {ركزا} قال صوتا
وتفسير وردا تقدم في صفة النّار في بدء الخلق). [تغليق التعليق: 4/249] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (إداً قولاً عظيماً
أشار به إلى قوله تعالى: {وقالوا اتخذ الرّحمن ولدا لقد جئتم شيئا إداً} (مريم: 89) وفسّر: (إداً) ، بقوله: (قولا عظيما) ، وهو اتخاذهم لله ولدا، وروي هكذا عن ابن عبّاس، رواه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19/51]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({لقد جئتم شيئًا إدًّا} يقول تعالى ذكره للقائلين ذلك من خلقه: لقد جئتم أيّها النّاس شيئًا عظيمًا من القول منكرًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {شيئًا إدًّا} يقول: قولاً عظيمًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {لقد جئتم شيئًا إدًّا} يقول: لقد جئتم شيئًا عظيمًا وهو المنكر من القول.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {شيئًا إدًّا} قال: عظيمًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {شيئًا إدًّا} قال: عظيمًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {لقد جئتم شيئًا إدًّا} قال: جئتم شيئًا كبيرًا من الأمر حين دعوا للرّحمن ولدًا.
وفي الإدّ لغاتٌ ثلاثٌ: يقال: لقد جئت شيئًا إدًّا، بكسر الألف، وأدًّا بفتح الألف، وآدًّا بفتح الألف ومدّها، على مثال مادّ فاعلٌ. وقرأ قرّاء الأمصار، بكسر الألف وبها نقرأ، وقد ذكر عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ أنّه قرأ ذلك بفتح الألف، ولا أرى قراءته كذلك لخلافها قراءة قرّاء الأمصار، والعرب تقول لكلّ أمرٍ عظيمٍ: إدّ، وإمرٌ، ونكرٌ، ومنه قول الرّاجز:
قد لقي الأعداء منّي نكرا = داهيةً دهياء إدًّا إمرا
ومنه قول الآخر:
في لهثٍ منه وختلٍ إدّ). [جامع البيان: 15/635-637]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لقد جئتم شيئا إدا قال يعني عظيما). [تفسير مجاهد: 391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 88 - 97.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لقد جئتم شيئا إدا} قال: قولا عظيما، وفي قوله: {تكاد السماوات يتفطرن منه} الآية، قال: إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين وكادت تزول منه لعظمة الله: وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين، وفي قوله: {وتخر الجبال هدا} قال: هدما). [الدر المنثور: 10/142]

تفسير قوله تعالى: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {الجبال هدًّا} [مريم: 90] : «هدمًا»). [صحيح البخاري: 6/94]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله في التّرجمة وقال ابن عبّاس هدا هدما وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه). [فتح الباري: 8/430]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
قال ابن عبّاس {الجبال هدا} هدما
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 90 مريم {الجبال هدا} قال هدما). [تغليق التعليق: 4/251]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ الجبال هدًّا هدماً
أي: قال عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما، في قوله عز وجل: {وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًّا} (مريم: 90) هدماً يعني: فسر الهد بالهدم، وروى هذا التّعليق الحنظلي عن أبيه عن أبي صالح عن معاوية عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، وعن مقاتل: هداً كسراً، وعن أبي عبيدة: سقوطاً). [عمدة القاري: 19/55]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس): فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله: وتخر ({الجبال هدًّا}) [مريم: 90]. أي (هدمًا) استعظامًا لفريتهم وجراءتهم لأن دعوا للرحمن ولدًا تعالى الله). [إرشاد الساري: 7/235]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تكاد السّموات يتفطّرن منه} يقول تعالى ذكره: تكاد السّماوات يتشقّقن قطعًا من قيلهم: {اتّخذ الرّحمن ولدًا} ومنه قيل: فطر نابه: إذا انشقّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {تكاد السّموات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا أن دعوا للرّحمن ولدًا} قال: إنّ الشّرك فزعت منه السّماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلاّ الثّقلين، وكادت أن تزول منه لعظمة اللّه، وكما لا ينفع مع الشّرك إحسان المشرك، كذلك نرجو أن يغفر اللّه ذنوب الموحّدين.
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لقّنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، فمن قالها عند موته وجبت له الجنّة " قالوا: يا رسول اللّه، فمن قالها في صحّته؟ قال: " تلك أوجب وأوجب " ثمّ قال: " والّذي نفسي بيده لو جيء بالسّماوات والأرضين وما فيهنّ وما بينهنّ وما تحتهنّ، فوضعن في كفّة الميزان، ووضعت شهادة أن لا إله إلاّ اللّه في الكفّة الأخرى، لرجحت بهنّ ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {تكاد السّموات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا} قال: الأنفطار هو الأنشقاق.
- وحدّثنا بشر، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيد، عن قتاده: {تكاد السّموات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا} ذكر لنا أنّ كعبًا كان يقول: غضبت الملائكة، واستعرّت جهنّم، حين قالوا ما قالوا.
وقوله: {وتنشقّ الأرض} يقول: وتكاد الأرض تنشقّ فتنصدع من ذلك {وتخرّ الجبال هدًّا} يقول: وتكاد الجبال يسقط بعضها على بعضٍ سقوطًا. والهدّ: السّقوط، وهو مصدر هددت، فأنا أهدّ هدًّا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وتخرّ الجبال هدًّا} يقول: هدمًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ {وتخرّ الجبال هدًّا} قال: الهدّ: الانقضاض.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وتخرّ الجبال هدًّا} قال: غضبًا للّه، قال: ولقد دعا هؤلاء الّذين جعلوا للّه هذا الّذي غضبت السّماوات والأرض والجبال من قولهم، لقد استتابهم ودعاهم إلى التّوبة، فقال: {لقد كفر الّذين قالوا إنّ اللّه ثالث ثلاثةٍ} قالوا: هو وصاحبته وابنه، جعلوهما إلهين مع الله {وما من إلهٍ إلاّ إلهٌ واحدٌ} إلى قوله: {ويستغفرونه واللّه غفورٌ رحيمٌ} ). [جامع البيان: 15/637-639]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 88 - 97.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لقد جئتم شيئا إدا} قال: قولا عظيما، وفي قوله: {تكاد السماوات يتفطرن منه} الآية، قال: إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين وكادت تزول منه لعظمة الله: وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين، وفي قوله: {وتخر الجبال هدا} قال: هدما). [الدر المنثور: 10/142] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عون عن ابن مسعود قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم أحد ذكر الله فإذا قال نعم استبشر، قال عون: أفيسمعن الزور إذا قيل ولا يسمعن الخير هي للخير أسمع، وقرأ {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا} الآيات). [الدر المنثور: 10/142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن المنكدر قال: بلغني أن الجبلين إذا أصبحا نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه فيقول: أي فلان هل مر بك ذاكر لله فيقول: نعم، فيقول: لقد أقر الله عينك ولكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم). [الدر المنثور: 10/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن أبي أمامة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ تكاد السموات ينفطرن بالياء والنون {وتخر الجبال} بالتاء). [الدر المنثور: 10/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يتفطرن منه} قال: الانفطار الانشقاق). [الدر المنثور: 10/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله: {تكاد السماوات يتفطرن منه} قال: يتشققن من عظمة الله). [الدر المنثور: 10/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن هرون قال: في قراءة ابن مسعود (تكاد السموات ينفطرن) بالياء). [الدر المنثور: 10/144]

تفسير قوله تعالى: (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال قال ذلك حين دعوا لله ولدا وقال في آية أخرى تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا قال معمر عن الحسن ما كان مكرهم لتزول منه الجبال). [تفسير عبد الرزاق: 1/343-344] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أن دعوا للرّحمن ولدًا (91) وما ينبغي للرّحمن أن يتّخذ ولدًا (92) إن كلّ من في السّموات والأرض إلاّ آتي الرّحمن عبدًا}.
يقول تعالى ذكره: وتكاد الجبال أن تخرّ انقضاضًا، لأن دعوا للرّحمن ولدًا. فـ " ـأن " في موضع نصبٍ في قول بعض أهل العربيّة، لاتّصالها بالفعل، وفي قول غيره في موضع خفضٍ بضمير الخافض وقد بيّنّا الصّواب من القول في ذلك في غير موضعٍ من كتابنا هذا بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقال: {أن دعوا للرّحمن ولدًا} يعني بقوله: {أن دعوا} أن جعلوا له ولدًا، كما قال الشّاعر:
ألا ربّ من تدعو نصيحًا وإن تغب = تجده بغيبٍ غير منتصح الصّدر
وقال ابن أحمر:
هوى لها مشقصًا حشرًا فشبرقها = وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا). [جامع البيان: 15/639-640]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما ينبغي للرّحمن أن يتّخذ ولدًا}
يقول: وما يصلح للّه أن يتّخذ ولدًا، لأنّه ليس، كالخلق الّذين تغلبهم الشّهوات، وتضطرهم اللّذّات إلى جماع الإناث، ولا ولدٌ يحدث إلاّ من أنثى، واللّه يتعالى عن أن يكون كخلقه، وذلك كقول ابن أحمر:
في رأس خلقاء من عنقاء مشرفةٍ = ما ينبغي دونها سهلٌ ولا جبل
يعني: لا يصلح ولا يكون). [جامع البيان: 15/640-641]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إن كلّ من في السّموات والأرض إلاّ آتي الرّحمن عبدًا} يقول: ما جميع من في السّماوات من الملائكة، وفي الأرض من البشر والإنس والجنّ {إلاّ آتي الرّحمن عبدًا} يقول: إلاّ يأتي ربّه يوم القيامة عبدًا له، ذليلاً خاضعًا، مقرًّا له بالعبوديّة، لا نسب بينه وبينه. وقوله: {آتي الرّحمن} إنّما هو فاعلٌ من أتيته، فأنا آتيه). [جامع البيان: 15/641]

تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لقد أحصاهم وعدّهم عدًّا (94) وكلّهم آتيه يوم القيامة فردًا}.
يقول تعالى ذكره: لقد أحصى الرّحمن خلقه كلّهم، وعدّهم عدًّا، فلا يخفى عليه مبلغ جميعهم، وعرف عددهم فلا يعزب عنه منهم أحدٌ). [جامع البيان: 15/641]

تفسير قوله تعالى: (وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال أنا الثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: قال خباب بن الأرت كنت قينا وكنت أعمل للعاص بن وائل فاجتمع لي عليه دراهم فجئت لأتقاضاه فقال لا أقضيك حتى تكفر بمحمد قال قلت لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث قال فإذا بعثت كان لي مال وولد قال فذكرت ذلك لرسول الله فأنزل الله تعالى {أفرأيت الذي كفر بآياتنا} إلى قوله {ويأتينا فردا}). [تفسير عبد الرزاق: 2/13]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وكلّهم آتيه يوم القيامة فردًا} يقول: وجميع خلقه سوف يرد عليه يوم تقوم السّاعة وحيدًا لا ناصر له من اللّه، ولا دافع عنه، فيقضي اللّه فيه ما هو قاضٍ، ويصنع به ما هو صانعٌ). [جامع البيان: 15/641]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:57 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88)}

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا {88} لقد جئتم شيئًا إدًّا {89}} [مريم: 88-89] لقد أتيتم شيئًا إدًّا.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: عظيمًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/247]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( وقوله: {لّقد جئتم شيئاً إدّاً...}
قرأت القرّاء بكسر الألف، إلا أبا عبد الرحمن السّلمي فإنه قرأها بالفتح (أدّا) ومن العرب من يقول: لقد جئت بشيء آدٍّ مثل مادّ. وهو في الوجوه كلها: بشيء عظيم).
[معاني القرآن: 2/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جئتم شيئاً إدّاً} عظيماً من أعظم الدواهي،
قال رؤبة:
نطح بني أدٍ رؤوس الأداد
وقال:
كيلاً على دجوة كيلا إدّاً= كيلا عليه أربعين مدّا
وكذلك " إمراً " وكذلك " شيئاً نكراً " وكذلك {شيئاً فريّاً} عظيماً من أعظم الدواهي). [مجاز القرآن: 2/12]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({إدا}: شديدا عظيما. يقال هذا أمر إد أي عظيم). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جئتم شيئاً إدًّا} أي عظيما). [تفسير غريب القرآن: 276]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لقد جئتم شيئا إدّا}
وتقرأ (أدّا) - بالفتح - ومعناه شيئا عظيما من الكفر، وفيها لغة أخرى لا أعلم أنه قرئ بها، وهي: " شيء آدّا على وزن راد وماد، ومعناه كله: جئتم شيئا عظيما). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا}
قال مجاهد: أي عظيما، وذلك معروف في اللغة يقال جاء شيئا إدا وجاء بشيء إد
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي إدا بفتح الهمزة والكسر أعرف
قال أبو عبيد ومنه الحديث أن عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله لما هم بقتل علي رضوان الله عليه ذاكر فلانا قال أبو عبيد وقد سماه فقال ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا أتقتل علي بن أبي طالب). [معاني القرآن: 4/364،363]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {شيئا إدا} أي: شيئا عجبا). [ياقوتة الصراط: 342]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إدا} عظيما). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شَيْئاً إِدًّا}: عظيما). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {تكاد السّموات يتفطّرن منه} [مريم: 90] ينشققن منه). [تفسير القرآن العظيم: 1/247]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يتفطّرن منه...}

وينفطرن. وفي قراءة عبد الله (إن تكاد السّموات لتتصدّع منه) وقرأها حمزة (ينفطرن) على هذا المعنى). [معاني القرآن: 2/174]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وتخرّ الجبال هدّاً...}:كسراً). [معاني القرآن: 2/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({تكاد السّموات يتفطّرن منه}أي يتشققن كما يتفطر الزجاجة والحجر، ويقال: فطر نابه إذا شق نابه.
{وتخرّ الجبال هدّاً} مصدر هددت، أي سقطت ؛ فجاء مصدره صفةً للجبال.
{أن دعوا للرّحمن ولداً} وليس هو من دعاء الصوت، مجازه: أن جعلوا لله ولداً،
قال الشاعر:
ألا ربّ من تدعو نصيحا وإن تغب= تجده بغيب غير منتصح الصدر
وقال ابن أحمر:
أهوى لها مشقصاً حشراً فشبرقها=وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا
القرد المنقطع من الإثمد يلزم بعضه بعضاً، أدعو أجمل ؛ الحشر السهم الذي حشر حشراً، وهو المخفف الريش ويقال للحمار: حشرٌ، إذا كان خفيفاً، وللرجل إذا كان صدعاً، والصدع: الربعة من الرجال). [مجاز القرآن: 2/13-12]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {تكاد السّماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّاً}
وقال: {تكاد السّماوات يتفطّرن منه} فالمعنى: يردن. لأنهن لا يكون [منهن] أن يتفطرن ولا يدنون من ذلك ولكنهن هممن به إعظاما لقول المشركين. ولا يكون على من هم بالشيء أن يدنو منه ألا ترى أن رجلا لو أراد أن ينال السماء لم يدن من ذلك وقد كانت منه إرادة. وتقرأ {يتفطّرن منه} ويقرأ (ينفطرن) للكثرة). [معاني القرآن: 3/3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (ينفطرون): يتشققن.
{وتخر الجبال هدا}: سقوطا). [غريب القرآن وتفسيره: 242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتفطّرن}: يتشقّقن.
{هدًّا} أي سقوطا). [تفسير غريب القرآن: 276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن هذا الباب قول الله عز وجل: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} يريد أنهم ينظرون إليك بالعداوة نظرا شديدا يكاد يزلقك من شدّته، أي يسقطك.
ومثله قول الشاعر:
يتقارضون إذا التقوا في موطن = نظرا يزيل مواطئ الأقدام
أي ينظر بعضهم إلى بعض نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء، يزيل الأقدام عن مواطئها.
فتفهّم قول الله عز وجل: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ} أي يقاربون أن يفعلوا ذلك، ولم يفعلوا.
وتفهّم قول الشاعر: (نظرا يزيل) ولم يقل: يكاد يزيل، لأنه نواها في نفسه.
وكذلك قول الله عز وجل: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} إعظاما لقولهم.
وقوله جل وعز: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}.
إكبارا لمكرهم. وقرأها بعضهم: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ}.
وأكثر ما في القرآن من مثل هذا فإنه يأتي بكاد، فما لم يأت بكاد ففيه إضمارها، كقوله: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}، وأي كادت من شدّة الخوف تبلغ الحلوق.
وقد يجوز أن يكون أراد: أنها ترجف من شدّة الفزع وتجف ويتصل وجيفها بالحلوق، فكأنها بلغت الحلوق بالوجيب). [تأويل مشكل القرآن: 171] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {تكاد السماوات يتفطرن منه}
قال مجاهد الانفطار الانشقاق
قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال فطر ناب البعير إذا انشق اللحم وخرج). [معاني القرآن: 4/364]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وتخر الجبال هدا} أي سقوطا). [معاني القرآن: 4/364]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَتَفَطَّرْنَ}: يتشقّقنَ.
{هـَداًّ}: سقوطا). [العمدة في غريب القرآن: 198]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا {90} أن دعوا} [مريم: 90-91] بأن دعوا.
{للرّحمن ولدًا} [مريم: 91] سعيدٌ، عن قتادة قال: بلغنا أنّ كعبًا قال: غضبت الملائكة وأسعرت جهنّم حين قالوا ما قالوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/247]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أن دعوا...}

لأن دعوا، ومن أن دعوا، وموضع (أن) نصب لاتصالها. والكسائيّ كان يقول: (موضع أن) خفض). [معاني القرآن: 2/173]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أن دعوا للرحمن ولدا}
أي لأن دعوا للرحمن ولدا ومن أن دعوا). [معاني القرآن: 4/365]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)}

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ آتي الرّحمن عبداً...}
ولو قلت: آتٍ الرحمن عبداً كان صوابا. ولم أسمعه من قارئ). [معاني القرآن: 2/173]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)}

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما ينبغي للرّحمن أن يتّخذ ولدًا {92} إن كلّ من في السّموات والأرض إلا آتي الرّحمن عبدًا {93}} [مريم: 92-93] ثمّ قال: {لقد أحصاهم وعدّهم عدًّا {94} وكلّهم آتيه يوم القيامة فردًا {95}} [مريم: 94-95]
[تفسير القرآن العظيم: 1/247]
كقوله: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أوّل مرّةٍ} [الأنعام: 94] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/248]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:09 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قول الله عز وجل: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} فإن قوماً من النحويين يجعلون أو في هذا الموضع بمنزلة بل. وهذا فاسدٌ عندنا من وجهين: أحدهما: أن أو لو وقعت في هذا الموضع موقع بل لجاز أن تقع في غير هذا الموضع، وكنت تقول: ضربت زيدا أو عمرا، وما ضربت زيدا أو عمرا على غير الشك، ولكن على معنى بل فهذا مردودٌ عند جميعهم.
والوجه الآخر: أن بل لا تأتي في الواجب في كلام واحد إلا للإضراب بعد غلطٍ أو نسيان، وهذا منفي عن الله عز وجل؛ لأن القائل إذا قال: مررت بزيد غالطاً فاستدرك، أو ناسياً فذكر، قال: بل عمرو؛ ليضرب عن ذلك، ويثبت ذا. وتقول عندي عشرة بل خمسة عشر على مثل هذا، فإن أتى بعد كلامٍ قد سبق من غيره فالخطأ إنما لحق كلام الأول؛ كما قال الله عز وجل: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً} فعلم السامع أنهم عنوا الملائكة بما تقدم من قوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاُ}.وقال: {أم اتخذ مما يخلق بناتٍ} وقال: {ويجعلون لله ما يكرهون} وقال: {بل عبادٌ مكرمون}، أي: بل هؤلاء الذين ذكرتم أنهم ولدٌ عبادٌ مكرمون. ونظير ذلك أن تقول للرجل: قد جاءك زيدٌ، فيقول: بل عمرو. ولكن مجاز هذه الآية عندنا مجاز ما ذكرنا قبل في قولك: ائت زيدا أو عمرا أو خالدا، تريد: ايت هذا الضرب من الناس، فكأنه قال - والله أعلم -: إلى مائة ألف أو زيادة. وهذا قول كل من نثق بعلمه. وتقول: وكل حقٍّ لها علمناه أو جهلناه. تريد توكيد قولك: كل حقٍّ لها، فكأنك قلت: إن كان معلوماً، أو مجهولاً فقد دخل في هذا البيع جميع حقوقها.
ولها في الفعل خاصةٌ أخرى نذكرها في إعراب الأفعال إن شاء الله. وجملتها أنك تقول: زيد يقعد أو يقوم يا فتى، وإنما أكلم لك زيدا، أو أكلم عمرا. تريد: أفعل أحد هذين؛ كما قلت في الاسم: لقيت زيدا أو عمرا، وأنا ألقى زيدا أو عمرا، أي: أحد هذين. وعلى القول الثاني: أنا أمضي إلى زيد، أو أقعد إلى عمرو، أو أتحدث، أي: أفعل هذا الضرب من الأفعال. وعلى هذا القول الذي بدأت به قول الله عز وجل: {تقاتلونهم أو يسلمون}، أي: يقع أحد هذين. فأما الخاصة في الفعل فأن تقع على معنى: إلا أن، وحتى، وذلك قولك: الزمه أو يقضيك حقك، واضربه أو يستقيم. وفي قراءة أبيٍّ: (تقاتلونهم أو يسلموا)، أي: إلا أن يسلموا، وحتى يسلموا. وهذا تفسيرٌ مستقصًى في بابه إن شاء الله). [المقتضب: 3/304-306] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) }

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) }

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: التفطر ألا يخرج من الناقة لبن. وقال الفرزدق:
فطارة لقوادم الأبكار
والفُطْر الحلب أيضا. وقال الله عز اسمه: {تكاد السموات يتفطرن} والانفطار: الانشقاق). [الأضداد: 109]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومن الأضداد التفطر؛ التفطر: ألا يخرج من لبن الناقة شيء، والتفطر: الحلب، والتفطر الانشقاق، قال الله عز وجل: {تكاد السموات يتفطرن منه} ). [كتاب الأضداد: 373]


تفسير قوله تعالى: {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) }

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أنه قد يجوز لك أن تحذف النون والتنوين من التي تجري مجرى الفعل، ولا يكون الاسم إلا نكرة وإن كانا مضافاً إلى معرفة؛ لأنك إنما تحذف النون استخفافاً. فلما ذهب النون عاقبتها الإضافة، والمعنى معنى ثبات النون. فمن ذلك قول الله عز وجل: {هدياً بالغ الكعبة} فلو لم ترد التنوين لم يكن صفة لهدي وهو نكرة. ومن ذلك قوله تعالى: {هذا عارض ممطرنا} و{ثاني عطفه}؛ لأنه نصب على الحال، ولا تكون الحال إلا نكرة.
ومن ذلك قول الله عز وجل: {إنا مرسلو الناقة} فإنما هذه حكاية قول الله عز وجل قبل إرسالها.
وكذلك {إلا آتي الرحمن عبداً} و{كل نفس ذائقة الموت} ومن نون قال: (آتٍ الرحمن عبداً)، و(ذائقةٌ الموت)؛ كما قال عز وجل: {ولا آمين البيت الحرام}. وهذا هو الأصل، وذاك أخف وأكثر، إذ لم يكن ناقضاً لمعنى، وكلاهما في الجودة سواء). [المقتضب: 4/149-150] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) }

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو قلت: أي الذين في الدار هندٌ ضاربتهم? جاز أن تكون اقتطعت بأي جماعة من جماعة والوجه ضاربته. وليس الحمل على المعنى ببعيد، بل هو وجهٌ جيد. قال الله عز وجل: {وكلٌّ أتوه داخرين} وقال: {وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً} فهذا على اللفظ، والأول على المعنى). [المقتضب: 2/297] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 06:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 06:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 08:59 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}
الضمير في "قالوا" للكفار من العرب في قولهم: للملائكة بنات الله، وللنصارى، ولكل من كفر بهذا النوع من الكفر). [المحرر الوجيز: 6/71]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {لقد جئتم} - بعد الكناية عنهم - بمعنى: قل لهم يا محمد، و"الإد": الأمر الشنيع الصعب، وهي الدواهي والشنع العظيمة، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه المقالة أول ما قيلت في العالم شاك الشجر واستعرت
[المحرر الوجيز: 6/71]
جهنم وغضبت الملائكة. وقرأ الجمهور: "إدا" بكسر الهمزة، وقرأ أبو عبد الرحمن: "أدا" بفتح الهمزة، ويقال: إد، وأد، وآد). [المحرر الوجيز: 6/72]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير هنا، وفي "عسق": "تكاد" بالتاء "يتفطرن" بياء وتاء وفتح الطاء وشدها، ورواها حفص عن عاصم، وقرأ أبو عمرو، وعاصم - في رواية أبي بكر: "تكاد" بالتاء "ينفطرن" بياء ونون وكسر الطاء، وقرأ نافع، والكسائي: "يكاد" بالياء وإزالة علامة التأنيث "يتفطرن" بالياء والتاء وشد الطاء وفتحها في الموضعين، وقرأ حمزة، وابن عامر في مريم مثل أبي عمرو، وفي "عسق" مثل ابن كثير، وقال أبو الحسن، والأخفش: "يكاد" بمعنى: يريد، وكذلك قوله تعالى: {أكاد أخفيها} وأنشد على أن "كاد" بمعنى "أراد" قول الشاعر:
كادت وكدت وتلك خير إرادة ... لو عاد من زمن الصبابة ما مضى
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا حجة في هذا البيت، وهذا قول قلق.
وقال الجمهور: إنما هي استعارة لشنعة الأمر، أي: هذا حقه لو فهمت الجمادات قدره، وهذا المعنى مهيع للعرب، فمنه قول جرير:
[المحرر الوجيز: 6/72]
لما أتى خبر الزبير تواضعت ... سور المدينة والجبال الخشع
ومنه قول الآخر:
ألم تر صدعا في السماء مبينا ... على ابن لبني الحارث بن هشام؟
وقال الآخر:
وأصبح بطن مكة مقشعرا ... كأن الأرض ليس بها هشام
و"الانفطار": الانشقاق على رتبة غير مقصودة، و"الهد": الانهدام والتفرق في سرعة، قال محمد بن كعب: كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة). [المحرر الوجيز: 6/73]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا} نفي على جهة التنزيه له عن ذلك، وقد تقدم ذكر هذا المعنى وأقسام هذا اللفظ في هذه السورة). [المحرر الوجيز: 6/73]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {إن كل من في السماوات والأرض} الآية. "إن" نافية بمعنى "ما"، وقرأ الجمهور: "آتي الرحمن" بالإضافة، وقرأ طلحة: "آت الرحمن" بتنوين "آت" والنصب
[المحرر الوجيز: 6/73]
في النون، وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه: "لما آتي الرحمن"، واستدل بعض الناس بهذه الآية على أن الولد لا يكون عبدا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا انتزاع بعيد، و"عبدا" حال). [المحرر الوجيز: 6/74]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن إحاطته ومعرفته بعبيده، فذكر "الإحصاء"، ثم كرر المعنى بغير اللفظ، وقرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لقد كتبهم وعدهم"، وفي مصحف أبي رضي الله عنه: "لقد أحصاهم فأجملهم عددا". وقوله: "عدا" تأكيد للفعل وتحقيق له). [المحرر الوجيز: 6/74]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "فردا" يتضمن معنى قلة النصر والحول والقوة، لا مجير له مما يريد الله به). [المحرر الوجيز: 6/74]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 06:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 06:41 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا (88) لقد جئتم شيئًا إدًّا (89) تكاد السّماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا (90) أن دعوا للرّحمن ولدًا (91) وما ينبغي للرّحمن أن يتّخذ ولدًا (92) إن كلّ من في السّماوات والأرض إلا آتي الرّحمن عبدًا (93) لقد أحصاهم وعدّهم عدًّا (94) وكلّهم آتيه يوم القيامة فردًا (95)}.
لـمّا قرّر تعالى في هذه السّورة الشّريفة عبوديّة عيسى، عليه السّلام، وذكر خلقه من مريم بلا أبٍ، شرع في مقام الإنكار على من زعم أنّ له ولدًا -تعالى وتقدّس وتنزّه عن ذلك علوًّا كبيرًا- فقال: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا * لقد جئتم} أي: في قولكم هذا، {شيئًا إدًّا} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، ومالكٌ: أي عظيمًا.
ويقال: {إدًّا} بكسر الهمزة وفتحها، ومع مدّها أيضا، ثلاث لغات، أشهرها الأولى).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 265]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تكاد السّماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا * أن دعوا للرّحمن ولدًا} أي: يكاد يكون ذلك عند سماعهنّ هذه المقالة من فجرة بني آدم، إعظامًا للرّبّ وإجلالًا؛ لأنّهنّ مخلوقاتٌ ومؤسّساتٌ على توحيده، وأنّه لا إله إلّا هو، وأنّه لا شريك له، ولا نظير له ولا ولد له، ولا صاحبة له، ولا كفء له، بل هو الأحد الصّمد:
وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ = تدل على أنّه واحد
قال ابن جريرٍ: حدّثني عليٌّ، حدّثنا عبد اللّه، حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {تكاد السّماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا * أن دعوا للرّحمن ولدًا} قال: إنّ الشّرك فزعت منه السّماوات والأرض والجبال، وجميع الخلائق إلّا الثّقلين، فكادت أن تزول منه لعظمة اللّه، وكما لا ينفع مع الشّرك إحسان المشرك، كذلك نرجو أن يغفر اللّه ذنوب الموحّدين، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لقّنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلّا اللّه، فمن قالها عند موته وجبت له الجنّة". قالوا: يا رسول اللّه، فمن قالها في صحّته؟ قال: "تلك أوجب وأوجب". ثمّ قال: "والّذي نفسي بيده، لو جيء بالسّماوات والأرضين وما فيهنّ، وما بينهنّ، وما تحتهنّ، فوضعن في كفّة الميزان، ووضعت شهادة أن لا إله إلّا اللّه في الكفّة الأخرى، لرجحت بهنّ"
هكذا رواه ابن جريرٍ، ويشهد له حديث البطاقة، واللّه أعلم.
وقال الضّحّاك: {تكاد السّماوات يتفطّرن منه} أي: يتشقّقن فرقًا من عظمة اللّه.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: {وتنشقّ الأرض} أي: غضبًا للّه، عزّ وجلّ.
{وتخرّ الجبال هدًّا} قال ابن عبّاسٍ: هدمًا.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {هدًّا} ينكسر بعضها على بعضٍ متتابعاتٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سويد المقبريّ، حدّثنا سفيان بن عيينة، حدّثنا مسعرٌ، عن عون بن عبد اللّه قال: إنّ الجبل لينادي الجبل باسمه: يا فلان، هل مرّ بك اليوم ذاكر اللّه عزّ وجلّ ؟ فيقول: نعم، ويستبشر. قال عونٌ: لهي للخير أسمع، أفيسمعن الزّور والباطل إذا قيل ولا يسمعن غيره، ثمّ قرأ: {تكاد السّماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا * أن دعوا للرّحمن ولدًا}
وقال ابن أبي حاتمٍ أيضًا: حدّثنا المنذر بن شاذان، حدّثنا هوذة، حدّثنا عوفٌ، عن غالب بن عجرد، حدّثني رجلٌ من أهل الشّام في مسجد منى قال: بلغني أنّ اللّه لمّا خلق الأرض وخلق ما فيها من الشّجر، لم يكن في الأرض شجرةٌ يأتيها بنو آدم إلّا أصابوا منها منفعةً -أو قال: كان لهم فيها منفعةٌ-ولم تزل الأرض والشّجر بذلك، حتّى تكلّم فجرة بني آدم بتلك الكلمة العظيمة، قولهم: {اتّخذ الرّحمن ولدًا} فلمّا تكلّموا بها اقشعرّت الأرض، وشكاك الشّجر.
وقال كعب الأحبار: غضبت الملائكة، واستعرت النّار، حين قالوا ما قالوا.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن أبي موسى، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ما أحدٌ أصبر على أذًى يسمعه من اللّه، إنّه يشرك به، ويجعل له ولدًا، وهو يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم".
أخرجاه في الصّحيحين وفي لفظٍ: "إنّهم يجعلون له ولدًا، وهو يرزقهم ويعافيهم"). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 266-267]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما ينبغي للرّحمن أن يتّخذ ولدًا} أي: لا يصلح له، ولا يليق به لجلاله وعظمته؛ لأنّه لا كفء له من خلقه ؛ لأنّ جميع الخلائق عبيدٌ له؛ ولهذا قال: {إن كلّ من في السّماوات والأرض إلا آتي الرّحمن عبدًا}). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 267]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لقد أحصاهم وعدّهم عدًّا} أي: قد علم عددهم منذ خلقهم إلى يوم القيامة، ذكرهم وأنثاهم وصغيرهم وكبيرهم).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 267]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكلّهم آتيه يوم القيامة فردًا} أي: لا ناصر له ولا مجير إلّا اللّه وحده لا شريك له، فيحكم في خلقه بما يشاء، وهو العادل الّذي لا يظلم مثقال ذرّة، ولا يظلم أحدا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 267]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة