جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين قال دخل النبي على علي وفاطمة وهما نائمان فقال ألا تصلون فقال علي يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثها بعثها قال فانصرف عنهم وهو يقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا). [تفسير عبد الرزاق: 1/404-405]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا} [الكهف: 54]
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، حدّثنا أبي، عن صالحٍ، عن ابن شهابٍ، قال: أخبرني عليّ بن حسينٍ، أنّ حسين بن عليٍّ، أخبره عن عليٍّ رضي اللّه عنه: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم طرقه وفاطمة قال: «ألا تصلّيان»). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا)
ذكر فيه حديث عليٍّ مختصرًا ولم يذكر مقصود الباب على عادته في التّعمية وقد تقدّم شرحه مستوفًى في صلاة اللّيل وفيه ذكر الآية المذكورة وقوله في آخره ألا تصلّيان زاد في نسخة الصّغانيّ وذكر الحديث والآية إلى قوله أكثر بشيء جدلًا). [فتح الباري: 8/408]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله عزّ وجلّ: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً} (الكهف: 54)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} أي: خصومة في الباطل، نزلت في النّضر بن الحارث وكان جداله في القرآن، قاله ابن عبّاس، وقيل: في أبي بن خلف وكان جداله في البعث.
- حدّثنا عليّ بن عبد الله حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ حدّثنا أبي عن صالحٍ عن ابن شهابٍ قال أخبرني عليّ بن حسينٍ أنّ حسين بن عليّ أخبره عن عليّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة قال ألا تصلّيان.
هذا الحديث ذكره هنا مختصرا. وقد مضى بأتم منه في الصّلاة في: باب تحريض النّبي صلى الله عليه وسلم على قيام اللّيل، وفي آخره: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} وهذا هو وجه المطابقة بين الحديث والترجمة وإن لم يذكر صريحًا.
وعلي بن عبد الله هو المدينيّ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف. وصالح هو ابن كيسان، وابن شهاب هو محمّد بن مسلم الزّهريّ، وعلي بن حسين هو عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، سمع أباه ومضى الكلام في الحديث هناك، قوله: (طرقه) أي: أتاه ليلًا). [عمدة القاري: 19/38]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا}
(باب قوله) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله تعالى: ({وكان الإنسان}) يريد الجنس أو النضر بن الحارث أو أبي بن خلف ({أكثر شيء}) يتأتى منه الجدل ({جدلًا}) [الكهف: 54] خصومة ومماراة بالباطل وانتصابه على التمييز يعني أن جدل الإنسان أكثر من جدل كل شيء ونحوه {فإذا هو خصيم مبين} [يس: 77] وفي حديث مرفوع "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل".
حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، حدّثنا أبي، عن صالحٍ، عن ابن شهابٍ قال: أخبرني عليّ بن حسينٍ، أنّ حسين بن عليٍّ، أخبره عن عليٍّ -رضي الله عنه- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- طرقه وفاطمة قال: «ألا تصلّيان؟» رجمًا بالغيب لم يستبن فرطًا: ندمًا. سرادقها مثل السّرادق والحجرة الّتي تطيف بالفساطيط. يحاوره من المحاورة، لكنّا هو اللّه ربّي أي لكن أنا هو اللّه ربّي ثمّ حذف الألف وأدغم إحدى النّونين في الأخرى، وفجّرنا خلالهما نهرًا يقول: زلقًا: لا يثبت فيه قدمٌ، هنالك الولاية: مصدر الوليّ عقبًا: عاقبةٌ وعقبى وعقبةٌ واحدٌ وهي الآخرة، قبلًا وقبلًا وقبلًا استئنافًا. ليدحضوا ليزيلوا الدّحض الزّلق.
وبه قال: (حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: (حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد) بسكون العين ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: (حدّثنا أبي) إبراهيم (عن صالح) هو ابن كيسان (عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري أنه (قال: أخبرني) بالإفراد (علي بن حسين) بضم الحاء هو زين العابدين (أن) أباه (حسين بن علي أخبره عن) أبيه (علي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- طرقه وفاطمة) أي أتاهما ليلًا (قال) ولأبي ذر وقال أي لهما حثًّا وتحريضًا (ألا تصليان) كذا ساقه مختصرًا ولم يذكر المقصود منه هنا جريًا على عادته في التعمية وتشحيذ الأذهان فأشار بطرفه إلى بقيته وهو قول علي فقلت: يا رسول الله أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إليّ شيئًا ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول {وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا} وهذا يدل على أن المراد بالإنسان الجنس ففيه ردّ على من قال المراد بالإنسان هنا الكافر لكن في الآية مع قوله: ويجادل الذين كفروا بالباطل إشعار بالتخصيص لأن ذلك صفة ذم ولا يستحقه إلا من هو له أهل وهم الكفار.
وهذا الحديث قد مر في التهجد من أواخر كتاب الصلاة). [إرشاد الساري: 7/215]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا اللّيث، عن عقيلٍ، عن الزّهريّ، عن عليّ بن حسينٍ: أنّ حسين بن عليٍّ، حدّثه، عن عليّ بن أبي طالبٍ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم طرقه وفاطمة، فقال: «ألا تصلّون؟» قلت: يا رسول الله، إنّما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثها بعثها، فانصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو مدبرٌ يضرب فخذه ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا} [الكهف: 54]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/158]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد صرّفنا في هذا القرآن للنّاس من كلّ مثلٍ وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً}.
يقول عزّ ذكره: ولقد مثّلنا في هذا القرآن للنّاس من كلّ مثلٍ، ووعظناهم فيه من كلّ عظةٍ، واحتججنا عليهم فيه بكلّ حجّةٍ ليتذكّروا فينيبوا، ويعتبروا فيتّعظوا، وينزجروا عمّا هم عليه مقيمون من الشّرك باللّه وعبادة الأوثان {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً} يقول: وكان الإنسان أكثر شيءٍ مراءً وخصومةً، لا ينيب لحقٍّ، ولا ينزجر لموعظةٍ، كما؛
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً} قال: الجدل: الخصومة، خصومة القوم لأنبيائهم، وردّهم عليهم ما جاءوا به. وقرأ: {ما هذا إلاّ بشرٌ مثلكم يأكل ممّا تأكلون منه ويشرب ممّا تشربون} وقرأ: {يريد أن يتفضّل عليكم} وقرأ: {حتّى توفّى}.. الآية: {ولو نزّلنا عليك كتابًا في قرطاسٍ}.. الآية، وقرأ: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال: هم ليس أنت {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون} ). [جامع البيان: 15/299-300]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلا فقال: ألا تصليان فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا، وانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته بضرب فخذه ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}). [الدر المنثور: 9/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} قال: الجدل الخصومة خصومة القوم لآنبيائهم وردهم عليهم ما جاؤوا به وكل شيء في القرآن من ذكر الجدل فهو من ذلك الوجه فيما يخاصمونهم من دينهم يردون عليهم ما جاؤوا به والله أعلم). [الدر المنثور: 9/574]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قبلًا} [الكهف: 55] : «وقبلًا وقبلًا استئنافًا»). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قبلًا وقبلًا وقبلًا استئنافًا قال أبو عبيدة في قوله أو يأتيهم العذاب قبلًا أي أوّلًا فإن فتحوا أوّلها فالمعنى استئنافًا وغفل بن التّين فقال لا أعرف للاستئناف هنا معنًى وإنّما هو استقبالًا وهو يعود على قبلًا بفتح القاف انتهى والمؤتنف قريبٌ من المقبل فلا معنى لادّعاء تفسيره). [فتح الباري: 8/408]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قبلاً وقبلاً وقبلاً استئنافاً
أشار به إلى قوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب قبلاً} (الكهف: 55) وقبلاً وقبلاً. الأول: بكسر القاف وفتح الباء، الثّاني: بضمّتين، والثّالث: بفتحتين، وفسّر ذلك كله بقوله: استئنافاً يعني استقبالًا، وفي التّفسير: أي عيانًا، قاله ابن عبّاس، وقال الثّعلبيّ: قال الكلبيّ: هو السّيف يوم بدر، وقال مقاتل: فجأة، ومن قرأ بضمّتين أراد أصناف العذاب). [عمدة القاري: 19/39]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قبلًا) بكسر القاف وفتح الموحدة ({وقبلًا}) بضمهما وبه قرأ الكوفيون وبالأول الباقون (وقبلًا) بفتحهما (استئنافًا) قال أبو عبيدة قوله أو يأتيهم العذاب قبلًا أي أوّلًا فإن فتحوا أوّلها فالمعنى استئنافًا، فقول السفاقسي لا أعرف هذا التفسير إنما هو استقبالًا وهو عود على قبلًا بفتح القاف يقال عليه قد عرفه أبو عبيدة ومن عرف حجة على من لم يعرف وفسر الجمهور الأول بمعنى عيان والضم بأنه جمع قبيل بمعنى أنواع وانتصابه على الحال من الضمير أو العذاب). [إرشاد الساري: 7/216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربّهم إلاّ أن تأتيهم سنّة الأوّلين أو يأتيهم العذاب قبلاً}.
يقول عزّ ذكره: وما منع هؤلاء المشركين يا محمّد الإيمان باللّه إذ جاءهم الهدى بيان اللّه، وعلموا صحّة ما تدعوهم إليه وحقيقته، والاستغفار ممّا هم عليه مقيمون من شركهم، إلاّ مجيئهم سنّتنا في أمثالهم من الأمم المكذّبة رسلها قبلهم، أو إتيانهم العذاب قبلاً.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: أو يأتيهم العذاب فجأةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أو يأتيهم العذاب قبلاً} قال فجأةً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: معناه: أو يأتيهم العذاب عيانًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {أو يأتيهم العذاب قبلاً} قال: قبلاً معاينة ذلك القبل.
وقد اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته جماعةٌ ذات عددٍ {أو يأتيهم العذاب قبلاً} بضمّ القاف والباء، بمعنى أنّه يأتيهم من العذاب ألوانٌ وضروبٌ، ووجّهوا القبل إلى جمع قبيلٍ، كما يجمع القتيل القتل، والجديد الجدد. وقرأ جماعةٌ أخرى: ( أو يأتيهم العذاب قبلاً ) بكسر القاف وفتح الباء، بمعنى أو يأتيهم العذاب عيانًا من قولهم: كلّمته قبلاً. وقد بيّنت القول في ذلك في سورة الأنعام بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 15/300-301]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أو يأتيهم العذاب قبلا قال فجأة). [تفسير مجاهد: 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 55 - 59.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إلا أن تأتيهم سنة الأولين} قال: عقوبة الأولين). [الدر المنثور: 9/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه قرأ {أو يأتيهم العذاب قبلا} قال: قبائل). [الدر المنثور: 9/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أو يأتيهم العذاب قبلا} قال: فجأة). [الدر المنثور: 9/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة أنه قرأ {أو يأتيهم العذاب قبلا} أي عيانا). [الدر المنثور: 9/574-575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله: {قبلا} قال: جهارا). [الدر المنثور: 9/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {أو يأتيهم العذاب قبلا} قال: مقابلهم فينظرون إليه). [الدر المنثور: 9/575]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ليدحضوا} [الكهف: 56] : " ليزيلوا الدّحض: الزّلق "). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ليدحضوا ليزيلوا الدّحض الزّلق قال أبو عبيدة في قوله ليدحضوا به الحق أي ليزيلوا يقال مكانٌ دحضٌ أي مزلٌّ مزلقٌ لا يثبت فيه خفٌّ ولا حافرٌ). [فتح الباري: 8/408-409]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ليدحضوا ليزيلوا الدّحض الزّلق
أشار به إلى قوله تعالى: {ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق} (الكهف: 56) وفسّر: ليدحضوا بقوله: (ليزيلوا) من الدخض وهو الزلق، يقال: دحضت رجله إذا زلقت، وعن السّديّ: معناه ليفسدوا، وقيل: ليبطلوا به الحق). [عمدة القاري: 19/39]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ليدحضوا}) أي (ليزيلوا) بالجدال الحق عن موضعه ويبطلوه (الدحض) بفتح الحاء هو (الزلق) الذي لا يثبت فيه خف ولا حافر وسقط لأبي ذر الدحض الزلق). [إرشاد الساري: 7/216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما نرسل المرسلين إلاّ مبشّرين ومنذرين ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحقّ واتّخذوا آياتي وما أنذروا هزوًا}.
يقول عزّ ذكره: وما نرسل إلاّ ليبشّروا أهل الإيمان والتّصديق باللّه بجزيل ثوابه في الآخرة، ولينذروا أهل الكفر به والتّكذيب عظيم عقابه، وأليم عذابه، فينتهوا عن الشّرك باللّه، وينزجروا عن الكفر به ومعاصيه {ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحقّ} يقول: ويخاصم الّذين كذّبوا باللّه ورسوله بالباطل، ذلك كقولهم للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أخبرنا عن حديث فتيةٍ ذهبوا في أوّل الدّهر لم يدر ما شأنهم، وعن الرّجل الّذي بلغ مشارق الأرض ومغاربها، وعن الرّوح، وما أشبه ذلك ممّا كانوا يخاصمونه به، يبتغون إسقاطه، تعنيتًا له صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال اللّه لهم: إنّا لسنا نبعث إليكم رسلنا للجدال والخصومات، وإنّما نبعثهم مبشّرين أهل الإيمان بالجنّة، ومنذرين أهل الكفر بالنّار، وأنتم تجادلونهم بالباطل طلبًا منكم بذلك أن تبطلوا الحقّ الّذي جاءكم به رسولي. وعنى بقوله: {ليدحضوا به الحقّ} ليبطلوا به الحقّ ويزيلوه ويذهبوا به. يقال منه: دحض الشّيء: إذا زال وذهب، ويقال: هذا مكانٌ دحضٌ: أي مزلٌّ مزلقٌ لا يثبت فيه خفٌّ ولا حافرٌ ولا قدمٌ، ومنه قول الشّاعر:
رديت ونجّى اليشكريّ حذاره = وحاد كما حاد البعير عن الدّحض
ويروى: ونحّى، وأدحضته أنا: إذا أذهبته وأبطلته.
وقوله: {واتّخذوا آياتي وما أنذروا هزوًا} يقول: واتّخذوا الكافرين باللّه حججه الّتي احتجّ بها عليهم، وكتابه الّذي أنزله إليهم، والنّذر الّتي أنذرهم بها سخريًّا يسخرون بها، يقولون: {إن هذا إلاّ أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلاً} و{لو شئنا لقلنا مثل هذا} ). [جامع البيان: 15/302-303]