العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الإسراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:38 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الإسراء [ من الآية (101) إلى الآية (104) ]

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:39 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني مالك قال: التسع الآيات التي أعطيهن موسى: الحجر، والعصى، واليد، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والطور). [الجامع في علوم القرآن: 2/136]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة عن ابن عباس في قوله تسع آيات بينات قال هي متتابعات وهي في سورة الأعراف ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات قال السنين لأهل البوادي ونقص من الثمرات لأهل القرى فهاتان آيتان الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فهذه خمس
[تفسير عبد الرزاق: 1/390]
ويد موسى إذ أخرجها بيضاء من غير سوء والسوء البرص وعصاه إذ ألقاها فإذا هي ثعبان مبين). [تفسير عبد الرزاق: 1/391]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الحسن {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات} قال هذه آية واحدة والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ويد موسى وعصا موسى إذ ألقاها فإذا هي ثعبان مبين وإذ ألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون). [تفسير عبد الرزاق: 1/391]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا أبو داود، ويزيد بن هارون، وأبو الوليد، واللّفظ لفظ يزيد والمعنى واحدٌ، عن شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة، عن صفوان بن عسّالٍ، أنّ يهوديّين قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النّبيّ نسأله، فقال: لا تقل له نبيٌّ فإنّه إن سمعها تقول نبيٌّ كانت له أربعة أعينٍ، فأتيا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسألاه عن قول الله عزّ وجلّ {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تشركوا باللّه شيئًا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريءٍ إلى سلطانٍ فيقتله، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تقذفوا محصنةً، ولا تفرّوا من الزّحف،، شكّ شعبة، وعليكم اليهود خاصّةً ألاّ تعتدوا في السّبت فقبّلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنّك نبيٌّ، قال: فما يمنعكما أن تسلما؟ قالا: إنّ داود دعا اللّه، أن لا يزال في ذرّيّته نبيٌّ، وإنّا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/157]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا}.
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى بن عمران تسع آياتٍ بيّناتٍ تبين لمن رآها أنّها حججٌ لموسى شاهدةٌ على صدقه وحقيقة نبوّته.
وقد اختلف أهل التّأويل فيهنّ وما هنّ. فقال بعضهم في ذلك ما؛
- حدّثني به محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: التّسع الآيات البيّنات: يده، وعصاه، ولسانه، والبحر، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم آياتٌ مفصّلاتٌ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} إلقاء العصا مرّتين عند فرعون، ونزع يده، والعقدة الّتي كانت بلسانه، وخمسً آياتٍ في الأعراف: الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم.
وقال آخرون: نحوًا من هذا القول، غير أنّهم جعلوا آثنتين منهنّ: إحداهما الطّمسة والأخرى الحجر
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، قال: سألني عمر بن عبد العزيز، عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} فقلت له: هي الطّوفان والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والبحر، وعصاه، والطّمسة، والحجر، فقال: وما الطّمسة؟ فقلت: دعا موسى وأمّن هارون، فقال: قد أجيبت دعوتكما، وقال عمر: كيف يكون الفقه إلاّ هكذا. فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطةٍ كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر، فإذا فيها الجوزة منساة والبيضة والعدسة ما تنكر مسخت حجارةً كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر.
وقال آخرون: نحوًا من ذلك إلاّ أنّهم جعلوا اثنتين منهنّ: إحداهما السّنين، والأخرى النّقص من الثّمرات
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين بن واقدٍ، عن يزيد النّحويّ، عن عكرمة، ومطرٍ الورّاق، في قوله: {تسع آياتٍ} قالا: الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والعصا، واليد، والسّنون، ونقصٌ من الثّمرات.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن الشّعبيّ، في قوله: {تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والسّنين، ونقصٌ من الثّمرات، وعصاه، ويده.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: سئل عطاء بن أبي رباحٍ عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} ما هي؟ قال: الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، وعصى موسى، ويده.
- قال: ابن جريجٍ: وقال مجاهدٌ مثل قول عطاءٍ، وزاد: {أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} قال: هما التّاسعتان، ويقولون: التّاسعتان: السّنين، وذهاب عجمة لسان موسى.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {تسع آياتٍ بيّناتٍ} وهي متتابعاتٌ، وهي في سورة الأعراف {ولقد أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} قال: السّنين في أهل البوادي، ونقصٌ من الثّمرات لأهل القرى، فهاتان آيتان، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، هذه خمسٌ، ويد موسى إذ أخرجها بيضاء للنّاظرين من غير سوءٍ: البرص، وعصاه إذ ألقاها، فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: يد موسى، وعصاه، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم والسّنين، ونقصٌ من الثّمرات.
وقال آخرون نحوًا من ذلك إلاّ أنّهم جعلوا السّنين والنّقص من الثّمرات آيةً واحدةً، وجعلوا التّاسعة: تلقّف العصا ما يأفكون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، قال: قال الحسن، في قوله: {تسع آياتٍ بيّناتٍ} {ولقد أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} قال: هذه آيةٌ واحدةٌ، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، ويد موسى، وعصاه إذ ألقاها فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ، وإذ ألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون.
وقال آخرون في ذلك ما؛
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثني محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت عبد اللّه بن سلمة، يحدّث عن صفوان بن عسّال، قال: قال يهوديّ لصاحبه: اذهب بنا إلى النّبيّ حتّى نسأله عن هذه الآية، {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: لا تقل له نبيّ، فإنّه إن سمعك صارت له أربعة أعينٍ، قال: فسألا، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " لا تشركوا باللّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تمشوا ببريءٍ إلى ذي سلطانٍ ليقتله، ولا تقذفوا محصنةً، أو قال: لا تفرّوا من الزّحف " شعبة الشّاكّ " وأنتم يا يهود عليكم خاصّةً لا تعدوا في السّبت " فقبّلا يده ورجله، وقالا: نشهد أنّك نبيّ، قال: " فما يمنعكما أن تسلما؟ " قالا: إنّ داود دعا أن لا يزال من ذرّيّته نبيّ، وإنّا نخشى أن تقتلنا يهود.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا سهل بن يوسف وأبو داود وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن شعبة، عن عمرٍو، قال: سمعت عبد اللّه بن سلمة يحدّث عن صفوان بن عسّال المراديّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه، إلاّ أنّ ابن مهديٍّ قال: " لا تمشوا إلى ذي سلطانٍ " وقال ابن مهديٍّ: أراه قال: " ببريءٍ ".
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن إدريس وأبو أسامة بنحوه، عن شعبة بن الحجّاج، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن صفوان بن عسّال، قال: قال يهوديّ لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النّبيّ، فقال صاحبه: لا تقل نبيّ، إنّه لو سمعك كان له أربع أعينٍ، قال: فأتيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يسألانه عن تسع آياتٍ بيّناتٍ، فقال: " هنّ: ولا تشركوا باللّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ، ولا تمشوا ببريءٍ إلى ذي سلطانٍ ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تقذفوا المحصنة، ولا تولّوا يوم الزّحف وعليكم خاصّةً يهود: أن لا تعدوا في السّبت " قال: فقبّلوا يديه ورجليه، وقالوا: نشهد أنّك نبيّ، قال: " فما يمنعكم أن تتّبعوني؟ " قالوا: إنّ داود دعا أن لا يزال من ذرّيّته نبيّ، وإنّا نخاف إن اتّبعناك أن تقتلنا يهود.
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا شعبة بن الحجّاج، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن صفوان بن عسّال، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه.
وأمّا قوله: {فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم} فإنّ عامّة قرّاء الإسلام على قراءته على وجه الأمر بمعنى: فاسأل يا محمّد بني إسرائيل إذ جاءهم موسى وروي عن الحسن البصريّ في تأويله ما؛
- حدّثني به الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، عن إسماعيل، عن الحسن، {فاسأل بني إسرائيل} قال: سؤالك إيّاهم: نظرك في القرآن.
- وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرأ ذلك: " فسأل " بمعنى: فسأل موسى فرعون بني إسرائيل أن يرسلهم معه على وجه الخبر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، عن حنظلة السّدوسيّ، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ: " فسأل بني إسرائيل إذ جاءهم " يعني أنّ موسى، سأل فرعون بني إسرائيل أن يرسلهم معه.
والقراءة الّتي لا أستجيز أن يقرأ بغيرها، هي القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار، لإجماع الحجّة من القرّاء على تصويبها، ورغبتهم عمّا خالفهم.
وقوله: {فقال له فرعون إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا} يقول: فقال لموسى فرعون: إنّي لأظنّك يا موسى معاطى علم السّحر، فهذه العجائب الّتي تفعلها من سحرك، وقد يجوز أن يكون مرادًا به إنّي لأظنّك يا موسى ساحرًا، فوضع مفعولٌ موضع فاعلٍ، كما قيل: إنّك مشئومٌ علينا وميمونٌ، وإنّما هو شائمٌ ويامنٌ. وقد تأوّل بعضهم حجابًا مستورًا، بمعنى: حجابًا ساترًا، والعرب قد تخرج فاعلاً بلفظ مفعولٍ كثيرًا). [جامع البيان: 15/99-106]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال مسدّد: ثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن عامرٍ "في قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) قال: يده، وعصاه، والسنين، والطوفان والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، ونقصٌ من الثّمرات"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/230]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: ثنا يزيد، ثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالح وعكرمة "في قوله عز وجل: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) قال: بالسنين حبس عنهم المطر، ونقصٌ من الثّمرات، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، وعصاه، ويده "). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/231]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مسدّدٌ: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن عامرٍ في قوله عز وجل: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: يده، وعصاه، والسّنين، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، ونقصٌ من الثّمرات). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/20]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أحمد منيعٍ: حدثنا يزيد، ثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، وعكرمة في قوله عزّ وجلّ: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: السّنين: حبس عنهم المطر، ونقص من الثّمرات، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، وعصاه، ويده). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 101 - 105.
أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} قال: اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص من الثمرات). [الدر المنثور: 9/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {تسع آيات بينات} قال: يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم). [الدر المنثور: 9/453-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه والنسائي، وابن ماجة وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن قانع والحاكم وصححه، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن صفوان بن عسال: أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه: انطلق بنا إلى هذا النّبيّ نسأله فأتياه فسألاه عن قول الله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشركوا بالله شيئا ولا تنزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسرقوا ولا تسحروا ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان فيقتله ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة، أو قال: ولا تفروا من الزحف شك شعبة وعليكم يا يهود خاصة أن لا تعتدوا في السبت فقبلا يديه وقالا: نشهد أنك نبي، قال: فما يمنعكما أن تسلما، قالا: إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود). [الدر المنثور: 9/454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {فاسأل بني إسرائيل} يقول: سأل موسى فرعون بني إسرائيل أن أرسلهم معي، قال مالك بن دينار: وإنما كتبوا فسل بلا ألف كما كتبوا قال: قل). [الدر المنثور: 9/455]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله مثبورا قال مهلكا). [تفسير عبد الرزاق: 1/391]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مثبورًا} [الإسراء: 102] : «ملعونًا»). [صحيح البخاري: 6/84]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مثبورًا ملعونًا وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ ومن وجهٍ آخر عن سعيد بن جبيرٍ عنه ومن طريق العوفيّ عنه قال مغلوبًا ومن طريق الضّحّاك مثله ومن طريق مجاهدٍ قال هالكًا ومن طريق قتادة قال مهلكًا ومن طريق عطيّة قال مغيّرًا مبدّلًا ومن طريق بن زيد بن أسلم قال مخبولًا لا عقل له). [فتح الباري: 8/394]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {موفورا} وافرا {تبيعا} ثائرا وقال ابن عبّاس نصيرًا {خبت} طفئت وقال ابن عبّاس {ولا تبذر} لا تنفق في الباطل {ابتغاء رحمة} رزق {مثبورا} ملعونا {ولا تقف} لا تقل {فجاسوا} تيمموا {يزجي لكم الفلك} يجري الفلك {يخرون للأذقان} للوجوه
قال عبد بن حميد ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 63 الإسراء {موفورا} قال وافرا
وبه في قوله 69 الإسراء {به تبيعا} قال نصيرًا ثائرا
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله تبيعا قال نصيرًا
وبه في قوله 97 الإسراء {كلما خبت} قال طفئت
أخبرنا أبو الفرج بن الغزّي أنا يوسف بن عمر الختني وهو آخر من حدث عنه بالسّماع أنا عبد الوهّاب بن رواج وهو آخر من تقيّ من حضر عنده أو سمع عليه أنا الحافظ أبو طاهر السلفي أنا أبو طاهر بن البطر أنا عبيدالله بن عبد الله بن البيع ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا محمود بن خداش ثنا هشيم أنا حصين عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله 27 الإسراء {إن المبذرين كانوا إخوان الشّياطين} قال المبذر المنفق في غير حق
رواه البخاريّ في كتاب الأدب المفرد عن عارم عن هشيم به فوقع لنا بدلا عاليا
وقال أبو جعفر الطّبريّ ثنا القاسم ثنا الحسين ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 26 الإسراء {ولا تبذر} قال لا تنفق في الباطل فإن المبذر هو المسرف في غير حق
وبه في قوله 28 الإسراء {ابتغاء رحمة من ربك} قال رزق
وقال أيضا ثنا علّي هو ابن داود ثنا عبد الله هو ابن صالح ثنا معاوية عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 102 الإسراء {وإنّي لأظنك يا فرعون مثبورا} قال ملعونا). [تغليق التعليق: 4/240-242] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مثبوراً ملعوناً
أشار به إلى قوله تعالى: {لأظنك يا فرعون مثبوراً} (الإسراء: 102) وفسره بقوله: ملعوناً، وكذا رواه الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، وقال أبو عبيدة: المعروف في الثبور الهلاك، والملعون هالك، وعن العوفيّ: معناه مغلوبًا، وعن مجاهد: هالكا، وعن قتادة: مهلكا، وعن عطيّة: مغيراً مبدلاً، وعن ابن زيد بن أسلم: مخبولاً لا عقل له). [عمدة القاري: 19/25]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مثبورًا}) في قوله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا} [الإسراء: 36] قال ابن عباس أي (ملعونًا) وقال مجاهد هالكًا ولا ريب أن الملعون هالك). [إرشاد الساري: 7/203]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وإنّي لأظنك يا فرعون مثبوراً} قال: مهلَكا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 53]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلاّ ربّ السّموات والأرض بصائر وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله {لقد علمت} فقرأ عامّة قرّاء الأمصار ذلك {لقد علمت} بفتح التّاء، على وجه الخطّاب من موسى لفرعون.
وروي عن عليّ بن أبي طالبٍ رضوان اللّه عليه في ذلك، أنّه قرأ: " لقد علمت " بضمّ التّاء، على وجه الخبر من موسى عن نفسه. ومن قرأ ذلك على هذه القراءة، فإنّه ينبغي أن يكون على مذهبه تأويل قوله {إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا} إنّي لأظنّك قد سحرت، فترى أنّك تتكلّم بصوابٍ وليس بصوابٍ.
وهذا وجهٌ من التّأويل. غير أنّ القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار خلافها، وغير جائزٍ عندنا خلاف الحجّة فيما جاءت به من القراءة مجمعةً عليه.
وبعد، فإنّ اللّه تعالى ذكره قد أخبر عن فرعون وقومه أنّهم جحدوا ما جاءهم به موسى من الآيات التّسع مع علمهم بأنّها من عند اللّه بقوله {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءٍ في تسع آياتٍ إلى فرعون وقومه إنّهم كانوا قومًا فاسقين فلمّا جاءتهم آياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مبينٌ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا} فأخبر جلّ ثناؤه أنّهم قالوا: هي سحرٌ مع علمهم واستيقان أنفسهم بأنّها من عند اللّه، فكذلك قوله: {لقد علمت} إنّما هو خبرٌ من موسى لفرعون بأنّه عالمٌ بأنّها آياتٌ من عند اللّه.
وقد ذكر عن ابن عبّاس أنّه احتجّ في ذلك بمثل الّذي ذكرنا من الحجّة. قال:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرأ: {لقد علمت} يا فرعون بالنّصب {ما أنزل هؤلاء إلاّ ربّ السّموات والأرض} ثمّ تلا {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا}.
فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام قال موسى لفرعون: لقد علمت يا فرعون ما أنزل هؤلاء الآيات التّسع البيّنات الّتي أريتكها حجّةً لي على حقيقة ما أدعوك إليه، وشاهدةٌ لي على صدقى وصحّة قولي أنّي للّه رسولٌ، بعثني إليك إلاّ ربّ السّموات والأرض، لأنّ ذلك لا يقدر عليه ولا على أمثاله أحدٌ سواه.
{بصائر} يعني بالبصائر: الآيات، أنّهنّ بصائر لمن استبصر بهنّ، وهدًى لمن اهتدى بهنّ، يعرف بهنّ من رآهنّ أنّ من جاء بهنّ فمحقٌّ، وأنّهنّ من عند اللّه لا من عند غيره، إذ كنّ معجزاتٍ لا يقدر عليهنّ ولا على شيءٍ منهنّ سوى ربّ السّموات والأرض.
وهو جمع بصيرةٍ
وقوله: {وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} يقول: إنّي لأظنّك يا فرعون ملعونًا ممنوعًا من الخير.
والعرب تقول: ما ثبرك عن هذا الأمر: أي ما منعك منه، وما صرفك عنه؟ وثبره اللّه فهو يثبره ويثبره لغتانٍ، ورجلٌ مثبورٌ: محبوسٌ عن الخيرات هالكٌ، ومنه قول الشّاعر:
إذ أجاري الشّيطان في سنن الغيّ = ومن مال ميله مثبور
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عبد اللّه بن عبد اللّه الكلابيّ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، قال: حدّثنا عمر بن عبد اللّه، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} قال: ملعونًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، قال: أخبرنا عمر بن عبد اللّه الثّقفيّ، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} يقول: ملعونًا.
وقال آخرون: بل معناه: إنّي لأظنّك يا فرعون مغلوبًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} يعني: مغلوبًا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} يقول: مغلوبًا.
وقال بعضهم: معنى ذلك: إنّي لأظنّك يا فرعون هالكًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: مثبورًا: أي هالكًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا}. أي: مهلكًا. قوله: {مثبورًا}. أي: هالكًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، بنحوه.
وقال آخرون: معناه: إنّي لأظنّك مبدّلاً مغيّرًا
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن عيسى بن موسى، عن عطيّة، {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} قال: مبدّلاً.
وقال آخرون: معناه: مخبولاً لا عقل له
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} قال: الإنسان إذا لم يكن له عقلٌ فما ينفعه؟ يعني: إذا لم يكن له عقلٌ ينتفع به في دينه ومعاشه دعته العرب مثبورًا. قال: أظنّك ليس لك عقلٌ يا فرعون، قال: بينا هو يخافه {ولا ينطلق لساني} أن أقول هذا لفرعون، فلمّا شرح اللّه صدره، اجترأ أن يقول له فوق ما أمره اللّه.
وقد بيّنّا الّذي هو أولى بالصّواب في ذلك قبل). [جامع البيان: 15/106-111]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله مثبورا قال مهلكا). [تفسير مجاهد: 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل عن قول الله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} قال: مخالفا، وقال: الأنبياء أكرم من أن تلعن أو تسب). [الدر المنثور: 9/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه أنه كان يقرأ {لقد علمت} يعني بالرفع، قال علي: والله ما علم عدو الله ولكن موسى هو الذي علم). [الدر المنثور: 9/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {لقد علمت} بالنصب - يعني فرعون - ثم تلا (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) (النمل آية 14) ). [الدر المنثور: 9/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {مثبورا} قال: ملعونا.
وأخرج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله). [الدر المنثور: 9/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشيرازي في الألقاب، وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما {مثبورا} قال: قليل العقل). [الدر المنثور: 9/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {مثبورا} قال: ملعونا محبوسا عن الخير، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت عبد الله بن الزبعرى يقول:
إذ أتاني الشيطان في سنة النو * م ومن مال ميلة مثبورا). [الدر المنثور: 9/456]

تفسير قوله تعالى: (فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأراد أن يستفزّهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعًا (103) وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا}.
يقول تعالى ذكره: فأراد فرعون أن يستفزّ موسى وبني إسرائيل من الأرض {فأغرقناه} في البحر {ومن معه} من جنده {جميعًا}). [جامع البيان: 15/111]

تفسير قوله تعالى: (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى جئنا بكم لفيفا قال جميعا). [تفسير عبد الرزاق: 1/391]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ونجّينا موسى وبني إسرائيل، وقلنا لهم من بعد هلاك فرعون {اسكنوا الأرض} أرض الشّام {فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا} يقول: فإذا جاءت السّاعة، وهي وعد الآخرة، جئنا بكم لفيفًا: يقول: حشرناكم من قبوركم إلى موقف القيامة لفيفًا: أي مختلطين قد التفّ بعضكم على بعضٍ، لا تتعارفون، ولا ينحاز أحدٌ منكم إلى قبيلته وحيّه، من قولك: لففت الجيوش: إذا ضربت بعضها ببعضٍ، فاختلط الجميع، وكذلك كلّ شيءٍ خلط بشيءٍ فقد لفّ به.
وقد اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم نحو الّذي قلنا فيه
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، {جئنا بكم لفيفًا} قال: من كلّ قومٍ.
وقال آخرون: بل معناه: جئنا بكم جميعًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {جئنا بكم لفيفًا} قال: جميعًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {جئنا بكم لفيفًا} جميعًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا} أي جميعًا، أوّلكم وآخركم.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {جئنا بكم لفيفًا} قال: جميعًا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله {جئنا بكم لفيفًا} يعني جميعًا.
ووحّد اللّفيف، وهو خبرٌ عن الجميع، لأنّه بمعنى المصدر كقول القائل: لففته لفًّا ولفيفًا). [جامع البيان: 15/111-113]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد جئنا بكم لفيفا يعني جميعا). [تفسير مجاهد: 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما {لفيفا} قال: جميعا). [الدر المنثور: 9/456]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:42 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} [الإسراء: 101] الحسن بن دينارٍ، عن يزيد الرّقاشيّ، قال: يده، وعصاه، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، {ولقد أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} [الأعراف: 130].
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ مثل ذلك.
قوله: {فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم} [الإسراء: 101] يقول للنّبيّ: {فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم} [الإسراء: 101] موسى.
{فقال له فرعون إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا {101} } ). [تفسير القرآن العظيم: 1/165]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بيّنات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إنّي لأظنّك يا موسى مسحورا}

قيل في التفسير إنها أخذ آل فرعون بالسنين وهي الجدب حتى ذهبت ثمارهم، وذهبت من أهل البوادي مواشيهم.
ومنها إخراج موسى يده بيضاء للناظرين، ومنها إلقاؤه عصاه فإذا هي ثعبان مبين، وأنها تلقفت إفك السّحرة.
ومنها إرسال اللّه عليهم الطوفان - نعوذ بالله منه، والجراد والقمّل والضفادع والدّم، فذلك تسع آيات.
وقد قيل إن البحر منها.
ومن آياته انفجار الحجر ولكنه لم يرو في التفسير.
وقوله: {إنّي لأظنّك يا موسى مسحورا}
لم يجد فرعون ما يدفع به الآيات إلا إقراره على نفسه بأنه ظانّ أن موسى مسحور، فأعلمه اللّه أن فرعون قد بين أنها آيات فقال:
{قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا ربّ السّماوات والأرض بصائر وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورا} ). [معاني القرآن: 3/263-262]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات}
روى شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن صفوان بن عسال أن يهوديا قال لصاحبه تعال حتى نسأل هذا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الآخر لا تقل له النبي صلى الله عليه وسلم فإنه إن سمعها صارت له أربعة أعين قال فأتاه فسأله عن هذه الآية ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقال لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تأكلوا الربا ولا تمشوا ببريء إلى سلطان ليقتله ولا تسحروا ولا تفروا من الزحف وعليكم خاصة اليهود ألا تعدوا في السبت قال فقبلوا يده وقالوا نشهد إنك رسول الله قال فما يمنعكم أن تتبعوني قالوا إن داود صلى الله عليه وسلم دعا ألا يزال في ذريته نبي وإنا نخشى إذا اتبعناك أن تقتلنا اليهود
وقال الحسن والشعبي ومجاهد والضحاك في قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنون ونقص من الثمرات واليد والعصا
هذا معنى قولهم). [معاني القرآن: 4/200-199]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم}
روى عن أبن عباس أنه قرأ {فسأل بني إسرائيل}.
والمعنى على هذه القراءة فسأل بني إسرائيل والمعنى فلم يرد فرعون ما جاء به موسى صلى الله عليه وسلم من الآيات والبراهين بأكثر من أنه أخبر أنه ظان أن موسى عليه السلام ساحر فقال إني لأظنك يا موسى مسحورا). [معاني القرآن: 4/201-200]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فقال له فرعون إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا {101} قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء} [الإسراء: 101-102]، يعني: الآيات.
[تفسير القرآن العظيم: 1/165]
{إلا ربّ السّموات والأرض بصائر} [الإسراء: 102] حججٌ.
قال: لقد علمت يا فرعون.
وهذا مقرأ ابن عبّاسٍ والعامّة.
وقال ابن عبّاسٍ: قال اللّه: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا} [النمل: 14] وقرأه عليّ بن أبي طالبٍ فيما حدّثني أشعث، عن من حدّثه عنه، قال: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء} [الإسراء: 102]، موسى يقوله.
أي: قد علمت ما أنزل هؤلاء الآيات {إلا ربّ السّموات والأرض} [الإسراء: 102].
قوله: {وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} [الإسراء: 102] المعلى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: «محسورًا»، أي: يدعو بالحسرة والثّبور في النّار.
قال يحيى: الدّعاء بالويل والهلاك.
قال: {دعوا هنالك ثبورًا} [الفرقان: 13] ويلا وهلاكًا.
سعيدٌ، عن قتادة قال: {مثبورًا} [الإسراء: 102]، أي: مهلكًا.
وقال الكلبيّ: {مثبورًا} [الإسراء: 102] ملعونًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/166]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لقد علمت ما أنزل...}

قرأها ابن عباس وابن مسعود (علمت) بنصب التاء. ... وحدثني هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير (لقد علمت) مثله بنصب التاء. ... وحدثني قيس وأبو الأحوص جميعاً عن أبي إسحاق عن شيخ من مراد عن عليّ أنه قال: والله ما علم عدوّ الله، وإنما علم موسى. وكان يقرأ (علمت) برفع التاء. وفسرّه الكلبيّ بإسناده على قراءة عليّ وتفسيره.
وأمّا ابن عباس وابن مسعود فقالا: قد قال الله عزّ وجل: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} ... والفتح أحبّ إليّ
وقال بعضهم: قرأ الكسائي بالرفع، فقال: أخالفه أشدّ الخلاف.
وقوله: {يا فرعون مثبوراً} ممنوعاً من الخير. والعرب تقول: ما ثبرك عن ذا أي ما منعك منه وصرفك عنه). [معاني القرآن: 2/132]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يا فرعون مثبوراً} أي مهلكاً قال ابن الزبعري:
إذا أجارى الشيطان في سنن الغ= يّ ومن مال ميله مثبور
الزّبعري الرجل الغليظ الأزبّ، وكذلك الناقة زبعري). [مجاز القرآن: 1/392]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ابن عباس {لقد علمت} بالنصب، واحتج بقول الله عز وجل {واستيقنتها أنفسهم}.
وقراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه {لقد علمت} بالضم؛ وقال إنما علم موسى صلى الله عليه). [معاني القرآن لقطرب: 832]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} فقالوا: أثبره الله ثبورًا: أي أهلكه؛ وقال: إلى أمه يأوي من ثبر؛ أي لهف؛ يول: يا لهف أمه، وهذا مثل.
وقال الشاعر:
يا قومنا لا تمنوا حربنا سفهًا = إن السفاه وإن الغي مثبور
[وزاد محمد بن صالح]
وقال ابن الزبعري:
إذ أجاري الشيطان في سنن الغي ومن مال ميله مثبور
وقوله عز وجل {وادعوا ثبورا كثيرا} كأنه قال: ادعوا هلاكًا كثيرًا). [معاني القرآن لقطرب: 843]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مثبورا}: مهلكا والمثبور في التفسير الملعون والمبثور أيضا نفسك وشيطانك). [غريب القرآن وتفسيره: 221]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبوراً} أي مهلكا. والثّبور: الهلكة.
وفي رواية الكلبي: إني لأعلمك يا فرعون ملعونا). [تفسير غريب القرآن: 262-261]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا ربّ السّماوات والأرض بصائر وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورا }
يعنى الآيات.
{إلّا ربّ السّماوات والأرض بصائر}.
وقرأ بعضهم لقد علمت - بضم التاء - والأجود في القراءة لقد علمت - بفتح التاء - لأن علم فرعون بأنها آيات من عند اللّه أوكد في الحجة عليه.
ودليل ذلك قوله عزّ وجلّ في فرعون وقومه: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا}.
وقوله: {وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورا} أي لأظنك مهلكا، يقال: ثبر الرجل فهو مثبور إذا هلك). [معاني القرآن: 3/263]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر}
وروى عن علي بن أبي طالب رحمه الله عليه أنه قرأ لقد علمت بضم التاء وقال والله ما علم فرعون وإنما هو موسى الذي علم
قال أبو جعفر والقراء كلهم على فتح التاء إلا الكسائي فإنه ضمها ولو صح الحديث عن علي رحمة الله لم يحتج في ذلك إلى نظر وكانت القراءة به أولى ولكن إنما رواه أبو إسحاق عن رجل من مراد عن علي رحمة الله عليه
وعلم فرعون بذلك أوكد في الحجة عليه وقد احتج في ذلك عبد الله بن عباس بحجة قاطعة فقال إنما هو {لقد علمت} كما قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}
حدثنا إبراهيم بن شريك قال نا أحمد بن عبد الله بن يونس قال نا زهير قال حدثنا أبو إسحاق قال سمعت أبا عبيدة يسأل سعد بن عياض عن قوله تعالى: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء} قال سعد هو كقول الرجل لصاحبه وهو يحاوره لقد علمت
قال زهير قال أبو إسحاق وحدثني رجل من مراد أنه سمع عليا يقول والله ما علم عدو الله ولكن موسى الذي علم قال لقد علمت أنا ثم قال {وإني لأظنك يا فرعون مثبورا}
روى المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ملعونا
وروى ابن جريج عن مجاهد قال هالكا
وروى معمر عن قتادة قال مهلكا
وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال ملعونا وروى عنه جويبر قال هالكا
قال أبو جعفر وهذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد لأنه حكى أهل اللغة ما ثبرك عن هذا أي ما منعك منه وصرفك عنه فالمعنى ممنوع من الخير). [معاني القرآن: 4/203-01]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مثبورا} أي: هالكا، ومثبورا: أي ممنوعا من الخير، قال: والعرب تقول: ما ثبرك عني: أي ما منعك مني،
وما بترك عني: أي ما حبسك، وما ثبر فلانا، أي: ما أهلكه). [ياقوتة الصراط: 316]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مثبورا} أي مهلكا، وقيل: ملعونا. (والظن) هنا بمعنى اليقين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 140]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَثْبُوراً}: مهلكا). [العمدة في غريب القرآن: 185]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأراد أن يستفزّهم} [الإسراء: 103] أن يخرجهم.
{من الأرض} [الإسراء: 103] أرض مصر، تفسير الحسن: يقتلهم، يخرجهم منها بالقتل.
{فأغرقناه ومن معه جميعًا {103} } ). [تفسير القرآن العظيم: 1/166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فأراد أن يستفزّهم من الأرض} أي يستخفّهم حتى يخرجوا).
[تفسير غريب القرآن: 262]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأراد أن يستفزّهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا}
أي فأراد فرعون أن يستفز موسى وقومه من الأرض فجائز أن يكون استفزارهم إخراجهم منها بالقتل أو بالتنحية.
{فأغرقناه ومن معه جميعا} ). [معاني القرآن: 3/263]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فأراد أن يستفزهم من الأرض} أي يزيلهم عنها إما بقتل أو بتنحيه). [معاني القرآن: 4/203]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يستفزهم} يستخفهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 140]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فأغرقناه ومن معه جميعًا {103} وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة} [الإسراء: 103-104] القيامة.
{جئنا بكم} [الإسراء: 104]، يعني: بني إسرائيل، وفرعون، وقومه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/166]
{لفيفًا} [الإسراء: 104] جميعًا في تفسير مجاهدٍ وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 1/167]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {جئنا بكم لفيفاً...}

من ها هنا وها هنا وكلّ جانب). [معاني القرآن: 2/132]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جئنا بكم لفيفاً} أي جميعا). [تفسير غريب القرآن: 262]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا}
{جئنا بكم لفيفا} أي آتينا بكم من كل قبيلة، واللفيف الجماعات من قبائل شتى). [معاني القرآن: 3/263]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض} فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا،
قال مجاهد وقتادة أي جميعا وروى سفيان عن منصور عن أبي رزين قال من كل قوم قال أبو جعفر وهذا أولى عند أهل اللغة لأنه يقال لففت الشيء إذا خلطته،
وقال الأصمعي اللفيف جمع ليس له واحد وهو مثل الجميع). [معاني القرآن: 4/204]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لفيفا} أي جميعا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 140]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:45 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قول الشاعر:
كل شيء ما خلا الموت جلل = والفتى يسعى ويلهيه الأمل
فدل ما تقدم قبل «جلل» وتأخر بعده على أن معناه: كل شيء ما خلا الموت يسير؛ ولا يتوهم ذو عقل وتمييز أن «الجلل» ههنا معناه «عظيم».
وقال الآخر:

يا خول يا خول لا يطمح بك الأمل = فقد يكذب ظن الآمل الأجل
يا خول كيف يذوق الخفض معترف = بالموت والموت فيما بعده جلل
فدل ما مضى من الكلام على أن «جللا» معناه يسير.
وقال الآخر:

فلئن عفوت لأعفون جللا = ولئن سطوت لأوهنن عظمي
قومي هم قتلوا أميم أخي = فإذا رميت يصيبني سهمي
فدل الكلام على أنه أراد: فلئن عفوت لأعفون عفوا عظيما، لأن الإنسان لا يفخر بصفحه عن ذنب حقير يسير؛ فلما كان اللبس في هذين زائلا عن جميع السامعين لم ينكر وقوع الكلمة على معنيين مختلفين في كلامين مختلفي اللفظين. وقال الله عز وجل، وهو أصدق قيل: {الذين يظنون أنهم ملاقو الله} أراد: الذين يتيقنون ذلك، فلم يذهب وهم عاقل إلى أن الله عز وجل يمدح قوما بالشك في لقائه. وقال في موضع آخر حاكيا عن فرعون في خطابه موسى: {إني لأظنك يا موسى مسحورا} وقال الله حاكيا عن يونس: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه}، أراد: رجا ذلك وطمع فيه، ولا يقول مسلم أن يونس تيقن أن الله لا يقدر عليه). [كتاب الأضداد: 2-3] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
ألا يا فتى ما نازل القوم واحدا = بنعمان لم يخلق ضعيفا مثبرا
...
قول الله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} أي مدفوعا عن الخير محدودا، وقول عمر: (ما ثبر الناس) أي ما دفعهم عن الخير وأبطأ بهم عنه). [شرح أشعار الهذليين: 2/556-557]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) }

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 07:51 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 07:51 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 08:00 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات}. اتفق المتأولون والرواة أن الآيات الخمس التي في سورة الأعراف هي من هذه التسع، وهي: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم. واختلفوا في الأربع -فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي يده، ولسانه حين انحلت عقدته، وعصاه، والبحر. وقال محمد بن كعب القرظي: هي: البحر، والعصا، والطمسة، والحجر، وقال: سألني عن ذلك عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فأخبرته، فقال: وما الطمسة؟ فقلت: دعا موسى وأمن هارون عليهما السلام، فطمس الله أموالهم وردها حجارة. فقال عمر: وهل يكون الفقه إلا هكذا؟ ثم دعا بخريطة فيها غرائب كانت لعبد العزيز بن مروان جمعها بمصر، فاستخرج منها الحوزة والبيضة والعدسة، وهي كلها أحجار كانت من بقايا أموال فرعون، وقال الضحاك: هي إلقاء العصا مرتين، واليد، وعقدة لسانه. وقال عكرمة، ومطر الوراق، والشعبي: هي العصا، واليد، والسنون، ونقص الثمرات. وقال الحسن: هي العصا في كونها ثعبانا، واليد، والسنون، وتلقف العصا ما يأفكون. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي السنون في بواديهم، ونقص الثمرات في قراهم،
[المحرر الوجيز: 5/550]
واليد، والعصا. وروى مصرف عن مالك أنها العصا، واليد، والجبل إذ نتق، والبحر. وروى ابن وهب عنه مكان البحر الحجر، والذي يلزم من الآية أن الله تعالى خص من آيات موسى -إذ هي كثيرة جدا تنيف على أربع وعشرين- تسعا بالذكر، ووصفها بالبيان ولم يعينها، واختلف العلماء في تعيينها بحسب اجتهادهم في بيانها، أو رواياتهم التوقيفية في ذلك. وقالت فرقة: آيات موسى عليه السلام إنما أريد بها آيات التوراة التي هي أوامر ونواه، وروى في هذا صفوان بن عسال أن يهوديا من يهود المدينة قال لآخر: سر بنا إلى هذا النبي نسأله عن آيات موسى عليه السلام-، فقال له الآخر: لا تقل إنه نبي، فإنه لو سمعك صار له أربعة أعين، قال: فسارا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فسألوه، فقال: هي ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببريء إلى سلطان ليقتله، ولا تسخروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا المحصنة، ولا تفروا يوم الزحف، وعليكم خاصة يهود: ولا تعدوا في السبت.
وقرأ الجمهور: "فاسأل بني إسرائيل، وروي عن الكسائي: "فسل" على لغة من قال: "سأل يسأل"، وهذا كله على معنى الأمر لمحمد صلى الله عليه وسلم، أي: اسأل معاصريك عما أعلمناك به من غيب القصة، ثم قال: {إذ جاءهم}، يريد: آباءهم، وأدخلهم في الضمير إذ هم منهم، ويحتمل أن يريد: "فاسأل بني إسرائيل الأولين الذين جاءهم موسى عليه السلام، وتكون إحالته إياه على سؤالهم بطلب إخبارهم والنظر في أحوالهم وما في كتبهم، نحو قوله تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا}، وهذا كما تقول لمن تعظه: سل الأمم الخالية هل بقي منها مخلد؟ ونحو هذا مما يجعل النظر فيه
[المحرر الوجيز: 5/551]
مكان السؤال. قال الحسن: سؤالك نظرك في القرآن.
وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما: "فسأل بني إسرائيل، أي: سأل موسى فرعون بني إسرائيل أي طلبهم لينجيهم من العذاب.
وقوله تعالى: "مسحورا"، اختلف فيه المتأولون -فقالت فرقة: هو مفعول على بابه، أي: إنك قد سحرت فكلامك مختل وما تأتي به غير مستقيم. وقال الطبري: هو مفعول بمعنى فاعل، كما قال تعالى: {حجابا مستورا}، وكما قالوا: مشؤوم وميمون، وإنما هو: شايم ويامن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا لا يتخرج إلا على النسب، أي: ذا سحر ملكته وعلمته، فأنت تأتي بهذه الغرائب لذلك. وهذه مخاطبة تنقص، فيستقيم أن يكون "مسحورا" مفعولا على ظاهره، وعلى أن يكون بمعنى: ساحر يعارضنا، "أما" ما حكي عنهم أنهم قالوا له -على جهة المدح-: يا أيه الساحر ادع لنا ربك فإما أن يكون القائلون هنالك ليس فيهم فرعون، وإما أن يكون فيهم لكنه تنقل من تنقصه إلى تعظيمه. وفي هذا نظر). [المحرر الوجيز: 5/552]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا}
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وغيره، أنه قرأ: "علمت" بتاء المتكلم مضمومة، وقال: "وما علم عدو الله قط، وإنما علمموسى ".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وتتقوى هذه القراءة لمن تأول "مسحورا" على بابه، فلما رماه فرعون بأنه قد سحر
[المحرر الوجيز: 5/552]
ففسد نظره وعقله وكلامه، رد هو عليه بأنه يعلم آيات الله تعالى، وأنه ليس بمسحور، بل محرر لما يأتي به. وهي قراءة الكسائي. وقرأ الجمهور: "لقد علمت" بتاء المخاطب مفتوحة، فكأن موسى عليه السلام رماه بأنه يكفر عنادا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومن قال بوقوع الكفر عنادا فله تعلق بهذه الآية، وجعلها كقوله عز وجل: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}، وقد حكى الطبري ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، ونحا إليه الزجاج وهي، بعد معرضة للاحتمال على أن يكون قول موسى عليه السلام إبلاغا على فرعون في التوبيخ، أي: أنت بحال من يعلم هذا، وهي من الوضوح بحيث تعلمها، ولم يكن ذلك على جهة الخبر عن علم فرعون.
وقوله تعالى: "بصائر" جمع بصيرة، وهي الطريقة، أي طرائق يهتدى بها، وكذلك غلب على البصيرة أنها تستعمل في طريقة النفس في نظرها واعتقادها، ونصب "بصائر" على الحال.
و "المثبور": المهلك، قاله مجاهد، وقال ابن عباس، والضحاك: هو المغلوب، وقال ابن زيد: هو المخبول، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسره بالملعون. وقال بعض العلماء: كان موسى عليه السلام في أول أمره يجزع، ويؤمر بالقول اللين، ويطلب الوزير، فلما تقوت نفسه بقوى النبوة وتجلد قابل فرعون بأكثر مما أمره به، بحسب اجتهاده الجائز له. قال ابن زيد: اجترأ موسى أن يقول له فوق ما أمره الله به. وقالت فرقة: بل المثبور: المغلوب المخرع، وما كان موسى عليه السلام ليكون لعانا، ومن اللفظة قول عبد الله بن الزبعرى:
إذ أجاري الشيطان في سنن الـ ... ـغي، ومن مال ميله مثبور). [المحرر الوجيز: 5/553]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فأراد أن يستفزهم من الأرض} الآية. "يستفزهم" معناه: يستخفهم ويقلقهم، إما بقتل أو بإجلاء، و"الأرض" هي أرض مصر، وقد تقدم أنه متى ذكرت "الأرض" عموما فإنما يراد بها ما يناسب القصة المتكلم فيها، وقد يحسن عمومها في بعض القصص.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
واقتضبت هذه الآية قصص بني إسرائيل مع فرعون، وإنما ذكرت عظم الأمر وخطيره، وذلك طرفاه: أراد فرعون غلبتهم وقتلهم، وهذا كان بدء الأمر، "فأغرقه" الله تبارك وتعالى وأغرق جنوده، وهذا كان نهاية الأمر). [المحرر الوجيز: 5/554]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر الله تعالى أمر بني إسرائيل بعد إغراق فرعون بسكنى أرض الشام.
و{وعد الآخرة} هو يوم القيامة. و"اللفيف": الجمع المختلط الذي قد لف بعضه ببعض، فليس ثم قبائل ولا انحياز. قال بعض اللغويين: هو من أسماء الجموع، ولا واحد له من لفظه، وقال الطبري: هو بمعنى المصدر كقول القائل: لففته لفا ولفيفا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي هذا نظر فتأمله). [المحرر الوجيز: 5/554]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 05:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 06:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا (101) قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا ربّ السّماوات والأرض بصائر وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا (102) فأراد أن يستفزّهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعًا (103) وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا (104)}.
يخبر تعالى أنّه بعث موسى بتسع آياتٍ بيّناتٍ، وهي الدّلائل القاطعة على صحّة نبوّته وصدقه فيما أخبر به عمّن أرسله إلى فرعون، وهي: العصا، واليد، والسّنين، والبحر، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، آياتٍ مفصّلاتٍ. قاله ابن عبّاسٍ.
وقال محمّد بن كعبٍ: هي اليد، والعصا، والخمس في الأعراف، والطّمسة والحجر.
وقال: ابن عبّاسٍ أيضًا، ومجاهدٌ، وعكرمة والشّعبيّ، وقتادة: هي يده، وعصاه، والسّنين، ونقص الثّمرات، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم.
وهذا القول ظاهرٌ جليٌّ حسنٌ قويٌّ. وجعل الحسن البصريّ "السّنين ونقص الثّمرات" واحدةً، وعنده أنّ التّاسعة هي: تلقّف العصا ما يأفكون. {فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين} [الأعراف: 133]
أي: ومع هذه الآيات ومشاهدتهم لها، كفروا بها وجحدوا بها، واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا، وما نجعت فيهم، فكذلك لو أجبنا هؤلاء الّذين سألوا منك سألوا، وقالوا: {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} [الإسراء: 90] إلى آخرها، لما استجابوا ولا آمنوا إلّا أن يشاء اللّه، كما قال فرعون لموسى -وقد شاهد منه ما شاهد من هذه الآيات-: (إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا) قيل: بمعنى ساحرٍ. واللّه تعالى أعلم.
فهذه الآيات التّسع الّتي ذكرها هؤلاء الأئمّة هي المرادة هاهنا، وهي المعنيّة في قوله تعالى: {وألق عصاك فلمّا رآها تهتزّ كأنّها جانٌّ ولّى مدبرًا ولم يعقّب يا موسى لا تخف إنّي لا يخاف لديّ المرسلون * إلا من ظلم ثمّ بدّل حسنًا بعد سوءٍ فإنّي غفورٌ رحيمٌ * وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءٍ في تسع آياتٍ إلى فرعون وقومه إنّهم كانوا قومًا فاسقين} [النّمل: 10 -12]. فذكر هاتين الآيتين: العصا واليد، وبيّن الآيات الباقيات في "سورة الأعراف" وفصّلها.
وقد أوتي موسى، عليه السّلام، آياتٍ أخر كثيرةً، منها ضربه الحجر بالعصا، وخروج الأنهار منه، ومنها تظليلهم بالغمام، وإنزال المنّ والسّلوى، وغير ذلك ممّا أوتوه بنو إسرائيل بعد مفارقتهم بلاد مصر، ولكن ذكر هاهنا التّسع الآيات الّتي شاهدها فرعون وقومه من أهل مصر، وكانت حجّةً عليهم فخالفوها وعاندوها كفرًا وجحودًا. فأمّا الحديث الّذي رواه الإمام [أحمد]:
حدّثنا يزيد، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة قال: سمعت عبد اللّه بن سلمة يحدّث، عن صفوان بن عسّال المراديّ، رضي اللّه عنه، قال: قال يهوديٌّ لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] حتّى نسأله عن هذه الآية: (ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ) فقال: لا تقل له: نبيٌّ فإنّه لو سمعك لصارت له أربع أعينٍ. فسألاه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا تشركوا باللّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تمشوا ببريءٍ إلى ذي سلطانٍ ليقتله، ولا تقذفوا محصنةً -أو قال: لا تفرّوا من الزّحف -شعبة الشّاكّ -وأنتم يا يهود، عليكم خاصّةً أن لا تعدوا في السّبت". فقبّلا يديه ورجليه، وقالا نشهد أنّك نبيٌّ. [قال: "فما يمنعكما أن تتّبعاني؟ " قالا لأنّ داود، عليه السّلام، دعا ألّا يزال من ذرّيّته نبيٌّ]، وإنّا نخشى إن أسلمنا أن تقتلنا يهود.
فهذا الحديث رواه هكذا التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجه، وابن جريرٍ في تفسيره من طرقٍ عن شعبة بن الحجّاج، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
وهو حديث مشكلٌ، وعبد اللّه بن سلمة في حفظه شيءٌ، وقد تكلّموا فيه، ولعلّه اشتبه عليه التّسع الآيات بالعشر الكلمات، فإنّها، وصايا في التّوراة لا تعلّق لها بقيام الحجة على فرعون، والله أعلم.
ولهذا قال موسى لفرعون: (لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا ربّ السّماوات والأرض بصائر) أي: حججًا وأدلّةً على صدق ما جئتك به (وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا) أي: هالكًا. قاله مجاهدٌ وقتادة. وقال ابن عبّاسٍ ملعونًا. وقال: أيضًا هو والضّحّاك: (مثبورًا) أي: مغلوبًا. والهالك -كما قال مجاهدٌ -يشمل هذا كلّه، قال عبد اللّه بن الزّبعرى:
إذ أجاري الشّيطان في سنن الغـ = يّ ومن مال ميله مثبور
[بمعنى هالكٍ].
وقرأ بعضهم برفع التّاء من قوله: "علمت" وروي ذلك عن عليّ بن أبي طالبٍ. ولكن قراءة الجمهور بفتح التّاء على الخطاب لفرعون، كما قال تعالى: {فلمّا جاءتهم آياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مبينٌ * وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} [النّمل: 13، 14].
فهذا كلّه ممّا يدلّ على أنّ المراد بالتّسع الآيات إنّما هي ما تقدّم ذكره من العصا، واليد، والسّنين، ونقصٍ من الثّمرات، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم. الّتي فيها حججٌ وبراهين على فرعون وقومه، وخوارق ودلائل على صدق موسى ووجود الفاعل المختار الّذي أرسله. وليس المراد منها كما ورد في هذا الحديث، فإنّ هذه الوصايا ليس فيها حججٌ على فرعون وقومه، وأيّ مناسبةٍ بين هذا وبين إقامة البراهين على فرعون؟ وما جاء هذا الوهم إلّا من قبل "عبد اللّه بن سلمة فإنّ له بعض ما ينكر. واللّه أعلم. ولعلّ ذينك اليهوديّين إنّما سألا عن العشر الكلمات، فاشتبه على الرّاوي بالتّسع الآيات، فحصل وهم في ذلك. واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 124-126]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فأراد أن يستفزّهم من الأرض} أي: يخليهم منها ويزيلهم عنها {فأغرقناه ومن معه جميعًا}). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 126]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض} وفي هذا بشارةٌ لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم بفتح مكّة مع أنّ السّورة نزلت قبل الهجرة، وكذلك وقع؛ فإنّ أهل مكّة همّوا بإخراج الرّسول منها، كما قال تعالى: {وإن كادوا ليستفزّونك من الأرض ليخرجوك منها وإذًا لا يلبثون خلافك إلا قليلا * سنّة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنّتنا تحويلا} [الإسراء: 76، 77]؛ ولهذا أورث اللّه رسوله مكّة، فدخلها عنوة على أشهر القولين، وقهر أهلها، ثمّ أطلقهم حلمًا وكرمًا، كما أورث اللّه القوم الّذين كانوا يستضعفون من بني إسرائيل مشارق الأرض ومغاربها، وأورثهم بلاد فرعون وأموالهم وزروعهم وثمارهم وكنوزهم، كما قال: {كذلك وأورثناها بني إسرائيل} [الشّعراء: 59] وقال هاهنا (وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا) أي: جميعكم أنتم وعدوّكم.
قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة والضّحّاك: (لفيفًا) أي: جميعًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 126-127]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة