تفسير قوله تعالى: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى لكم فيها دفء ومنافع قال نسل كل دابة). [تفسير عبد الرزاق: 1/353]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (الدّفء ما استدفأت به»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الدّفء ما استدفأت به قال أبو عبيدة الدّفء ما استدفأت به من أوبارها ومنافعٌ ما سوى ذلك وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس في قوله {لكم فيها دفء} قال الثّياب ومن طريق مجاهدٍ قال لباسٌ ينسج ومن طريق قتادة مثله). [فتح الباري: 8/385]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الدّفء ما استدفأت به
أشار به إلى قوله تعالى: {والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون} (النّحل: 5) وفسّر الدفء بقوله: (ما استدفأت به) يعني: من الأكسية والأبنية، قال الجوهري: الدفء السخونة، تقول منه دفىء الرجل دفاء، مثل كره كراهة، وكذلك دفىء دفأً مثل ظمىء ظمأ، والاسم الدفء وهو الشّيء الّذي يدفيك، والجمع الأدفاء، وفسّر الجوهري: الدفء في الآية المذكورة بقوله: النّفع بنتاج الإبل وألبانها، وما ينتفع به منها، قال الله تعالى: {لكم فيها دفء}). [عمدة القاري: 19/16]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (الدفء) في قوله تعالى: {لكم فيها دفء} [النحل: 5] (ما استدفأت) به مما يقي البرد). [إرشاد الساري: 7/196]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والأنعام خلقها، لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون}.
يقول تعالى ذكره: ومن حججه عليكم أيّها النّاس ما خلق لكم من الأنعام، فسخّرها لكم، وجعل لكم من أصوافها وأوبارها وأشعارها ملابس تدفئون بها، ومنافع من ألبانها، وظهورها تركبونها {ومنها تأكلون} يقول: ومن الأنعام ما تأكلون لحمه كالإبل، والبقر، والغنم، وسائر ما يؤكل لحمه، وحذفت " ما " من الكلام لدلالة من عليها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، وعليّ بن داود، قال: المثنّى: أخبرنا وقال ابن داود: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ} يقول: الثّياب "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون} يعني بالدّفء: الثّياب، والمنافع: ما ينتفعون به من الأطعمة والأشربة "
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تعالى: {لكم فيها دفءٌ} قال: " لباسٌ ينسج، ومنها مركبٌ، ولبنٌ، ولحمٌ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " {لكم فيها دفءٌ} لباسٌ ينسج ومنافع، مركبٌ، ولحمٌ، ولبنٌ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لكم فيها دفءٌ ومنافع} قال: " نسل كلّ دابّةٍ ".
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا إسرائيل بإسناده، عن ابن عبّاسٍ، مثله
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع} يقول: لكم فيها لباسٌ ومنفعةٌ وبلغةٌ "
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع، ومنها تأكلون} قال: " هو منافع ومآكل "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع} قال: " دفء اللّحف الّتي جعلها اللّه منها "
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا محمّد بن بكرٍ، عن ابن جريجٍ قال: بلغني، عن مجاهدٍ: " {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع} قال: " نتاجها، وركوبها، وألبانها، ولحومها "). [جامع البيان: 14/165-167]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لكم فيها دفء ومنافع قال يقول فيها ما ينسج ومنها ما يركب ولبن ولحم). [تفسير مجاهد: 345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 6 - 8.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لكم فيها دفء} قال: الثياب {ومنافع} قال: ما تنتفعون به من الأطعمة والأشربة). [الدر المنثور: 9/10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لكم فيها دفء ومنافع} قال: نسل كل دابة). [الدر المنثور: 9/10]
تفسير قوله تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لكم فيها جمال حين تريحون قال إذا راحت كأعظم ما تكون أسنمة وأحسن ما تكون ضروعا). [تفسير عبد الرزاق: 1/353]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {تريحون} [النحل: 6] : «بالعشيّ» ، و {تسرحون} [النحل: 6] : «بالغداة»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تريحون بالعشيّ وتسرحون بالغداة قال أبو عبيدة في قوله ولكم فيها جمال حين تريحون أي بالعشي وحين تسرحون أي بالغداة). [فتح الباري: 8/386]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تريحون بالعشيّ وتسرحون بالغداة
أشار به إلى قوله تعالى: {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} (النّحل: 6) وفسّر: تريحون بالعشي، وتسرحون بالغداة وفي التّفسير، أي: تردونها إلى مراجها وهي حيث تأوى إليه، وحين تسرحون ترسلونها بالغداة إلى مراعيها، وقال قتادة: وأحسن ما يكون إذا راحت عظاماً ضروعها، طوالًا أسنمتها). [عمدة القاري: 19/16]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({تريحون}) تردّونها من مراعيها أو من مراحها. (بالعشي {وتسرحون}) تخرجونها (بالغداة) إلى المرعى). [إرشاد الساري: 7/196]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولكم فيها جمالٌ حين تريحون وحين تسرحون (6) وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفس، إنّ ربّكم لرءوفٌ رّحيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولكم في هذه الأنعام والمواشي الّتي خلقها لكم {جمالٌ حين تريحون} يعني: تردّونها بالعشيّ من مسارحها إلى مراحها ومنازلها الّتي تأوي إليها، ولذلك سمّي المكان المراح، لأنّها تراح إليه عشاء فتأوي إليه، يقال منه: أراح فلانٌ ماشيته فهو يريحها إراحةً. وقوله: {وحين تسرحون} يقول: وفي وقت إخراجكموها غدوةً من مراحها إلى مسارحها، يقال منه: سرّح فلانٌ ماشيته يسرّحها تسريحًا، وسروحًا إذا أخرجها للرّعي غدوةً، وسرحت الماشية: إذا خرجت للمرعى تسرح سرحًا وسروحًا، فالسّرح بالغداة والإراحة بالعشيّ، ومنه قول الشّاعر:
كأنّ بقايا الأثر فوق متونه = مدبّ الدّبى فوق النّقا وهو سارح
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولكم فيها جمالٌ حين تريحون وحين تسرحون} " وذلك أعجب ما يكون، إذا راحت عظامًا ضروعها، طوالاً أسنمتها، وحين تسرحون إذا سرحت لرعيتها "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ولكم فيها جمالٌ حين تريحون وحين تسرحون} قال: " إذا راحت كأعظم ما تكون أسنمةً، وأحسن ما تكون ضروعًا "). [جامع البيان: 14/168-169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: البركة في الغنم والجمال في الإبل). [الدر المنثور: 9/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجه عن عروة البارقي أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: الإبل عز لأهلها والغنم بركة). [الدر المنثور: 9/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ولكم فيها جمال حين تريحون} قال: إذا راحت كأعظم ما يكون أسنمة وأحسن ما تكون ضروعا {وحين تسرحون} قال: إذا سرحت لرعيها، قال قتادة: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الإبل فقال: هي عز لأهلها). [الدر المنثور: 9/11]
تفسير قوله تعالى: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا بشق الأنفس قال بجهد الأنفس). [تفسير عبد الرزاق: 1/353]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن جريج قال أخبرني داود بن أبي عاصم أن الغزو واجب على الناس أجمعين غزوة واحدة كهيئة الحج قال لي داود فقلت لأبن المسيب اعلم أن الغزو واجب على كل الناس فسكت فقد علمت أن لو أنكر ما قلت لبين لي فقلت لأبن المسيب تجهزت لا يهزني إلا ذلك حتى رابطت قال أجرت عنك). [تفسير عبد الرزاق: 1/353]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بشقّ} [النحل: 7] : «يعني المشقّة»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بشقٍّ يعني المشقّة قال أبو عبيدة في قوله لم تكونوا بالغيه إلّا بشق أي بمشقّة الأنفس وروى الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله إلّا بشق الأنفس قال المشقّة عليكم ومن طريق سعيد عن قتادة إلّا بشق الأنفس إلّا بجهد الأنفس
تنبيهٌ: قرأ الجمهور بكسر الشّين من شقّ وقرأها أبو جعفر بن القعقاع بفتحها قال أبو عبيدة هما بمعنًى وأنشد وذو إبلٍ تسعى ويحبسها له أخو نصبٍ من شقّها وذءوبٍ قال الأثرم صاحب أبي عبيدة سمعته بالكسر والفتح وقال الفرّاء معناهما مختلفٌ فبالكسر معناه ذابت حتّى صارت على نصف ما كانت وبالفتح المشقّة انتهى وكلام أهل التّفسير يساعد الأوّل). [فتح الباري: 8/386]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بشقّ يعني المشقّة
أشار به إلى قوله تعالى: {وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلاّ بشق الأنفس} (النّحل: 7) وفسّر الشق بالمشقة، وروى الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {إلّا بشق الأنفس} أي: بمشقّة الأنفس، وقراءة الجمهور بكسر الشين، وقرأها أبو جعفر بن القعقاع بفتحها، قال أبو عبيدة: هما بمعنى، وقال الفراء: معناهما مختلف بالكسر المشقّة وبالفتح من الشق في الشّيء كالشق في الجبل). [عمدة القاري: 19/16]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بشق}) الأنفس (يعني المشقّة) والكلفة). [إرشاد الساري: 7/196]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفس} يقول: وتحمل هذه الأنعام أثقالكم إلى بلدٍ آخر لم تكونوا بالغيه إلاّ بجهدٍ من أنفسكم شديدٍ، ومشقّةٍ عظيمةٍ، كما؛
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا شريكٌ، عن جابرٍ، عن عكرمة: {وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفس} قال: " لو تكلّفونه لم تبلغوه إلاّ بجهدٍ شديدٍ "
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن شريكٍ، عن سماكٍ، عن عكرمة: {إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفس} قال: " لو كلّفتموه لم تبلغوه إلاّ بشقّ الأنفس "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سماكٍ، عن عكرمة: {إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفس} قال: " البلد: مكّة "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {إلاّ بشقّ الأنفس} قال: " مشقّةٌ عليكم ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفس} يقول: بجهد الأنفس ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، بنحوه.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار بكسر الشّين: {إلاّ بشقّ الأنفس}.
سوى أبي جعفرٍ القارئ، فإنّ؛
- المثنّى حدّثني قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، قال: حدّثني أبو سعيدٍ الرّازيّ، عن أبي جعفرٍ قارئ المدينة أنّه " كان يقرأ: ( لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفس ) بفتح الشّين، وكان يقول: إنّما الشّقّ: شقّ النّفس ".
- وقال ابن أبي حمّادٍ: وكان معاذٌ الهرّاء يقول: هي لغةٌ، تقول العرب بشقٍّ وبشقٍّ، وبرقٍّ وبرقٍّ.
- والصّواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار وهي كسر الشّين، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه وشذوذ ما خالفه، وقد ينشد هذا البيت بكسر الشّين وفتحها، وذلك قول الشّاعر:
وذي إبلٍ يسعى ويحسبها له أخي = نصبٍ من شقّها ودءوب
و " من شقّيها " أيضًا بالكسر والفتح، وكذلك قول العجّاج:
أصبح مسحولٌ يوازي شقًّا
و " شقًّا " بالفتح والكسر ويعني بقوله: " يوازي شقًّا ": يقاسي مشقّةً وكان بعض أهل العربيّة يذهب بالفتح إلى المصدر من شققت عليه أشقّ شقًّا، وبالكسر إلى الاسم وقد يجوز أن يكون الّذين قرءوا بالكسر أرادوا إلاّ بنقصٍ من القوّة وذهاب شيءٍ منها حتّى لا يبلغه إلاّ بعد نقصها، فيكون معناه عند ذلك: لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ قوى أنفسكم وذهاب شقّها الآخر ويحكى عن العرب: خذ هذا الشّقّ: لشقّة الشّاة بالكسر، فأمّا في شققّت عليك شقًّا فلم يحك فيه إلاّ النّصب
وقوله: {إنّ ربّكم لرءوفٌ رحيمٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ ربّكم أيّها النّاس ذو رأفةٍ بكم ورحمةٍ، من رحمته بكم، خلق لكم الأنعام لمنافعكم ومصالحكم، وخلق السّماوات والأرض أدلّةً لكم على وحدانيّة ربّكم ومعرفة إلهكم، لتشكروه على نعمه عليكم، فيزيدكم من فضله). [جامع البيان: 14/169-172]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس يعني إلا بمشقة). [تفسير مجاهد: 345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وتحمل أثقالكم إلى بلد} قال يعني مكة {لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس} قال: لو تكلفتموه لم تطيقوا إلا بجهد شديد). [الدر المنثور: 9/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إلا بشق الأنفس} قال: مشقة عليكم). [الدر المنثور: 9/12]
تفسير قوله تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لتركبوها وزينة قال جعلها لتركبوها وزينة). [تفسير عبد الرزاق: 1/353]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينةً، ويخلق ما لا تعلمون}.
يقول تعالى ذكره: وخلق الخيل والبغال والحمير لكم أيضًا {لتركبوها وزينةً} يقول: وجعلها لكم زينةً تتزيّنون بها مع المنافع الّتي فيها لكم، للرّكوب وغير ذلك، ونصب الخيل والبغال عطفًا على الهاء والألف في قوله: {خلقها} ونصب الزّينة بفعلٍ مضمرٍ على ما بيّنت، ولو لم يكن معها واوٌ وكان الكلام: " لتركبوها زينةً " كانت منصوبةً بالفعل الّذي قبلها الّذي هي به متّصلةٌ، ولكن دخول الواو آذنت بأنّ معها ضمير فعلٍ وبانقطاعها عن الفعل الّذي قبلها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {لتركبوها وزينةً} قال: " جعلها لتركبوها، وجعلها زينةً لكم ".
وكان بعض أهل العلم يرى أنّ في هذه الآية دلالةً على تحريم أكل لحوم الخيل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا أبو حمزة، عن أبي إسحاق، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها} قال: " هذه للرّكوب {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ} قال: " هذه للأكل "
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة قال: حدّثنا هشامٌ الدّستوائيّ قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن مولى نافع بن علقمة: أنّ ابن عبّاسٍ " كان يكره لحوم الخيل والبغال والحمير، وكان يقول: قال اللّه {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون} فهذه للأكل، {والخيل والبغال والحمير لتركبوها} فهذه للرّكوب "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ: " أنّه سئل عن لحوم الخيل، فكرهها، وتلا هذه الآية: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها} الآية "
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: أنّه " سئل عن لحوم الخيل، فقال: اقرأ الّتي قبلها: {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون}. {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينةً} فجعل هذه للأكل، وهذه للرّكوب "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنيّة، عن أبيه، عن الحكم: {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون} فجعل منه الأكل، ثمّ قرأ حتّى بلغ: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها} قال: " لم يجعل لكم فيها أكلاً " قال: وكان الحكم يقول: " والخيل والبغال والحمير حرامٌ في كتاب اللّه "
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا ابن أبي غنيّة، عن الحكم، قال: " لحوم الخيل حرامٌ في كتاب اللّه، ثمّ قرأ: {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع} إلى قوله: {لتركبوها} ".
وكان جماعةٌ غيرهم من أهل العلم يخالفونهم في هذا التّأويل، ويرون أنّ ذلك غير دالٍّ على تحريم شيءٍ، وأنّ اللّه جلّ ثناؤه إنّما عرّف عباده بهذه الآية وسائر ما في أوائل هذه السّورة نعمه عليهم، ونبّههم به على حججه عليهم، وأدلّته على وحدانيّته، وخطأ فعل من يشرك به من أهل الشّرك
ذكر بعض من كان لا يرى بأسًا بأكل لحم الفرس
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود: " أنّه أكل لحم فرس ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، بنحوه
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: " نحر أصحابنا فرسًا في النّجع وأكلوا منه، ولم يروا به بأسًا ".
والصّواب من القول في ذلك عندنا ما قاله أهل القول الثّاني، وذلك أنّه لو كان في قوله تعالى ذكره: {لتركبوها} دلالةٌ على أنّها لا تصلح إذ كانت للرّكوب للأكل لكان في قوله: {فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون} دلالةٌ على أنّها لا تصلح إذ كانت للأكل والدّفء للرّكوب، وفي إجماع الجميع على أنّ ركوب ما قال تعالى ذكره: {ومنها تأكلون} جائزٌ حلالٌ غير حرامٍ، دليلٌ واضحٌ على أنّ أكل ما قال: {لتركبوها} جائزٌ حلالٌ غير حرامٍ، إلاّ بما نصّ على تحريمه أو وضع على تحريمه دلالةٌ من كتابٍ أو وحيٍ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأمّا بهذه الآية فلا يحرم أكل شيءٍ، وقد وضع الدّلالة على تحريم لحوم الحمر الأهليّة بوحيه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وعلى البغال بما قد بيّنّا في كتابنا كتاب الأطعمة بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، إذ لم يكن هذا الموضع من مواضع البيان عن تحريم ذلك، وإنّما ذكرنا ما ذكرنا ليدلّ على أنّه لا وجه لقول من استدلّ بهذه الآية على تحريم لحم الفرس
- حدّثنا أحمد، حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن عبد الكريم، عن عطاءٍ، عن جابرٍ، قال: " كنّا نأكل لحم الخيل على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قلت: فالبغال؟ قال: أمّا البغال فلا "
وقوله: {ويخلق ما لا تعلمون} يقول تعالى ذكره: ويخلق ربّكم مع خلقه هذه الأشياء الّتي ذكرها لكم ما لا تعلمون، ممّا أعدّ في الجنّة لأهلها، وفي النّار لأهلها، ممّا لم تره عينٌ، ولا سمعته أذنٌ، ولا خطر على قلب بشرٍ). [جامع البيان: 14/172-176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله تعالى إنما سخرها لكم لتبلغوا إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم). [الدر المنثور: 9/12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه عن معاذ بن أنس عن أبيه: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال لهم: اركبوا هذه الدواب سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله تعالى منه). [الدر المنثور: 9/12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن دينار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تتخذوا ظهور الدواب كراسي لأحاديثكم فرب راكب مركوبة هي خير من راكبها وأكثر ذكرا لله تعالى منه). [الدر المنثور: 9/12-13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن دينار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تتخذوا ظهور الدواب كراسي لأحاديثكم فرب راكب مركوبة هي خير منه وأطوع لله منه وأكثر ذكرا). [الدر المنثور: 9/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن حبيب قال: كان يكره طول الوقوف على الدابة وأن تضرب وهي محسنة). [الدر المنثور: 9/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي الدرداء عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثير). [الدر المنثور: 9/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {لتركبوها وزينة} قال: جعلها لتركبوها وجعلها زينة لكم). [الدر المنثور: 9/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة: أن أبا عياض كان يقرؤها {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} يقول: جعلها زينة). [الدر المنثور: 9/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كانت الخيل وحشية فذللها الله لإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام). [الدر المنثور: 9/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال: بلغني أن الله أراد أن يخلق الفرس قال لريح الجنوب: إني خالق منك خلقا أجعله عزا لأوليائي ومذلة لأعدائي وحمى لأهل طاعتي فقبض من الريح قبضة فخلق منها فرسا فقال: سميتك فرسا وجعلتك عربيا الخير معقود بناصيتك والغنائم محازة على ظهرك والغنى معك حيث كنت أرعاك لسعة الرزق على غيرك من الدواب وجعلتك لها سيدا وجعلتك تطير بلا جناحين فأنت للطلب وأنت للهرب وسأحمل عليك رجالا يسبحوني فتسبحني معهم إذا سبحوا ويهللوني فتهللني معهم إذا هللوا ويكبروني فتكبرني معهم إذا كبروا فلما صهل الفرس قال: باركت عليك أرهب بصهيلك المشركين أملأ منه آذانهم وأرعب منه قلوبهم وأذل أعناقهم فلما عرض الخلق على آدم وسماهم قال الله تعالى: يا آدم اختر من خلقي من أحببت فاختار الفرس فقال الله: اخترت عزك وعز ولدك باق فيهم ما بقوا وينتج منه أولادك أولادا فبركتي عليك وعليهم فما من تسبيحة ولا تهليلة ولا تكبيرة تكون من راكب الفرس إلا والفرس تسمعها وتجيبه مثل قوله). [الدر المنثور: 9/13-14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال: سأل رجل ابن عباس عن أكل لحوم الخيل فكرهها وقرأ {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} ). [الدر المنثور: 9/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه كان يكره لحوم الخيل ويقول: قال الله: {والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون} فهذه للأكل {والخيل والبغال والحمير لتركبوها} فهذه للركوب). [الدر المنثور: 9/14-15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد أنه سئل عن لحوم الخيل فقال: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها}). [الدر المنثور: 9/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الحكم في قوله: {والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون} فجعل منه الأكل ثم قرأ {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} قال: لم يجعل لكم فيها أكلا وكان الحكم يقول: الخيل والبغال والحمير حرام في كتاب الله). [الدر المنثور: 9/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد وأبو داود والنسائي، وابن المنذر عن خالد بن الوليد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن لحوم الخيل والبغال والحمير). [الدر المنثور: 9/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن أبي شيبة والترمذي وصححه والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال: طعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل ونهانا عن لحوم الحمر الأهلية). [الدر المنثور: 9/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود، وابن أبي حاتم من طريق أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله أنهم ذبحوا يوم خيبر الحمير والبغال والخيل فنهاهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الحمير والبغال ولم ينههم عن الخيل). [الدر المنثور: 9/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شبية والنسائي، وابن جرير، وابن مردويه من طريق عطاء، عن جابر قال: كنا نأكل لحم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: والبغال قال: أما البغال فلا). [الدر المنثور: 9/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي، وابن ماجه، وابن المنذر عن أسماء قالت: نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه). [الدر المنثور: 9/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن دحية الكلبي قال: قلت يا رسول الله أحمل لك حمارا على فرس فينتج لك بغلا وتركبها قال: إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون). [الدر المنثور: 9/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه، وابن عساكر عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {ويخلق ما لا تعلمون} قال البراذين). [الدر المنثور: 9/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن مجاهد في قوله: {ويخلق ما لا تعلمون} قال: السوس في الثياب). [الدر المنثور: 9/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما خلق الله لأرضا من لؤلؤة بيضاء مسيرة ألف عام عليها جبل من ياقوتة حمراء محدق بها في تلك الأرض ملك قد ملأ شرقها وغربها له ستمائة رأس في كل رأس ستمائة وجه في كل وجه ستون ألف فم، في كل فم ستون ألف لسان يثني على الله ويقدسه ويهلله ويكبره بكل لسان ستمائة ألف وستين ألف مرة فإذا كان يوم القيامة نظر إلى عظمة الله فيقول: وعزتك ما عبدتك حق عبادتك، فذلك قوله: {ويخلق ما لا تعلمون} ). [الدر المنثور: 9/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن الشعبي قال: إن لله عبادا من وراء الأندلس كما بيننا وبين الأندلس ما يرون أن الله عصاه مخلوق رضراضهم الدر والياقوت وجبالهم الذهب والفضة لا يحرثون ولا يزرعون ولا يعملون عملا لهم شجر على أبوابهم لها ثمر هي طعامهم وشجر لها أوراق عراض هي لباسهم). [الدر المنثور: 9/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب أنه قيل له: أخبرنا من أتى سعالة الريح وإنه رأى بها أربع نجوم كانها أربعة أقمار فقال وهب: {ويخلق ما لا تعلمون}). [الدر المنثور: 9/18]
تفسير قوله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ومنها جائر قال في حرف ابن مسعود ومنكم جائر). [تفسير عبد الرزاق: 1/354]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {قصد السّبيل} [النحل: 9] : «البيان الدّفء ما استدفأت»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قصد السّبيل البيان وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله وعلى الله قصد السّبيل قال البيان ومن طريق العوفيّ عن بن عبّاسٍ مثله وزاد البيان بيان الضّلالة والهدى). [فتح الباري: 8/385]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قصد السّبيل البيان
أشار به إلى قوله تعالى: {وعلى الله قصد السّبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين} (النّحل: 9) وفسّر القصد بالبيان وكذا روى عن ابن عبّاس أخرجه الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه، قيل: قصد السّبيل بيان طريق الحكم لكم، والقصد الطّريق المستقيم، وقيل: بيان الشّرائع والفرائض، وعن ابن المبارك: قصد السّبيل السّنة. قوله: (ومنها) أي: ومن السّبيل، والتأنيث باعتبار أن لفظ السّبيل واحد، ومعناها: الجمع. قوله: (جائر) أي: معوج عن الاستقامة). [عمدة القاري: 19/15-16]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: وعلى الله ({قصد السبيل} البيان). [النحل: 5] للطريق الموصل إلى الحق رحمة منه وفضلًا). [إرشاد الساري: 7/196]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وعلى اللّه قصد السّبيل ومنها جائرٌ ولو شاء لهداكم أجمعين}.
يقول تعالى ذكره: وعلى اللّه أيّها النّاس بيان طريق الحقّ لكم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ، فإنّما يضلّ عليها والسّبيل: هي الطّريق، والقصد من الطّرق: المستقيم الّذي لا اعوجاج فيه، كما قال الرّاجز:
فصدّ عن نهج الطّريق القاصد
وقوله: {ومنها جائرٌ} يعني تعالى ذكره: ومن السّبيل جائرٌ عن الاستقامة معوجٌّ، فالقاصد من السّبيل: الإسلام، والجائر منها: اليهوديّة والنّصرانيّة وغير ذلك من ملل الكفر كلّها جائرٌ عن سواء السّبيل وقصدها، سوى الحنيفيّة المسلمة، وقيل: ومنها جائرٌ، لأنّ السّبيل يؤنّث ويذكّر، فأنّثت في هذا الموضع، وقد كان بعضهم يقول: وإنّما قيل: " ومنها " لأنّ السّبيل وإن كان لفظها لفظ واحدٍ فمعناها الجمع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {وعلى اللّه قصد السّبيل} يقول: البيان "
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وعلى اللّه قصد السّبيل} يقول: " على اللّه البيان، أن يبيّن الهدى والضّلالة "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وعلى اللّه قصد السّبيل} قال: " طريق الحقّ على اللّه ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {وعلى اللّه قصد السّبيل} يقول: " على اللّه البيان، بيان حلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وعلى اللّه قصد السّبيل} قال: " السّبيل: طريق الهدى "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {وعلى اللّه قصد السّبيل} قال: " إنارتها "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وعلى اللّه قصد السّبيل} يقول: " على اللّه البيان، يبيّن الهدى من الضّلالة، ويبيّن السّبيل الّتي تفرّقت عن سبله، ومنها جائرٌ "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ومنها جائرٌ} " أي من السّبل، سبل الشّيطان، وفي قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: ( ومنكم جائرٌ، ولو شاء اللّه لهداكم أجمعين ) "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ومنها جائرٌ} قال: " في حرف ابن مسعودٍ: ( ومنكم جائرٌ ) "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: " {ومنها جائرٌ} يعني: السّبل المتفرّقة "
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: " {ومنها جائرٌ} يقول: الأهواء المختلفة "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: " {ومنها جائرٌ} يعني السّبل الّتي تفرّقت عن سبيله "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: " {ومنها جائرٌ} السّبل المتفرّقة عن سبيله "
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ومنها جائرٌ} قال: " من السّبل جائرٌ عن الحقّ، قال: قال اللّه: {ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله} "
وقوله: {ولو شاء لهداكم أجمعين} يقول: ولو شاء اللّه للطف بجميعكم أيّها النّاس بتوفيقه، فكنتم تهتدون وتلزمون قصد السّبيل، ولا تجورون عنه فتتفرّقون في سبلٍ عن الحقّ جائرةٍ، كما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولو شاء لهداكم أجمعين} قال: " لو شاء لهداكم أجمعين لقصد السّبيل الّذي هو الحقّ، وقرأ: {ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعًا} الآية، وقرأ: {ولو شئنا لآتينا كلّ نفسٍ هداها} الآية "). [جامع البيان: 14/177-180]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وعلى الله قصد السبيل يعني طريق الحق على الله عز وجل). [تفسير مجاهد: 345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 9 - 13.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وعلى الله قصد السبيل} يقول البيان {ومنها جائر} قال الأهواء المختلفة). [الدر المنثور: 9/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وعلى الله قصد السبيل} يقول: على الله أن يبين الهدى والضلالة {ومنها جائر} قال السبيل المتفرقة). [الدر المنثور: 9/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وعلى الله قصد السبيل} قال طريق الحق على الله). [الدر المنثور: 9/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وعلى الله قصد السبيل} قال: على الله بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته {ومنها جائر} قال: على السبيل ناكب عن الحق وفي قراءة ابن مسعود ومنكم جائر). [الدر المنثور: 9/18-19]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف عن علي أنه كان يقرأ هذه الآية فمنكم جائر). [الدر المنثور: 9/19]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {وعلى الله قصد السبيل} قال: طريق الهدى {ومنها جائر} قال: من السبل جائر عن الحق وقرأ (ولا تتبعوا السبل فتقرق بكم عن سبيله) (الأنعام آية 153) {ولو شاء لهداكم أجمعين} لقصد السبيل الذي هو الحق وقرأ (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا) (يونس آية 99) وقرأ (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) (السجدة آية 13) والله أعلم). [الدر المنثور: 9/19]