العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة مريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:39 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة مريم [ من الآية (51) إلى الآية (55) ]

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:44 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واذكر في الكتاب موسى إنّه كان مخلصًا وكان رسولاً نبيًّا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر يا محمّد في كتابنا الّذي أنزلناه إليك موسى بن عمران، واقصص على قومك أنّه كان مخلصًا.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: ( إنّه كان مخلصًا ) بكسر اللاّم من المخلص، بمعنى: إنّه كان يخلص للّه العبادة، ويفرده بالألوهة، من غير أن يجعل له فيها شريكًا. وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة خلا عاصمٍ: {إنّه كان مخلصًا} بفتح اللاّم من مخلصٍ، بمعنى: إنّ موسى كان اللّه قد أخلصه واصطفاه لرسالته، وحمله نبيًّا مرسلاً.
والصّواب من القول في ذلك عندي: أنّه كان صلّى اللّه عليه وسلّم مخلصًا عبادة اللّه، مخلصًا للرّسالة والنّبوّة، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصّواب.
{وكان رسولاً} يقول: وكان للّه رسولاً إلى قومه بني إسرائيل، ومن أرسله إليه نبيًّا). [جامع البيان: 15/558]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وكان رسولا نبيا قال النبي هو الذي يكلم وينزل عليه ولا يرسل والرسول هو الذي يرسل). [تفسير مجاهد: 386-387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 51 - 53.
أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {إنه كان مخلصا} بنصب اللام). [الدر المنثور: 10/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وكان رسولا نبيا} قال: النّبيّ وحده الذي تكلم وينزل عليه ولا يرسل ولفظ ابن أبي حاتم الأنبياء الذين ليسوا برسل يوحى إلى أحدهم ولا يرسل إلى أحدهم والرسل الأنبياء الذين يوحى إليهم ويرسلون). [الدر المنثور: 10/78]

تفسير قوله تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى جانب الطور قال جانب الجبل). [تفسير عبد الرزاق: 2/9]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وقربناه نجيا قال نجا بصدقه). [تفسير عبد الرزاق: 2/9]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عباس {وقربناه نجيا} قال: سمع صريف القلم في الألواح [الآية: 52]). [تفسير الثوري: 185-186]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وقرّبناه نجيًّا}
- أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، أخبرنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، عن الحسن، عن جندبٍ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " لقي آدم موسى، فقال موسى: يا آدم، أنت الّذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك جنّته، ونفخ فيك من روحه، قال آدم: يا موسى، أنت الّذي اصطفاك الله برسالاته، وآتاك التّوراة، وكلّمك وقرّبك نجيًّا، فأنا أقدم أم الذّكر؟ " قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «فحجّ آدم موسى، فحجّ آدم موسى»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/169]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وناديناه من جانب الطّور الأيمن وقرّبناه نجيًّا (52) ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا}.
يقول تعالى ذكره: ونادينا موسى من ناحية الجبل، ويعني بالأيمن: يمين موسى، لأنّه الجبل لا يمين له ولا شمال، وإنّما ذلك كما يقال: قام عن يمين القبلة وعن شمالها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.,
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {من جانب الطّور الأيمن} قال: من جانب الجبل الأيمن.
وقد بيّنّا معنى الطّور واختلاف المختلفين فيه، ودلّلنا على الصّواب من القول فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {وقرّبناه نجيًّا} يقول تعالى ذكره: وأدنيناه مناجيًا، كما يقال: فلانٌ نديم فلانٍ ومنادمه، وجليس فلانٍ ومجالسه. وذكر أنّ اللّه جلّ ثناؤه أدناه حتّى سمع صريف القلم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {وقرّبناه نجيًّا} قال: أدني حتّى سمع صريف القلم.
- وحدّثنا محمّد بن منصور الطّوسيّ، قال: حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، قال: أراه عن مجاهدٍ، في قوله: {وقرّبناه نجيًّا} قال: بين السّماء الرّابعة، أو قال: السّابعة، وبين العرش سبعون ألف حجابٍ: حجاب نورٍ، وحجابٌ ظلمةٍ، وحجاب نورٍ، وحجاب ظلمةٍ، فما زال يقرّب موسى حتّى كان بينه وبينه حجابٌ، وسمع صريف القلم قال ربّ أرني أنظر إليك.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، قال: قرّبه منه حتّى سمع صريف القلم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن ميسرة، {وقرّبناه نجيًّا} قال: أدني حتّى سمع صريف القلم في الألواح وقال سعيد: أردفه جبرائيل عليه السّلام.
وقال قتادة في ذلك ما؛
- حدّثنا به الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وقرّبناه نجيًّا} قال: نجا بصدقه). [جامع البيان: 15/558-561]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الحفيد، ثنا أحمد بن نصرٍ اللّبّاد، أنبأ أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: {وقرّبناه نجيًّا} [مريم: 52] قال: «سمع صريف القلم حين كتب في اللّوح» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {جانب الطور الأيمن} قال: جانب الجبل الأيمن {وقربناه نجيا} قال: نجا بصدقه). [الدر المنثور: 10/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية في قوله: {وقربناه نجيا} قال: قربه حتى سمع صرير القلم). [الدر المنثور: 10/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ميسرة {وقربناه نجيا} قال: أدني حتى سمع صرير القلم في الألواح وهو يكتب التوراة). [الدر المنثور: 10/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وقربناه نجيا} قال: أردفه جبريل حتى سمع صرير القلم والتوراة تكتب له). [الدر المنثور: 10/78-79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {وقربناه نجيا} قال: ادخل في السماء فكلم). [الدر المنثور: 10/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {وقربناه نجيا} قال بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب حجاب نور وحجاب ظلمة حجاب نور وحجاب ظلمة حجاب نور وحجاب ظلمة فما زال موسى يقرب حتى كان بينه وبينه حجاب فلما رأى مكانه وسمع صريف القلم (قال: رب أرني أنظر إليك) (الأعراف الآية 143) ). [الدر المنثور: 10/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة في المصنف وهناد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس {وقربناه نجيا} حتى سمع صريف القلم يكتب في اللوح). [الدر المنثور: 10/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن معد يكرب قال: لما قرب الله موسى نجيا بطور سينا قال: يا موسى إذا خلقت لك قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة تعين على الخير فلم أخزن عنك من الخير شيئا ومن أخزن عنه هذا فلم أفتح له من الخير شيئا). [الدر المنثور: 10/80]

تفسير قوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون} يقول: ووهبنا لموسى رحمةً منّا أخاه هارون {نبيًّا} يقول: أيّدناه بنبوّته، وأعنّاه بها كما؛
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن عكرمة، قال: قال ابن عبّاسٍ: قوله: ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا قال: كان هارون أكبر من موسى، ولكن أراد وهب له نبوّته). [جامع البيان: 15/561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا} قال: كان هرون أكبر من موسى ولكن إنما وهب له نبوته). [الدر المنثور: 10/80]

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًّا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر يا محمّد في الكتاب إسماعيل بن إبراهيم، فاقصص خبره إنّه كان لا يكذب وعده، ولا يخلف، ولكنّه كان إذا وعد ربّه، أو عبدًا من عباده وعدًا وفّى به.
- كما: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إنّه كان صادق الوعد} قال: لم يعد ربّه عدّةً إلاّ أنجزها له.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ سهل بن عقيلٍ، حدّثه أنّ إسماعيل عليه السّلام وعد رجلاً مكانًا أن يأتيه، فجاء ونسي الرّجل، فظلّ به إسماعيل، وبات حتّى جاء الرّجل من الغد، فقال: ما برحت من هاهنا؟ قال: لا، قال: إنّي نسيت، قال: لم أكن لأبرح حتّى تأتي، فبذلك كان صادق الوعد). [جامع البيان: 15/561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 54 - 55.
أخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال: كان إسماعيل نبي الله الذي سماه صادق الوعد وكان رجلا فيه حدة مجاهدا أعداء الله ويعطيه الله النصر عليهم والظفر وكان شديد الحرب على الكفار لا يخاف في الله لومة لائم صغير الرأس غليظ العنق طويل اليدين والرجلين يضرب بيديه ركبتيه وهو قائم صغير العينين طويل الأنف عريض الكتف طويل الأصابع بارز الخلق قوي شديد عنيف على الكفار وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكانت زكاته القربات إلى الله من أموالهم وكان لا يعد أحدا شيئا إلا أنجزه فسماه الله (صادق الوعد) ). [الدر المنثور: 10/80-81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {إنه كان صادق الوعد} قال: لم يعد ربه عدة قط إلا أنفذها). [الدر المنثور: 10/81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري قال: بلغني أن إسماعيل وصاحبا له أتيا قرية فقال له صاحبه: إما أن أجلس وتدخل فتشتري طعاما زادنا وإما أن أدخل فأكفيك ذلك فقال له إسماعيل: بل ادخل أنت وأنا أجلس أنتظرك فدخل ثم نسي فخرج فأقام مكانه حتى كان الحول من ذلك اليوم فمر به الرجل فقال له: أنت ههنا حتى الساعة قال: قلت لك لا أبرح حتى تجيء فقال تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد} ). [الدر المنثور: 10/81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد قال: أن إسماعيل عليه السلام وعد رجلا أن يأتيه فجاء ونسي الرجل فظل به إسماعيل وبات حتى جاء الرجل من الغد فقال: ما برحت من ههنا قال: لا قال: إني نسيت قال: لم أكن لأبرح حتى تأتيني، ولذلك {كان صادق الوعد} ). [الدر المنثور: 10/81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم عن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل كنانة). [الدر المنثور: 10/81-82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد الخلائق يوم القيامة في اثني عشر نبيا منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب). [الدر المنثور: 10/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال: أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعله كتابا واحدا - مثل بسم الله الرحمن الرحيم - الوصول - حتى فرق بينه ولده إسماعيل، واخرج ابن سعد عن عقبة بن بشير أنه سأل محمد بن علي من أول من تكلم بالعربية قال: إسماعيل بن إبراهيم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، قلت: فما كان كلام الناس قبل ذلك قال العبرانية). [الدر المنثور: 10/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن الواقدي عن غير واحد من أهل العلم أن إسماعيل ألهم من يوم ولد لسان العرب وولد إبراهيم أجمعون على لسان إبراهيم). [الدر المنثور: 10/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن علي بن رباح اللخمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل العرب من ولد إسماعيل). [الدر المنثور: 10/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: قبر أم إسماعيل تحت الميزاب بين الركن والبيت). [الدر المنثور: 10/83]

تفسير قوله تعالى: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكان يأمر أهله بالصّلاة والزّكاة وكان عند ربّه مرضيًّا}.
يقول تعالى ذكره: {وكان يأمر أهله بـ} إقامة {الصّلاة و} إيتاء {الزّكاة وكان عند ربّه مرضيًّا} عمله، محمودًا فيما كلّفه ربّه، غير مقصرٍ في طاعته). [جامع البيان: 15/562]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:49 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واذكر في الكتاب موسى} [مريم: 51] يقول: اذكر لأهل مكّة أمر موسى.
أي: اقرأه عليهم.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {واذكر في الكتاب موسى إنّه كان مخلصا وكان رسولا نبيّا}

(مخلَصا) و(مخلِصا)
يقرآان جميعا. والمخلص - بفتح اللام الذي أخلصه اللّه جلّ وعزّ، أي جعله مختارا خالصا من الدنس.
والمخلص - بكسر اللام - الذي وحّد اللّه - عزّ وجلّ - وجعل نفسه خالصة في طاعة اللّه غير دنسة). [معاني القرآن: 3/333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واذكر في الكتاب موسى أنه كان مخلصا} أي أخلصناه فجعلناه مختارا خالصا من الدنس ومعنى مخلصا بكسر اللام وحد الله عز وجل بطاعته وأخلص نفسه من الدنس). [معاني القرآن: 4/337]

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّه كان مخلصًا وكان رسولا نبيًّا {51} وناديناه من جانب الطّور الأيمن} [مريم: 51-52] أيمن الجبل، وهو قوله: {فلمّا أتاها نودي يا موسى {11} إنّي أنا ربّك} [طه: 11-12] قوله: {وقرّبناه نجيًّا} [مريم: 52] حين كلّمه اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/229]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وناديناه من جانب الطّور الأيمن...}

(من الجبل) ليس للطور يمين ولا شمال، إنما هو الجانب الذي يلي يمينك كما تقول: عن يمين القبلة وعن شمالها.
وقوله: {وقرّبناه نجيّاً} (اسم ليس بمصدر ولكنه) كقولك: مجالس وجليس. والنجي والنجوى قد يكونان اسماً ومصدراً). [معاني القرآن: 2/169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وناديناه من جانب الطّور الأيمن وقرّبناه نجيّا}
{وقرّبناه نجيّا} معناه مناجيا. وجاء في التفسير أن الله عزّ وجلّ قربه حتى سمع صريف القلم الذي كتبت به التوراة، ويجوز - واللّه أعلم - أن يكون، مثل: {وكلّم اللّه موسى تكليما} أي قربه في المنزلة حتى سمع مناجاة اللّه - عزّ وجلّ - وهي كلام اللّه). [معاني القرآن: 3/333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقربناه نجيا}
حدثنا الحسن بن عمر الكوفي قال: حدثنا هناد قال: حدثنا وكيع وقبيصة عن سفيان عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله وقربناه نجيا
قال: أدنى حتى سمع صريف القلم). [معاني القرآن: 4/337]

تفسير قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا} [مريم: 53] جعله اللّه له وزيرًا وأشركه معه في الرّسالة). [تفسير القرآن العظيم: 1/229]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيّا}

هارون لا ينصرف في المعرفة لأنه اسم أعجمي وهو معرفة). [معاني القرآن: 3/333]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واذكر في الكتاب إسماعيل} [مريم: 54] يقول: اذكر لأهل مكّة أمر إسماعيل بن إبراهيم.
وهو تفسير السّدّيّ.
{إنّه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيًّا} [مريم: 54] نا يحيى، قال: حدّثني أبانٌ العطّار أنّ إسماعيل وعد رجلا موعدًا فجاء الموعد فلم يجد الرّجل، فأقام في ذلك الموضع حولا ينتظره). [تفسير القرآن العظيم: 1/229]

تفسير قوله تعالى: {وكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وكان يأمر أهله بالصّلاة والزّكاة} [مريم: 55] وأهله: قومه.
{وكان عند ربّه مرضيًّا} [مريم: 55] قد رضي عنه). [تفسير القرآن العظيم: 1/229]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ) :
(وقوله: {وكان عند ربّه مرضيّاً...}

ولو أتت: مرضوّا كان صواباً؛ لأن أصلها الواو؛ ألا ترى أنّ الرضوان بالواو. والذين قالوا مرضيّاً بنوه على رضيت ( ومرضوّاً لغة أهل الحجاز) ). [معاني القرآن: 2/169-170]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله سبحانه: {وكان يأمر أهله بالصّلاة والزّكاة وكان عند ربّه مرضيّا}
أهله جميع أمته، من كانت بينه وبينه قرابة أو من لم تكن، وكذلك أهل كل نبي أمّته.
{وكان عند ربّه مرضيّا} أصله مرضوّا، وهو جائز في اللغة غير جائز في القرآن لأنه مخالف للمصحف، والخليل وسيبويه وجميع البصريين يقولون: فلان مرضوّ ومرضيّ وأرض مسنوة ومسنية إذا سقيت بالسواني أو بالمطر، والأصل الواو إلا أنها قلبت عند الخليل لأنها طرف قبلها واو ساكنة ليس بحاجز حصين، وكأنها مفعل بضم العين، ومفعل من أدوات الواو يقلب إلى مفعل، لأن الواو لا تكون طرفا وقبلها متحرك في الأسماء، وأما غير سيبويه والبصريين فلهم فيه قولان:
قال بعضهم: لما كان الفعل منه رضيت فانتقل من الواو إلى الياء.
صار مرضيا. وقيل إن بعض العرب يقول في تثنية رضي رضيان ورضوان.
فمن قال رضيان لم يكن من قوله إلا مرضيّ، ومن قال رضوان في التثنية جاز أن يقول فلان مرضوّ ومرضيّ). [معاني القرآن: 3/333-334]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:01 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) }

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
طاوعته بعدما طال النجي بنا
يريد المناجاة، فأخرجه على لفظ: "فعيل"، ونظيره من المصادر الصهيل، والنهيق، الشحيج، ويقال: شب الفرس شبيبًا، ولذلك كان "النجي" يقع على الواحد والجماعة نعتًا، كما تقول: امرأة عدلٌ ورجل عدلٌ وقوم عدلٌ: لأنه مصدر قال الله عز وجل: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}، أي مناجيًا، وقال للجماعة: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} أي متناجين). [الكامل: 1/369]

تفسير قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) }

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وعد عبد اللّه بن عمر رجلاً من قريش أن يزوّجه ابنته! فلما كان عند موته أرسل إليه فزوّجه إياها، وقال: كرهت أن ألقى اللّه عزّ وجلّ بثلث اتّفاق شعر للطائي وقال الطائي:
تقول قول الذي ليس الوفاء له = خلقًا وتنجز إنجاز الذي حلفا
وأثنى اللّه تبارك وتعالى على نبيّه إسماعيل صلى اللّه عليه وسلم فقال: {إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا} شعر لبشار، ولغيره، في المدح وقال بشار يمدح:

إذا قال تمّ على قوله = ومات العناء بلا أو نعم
وبعض الرجال بموعده = قريبٌ وبالفعل تحت الرّجم
كجاري السّراب ترى لمعه = ولست بواجده عندكم
وقال العبّاس بن الأحنف:

ما ضرّ من قطع الرجاء ببخله = لو كان علّلني بوعدٍ كاذب
وقال آخر:
عسى منك خيرٌ من نعم ألف مرّةٍ = من آخر غال الصّدق منه غوائله
وقال نصيب:
يقول فيحسن القول ابن ليلى = ويفعل فوق أحسن ما يقول
وقال زيادٌ الأعجم:

للّه درّك من فتىً = لو كنت تفعل ما تقول
لا خير في كذب الجوا = د وحبّذا صدق البخيل
من أمثال العرب في الخلف بالوعد والعرب تضرب المثل في الخلف بعرقوب. قال ابن الكلبيّ عن أبيه: كان عرقوب رجلاً من العماليق؛ فأتاه أخٌ له فسأله شيئًا؛ فقال له عرقوب: إذا أطلع نخلي. فلما أطلع أتاه، قال: إذا أبلح. فلما أبلح أتاه، فقال: إذا أزهى. فلما أزهى أتاه، قال: إذا أرطب أتاه، قال: إذا صار تمرًا جدّه من الليل ولم يعط أخاه شيئًا). [عيون الأخبار: 8/146-147]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 05:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 05:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 05:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}
هذا أمر من الله عز وجل بذكر موسى بن عمران صلوات الله عليه على جهة التشريف، وأعلمه بإنه كان مخلصا، وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: "مخلصا" بكسر اللام، وهي قراءة الجمهور، أي: أخلص نفسه لله تعالى، وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم: "مخلصا" بفتح اللام، وهي قراءة أبي رزين، ويحيى، وقتادة، أي: أخلصه الله تعالى للنبوة والقيادة، كما قال سبحانه: {إنا أخلصناهم بخالصة}، والرسول من الأنبياء: الذي يكلف تبليغ أمته، وقد يكون نبيا غير رسول). [المحرر الوجيز: 6/41]

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وناديناه من جانب الطور الأيمن} هو تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام، و"الطور": الجبل المشهور بالشام، وقوله: "الأيمن" صفة للجانب، وكان على يمين موسى عند وقوفه، وإلا فالجبل نفسه لا يمنة له ولا يسرة، ولا يوصف بشيء من ذلك إلا بالإضافة إلى ذي يمين ويسار.
ويحتمل أن يكون "الأيمن" مأخوذا من اليمن، كأنه قال: الأبرك والأسعد، فيصح على هذا أن يكون صفة للجانب وللجبل بجملته. وقوله: {وقربناه نجيا} هو التقريب بالتشريف بالكلام والنبوة. وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: بل أدني موسى الملكوت، ورفعت له الحجب حتى سمع صريف الأقلام، وقاله ميسرة رحمه الله، وقال سعيد: أردفه جبريل عليه السلام، والنجي، قيل: من المناجاة وهي المسارة بالقول، وقال قتادة: معناه: نجا بصدقة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا مختل، وإنما النجي المنفرد بالمناجاة). [المحرر الوجيز: 6/41]

تفسير قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وكان هارون أسن من موسى عليهما
[المحرر الوجيز: 6/41]
السلام فطلب من الله أن يشد أزره بنبوته ومعونته فأجابه الله إلى ذلك، وعدها في نعمه عليه). [المحرر الوجيز: 6/42]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد} هو أيضا من لسان الصدق والشرف المضمون بقاؤه على آل إبراهيم عليه السلام. وإسماعيل عليه السلام هو أب العرب اليوم، وذلك أن اليمنية والمضرية ترجع إلى ولد إسماعيل عليه السلام، وهو الذي أسكنه أبوه بواد غير ذي زرع، وهو الذبيح في قول الجمهور، وقالت فرقة: الذبيح إسحاق عليه السلام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأول يترجح بجهات: منها قول الله وتعالى: {ومن وراء إسحاق يعقوب}، فولد قد بشر أبواه أنه سيكون منه ولد هو حفيد لهم كيف يؤمر بعد ذلك بذبحه وهذه العدة قد تقدمت؟ وجهة أخرى هي أن أمر الذبح لا خلاف بين العلماء أنه كان بمنى عند مكة، وما روي قط أن إسحاق دخل تلك البلاد، وإسماعيل بها نشأ، وكان أبوه يزور مرارا كثيرة يأتي من الشام على البراق ويرجع من يومه، والبراق هو مركب الأنبياء عليهم السلام، وجهة أخرى وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا ابن الذبيحين، وهما أبوه عبد الله بن عبد المطلب، لأنه فدي بالإبل من الذبح، والذبيح الثاني هو أبوه إسماعيل عليه السلام، وجهة أخرى وهي الآيات في سورة (الصافات)، وذلك أنه لما فرغ من ذكر الذبح وحاله قال: وبشرناه بإسحاق، فترتيب تلك الآيات يكاد ينص على أن الذبيح غير إسحاق عليه السلام.
[المحرر الوجيز: 6/42]
ووصف الله تعالى إسماعيل بصدق الدعوة لأنه كان مبالغا في ذلك، روي أنه وعد رجلا أن يلقاه في موضع، فجاء إسماعيل عليه السلام وانتظر الرجل يومه وليلته، فلما كان في اليوم الآخر جاء الرجل، فقال له: ما زلت هنا في انتظارك هنا منذ أمس، وفي كتاب ابن سلام أنه انتظره سنة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا بعيد غير صحيح، والأول أصح، وقد فعل مثله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثه، ذكره النقاش، وخرجه الترمذي، وغيره، وذلك في مبايعة وتجارة، وقيل: وصفه بصدق الدعوة لوفائه بنفسه في أمر الذبح؛ إذ قال: ستجدني إن شاء الله من الصابرين. قال سفيان بن عيينة رحمه الله: أسوأ الكذب إخلاف الوعد ورمي الأبرياء بالتهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العدة دين، فناهيك بفضيلة الصدق في هذا). [المحرر الوجيز: 6/43]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {وكان يأمر أهله}، يريد بهم قومه وأمته، قاله الحسن، وفي مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "وكان يأمر قومه"، وقوله: "مرضيا" أصله: مرضوي، لقيت الواو وهي ساكنة الياء فأبدلت ياء وأدغمت، ثم كسرت الضاد للتناسب في الحركات، وقرأ ابن أبي عبلة: "وكان عند ربه مرضوا"). [المحرر الوجيز: 6/43]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 06:03 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 06:10 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واذكر في الكتاب موسى إنّه كان مخلصًا وكان رسولا نبيًّا (51) وناديناه من جانب الطّور الأيمن وقرّبناه نجيًّا (52) ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا (53)}.
لمّا ذكر تعالى إبراهيم الخليل وأثنى عليه، عطف بذكر الكليم، فقال: {واذكر في الكتاب موسى إنّه كان مخلصًا} قرأ بعضهم بكسر اللّام، من الإخلاص في العبادة.
قال الثّوريّ، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي لبابة قال: قال الحواريّون: يا روح اللّه، أخبرنا عن المخلص للّه. قال: الّذي يعمل للّه، لا يحبّ أن يحمده النّاس.
وقرأ الآخرون بفتحها، بمعنى أنّه كان مصطفًى، كما قال تعالى: {إنّي اصطفيتك على النّاس} [الأعراف: 144].
{وكان رسولا نبيًّا}، جمع له بين الوصفين، فإنّه كان من المرسلين الكبار أولي العزم الخمسة، وهم: نوحٌ وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمّدٌ، صلوات اللّه وسلامه عليهم وعلى سائر الأنبياء أجمعين). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 237]

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وناديناه من جانب الطّور} أي: الجبل {الأيمن} أي: من جانبه الأيمن من موسى حين ذهب يبتغي من تلك النّار جذوةً، رآها تلوح فقصدها، فوجدها في جانب الطّور الأيمن منه، عند شاطئ الوادي. فكلّمه اللّه تعالى، ناداه وقرّبه وناجاه. قال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن بشّارٍ، حدّثنا يحيى -هو القطّان- حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {وقرّبناه نجيًّا} قال: أدني حتّى سمع صريف القلم.
وهكذا قال مجاهدٌ، وأبو العالية، وغيرهم. يعنون صريف القلم بكتابة التّوراة.
وقال السّدّيّ: {وقرّبناه نجيًّا} قال: أدخل في السّماء فكلّم، وعن مجاهد نحوه.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة: {وقرّبناه نجيًّا} قال: نجا بصدقه
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عبد الجبّار بن عاصمٍ، حدّثنا محمّد بن سلمة الحرّانيّ، عن أبي الوصل، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن معد يكرب قال: لمّا قرّب اللّه موسى نجيًّا بطور سيناء، قال: يا موسى، إذا خلقت لك قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وزوجةً تعين على الخير، فلم أخزّن عنك من الخير شيئًا، ومن أخزّن عنه هذا فلم أفتح له من الخير شيئًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 237-238]

تفسير قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا} أي: وأجبنا سؤاله وشفاعته في أخيه، فجعلناه نبيًّا، كما قال في الآية الأخرى: {وأخي هارون هو أفصح منّي لسانًا فأرسله معي ردءًا يصدّقني إنّي أخاف أن يكذّبون} [القصص: 34]، وقال: {قد أوتيت سؤلك يا موسى} [طه: 36]، وقال: {فأرسل إلى هارون. ولهم عليّ ذنبٌ فأخاف أن يقتلون} [الشّعراء: 13، 14]؛ ولهذا قال بعض السّلف: ما شفّع أحدٌ في أحدٍ شفاعةً في الدّنيا أعظم من شفاعة موسى في هارون أن يكون نبيًّا، قال اللّه تعالى: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا}.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن عكرمة قال: قال ابن عبّاسٍ: قوله: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا}، قال: كان هارون أكبر من موسى، ولكن أراد: وهب له نبوّته.
وقد ذكره ابن أبي حاتمٍ معلّقًا، عن يعقوب وهو ابن إبراهيم الدّورقيّ، به). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 238]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيًّا (54) وكان يأمر أهله بالصّلاة والزّكاة وكان عند ربّه مرضيًّا (55)}.
هذا ثناءٌ من اللّه تعالى على إسماعيل بن إبراهيم الخليل، عليهما السّلام، وهو والد عرب الحجاز كلّهم بأنّه {كان صادق الوعد}
قال ابن جريجٍ: لم يعد ربّه عدةً إلّا أنجزها، يعني: ما التزم قطّ عبادةً بنذرٍ إلّا قام بها، ووفّاها حقّها.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يونس، أنبأنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ سهل بن عقيلٍ حدّثه، أنّ إسماعيل النّبيّ، عليه السّلام، وعد رجلًا مكانًا أن يأتيه، فجاء ونسي الرّجل، فظلّ به إسماعيل وبات حتّى جاء الرّجل من الغد، فقال: ما برحت من هاهنا؟ قال: لا. قال: إنّي نسيت. قال: لم أكن لأبرح حتّى تأتيني. فلذلك {كان صادق الوعد}.
وقال سفيان الثّوريّ: بلغني أنّه أقام في ذلك المكان ينتظره حولًا حتّى جاءه.
وقال ابن شوذب: بلغني أنّه اتّخذ ذلك الموضع سكنًا.
وقد روى أبو داود في سننه، وأبو بكرٍ محمّد بن جعفرٍ الخرائطيّ في كتابه "مكارم الأخلاق" من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عبد اللّه بن ميسرة، عن عبد الكريم -يعني: ابن عبد اللّه بن شقيق-عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبي الحمساء قال: بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن يبعث فبقيت له عليّ بقيّةٌ، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك، قال: فنسيت يومي والغد، فأتيته في اليوم الثّالث وهو في مكانه ذلك، فقال لي: "يا فتى، لقد شققت عليّ، أنا هاهنا منذ ثلاثٍ أنتظرك" لفظ الخرائطيّ، وساق آثارًا حسنةً في ذلك.
ورواه ابن منده أبو عبد اللّه في كتاب "معرفة الصّحابة"، بإسناده عن إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الكريم، به.
وقال بعضهم: إنّما قيل له: {صادق الوعد}؛ لأنّه قال لأبيه: {ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين} [الصّافّات: 102]، فصدق في ذلك.
فصدق الوعد من الصّفات الحميدة، كما أنّ خلفه من الصّفات الذّميمة، قال اللّه تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون} [الصّفّ: 2، 3] وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"
ولـمّا كانت هذه صفات المنافقين، كان التّلبّس بضدّها من صفات المؤمنين، ولهذا أثنى اللّه على عبده ورسوله إسماعيل بصدق الوعد، وكذلك كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صادق الوعد أيضًا، لا يعد أحدًا شيئًا إلّا وفّى له به، وقد أثنى على أبي العاص بن الرّبيع زوج ابنته زينب، فقال: "حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي". ولمّا توفّي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال الخليفة أبو بكرٍ الصّدّيق: من كان له عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عدةٌ أو دين فليأتني أنجز له، فجاءه جابر بن عبد اللّه، فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان قال: "لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا"، يعني: ملء كفّيه، فلمّا جاء مال البحرين أمر الصّدّيق جابرًا، فغرف بيديه من المال، ثمّ أمره بعدّه، فإذا هو خمسمائة درهمٍ، فأعطاه مثليها معها
وقوله: {وكان رسولا نبيًّا} في هذا دلالةٌ على شرف إسماعيل على أخيه إسحاق؛ لأنّه إنما وصف بالنّبوّة فقط، وإسماعيل وصف بالنّبوّة والرّسالة. وقد ثبت في صحيح مسلمٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ اللّه اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل = " وذكر تمام الحديث، فدلّ على صحّة ما قلناه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 238-240]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وكان يأمر أهله بالصّلاة والزّكاة وكان عند ربّه مرضيًّا}: هذا أيضًا من الثّناء الجميل، والصّفة الحميدة، والخلّة السّديدة، حيث كان مثابرًا على طاعة ربّه آمرًا بها لأهله، كما قال تعالى لرسوله: {وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتّقوى} [طه: 132]، وقال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النّاس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ} الآية [التّحريم: 6] أي: مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملًا فتأكلهم النّار يوم القيامة، وقد جاء في الحديث، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "رحم اللّه رجلًا قام من اللّيل فصلّى، وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم اللّه امرأةً قامت من اللّيل فصلّت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء" أخرجه أبو داود، وابن ماجه.
وعن أبي سعيدٍ، وأبي هريرة، رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا استيقظ الرّجل من اللّيل وأيقظ امرأته، فصلّيا ركعتين، كتبا من الذّاكرين اللّه كثيرًا والذّاكرات". رواه أبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه، واللّفظ له). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 240]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة