جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال لما خلقت النار طارت أفئدة الملائكة فلما خلق آدم سكنت). [تفسير عبد الرزاق: 1/402-403]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم من ما وصف لكم). [تفسير عبد الرزاق: 1/403]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله إلا إبليس كان من الجن قال من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن). [تفسير عبد الرزاق: 1/404]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظّالمين بدلاً}.
يقول تعالى ذكره مذكّرًا هؤلاء المشركين حسد إبليس أباهم ومعلّمهم ما كان منه من كبره واستكباره عليه حين أمره بالسّجود له، وأنّه من العداوة والحسد لهم على مثل الّذي كان عليه لأبيهم: {و} اذكر يا محمّد {إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس} الّذي يطيعه هؤلاء المشركون ويتّبعون أمره، ويخالفون أمر اللّه، فإنّه لم يسجد له استكبارًا على اللّه، وحسدًا لآدم {كان من الجنّ}.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله {كان من الجنّ} فقال بعضهم: إنّه كان من قبيلةٍ يقال لهم الجنّ.
وقال آخرون: بل كان من خزّان الجنّة، فنسب إلى الجنّة.
وقال آخرون: بل قيل من الجنّ، لأنّه من الجنّ الّذين استجنّوا عن أعين بني آدم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن خلاّد بن عطاءٍ، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان إبليس قبل أن يركب المعصية من الملائكة، اسمه عزازيل، وكان من سكّان الأرض، وكان من أشدّ الملائكة اجتهادًا وأكثرهم علمًا، فذلك هو الّذي دعاه إلى الكبر، وكان من حيٍّ يسمّى جنًّا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، عن بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان إبليس من حيٍّ من أحياء الملائكة يقال لهم الجنّ، خلقوا من نار السّموم من بين الملائكة، قال: وكان اسمه الحارث. قال: وكان خازنًا من خزّان الجنّة. قال: وخلقت الملائكة من نورٍ غير هذا الحيّ. قال: وخلقت الجنّ الّذين ذكروا في القرآن من مارجٍ من نارٍ، وهو لسان النّار الّذي يكون في طرفها إذا التهبت.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني شيبان، قال: حدّثنا سلاّم بن مسكينٍ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، قال: كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدّنيا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إلاّ إبليس كان من الجنّ} قال: كان إبليس من خزّان الجنّة، وكان يدبّر أمر سماء الدّنيا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: كان إبليس من أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلةً. وكان خازنًا على الجنان، وكان له سلطان السّماء الدّنيا، وكان له سلطان الأرض، وكان فيما قضى اللّه أنّه رأى أنّ له بذلك شرفًا وعظمةً على أهل السّماء، فوقع من ذلك في قلبه كبرٌ لا يعلمه إلاّ اللّه، فما كان عند السّجود حين أمره أن يسجد لآدم استخرج اللّه كبره عند السّجود، فلعنه وأخّره إلى يوم الدّين.
قال: قال ابن عبّاسٍ: وقوله: {كان من الجنّ} إنّما سمّي بالجنان أنّه كان خازنًا عليها، كما يقال للرّجل: مكّيّ، ومدنيّ، وكوفيّ، وبصريّ، قاله ابن جريجٍ.
وقال آخرون: هم سبطٌ من الملائكة قبيلةٌ، وكان اسم قبيلته الجنّ
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن صالحٍ، مولى التّوأمة، وشريك بن أبي نمرٍ أحدهما أو كلاهما، عن ابن عبّاسٍ، قال: إنّ من الملائكة قبيلةٌ من الجنّ، وكان إبليس منها، وكان يسوس ما بين السّماء والأرض، فعصى فسخط اللّه عليه فمسخه شيطانًا رجيمًا، لعنه اللّه ممسوخًا قال: وإذا كانت خطيئة الرّجل في كبرٍ فلا ترجه، وإذا كانت خطيئته في معصيةٍ فارجه، وكانت خطيئة آدم في معصيةٍ، وخطيئة إبليس في كبرٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس كان من الجنّ} قبيلٌ من الملائكة يقال لهم الجنّ، وقال ابن عبّاسٍ: لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسّجود، وكان على خزانة السّماء الدّنيا.
قال: وكان قتادة يقول: جنّ عن طاعة ربّه.
وكان الحسن يقول: ألجأه اللّه إلى نسبه.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {إلاّ إبليس كان من الجنّ} قال: كان من قبيلٍ من الملائكة يقال لهم الجنّ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن عوفٍ، عن الحسن، قال: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عينٍ قطّ، وإنّه لأصل الجنّ، كما أنّ آدم عليه السّلام أصل الإنس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: كان إبليس على السّماء الدّنيا وعلى الأرض وخازن الجنان.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {فسجدوا إلاّ إبليس كان من الجنّ} كان ابن عبّاسٍ يقول: إنّ إبليس كان من أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلةً، وكان خازنًا على الجنان، وكان له سلطان السّماء الدّنيا وسلطان الأرض، وكان ممّا سوّلت له نفسه من قضاء اللّه أنّه رأى أنّ له بذلك شرفًا على أهل السّماء، فوقع من ذلك في قلبه كبرٌ لا يعلمه إلاّ اللّه، فاستخرج اللّه ذلك الكبر منه حين أمره بالسّجود لآدم، فاستكبر وكان من الكافرين، فذلك قوله للملائكة: {إنّي أعلم غيب السّموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} يعني: ما أسرّ إبليس في نفسه من الكبر.
وقوله: {كان من الجنّ} كان ابن عبّاسٍ يقول: قال اللّه {كان من الجنّ} لأنّه كان خازنًا على الجنان، كما يقال للرّجل: مكّيّ، ومدنيّ، وبصريّ، وكوفيّ.
وقال آخرون: كان اسم قبيلة إبليس الجنّ، وهم سبطٌ من الملائكة يقال لهم الجنّ، فلذلك قال اللّه عزّ وجلّ {كان من الجنّ} فنسبه إلى قبيلته.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قوله {كان من الجنّ} قال: من الجنّانين الّذين يعملون في الجنان.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا أبو سعيدٍ اليحمديّ إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدّثني سوّار بن الجعد اليحمديّ، عن شهر بن حوشبٍ، قوله: {من الجنّ} قال: كان إبليس من الجنّ الّذين طردتهم الملائكة، فأسره بعض الملائكة، فذهب به إلى السّماء.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {إلاّ إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه} قال: كان خازن الجنان فسمّي بالجنان.
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ، قال: حدّثنا أحمد بن بشيرٍ، عن سفيان بن أبي المقدام، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: كان إبليس من خزنة الجنّة.
وقد بيّنّا القول في ذلك فيما مضى من كتابنا هذا وذكرنا اختلاف المختلفين فيه، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {ففسق عن أمر ربّه} يقول: فخرج عن أمر ربّه، وعدل عنه ومال، كما قال رؤبة:
يهوين في نجدٍ وغورًا غائرا = فواسقًا عن قصدها جوائرا
يعني بالفواسق: الإبل المنعدلة عن قصد نجدٍ، وكذلك الفسق في الدّين إنّما هو الانعدال عن القصد، والميل عن الاستقامة. ويحكى عن العرب سماعًا: فسقت الرّطبة من قشرها: إذا خرجت منه، وفسقت الفأرة: إذا خرجت من جحرها.
وكان بعض أهل العربيّة من أهل البصرة يقول: إنّما قيل: {ففسق عن أمر ربّه} لأنّه مرادٌ به: ففسق عن ردّه أمر اللّه، كما تقول العرب: أتخمت عن الطّعام، بمعنى: أتخمت لمّا أكلته. وقد بيّنّا القول في ذلك، وأنّ معناه: عدل وجار عن أمر اللّه، وخرج عنه.
وقال بعض أهل العلم بكلام العرب: معنى الفسق: الاتّساع. وزعم أنّ العرب تقول: فسقٌ في النّفقة: بمعنى اتّسع فيها. قال: وإنّما سمّي الفاسق فاسقًا، لاتّساعه في محارم اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، ح، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تعالى {ففسق عن أمر ربّه} قال: في السّجود لآدم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {ففسق عن أمر ربّه} قال: عصى في السّجود لآدم.
وقوله: {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ} يقول تعالى ذكره: أفتوالون يا بني آدم من استكبر على أبيكم وحسده، وكفر نعمتي عليه، وغرّه حتّى أخرجه من الجنّة ونعيم عيشه فيها إلى الأرض وضيّق العيش فيها، وتطيعونه وذرّيّته من دون اللّه مع عدواته لكم قديمًا وحديثًا، وتتركون طاعة ربّكم الّذي أنعم عليكم وأكرمكم، بأن أسجد لوالدكم ملائكته، وأسكنه جنّاته، وآتاكم من فواضل نعمه ما لا يحصى عدده، وذرّيّة إبليس: الشّياطين الّذين يغوون بني آدم. كما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني} قال: ذرّيّته الشّياطين، وكان يعدّهم " زلنبور " صاحب الأسواق ويضع رايته في كلّ سوقٍ ما بين السّماء والأرض، و" ثبر " صاحب المصائب، و" الأعور " صاحب الزّنا و" مسوط " صاحب الأخبار يأتي بها فيلقيها في أفواه النّاس، ولا يجدون لها أصلاً، و" داسم " الّذي إذا دخل الرّجل بيته ولم يسلّم ولم يذكر اللّه بصره من المتاع ما لم يرفع، وإذا أكل ولم يذكر اسم اللّه أكل معه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: حدّثنا حفص بن غياثٍ، قال: سمعت الأعمش، يقول: إذا دخلت البيت ولم أسلّم، رأيت مطهرةً، فقلت: ارفعوا ارفعوا، وخاصمتهم، ثمّ أذكر فأقول: داسم داسم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، قال: هم أربعةٌ ثبر، وداسم، وزلنبور، والأعور، ومسوط: أحدها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني}.. الآية، وهم يتوالدون كما تتوالد بنو آدم، وهم أكثر عدداً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ} وهو أبو الجنّ كما آدم أبو الإنس وقال: قال اللّه لإبليس: إنّي لا أذرأ لآدم ذرّيّةً إلاّ ذرأت لك مثلها، فليس من ولد آدم أحدٌ إلاّ له شيطانٌ قد قرن به.
وقوله: {بئس للظّالمين بدلاً} يقول عزّ ذكره: بئس البدل للكافرين باللّه اتّخاذ إبليس وذرّيّته أولياء من دون اللّه، وهم لكم عدوٌّ من تركهم اتّخاذ اللّه وليًّا باتّباعهم أمره ونهيه، وهو المنعم عليهم وعلى أبيهم آدم من قبلهم، المتفضّل عليهم من الفواضل ما لا يحصى بدلاً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {بئس للظّالمين بدلاً} بئسما استبدلوا بعبادة ربّهم إذ أطاعوا إبليس). [جامع البيان: 15/285-294]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ففسق عن أمر ربه يعني في السجود لآدم عليه السلام). [تفسير مجاهد: 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 50
أخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال: إن من الملائكة قبيلة يقال لهم الجن فكان إبليس منهم وكان يوسوس ما بين السماء والأرض فعصى فسخط الله عليه فمسخه الله شيطانا رجيما). [الدر المنثور: 9/565-566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {إلا إبليس كان من الجن} قال: كان خازن الجنان فسمي بالجن). [الدر المنثور: 9/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك قال: اختلف ابن عباس، وابن مسعود في إبليس فقال أحدهما: كان من سبط من الملائكة يقال لهم الجن). [الدر المنثور: 9/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس قال: إن إبليس كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة وكان خازنا على الجنان وكان له سلطان السماء الدنيا وكان له مجمع البحرين بحر الروم وفارس أحدهما قبل المشرق والآخر قبل المغرب وسلطان الأرض وكان مما سولت نفسه مع قضاء الله أنه يرى أن له بذلك عظمة وشرفا على أهل السماء فوقع في نفسه من ذلك كبر لم يعلم ذلك أحد إلا الله فلما كان السجود لآدم حين أمره الله أن يسجد لآدم استخرج الله كبره عند السجود فلعنه إلى يوم القيامة {كان من الجن} قال ابن عباس: إنما سمي بالجنان لأنه كان خازنا عليها). [الدر المنثور: 9/566-567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إلا إبليس كان من الجن} قال: كان من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن وكان ابن عباس يقول: لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسجود وكان على خزانة السماء الدنيا). [الدر المنثور: 9/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ في العظمة عن الحسن قال: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس). [الدر المنثور: 9/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن قال: قاتل الله أقواما يزعمون أن إبليس كان من ملائكة الله والله تعالى يقول: {كان من الجن} ). [الدر المنثور: 9/567-568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله: {كان من الجن} قال: من خزنة الجنان). [الدر المنثور: 9/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن الأنباري في الأضداد من وجه آخر عن سعيد بن جبير في قوله: {كان من الجن} قال: هم حي من الملائكة لم يزالوا يصوغون حلي أهل الجنة حتى تقوم الساعة). [الدر المنثور: 9/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن سعيد بن جبير في قوله: {كان من الجن} قال: من الجنانين الذين يعملون في الجنة). [الدر المنثور: 9/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وابو الشيخ في العظمة عن ابن شهاب في قوله: {إلا إبليس كان من الجن} قال: إبليس أبو الجن كما أن آدم أبو الإنس وآدم من الإنس وهو أبوهم، وإبليس من الجن وهو أبوهم وقد تبين للناس ذلك حين قال الله: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني} ). [الدر المنثور: 9/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: كان إبليس رئيسا من الملائكة في سماء الدنيا). [الدر المنثور: 9/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن منصور قال: كانت الملائكة تقاتل الجن فسبي إبليس وكان صغيرا فكان مع الملائكة فتعبد معها). [الدر المنثور: 9/568-569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب قال: كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء). [الدر المنثور: 9/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله: {إلا إبليس كان من الجن} قال: أجن من طاعة الله). [الدر المنثور: 9/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: لما لعن إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة فجزع لذلك فرن رنة فكل رنة في الدنيا إلى يوم القيامة من رنته). [الدر المنثور: 9/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن نوف قال كان إبليس رئيس سماء الدنيا). [الدر المنثور: 9/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ففسق عن أمر ربه} قال: في السجود لآدم). [الدر المنثور: 9/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الشعبي أنه سئل عن إبليس هل له زوجة فقال: إن ذلك العرس ما سمعت به). [الدر المنثور: 9/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أفتتخذونه وذريته} قال: ولد إبليس خمسة: ثبر والأعور وزلنبور ومسوط وداسم فمسوط صاحب الصخب والأعور وداسم لا أدري ما يفعلان والثبر صاحب المصائب وزلنبور الذي يفرق بين الناس ويبصر الرجل عيوب أهله). [الدر المنثور: 9/570]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {أفتتخذونه وذريته} قال: باض إبليس خمس بيضات: زلنبور وداسم وثبر ومسوط والأعور فأما الأعور فصاحب الزنا وأما ثبر فصاحب المصائب وأما مسوط فصاحب أخبار الكذب يلقيها على أفواه الناس ولا يجدون لها أصلا وأما داسم فهو صاحب البيوت إذا دخل بيته ولم يسلم دخل معه وإذا أكل معه ويريه من متاع البيت ما لا يحصى موضعه وأما زلنبور فهو صاحب الأسواق ويضع راسه في كل سوق بين السماء والأرض). [الدر المنثور: 9/570]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {أفتتخذونه وذريته} قال: هم أولاده يتوالدون كما يتوالد بنو آدم وهم أكثر عددا). [الدر المنثور: 9/571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال: باض إبليس خمس بيضات: وذريته من ذلك، قال: وبلغني أنه يجتمع على مؤمن واحد أكثر من ربيعة ومضر). [الدر المنثور: 9/571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {بئس للظالمين بدلا} قال بئسما استبدلوا بعبادة ربهم إذ أطاعوا إبليس لعنه الله تعالى). [الدر المنثور: 9/571]
تفسير قوله تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة قال: سمعت شيخا من فهم يقول: سمعت عبد الرحمن بن حجيرة وقرأ بسورة الكهف وهو يقص على الناس فبلغ هذه الآية: {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض}، فقال: ما أشهدتهم وأشهدناهم سواء). [الجامع في علوم القرآن: 3/52-53]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى متخذ المضلين عضدا قال أعوانا). [تفسير عبد الرزاق: 1/404]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما أشهدتهم خلق السّموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متّخذ المضلّين عضدًا}.
يقول عزّ ذكره: ما أشهدت إبليس وذرّيّته {خلق السّموات والأرض} يقول: ما أحضرتهم ذلك فأستعين بهم على خلقها {ولا خلق أنفسهم} [الكهف: 51] يقول: ولا أشهدت بعضهم أيضًا خلق بعضٍ منهم، فأستعين به على خلقه، بل تفرّدت بخلق جميع ذلك بغير معينٍ ولا ظهيرٍ، يقول: فكيف اتّخذوا عدوّهم أولياء من دوني، وهم خلقٌ من خلقي أمثالهم، وتركوا عبادتي وأنا المنعم عليهم وعلى أسلافهم، وخالقهم وخالق من يوالونه من دوني منفردًا بذلك من غير معينٍ ولا ظهيرٍ.
وقوله: {وما كنت متّخذ المضلّين عضدًا} يقول: وما كنت متّخذ من لا يهدي إلى الحقّ، ولكنّه يضلّ، فمن تبعه يجور به عن قصد السّبيل أعوانًا وأنصارًا، وهو من قولهم: فلانٌ يعضّد فلانًا إذا كان يقوّيه ويعينه.
وبنحو ذلك قال بعض أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما كنت متّخذ المضلّين عضدًا} أي أعوانًا.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة مثله.
وإنّما يعني بذلك أنّ إبليس وذرّيّته يضلّون بني آدم عن الحقّ، ولا يهدونهم للرّشد، وقد يحتمل أن يكون عنى بالمضلّين الّذين هم أتباعٌ على الضّلالة، وأصحابٌ على غير هدًى). [جامع البيان: 15/294-295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 51 - 52.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم} قال: يقول ما أشهدت الشياطين الذين اتخذتم معي هذا {وما كنت متخذ المضلين} قال: الشياطين {عضدا} قال: ولا اتخذتهم عضدا على شيء عضدوني عليه فأعانوني). [الدر المنثور: 9/571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما كنت متخذ المضلين عضدا} قال: أعوانا). [الدر المنثور: 9/571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وما كنت متخذ المضلين عضدا} قال: أعوانا). [الدر المنثور: 9/571]
تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى موبقا قال هلاكا). [تفسير عبد الرزاق: 1/404]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم يقول نادوا شركائي الّذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقًا (52) ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفًا}.
يقول عزّ ذكره {ويوم يقول} اللّه عزّ ذكره للمشركين به الآلهة والأنداد {نادوا شركائي الّذين زعمتم} يقول لهم: ادعوا الّذين كنتم تزعمون أنّهم شركائي في العبادة لينصروكم ويمنعوكم منّي {فدعوهم فلم يستجيبوا لهم} يقول: فاستغاثوا بهم فلم يغيثوهم {وجعلنا بينهم موبقًا}.
فاختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: وجعلنا بين هؤلاء المشركين وما كانوا يدعون من دون اللّه شركاء في الدّنيا يومئذٍ عداوةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن بزيعٍ، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، عن عوفٍ، عن الحسن، في قول اللّه: {وجعلنا بينهم موبقًا} قال: جعل بينهم عداوةً يوم القيامة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عثمان بن عمر، عن عوفٍ، عن الحسن {وجعلنا بينهم موبقًا} قال: عداوةً.
وقال آخرون: معناه: وجعلنا فعلهم ذلك لهم مهلكًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعلنا بينهم موبقًا} قال: مهلكًا.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {موبقًا} قال: هلاكًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وجعلنا بينهم موبقًا} قال: الموبق: المهلك، الّذي أهلك بعضهم بعضًا فيه، أوبق بعضهم بعضًا. وقرأ {وجعلنا لمهلكهم موعدًا}.
- حدّثت عن محمّد بن يزيد، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {موبقًا} قال: هلاكًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن عرفجة، في قوله {وجعلنا بينهم موبقًا} قال: مهلكًا.
وقال آخرون: هو اسم وادٍ في جهنّم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن أبي أيّوب، عن عمرٍو البكاليّ: {وجعلنا بينهم موبقًا} قال: وادٍ عميقٌ فصل به بين أهل الضّلالة وأهل الهدى، وأهل الجنّة، وأهل النّار.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجعلنا بينهم موبقًا} ذكر لنا أنّ عمرًا البكاليّ حدّث عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: هو وادٍ عميقٍ فرّق به يوم القيامة بين أهل الهدى وأهل الضّلالة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عمر بن عبيدٍ، عن الحجّاج بن أرطاة، قال: قال مجاهدٌ {وجعلنا بينهم موبقًا} قال: واديًا في النّار.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى ح، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وجعلنا بينهم موبقًا} قال: واديًا في جهنّم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا عبد الصّمد، قال: حدّثنا يزيد بن درهمٍ، قال: سمعت أنس بن مالكٍ، يقول في قول اللّه عزّ وجلّ {وجعلنا بينهم موبقًا} قال: وادٍ في جهنّم من قيحٍ ودمٍ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب القول الّذي ذكرناه عن ابن عبّاسٍ، ومن وافقه في تأويل الموبق: أنّه المهلك، وذلك أنّ العرب تقول في كلامها: قد أوبقت فلانًا: إذا أهلكته. ومنه قول اللّه عزّ وجلّ: {أو يوبقهنّ بما كسبوا} بمعنى: يهلكهنّ. ويقال للمهلك نفسه: قد وبق فلانٌ فهو يوبق وبقًا. ولغة بني عامرٍ: يابق بغير همزٍ. وحكي عن تميمٍ أنّها تقول: يبيق، وقد حكي وبق يبق وبوقًا، حكاها الكسائيّ. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول: الموبق: الوعد، ويستشهد لقيله ذلك بقول الشّاعر:
وحاد شرورى فالسّتار فلم يدع = تعارًا له والواديين بموبق
ويتأوّله بموعدٍ. وجائزٌ أن يكون ذلك المهلك الّذي جعل اللّه جلّ ثناؤه بين هؤلاء المشركين، هو الوادي الّذي ذكر عن عبد اللّه بن عمرٍو، وجائزٌ أن يكون العداوة الّتي قالها الحسن). [جامع البيان: 15/295-298]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله موبقا قال الموبق واد في جهنم). [تفسير مجاهد: 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {وجعلنا بينهم موبقا} يقول: مهلكا). [الدر المنثور: 9/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {موبقا} يقول: مهلكا). [الدر المنثور: 9/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {موبقا} قال: واد في جهنم). [الدر المنثور: 9/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن أنس في قوله: {وجعلنا بينهم موبقا} قال: واد في جهنم من قيح ودم). [الدر المنثور: 9/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عمر في قوله: {وجعلنا بينهم موبقا} قال: هو واد عميق في النار فرق الله به يوم القيامة بين أهل الهدى والضلالة). [الدر المنثور: 9/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عمرو البكالي قال: الموبق الذي ذكر الله واد في النار بعيد القعر يفرق به يوم القيامة بين أهل الإسلام وبين من سواهم من الناس). [الدر المنثور: 9/573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {موبقا} قال: هو نهر في النار يسيل نارا على حافتيه حيات أمثال البغال الدهم فإذا ثارت إليهم لتأخذهم استغاثوا بالاقتحام في النار منها). [الدر المنثور: 9/573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال: إن في النار أربعة أودية يعذب الله بها أهلها: غليظ وموبق وأثام وغي). [الدر المنثور: 9/573]
تفسير قوله تعالى: (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فظنوا أنهم مواقعها قال علموا). [تفسير عبد الرزاق: 1/404]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: كان أصحاب عبد اللّه يقرأونها (فظنوا أنهم ملاقوها) [الآية: 53]). [تفسير الثوري: 178]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ورأى المجرمون النّار} يقول: وعاين المشركون النّار يومئذٍ {فظنّوا أنّهم مواقعوها} يقول: فعلموا أنّهم داخلوها، كما؛
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {فظنّوا أنّهم مواقعوها} قال: علموا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّه قال: " إنّ الكافر يرى جهنّم فيظنّ أنّها مواقعته من مسيرة أربعين سنةً ".
وقوله: {ولم يجدوا عنها مصرفًا} يقول: ولم يجدوا عن النّار الّتي رأوا معدلاً يعدلون عنها إليه. يقول: لم يجدوا من مواقعتها بدًّا، لأنّ اللّه قد حتّم عليهم ذلك.
ومن المصرف بمعنى المعدل قول أبي كبيرٍ الهذليّ:
أزهير هل عن شيبةٍ من مصرف = أم لا خلود لباذلٍ متكلّف). [جامع البيان: 15/299]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 53 - 54.
أخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فظنوا أنهم مواقعوها} قال: علموا). [الدر المنثور: 9/573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو يعلى، وابن جرير، وابن حبان والحاكم وصلى الله عليه وسلمححه، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينصب الكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة والله أعلم). [الدر المنثور: 9/573]