تفسير قوله تعالى: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه، سبحانه وتعالى عمّا يشركون}.
يقول تعالى ذكره: أتى أمر اللّه فقرب منكم أيّها النّاس ودنا، فلا تستعجلوا وقوعه.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في الأمر الّذي أعلم اللّه عباده مجيئه وقربه منهم ما هو، وأيّ شيءٍ هو؟ فقال بعضهم: هو فرائضه وأحكامه
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه} قال: " الأحكام والحدود والفرائض".
وقال آخرون: بل ذلك وعيدٌ من اللّه لأهل الشّرك به، أخبرهم أنّ السّاعة قد قربت، وأنّ عذابهم قد حضر أجله فدنا
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين, قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: " لمّا نزلت هذه الآية، يعني: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه} قال رجلٌ من المنافقين بعضهم لبعضٍ: إنّ هذا يزعم أنّ أمر اللّه قد أتى، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتّى تنظروا ما هو كائنٌ فلمّا رأوا أنّه لا ينزل شيءٌ، قالوا: ما نراه نزل شيءٌ، فنزلت: {اقترب للنّاس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون}، فقالوا: إنّ هذا يزعم مثلها أيضًا فلمّا رأوا أنّه لا ينزل شيءٌ، قالوا: ما نراه نزل شيءٌ، فنزلت: {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ ليقولنّ ما يحبسه، ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} "
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن إسماعيل، عن أبي بكر بن حفصٍ، قال: " لمّا نزلت: {أتى أمر اللّه} رفعوا رءوسهم، فنزلت: {فلا تستعجلوه} "
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن شعيبٍ، قال: سمعت أبا صادقٍ، يقرأ: ( يا عبادي، أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه ).
وأولى القولين في ذلك عندي بالصّواب، قول من قال: هو تهديدٌ من أهل الكفر به وبرسوله، وإعلامٌ منه لهم قرب العذاب منهم والهلاك، وذلك أنّه عقّب ذلك بقوله سبحانه وتعالى: {عمّا يشركون} فدلّ بذلك على تقريعه المشركين به ووعيده لهم وبعد، فإنّه لم يبلغنا أنّ أحدًا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم استعجل فرائض قبل أن تفرض عليهم فيقال لهم من أجل ذلك: قد جاءتكم فرائض اللّه فلا تستعجلوها، وأمّا مستعجلو العذاب من المشركين، فقد كانوا كثيرًا
وقوله سبحانه وتعالى: {عمّا يشركون}. يقول تعالى ذكره: تنزيهًا للّه وعلوًّا له عن الشّرك الّذي كانت قريشٌ ومن كان من العرب على مثل ما هم عليه يدين به.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله تعالى: {عمّا يشركون} فقرأ ذلك أهل المدينة وبعض البصريّين والكوفيّين: {عمّا يشركون} بالياء على الخبر عن أهل الكفر باللّه وتوجيهٍ للخطاب بالاستعجال إلى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وكذلك قرءوا الثّانية بالياء وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة بالتّاء على توجيه الخطاب بقوله: {فلا تستعجلوه} إلى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وبقوله تعالى: {عمّا تشركون} إلى المشركين، والقراءة بالتّاء في الحرفين جميعًا على وجه الخطاب للمشركين أولى بالصّواب، لما بيّنت من التّأويل أنّ ذلك إنّما هو وعيدٌ من اللّه للمشركين، ابتدأ أوّل الآية بتهديدهم وختم آخرها بنكير فعلهم، واستعظام كفرهم، على وجه الخطاب لهم). [جامع البيان: 14/158-160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لما نزلت {أتى أمر الله} ذعر أصحاب الرسول حتى نزلت {فلا تستعجلوه} فسكنوا). [الدر المنثور: 9/5]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي بكر بن حفص قال: لما نزلت {أتى أمر الله} قاموا فنزلت {فلا تستعجلوه} ). [الدر المنثور: 9/5]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس {أتى أمر الله} قال: خروج محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 9/6]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب قال: دخلت المسجد فصليت فقرأت سورة النحل وجاء رجلان فقرآ خلاف قراءتنا فأخذت بأيدهما فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله استقرئ هذين فقرأ أحدهما فقال: أصبت، ثم استقرأ الآخر فقال: أصبت، فدخل قلبي أشد مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري فقال: أعاذك الله من الشك والشيطان، فتصببت عرقا قال: أتاني جبريل فقال: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: إن أمتي لا تستطيع ذلك حتى قال: سبع مرات، فقال لي: اقرأ على سبعة أحرف بكل ردة رددتها مسألة). [الدر المنثور: 9/6]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج قال: لما نزلت هذه الآية {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قال رجال من المنافقين بعضهم لبعض: إن هذا يزعم أن أمر الله قد أتى فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى تنظروا ما هو كائن فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نراه نزل، فنزلت {اقترب للناس حسابهم} الآية، فقالوا: إن هذا يزعم مثلها أيضا فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نراه نزل شيء فنزلت (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة) (هود آية 8) الآية). [الدر المنثور: 9/6-7]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس فما تزال ترتفع في السماء حتى تملأ السماء ثم ينادي مناد: ياأيها الناس فيقبل الناس بعضهم على بعض: هل سمعتم فمنهم من يقول: نعم، ومنهم من يشك، ثم ينادي الثانية: ياأيها الناس هل سمعتم فيقولون: نعم، ثم ينادي: أيها الناس {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالذي نفسي بيده إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه وإن الرجل ليملأ حوضه فما يسقى فيه شيئا وإن الرجل ليحلب ناقته فما يشربه ويشغل الناس). [الدر المنثور: 9/7]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قال: الأحكام والحدود والفرائض). [الدر المنثور: 9/7-8]
تفسير قوله تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ينزل الملائكة بالروح قال بالوحي والرحمة). [تفسير عبد الرزاق: 1/353]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {ينزل الملائكة بالروح} قال: بالنبوة [الآية: 2]). [تفسير الثوري: 164]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنّه لا إله إلاّ أنا فاتّقون}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ينزّل الملائكة} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والكوفة: {ينزّل الملائكة} بالياء وتشديد الزّاي ونصب الملائكة، بمعنى ينزّل اللّه الملائكة بالرّوح وقرأ ذلك بعض البصريّين وبعض المكّيّين: ( ينزل الملائكة ) بالياء وتخفيف الزّاي ونصب الملائكة، وحكي عن بعض الكوفيّين أنّه كان يقرؤه: ( تنزّل الملائكة )، بالتّاء وتشديد الزّاي والملائكة بالرّفع، على اختلافٍ عنه في ذلك وقد روي عنه موافقة سائر قرّاء بلده.
وأولى القراءات بالصّواب في ذلك عندي قراءة من قرأ: {ينزّل الملائكة} بمعنى: ينزّل اللّه ملائكةً، وإنّما اخترت ذلك، لأنّ اللّه هو المنزّل ملائكته بوحيه إلى رسله، فإضافة فعل ذلك إليه أولى وأحقّ واخترت " ينزّل " بالتّشديد على التّخفيف، لأنّه تعالى ذكره كان ينزّل من الوحي على من نزّله شيئًا بعد شيءٍ، والتّشديد به إذ كان ذلك معناه أولى من التّخفيف.
فتأويل الكلام: ينزّل اللّه ملائكته بما يحيا به الحقّ ويضمحلّ به الباطل من أمره {على من يشاء من عباده} يعني على من يشاء من رسله {أن أنذروا} ف " أن " الأولى في موضع خفضٍ، ردًّا على " الرّوح "، والثّانية في موضع نصبٍ ب " أنذروا " ومعنى الكلام: ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده، بأن أنذروا عبادي سطوتي على كفرهم بي وإشراكهم في اتّخاذهم معي الآلهة والأوثان، فإنّه {لا إله إلاّ أنا} يقول: لا تنبغي الألوهة إلاّ لي، ولا يصلح أن يعبد شيءٌ سواي، {فاتّقون} يقول: فاحذروني بأداء فرائضي وإفراد العبادة وإخلاص الرّبوبيّة لي، فإنّ ذلك نجاتكم من الهلكة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {ينزّل الملائكة بالرّوح} يقول: بالوحي "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده} يقول: ينزّل الملائكة "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {بالرّوح من أمره} " إنّه لا ينزل ملكٌ إلاّ ومعه روحٌ ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ قال: قال ابن جريجٍ، قال مجاهدٌ: قوله: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره} قال: " لا ينزل ملكٌ إلاّ معه روحٌ {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده} قال: " بالنّبوّة ".
- قال ابن جريجٍ: وسمعت أنّ الرّوح خلقٌ من الملائكة نزل به الرّوح {ويسألونك عن الرّوح، قل الرّوح من أمر ربّي} "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ، في قوله: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنّه لا إله إلاّ أنا فاتّقون} قال: " كلّ كلمٍ تكلّم به ربّنا فهو روحٌ منه، {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا}، إلى قوله: {ألا إلى اللّه تصير الأمور} "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره} يقول: " ينزّل بالرّحمة والوحي من أمره، {على من يشاء من عباده} فيصطفي منهم رسلاً "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده} قال: " بالوحي والرّحمة ".
وأمّا قوله: {أن أنذروا أنّه لا إله إلاّ أنا فاتّقون} فقد بيّنّا معناه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أن أنذروا أنّه لا إله إلاّ أنا فاتّقون} " إنّما بعث اللّه المرسلين أن يوحّد اللّه وحده، ويطاع أمره، ويجتنب سخطه "). [جامع البيان: 14/161-164]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن أبي نجيح عن مجاهد ينزل الملائكة بالروح من أمره قال لا ينزل ملك إلا معه روح). [تفسير مجاهد: 345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ينزل الملائكة بالروح} قال: بالوحي). [الدر المنثور: 9/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم بن أبي أياس وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال: {الروح} أمر من أمر الله وخلق من خلق الله وصورهم على صورة بني آدم، وما ينزل من السماء ملك إلا ومعه واحد من الروح ثم تلا (يوم يقوم الروح والملائكة صفا) (النبأ آية 38) ). [الدر المنثور: 9/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله: {ينزل الملائكة بالروح من أمره} قال: إنه لا ينزل ملك إلا ومعه روح كالحفيظ عليه لا يتكلم ولا يراه ملك ولا شيء مما خلق الله). [الدر المنثور: 9/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ينزل الملائكة بالروح من أمره} قال: بالوحي والرحمة). [الدر المنثور: 9/9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {ينزل الملائكة بالروح} قال: بالنبوة). [الدر المنثور: 9/9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله: {ينزل الملائكة بالروح} قال: القرآن). [الدر المنثور: 9/9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله: {ينزل الملائكة بالروح} قال: كل شيء تكلم به ربنا فهو روح {من أمره} قال: بالرحمة والوحي على من يشاء من عباده فيصطفي منهم رسلا، {أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون} قال: بها بعث الله المرسلين أن يوحد الله وجده ويطاع أمره ويجتنب سخطه). [الدر المنثور: 9/9]
تفسير قوله تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {خلق السّموات والأرض بالحقّ تعالى عمّا يشركون}
يقول تعالى ذكره معرّفًا خلقه حجّته عليهم في توحيده، وأنّه لا تصلح الألوهة إلاّ له: خلق ربّكم أيّها النّاس السّماوات والأرض بالعدل وهو الحقّ منفردًا بخلقها لم يشركه في إنشائها وإحداثها شريكٌ ولم يعنه عليه معينٌ، فأنّى يكون له شريكٌ {تعالى عمّا يشركون} يقول جلّ ثناؤه: علا ربّكم أيّها القوم عن شرككم ودعواكم إلهًا دونه، فارتفع عن أن يكون له مثلٌ أو شريكٌ أو ظهيرٌ، لأنّه لا يكون إلهًا إلاّ من يخلق وينشئ بقدرته مثل السّماوات والأرض، ويبتدع الأجسام فيحدثها من غير شيءٍ، وليس ذلك في قدرة أحدٍ سوى اللّه الواحد القهّار، الّذي لا تنبغي العبادة إلاّ له، ولا تصلح الألوهة لشيءٍ سواه). [جامع البيان: 14/164-165]
تفسير قوله تعالى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {خلق الإنسان من نطفةٍ فإذا هو خصيمٌ مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: ومن حججه عليكم أيضًا أيّها النّاس، أنّه خلق الإنسان من نطفةٍ، فأحدث من ماءٍ مهينٍ خلقًا عجيبًا، قلبه تاراتٍ خلقًا بعد خلقٍ في ظلماتٍ ثلاثٍ، ثمّ أخرجه إلى ضياء الدّنيا بعد ما تمّ خلقه، ونفخ فيه الرّوح، فغذّاه ورزقه القوت ونمّاه، حتّى إذا استوى على سوقه كفر بنعمة ربّه، وجحد مدبّره، وعبد من لا يضرّ ولا ينفع، وخاصم إلهه، فقال {من يحيي العظام وهي رميمٌ}، ونسي الّذي خلقه فسوّاه خلقًا سويًّا من ماء مهينٍ. ويعني بالمبين: أنّه يبين عن خصومته بمنطقه ويجادل بلسانه، فذلك إبانته. وعنى بالإنسان: جميع النّاس، أخرج بلفظ الواحد وهو في معنى الجميع). [جامع البيان: 14/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأحمد، وابن ماجه والحاكم وصححه عن يسر بن جحاش قال: بصق رسول الله في كفه ثم قال: يقول الله أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك فعدلتك مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: أتصدق وأنى أوان الصدقة). [الدر المنثور: 9/10]